الأحد، 5 يونيو 2011

بهغفد غيتا


 البهاجافاط غيطا  هو نشيد المولي بالسنسكريتية
  اليوجا ((بالهندية:योग))هي مجموعة من الطقوس الروحية القديمة أصلها الهند، كمصطلح عام في الهندوسية، "جافين فلود" يعرف اليوجا بأنها تشير إلى "طريقة فنية أو ضوابط محددة من التصوف والزهد والتأمل، مما يرمي إلى خبرة روحية وفهم عميق جدا أو بصيرة في الخبرات". خارج الهند، أصبحت اليوجا مرتبطة بالممارسة في وضعية من التمارين "هاثا يوجا"، كما أنها أثرت بشكل كامل في عائلات تدين بالبراهمانية وممارسات أخرى روحية حول العالم.


كما هي الحال في معظم النظم الفكرية الآسيوية الشرقية، لا يشترط بممارس اليوجا أن يتبع ديانة محددة أو أن يتخلى عن عقيدة ما. في الأدبيات البوذية، يستخدم مصطلح "التأمل" بدلا من مصطلح "يوجا"، الا أن الغرب والعرب تعودوا على مصطلح "يوجا" بحيث أصبح من الصعب إدخال مصطلح آخر بنفس المعنى.


تأثر المسلمون عبر التاريخ باليوجا وحاولوا أسلمتها، فنتج عن ذلك مدارس التصوف. نصوص الهندوسية تناقش عديد من جوانب اليوجا بما فيها الأوبانيشاد والبهجافاد جيتا भगवद्‌ गीता (أغنية الإله)، وجوانب أخرى عدة.


الفروع الرئيسية من اليوجا تتضمن : هاثا يوجا، كارما يوجا, جانا يوجا. وراجا يوجا، يوجا الراجا تعرف ببساطة في سياق الفلسفة الهندوسية باليوجا، هي واحدة من ستة مدارس أرثوذكسية حيث أنها أسست بواسطة يوجا ساتراس من باتانجالي. لها ناحيتان:

ناحية فكرية: تتمثل بالإيمان بأن التحرر الروحي يحصل حين تتحرر النفس من ارتباطها بالمادة الذي نتج عن الوهم. والناحية الفكرية مرنة جدا وتستدعي المناقشة والتحليل والنقد والتفكير والتطوير بكل حرية وبدون قيود. أي أنها ليست مجموعة عقائد جامدة ولا تشترط الإيمان المطلق، بل تحذر منه.

ناحية عملية: متمثلة بالتمارين البدنية وتمارين التحكم بالتنفس وممارسات أخرى مثل الفنون الجميلة والفنون القتالية (ولها تطبيقات في المجالات الحديثة مثل الأعمال والصناعة والتجارة والتكنولوجيا). والجانب العملي يتدرج خطوة خطوة حسب قابلية الفرد في محاولة الوصول به إلى مرحلة الكمال في مجاله، وهنا يخير التلميذ بين أن يطيع معلمه إلى أقصى حد، أو أن يترك الممارسة أو أن يجد له معلماً آخر. ولا ينصح بتعلم اليوغا العملية إلا من خلال معلم متمرس، إن وجد، وإذا لم يوجد معلم يمكن للمرء أن يحاول لوحده أو من خلال القراءة أو متابعة الأفلام أو الصور التعليمية.


أطراف اليوجا الثمانية


قال الحكيم باتانجالي الفيلسوف ومؤسس رياضة اليوجا إن هناك ثمانية أطراف للراجا يوجا التي تشكل سلسلة من الخطوات لتنقية الجسم والعقل في رحلته تجاه الاستنارة . وهذه الخطوات هي كما يلي :


الياما: سلسلة مكونة من خمس قواعد أخلاقية تحث على الصدق وعدم العنف وعدم السرقة وعدم الأنانية و الاعتدال في كل الأمور. ويقال إنها تشبه في محتواها الوصايا العشر عند المسيحيين .


النياما: وهي مجموعة من خمس خصال يجب السعي إليه واكتسابها وهي النقاء والقناعة والاعتراف بالوجود الإلهي و دراسة النصوص الدينية


الأسانات: هذه هي الأوضاع والحركات التي يقوم بها الجسم ، والمصممة لمد وتقوية الجسم والحفاظ على أقصى قدرة ومرونة له


البراناياما: تلك هي الخطوة التالية على طريق التطور وهي دراسة و استخدام التنفس لمساعدة العقل والجسم


البراتياهارا: هي بداية الدراسة لاكتساب السيطرة على العقل وليصبح المرء مدركا لحساسية الغقل الفائقة لجميع ما حوله



الدارانا: هي الخطوة الأولى نحو تركيز العقل والبدء في توجيهه نحو مناطق معينة بحسب الإرادة .



الديانا: تلك مرحلة تالية من مراحل السيطرة على العقل مع بذل الجهد لتوسيع الوعي وزيادة حساسية العقل



الصامادي: تلك هي الذروة النهائية للسيطرة على العقل والجسم والروح أي الحالة التي يكون الإنسان فيها متوحدا مع قوة عليا خارج ذاته أو بعبارة أخرى حالة النعيم الفائق ويتجسد هذا أثناء الجلوس التأملي ولكن الطريقة المستخدمة في الغرب والدول العربية هي عن طريق استخدام الطرف الثالث "الأسانا" والطرف الرابع "البراناياما"



أصل الكلمة



المصطلح السنسكريتي (اللغة الهندية القديمة) يوجا يحمل عدة معاني :أولا هي مشتقة من جذورها السنسكريتية "يوج" "التحكم" أو أن "تتحد".

مصطلح عام يتضمن "الانضمام" أو "التوحد" ومصطلحات مشابهة كالوحدة والترابط.

مفهوم تعريفي اخر هو "المزاج، السلوك، الوسيلة".





يوجا هي كلمة سنسكريتية योग معناها الحرفي "التوحيد"، وهي مشتقة من نفس جذر الرقم واحد باللغة الكردية "يه ك". يوجا هو اسم عام يطلق على أي نظام عقلي - بدني متكامل يعزز التجربة الروحية ويؤدي إلى اتحاد روح الفرد بالروح الكونية.



اليوجا في التاريخ



عجل البحر باشوباتي



عجل البحر من الوادي ال هندوسي



تم اكتشاف عجل بحري أثناء التنقيب الأثري في الموقع الأثري موهينجو-دارو، بالوادي الهندي ،. لفت الانتباه كاحتمال انها تمثل شكل اليوجي أو البروتو شيفا، عجل البحر الباشوباتي " إله الحيوانات باللغة السنكريتية" هذا، يمثل وضعية جلوس ومحاط بالحيوانات بعض الباحثين وصفوا الشكل بأنه وضعية تقاطع الأرجل التقليدية في اليوجا ويده تستلقي علي ركبتيه، مكتشف عجل البحر، السيد " جون مارشال" وآخرون أدعوا أن هذا الشكل هو النموذج الأصلي ل شيفا "الإله الأعلى في الهندوسية"، ووصفوا الشكل بانه : لديه ثلاثة وجوه، وجالس في "وضعية يوجا" حيث الركبتان خارجتين والأقدام ملتحمة.



هذا الأدعاء لم يلق قبولاً لدي بعض الهيئات العلمية والكليات الحديثة، "جافين فلود" شخص هذا المنظر بأنه "تخميني ويحتاج للتأمل"، حيث يقول أنه ليس من الواضح من الشكل أن لدى عجل البحر ثلاثة وجوه, أو جالس في وضعية يوجا، أو حتى أن الشكل يمثل إنساناً، ومع ذلك محتمل أن هناك عديد من الإيقونات لشيفا بهذا الشكل، كأشكال لنصف القمر تشبه قرون الثور.



المصادر الأدبية



المصادر الرئيسية النصية لاستنباط مفهوم كلمة يوجا هي الأوبانيشاد उपनिषद् الوسطية(400 ق.م),البراهمانية بما يتضمن البهجافادا جيتا भगवद्‌ गीता (أغنية الإله) (200 ق.م) ويوجا ساتراس من بتنجالي (200 ق.م:300 ق.م)



اليوجا والبوذية



اليوجا تعتبر ركيزة في بوذية التبت، في تقاليد الناينجما، نجح الممارسون لها في زيادة الدرجات النأملية العميقة لليوجا, بدأُ من يوجا الماها، ومروراً بيوجا الأنو، ومع الأخذ بالأعتبار في الممارسة العليا يوجا الأاتي، في نفس التقاليد يوجا الأوتارا مساوية في الرتبة لها. ممارسات يوجا التانترا هي الأخرى بما يتضمن نظام من 108 وضعية جسدية تمارس مع إيقاع التنفس والقلب، الوقت في التمرينات الحركية لليوجا يعرف ب ترول كور أو وحدة القمر والشمس (قناة) طاقات البراجنا, وضعية الجيم لدى ممارسي اليوجا القدماء في التبت مرسومة على حوائط معبد الدالي لاما الصيفي للوكانج.



أهداف اليوجا



 تمثال شيفا في وضع يوجا تأملي



تهدف اليوجا إلى إدراك النفس وإدراك الله وهو شيء قابل للتبادل، مع الإحساس الباطني بأن الطبيعة الحقيقية نفسها (الحقيقة، الوعي والنعمة) تنكشف خلال ممارسة اليوجا، ولديها نفس طبيعة الكون (وحدة الوجود)، حيث ليس شرطاً ان تكون هناك ذات إلهية ولكن انتفى الكل في الواحد والواحد في الكل، وهذا يعتمد على فلسفة ممارس اليوجا هو من يحدد بباطنه وجود أو عدم وجود ذات إلهية، في الغرب والبلاد الإسلامية والعربية، هناك تأكيد دائم علي التفرد حيث لا يوجد وحدة للكون، طقوس اليوجا يمكن أن تكون امتداداً لمصطلح البحث عن الذات، ودمج العناصر المختلفة للكائن الحي.



داخل المدارس المعبدية (بأفاديات فيدانتا) والشيفية هذا الكمال يأخذ شكل: (موكشا मोक्ष) حيث التحرر من المعاناة الدنيوية ودورة الحياة والموت، حيث أنقطاع التفكير والدخول في حالة من نعمة التوحيد بالروح العليا (بالبراهما ब्रह्म)، بالنسبة لمدارس الباخي الدواليستيكية في فيشنافيست، الباخي भक्ति (التقوى) هي نفسها الهدف المطلق والنهائي لمداخل اليوجا. حيث يبلغ الكمال أوجه وذروته في أتصال وخلود تام مع (الفيشنو विष्णु) أو أحد الأفتارات المتصلة به مثل (كريشنا) أو (راما).









بقلم الحبر الأعظم: أ. س. بهاكتيفينداتا سوامي برابهوبادا وترجمة: صالح الرزوق



هنالك عدة أنماط شائعة من اليوغا في العالم الغربي، ولا سيما في هذا القرن، ولكن كلها لم تبين لنا،

في الواقع، كيف نتقن اليوغا. يشرح سري كريشنا (1)، وهو الصحوة الأخيرة لرأس الحكمة، في بهاجافاد – جيتا (2) لأرجونا  (3) طريقة إتقان اليوغا شكل مباشر . لو أننا نود أن نتقن ممارسة اليوغا، سوف نجد  في بهاجافاد – جيتا التعاليم الرسمية على لسان الشخص حامل الرسالة.



إنه أمر لافت للنظر فعلا أن تكون تعاليم إتقان اليوغا قد بدأت في ساحة الوغى. وقد ألقيت على أرجونا، المحارب، فقط قبل أن يتورط في معركة شرسة. كان أرجونا يفكر بوحي من عاطفته كما يلي: " لماذا يجب أن أحارب أقربائي ؟"، ولكن الإكراه على الحرب كان من وحي أوهام أرجونا، وليخصه سري كريشنا  من أوهامه ألقى عليه بهاجافاد – جيتا. إنما على المرء أن يتصور كم كانت فترة إلقاء بهاجافاد – جيتا قصيرة. كان المقاتلون على كلا الطرفين على أهبة الاشتباك، لذلك لم يتوفر له غير وقت وجيز، على أطول تقدير بحدود ساعة واحدة. وخلال هذه الساعة تم الوحي بـ "  بهاجافاد – جيتا "، وهكذا سنّ سري كريشنا لخليله أرجونا تعاليم إتقان أشكال اليوغا . وفي نهاية الخطاب الجليل وضع أرجونا أوزار جميع خطاياه  ودخل في المعركة.



على أية حال، خلال الخطاب، سمع أرجونا تفسير نظام يوغا التأمل، كيف تجلس، وكيف تحتفظ بجسدك منتصبا، وكيف تغلق عينيك نصف إغلاق، وكيف تركز ببصرك على أرنبة أنفك، هذا دون أن تشرد، وقد حصل ذلك في مكان منعزل، وقد قال في عزلته تعليقا على ما سلف:



يا مادهوسودانا، نظام اليوغا الذي



 لقنته باختصار



يبدو لي غير عملي ولا يمكن تحمله 



فالذهن قلق وغير واضح (ب. ج.: 6 – 33)  (4).



هذا شيء له معنى. يجب علينا أن نتذكر دائما أننا نتحمل أعباء ظروف دنيوية، وفي كل دقيقة يتعرض ذهننا للمحرضات. في الواقع نحن لسنا في حالة مريحة. ونحن دائما نعتقد أنه لدى الصول إلى نقطة محددة، كل أشكال المحرضات الذهنية سوف تتلاشى. ولكن من طبيعة العالم الدنيوي أن لا يسمح بالتحرر من أغلال القلق. والمعضلة التي تواجهنا هي ضرورة ابتكار حل  لمشاكلنا. غيرأن الكون له تصميم جاهز وقديم، والحلول الناجعة عسيرة.



 لأن أرجونا لا يخادع، ولأنه صريح وصادق، أخبر كريشنا كم هو نظام اليوغا صعب في التطبيق. وفي حديثه مع كريشنا، كان من الضروري على أرجونا أن يناديه باسم مادهوسودانا، ليدل أن الرب هو من قتل الشيطان مادهو، وجدير بالذكر أن أسماء الرب لا تحصى، وهو دائما يسمى حسب قدراته ومعجزاته. حقا، إن للرب أسماء لا تحصى، لأنه يقوم بمعجزات لا يمكن لنا أن نعدها.



نحن فلذة صغيرة من الرب فقط، ومع ذلك ليس بوسعنا أن نتذكر كم من عمل مبهر استطعنا انجازه منذ عهد الطفولة وحتى الوقت الحاضر.



إن الرب، الذي لا يفنى، غير محدود، وبما أن انجازاته كثيرة، فهو يحمل أسماء كثيرة، ولكن على رأسها الاسم كريشنا . ولكن لماذا نادى أرجونا اسم مادهوسودانا، ما دام كريشنا من بين حوارييه، وكان بمقدوره أن يناديه مباشرة يا كريشنا ؟.



و الجواب: لأن أرجونا يعتبر ذهنه أشبه بشيطان رجيم، من نوع الشيطان مادهو . وبما أنه من الممكن لكريشنا أن يقتل الشيطان الذي يوسوس للعقل، من الممكن لأرجونا أن يصل إلى إتقان اليوغا. "عقلي أقوى من هذا الشيطان مادهو، أرجوك، إن كان بوسعك أن تقتله، ساعدني على تطبيق نظام هذه اليوغا ". هكذا قال أرجونا.



إنه حتى بالنسبة لعقل حصيف مل أرجونا، تجد الوساوس طريقا إليه. وكما قال أرجونا نفسه: " لأن الذهن مضطرب ومتقلب وعويص وقوي. ياكريشنا، كما يبدو لي، السيطرة عليه أصعب من استئناس الريح " (ب. ج.: 6 – 34).



فعلا، وهذه حقيقة، إن العقل يخبرنا دائما أن نذهب بهذا الاتجاه أو ذاك، أن نفعل هذا وذاك – إنه دائما يخبرنا في أي منعطف يجب أن نسير. لذلك ملخص وجوهر نظام اليوغا هو السيطرة على ثورة الذهن (وساوسه).



في شكل يوغا – التأمل نحن نتحكم بالعقل من خلال التركيز على الروح السامية. وهذا هو الهدف النهائي لليوغا. غير أن أرجونا يقول إن التحكم بالعقل أصعب من كبح الرياح من الهبوب. هل بمقدور المرء أن يتخيل رجلا يبسط ذراعه ليمنع إعصارا من التقدم؟. هل نحن نفترض أن أرجونا بكل بساطة غير كفء لإدارة ملكات عقله.



في الحقيقة ليس بوسعنا أن نبدأ باستيعاب المؤهلات الشاسعة التي يتمتع بها الشخص السامي لرأس الحكمة. هذه رتبة عالية ولا يمكن لأحد أن يصل إليها من غير مؤهلات. أضف لذلك، إن أرجونا محارب جسور ورجل حاذق . لقد كان إنسانا ذكيا وبإمكانه أن يتحمل أعباء بهاجافاد – جيتا خلال ساعة،  بينما في الوقت الحالي لا يستوعبها الفلاسفة العظماء ولو في دهر. ولكن لأن أرجونا آمن أن السيطرة على العقل مسألة عويصة هل نفترض أن ما هو مستحيل عليه في مرحلة سابقة من التاريخ متاح لنا في عصرالفوضى والتخلف ؟.



يجب أن لا نفكر ولو للحظة أننا من مرتبة أرجونا. نحن أدنى منه بآلاف المرات.



و كذلك، ليس بحوزتنا سجلات تثبت أن أرجونا طبق نظام اليوغا ذات مرة. ولقد صب كريشنا ثناءه عليه باعتبار أنه الإنسان الوحيد القادر على استيعاب بهاجافاد – جيتا. إذا ما هي مؤهلات (خصال) أرجونا ؟.



يقول سري كريشنا: " أنت الموهوب لي . أنت خليلي ". ورغم ذلك رفض أرجونا تنفيذ تعاليم اليوغا التأملية كما شرحها سري كريشنا. وما هي النتيجة ؟. هل نيأس من القدرة على التحكم بالعقل؟. كلا، من الممكن السيطرة عليه، وإن الطريق إلى ذلك هو في ضمير كريشنا. يجب تركيز الذهن دائما على كريشنا.  هكذا يمكن إتقان اليوغا.



و لو انتقلنا إلى سريماد – بهاجافاتام (5) تروي السورة الثانية عشرة أن  سوكاديفا جوسفامي قال للمهراجا باريكسيت: في العصر الذهبي، ساتيا يوغا (6)، كان الناس يعيشون لمائة  ألف عام، وفي ذلك الوقت، بما أن العمر مديد جدا، كان من الممكن تطبيق نظام اليوغا التأملية. ولكن الذي تحقق في الساتيا - يوغا بواسطة التدريبات التأملية، وبواسطة نظام اليوغا التالي، وهو تريتا – يوغا، والذي كان يقدم الأضاحي الكبيرة، ثم بواسطة يوغا دفابارا، والذي يتميز بالصلاة  في المعابد، يمكن تحقيقه الآن، في عهد كالي – يوغا (7)، وذلك بالترنم بأسماء اله ، هاري – كيراتانا، أو هاري كريشنا.



و بمقدورنا أن نلاحظ: في المصادر التعليمية الأساسية إن الترنم بأسماء هاري كريشنا، هاري كريشنا، كريشنا كريشنا  هاري هاري، هاري راما، هاري راما، راما راما، هاري هاري هو أصل إتقان اليوغا في هذه الأيام.



و حاليا نحن نعاني من المصاعب كي نعيش خمسين أو ستين عاما. قد يعيش الإنسان على الأغلب حتى ثمانين أو مائة عام. وهذه السنوات القصيرة دائما عرضة للقلق، ويعود ذلك لمشاكل الحرب والأزمات والجوع وغيره من المخاطر. كما أننا لسنا أذكياء بمافيه الكفاية، وفي نفس الوقت، نحن غير محظوظين. وهذه من أهم صفات الإنسان الذي يحيا في عصر كالي – يوغا، أو عصر الإنحلال.



و بالاستطراد، نحن لن نفلح مع اليوغا التأملية التي وضع أساسها كريشنا. وعلى الأغلب بمقدورنا أن نستخدم قدراتنا الشخصية بطريقة معدلة ومزيفة من اليوغا. وهناك من يدفع لقاء الحصول على التدريب اللازم لأداء التمرينات الرياضية والتنفس الصحي. وهم سعداء لو كان بقدورهم التفكير بمد أعمارهم لعدة سنوات أخرى. ولكن ليس هذا هو نظام اليوغا الحقيقي.



في هذا العصر ليس من الممكن تطبيق النظام التأملي. وعوضا عن ذلك إن كل أساليب الإتقان تطبق بصورة يوغا بهاكتي (8) ، وهي الأسلوب السامي لضمير كريشنا، وتحديدا يوغا المانترا (9) . وهي مجد سري كريشنا الذي يرتكز على الترنم باسم هاري كريشنا، وهذا ما تؤكد عليه ألواح الفيدا. وقد تبناها معلمون مهمون مثل كسيتانيا ماهابرابهو.



حقا، لقد ذكرت بهاجافاد – جيتا أن المهاتمات (جمع مهاتما)، وهي الأرواح  المبجلة، تترنم دائما بأمجاد الرب. ولو شاء أحد أن يصبح مهاتما بالمعنى الذي ورد في أدبيات الفيدا وفي بهاجافاد- جيتا، وفي تعاليم المؤسسين، عليه أن يتبنى أسلوب صحوة ضمير كريشنا ثم يترنم باسم هاري كريشنا. ولكن لو أننا على ثقة أن التأمل يتحقق بالجلوس بشكل زهرة لوتس منتصبة، ثم الدخول بأداء يشبه الطقوس، فهذا شيء مختلف. يجب التأكيد أن الأداء التمثيلي الذي يشبه شكل القارورة  ليس له علاقة بإتقان اليوغا.



إن السقام لا يشفى بالطب المزيف. علينا دائما أن نتناول العقار الناجع، ومن منابعه مباشرة، من كريشنا...



الحبر الأعظم أ. س.  بهاكتيفينداتا سوامي برابهوبادا: له حوالي 60 مجلدا بين ترجمة وشرح ونقد لحكمة وأديان قدماء الهنود. وهو مؤسس الجمعية العالمية لصحوة كريشنا.



 المصدر:





Yoga As Rejected b Arjuna. In: The Perfection Of Yoga, by: His Divine Grace: A. C. Bhaktivedanta Swami Prabhupada. The Bhaktivedanta Book Trust. U.K., 1988.





هوامش المترجم:



1- كريشنا: في الهندوسية والأسطورة الهندية هو التقمص الثامن للرب فيشنو.



2 – بهاجافاد جيتا: قصيدة سنسكريتية  تعني أغنية الرب.



3 – أرجونا: أمير من الثقافة الهندوسية، ورد ذكره في المهابهاراتا وهو من فسر تعاليم الدين الهندوسي.



4 – رموز تشير إلى اقتباس من بهاجافاد – جيتا.



5 – سريماد – بهاجافاتام من القصص المقدسة لدى الهندوس.



6 – ساتيا تعني الحقيقي بالسنسكريتية.



7 –  كالي هي صيغة التأنيث من الكلمة السنسكريتية التي تعني قاتم، أسود، ليلي.



8 – بهاكتي: بالسنسكريتية ، وهي اشتقاق من الفعل (أن تحب).















 













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق