السبت، 9 يوليو 2011

المشربية وفنون الأرابيسك

نشأة فن الأرابيسك فى الوطن العربى:
امتازت بها حضارتنا العربية الاسلامية وتعود بأصولها الى اكثر من الف عام وهذا الفن هو بالأساس صناعة معمارية الطابع تدخل فى الاثاث غالبالكن بروز فن الارابيسك توضح خلال الحقبة الماضية من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين يشار الى ان حرفيى وفنانى الأرابيسك العرب فى مصر وبلاد الشام جلبوا الى اسطنبول فى القرن التاسع عشرلتزيين قصور السلاطين العثمانيين ويروى ان عملية جلبهم تلك كانت قسريةحتى ان بعضهم لم يعد الى بلاده بعدما انجز عمله وقد شهدت الحقبة لفنون السلجوقية فى المنطقة العربية قبيل دخول العثمانيين الى بلداننا واحتلالها ازدهارا كبيرا اسلامية متنوعة وقد زينت اعمال الأرابيسك القصور والبيوت والمساجدلما امتازت به اشغالها من دقة صنعة وبراعة فى التنفيذ وجماليات تتواءم مع واقع التزيين فى تلك الازمنةفقد خلت اعمال الأرابيسك من الرسوم الحية للكائنات البشرية والحيوانات وغلبت الاشكال ذات الطابع الزخرفى والخطوط والحفر ورسوم النباتات عليها.
المشربية أو الشنشول أو الروشان هو بروز الغرف في الطابق الأول و-أو- ما فوقه يمتد فوق الشارع أو داخل فناء المبنى، وهو مبني من الخشب وعليه نقوش وزخارف ومبطن بالزجاج الملون. تعتبر المشربية إحدى عناصر العمارة التقليدية في الدول العربية بدأ ظهورها في القرن السادس الهجري (الثالث عشر الميلادي) أبان العصر العباسي واستمر استخدامها حتى أوائل القرن العشرين الميلادي.  أكثر ما تستخدم المشربيات في القصور والبيوت التقليدية، إلا أنها كانت تستخدم أيضا في بعض المباني العامة مثل دور الإمارة والخان والمستشفيات وغيرها.

الأصل والتسمية
انتشرت المشربية في الفترة العباسية واستخدمت في القصور وعامة المباني وعلى نطاق واسع، إلا أن أوج استخدامها كان في العصر العثماني حين وصلت إلى أبهى صورها وإنتشرت انتشارا شبه كامل في العراق والشام ومصر والجزيرة العربية.

البناء
كانت مواد البناء الشائع استخدامها في بناء البيوت هي إما الطابوق الطيني أو الحجر مع الجص، وكان الهيكل الإنشائي يعتمد على الجدران الساندة وتبنى السقوف بطريقة العقادة فكان يمد الحديد أو الخشب أو الحجر الذي يرتكز عليه السقف إلى الشارع أو الفناء ثم يكمل البناء فوقه بالخشب المزخرف ويسقف أيضا بالخشب لخفة وزنه حيث أن البروز لم يكن يستند على أعمدة فلا يتحمل الطابوق أو الحجر. 
كان هناك أنواع متعددة من المشربيات بعضها مغلق والبعض الآخر مفتوح حيث أن المفتوحة كانت بمثابة شرفة تطل على الشارع أو الفناء وكانت النقوش الخشبية تترك مفتوحة تسمح بدخول الهواء والضوء. أما المغلقة كانت تمثل امتدادا للغرف بالطابق الأول وكانت الزخارف تبطن بالزجاج الملون وتجعل فيها نوافذ تفتح عموديا.
سميت بأسماء مختلفة في مناطق مختلفة، تعبير المشربية منتشر مصر ويقال أن أصله مشربة لأن قلة الماء أو المشربة كانت توضع فيه، ويقال أيضا أن أصل الكلمة هو مشرفية لإشراف أهل البيت على الشارع منها ثم تحورت حتى أصبحت مشربية. وتدعى المشربية في بعض الدول الإسلامية روشن، وتسمى في اللهجة العراقية شنشول (جمعها شناشيل).


الفوائد والاستخدام
اجتماعية
إحدى أهم الفوائد الاجتماعية هي الحفاظ على الخصوصية. من هذه المشربيات يستطيع الناظر مراقبة الشارع بدون أن يراه من في الشارع أو من في المشربية المقابلة وذلك لعدة أسباب مجتمعة، فمن ناحية تكون الإنارة في الخارج خلال النهار أقوى من الداخل، ومن ناحية أخرى وجود الزخارف والنقوش في الخشب يجعل الرؤية من خلاله صعبة لمن يقف على مسافة بعيدة، وأيضا أن الزجاج الملون نفسه كان يزيد من تشويش الرؤية لمن في الشارع. هذه الميزات أتاحت للنساء أن يرين الشارع من نوافذ بدون ان يراهم احد

بيئية
توفر المشربية الظل داخل المسكن بدون إغلاق كامل للنافذة فتحافظ على حركة الهواء مما يساعد على تخفيف درجة الحرارة في الصيف. ويفيد هذا البروز المارة أيضا حيث يستظلون به في الزقاق صيفا ويتوقون المطر شتاء كما أن المشربية تغطي الجدار المواجه للشارع وتحافظ عليه من الشمس والمطر. 
ومن فوائد المشربية أيضًا ضبط تدفُّق الهواء، فعن طريقها يمكن التحكُّم في سرعة الهواء وتدفقه داخل الحيِّز الداخلي للمنزل، وذلك باختلاف فراغات المشربية في الأجزاء السفلية والأجزاء العليا؛ حيث نجدها ضيقةً في الأجزاء السفلية من المشربية ومتسعةً في الأجزاء العلوية، كما أن الأسطح الكروية لعناصر الخرط تحقِّق انزلاقًا للهواء عليها؛ مما يعطي تهويةً جيدةً أكثر مما إذا كانت هذه الأسطح مربعةً أو مستطيلةً، كما أن بروز المشربية عن مستوى الحائط يُتيح لها التعرضَ لتيارات الهواء الموازية لواجهة المنزل.
ومن فوائدها أيضًا ضبط رطوبة تيار الهواء المارّ من خلالها إلى داخل المنزل أو الحجرة لطبيعة المادة المصنوعة منها وهي الخشب، فهو مادة مسامية طبيعية مكوَّنة من ألياف عضوية تمتص الماء وتحتفظ به


معمارية
إحدى الفوائد الرئيسية، وخصوصا في العراق، هي تعديل شكل الطابق الأرضي غير المتجانس إلى شكل متجانس ذي زوايا قائمة، وبالتالي تصحيح غرف الطابق نفسه إلى غرف ذات أضلاع متوازية ومتعامدة، وهذا مما جعل بعض هذه البروزات ذات أشكال غريبة مثل أسنان المنشار. كما أن المشربيات المغلقة كانت تضيف إلى مساحة الغرف في الطوابق العلوية مع بقاء مساحة الأرض ثابتة.
كان للمشربيات تأثير على تصميم الشارع أيضا حيث أنها تزيد من احتواء الشارع للمارة وتضفي طابعا رقيقا عليه لوجود الخشب والنقوش الدقيقة فيه، فكانت واجهات الشارع ذات مقياس إنساني ناعم.


صناعتها
وتخصصت فى انجازها مدن واحياء بكاملها شكلت ما يشبه ورش العمل الفنى او المدارس التعليمية لهذا الفن الذى بدأ يختفى منذ اكثر من نصف قرن تبرز فى فن الأرابيسك روعة الفنون الأسلامية بأشكالها المتنوعة وانسجامها وتوافقها مع واقع البيئة الحضارية العربية والاسلامية اّنذاك وهى ايضا تعبرفى أنماطها المتنوعة عن الطبيعة الثقافية والحضارية للأمكنة التى انتجت فيها والى انواع الطبقات الأجتماعية التى كانت تستخدم هذا الفن فى تزيين اثاثها وبيوتها وقصورهاولم يقتصر فن الأرابيسك على الأثاث بطرزه الاسلامية المختلفة الأشكال والاستخدامات بل اتصل بتكوينات المعمار الخاص بالمساجد والقصور فقد انشأ فنان الأرابيسك جدرانا كاملة من الأرابيسك فى بعض القصور بالأضافة الى انجازه تحفا مدهشة للاأعمدة وتيجانها ولمنابر المساجد والمشربيات والنوافذ والأبواب واحيانا كان الأرابيسك يستخدم فى تزيين بعض الاّنية الا ان اكثر مظاهر أستخدام الأرابيسك توجت فى الاثاث وتضفى لمسات هذا الفن الذى تستخدم فيه الوان عديدة من الفنون الأخرى السائدة له سحرا خاصا على اى مكان توجد فيه ففيها تظهرجماليات الزخرفة وتكراراتها والخطوط وبراعة خطاطيها والرسوم بتزييناتها الرشيقة والفطرية وكل ذلك ينتجه فن الأرابيسك الذى يتشكل أساسا من فنون مسائدة كالحفر والزخرفة والخط والرسم والتعشيق والنقش والتطعيم وهذه الفنون فى مجموعها تشكل فن الأرابيسك الذى تستخدم فيه مواد متنوعة ايضا اساسها الخشب والصدف والمعادن كالنحاس والذهب والاصباغ والصمغ لقد كان ازدهار فن الأرابيسك فى تاريخ المنطقة عائدا الى انتشار الاثرياء والسلاطين ورغبتهم فى اضفاء نوع من التفرد على قصورهم ومنازلهم وامكنتهم فقد شهدت المنطقة العربية والاسلامية رغم انحطاطها السياسى اّنذاك مظاهرعديدة من التطورالثقافى والأجتماعى وفن الأرابيسك وفنون الموسيقى الأخرى تشير الى ذلك فقد انتشرت هذه الفنون فى البلاد الأكثر رخاء وتقدما كالأندلس والشام ومصر ومن هنا برز الأبداع الفنى فى تصميماتها وأنتاجها الرائع
خطوات صناعة الأرابيسك:
يتحدث الحاج محمد الصدفي، أحد رواد هذه الحرفة في مصر، يقول: يتم وضع التصميمات والرسومات الهندسية للأجزاء المطلوب خرطها، ثم تأتي مرحلة اختيار أنواع وأحجام الأخشاب الملائمة لمثل تلك الرسومات، لتشكلها كما تريد بالاستعانة بـ»المخرطة» مع تحديد مركزي القطعة الخشبية اللذين سيتم من خلالهما التثبيت على ما يسمى بـ»ذنبة المخرطة» ثم يتم تثبيت القطعة الخشبية وصنفرتها بصنفرة خشنة ثم صنفرة ناعمة على المخرطة.
يضيف: بعد ذلك يتم تدبيس ورق الكربون على «الباترونات» على أن تكون الجهة السوداء لأسفل فوق البانوه الخشبي والباترونات أعلى ورق الكربون وفي داخل المساحة المحددة للحفر.
يتم طبع الشكل الموجود في الباترون على «البانوه» الخشبي، عن طريق تحديد الخطوط الخارجية للنموذج بقلم معدني، وفي الخطوة التالية يتم الحفر إما يدوياً أو من خلال ماكينة للحفر على الخشب أوتوماتيكياً، ثم يتم مسح السطح بخفة بقطعة قماش قطيفة ويفضل التليين في ماء دافئ، وفي الخطوة الأخيرة يتم تغطية السطح بشمع العسل المضاف إليه زيت التربانتين ثم يزال الشمع عن طريق وسائد صغيرة من الصوف السميك.
وبعد أن يتم الانتهاء من حفر وتشكيل القطعة الخشبية، تحتاج هذه القطعة للدهان، وهنا فأمامنا ثلاثة اختيارات: إما دهانات الإستر –الجملاكة، وهو دهان شفاف له ملمس زجاجي لامع يساعد على إظهار جمال ألياف الخشب. أو دهانات البلاستيك أو «الورنيش» (وهي سوائل سريعة الجفاف ذات تغطية عالية لامعة.
أجزاء فن الأرابيسك:
يوجد الكثير من فن الارابيسك مسميات قديمه ومسميات جديده ادخلت على هذا الفن وايضا ادخل عليها فن الصدف لتطعيم هذا الفن بالجمال
وهذه بعض المسميات لفن الارابيسك
المشربيات : المشربيه هي شباك ذو رف يفتح للخارج ويكون في مكان عالي من المنزل لوضع جره الماء المصنوعه من الفخار للشرب وسبب المكان العالي للتبريد عن طريق الهواء ولهذا سميت مشربيه
المشرفيه : المشرفيه هي شباك يطل على الشارع او على الحاره وله باب قلاب يفتح على الربع او على النصف او كامل وسمي مشرفيه لاانه يشرف على الشارع او يطل على الشارع
المرافع : المرافع هنا كثير واسمائها كثيرة وسميت مرافع لاانها مرفوعه عن الارض وتوجد داخل المنزل الذي يكون له سقف عالي وتوضع على الحائط
ومن اسمائها :
مرفع اندلسي - مرفع زينب خاتون - مرفع مشربيه بيت السحيمي - مرفع مسافر خان - مرفع السلطان الغوري
ولدى فن الارابيسك اسماء ايضا
مثلا على سبيل المثال الميموني - الكنايسي
فن ...المشربية
إذا كانت النماذج المعمارية القديمة قد حققت منافع جمة، فلماذا تم الاستغناء عنها في الوقت الراهن؟
نجح فن العمارة الإسلامية في تحقيق التوازن التام بين الجوانب المادية والمشاعر الروحانية من خلال مجموعة من القواعد والأسس والتراكيب التي توصل إليها كل من المعماري والفنان المسلم، وأمكنه من خلالها حل مشاكل البناء بحلول فعّالة، متوائمة تماماً مع عقيدته الدينية السمحة، وبما يحافظ على القيم والتقاليد الاجتماعية، مع توظيف معطيات بيئته، أو جلب مالم يكن متوافراً في بيئته وتصنيعه وتعديله حتى يتوافق مع قيمه وبيئته. ولقد حقق معالجة فعّالة في مجال تقنين الضوء باستخدام (المشربية) أو (الروشان) أو (الشنشيل) وكذلك نوافذ الزجاج المعشق بالجص.
ويجدر بنا التعريف بالمشربية ونوافذ الزجاج المعشق كمظهر من مظاهر العمارة الإسلامية جاء متوافقاً مع الظروف المختلفة للمجتمع الإسلامي. والمقصود بالمشربية ذلك الجزء البارز عن سمت حوائط جدران المباني التي تطل على الشارع أو على الفناء الأوسط للمنازل الإسلامية بغرض زيادة مساحة سطح الأدوار العليا، ويستند هذا الجزء البارز إلى (كوابيل) و (مدادات) من الحجر أو الخشب تربط الجزء البارز من المبنى، بينما تغطى الجوانب الرأسية الثلاثة لهذا الجزء البارز بحشوات من الخشب الخرط المكوّن من (برامق) مخروطية الشكل، دقيقة الصنع تجمع بطريقة فنية بحيث ينتج عن تجميعها أشكال زخرفية هندسية ونباتية أو كتابات عربية. وسميت المشربية بهذا الاسم لوجود صلة وثيقة بين هذا الجزء من المبنى وبين أواني الشراب (القلل الفخارية) التي كانت توضع بها. وقد اتسع مدلول هذا المسمى (المشربية) ليشمل كل الأحجبة الخشبية المنفذة بطريقة الخرط والتي كانت تغشى فتحات النوافذ أو تفصل بين أجزاء المبنى المخصصة للرجال وتلك المخصصة للنساء سواء كان ذلك في المنازل أو في المساجد.
وتعرف المشربية في بعض بلدان العالم الإسلامي باسم (روشن أو روشان) وهي تعريب للكلمة الفارسية (روزن) وتعني الكوّة أو النافذة أو الشرفة. وأيا كان المسمى، فإن الشكل لم يختلف إلا في بعض الجزئيات البسيطة التي أضفت على شكل المشربية طابعاً مميزاً وخاصاً بكل بلد من بلدان العالم الإسلامي، متوافقة في ذلك مع أهم خاصية من خصائص الفن الإسلامي وهي (الوحدة والتنوّع).
وقد وصل فن المشربية درجة كبيرة من الإتقان في مصر خلال العصر المملوكي، ويظهر ذلك بوضوح في القاطوع الخشبي المنقول من مدرسة السلطان حسن إلى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة وفي مجموعة المشربيات في منزل زينب خاتون وغيرها. إلا أن فن المشربية تظهر أجمل نماذجه في منازل القاهرة ورشيد وفوه التي ترجع إلى العصر العثماني. كما كانت المشربيات أو الرواشين عنصراً مميزاً في العمارة الحجازية وبخاصة في ينبع، التي بلغت فيها من الكثرة بحيث يتصل بعضها ببعض. أما بلاد اليمن وبصفة خاصة مدينة صنعاء وما حولها، فقد استعمل بها طراز يمني أصيل عبارة عن مشربيات مصنوعة من الحجر بدلاً من الخشب. ولم تعرف اليمن المشربيات الخشبية إلا في القرن 11هـ/17م وذلك بتأثير من الفن العثماني. هذا في الوقت الذي كان استعمال المشربيات على أضيق نطاق في فلسطين إذ إنه يكاد يقتصر على مدينة القدس دون غيرها من المدن. وفي مدينة المنامة والمحـرق في البحرين، توجد نماذج قليلة من المشربيات. وقد اتخذت المشربية طابعاً مختلفاً في كل من مدينة طرابلس في لبنان وسواكين في السودان، وفي بلاد المغرب، إذ إنها أقل إتقاناً من حيث أسلوب الخرط عمّا هي عليه في مصر وبلاد الحجاز واليمن.
استخدمت على نطاق واسع بالعمارة الحجازية وإن اختلف في تسميتها؛ حيث عرفت بالروش أو روشان وهي تعريب للكلمة الفارسية (روزن) وتعني النافذة أو الشُّرفة، وتجلَّى ذلك في منازل مدينة ينبع وجدة والطائف والمدينة المنورة؛ حيث بلغت من الكثرة بحيث يتصل بعضها ببعض، أما بلاد اليمن- وبصفة خاصة مدينة صنعاء وما حولها- فقد انتشرت فيها المشربيات، خاصةً في العصر العثماني؛ ولذلك عُرفت باسم الشبابيك التركية، كما انتشرت في مدينة القدس وطرابلس بلبنان وسواكن بالسودان وفي بلاد المغرب وإن اختلفت في بعض تفاصيلها عن المشربية المصرية
أما عن أصل التسمية فيذكر (علماء الفنون الإسلامية) أن كلمة المشربية محرَّفة من مشربة، بمعنى الغرفة العالية أو المكان الذي يُشرب منه؛ حيث كان يوضع في خارجات صغيرة بها أواني الشرب الفخارية (القُلَل) لتبريد المياه بداخلها، وربما يؤكد ذلك حِرْصَ الصنَّاع على وجود موضع للقُلَل بأرضية المشربية، وقيل إن المشربية تحريف ظاهر لكلمة "مشرفية" أي التي تُشرف منها النساء على الطريق، أو لكونها طاقةً خارجةً تشرف على الطريق، وهناك رأي ثالث يرَى أنها سُمِّيت بالمشربية لصناعتها من خشب يُعرف بالمشرب، وهو نوع من الخشب الجيِّد يتميَّز بصلابته وتحمله لحرارة الشمس والعوامل الجوية، ثم اتسع مدلول هذا المسمَّى ليشمل كل الأجنحة الخشبية المنفّذة بطريقة الخرط والتي كانت تغشى بها النوافذ
فالمشربيات المصنوعة من خشب الخرط على هيئة سواتر تمكِّن مَن خلفها من رؤية الشارع وليس العكس، والأغرب- ولشدَّة الحرص على التستر- أنه لم يكتفِ بوجود المشربيات مطلةً على الشوراع ولكنها أيضًا وُجدت داخل المنزل مطلَّةً على الفناء الداخلي ليحتميَ مَن خلفها بين عيون الغرباء أثناء زيارتهم صاحب المنزل، وهو ما يؤكد مدى الحرص على تطبيق شريعة الله في الحرص على خصوصية وحرمة الأسرة.
وتُعتبر المشربيات من أهم المعالجات المعمارية للبيئة المناخية في البلاد الإسلامية ذات المناخ الحارّ، فقد ساهمت في تلطيف حدة الضوء من واقع البرامق وما تحققه من انزلاق للهواء على سطحها وما تعطيه من تهوية جيدة، فمن مميزات المشربيات تقليل نسبة الأشعة المارَّة من خلالها وكسرها، فتدخل غرف المنزل وقاعاته هادئةً، كما تساهم المشربية في ضبط مرور الضوء من خلال التخفيف من حدَّة أشعة الشمس المباشرة وغير المباشرة، فمن خلال أحجام وحدات الخرط الخشبي للمشربية والفراغات الموجودة بينها يتم التحكُّم في مرور الضوء، وقد أوضحت بعض القياسات التي أجراها أحد الباحثين على مشربية بقاعة الحريم ببيت السحيمي مدى تأثير الخرط الخشبي الموجود بالمشربية على تقليل شدة الإضاءة داخل الحجرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق