الأحد، 10 يوليو 2011

التلمود والمشناة والجمارة


 التلمود (תלמוד) كلمة عبرية تعني الشريعة الشفوية والتعاليم، وهو كتاب تعليم الديانة اليهودية، وبتعريف آخر هو تدوين لنقاشات حاخامات اليهود حول الشريعة اليهودية، الأخلاق، الأعراف، وقصص موثقة من التراث اليهودي، وهو أيضا المصدر الأساسي لتشريع الحاخامات في الدعاوى القانونية، التلمود مركب من عنصرين، الميشناه משנה Mishnah هي النسخة الأولى المكتوبة من الشريعة اليهودية التي كانت تتناقل شفويا، الجمارا גמרא Gemara وهذا القسم من التلمود يتناول الميشناه بالبحث والدراسة (أحيانا يستعمل أحد المصطلحين تلمود أو جيمارا للدلالة على المصطلح الآخر). لكن بينما يصنف الجيمارا كتعليقات على الميشناه وككتابات للحاخامات الحكماء، نراه أيضا يخوض مواضيع أخرى في التناخ תנ״ך Tanakh ويتناولها بالشرح الواسع.
الجيمارا إذا هو المبادئ الأساسية لجميع قوانين شريعة الحاخامات وهو علاوة على ذلك اقتباسات من مؤلفات ادبية لحاخامات اخرين. والتلمود ومن ضمنه الجيمارا يقترن بشكل تقليدي بوصفه شاس (اختصار عبري لعبارة شيشة سيداريم أي الدرجات الست للميشناه).
يدعي اليهود أن موسى عليه السلام ألقى التلمود على بني إسرائيل فوق طور سيناء ،وحفظه عند هارون، ثم تلقاه من هارون يوشع بن نون،ثم إليعاز وهلم جرا … حتى وصل الحاخام يهوذا حيث وضع التلمود بصورته الحالية في القرن الثاني قبل الميلاد. ويعطي اليهود التلمود أهمية كبرى لدرجة أنهم يعتبرونه الكتاب الثاني، والمصدر الثاني للتشريع، حتي أنهم يقولون "أنه من يقرأ التوراة بدون المشنا والجمارة فليس له إله‍‍‍‍‍" والمشناة والجمارة هما جزءا التلمود.
البناء والوظيفة
تعتقد اليهودية الأرثوذكسية بأن كتب التناخ نقلت بشكل متطابق من التقليد الشفوي المتواتر. وهكذا فإن التوراة هي الشريعة المكتوبة أما الشريعة الشفوية فوظيفتها التعامل مع تطبيقات وتطويرات معاني المكتوبة. التلمود إذا وبشكل نهائي يؤلف الإنشاء المكتوب والموثوق لهذا التقليد وبهذا يكون التلمود العامل والمؤثر الرئيسي في الإيمان والمعتقد اليهودي. وعلاوة على ذلك بالرغم من انه ليس شريعة قانونية رسمية. فهو القاعدة الأساسية لجميع التشريعات القانونية اليهودية اللاحقة. وهكذا نراه يتابع بذل الجهد كمؤثر رئيسي في الهالاخا הלכה Halakha والممارسات الدينية اليهودية. فالتلمود هو تنظيم محتوى الحكمة بين الوصية والتطبيق.
مباحث التلمود
يتألف التلمود من ستة مباحث (سداريم، مفردها سِدِر أي سِلك)، وكل واحد من هذه المباحث يتألف من 7 إلى 12 مقالة تُدعى مسيخوت (مفردها مسيخت):
سِدِر زِراعيم (البذور) 11 مسيخت: وهو يبحث في الصلوات والعبادات، ثم الأعشار والتشريعات الزراعيّة.
سدر مُوعيد (الفصول) 12 مسيخت: يختص بالأعياد عند اليهود وأحكام يوم شبّات والتقاليد الخاصة به.
سدر نشيم (النساء) 7 مسخيت: يختص بقوانين الزواج والطلاق وحلف اليمين والنذور والوصايا
سدر نزيقين (العقوبات) 10 مسخيت: يشتمل على التشريع المدني والجزائي، وطريقة عمل المحاكم وتحليف الأيمان.
سدر قداشيم (المقدسات) 11 مسيخت: يبحث شعائر التضحية والهيكل وأحكام الصوم
سدر طهروت (الطهارة) 12 مسيخت: يختص بأحكام الطهارة الشعائرية
الميشناه والجمارا
الشريعة اليهودية الشفوية دونت بواسطة الرابي يهوذا هاناسي/يهوذا الأمير وعرفت باسم الميشناه عام 200 م، وقد دونت التقاليد الشفوية لكي تحفظ من الضياع بعدما بات وجود اليهود وتعاليمهم موضع تهديد في فلسطين.
حاخامات الميشناه عرفوا باسم تانايم Tannaim / مفردها تانا Tanna תנא /، وهناك تعاليم عديدة في الميشناه تنسب إلى اسم تانا معين.
في القرون الثلاثة اللاحقة خضعت الميشناه للتحليل والدراسة في كل من فلسطين وبابل (أكثر أماكن تواجد اليهود في العالم في ذلك الزمان) ذلك التحليل والدرس عرف باسم الجمارا Gemara גמרא، وحاخامات الجيمارا عرفوا باسم أمورايم Amoraim بمعنى "تراجمة" مفردها أمورا Amora אמורא، تحليلات الأمورايم بشكل عام تركز على إيضاح مواقف وكلمات ورؤى التانايم.
الميشناه والجمارا كما ذكر سابقا يشكلان سوية التلمود، وبهذا الشكل يكون التلمود اتحاد جوهر النص الميشناه (أو التدوين من الفعل شاناه shanah שנה يعيد وينقح) والتحليل والتفسير التالي له وهو الجمارا (أو الإكمال من الفعل كامار gamar גמר بالعبرية وبالآرامية الدراس).
قال تعالي(( ولن ترضى عنك اليهود والنصارىحتى تتبع ملتهم))

المشناه (بالعبرية משנה, "تكرار") هو المصدر الأساسي للنصوص الدينية اليهودية الحاخامية rabbinic. يعتبر المشناه أول سجل للشريعة الشفهية لليهود، وأيضا للفريسيين Pharisee ويعتبر العمل الأول ضمن اليهودية الحاخامية.
ابتدأ بتدوين الشريعة اليهودية الشفاهية إثر خراب الهيكل عام 70 للميلاد على يد يهودا هاناسي Judah Hanasi أي يهوذا الأمير. أحيانا يشار له فقط بكلمة الحاخام Rebbai (انظر حاخام) باعتباره أصل الحاخامية. فيما سُمي الميشناه حوالي عام 200 للميلاد. ويُعرف حاخامو المشناه باسم المعلمين (تـَنـَائيم _مفردها تنا_) وجردت العادة إيراد عديد من التعاليم الواردة في المشناه تحت اسم أحد هؤلاء التنائيم.
تتألف المشناه من ستة مباحث (سـِداريم، مفردها سـِدِر أي سـِلك) وكل واحد من هذه المباحث يتألف من 7 إلى 12 مقالة تدعى مَسـِّخْتوت (مفردها مسـّيخت). وتتضمن المشناه آراء فقهية محسومة، وكثيرا ما تضم خلافات في وجهات النظر بين التائيم، وبها القليل من الحوار. تقريبا معظم الميشناه مكتوب بالعبرية الميشنايية، باستثناء بعض العبارات المكتوبة بالآرامية. التعليقات الحاخامية على الميشناه خلال القرون الثلاثة التالية سجلت جميعها تقريبا بالآرامية ووضعت بشكل مشابه الجمارا. يشكل الميشناه مع الجمارا سوية التلمود.
الجمارا הַגְּמָרָא تعني التكملة (من الفعل جَمَر الذي يعني في العبرية: أتمّ، وفي الآرامية يعني درس). يتكون التلمود من مكونين أساسيين الأول هو المشناه والثاني هو الجـِمارا. والجمارا هي نقاش حول المشناه. إذ بعد سنة 200 للميلاد وعلى مدى ثلاثة قرون جرى على المشناه تحليل ونقاش في فلسطين وبابل ويُعرف هذا التحليل باسم الجمارا. ويـُشار إلى حاخامي الجمارا باسم الشّـُراح (أمورائيم). وتحليل الأمورائيم يتركـّز على إيضاح آراء وأقوال ووجهات نظر التـّنائيم (أي المعلمين وهم حاخامو المشناه).
تُطرح الجمارا على شكل سجال جدلي بين اثنين من الحاخاميم مـُتناقضين في الرأي (و مراراً ما يكونان مـُغفلي الهويّة، وربما حتى خياليين)، يُصطلح على تسميتهما بـ مـَشكان (أي السائل) وتـَرتسان (أي المُجيب). وهذه السجالات تشكل الكتل البنائية للجمارا. واسم الفقرة الواحدة من الجـِمارا هو سُوجياه (أي المسألة، وجمعها سُوجيوت). وترد مقاطع الجمارا بالآرامية.
الجمارا بالأساس وثيقة تشريعية لكنها فوق ذلك تزود المشناه بالجدال حول المواد اللامعيارية (أي الأجدائية أو الهجدائية) والتفاسير التوراتية، كما أنها مصدر للتاريخ والأساطير. جرت ن
و رغم أن المشناه واحدة، لكن هناك نوعان من الجمارا: الأورشليمية التي كتبت في أرض أورشليم والبابلية التي كتبت في بابل وتعد الجمارا البابلية أكثر شمولا في محتواها من الفلسطينية يذكر أن كلا من الجمارا البابلية والفلسطينية كتبتا بالآرامية وان اي جمارا مع المشناة تكون التلمود, وبما أن الجمارا البابلية أكثر شمولا وتوسعا انعكس ذلك على التلمود البابلي بأن أصبح أكثر شهرة وتدوالا وهو الكتاب القياسي عند اليهود.
ماهية التلمود
يشبه بعض علماء اليهود التلمود في اليهودية بالأحاديث النبوية عند المسلمين وذلك من خلال احتواء التلمود على تفاسير وشروحات لم تكن بينه بطريقة مباشرة في الكتاب المقدس وكذلك من ناحية الالزام رغم أن انه ليس نصا من الكتاب المقدس وكذلك الشعر الذي في الرأس والذي قد يكون في مناطق أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق