الأحد، 15 يناير 2012

الشمعدان عند اليهود


كان الشمعدان دائما من أقدم وأهم الرموز الدينية المقدسة لدى الشعب اليهودي والتي تعنيي لهم الكثير من القيم الإيمانية ، ويحظى الشمعدان عندهم باهتمام بالغ ، فتواجد شمعدان أو صورة أو نقش له في منازل اليهود أو مبانيهم العامة أوالحكومية أيضا ً أمر مألوف جدا ً ، ويوجد ذكر الشمعدان في كتبهم المقدسة المكتوبة باللغة العبرية بإسم ( Menorah ) أما النسخ العربية فيعرف بإسم ( المنارة ) .
 وهناك ثلاثة أنواع من الشمعدان عند اليهود ، فهناك السداسي والسباعي والتساعي ( ذو الأغصان التسعة ) ، لكن المعتمد عندهم الآن هو السباعي ( ذو الأغصان السبعة ) .
 وكانوا قد استعملوا السداسي لفترة من الزمان وذلك بسبب الاعتقاد الذي تنامى لديهم بعد تدمير الهيكل ، وكان مضمون ذلك الاعتقاد هو أنه لا يجوز إعادة صنع الأشياء المماثلة للتي دمرت مع دمار الهيكل ، وبسبب ذلك استعاضوا بصنع الشمعدان السداسي ، واستعملوه بدلا ً من السباعي ، لكنهم ما لبثوا أن تركوا السداسي وعادوا إلى السباعي وتغلبوا على ذلك الاعتقاد بالإحتيال عليه كعادة اليهود دائما ، وذلك بأن جعلوا الشمعدان مزوداً بالشموع و حديثا ً استخدموا الكهرباء لإضاءته ، وبهذا أصبح لا يشبه الشمعدان القديم الذي كان يستخدم فيه الزيت .
 أما التساعي فهم يستخدمونه في عيد الشموع أو عيد الإهداء ( Chanukah ) كتذكار بنجاح الثورة المكابية ضد الرومان عام 165 ق.م وتطهير المسجد الأقصى من الأوثان على حد زعمهم ، وإحياء لذكرى المعجزة التي حدثت بعد ذلك الانتصار ، وتلك المعجزة العجيبة على حد وصفهم هي أن الشمعدان أضاء لمدة ثمانية أيام بزيت لا يكفي إلا ليوم واحد ، ولم يكن يوجد إلا تلك الكمية القليلة من زيت الزيتون لم يدنسها الرومان ، ليستخدم في إضاءة المعبد .
 وفي عيد الشموع يضيؤون الشمعدان التساعي لمدة أيام العيد الثمانية ، فالقيمة الدينية عندهم للشمعدان التساعي تتمثل في هذا العيد ، وهو بلا شك أقل تعظيما عندهم إلى حد كبير من السباعي الذي يرمز حسب زعمهم لأمة إسرائيل ومهمتها أن تكون قدوة للسلام ونورا ً يضيء للأمم امتثالا لقول الرب تعالى : ( لا بالقدرة ولا بالقوة تنجح لكن بروحي ) زكريا 4:1-6 .
 وبإختصار فالشمعدان الذي يشار إليه عندهم والمعني بالنبوءات هو السباعي أي ذو الأغصان السبعة ، وهو سر من الأسرار التي يحرص اليهود على كتمانها كعادتهم .
وقد يرجع سبب وجود ثلاثة أنواع من الشمعدان يعود لاختلافهم على مر العصور في فهم النبوءة الواردة في سفر زكريا عليه السلام عن المنارة ، وكل الأسباب التي يذكرونها لإختلاف عدد أغصان الشمعدان هي محض أكاذيب وخداع ، يريدون إقصاء الناس عن الاطلاع على خفايا أمورهم ، بدليل أن الشمعدان السداسي لم يعد له ذكر الآن ، وعيد الشموع أو عيد الإهداء الذي يستخدم فيه الشمعدان التساعي لا يلقى من الاهتمام كما يلقى باقي الأعياد كعيد المظال أو عيد الفصح أو عيد الأسابيع أوغير ذلك .
 بالإضافة إلى أن الشمعدان التساعي تظهر صوره مرسومة أو منقوشة في مناسبات لا تمت لعيد الشموع بصلة ، ففي بعض الاجتماعات السياسية للحكومة الصهيونية يظهر هذا الشمعدان واضحا ً على مقدمة المنصة الرئيسية في صالة الاجتماع ، مما يدل على أن له معنى وقيمة عندهم بخلاف ما يوهمون الناس ، وقد يحمل عند بعضهم ذات المعنى والقيمة للشمعدان السباعي 
 وعلى ما يظهر أن العدد الأكبر من أحبارهم قد اتفقوا على اعتماد الشمعدان ذو السبعة أغصان في الآونة الأخيرة ، وهذا برأيي يفسر سبب اشتهار هذا الشمعدان على حساب الشمعدان التساعي الذي يظهر من حين لآخر والشمعدان السداسي الذي تلاشى ذكره إلى حد الندرة الشديدة .
 وتمام نبوءة زكريا عليه السلام التي نقلت أعلاه هو :
 ورجع الملاك المتكلم معي ، فأيقظني كما يوقظ النائم وقال لي : ( ماذا ترى ؟ ) فقلت : ( أرى منارة كلها ذهب ، وكوبها على رأسها ، وعليها سبعة سرج ، وسبع مساكب للسرج التي على رأسها ، وعلى المنارة زيتونتان ، إحداهما عن يمين الكوب والأخرى عن يساره ) ثم قلت للملاك : ( ما هذه يا سيدي ؟ ) فأجاب : ( ألا تعلم ما هذه ؟ ) فقلت : ( لا ، يا سيدي ) ، فقال لي : ( هذه كلمة الرب إلى .... : لا بالقدرة ولا بالقوة تنجح لكن بروحي يقول الرب القدير ، ما أنت أيها الجبل العظيم ؟ ، أمام .... تصير سهلا ً ، وحين يضع أول حجر في بيتي يهتف الناس هتاف الفرح ) .... وقلت : ( ما هاتان الزيتونتان على يمين المنارة ويسارها ؟ ) ، ثم قلت له ثانية : ( ما سنبلتا الزيتون اللتان عند أنبوبي الذهب اللذين يسكب الزيت منهما ؟ ) فقال : ( أما تعلم ماهاتان ؟ ) فقلت : ( لا يا سيدي ) ، فقال : ( هاتان ترمزان إلى اللذين اختارهما الرب ومسحهما بالزيت ليخدماه ، وهو رب الأرض كلها ) . أهـ ( سفر زكريا / الفصل الرابع )
يعتقد اليهود أن تلك الشمعدانات ترمز إلى -الشمعدان الأكبر القديم المصنوع من الذهب الخالص الذي كان يوضع داخل خيمة الاجتماع في هيكل سليمان - المزعوم - للإضاءة والنور، حيث لا تكتمل قداسة الهيكل على حد زعمهم- إلا بإنارة الشمعدان داخله. وفروعه السبعة عند اليهود هي كذلك رمز ديني لها عدة تفسيرات حسب طوائف اليهود أبرزها أنها تشير إلى أيام الخلق الستة مضافاً إليها يوم السبت ، وجاء تفسير آخر في سفر زكريا -4 /11- 13- أن شعلاته السبعة أعين الإله الجائلة في الأرض كلها ويفسر بعض اليهود بأن شعلات الشمعدان السبع ترمز إلى الكواكب السبعة. وتم تصنيع عدة شمعدانات جديدة من الذهب الخالص وذلك في خضم التهيأة لإقامة الهيكل وصنع الأدوات المخصصة للاستخدام في داخله، ومع ذلك فما زال اليهود يبحثون عن الشمعدان الأكبر القديم.
هل هي صدفه ان تصميم مقاعد مجلس الشعب مشابه لتصميم الشمعدان اليهودي
شاهد أيضا :    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق