الأحد، 12 يونيو 2011

فـــن الأرابيسك


فن الأرابيسك هو تطبيق مفصل لأشكال هندسية مكررة، و التي كثيرا ما تكون صدى لأشكال النباتات والحيوانات. الأرابيسك هو عنصر من عناصر الفن الإسلامي الذي يوجد عادة كزينةٍ لجدران المساجد.يستند اختيار الأشكال الهندسية التي سوف تستخدم، وكيفية استخدامه إلى نظرة الإسلام للعالم. فبالنسبة للمسلمين تجتمع هذه الأشكال لتكون نموذجا لانهائيا يمتد إلى أبعد من العالم المرئي المادي. فيعتبر الأرابيسك لدى الكثيرين في العالم الإسلامي رمزا للانهائية قدرة الله الخالق.وعلاوة على ذلك، فإن فنان الأرابيسك الإسلامي ينقل روحانية محددة دون استخدام الرموزالأيقونية المستخدمة في الفن المسيحي.

قد يكون تكرار الفنانين لأخطائهم عن عمد لإظهار التواضع للإيمان أن الكمال لا يكون إلا في خلق الله، على الرغم من أن هذه النظرية متنازع عليها.

ولم تكن أشكال الأرابيسك الهندسية تستخدم على نطاق واسع في الشرق الأوسط أو حوض البحر الأبيض المتوسط حتى ازدهر العصر الذهبي للإسلام ازدهارا كاملا. ففي هذا الوقت، كانت النصوص القديمة في الرياضيات اليونانية والإغريقية وكذلك في الرياضيات الهندي تترجم إلى اللغة العربية في بيت الحكمة، والتي كانت مؤسسة للبحوث الأكاديمية في بغداد. و مثل ما حدث مع أوروبا في وقت لاحق مع عصر النهضة الأوروبية فإن إدماج مجالات الرياضيات و العلوم و الأدب و التاريخ و حقنها في العالم الإسلامي أدت إلى انعكاسات إيجابية عظيمة.

تــاريــخ الأرابيسك :

فكانت أعمال العلماء القدماء مثل أفلاطون و إقليدس و براهماغوبتا تقرأ على مستوى واسع بين المتعلمين، و تم تطوير هذه الأعمال لحل المسائل الرياضية التي نشأت نتيجة الحاجة لتحديد القبلة و أوقات الصلوات و رمضان.فوردت أفكار كثيرة جديدة و صارت بمثابة دفعة قوية للفن الذي أصبح فيما بعد فن الأرابيسك. و من هذه الأفكار: أفكار أفلاطون عن وجود واقع منفصل، مثالي في الشكل والوظيفة، و بلوري في الطابع؛ الهندسة الإقليدية التي طورها العباس بن سعيد الجوهري (الذي عاش من عام 800-860) و ذلك في تعليقه على عناصر إقليدس ؛ هندسة أريا باتا و براهماغوبتا التي أضاف إليها 4}محمد بن موسى الخوارزمي (780-850)؛ تطوير الهندسة الكروية من قبل أبو وفاء البوزجاني (940-998) و علم المثلثات الكروية للجياني (989-1079) لتحديد اتجاه القبلة و مواقيت الصلوات و رمضان.

الوصـف و الرمـزيــة:

يتكون فن الأرابيسك من سلسلة متكررة من الأشكال الهندسية التي هي أحيانا مصحوبة بكتابة بالخط العربي. يصف إيتنجهاوسين الأرابيسك "بأنه تصميم نباتي يتكون من نخيلات كاملة و نصف كاملة، في نمط مستمر لا ينقطع.. حيث تنمو كل ورقةٍ من طرف الأخرى."   و بالنسبة للمسلمين، فإن الأرابيسك يرمز لوحدة الإيمان والطريقة التي تنظر بها الثقافات الإسلامية التقليدية إلى العالم.

وضــعيــن :

هناك نوعان من وسائط فن الأرابيسك. يشير المبدأ الأول إلى المبادئ التي تحكم نظام العالم. وتشمل هذه المبادئ الأساسيات البدائية التي تجعل الأشياء ذات بنية سليمة، وبالتبعية شكل جميل (أي الزوايا والأشكال الثابتة التي تصنعها الزوايا). في النسق الأول، هناك رمزية داخلية تسند إلى كل من الأشكال الهندسية المتكررة. على سبيل المثال، المربع، و الذي هو بأربع أضلاع متساوية هو رمز لعناصر الطبيعة المهمة بنفس الدرجة: الأرض ، الهواء ، النار والماء. و فقد أي واحد من الأربعة من شأنه أن يؤدي بالعالم المادي، الممثل في الدائرة التي تدرج داخل المربع، سينهار على نفسه و يزول من الوجود. والنمط الثاني يقوم على أساس الطبيعة المتدفقة للأشكال النباتية. و يشير هذا الوضع إلى الطبيعة الأنثوية لإعطاء الحياة. بالإضافة إلى ذلك، فعند التفتيش في العديد من أمثلة فن أرابيسك، يمكن للبعض الجدال أن هناك في واقع الأمر نمط ثالث أيضا للأرابيسك و هو الخط العربي.

الخــط العـربــي :

بدلا من الإشارة إلى شيءٍ في "الواقع الحقيقي" (حقيقة العالم الروحاني)، يعتبر الخط الإسلامي تعبيرا واضحا لأعلى أنواع الفنون؛ فن الكلمة المنطوقة (نقل الأفكار و التاريخ).في الإسلام، يعتبر القرآن الكريم أهم وثيقة تنقل شفهيا.فنجد اليوم آياتٍ أو مقاطع كاملة من القرآن في فن الأرابيسك.فيصنع تلاقي هذه الأشكال الثلاثة فن الأرابيسك، وهذا انعكاس للوحدة الناشئة من بعد التنوع

وهو من الفنون التي امتازت بها حضارتنا العربية الإسلامية وتعود بأصولها إلى أكثر من إلف عام وهذا الفن هو بالأساس صناعة معمارية الطابع تدخل في الأثاث غالبا لكن بروز فن الأرابيسك توضح خلال الحقبة الماضية من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين يشار إلى أن حرفيي وفناني الأرابيسك العرب في مصر وبلاد الشام......جلبوا إلى اسطنبول في القرن التاسع عشر لتزيين قصور السلاطين العثمانيين ويروى أن عملية جلبهم تلك كانت قسرية حتى أن بعضهم لم يعد إلى بلاده بعدما أنجز عمله وقد شهدت الحقبة لفنون السلجوقية في المنطقة العربية قبيل دخول العثمانيين إلى بعض المناطق ازدهارا كبيرا إسلامية متنوعة؟ وقد زينت أعمال الأرابيسك القصور والبيوت والمساجد لما امتازت به أشغالها من دقة صنعة وبراعة في التنفيذ وجماليات تتواءم مع واقع التزيين في تلك الأزمنة فقد خلت أعمال الأرابيسك من الرسوم الحية للكائنات البشرية والحيوانات وغلبت الأشكال ذات الطابع الزخرفى والخطوط والحفر ورسوم النباتات عليها وتخصصت في انجازها مدن وأحياء بكاملها شكلت ما يشبه ورش

العمل الفني أو المدارس التعليمية لهذا الفن؟؟؟ الذي بدأ يختفي منذ أكثر من نصف قرن تبرز في فن الأرابيسك روعة الفنون الإسلامية بأشكالها المتنوعة وانسجامها وتوافقها مع واقع البيئة الحضارية العربية والإسلامية آنذاك وهى أيضا تعبرفى أنماطها المتنوعة عن الطبيعة الثقافية والحضارية للأمكنة التي أنتجت فيها والى أنواع الطبقات الاجتماعية التي كانت تستخدم

هذا الفن في تزيين أثاثها وبيوتها وقصورها ولم يقتصر فن الأرابيسك على الأثاث بطرزه الإسلامية المختلفة الأشكال والاستخدامات بل اتصل بتكوينات المعمار الخاص بالمساجد والقصور فقد انشأ فنان الأرابيسك جدرانا كاملة من الأرابيسك في بعض القصور بالإضافة إلى انجازه تحفا مدهشة للأعمدة وتيجانها ولمنابر المساجد والمشربيات والنوافذ والأبواب وأحيانا كان الأرابيسك يستخدم في تزيين بعض الآنية إلا أن أكثر مظاهر استخدام الأرابيسك توجت في الأثاث وتضفى لمسات هذا الفن الذي تستخدم فيه ألوان عديدة من الفنون الأخرى المائدة له سحرا خاصا على إى مكان توجد فيه ففيها تظهر جماليات الزخرفة وتكراراتها والخطوط وبراعة خطاطيها والرسوم بتزييناتها الرشيقة والفطرية وكل ذلك ينتجه فن الأرابيسك الذي يتشكل أساسا من فنون مسائدة كالحفر والزخرفة والخط والرسم والتعشيق والنقش والتطعيم

وهذه الفنون في مجموعها تشكل فن الأرابيسك الذي تستخدم فيه مواد متنوعة أيضا أساسها الخشب والصدف والمعادن كالنحاس والذهب والاصطباغ والصمغ لقد كان ازدهار فن الأرابيسك في تاريخ المنطقة عائدا إلى انتشار الأثرياء والسلاطين ورغبتهم في إضفاء نوع من التفرد على قصورهم ومنازلهم وأمكنتهم فقد شهدت المنطقة العربية والإسلامية رغم انحطاطها السياسي آنذاك مظاهر عديدة من التطورالثقافى والاجتماعي وفن الأرابيسك

وفنون الموسيقى الأخرى تشير إلى ذلك فقد انتشرت هذه الفنون في الحواضر الأكثر رخاء وتقدما كالأندلس والشام ومصر.... ومن هنا برز التطور والتفنن في أشغالها وإنتاجها

فلسفة ومنهجية فن الااربيسك

حكم هذا الفن بتطبيق منهجية خاصة يجري فيها استخدام رسوم وتصاميم تظهر تكرارا للأشكال الهندسية ،التي تمثل غالبا صدى لأشكال النباتات والحيوانات ،بشكليها الطبيعي المبسط ،أو بإرجاع تلك الأشكال إلى وحداتها الهندسية الأولية ،بصورة تغلب فيها روح الزخرفة التي يسيطر عليها التجريد ،دون أن تكون جافة ،بل نجدها تتمتع بالكثير من الحيوية والمرح والتفاؤل .‏

إن اختيار أي من الأشكال للاستخدام من هذه الزخارف والزينات وكيفية توضيحها يعتمد على توجه صوفي ليس ببعيد عن تكريس الرؤية الإسلامية للعالم ،حيث أن تلك الأشكال تعبر مجتمعة عن نموذج لا نهاية له للكون والعالمين الصغير والكبير بما يتسق مع لا محدودية الخالق الذي أبدع كل شيء ،كما أن لا نهائية الأشياء تمتد إلى ما وراء العلم المادي المرئي .وهذا النموذج بالنسبة للكثيرين من المسلمين ،هو عالم إسلامي لا مراء فيه ولا شك بوجوده ،وهم بذلك يرمزون إلى الأبدية ،لذا فهم لا يركزون على اسم طبيعة الخلق الذي يصنعه اللـه الواحد (الأحد ) بل وأكثر من ذلك ،يرون بأن فنان الأرابيسك المسلم ،ينقل روحية شكلا نية تصعيديه دون أن يستخدم الايقونوغرافية Iconography الصورية التي تستخدم في الفن المسيحي والمتمثلة بالأيقونات Icons .‏

العناصر الزخرفية المستخدمة في فن الأرابيسك

الأرابيسك هو أسلوب فني تزييني محكم يمتاز بأشكال مخروطية ومزدوجات متداخلة أو مضفورة محكمة ومتناهية الدقة ،وهي ممزوجة بوحدات زخرفيه من الغر وتيسك grotesque حيث تتداخل فيه الأشكال الحيوانية والإنسانية أو الرمزية والتو ريق أي رسم أوراق وأزهار وأغصان النبات الخ

وقد ارتقى استخدام الأشكال الهندسية في الفن ألتزييني العربي أكثر من أشكال المجسدات figurative forms ،وربما كانت تلك التحديدات قد فرضت تحت وقع التشدد الديني في منع استخدام تجسيد المخلوقات حفاظا على صفاء العقائد الدينية ،عند إتباع الديانة الإسلامية من عرب وشعوب أخرى مختلفة .

أين ينتشر فن الأرابيسك

وظهر فنانو الأرابيسك العرب في مصر وبلاد الشام، الذين تم إيفادهم إلى اسطنبول في القرن التاسع عشر، لتزيين قصور السلاطين العثمانيين، ويروى أن عملية جلب هؤلاء الحرفيين كانت قسرية حتى أن بعضهم  لم يعد إلى بلاده بعدما أنجز عمله مرة أخرى وكانوا بمثابة "أسرى فن" !

الأدوات المستخدمة في صناعة الأرابيسك

ومن الأدوات الأساسية لإنتاج مشغولات الأرابيسك : الخشب – الأبنوس والعاج – ألباغ – مواد الدهان والتشطيب – ورق الصنفرة – ورق الرسم منشار أركيت – أزميل الخراط – الصنفرة – الشوكة الرندة (لخرط اللدائن والعاج والعظم) – المنقار – المفحار – البرجل الكروي (لقياس أقطار الاسطوانات والأشكال المخروطية) – البرجل المقص (لقياس الأقطار الداخلية المجوفة والمخروطة).

 صناعة الأرابيسك

وتمر عملية الإنتاج بعدة مراحل تبدأ بإعداد الرسومات الهندسية للأجزاء المطلوب خرطها، واختيار نوع وحجم الخشب المطلوب، ثم التثبيت على المخرطة، وطبع التصميم على الخشب، والحفر والتشكيل، وأخيرا الدهان،

يتم وضع التصميمات والرسومات الهندسية للأجزاء المطلوب خرطها، ثم تأتي مرحلة اختيار أنواع وأحجام الأخشاب الملائمة لمثل تلك الرسومات، لتشكلها كما تريد بالاستعانة بـ»المخرطة» مع تحديد مركزي القطعة الخشبية اللذين سيتم من خلالهما التثبيت على ما يسمى بـ»ذنبه المخرطة» ثم يتم تثبيت القطعة الخشبية وصنفرتها بصنفرة خشنة ثم صنفرة ناعمة على المخرطة.

  بعد ذلك يتم تدبيس ورق الكربون على «الباترونات» على أن تكون الجهة السوداء لأسفل فوق البانوه الخشبي والباترونات أعلى ورق الكربون وفي داخل المساحة المحددة للحفر.

يتم طبع الشكل الموجود في الباترون على «البانوه» الخشبي، عن طريق تحديد الخطوط الخارجية للنموذج بقلم معدني، وفي الخطوة التالية يتم الحفر إما يدوياً أو من خلال ماكينة للحفر على الخشب أوتوماتيكياً، ثم يتم مسح السطح بخفة بقطعة قماش قطيفة ويفضل التليين في ماء دافئ، وفي الخطوة الأخيرة يتم تغطية السطح بشمع العسل المضاف إليه زيت التربانتين ثم يزال الشمع عن طريق وسائد صغيرة من الصوف السميك.

وبعد أن يتم الانتهاء من حفر وتشكيل القطعة الخشبية، تحتاج هذه القطعة للدهان، وهنا فأمامنا ثلاثة اختيارات: إما دهانات الاستر –الجملاكة، وهو دهان شفاف له ملمس زجاجي لامع يساعد على إظهار جمال ألياف الخشب. أو دهانات البلاستيك أو «الورنيش» (وهي سوائل سريعة الجفاف ذات تغطية عالية لامعة.

أنواع تصديف الأرابيسك:

هناك عدة أنواع من التصديف تختلف من أحجام الصدف أو أشكاله أو طريقة تزيينها، فهناك التصديف العربي والتصديف المشجر والتصديف الهندسي، وفي هذا التصديف الهندسي لا يتم استعمال أصداف وإنما يتميز هذا النوع بصغر أحجام القطع الصدفية التي تزين العلب، وبالنسبة للتصديف المشجر نجد أنه يستعمل في تزيين القطع الكبيرة مثل الصناديق ويقصر استعماله عليها فقط أي تزيين الكراسي والقطع الخشبية الكبيرة والتي عادة ما تصدر إلى الخارج بأسعار خيالية نظراً لحاجة السوق الأجنبية لهذه الحرف اليدوية وما يميز هذا النوع من التصديف هو إقبال السياح عليه وخاصة العرب والخليجيون فهم يفضلون مثل هذه الأشكال والأحجام عن غيرها. وعلى الجانب الآخر نجد السياح الأوروبيين والأميركيين يفضلون التصديف الذي يستخدم صدفيات صغيرة ويباع لهم بأسعار عالية.

وللحصول على منتج يدوي راق مصنوع بحرفية عالية فهذا قد يكلفك الكثير من المال لأن بعض المصنعين يشكون من قلة هذه الأسعار بالمقارنة مع ما يبذلونه من مجهود وما ينفقونه من مبالغ مالية وما يستغرقه من وقت كي تخرج القطعة الفنية بشكل لائق يرضي أذواق السائحين الذين يدركون قيمة هذه الأعمال على عكس ما يتصوره البعض من أن السياح يشترون مثل هذه الأعمال اليدوية دون إدراك ما بذل فيها من مجهود ولذلك نجد هناك سلعاً مصنوعة بحرفية بدائية للغاية ولذلك يكون مكانها المخازن وعلى الأرصفة دون أن تباع للجمهور

ولهذا فإن "الأرابيسك" صناعة وفن في وقت معا.رسم والتعشيق والنقش والتطعيم. 

بالصدف والعاج ويفضل مزجه مع ديكور بألوان هادئة

 هو حالة خاصة في عالم الديكور تمزج بين الخشب والصدف في تناغم رائع بين عاشق ومعشوق، وليقدم لنا «الأزميل» بطل الحرفة، فناً رائعاً في النهاية يطلقون عليه «أرابيسك»، وهو الفن الذي ما زال على الرغم من انتشار أنماط الحداثة والمعاصرة في الديكور، ذا مكانة في العديد من تصاميم الأثاث بما له من سحر خاص يضفيه على المكان، حيث يحملنا إلى زمن جميل بكل بساطته وحميميتة الأجواء التي تمنحها لنا.

وعلى الرغم من ارتباط الأرابيسك بفن العمارة الإسلامية، إلا أنه نشأ قبلها بسنوات طويلة، حيث أدركته العمارة القبطية في مصر قبل الفتح الإسلامي، فعرفه المصريون بسبب ندرة الأخشاب المتوافرة، مما اضطرهم إلى استخدام بقايا الخشب المتبقية من عملهم، وقاموا بتجميعها وتشكيلها، ومن هنا كانت بداية الأرابيسك، حتى أن أشهر أشكاله ما زالت تحمل أسماء قبطية.

 وقد ازدهر فن الأرابيسك مع عهود الإسلام الأولى وبخاصة في العصر العباسي، الذي يعتبر العصر الذهبي للفنون والعلوم الإسلامية بوجه عام، كما شهد نهضة في ترجمة مؤلفات إقليدس عن الأشكال الهندسية وحساب المثلثات التي اعتمدوا عليها كأساس في فن الأرابيسك، وقد تميزت أعمال الأرابيسك التي أبدعها المسلمون في تلك الفترة بخلوها من الرسوم الحية للكائنات البشرية والحيوانات، وغلبت عليها الأشكال ذات الطابع الزخرفى والخطوط والحفر ورسوم النباتات.

وتنوعت استخدامات الأرابيسك بشكل كبير في البيوت الإسلامية القديمة ليس فقط في تصميم الأثاث ولكن أيضاً في المشربيات وكاسرات الإضاءة، حيث قاموا بعمل شبابيك من الأرابيسك بفتحات واسعة لإدخال الهواء، أما إذا أرادوا حجب الهواء والشمس عن دخول المكان فكانوا يصنعون شبابيك الأرابيسك بفتحات ضيقة. وتألق فن الأرابيسك في المساجد والقصور أيضا. ولا يقتصر فن الأرابيسك على شكل «المشربية» التي تعد الأكثر شهرة، ولكنه يمتد إلى العديد من التصميمات التي تبدأ بالمقعد العربي وتنتهي بالغرف المصممة بأكملها من الأرابيسك.

 ولا تزال، رغم مرور السنوات عليها، صالحة لتزيين البيوت العربية تضفي عليها رونقا وطابعا دافئا. فرغم الثورة في عالم الديكور والأثاث، بما فيه الأساليب الحديثة والعصرية أو الكلاسيكية، يظل الديكور العربي محافظا على مكانته شأنه شأن الطراز الهندي والانجليزي والفرنسي حيث يمتلك القدرة على فرض نفسه في أي ركن من أركان المنزل حتى لو تم وضعه بين أثاث حديث فمن الممكن المزج بين الطراز الحديث وبعض قطع الأرابيسك.

إلا أن السائد في البيوت العربية هو تخصيص ركن مستقل بذاته أو غرفة تحتوي كلها على أثاث عربي متناسق التشكيل، بالإضافة إلى بعض قطع الديكور كالإطارات وحامل المصحف، ووحدات الإضاءة والمكتبات وغيرها من الإكسسوارات ومكملات الأثاث. و من الممكن تصميم قاعة شرقية كاملة من الأرابيسك بدءاً من الكراسي حيث يتم تزيين المساند والظهر الأرابيسك، والمناضد والكنبات ومرورا بتزيين الحائط والسقف الأرابيسك وحتى الإكسسوارات الصغيرة التي تستخدم كمكملات للقاعة مثل الإطارات والقناديل.

و يعود السر في استمرار فن الأرابيسك رغم مرور قرون عديدة إلى وجود من يقدرون هذا الفن ويتذوقونه حتى الآن وقد استفاد الأرابيسك من التقنيات الحديثة ودخلت في صناعته الماكينات بجانب العمل اليدوي. ومن الجدير بالذكر أنه لا ينافس الأرابيسك المصري، الذي يعتمد في تصنيعه على خشب الزان والنحاس والصدف والفضة، سوى الأرابيسك السوري على الرغم من انه لا يتمتع بالانتشار الذي يتمتع به الأرابيسك المصري، لأنه يعتمد على أخشاب اقل جودة.

 الطاولات الخشبية ذات التصميم الشرقي سواء المنشورية الشكل أو المسد سة أو المثمنة الأضلاع والمطعمة بالعاج أو الصدف يمكن أيضاً استخدامها في أحد زوايا الغرف ذات الطرز الحديثة مع وضع أباجورات مناسبة للفرش والستائر. هناك أيضاً إمكانية استخدام كونسولات وأرفف من الخشب المعشق في مدخل المنزل واستغلالها في ترتيب الكتب أو تزيينها ببعض التحف الصغيرة. ومن المؤكد أن غرف النوم المصنعة من الأرابيسك تضفي ثراء على أي مكان تستعمل فيه،

 وإذا أردنا إضفاء المزيد من ثراء الأرابيسك، يمكننا إضافة مشربية للنافذة، أو استخدام صندوق من الخشب المطعم بالصدف والنحاس وإضافته إلى الديكور المصنع من الأرابيسك سواء في غرف النوم أو غرف المعيشة والاستقبال.

 وتلعب الإضاءة التي تستخدم مع الأرابيسك دورا هاما في إبراز جمال هذه القطعة الفنية، ويفضل الإضاءة الهادئة باستخدام اللون الأصفر لأنه سيبرز نقوشات الأرابيسك، وإن كان يفضل الابتعاد عن الإضاءة «الفلورسنت»، ومن الألوان المفضل استخدامها في الديكور مع الأرابيسك البيج بدرجاته وألوان قريبة من الأبيض، إلى جانب الألوان الفاتحة لأنها ستتناسب مع اللون البني ـ لون الأرابيسك ـ المهم تجنب استخدام الألوان الغامقة أو الصريحة لأنها لن تظهر قيمته الجمالية. للحفاظ على الأرابيسك أطول فترة ممكنة، يفضل استخدام فرش خاصة لتنظيفه تختلف عن فرش تنظيف الخشب العادي كونه يحتوي على نتوءات ونقوشات بارزة. كما يفضل تلميعه باستخدام نوع من الدهان يطلق عليه «الاستر»

أسماء لمشغولات فن الأرابيسك:

يوجد الكثير من فن الأرابيسك مسميات قديمه ومسميات جديدة أدخلت على هذا الفن وأيضا ادخل عليها فن الصدف لتطعيم هذا الفن بالجمال

المشربيات : المشربية هي شباك ذو رف يفتح للخارج ويكون في مكان عالي من المنزل لوضع جره الماء المصنوعة من الفخار للشرب وسبب المكان العالي للتبريد عن طريق الهواء ولهذا سميت مشربيه

المشرفيه : المشرفيه هي شباك يطل على الشارع أو على الحارة وله باب قلاب يفتح على الربع أو على النصف أو كامل وسمي مشرفيه لأنه يشرف على الشارع أو يطل على الشارع

المرافع : المرافع هنا كثير وأسمائها كثيرة وسميت مرافع لأنها مرفوعة عن الأرض وتوجد داخل المنزل الذي يكون له سقف عالي وتوضع على الحائط

ومن أسمائها :

مرفع أندلسي - مرفع زينب خاتون - مرفع مشربيه بيت السحيمي - مرفع مسافر خان - مرفع السلطان الغوري

ولدى فن الأرابيسك أسماء أيضا

مثلا على سبيل المثال الميموني - الكنايسي

فن ...المشربية

إذا كانت النماذج المعمارية القديمة قد حققت منافع جمة، فلماذا تم الاستغناء عنها في الوقت الراهن؟

نجح فن العمارة الإسلامية في تحقيق التوازن التام بين الجوانب المادية والمشاعر الروحانية من خلال مجموعة من القواعد والأسس والتراكيب التي توصل إليها كل من المعماري والفنان المسلم، وأمكنه من خلالها حل مشاكل البناء بحلول فعّالة، متوائمة تماماً مع عقيدته الدينية السمحة، وبما يحافظ على القيم والتقاليد الاجتماعية، مع توظيف معطيات بيئته، أو جلب مالم يكن متوافراً في بيئته وتصنيعه وتعديله حتى يتوافق مع قيمه وبيئته. ولقد حقق معالجة فعّالة في مجال تقنين الضوء باستخدام (المشربية) أو (الروشان) أو (الشنشيل) وكذلك نوافذ الزجاج المعشق بالجص.

ويجدر بنا التعريف بالمشربية ونوافذ الزجاج المعشق كمظهر من مظاهر العمارة الإسلامية جاء متوافقاً مع الظروف المختلفة للمجتمع الإسلامي. والمقصود بالمشربية ذلك الجزء البارز عن سمت حوائط جدران المباني التي تطل على الشارع أو على الفناء الأوسط للمنازل الإسلامية بغرض زيادة مساحة سطح الأدوار العليا، ويستند هذا الجزء البارز إلى (كوابيل) و (مدادات) من الحجر أو الخشب تربط الجزء البارز من المبنى، بينما تغطى الجوانب الرأسية الثلاثة لهذا الجزء البارز بحشوات من الخشب الخراط المكوّن من (برامق) مخروطية الشكل، دقيقة الصنع تجمع بطريقة فنية بحيث ينتج عن تجميعها أشكال زخرفيه هندسية ونباتية أو كتابات عربية. وسميت المشربية بهذا الاسم لوجود صلة وثيقة بين هذا الجزء من المبنى وبين أواني الشراب (القلل الفخارية) التي كانت توضع بها. وقد اتسع مدلول هذا المسمى (المشربية) ليشمل كل الأحجبة الخشبية المنفذة بطريقة الخراط والتي كانت تغشى فتحات النوافذ أو تفصل بين أجزاء المبنى المخصصة للرجال وتلك المخصصة للنساء سواء كان ذلك في المنازل أو في المساجد.

وتعرف المشربية في بعض بلدان العالم الإسلامي باسم (روشن أو روشان) وهي تعريب للكلمة الفارسية (روزن) وتعني الكوّة أو النافذة أو الشرفة. وأيا كان المسمى، فإن الشكل لم يختلف إلا في بعض الجزئيات البسيطة التي أضفت على شكل المشربية طابعاً مميزاً وخاصاً بكل بلد من بلدان العالم الإسلامي، متوافقة في ذلك مع أهم خاصية من خصائص الفن الإسلامي وهي (الوحدة والتنوّع).

وقد وصل فن المشربية درجة كبيرة من الإتقان في مصر خلال العصر المملوكي، ويظهر ذلك بوضوح في القاطوع الخشبي المنقول من مدرسة السلطان حسن إلى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة وفي مجموعة المشربيات في منزل زينب خاتون وغيرها. إلا أن فن المشربية تظهر أجمل نماذجه في منازل القاهرة ورشيد وفوه التي ترجع إلى العصر العثماني. كما كانت المشربيات أو الرواشين عنصراً مميزاً في العمارة الحجازية وبخاصة في ينبع، التي بلغت فيها من الكثرة بحيث يتصل بعضها ببعض. أما بلاد اليمن وبصفة خاصة مدينة صنعاء وما حولها، فقد استعمل بها طراز يمني أصيل عبارة عن مشربيات مصنوعة من الحجر بدلاً من الخشب. ولم تعرف اليمن المشربيات الخشبية إلا في القرن 11هـ/17م وذلك بتأثير من الفن العثماني. هذا في الوقت الذي كان استعمال المشربيات على أضيق نطاق في فلسطين إذ إنه يكاد يقتصر على مدينة القدس دون غيرها من المدن. وفي مدينة المنامة والمحـرق في البحرين، توجد نماذج قليلة من المشربيات. وقد اتخذت المشربية طابعاً مختلفاً في كل من مدينة طرابلس في لبنان وسواكين في السودان، وفي بلاد المغرب، إذ إنها أقل إتقاناً من حيث أسلوب الخراط عمّا هي عليه في مصر وبلاد الحجاز واليمن. استخدمت على نطاق واسع بالعمارة الحجازية وإن اختلف في تسميتها؛ حيث عرفت بالروشن أو روشان وهي تعريب للكلمة الفارسية (روزن) وتعني النافذة أو الشُّرفة، وتجلَّى ذلك في منازل مدينة ينبع وجدة والطائف والمدينة المنورة؛ حيث بلغت من الكثرة بحيث يتصل بعضها ببعض، أما بلاد اليمن- وبصفة خاصة مدينة صنعاء وما حولها- فقد انتشرت فيها المشربيات، خاصةً في العصر العثماني؛ ولذلك عُرفت باسم الشبابيك التركية، كما انتشرت في مدينة القدس وطرابلس بلبنان وسواكن بالسودان وفي بلاد المغرب وإن اختلفت في بعض تفاصيلها عن المشربية المصرية

أما عن أصل التسمية فيذكر (علماء الفنون الإسلامية) أن كلمة المشربية محرَّفة من مشربة، بمعنى الغرفة العالية أو المكان الذي يُشرب منه؛ حيث كان يوضع في خارجات صغيرة بها أواني الشرب الفخارية (القُلَل) لتبريد المياه بداخلها، وربما يؤكد ذلك حِرْصَ الصنَّاع على وجود موضع للقُلَل بأرضية المشربية، وقيل إن المشربية تحريف ظاهر لكلمة "مشرفية" أي التي تُشرف منها النساء على الطريق، أو لكونها طاقةً خارجةً تشرف على الطريق، وهناك رأي ثالث يرَى أنها سُمِّيت بالمشربية لصناعتها من خشب يُعرف بالمشرب، وهو نوع من الخشب الجيِّد يتميَّز بصلابته وتحمله لحرارة الشمس والعوامل الجوية، ثم اتسع مدلول هذا المسمَّى ليشمل كل الأجنحة الخشبية المنفّذة بطريقة الخراط والتي كانت تغشى بها النوافذ

فالمشربيات المصنوعة من خشب الخراط على هيئة سواتر تمكِّن مَن خلفها من رؤية الشارع وليس العكس، والأغرب- ولشدَّة الحرص على التستر- أنه لم يكتفِ بوجود المشربيات مطلةً على الشوارع ولكنها أيضًا وُجدت داخل المنزل مطلَّةً على الفناء الداخلي ليحتميَ مَن خلفها بين عيون الغرباء أثناء زيارتهم صاحب المنزل، وهو ما يؤكد مدى الحرص على تطبيق شريعة الله في الحرص على خصوصية وحرمة الأسرة.

وتُعتبر المشربيات من أهم المعالجات المعمارية للبيئة المناخية في البلاد الإسلامية ذات المناخ الحارّ، فقد ساهمت في تلطيف حدة الضوء من واقع البرامق وما تحققه من انزلاق للهواء على سطحها وما تعطيه من تهوية جيدة، فمن مميزات المشربيات تقليل نسبة الأشعة المارَّة من خلالها وكسرها، فتدخل غرف المنزل وقاعاته هادئةً، كما تساهم المشربية في ضبط مرور الضوء من خلال التخفيف من حدَّة أشعة الشمس المباشرة وغير المباشرة، فمن خلال أحجام وحدات الخراط الخشبي للمشربية والفراغات الموجودة بينها يتم التحكُّم في مرور الضوء، وقد أوضحت بعض القياسات التي أجراها أحد الباحثين على مشربية بقاعة الحريم ببيت السحيمي مدى تأثير الخراط الخشبي الموجود بالمشربية على تقليل شدة الإضاءة داخل الحجرة.

وهناك أحياء بكاملها في القاهرة القديمة ودمشق  تخصصت في انجازأعمال وفنون الأرابيسك  وشكلت ما يشبه ورش العمل الفني أو المدارس التعليمية لهذا الفن الذي بدأ يختفي منذ أكثر من نصف قرن تبرز في فن الأرابيسك روعة الفنون الإسلامية بأشكالها المتنوعة وانسجامها وتوافقها مع واقع البيئة الحضارية العربية والإسلامية آنذاك وهى أيضا تعبرفى أنماطها المتنوعة عن الطبيعة الثقافية والحضارية للأمكنة التي أنتجت فيها والى أنواع الطبقات الاجتماعية التي كانت تستخدم هذا الفن في تزيين أثاثها وبيوتها وقصورها ولم يقتصر فن الأرابيسك على الأثاث بطرزه الإسلامية المختلفة الأشكال والاستخدامات بل اتصل بتكوينات المعمار الخاص بالمساجد والقصور فقد انشأ فنان الأرابيسك جدرانا كاملة من الأرابيسك في بعض القصور بالإضافة إلى انجازه تحفا مدهشة للأعمدة وتيجانها ولمنابر المساجد والمشربيات والنوافذ والأبواب وأحيانا كان الأرابيسك يستخدم في تزيين بعض الآنية إلا أن أكثر مظاهر استخدام الأرابيسك توجت في الأثاث وتضفى لمسات هذا الفن الذي تستخدم فيه ألوان عديدة من الفنون الأخرى السائدة له سحرا خاصا على إى مكان توجد فيه ففيها تظهر جماليات الزخرفة وتكراراتها والخطوط وبراعة خطاطيها والرسوم بتزييناتها الرشيقة والفطرية وكل ذلك ينتجه فن الأرابيسك الذي يتشكل أساسا من فنون مسائدة كالحفر والزخرفة والخط والرسم والتعشيق والنقش والتطعيم وهذه الفنون في مجموعها تشكل فن الأرابيسك الذي تستخدم فيه مواد متنوعة أيضا أساسها الخشب والصدف والمعادن كالنحاس والذهب والإصباغ والصمغ لقد كان ازدهار فن الأرابيسك في تاريخ المنطقة عائدا إلى انتشار الأثرياء والسلاطين ورغبتهم في إضفاء نوع من التفرد على قصورهم ومنازلهم وأمكنتهم فقد شهدت المنطقة العربية والإسلامية رغم انحطاطها السياسي آنذاك مظاهر عديدة من التطورالثقافى والأجتماعى وفن الأرابيسك وفنون الموسيقى الأخرى تشير إلى ذلك فقد انتشرت هذه الفنون في البلاد الأكثر رخاء وتقدما كالأندلس والشام ومصر ومن هنا برز الإبداع الفني في تصميماتها وإنتاجها الرائع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق