الخميس، 29 مارس 2012

پوسايدن (پوسيدن، بوسيدون، بوصيدون، بوصايدن، بوصيدن، بوزيدون)


پوسايدون من ميلوس، القرن 12 ق.م (المتحف الجيولوجي الوطني في أثينا)
پوسايدون من ميلوس، القرن 12 ق.م (المتحف الجيولوجي الوطني في أثينا)
 (بالإغريقية: Ποσειδών)؛ هو إله البحر في الميثولوجيا الإغريقية والأمازيغية، ويُعرف في الميثولوجيا الرومانية باسم نبتون.
في الميثولوجيا الإغريقية، بوسايدن ابن كرونوس وگايا، وشقيق زيوس كبير الآلهة، وهيرا كبيرة الآلهة، وديميترا ربة الأرض والخصب، وهاديس سيد العالم السفلي. هو رب الزلازل والعواصف البحرية والماء، وباني طروادة برفقة ابن أخيه أبولو، ومُوجد الحصان السريع، والحصان المجنح بيگاسوس.
وحسب الميثولوجيا الأمازيغية فأن بوصيدون هو أب البطل الأسطوري الأمازيغي أنتايوس أو عنتي بالأمازيغية, وهو زوج الربة گايا إلهة الطبيعة والأرض, كما انه اب آثينا/تانيث واطلس في الميثولولجيا الأمازيغية. اما في الميثولوجيا الأغريقية فهو اخ كبير الآلهة الأغريق زيوس وهو يعتبر من الآلهة الأولمبية العظيمة لأنه وزيوس وهيرا من اقدم الآلهة. وكانت امفتريت زوجته, غير انه كانت له ارتباطات مع غيرها من الزيجات سواء الألاهية او الأنسانية القابلة للموت.
يمكن القول اعتمادا على أسطورة أنتايوس بأن بوصيدون الليبي كان مرتبطا بطنجة المدينة المغربية، ذلك أن طنجة تجمع بين الأرض أي المكان المفضل لغايا، إلى جانب البحر وهو المكان المفضل لبوصيدون كإله البحر. حتى ان طنجة هو أسم لزوجة أنتايوس حسب الأسطورة، كما أن أنتايوس كان مرتبطا بطنجة يلجأ فيها ألى سلاحه السري وهو الأرض أي أمه غايا. وبها عمل على جمع جماجم الأعداء الذين حاولوا أيذاء الأمازيغ ليبني بهم معبدا لأبيه بوصيدون, كما تروي الأسطورة الأغريق. اما اعتمادا على رواية هيرودوت فقد كان يكرم من قبل الأمازيغ الذين سكنوا حول بحيرة تريتونيس إلى جانب آلهة أخرى.
پوسايدون يحمل رمح ثلاثي. Corinthian plaque, 550-525 ق.م
عقيدة العبادة
حسب هيرودوت فأن بوصيدون إله أمازيغي الأصل، بحيث يقول بأن ما من شعب عرف عبادة هذا الإله في القدم الا الأمازيغ كما أشار ألى أن كلمة بوصيدون كلمة أمازيغية، وأن الأغريق قد عرفوه عن الليبيين القدامى أي الأمازيغ, في عبارته التالية: ... وتلك المعبودات التي يزعمون (يقصد المصريين) عدم معرفتهم لها ، وعلمهم بها ، يبدو لي ، أنها كانت ذات أصول وخصائص بلسجية ما عدا بوسيدون ، فإن معرفة الإغريق لهذا الإله ، قد كانت عن طريق الليبيين ، إذ ما من شعب انتشرت عبادة بوسيدون بين أفراده منذ عصور عريقة غير الشعب الليبي ، الذي عبده أبدا ، ومنذ القديم. {الكتاب الثاني: 50}. وقد صوره هيرودوت كرب يتنقل في اعماق البحار على عربة تجرها احصنة ذهبية حاملا حربة, وعند غضبه يهيج بها امواج البحر. ويرى الأستاذ سيرجي ان بوسيدون الذي لم تعرف عبادته في مصر القديمة انتقل إلى اليونام من ليبيا اي تامزغا وانه من العبث البحث عن اصل عبادته خارج ليبيا حيث كان يكرم. وفي ما يتعلق بتكريمه في شمال افريقيا (تامزغا) فيذكر هيرودوت في الفقرة الثامنة والثمانين بعد المائة في كتابه الرابع ان الرعاة الليبيين كانوا يقدمون الأظاحي لأربابهم منها الشمس والقمر اما الأمازيغ (الليبيون) الذين يسكنون حول بحيرة تريتونيس فكانوا يقدمن قرابينهم أساسا للربة آثينا ثم للربين تريتون وبوسيدون.
يتميز الرب بوسيدون عن غيره من الآلهة اليونانيه بلحيته وشعره الطويلتين. وقد لاحظ البعض تلك السمات واعتقد انهما سمات ترمز إلى الشخصية الملكية, غير ان هذا الاعتقاد ليس بالوظوح التام, فزيوس هو كبير آلهة الاغريق, لكنه لم يتميز بالمظهر الملكي المتميز بطول الشعر واللحية. بالاضافة إلى ذلك فقد تميز الاغريق بشعر ولحية قصيرتين منظمتين. في حين ان طول اللحية والشعر هما من مميزات المور الأمازيغ, فاللحية هي رمز الحكمة والسلطة عندهم. ومن خلال رسم اغريقي للبطلين عنتي وهرقل يتبين مدى الانطباع عن مظهر كل من الشعبين الأمازيغي والأغريقي, فقد تم ابراز البطل الأمازيغي وهو ابن بوصيدون بلحية وشعر طويل على نقيض هرقل ابن زيوس الذي تميز بلحية وشعر منظمين.
لم يمثل الأغريق بوصيدون بشكل واحد, فبالاضافة إلى تمثيله بمظهر امازيغي, توجد تماثيل تبرزه على شكل اغريقي خاصة شعرة القصير.
دلالة اسم پوسايدون
پوسايدون، متحف پايلا
ماذكر حول الأصل الأمازيغي للاله المسمى بوسيدون وما أثبت له من صفات، يؤكد ما ذهب إليه الدكتور أحمد الهاشمي من أن هذا الاسم يجد شرحه اللغوي في معجم اللغة الأمازيغية، ويقترح تحليل الكلمة إلى ثلاثة مكونات: "بو" بمعنى ذو أي صاحب، و"سا" بمعنى سبعة، و"إطاون" جمع "إطّ" الذي بقي استعماله إلى اليوم في صورة المؤنث الدال على التصغير "تيطّ" بمعنى العين الباصرة وعين الماء، فيكون معنى الاسم كاملا: ذو البحار السبعة، لأن "تيط" حينما صغرت دلت على عين الماء، وإذا صيغت في صورة المذكر دلت على التكثير وانصرفت إلى الدلالة على البحر؛ مع العلم أن الطاء في الاسم "تيط" متولدة من المماثلة الصوتية بين الضاد وتاء التأنيث في آخر الكلمة، فأصلها قبل المماثلة والإدغام هو "تيضت"، فإذا أزيلت عنها زوائد التأنيث رجعت الضاد إلى أصلها، وهذا ما يفسر ورود الضاد بدل الطاء في اسم إله البحار السبعة "بوسيضون".
پوسايدون في الأوديسا
في أسطورة الأوديسا، ذُكِرَ أن أوديسيوس، ملك أثيكا، أغضب بوسيدون بسبب انكاره لفضل بوسيدون عليه في إنتصاره في حرب طروادة، وقد حكم عليه بوسيدون بأن لا يصل إلى أرضه أبدا، وأن يبقى تائها في البحر. وكانت هذه القصة تمثل تحدي الإنسان أوديسيوس للإله بوسيدون.
بوسيدون وست
يرى بعض المؤرخين ومن بينهم الأستاذ محمد مصطفى بازامه ان ست الذي ربط بالألاه تيفون يتميز بخصائص ترجح ارتباطه بنفس الرب الليبي هيرودوت, فهو يتميز بالقوى نفسها وهو ما يتجلى في كونه رب العواصف والزوابع والرعد والزلازل والسحب. ثم تساءل عما اذا كان كلاهما رب واحد عرف باسم بوسيدون عند الليبيين وباسم ست عند المصريين القدماء.

نشر علي رحال ________________________________________________حسام الشربيني

العودة  الي
                 مصادر المعلومات    مدونة   رحال     مخلوقات مدهشة     صفحات رحال       صفحات مخلوقات مدهشة
                                  بيانات الإتصال     تنويه عن رحال     كلمة   المدون      صفحتناعلي فيسبوك    البومات الصورالكاملة
رخصة المشاع الابداعي
هذا المصنف مرخص بموجب المشاع الابداعي نسب العمل- المشاركة على قدم المساواة 3.0 الاصليةالترخيص

هناك تعليق واحد:

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق