الثلاثاء، 24 مايو 2011

قصيدتان فيهما الغيث همى !!........ ما هذا السحر ؟..... ابن الخطيب و أبو ماضى .. أيهما أشعر ؟.... يا عشاق العربية ..



جادك الغيـث إذا الغيـث همـى      ×××     يـا زمـان الوصـل بالأنـدلـس 
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا           أى الجزاء    لغيثُ يبغي إن همى ؟  
قصيدتان فيهما الغيث همى !!........ ما هذا السحر ؟..
ابن الخطيب و أبو ماضى .. أيهما أشعر ؟.... يا عشاق العربية



كنت كلما سمعت أن الغيث همي . أكاد  أذوب  من سحر  التشبيه  والتصور  .واستعيد  أبيات لسان الدين ابن الخطيب  حين تهيم من ثغر القيثارة فيروز  فأزور عوالم من سحر وغناء وأحلق في سموات لم أحلم بها قبلا . حتي اتاني بيت ايليا أبو ماضي في رائعته  كن بلسما  فاحترت  ايهما أشعر  لو نزعنا  الرداء الماسي من فيروز علي شيخنا ابن الخطيب  .إن السحر والفتنة بالغيث إذاهمي  ويبغي إن همي يفتتني عن صواب الحكم .... فهل يفتيني أحد ؟  تعالوا نقرأها معا : 


جادك الغيث إذا الغيث همى يازمان الوصل بالأندلس .
 لسان الدين ابن الخطيب
جادك الغيـث إذا الغيـث همـى ××× يـا زمـان الوصـل بالأنـدلـس
لـم يكـن وصـلـك إلا حلـمـا ××× في الكرى أو خلسـة المختلـس
إذ يقـود الدهـر أشتـات المنـى ××× ننقـل الخطـو علـى ماتـرسـم
زمـرا بـيـن فُــرادى وثـنـا ××× مثلمـا يدعـو الحجيـج الموسـم
والحيا قد جلـل الـروض سنـا ××× فثغـور الزهـر فـيـه تبـسـم
وروى النعمان عن مـاء السمـاء ××× كيف يـروي مالـكٌ عـن أنـس
فكسـاه الحسـن ثوبـاً مُعلـمـاً ××× يزد َ هـي منـه بأبهـى ملبـس


في ليـال ٍ كتمـت سـر الهـوى ××× بالدجـى لـولا شمـوس الغُـرر
مال نجـم الكـأس فيهـا وهـوى ××× مستقيـم السيـر سعـد الأثــر
وطرٌ مافيه مـن عيـب ٍ سـوى ××× أنـه مــرَّ كلـمـح البـصـر
حيـن لـذّ النـوم شيئـاً أو كمـا ××× هجـم الصبـح هجـوم الحـرس
غـارت الشهـب بنـا أو ربمـا ××× أثـرت فينـا عيـون النـرجـس

بالَّذي أسكَرَ مِن عَزمِ اللما    ×××  كُلُّ عَزمٍ تَحتَسيهِ وَ حَبب
و الَّذي كَحَّلَ جَفنَيكَ بِما       ×××    سَجَدَ السِحرُ لَديه و اقتَرَب
و الَّذي أجرى دُموعي عِندما 
××× عِندما أعرَضتَ مِن غَيرِ سَبَب
ضَع على صَدريَ يُمناكَ فَما ××× أجدَرَ الماءَ بإطفاءِ اللَهَب


أيٌّ شـئ لامـرئ قـد خلـصـا ××× فيكون الـروض قـد مكـن فيـه
تنهـب الأزهـار فيـه الفُرصـا ××× أمِنـت مـن مـكـره ماتتقـيـه
فـاذا المـاء تناجـى والحـصـا ××× وخـلا كـل ٌّ خلـيـل بأخـيـه
تُبصـر الـورد غيـوراً بَـرمـا ××× يكتسي مـن غيظـه مـا يكتسـى
وتــرى الآس لبِيـبـا فهـمـا ××× يسـرق السمـع بأذنـي فــرس


يا أهَيلَ الحي مـن وادي الغضـا ××× وبقلبـي مسـكـنٌ أنـتـم بــه
ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا ××× لا أبالـي شرقـه مـن غـربـه
فأعيدوا عهـد أنـس قـد مضـى ××× تعتقـوا عبدكـم مــن كـربـه
واتقـوا الله ، وأحيـوا مغـرمـا ××× يتلاشـى نفـسـاً فــي نـفـس
حبـس القلـب عليكـم كـرمـا ××× أفترضـون َ عـفـاء الحُـبُـس


وبقلـبـي منـكـم مـقـتـرب ٌ ××× بأحاديـث المنـى وهـو بعـيـد
قمـر أطلـع مـنـه المـغـرب ××× شقوة المضني بـه وهـو سعيـد
قـد تسـاوى محسـنٌ أو مذنـبٌ ××× فـي هـواه بيـن وعـدٍ ووعيـد
أحـور المقلـة معسـول اللمـى ××× جال في النَّفْـس مجـالَ النَّفَـس
سدد السهـم فأصمـى إذ رمـى ××× بـفـؤادي نبـلـه المـفـتـرس


إن يكـن جـار وخـاب الأمـل ××× ففـؤاد الصَّـبِّ بالشـوق يـذوب
فـهـو للنـفـس حبـيـب اول ××× ليس في الحب لمحبـوب ذنـوب
أمــره معـتـمـل ممـتـثـل ××× في ضلوع قـد براهـا وقلـوب
حكـم اللحـظ بــه فاحتكـمـا ××× لم يراقب فـي ضعـاف الأنفـس
ينصـف المظلـوم ممـن ظلمـا ××× ويجـازي البَـرَّ منهـا والمُسِـي


مـا لقلبـي كلمـا هبـت صبـا ××× عاده عيـدٌ مـن الشـوق جديـد
جلـب الهـم لــه والوصـبـا ××× فهو للأشجان فـي جهـدٍ جهيـد
كـان فـي اللـوح لـه مكتتـبـا ××× قـولـه : إن عـذابـي لشـديـد
لاعجٌ في أضلعـي قـد أضرمـا ××× فهي نـارٌ فـي الهشيـم اليبـس
لم يـدع فـي مهجتـي إلا ذِمـا ××× كبقـاء الصبـح بـعـد الغـلـس


سلمي يا نفس فـي حكـم القضـا ××× واعمري الوقت برجعي ومتـاب
ودعي ذكـر زمـان قـد مضـى ××× بين عُتبى قـد تقضـت وعتـاب
واصرفي القول الى مولى الرضى ××× ملهـم التوفيـق فـي أم الكتـاب
الكريـم المنتـهـي والمنتـمـي ×××أسـد السـرج وبـدر المجـلـس
ينـزل النصـر علـيـه مثلـمـا ××× ينـزل الـوحـي روح الـقُـدس
مصطفـى الله سَمِـيٌّ المصطفـى ××× الغنـي بالله عـن كــل أحــد
مـن إذا ماعَقـد العهـد وفــى ××× وإذا مـا فتـح الخطـب عـقـد
من بني قيس بـن سعـد وكفـى ××× حيث بيت النصر مرفـوع العَمَـد
حيث بيت النصر محمًّي الحمـى ××× وجَنى الفضـل زكـي المغـرس
والهـوى ظـل ظلـيـلٌ خيـمـا ××× والنـدى هـبَّ الـى المغتـرس


هاكهـا ياسِبـطَ أنصـار العُلـى ××× والـذي إن عثـر الدهـر أقـال
غـادةً ألبسهـا الحـسـن مُــلا ××× تبهـر العيـن جـلاءً وصـقـال
عارضت لفظـاً ومعنـى وحلـى ××× قول مـن أنطقـه الحـب فقـال:
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى ××× قلب صـب حَلَّـه عـن مكنـس
فهـو فـي حـر وخفـقٍ مثلمـا ××× لعبـت ريـح الصبـا بالقـبـس


كن بلسما    (إيليا أبو ماضي )
 كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها
لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا 
أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟
أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدَّ الكرامَ المحسنين وقِسهمُ
بهما تجد هذين منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ،
عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى



القصيدة  المغناة 
جادَكَ الغَيثُ إذا الغَيثُ هَما
 لسان الدين بن الخطيب
غناء  فيروز




في لَيالٍ كَتَمَت سِرَّ الهَوى - بِالدُّجى لَولا شُموسُ الغُرَرِ
مالَ نَجمُ الكأسِ فيها و هَوى - مُستَقيمَ السَّيرِ سَعدَ الأثَرِ
حِينّ لَذَّ النَومُ شَيئاً أو كَما - هَجَمَ الصُّبحُ هُجُومَ الحَرَسِ
غَارتِ الشُهبُ بِنا أو رُبَمّا - أثَّرَت فينا عُيونُ النَّرجِسِ
بالَّذي أسكَرَ مِن عَزمِ اللما - كُلُّ عَزمٍ تَحتَسيهِ وَ حَبب
و الَّذي كَحَّلَ جَفنَيكَ بِما - سَجَدَ السِحرُ لَديه و اقتَرَب
و الَّذي أجرى دُموعي عِندما - عِندما أعرَضتَ مِن غَيرِ سَبَب
ضَع على صَدريَ يُمناكَ فَما - أجدَرَ الماءَ بإطفاءِ اللَهَب
يا أُهَيلَ الحَيِّ مِن وادي الغَضا - و بِقَلبي مَسكَنٌ أنتُم بِهِ
ضاقَ عَن وَجدي بِكُم رَحبُ الفَضا - لا أُبالي شَرقَهُ مِن غَربِهِ
أحوَرُ المُقلَةِ مَعسولُ اللمى - جالَ في النَّفسِ مَجالَ النَفَسِ
سَدَّد السَهمَ فأصمى إذ رَمى - بِفؤادي نَبلَةَ المُفتِرِسِ
جادَكَ الغَيثُ إذا الغَيثُ هَمى - يا زَمانَ الوصلِ بالأندَلُسِ
لَم يَكُن وَصلُكَ إلَّا حُلُماً - في الكَرى أو خَلسةَ المُختَلِسِ

هناك تعليق واحد:

  1. روعه .... لا اعرف ماذا اقول... اهتاجت مشاعري من قراءتها واستماعها

    ردحذف

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق