قل للمليحة القصيدتان
قصيدة قل للمليحة بالخمار الأسود لربيعه بن عامر
وتليها قصيدة قل للمليحة لعمر بن أبي ربيعة
وتليها قصيدة قل للمليحة لعمر بن أبي ربيعة
انقطع ربيعه بن عامر والملقب بـ "مسكين الدرامي" إلى الزهد والعبادة ، والاتصال بالملأ الأعلى عابدا قد هجر الشعر و الشعراء.
في عهد انعزاله قدم تاجر إلى المدينة يبيع خُمر النساء حيث يسترن وجوههن بها . وكانت النساء بذلك الوقت قد تركن لبس الخمار، فكسدت بضاعة التاجر فخاف الخسران والعودة بخفي حنين فأشارت عليه جماعة من الناس : لا يساعدك في بيعها إلا مسكين الدرامي الشاعر الشهير بالصوت الجميل.
توجه التاجر إلى ربيعة وقص عليه قصته فأجابه المسكين الدرامي بأنه قد هجر الشعر وانقطع للعبادة. حزن التاجر واغتم بسبب كساد بضاعته ، وحين رأه مهموم صعب عليه أمر الرجل فغادر المسجد وقد استعاد شكل الشاعر القديم بإهابه و خطابه مجلجلا بصوت صخب الناس الذين فوجئوا به بينهم ينشد شعرا :
قل للمليحة بالخمار الأسود
……ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبـــــد
قد كان شمــر للصلاة ثيابـــه
……حتي وقفت له بباب المسجــد
ردي عليه صلاته وصيامـــــه
……لا تقتليه بحق دين محمــــد
بعد هذه الأبيات انتشر بين الناس أن الدرامي قد أحب امرأة ذات خمار أسود ، وأنه قد عاد لتعاطي الشعر فخرجت نساء المدينة تطلب الخمار الأسود حتى نفذت بضاعة التاجر بأضعاف ثمنها ، عند ذلك عاد إلى بلده مجبورا خاطره
______________________________
عمر بن أبي ربيعة قل للمليحة
عمر بن أبي ربيعة هو الشاعر الأموي المعروف بالغزل والذي ولد في المدينة سنة 644م من بني مخزوم من قريش.
كان ينتمي إلى طبقة اجتماعية راقية عمّ فيها الترف واللهو والغناء. كان عمر شاباً وسيم الطلعة، أنيق الهندام، مدلّلاً، انقطع إلى حياة اللهو، شغله الشاغل أن يلتقي الحسناوات في موسم الحج وأن يقول فيهن شعراً.
له ديوان كامل في الغزل تخلله بعض الأبيات المتفرقة في الفخر والوصف. عندما تقدمت به السن انقطع إلى حياة التوبة والنسك توفي سنة 711م.
قُلْ لِلْمَليحَةِ: قَدْ أَبْلَتْنِيَ الذِّكَرُ،
فالدَّمْعُ، كُلَّ صَباحٍ، فيكِ يَبْتَدِرُ
ما ليسَ عِندي لَهُ عِدلٌ ولا خَطَرُ
أَفاقَ، إذ بخِلَتْ هندٌ، وما بَذلَتْ
ما كُنتُ آمُلُه منها، وأنتَظِرُ
وقَد حِذْرتُ النَّوى في قُربِ دارِهُم،
فَعِيلَ صَبري، ولَم يَنفَعنِيَ الحَذَرُ
قَد قُلتُ، إذ لَم تَكُن لِلقلبِ ناهِيةٌ
عَنها تُسَلِّي، ولا لِلقَلبِ مُزدَجَرُ:
يا لَيْتَني مِتُّ، إذ لم ألقَ مِن كَلَفي
مُفَرِّحاً، وشآني نَحوَها النَّظَرُ
وشاقَني مَوقِفٌ بالمَروَتَينِ لها،
والشَّوقُ يُحدِثُه لِلعاشِقُ الفِكَرُ
وقَولُها لِفَتاةٍ غَيرِ فاحِشَةٍ:
أَرائحٌ مُمسِياً، أم باكِرٌ عُمَرُ؟
اللهُ جارٌ لَهُ إمّا أقامَ بِنَا،
ناظم الغزالي
قل للمليحة في الخمار الأسود
وفي الرَّحِيلِ، إذا ما ضَمَّهُ السَّفَرُ
فَجِئتُ أمشي، ولم يُغفِ الأُولى سَمَروا،
وصَاحِبي هِندُوانيٌّ بِهِ أُثُرُ
فَلَم يَرُعْها، وقَد نَضَّتْ مَجَاسِدَها،
إلاّ سَوادٌ، وراءَ البَيتِ، يَستَتِرُ
فلطَّمَتْ وَجْهَها، واسْتَنْبَهتْ مَعَها
بَيضاءُ آنِسةٌ، مِن شأنِها الخَفَرُ،
ما بالُهُ حِينَ يَأتي، أُخْتِ، مَنزِلَنا،
وقَد رَأى كَثْرَةَ الأَعداءِ، إِذْ حَضَرُوا
لَشقوَةٌ مِن شَقائِي، أُختِ، غَفْلَتُنا،
وشُؤْمُ جَدِّي، وَحَينٌ ساقَهُ القَدَرُ
قالَت: أَرَدْتَ بِذا عَمداً فَضِيحَتَنا،
وصَرْمَ حَبْلي، وتَحقِيقَ الذي ذَكَرُوا
هَلاّ دَسَسْتَ رَسُولاً مِنكَ يُعْلِمُني،
ولَم تَعَجَّلْ إلى أن يَسْقُطَ القمرُ
فَقُلتُ: دَاعٍ دَعَا قَلْبي، فأَرَّقَهُ،
وَلا يُتابِعُني، فِيكُم، فَيَنزَجِزُ
فَبِتُّ أُسقَى عَتيقَ الخمرِ خالَطَهُ
شَهدٌ مشَارٌ ومِسْكٌ خالِصٌ ذَفِرُ صباح فخري قل للمليحة في الخمار الأسود وعَنبَرَ الهندِ، والكافُورَ خالَطَهُ
قَرَنفُلٌ، فَوقَ رَقرَاقٍ لَهُ أُشُرُ
فَبِتُّ أَلثِمُها طَوراً، ويُمْتِعُني،
إذا تَمايلُ عنه، البَردُ والخَصَرُ
حَتّى إذا اللَّيلُ وَلَّى، قَالَتا زَمَراً:
قُوما بِعَيشِكُما، قَد نَوَّرَ السَّحَرُ
فَقُمتُ أَمْشي، وقَامَتْ وَهْي فاتِرَةٌ،
كَشارِبِ الخَمْرِ بَطَّى مَشيَهُ السَّكَرُ
يَسْحَبْنَ خَلْفِي ذُيُولِ الخَزِّ آوُنَةً،
ونَاعِمَ العَصْبِ، كَيلا يُعْرَفَ الأَثَرُ
للمزيد شاهد ايضا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق