‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وهوايات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وهوايات. إظهار كافة الرسائل

السبت، 18 يونيو 2011

الفسيفساء

الفسيفساء mosaïque مصطلح أصله اللاتيني (بسيفوسيس) psêphosis هي أحد أقدم الفنون التصويرية ويتم تشكيل اللوحة الفسيفسائية عادة من انتظام عدد كبير من القطع الصغيرة وعادة ماتكون ملونة التي تكون بمجملها صورة تمثل مناظر طبيعية أو أشكال هندسية أو لوحات بشرية أو حيوانية. استخدام الفسيفساء قديم ويرجع لأيام السومريين ثم الرومان حيث شهد العصر البيزنطي تطورا كبيرا في صناعة الفسيفساء لأنهم ادخلوا في صناعته الزجاج والمعادن واستخدموا الفسيفساء بشكل كبير في القرن الثالث والرابع الميلادي باللون الأبيض والأسود فبرعوا بتصوير حياة البحر والأسماك والحيوانات, والقتبانيين العرب الذين صنعوا أشكالا هندسية  
تتألف الفسيفساء بمفهومها الكلاسي والذي انتشر في العصرين الهلّنستي والروماني ثم البيزنطي وحتى بداية العصر الإسلامي، من فصوص مربعة صغيرة، تشكلت في ألواح كبيرة تزين جدران الأماكن العامة وأراضيها، من معابد وكنائس وقصور. وتمثل هذه الألواح مشاهد دينية وأسطورية
ظهرت الفسيفساء مرادفة للصور الجدارية التي لم تكن قد انتشرت كثيراً، وكان ظهورها عملاً تزيينياً يجمّل الجدران، ويكسو الأرض الواسعة. وكانت النوافذ الزجاجية مؤلفة من قطع صغيرة من الزجاج تنضد مع بعضها لتشكيل صورة ما.
تاريخ الفسيفساء
وفي العصر البيزنطي استمر الفن ألفسيفسائي الزجاجي الذي ظهرت آثاره الرائعة في روما وميلانو Milano
وفي العصر الروماني انتشرت الفسيفساء في جميع أنحاء الامبراطورية، وتشاهد آثارها في البلاد العربية في تونس وحول بنغازي وفي الإسكندرية وأنطاكية وجرش وتدمر وأفاميا والسويداء وشهبا وفي مدن إيطاليا.واستمر خلال عصري  النهضة والباروك
وينتهي عصر الفسيفساء الزاهر منذ عصر النهضة الإيطالية حين استعيض منه بالرسم الجداري الفريسك والزيتي، وكانت البندقية مركز صناعة فصوص الفسيفساء ومازالت حتى اليوم.



الفن الإسلامي و العرب
وقد مر تطور الفسيفساء بمراحل عديدة حتى بلغ قمته في العصر الإسلامي التي تعطينا خلفية واضحة عن تجليات الحضارة الإسلامية في عصورها المزدهرة, ذلك الفن الذي اهتم بتفاصيل الأشياء والخوض في  أعماقها، نافذاً من خلال المواد الجامدة إلى معنى الحياة, إنه فن التلاحم والتشابك الذي عبر في دلالاته عن أحوال أمة ذات حضارة قادت العالم إلى آفاق غير مسبوقة من العلم والمعرفة.. تداول العرب  مصطلح  الفسيفساء للتعبير عن فن تطبيقي لموضوعات إبداعية، ومادته مجموعة من الفصوص الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 1سم2 بسماكة لا تتجاوز نصف سنتمتر، وهي حجرية أصلية ملونة أو زجاجية مصنوعة من السيلكس مع أكاسيد متنوعة لتلوينها. وقد يضاف إلى سطوح بعضها طبقة ذهبية. ومع هذه الفصوص، هناك بعض الأعمال الفسيفسائية تضم كِسَراً صدفية.
  واستطاع الفنان المسلم بأدواته الخلاقة أن يترجم لنا فلسفة هذه الحضارة في ألوان متعددة من الفنون الجمالية الراقية، التي يقف الفسيفساء في قمة هـرمها متربعاً على عرش الصورة الفنية المتكاملة، عبر قطع مكعبة الشكل لا يتعدى حجمها سنتيمترات من الرخام أو الزجاج أو القرميد أو البلور أو الصدف, وهو حجر ناطق يروي حكايات الماضي العتيق.. حكايات صاغتها أيدي الصناع المهرة على الجدار والقباب والأرضيات وغيرها فروت ماضيهم وكيف أن إبداعهم تجاوز حدوده وانطق الحجر فجمل المساجد والقصور والحانات. الفسيفساء هو فن العصور الإسلامية بامتياز وقد أبدع فيها المسلمون فطوروا هذا الفن و تفننوا به و صنعوا منه أشكالاً رائعة جداً في المساجد من خلال المآذن و القباب وفي القصور و النوافير و الأحواض المائية
لكن هذا الفن العريق عاد للظهور من جديد بصورة حديثة تواكب العصر و لعل أبرز ما دفع الناس حتى مع تطورنا و تقدمنا نحب بل نجبر أحياناً للعودة إليها فظهر فن الفسيفساء في المنازل و القصور و الأسواق الحديثة في أحواض السباحة في الحمامات وفي أشكال رائعة من اللوحات الجدارية الضخمة.
اكتشفت في الوركاء في بلاد الرافدين جدران مكسوة بالفسيفساء منذ فجر التاريخ، مؤلفة من أسطوانات ملونة مرصوفة مع بعضها تشكل زخرفة مسننة، وقد تتكون هذه الأسطوانات التي لا يتجاوز قطر الواحد منها ثلاثة سنتمترات من الآجر أو من الرخام، إضافة إلى فسيفساء غير منتظمة تعود إلى مصر القديمة وفارس.
العصر الإسلامي
اعتنى المسلمون في العصور الوسطى بصناعة الزجاج وطوروها؛ وذلك بعدما تعلموا طرق صناعتها من البلدان التي فتحوها، مثل مصر والشام، والعراق، وإيران، وكان ذلك لحاجتهم إلى الأواني الزجاجية التي تستخدم في العطور، والعقاقير، والإنارة، والشرب، وغيرها.
ويتكون الزجاج من خليط من الرمل والبوتاس والصودا، حيث تصهر معًا حتى تتحول إلى سائل عند تبريده يكون مرنًا من السهل تشكيله، ويشكل الزجاج بواسطة أنبوبة حديدية ذات مبسم خشبي تغمس في السائل ويرفع على طرفها مقدار منه، ثم ينفخ في الأنبوبة فيتحول السائل إلى فقاعة مملوءة بالهواء، ثم تشكل حسب ما يريد الصانع، فقد تكون قنينة وقد تكون إبريقًا وغير ذلك.
وكانت الزخرفة تنفذ بأساليب مختلفة منها طريقة الضغط على الأواني وهي لا تزال لينة، وكذلك بطريقة الملقاط، أو بطريقة الإضافة تلك التي تتم بلصق خيوط من الزجاج إلى جدران الأواني وهي لينة، وغير ذلك من الطرق الأخرى.
ولقد صنع المسلمون القدامى أنواعًا كثيرة من الأواني الزجاجية؛ فوصلتنا المجموعات  المختلفة الأشكال
 من الزجاج و من البلور الصخري والبلور ليس بزجاج؛ بل حجر صلب من باطن الأرض.


وصنعوا  بعض المكاييل الزجاجية المخصصة للعطور أو السوائل الطبية من القرن الثاني الهجري عصر الأمويين، كما صنع العرب المسلمون الموازين والصِنَج من الزجاج أيضًا، فهناك ثقل ميزان يوازي رطلاً  وغيره وهكذا  وهذا مثقال فلس أو علي هيئة صنج  
كما برع المسلمون في صنع المشكاوات؛ وذلك لإضاءة المساجد والمنازل وخلافه، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم: {اللهُ نُورُ السَّمَأوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} [النور: 35]، وقد وصلنا عدد من المشكاوات المملوكية العصر المموهة بالمينا والمزخرفة بكتابات نسخية وزخرفية نباتية،
واستخدم العرب المسلمون الزجاج في زخرفة النوافذ أيضًا؛ حيث برعوا في صناعة الزجاج المعشق في الجص. وتمر هذه الصناعة بعدة مراحل؛ بداية برسم الوحدات الزخرفية على الجص، ثم تبدأ مرحلة التفريغ أي التخريم لهذه الوحدات المراد تعشيقها بالزجاج.
فن الموزاييك       

 الموزاييك كلمة أعجمية تقابلها في اللغة العربية كلمة (فسيفساء)، وهي تشير إلى نوع من الفن يقوم بالأساس على تجميع قطع حجرية أو خزفية أو زجاجية صغيرة تعطي في النهاية الشكل المطلوب في صورة متفردة بديعة.
وتستخدم تكوينات "الموزاييك" المصنوعة من الزجاج لكساء الحوائط الخارجية والداخلية للمباني ولكساء الخشب، أو لعمل بانوهات خاصة وغالباً ما تُستخدم طريقه "الموزاييك" في صنع وحدات الديكور التي تصنع للمداخل والممرات بالمصانع والشركات والسلالم والحمامات وذلك لسهولة تعشيقها (بالخرسانة) بالإضافة لاستخدامها في عمل المناضد والكراسي حول حمامات السباحة.
مدارس فسيفسائية متعددة:
فإذا كانت  المدرسة البيزنطية  قد برعت في تعميق فن (الموزاييك) بالأسلوب التعبيري الرمزي، وبرع فنانوها في استخدامه في تجميل الكنائس بخلفيات ذهبية وتقسيمات غاية في الإبداع، في حين اتجهت المدرسة الرومانسية إلى الأسلوب الأكاديمي، وذلك لما يتمتع به روادها من مهارة ودقة في صياغة وصناعة خاماتها الزجاجية المطبوخة، والحصول على درجات لونية شديدة التقارب بعضها البعض، لدرجة أن المشاهد لهذه اللوحات الفنية لا يمكنه التفرقة بينها وبين اللوحات الزيتية، وتوجد هذه الأعمال الفنية الرائعة على جدران مباني كنيسة الفاتيكان بروما وأماكن أخرى متفرقة في إيطاليا.
 فلاشك في أن فن (الفسيفساء) الإسلامي هو الأكثر تفرداً وتميزاً من بين كل فنون (الموزاييك) الأخرى، فعلي امتداد(14) قرناً لعب الفن الإسلامي دوراً هاماً في التأثير على الحضارات التي جاءت بعده ولا يزال تأثيره موجوداً حتى الآن، فالآثار الباقية من العصر الإسلامي الوسيط تعطينا صورة بديعة عن شكل الحياة في ذلك العصر، والذي تمثل بأفضل صوره في الزخارف الهندسية التي استخدمت بدقة في المساجد والأبنية التي بقيت لنا منذ ذلك العصر.
وقد استخدم الفنان المسلم منهجاً جديداً في فن الفسيفساء هو الذي حقق له تقطيع الفسيفساء بأشكال تميزه عن الفنون الأخرى، وتجلى هذا الاختلاف في أبهى صوره في ابتكار أشكال هندسية خماسية وسداسية، وقد شهدت مصر أروع أشكال الإبداع والابتكار في فن الفسيفساء، وخاصة في الأعمال الفنية التي تم الاستعانة فيها بالأنماط الهندسية، ومنها (المشكاة) ذات الفسيفساء الرخامية الملونة، أما في دول المغرب العربي فلا يزال الفنانون هناك يستخدمون الأنماط والأشكال النجمية والدائرية والخماسية والسداسية والرباعية والأشكال المعقوفة المصنوعة جميعها من مادة الرخام والخزف الملون، بحيث تعطي في تجميعها أشكالاً من الأطباق النجمية.
وقد استفاد فن الفسيفساء الإسلامي من فنون (الموزاييك) الأخرى التي سبقته، وقصة هذا الامتزاج والتفاعل بينهم تبدأ منذ فتح العرب لبلاد الشام حيث وجدوا هناك مدرسة فنية تنتمي إلى جذور ساسانية- هيلينية- بيزنطية، ووجدوا فنانين شوام تلقوا أساليبهم الفنية على أيدي فنانين من الروم، فاستفادوا من هذا الفن وقاموا بتطويره، وقد اكتشف العلامة الفرنسي (دي لوريه) أجزاء نمطية الشكل كانت مغطاة بالملاط في الجامع الأموي استخدم فيها الفنانون الفسيفساء في رسم منظر لنهر رائع على ضفته الداخلية أشجار ضخمة تطل على منظر طبيعي مليء بالرسوم لعمائر كثيرة بين الأشجار والغابات، ومن هذه العمائر رسم لملعب للخيل، ورسم آخر لقصور ذات طابقين وأعمدة جميلة، ورسم ثالث لفناء مربع الشكل وله سقف صيني الطراز، فضلاً عن عمائر صغيرة تبدو وكأنها مصنوعة بحيث تكون متراصة الواحدة فوق الأخرى، وفوق النهر توجد قنطرة تشبه قنطرة أخرى موجودة فوق نهر بردى في دمشق، مما جعل البعض يظنون أن هذه الرسوم قصد بها رسم مناظر من مدينة دمشق.
إذن فقد تبلور فن الفسيفساء بعد أن اكتملت الهوية الفنية الإسلامية، واتخذ لنفسه هذا الأداء والأسلوب الإبداعي بعيداً عن فن (الموزاييك) الغربي الذي اعتمد علي استخدام قطع صغيرة متشابهة هندسياً، ولذلك فقد تميز الفن الإسلامي بمنهج خاص يظهر بوضوح في المساجد والعمائر الإسلامية التي استوحى منها الفنان المسلم روحه الفريدة وقيمه الأخلاقية والاجتماعية والدينية.
وأخيرًا تبدأ مرحلة تركيب القطع الزجاجية المختلفة الأحجام والألوان من الخلف وتثبت بالجص السائل.
ومازالت هذه الطريقة المتوارثة تنتج لنا لوحات زخرفية متنوعة الأشكال تُحدِث مع الضوء حالة من البهجة والإبهار، ويبدو ذلك جليا في نوافذ العمائر الإسلامية المختلفة، كما استخدم المسلمون الزجاج في عمل زخارف الفسيفساء؛ ويظهر ذلك بوضوح في الجامع الأموي بـدمشق الذي تضم زخارفه مناظر طبيعية بديعة، وتعتبر فسيفساء هذا المسجد أقدم نموذج للفسيفساء الزجاجية الإسلامية بعد قبة الصخرة.
إلا أنه ثمة معامل لإعداد الفصوص الزجاجية كانت موجودة محلياً يتولاها صناع من أهل البلاد. ومن أشهر الفسيفساء الإسلامي في المنشآت الأموية الأولى، مثل المسجد الأقصى، وقد تجددت فسيفساؤه، ومسجد قبة الصخرة الذي مازال محتفظاً بفسيفسائه الداخلية إلا أن فسيفساءه الخارجية زالت وحل محلها ألواح الخزف، أما الجامع الأموي الكبير بدمشق فلقد كانت الفسيفساء شاملة الجدران جميعها في الحرم وفي أروقة الصحن، ثم سقط أكثرها بسبب ما أصاب الجامع من زلازل وحرائق، وأعيد ترميم بعضها.
تمثل فسيفساء مسجد قبة الصخرة عناصر زخرفية ونباتية، أما فسيفساء الجامع الأموي الكبير فهي تمثل مجموعات من البيوت الافتراضية والأشجار والجسور، واعتقد المؤرخون أنها تمثل الفردوس الذي وُعد به المؤمنون. وقد حفل قصر هشام بن عبد الملك والمسمى قصر الفجر قرب أريحا بروائع الفسيفساء التي تمثل أشكالاً نباتية أو تجريدية.
انتشار الفسيفساء
انتقل فن الفسيفساء إلى الأندلس فبدا في القسم الثالث من الجامع الذي أنشأه الحكم الثاني، ويشاهد في قباب مصلية المحراب. وثمة فسيفساء متأخرة يطلق عليها اسم «المشقف» وتتألف من فصوص حجرية ملونة هندسية التشكيل مؤلفة نسيجاً نجمياً هندسياً يشاهد في الزخارف الشامية. وتنتشر فسيفساء مماثلة في المغرب و تونس ولكنها من فصوص جصية.
وفي العصر الحديث ثمة عودة إلى استغلال الفسيفساء في تنفيذ لوحات فنية كبيرة لتزيين الجدران العامة أو المباني مع استعمال الفصوص الحجرية أو الفصوص الزجاجية. ومن أضخم الألواح الفسيفسائية المعاصرة وأكثرها غزارة اللوحة التي تزين واجهة مكتبة مكسيكو للفنان غورمان Juan O’Gorman في عام 1952.
وتمثل تطور الإنسان من عصر الأزتيك وإلى اليوم.
رممت الفسيفساء الموجودة في البلاد العربية وحفظ بعضها في المتاحف، مثل متحف باردو في تونس، و متحف الإسكندرية. وفي سوريا خصص للفسيفساء متحف معرة النعمان وخان عثماني ضخم. ومتحف أفاميا في خان مماثل، عدا الموجود في متاحف دمشق و حماة و السويداء وفي متحف شهبا، حيث عثر على دارة villa رومانية أرضيتها مشاهد فسيفسائية رائعة رممت في مكانها الذي صار متحفاً.
الفسيفساء في العصر الحديث
تحضير ألواح الفسيفساء
تقطع الأحجار الطبيعية بمنشار ومقراض، وهي ذات ألوان محددة باردة. أما فصوص الفسيفساء الزجاجي فإنها تُحضّر من السيليكات السائلة بفعل الحرارة العالية وتلوَّن بالأكاسيد، وتصب في قوالب محجرة على شكل مربعات لتسهيل قرضها وتحضيرها للرصف والتنضيد. ويبدأ تحضير الألواح الفسيفسائية حجرية أكانت أم زجاجية بإعداد (الكرتون carton) أي اللوحات التحضيرية التي يبدعها الفنانون، ثم يقوم الصانع بتوزيع الفصوص الملونة حسب الصور التحضيرية، وعادة تتوزع الفصوص ضمن خطوط انسيابية نظامية تتبع قاعدة معينة تدرب عليها المنضدون.
وهناك طرق متعددة لتثبيت الفصوص، أحدثها رصفها على قماش خططت عليه معالم الموضوع الفني، وتلصق مقلوبة فصاً فصاً على القماش بوساطة مادة النشاء أو غيرها. ثم يُقلب القماش الحامل لها على سطح واسع. وتسكب عليها مادة ملاطية كانت مؤلفة من الجص مع القصب، ثم أصبحت من الإسمنت المسلح بالحديد. وحديثاً تستعمل مادة البولي إستِر polyester.
وبعد جفاف المادة الملاطية ينقل اللوح ألفسيفسائي المقوى إلى مكانه على الجدران أو على الأرض ويُثبّت بكلاليب حديدية وتُنزع عنه الأقمشة.
وقد درج العامل عند تلصيق الفصوص أن يجعلها مائلة باتجاه الأرض إذا كانت تؤلف ألواحاً جدارية، وذلك زيادة في توضيح معالم الصورة الفسيفسائية.
ولم تختلف عمليات تنضيد الفسيفساء في جميع العصور، فقد أصبح عملاً تقليدياً رائجاً لتحقيق تزويق جذاب للمباني العامة أو الخاصة أحياناً. ولإضفاء طابع الفخامة والزُهُوّ لهذه المباني، ولتأكيد وظيفتها الدينية أو الدنيوية.
بيد أن الصناع في زمن الوليد بن عبد الملك الذي أنشأ الجامع الأموي بدمشق كانوا يغطون الجدران الحجرية بطبقة من الكلس الممزوج بالتبن وقشر القنب لزيادة تماسكه، ويسعى الصانع إلى أن تكون هذه البطانة الكلسية ملساء، وعليها كانت تخطط أبعاد الرسوم التي يجب تنفيذها فسيفسائياً. حينها يعمد الصناع بدءاً من جزء محدد بكسوته بملاط معين، ثم ترسم تفاصيل الرسوم بآلة حادة على الكسوة المحددة، ثم تُغرس الفصوص والملاط مازال طرياً، غرساً مائلاً يواجه الناظر من الأسفل.
رممت فسيفساء الجامع الأموي في عصر نور الدين، وفي عصر الملك الظاهر بيبرس، ثم أهمل وأعيد ترميم أكثرها في منتصف القرن العشرين بالطريقة الحديثة المبتكرة بعد استصناع الفصوص الزجاجية محلياً، واستيراد المذهّب منها فقط.
التقنيات الثلاث
يوجد ثلاث أساليب   الأسلوب المباشر، الأسلوب غير المباشر، الأسلوب المزدوج.
وهو مزج بين التقنيات ويستعان بتقنيات خارجية تقوم علي  الرياضيات  تصوير رقمي  و تصنيع روبوتي
وطرق التركيب الطريقة المباشرة Direct Method
هي أن تضع الفسيفساء على السطح المراد تزينه مباشرة.
البراويز
علب
أسطح الطاولات
غطاء أباجوره
الطريقة الغير مباشره In Direct Method
بها عدة طرق وبهذه الطرق يمكنك عمل رسومات وزخارف كبيره للجدران أو الأرضيات.
وفي حالة استعمالها للجدران فأنه يتوجب عليكم تقسيم اللوحة لعدة أقسام و ترقيمها ثم وضعها مباشره على الجدران كذلك على الجدار يجب أن ترسم  وترقم الأماكن المطلوبة حتى لاتلصق جزء مكان الأخر.
من هذه الطرق:
المصادر
Lowden, John. Early Christian and Byzantine art. Phaidon. (for the section of Byzantium and Sicily)
 Efthalia Rentetzi, stylistic relationships between the mosaic flooring of s. Maria delle Grazie and s. Eufemia in Grado.An unknown picture of a fish, in [2], Art on web, punti di vista sull'arte.
 Efthalia Rentetzi, Un frammento inedito di S. Eufemia a Grado. Il pavimento musivo del Salutatorium", in: [3], Arte Cristiana, n. 850 (Gennaio - Febbraio 2009), V.XCVII, pp. 51–52.
 Efthalia Rentetzi, Le influenze mediobizantine nei mosaici dell’arcone della Passione della Basilica marciana, in “Arte|Documento”, vol. XIV, (2000), pp. 50–53.
المعرفة

الجمعة، 17 يونيو 2011

السُّبحة





السُّبحة، أو المِسبَحة، قلادة مكون من مجموعة من الحبات (خرز) مثقوبة يجمعها خيط يمرر من خلال ثقوب في الحبات لتشكل حلقة حيث تجمع نهايتي الخيط ليمرر بقصبة وليس شرطا من نفس نوع ولون الحبات.ويفسر المستشار محمد سامي محمد أبو غوش في كتابة الاحجار الكريمة تاريخ السبحة فيقول: أن فكرة السبحة هي تطور طبيعي وحتمي من فكرة القلادة. إلا أنه من الصعب التحديد الدقيق الزمني من تحول استخدام القلادة كسبحة للأغراض الدينية، بيد أنه يمكن القول والافتراض أن فكرة السبحة بدأت عند السومريين قبل (5000) سنة و(سومر دولة قديمة في بلاد الرافدين بداية الألفية الثالثة ق.م. لكن كان بداية السومريين في الألفية السادسة ق.م. وويضيف " من ثم انتقلت إلى بقية الحضارات الأخرى كالفرعونية والهندية والفارسية وغير ذلك من الحضارات اللاحقة وبما إن الاحجار الكريمة المصنوعة منها السبحة تتصف بالديمومة أو تلك التي عرف عنها قوة الصلادة أو القدرة فضلا عما تخيله الإنسان من مظاهر روحانية وسحرية الهبت حسه كونها من المواد تتصف بالصفات الأسطورية أو ما تعلق منها بالخرافات الشائعة آنذاك سواء بالنسبة للرجل أو المرأة على حدّ سواء، ان للمعتقدات الروحانية والخرافات أثر واضح على الاهتمام بتلك الأحجار كل أمة حسب معتقداتها وايمانها بالخرافات والأساطير وللمعتقدات الطبية الخرافية القديمة تفسيرات وأسباب أدت إلى استخدام الناس للقلائد الدينية. والواقع المستخلص قد تكون مرتبطة بالشعائر المتوارثة والمستخدمة آنذاك وقد تشمل العد والحساب أيضاً في عد الصلوات أو لغرض التأمل الديني.
سبحة الأحجار الكريمة    
إن دخول الأحجار الكريمة وشبة الكريمة في صناعة السبحة بشكل رئيسي مثل مسابح العقيق والأحجار البلورية وعين النمر والفيروز واللازورد وغيرها. وكذلك من الأحجار العضوية، كالمرجان واليسر والكهرمان. هي صناعة رائجة بشكل كبير، فالعدد المنتج من هذا النوع من الأحجار كبير نسبيا الرغم من الندرة البالغة جدا لبعض تلك الأحجار، إلا إن أغلب ما صنع من هذه المواد كمسابح هي من حجر الياقوت الأحمر والأزرق وغالبية مناراتها وفواصلها مصنوعة من الذهب أو البلاتين ومطعمة بالماس الصغير الحجم أو غيره من الأحجار الكريمة. تصنع السبحة من مواد مختلفة فقد تصنع من التربة المجففة وتلون بألوان مختلفة منها الأسود أو الأزرق الشذري (لون الشذر) أو اللون البني الترابي أو تصنع على شكل حبيبات خزفية، كذلك فقد تصنع من مادة اليسر المجلوب من البحر الأحمر وتصنع قرب مكة المكرمة حيث يتم تشكيها ونقشها وتطعيمها بنقط من الفضة أو الرصاص، فضلا عن استخدام الصدف أو المرجان أو خشب أشجار الزيتون ونواة الأثمار وهي المشهورة في المناطق قرب مدينة القدس، ويصنع بعضها من الأحجار الكريمة مثل الياقوت والامشست والمرجان واللؤلؤ والكهرب والفاتوران والمستكة أو المسكى والفضة والذهب والستيل وعين النمر واللابيس لازوليه وقائمة طويلة من نفائس الحجر والمواد الأخرى أو من العاج المنقوش والمحفور، كما قد تصنع من المواد البلاستيكية الرخيصة، وتصنع أحيانا من الحبال كتلك التي يحيكها بعض الرهبان والراهبات. لقد أستطاعت السبحة أن تعبر رحلتها الزمنية عبر الديانات المختلفة الوثنية والسماوية ما يقارب 3000 سنة من دون أن يمارس عليها أي نوع من قوة الإقصاء أو الرفض أو الازدراء كحال بقية الأشياء التي ينكرها بعض المتدينين في المعتقدات المختلفة، وقد تنافس على حملها المتدينون لتكون من أبرز علامات التقوى والتدين رغم أن بعضهم ينكر استخدام معلقات الديانات الأخرى خوفا من التشبه بأصحابها لكن السبحة أو السبحة كسرت ذلك الحاجز بقوة.
السبحة في اللغة العربية
كلمة (السبحة) بضم السين وإسكان الباء مشتقة من: ((التسبيح)) وهو قول: (سبحان الله) أو هو تفعيل من السَّبْح، الذي هو التحرك والتقلب، والمجيء والذهاب، كما في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا﴾«‌73‏:7» وجمعها سُبَح اشتقت عموما من الناحية الدينية أو اللغوية، من كلمة التسبيح - ففي القرآن الكريم ورد التسبيح لله عز وجل في عدة سور وآيات، وقد أتت كلمة التسبيح بمعاني وأماكن مختلفة في كل سورة وآية، ومن أمثلة ذلك : ذكر نوعية المسبحين: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾«‌17‏:44» و﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾«‌17‏:44» هي كلمة مولدة، قال الأزهري، وقال الفارابي، وتبعه الجوهري: السُّبْحَة: التي يسبح لها، يقول القائل الزبيدي في: تاج العروس، عن شيخه ابن الطيب الشرقي (إنها ليست من اللغة في شيء، ولا تعرفها العرب، وإنما حدثت في الصدر الأول، إعانة على الذكر، وتذكيراً وتنشيطاً). تاتي سبحة المسيحين بثلاثة وثلاثين عقدة أو خرزة دلالة على عمر السيد المسيح حين صعد إلى السماء، وهناك السبحة الوردية التي تحوي على خمسين عقدة للسبحة أهمية كبيرة لدى بعض الناس قد تصل إلى درجة التقديس وربطها بأمور دينية. يستخدم السبحة ويحملها معه دوما الكثير من المسلمين والعرب وبعض الشرقيين حتى في كوريا وكذلك رجال الدين المسيحيين ولكن أشكلها تختلف. تتكون السبحة التي يستخدمها المسلمون من تسعة وتسعين حبة مع فاصلتين صغيرتين حيث يكون بين كل فاصل ثلاثة وثلاثون حبة وشاهد أو من ثلاثة وثلاثون حبة مع فاصلتين حيث يكون بين كل فاصل أحد عشرة حبة وشاهد. من المهم في المسابح أن تكون حباتها ذات حجم مناسب يسهل معه تحريكها بأصابع اليد.
     ولا ريب أن المسبحة استخدمت لأسباب معينة ، وأنتجت وصنّعت من عشرات المواد ، وأصاب التغير شكلها على ضوء الضرورات الدينية والاجتماعية ، أو حسب المادة التي أُنتجت منها . فبعض المسابح قديم وبعضها حديث ، ومنها النفيس ومنها الرخيص  
فالسبحة تنقسم إلى أربعة أقسام وهي :
1-الخرز : وهو أهم جزء في السبحة وقد يكون حجرا كريما مثل (عقيق , مرجان , فيروز , كهرمان , سندلس)وقد يكون مصنوع من الكوك أو اليسر وهي من أنواع الخشب , وقد يكون الخرز مصنوع من العظام .
2- المئذنة: وهو اعلي ما في السبحة وقد تكون من نفس نوع الحجر أو من الفضة.
3- الشراب : وهو الجزء المنسدل من المئذنة وغالبا ما يكون مصنوع من الفضة (النوع التركي أفضلها) .
4- الشواهد: وقد تسمى فواصل وغالباً تكون بشكل مختلف عن الخرز والبعض يفضل أن يجعلها من الفضة .
و  المسبحة أو السبحة هي عبارة عن مجموعة من القطع ذات الأشكال الخرزية الحبـيْـبـيـة مع فواصل وقطع أخرى ، حيث تتألف كلها من عدد معين منظومة ومنتظمة في خيط أوسلك أو سلسلة ، وقد يختلف شكل الحبات نسبة للمجتمع أو الصانع أو حسب متطلبات الراغبين لأسباب دينية أو اجتماعية أو لغرض اللهو والتسلية
  ويتم تحريك قطع المسبحة باليد والأصابع ، كما وقد تفيد المسبحة أحيانا في العرض المظهري للتدين والتصوف والذكر والتسبيح والتهليل والتهدئة النفسية ، وأحيانا للوقار والوجاهة ، وأغراض أخرى مختلفة . والمواد التي تصنع منها المسبحة تتفاوت أيضا ، واختلفت عبر القرون حتى بلغت في التنوع ما لا يعد ويحصى خلال القرن الحالي .
وكلمة (المسبحة) أو (السبحة) اشتقت عموما من الناحية الدينية أو اللغوية ، من كلمة التسبيح - ففي القرآن الكريم ورد التسبيح لله عز وجل في عدة سور وآيات ، وقد أتت كلمة التسبيح بمعاني وأماكن مختلفة في كل سورة وآية ،  
تتألف المسبحة منذ القدم من قطع أو حبيبات مصنعة من مواد مختلفة وهذه الحبيبات ذات عدد معين يكون في معظم الأحوال مبني على قاعدة أو اعتقاد محدد . بالإضافة إلى قطع المسبحة الأخرى المختلفة كقطعتي الفواصل التي تقسم المسبحة في العادة إلى ثلاث أقسام وقطعة ثالثة تسمى بالمنارة أو المئذنة يتجمع فيها طرفي خيط المسبحة ويعقد بعدها . وقد يكون خيط المسبحة من مواد نباتية أو حيوانية أو سلك أو سلسلة معدنية . إن ذلك يعني أن جميع مكوناتها مثقوبة تصلح لمرور الخيط فيها ، وفي أكثر الحالات تنتهي المسبحة من جانب المئذنة أو المنارة بقطع إضافية تدعى أحيانا بالشرابة (أو الكشكول) مع دلايات إضافية من مواد الخيوط أو المواد المعدنية النفيسة وغير النفيسة وبأشكال متنوعة .
عموما يراعى عند صنع المسبحة ما يلي :
السهولة والمرونة التامة لمرور وتداول الحبات بالأصابع واتصافها بالنعومة والرقة عند ملامسة اليد ويتم تصنيع الحبات لتلاءم الاستخدام اليدوي في معظم الحالات .
تناسب حجم وشكل ووزن الحبات النوعي مع حجم وشكل ووزن المسبحة الإجمالي ، وبذلك تختلف المسابح حسب نوعية موادها ، ويُفترض في حملها راحة اليد بالنسبة للوزن .
يراعى متانة الخيوط أو الأسلاك أو غيرها كما تراعى ديمومة الخيوط ونوعيتها .
ضرورة صقل أوجه القطع والحبات بشكل عملي لمنع تكسرها أو انشطارها . ومن المؤثرات الإضافية الأخرى التي تحدد أوجه صناعة المسبحة وتؤثر على شكلها المنتج تأثيرا بالغا ما يلي :
نوعية الاستخدام حسب الطلب . فهناك الاستخدام الديني في التسبيح والتهليل والذكر وهناك الاستخدام الاجتماعي لغرض التسلية أو التعود أو المباهاة أو الهواية ، وهذه الاستخدامات تحدد عدد حبيبات المسبحة ، وشكلها النهائي أو حجمها .
نوعية المادة المستخدمة ، تتباين المواد المستخدمة من حيث صلادتها أو وزنها النوعي أو من حيث علاقتها بالخرافات والأساطير المرتبطة بمادة ما ، وبسبب الخصائص النوعية لبعض هذه المواد فقد يؤدي ذلك إلى تحديد مسبق أو غير مسبق لشكل المسبحة وطريقة صناعتها وشكلها النهائي .
وتصنع المسابح أحيانا من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة ، ومن الأحجار الكريمة ذات الأصل العضوي ، ولا بد من الإشارة إلى أننا تطرقنا بشكل موجز في أحد الروابط الأخرى إلى اهتمام العرب والمسلمين بالأحجار الكريمة وتأثرهم بمهد حضارات وادي النيل ووادي الرافدين والإغريق والهند والصين .
ويتوجب أن نذكر هنا أن صناعة المسبحة من الجواهر النادرة جدا (Noble Gems - Precious Stones) هي صناعة نادرة أيضا وخصوصا من الياقوت وهي أكثر ندرة في مجال أحجار الماس والزمرد ، وتكاد الأعداد المنتجة منها تعد على أصابع اليد حسب علمنا .
أما صناعة المسبحة من الأحجار شبه الكريمة (Semi - Precious Stones) مثل مسابح العقيق والأحجار البلورية وعين النمر والفيروز واللازورد ..... الخ . وكذلك من الأحجار العضوية ، كالمرجان واليسر والكهرب . فهي صناعة رائجة بشكل كبير ، والعدد المنتج من هذا النوع من الأحجار كبير نسبيا ، ولعل مرد ذلك يعود إلى جملة من الأسباب التي تطرقنا إليها سابقا ما يُنتج بتطور التكنولوجيا وازدياد الطلب العالمي على هذه الصناعة بتوسع الثروات والإمكانات .
الكهرمان
لم يلاق حجر عند تصنيعه كمسبحة هوىْ ورغبة وقبولاً مثل هذا الحجر العضوي . فمسبحة الكهرب الجيدة أمنية الهاوي وكبار الشخصيات والوجهاء ومختلف الأفراد على حد سواء . فهي في اعتقاد طائفة كبيرة من مستخدمي المسبحة "درة المسابح" لما لمزايا هذا التحجر العضوي المناسبة  للصناعة وللاستخدام على الرغم من إرتفاع أسعاره وغلاء ثمنه .
فبالنسبة إلى لفظته ، فقد سمي (القطرون) أو الكترون باللغة الرومية ( Electron ) لوجود خاصية جذب الأشياء الدقيقة أو شحنة كهربائية إستاتيكية كامنة فيه تظهر إذا ما دلك الحجر باليد أو بالصوف . وفي إيران يسمى ( كوربّا ) لنفس الخاصية السابقة ، ويطلق عليه نفس الاسم في سوريا ولبنان وفلسطين ، وفي العراق وبعض دول الخليج يطلق عليه العامة اسم الكهرب ، وفي مدينة الموصل العراقية من يسميه ( الشيح ) نسبة إلى نبات الشيح الأصفر اللون خطأً . وفي مصر يطلق عليه اسم الكهرمان ، تجاوزاً لنفس الاسم المتعلق ببعض متحجرات الأصماغ الملونة أو المواد المركبة الصنع وقد يختلط الأمر حينئذ على بعض الناس وإن كان هنالك من يميز ذلك بين هذين النوعين بالتأكيد .
وفي اللغة الإنجليزية يسمى أمبر (Amber) ومن المعتقد أن هذا الاسم اشتق من اللفظة العربية لمادة العنبر ، أثناء حكم العرب لبلاد الأندلس ومنه انتقل إلى أوربا وقد يكون الخلط بين هذين النوعين المختلفين قد شاع بسبب الرائحة الذكية لمادة العنبر والكهرب عند الحرق أو الدلك أو عند الاستخدام العطري . أما في اللغة الألمانية فهو يسمى برنشتاين (Bernstein) وفي لغات أوروبية أخرى يسمى أمبار (Amber) أو أمبرا (Ambra) علاوة على أسماء أخرى متعددة ، تعني نفس المادة .
حجر اليشم     
مسابح حجر الجات أو الجيد (Jade) أو اليشم
دخل حجر الجيد أو اليشم في دائرة تصنيع المسبحة منذ قرن تقريبا ، وانتشر استعمالها في أوائل هذا القرن بعد أن تسارعت حركة التجارة الدولية مع الصين وشرقي آسيا . ومنذ قرون عديدة اهتم الصينيون به اهتماما كبيرا واعتبروه حجر في غاية النفاسة ، ونُحتت منه الحلي والقلادات والخواتم والتماثيل والأواني ، وهو ركن من أركان الفن الصيني القديم والحديث في عملية صناعة الحلي والنفائس .
وبعض العرب كان يطلق عليه حجر اليشم ، وأحيانا يطلق عليه حجر (الغلبة) باعتباره حجر حليف للنصر كما أن الصينيون القدماء صنعوه كزينة لرؤوس الحراب والسهام والفؤوس . ولقد قيل أن تقارب لون الفيروز المخضر من لونه والذي كان يسمى أحيانا بنفس اللقب اختلط على بعض الناس مما أدى إلى تجاوزات في التسمية . والمصادر الحديثة تشير إلى أن الحجر يتكون من معدنين متقاربين في المظهر وهما النفرايت Nephrite والجيديت Jadeite، والأخير منظم تكوين هذا الحجر . وتركيبه الكيماوي يتألف عادة من سليكات الصوديوم والألمونيوم ، أو المغنيسيوم والحديد مع سليكات الصوديوم .
وتميل ألوانه بشكل عام إلى الخضرة بتدريجاتها ، الغامقة والمصفرة أو المحمرة أو الداكنة وإلخ ...... وقد يكون شفافا أو نصف شفاف أو معتم . أمكنة استخراجه عديدة مركزها الصين والتبت وشمال بورما وتركستان وشمال أفغانستان ، وقد يمتد إلى منطقة ألاسكا ، كما يتواجد في المكسيك وبعض مناطق أمريكا الجنوبية ونيوزيلندة . وأحيانا يتواجد بقطع كبيرة في الطبيعة .
 وحبيبات المسبحة منه صنعت على شكل حبيبات كروية ذات حجم لا يزيد قطرها عن (5) ملم ، مع اختلاف تدرج الخضرة فيها . أما ملمس حباته فلها طابع دهني ، وإن كان معظم الأحجار التي أنتجت وصنعت ، هي متوسطة الجودة . كما أن الأنواع الجيدة منها تباع عادة في محال الجواهر وقد تكون أسعار بعضها غالية . أخيرا تتصف مسابح الجيد بوزنها الإجمالي الثقيل نسبيا وعدم اشتهارها في بلاد العرب كثيرا على الرغم من انتعاش الطلب عليها مؤخرا . كما أن هنالك حالة من الجهل في تمييز مسابح الجيد بسبب فروق الألوان وخصوصا الجيد المنتج في النمسا ، وبعض الناس من يخلط بين مسابح الجيد وبين مسابح البازهر المنتجة في أفغانستان كذلك هنالك القلة من يعلم أن بولنداتنتج جيدا أسودا (Black Polish Jade) صنعت منه المسابح ويحتار الناس عادة في معرفة كنه هذا الحجر . وكبقية الأحجار الثمينة الأولى فإن مسابح حجر الجيد قد قلدت تقليدا متقنا وبيعت على هذا الأساس .
اليسر
مسابح اليسر الأسود      (Black Coral)        

أطلق العرب على هذه المادة اسم اليسر ، وكان بعض القدماء من الفرس وغيرهم من يسميه (البسذ) ويقال أن اسم اليسر اشتق من اليونانية ، وهناك تسميات أخرى له . واليسر شعاب نباتية بحرية تستوطن بعض الأماكن المتوسطة العمق في بعض البحار وكأنها أغصان لضرب من ضروب المرجان ، وتتميز باللون الأسود / كل غصن يتألف من طبقات متراصة على بعضها وتتصف بخفة وزنها الشديدة على عكس المرجان ، كما أن مقطع هذه الأغصان يوضح الطبقات الدائرية المحيطة المتلاحمة مع وجود فواصل الأغصان وقطع اللب فيها ، وهي بذلك أقرب إلى الشجر والخشب . ولقد اعتقد بعض الناس باليسر ، حيث أن استخدام المسبحة المصنعة منه توفر مزايا اليُمْن والسعد وتقديم اليسر وتزيل الهم والكآبة عن النفس . ومن الخرافات حول هذه المادة أنه إذا وضعت إحدى النساء عقد المسبحة حول عنقها سهل حملها أو تسهلت ولادتها أو زاد صبرها وغير ذلك . ومعظم أماكن تواجد اليسر في الزمن القديم تقع في جنوبي البحر الأحمر وبعض مناطق الخليج العربي وقلة من المناطق البحرية في الشرق الأقصى .
ومنذ زمن وبسبب الأساطير التي تدور حوله في المنطقة العربية ولونه الأسود الجميل وسهولة تصنيعه ، فلقد صنعت المسابح ذات الطابع الديني منه . ونشأت صناعتها منه في ثلاث مناطق رئيسية هي : مكة المكرمة والقاهرة والنجف (قرب المراقد المقدسة) ومؤخرا في بعض مناطق الشرق الأقصى كالفلبين وجزر القمر وتايوان وإلخ ....... وخام اليسر في العادة يتألف من نوعين، الأول هو الأغصان العادية لليسر ومنها تقطع معظم حبات المسبحة مع الفواصل والمنارة، والثاني هو لب اليسر من منطقة مفاصل الأغصان. ويمتاز الثاني عن الأول بكونه أكثر صلادة واسودادا وقشوره لوزية متصلبة مع بعضها مما ينجم عند خراطته حبات متماسكة وصالحة للتسبيح بشكل جيد .
إن حبات المسبحة من الخام الأول (أغصان اليسر) تتعرض بمضي الوقت إلى تفكك الطبقات المتراصة في الحبات ، وخروج الطبقات من أماكنها الطبيعية مما يسيء إلى المسبحة إجمالا ، وبودنا القول عن هذه النقطة ، إن المسبحين ومنذ قرون كانوا يعتقدون أن خروج تلك القطع من أماكنها إشارة لقرب ذهاب الهم وقدوم اليُمْن وقضاء الحاجات المعلقة .
ولقد وجد صانعو المسبحة من اليسر حلا لمشكلة انفكاك طبقات اليسر إذ قاموا بتثبيت الحبات من جهة ومن جهة أخرى لإضفاء الجمال عليها ، بدق المسامير الفضية فيها وفي الفواصل والمنارات . وبذلك ازداد تماسك الحبات وملحقاتها من المنارة والفواصل إلى حد كبير ، وظهرت النقاط الفضية على سطح الحبات بشكل متناثر أو بشكل منظم .
ومن مسابح اليسر المفضضة والجيدة ما زخرفت حباتها بالفضة بتطعيمها بالمسامير الفضية المختلفة ، وحيث يظهر التطعيم كالعيون المدورة أو اللوزية أو صورة الزهور وما شابه ذلك ، كذلك طعمت الحبات بالفضة على شكل كتابة بعض أسماء الله الحسنى على كل حبة ، أو كتابات أخرى مختلفة .
 وأحيانا استعيض عن الفضة بالذهب عند التطعيم ورصعت الحبات بالأحجار الكريمة مثل الفيروز وبذلك أصبحت مسبحة اليسر في هذه الحالة قطعة من المجوهرات النادرة .
ومنذ زمن قديم قامت بعض محلات الحرف في مكة المكرمة ، بتصنيع مسابح اليسر وسميت وقتها (بيسر مكة) أو (المسبحة المكية) وكان الناس لا زالوا يتباركون بها أيما تبارك ، وكانت هدايا الحاج القادم من مكة ، وخصوصا الميسورين منهم ، تشمل أحيانا هذه المسابح وإن كان معظمها من النوع المتوسط الجودة ، ولا يزال المسلمون في شتى بقاع الأرض يحتفظون بها ، ومنهم من توارثها عن أجيال سابقة . وكذلك قامت صناعتها في منطقة النجف في العراق ، وقرب المراقد الدينية ، من أنواع اليسر المفضض وغير المفضض (أي مطعم بالفضة) ويسمونها الناس باللهجة العامية "دك النجف" أي صناعة النجف .
وفي مصر تفوق المصريون على غيرهم في صناعة مسابح اليسر المتقنة والمفضضة ، وهي غاية في الجمال والدقة والرقة حيث صقلت صقلا جيدا وزخرفت بالفضة أو الذهب أحيانا وذلك بتطعيم حبات المسبحة يهما وعلى أشكال وكتابات لا حصر لهما . غير أن طريقة تطعيم المصريين للفضة هنا تختلف عن طريقة صناع مكة ، إذ استخدم المصريون خيوط الفضة المحشورة في شقوق الحبات الخاصة بالزخرفة بدلا من المسامير الفضية المغروزة في صلب الحبات والتي هي في العادة طريقة تصنيع التطعيم في مكة المكرمة قديما .
وخام اليسر يوفر شيء من الحرية عند تصميم المسبحة وصناعة حباتها لذا فهناك المسابح الدينية (99 حبة) القديمة حيث يكون شكل حباتها على الشكل الكروي ويكون قطرها بحدود (5) إلى (6) ملم أغلبيتها غير مفضضة مع أجزاء مفضضة أو غير مفضضة ، وكان هذا النمط هو الأعم عند مسابح اليسر القديمة .
كذلك أنتجت أشكال الحبات الكروية والبيضاوية ولمختلف الأحجام وإن كان معظم الأحجام الكبيرة مرصعة ومطعمة بالفضة وجُلّها تتألف من (33) حبة كما صنعت مسابح يسر ذات حبات بيدوية يصل قطر بعضها إلى أكثر من (10) ملم وطولها إلى أكثر من (14) ملم للحبة الواحدة بعضها مطعم بالفضة والبعض الآخر غير مطعم .
ولقد حظيت وما تزال ، مسابح اليسر بالتقدير البالغ لمختلف طبقات الناس وفي جميع الأقطار العربية والإسلامية وخصوصا في العراق ومصر ودول الخليج العربي . وبعضها من المفضضة والمطعمة تعتبر من التحف النادرة التي ليس لها مثيل ويتوجب إيداعها بالمتاحف . وخلال هذا القرن قام صناع المسابح بتقليد اليسر الأسود وإنتاجها من البلاستيك أو مواد أخرى مشابهة وأحيانا تصنع على شكل اليسر المطعم بالفضة . ولكشف الزيف يكفي توجيه النار إلى حبات هذه المسبحة كي يشم الإنسان رائحة البلاستيك المحترق ، فضلا عن ملاحظة طبقات اليسر المتلاحمة والتي لا يمكن تقليد شكلها الطبيعي .
 وبودنا القول أن مسابح اليسر المفضضة أي المطعمة بالفضة أو "التكفيت بالفضة" تعتبر من المسابح ذات الديمومة الطويلة كما أنها تتحسن وينجلي صقلها بالاستخدام المستمر ، ولقد لجأ الناس منذ القدم إلى زيارة بريق اللون الأسود فيها عن طريق مسح الحبات ودعكها بخليط من زيت نباتي خالي الرائحة (كزيت الزيتون مع بعض زيوت العطور غير الكحولية) كذلك جرت العادة في بعض الأقطار إلى إضافة حبات المرجان الطبيعي بين فواصل المسبحة .
أخيرا فإن مادة اليسر الأسود وبالإضافة إلى صناعة المسابح الجميلة وبسبب طواعية تصنيعها فقد استخدمت منذ زمن غير قصير في صناعة مباسم السجائر والارجيلة وحليت بها مختلف المقابض وصنعت منه العقود النسائية بأشكالها الطبيعية أو المنحوتة أو المكفتة .

المصدر الرئيسي  وللمزيد أيضا  مع الدعاء الصالح له
كتاب (المسبحة تراث وصنعة) تأليف الأستاذ محمد الراشد   والأستاذ إحسان فتحي (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) ، وهو يكاد يكون الكتاب الوحيد الذي تناول المسبحة بالدراسة المتكاملة .
موسوعة ويكيبيديا
من فضلك . أضف  تعليقا في نهاية  الصفحة
ولا تتردد في ضغط زر المشاركة  لتفيد  غيرك
للمزيد شاهد واختر أي من الروابط أدناه : 

كهرمان 
لؤلؤ مرجان و يسر
تسابيح وأذكار

 تنويه   عن رحال  
عودة الي :           الصفحة الرئيسية                صفحات المدونة
ترخيص الاستخدام وإعادة النشر 
النصوص  تحت رخصة المشاع الإبداعي: النسبة-الترخيص بالمثل 3.0. قد تنطبق بنود إضافية أخرى. انظر شروط الاستخدام

الخميس، 16 يونيو 2011

فن الشمع والنور



 يعود تاريخ استخدام الشمع إلى عصور بابل مروراً بالحضارات الإغريقية والرومانية، ليمثل أحد أهم مصادر الضوء لدى الإنسان حتى عام 1879م حين أخترع توماس أديسون المصباح الكهربائي.
بعد ذلك أصبح الشمع مهشما في وجود المصباح ورغم وجود المصباح فمن منا لم يحتفل بيوم ميلاده إلا وكان نور الشمعة رفيقا زمنيا لأفول عام واستقبال عام جديد له، ورغم تطور وسائل الإضاءة الحديثة وتنوعها، إلا أن الشمعة تظل الأجمل والأغنى لمناسباتنا الخاصة التي نزين بها أيامنا وأفراحنا، فلا الأضواء الملونة والكهرباء المشعة قادرة علي خلق حالة الألفة التي تخلقها الشمعة، وهي وسيلة إنارة قديمة ورغم قدمها مازالت تشع في كل مناسبة فرح وفي كل بيت يتوج مولد أبناءه، وفي حين الحاجة للإنارة إذا حدث وخذلتنا الإنارة الحديثة.

الاثنين، 13 يونيو 2011

الزجاج المعشق

 تعتبر صناعة الزجاج من الحرف العريقة التي ورثتها الأجيال جيلاً بعد جيل حتى هذا العصر، وهي من الحرف التي تستمد مادتها من البيئة، حيث تعتمد على مخلفات الزجاج كمادة خام، وعلى الألوان التي يختارها الحرفي. 

 وقد شهدت هذه الصناعة تطوراً كبيراً وملحوظاً في العصر الإسلامي في المنطقة العربية لاسيما في بلاد الشام وفي دول المغرب العربي، وبرزت الزخرفة الإسلامية على سطح المرايا والقوارير بألوانها المطلية بالذهب وبالنقوش المتداخلة وخطوط الرسوم الهندسية التي تميز بها الفن الإسلامي.

 وبقيت هذه المهنة في ازدهار واكتسبت أهمية كبيرة في الفترة الواقعة بين القرن الرابع الهجري وحتى القرن الرابع عشر، ثم أدخلت عليها تقنيات حديثة في صناعة الزجاج كأشكال بديلة عن النفخ التقليدي، لارتباطها ارتباطاً وثيقا مع منتجات الديكور والإكسسوارات.

خلال الحقبة البيزنطية في أوروبا   كان هناك طراز متميز لنوافذ الزجاج العربي يسميه

الأوروبيين (الموريش) نسبة إلى عرب شمال أفريقيا والمغاربة .

انتشر هذا الفن في العالم الاسلامي في القصور والمساجد وفي واوروباا الكنائس والقصور

استخدم الزجاج المعشق في العالم من تلك الفتره والى يومنا هذا و ذلك لانه له طباع جمالي مميز ..وانه يدخل النور الى المكان بألوان متنوعة ومختلفة مع كل فترة من النهار.فالزجاج المعشق فن خلاب، يعتمد على مرور الضوء عبر القطع  الزجاجية الملونة لينشر في الداخل أضواء ملونة حالمة تمتزج ببعضها البعض وتتغير

ألوانها على مدار النهار.. وذلك لاختلاف زاوية سقوط الشمس عليه فنور الصباح  يختلف عن النور عند الظهر وعنه عند المساء.

اختيار المكان المناسب لوضع الزجاج المعشق مهم جدا...يفضل أن يكون معرضاً للشمس لإبراز جمال وزهو ألوان الزجاج وخصوصاً عند انعكاس تفاصيل التصاميم على الجدران والأرضيات

وكذلك لتخفيف حدة أشعة الشمس ....وتستخدك في القباب وهي عباره عن فتحات سقفيه محدبه او في الفتحات السقفيه المستطيله او ذات الاشكال الهندسيه المختلفه

او واجهات المبنى النوافذ الرئيسيه للمبنى .

تطور فن  الزجاج  المعشق خلال  الفترات  الزمنيه  المتعاقبه  ، والسمات  المميزه له خلال كل فتره :

 لا يستطيع أحد أن بتصور وجود عمائر مشيده دون وجود فتحات تدخل الضوء الي داخلها ، ولكتن هناك مشكله ملحه لإغلاق هذه الفتحات بألواح sheets تسمح بمرور الضوء من ناحيه ومن ناحيه اخري توفر الحمايه لداخل المبني ضد الرياح والعواصف الضاريه .

 وجاء الحل في عهد الدوله الرومانيه ، حيث تم إغلاق هذه الفتحات باستخدام ألواح من المرمر النصف شفاف translucent alabater وقد وجدت نماذج من هذا العمل في القسطنطينيه ترجع الي حكم الامبراطور جستينيان

 وللرومان يرجع الفضل فياستخدام  الزجاج  في ملء فتحات النوافذ ، ففي حوالي القرن الاول الميلادي ظهرت النوافذ الزجاجيه وأصبحت سمه اساسيه في منازل الاثرياء خاصه في شمال اوروبا .

 وقد عثر في مدينه بومباي pompeii في ايطالبا على بقايا نوافذ زجاجيه رومانيه ترجع الي القرن الاول الميلادي ، وهي عباره عن قطع زجاجيه صغيره مثبته على شبكه من البرونز بواسطه صماويل ومسامير لولبيه . وأبعاد هذه النافذه 100 * 80 سم3 وكانت موضوعه فوق فتحه نافذه حجره الاستراحه بحام أحد القصور .

 وكان انتاج مثل هذه النوافذ البسيطه بدايه لظهور فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  والذي يمكن تأريخه ببدايه العصر الرمانسكي Romanesque "القرن 11 : 12 م " حيث شيدت الكنائس في هذا العصر وفقا للطراز الرومانسكي ، وهو فن يعتمد اساسا على قواعد وتقنيات الفن الروماني ، مع ظهور تأثيرات بيزنطيه ، وتتميز الكنائس التي شيدت على هذا الطراز باستخدام العقود المستديره ، والاقبيه الحجريه النصف اسطوانيه ، حيث حل هذا النوع من التغطيه محل الاسقف الخشبيه السائدة الاستخدام في الطرز المعماريه السابقه والتي كانت دائمه التعرض للحرائق والانهيارات .

 ومن المعروف أن استخدام الاقبيه الحجريه النصف اسطوانيه يستلزم تقويه الجدران بزياده سمكها ، مما يترتب عليه صعوبه فتح نوافذ في هذه الجدران السميكه ، خوفا من اضعافها ، فجاءت نوافذ هذه العمائر الرومانسكيه صغيره الحجم ، ولكن مع صغر حجم هذه النوافذ فان مولد فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ،انما جاء مواكبا لنمو وتطور الفن في العصر الرومانسكي .

 واقدم الحشوات الزجاجيه المعشقه  بالرصاص  على الاطلاق ،يمكن ارجاع تاريخها الي ما قبل العصر الرومانسكي بقليل ،ولكنها حشوه غير متكامله ولا تعطي فكره كبيره عن هذا الفن ، وهي عباره عن كسر زجاجيه صغيره الحجم عثر عليها في دير Lorsch في المانيا ، وعند تجميعها أعطت صوره توضح راس السيد المسيح ،ويمكن ارجاع هذه الحشوه الي نهايه القرن 9م وبدايه القرن 10م

 ولكن تعتبر النوافذ الزجاجيه المعشقه  بالرصاص  بكاتدرائية " أجسبرج بألمانيا Augsburgوالتي تؤرخ بنهايه القرن الحادي عشر الميلادي " سنه 1065م " من أقدم وأكمل حشوات  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ، والتي تنسب للعصر الرومانسكي .

 وتمثل هذه النوافذ صورا شخصيه لخمسة انبياء في حجم تذكاري كبير . وتعتبر الحشوات الزجاجيه بكاتدرائيه لومانز Lemans الفرنسيه من النماذج القليله ذات الطراز الرومانسكي المبكر التي تم الحفاظ عليها .

 وهناك حشوات تمثل مشهد صعود السيد المسيح ،وتؤرخ بحوالي سنه 1145 " القرن 12م " حيث يظهر في الصوره حشوتان من اربع حشوات تتمثل فيها السيده العذراء في الوسط ، في رداء أزرق على ارضية حمراء ، وعلى جانبها سته من الرسل ، ثلاثه من كل جانب ، والجميع ينظرون لأعلي يشهدون صعود المسيح وهو غير مصور بالحشوات المذكوره .

 ومع بدايه القرن الثالث عشر ( سنه 1200م ) بزغ فجر جديد بالنسبه لفن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  والمقصود بذلك ظهور الطراز القوطي Gothic Art الفني والمعماري ومانتج عن من ظهرو أسلوب جديد متطور بالنسبه لفن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ، يتفق والامكانيات الجديده التي وفرها هذا الطراز المعماري . فإذا كانت العماره الرومانسكيه قد فشلت في ايجاد حل لمشكلة نقص عدد النوافذ وصغر حجمها فإن الحل قد جاء على أيدي المعماريين في العصر القوطي " القرن 13 : 14 م حيث استخدم العقد المدبب والقبو المضلع ، فتم التغلب على مشكلة نفص النوافذ ، حيث أن السقف العالي يتيح فرصة عمل نوافذ عاليه ومتعدده ، كما استخدم المعماري أيضا دعامات طائره flying buttress تدعم الحواط من الخارج ، فاستطاعت أن تمتص قوة دفع الاقبيه المرتفعه ، واصبح بناء الكنائس والكاتدرائيات القوطيه لا يعتمد كثيرا على الحوائط ، مما قلل من فرصة الاعتماد على التصوير الجداري الي حد كبير واصبح من الضروري الاستعانه عن هذا النقص بتصوير الموضوعات الدينيه على نوافذ  الزجاج  الملون  المعشق  بالرصاص  والتي امتازت بارتفاعها واتساعها وكثرة عددها حتي صارت الكاتدرائيات القوطيه - وكما ذكر في بعض المراجع ( بناء سقفه من حجر وجدارنه من  الزجاج  ) .



ومن أهم ما شيد من كاتدرائيات وفقا للطراز القوطي :-

 - نجد في فرنسا كاتدرائيه شارتر Charters .

 - ونوتردام بباريس No.tredam de paris .

 - وفي انجلترا يتمثل هذا الطراز في كاتدرائيه سالزبريSals bury .

 - وكاتدرائيه ويلز wells .

 - وخير مايمثل هذا الطراز في ألمانيا كاتدرائية كولون Cologne .



وقد امتاز فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  منذ بداياته المبكره وحتى عصرنا الحالي بسمات اساسيه ميزته في كل فتره زمنيه :-

ففي القرنين الثاني عشر ، الثالث عشر امتازت الحشوات الزجاجيه الملونه بصغر حجمها وتجميعها جنبا الي جنب وكأنها لوحه من الفسيفساء تترابط أجزاؤها معا بواسطه معدن الرصاص ، الذي لعب دورا هاما ومكلا للتصميم الجمالي للحشوات.

واعتمد النسق اللوني لنوافذ  الزجاج  المعشق  في هذه الفتره على استخدام حشوات زجاجيه ملونه ، نتيجه لاضافه الاكاسيد الملونه أثناء عمليه صهر  الزجاج  (ويطلق على هذا النوع من  الزجاج  الملون الناج عن اضافه اكسيد ملون وكما سبق الذكر مصطلحPot coloured glass or pot metal glass ومن ألوان الحشوات الزجاجيه التي شاع استخدام الازرق بدرجاته ، واللون الأحمر بدرجاته ، وكان يكتفي باستخدام لون واحد داكن في تحديد الملامح وبعض التفاصيل .

وخلال القرن الرابع عشر ظل فن  الزجاج  المعشق  محافظا على تطوره مع تغيير النسق اللوني عن ما تميزت به الفتره السابقه ، والتي اعتمدت اساسا على استخدام زجاج باللونين الازرق والاحمر حيث حل محلها تصميمات امتازت باستخدام اللون الاصفر بكثر نتيجه معرفه واستخدام نترات الفضه ،للحصول على صبغة الفضه Silver stain وهو مركب عرف لأول مره في هذا القرن .

وفي القرن الخامس عشر الميلادي ضعفت العلاقه بين حشوات  الزجاج  ومعدن الرصاص واصبح التصوير والمهارات المتبعه في تنفيذه أهم سمات هذه الفتره ، ولم يعد معدن الرصاص يلعب دورا هاماً في بناء التصميم العام للنافذه كما الحال في الفتره المبكره .

وشهد القرن السادس عشر ظهور روح عصر النهضهRenassance حيث قل الوازع الديني وهو العامل الاساسي وراء انتاج الروائع المبكره لهذا الفن حيث تطور اسلوب التصوير على حشوات  الزجاج  المعشق  تطورا كبيراُ في محاوله لتقليد فن التصوير الزيتي ،وقل الاعتماد على استخدام قضبان معدن الرصاص كنمط زخرفي مكمل للتصميم .

وفي نهايه القرن السادس عشر طبقة المينا الملونهColoured enamel على المساحات المراد تلوينها ،حيث تعطي بعد احراقها التأثيرات الجماليه المطلوبه دون الحاجه الي استخدام معدن الرصاص في تحديد الاشكال المطلوبه .

ونتيجه لاستخدام المينا الملونه فقد  الزجاج  شفافيته المعهوده ، والتي تعتبر من اهم ما يميزه .

وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر ملادي انحدر مستوي هذا الفن الي ادني مستوي نتيجه قلة انتاج حشوات زجاجيه ملونه , حيث اصبح الاعتماد قائما كلية على استخدام حشوات زجاجيه شفافه عديمه اللون مع استخدام الوان المينا للحصول على النسق اللوني المطلوب في محاوله مستمره لتقليد فن التصوير الزيتي ، كما كان لأختراع وانتشار فن الطباعه أثرا فعالا في قلة الاهتمام بهذا الفن الذي كان يستخدم كوسيله تعليميه من قبل الكنيسه .

ومع بدايه القرن التاسع عشر الميلادي ظهرت حركه احياء الطراز القوطي المعماري وتبع ذلك احياء لفن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  وفقا لتقاليد واساليب الفن القوطي المعماري، حيث استبعد استخدام الوان المينا تماما ، واستخدمت الحشوات الزجاجيه الملونه ، واعطيت الاهميه والعنايه لعملية التعشيق واستخدام معدن الرصاص ، بحيث يخدم التصميم .

اما في القرن العشرين فقد اختلف وتنوع اسلوب فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  فيه وفقا لإختلاف المكان الذي يتطلب استخدام حشوات  الزجاج  المعشق  به ، فالبنسبه للكنائس والكاتدرائيات نجد ان ما أنتج لها من حشوات زجاجيه جاء ليضاهي ما انتج من زجاج في العصور الوسطي ، هذا بالاضافه الي انتاج نوافذ تذكاريه تخلد ذكرى معنيه مثل النافذه التي تمثل حرب نيوزلاند Newzeland war .

 كما انتجت ايضا في القرن الحالي ( الحادي والعشرين الميلادي ) بلاطات زجاجيه سمكيه تقطع بطرق معينه ، تجعلها تشبه قطع ألماس ، ونظرا لسمكها . فإنه يتعذر تجميعها بمعدن الرصاص ، ولذلك فهي تثبت في واجهات المباني بمواد معينه ( او بالخرسانه ) للحصول على ما يشبه قطع الفسيفساء الزجاجيه .



وكان لطريقة النفخ في الزجاج مكانة مميزة في إنتاج القوارير ومزهريات الزينة، هذه الطريقة التي تعتمد على تعبئة الهواء داخل قوارير وقوالب بعد تسخينها وصهرها في درجات عالية من الحرارة، حيث أن عملية النفخ في كتلة العجين الزجاجي تنتج أشكالاً مختلفة من المنتجات الزجاجية كالأباريق والمزهريات وعلب الحلوى وصناديق الزينة والقوارير، ويحدد الحرفي الشكل والحجم النهائي للقطعة المراد تكوينها، ويختار لاحقاً نوع الزخرفة والنقش على سطحها، ويحتاج الحرفي الذي يعمل في صناعة الزجاج إلى مهارات فنية عالية كالمثابرة أمام أفران تعمل في درجات مرتفعة من الحرارة، والتدريب المستمر لفترات قد تصل إلى 4 سنوات لإتقان هذه الصنعة، وكذلك فلابد من توفر القدرة الإبداعية والفنية عند الحرفي لاكتساب المزيد من المهارة ومن ثم الإبداع في هذه الحرفة التي تحتاج إلى مواكبة الزمن والتطور وإنتاج نماذج مختلفة بين الحين و الآخر.

الزجاج الملون جزء أساسي من الديكور           





 عرفت أنواع مختلفة من الزجاج الملون قديماً، ولا يزال أثر هذا الفن باقياً في آثار غرناطة حيث "قصر الحمراء" المزين بالثريات والقمريات الزجاجية، كذلك مسجد قرطبة الذي أقيم في عهد الخليفة عبد الرحمن بن معاوية (عبد الرحمن الداخل) الذي زين بأكثر من 365 ثريا ومشكاة وقنديل للزيوت.

وحاليا أصبح الزجاج الملون من أكثر المواد عصرية في المباني، والذي كان يعتبر مجرد زخرفة لمدة طويلة من الزمن، وهو يخضع اليوم لخطوات أكثر ابتكاراً، وذلك نتيجة الاستغلال الأمثل للإمكانيات الكبيرة الموجودة في الزجاج وكذلك استغلال التقنيات الحديثة وتطور الفكر الإبداعي والهندسي.

 صناعة الزجاج المعشق في العصر الإسلامي:

يشكل الزجاج المعشق فناً من فنون البناء والديكور في التراث الإسلامي، فلفترة زمنية طويلة كان توظيف الزجاج بألوانه في البناء ضرورة لا غنى عنها عند تشييد القصور والأبنية، كعنصر رئيسي من عناصر الديكور التي تضفي جمالاً وسحراً في العمارة الإسلامية، حيث انتشرت نوافذ الزجاج المعشق بالجص كمظهر من مظاهر العمارة الإسلامية التي جاءت متوافقة مع الظروف المختلفة لذلك المجتمع.

ومن الأمثلة المبكّرة للنوافذ الجصية المفرغة "نوافذ قصر الحير الغربي" ببادية الشام والجامع الأموي بدمشق وجامع عمرو بن العاص بالفسطاط في مصر وجامع أحمد بن طولون.

وكان الرأي السائد لدى علماء الفنون والآثار من قبل أن أول ظهور للنوافذ الجصية المعشقة بالزجاج كان في العصر الأيوبي، وذلك في نوافذ قبة ضريح السلطـان الصالح نجم الدين أيوب الملحق بمدرسته بالنحاسين بالقاهرة، ولكن الحفائر الأثرية أثبتت أن الزجاج المعشق بالجص استخدم منذ العصر الأموي، واستـمر في قصور الخلفاء العباسيين، كما استخـدمت في أواخر العصر الفاطمي ألواح من الجص معشق بالزجاج الملوّن بدلاً من الألواح الرخامية والحجرية المفرغة، وانتقل هذا الأسلوب الفني إلى عمارة العصر الأيوبي حيث بلغ أوج ازدهاره في العصر المملوكي، وأصبح من السمات المميزة للعمارة المدنية والدينية في العصر العثماني.

وقد عرفت بعض بلدان العالم الإسلامي أنواعاً متعددة من النوافذ مثل المدورات الرخامية اليمنية (القمريات) التي كانت تتميز برقتها ولا يزيد سمكها عن سنتيمتر ونصف بحيث تسمح بنفاذ الضوء من خلالها، و(الشماسات) المغربية وهي عبارة عن نوافذ نصف دائرية توجد أعلى الأبواب والنوافذ وتغطى بالخشب والزجاج الملون وتسمح بدخول ضوء الشمس، ومع دخول العثمانيين إلى العديد من البلاد الإسلامية أصبح أسلوب النوافذ الزجاجية المعشقة بالجص هو الأسلوب السائد.

 ولكن ما هي القمريات والشمسيات؟

 تعتبر (القمريات والشمسيات) أحد العناصر البارزة في المباني العربية والإسلامية، والتي تم توظيفها لإيجاد علاقة تجمع بين القيمة الجمالية والنفعية، فمن وظائفها منع الحشرات التي تتسلل من خارج المبنى إلى داخله، وهي بهذا تحقق مبدأ أمني يتعلق بحياة الإنسان، كما أنها ترشد من كمية الضوء الداخل إلى المكان وتمنع الأتربة، وهي تخفف الأحمال على الأعمدة الحاملة للعقود.

وكان ابتكار هذه الشمسيات والقمريات بدافع من الرغبة في تخفيف حدة الضوء في القصور التي شيدها الخلفاء في الشام ثم استعملت في المساجد ذات الصحن المكشوف للغرض نفسه، وانتشر هذا النوع من الشبابيك في العمائر الدينية، وتعرف هذه الشبابيك عادة باسم "القمرية" إذا كانت مستديرة، وباسم "الشمسية" إذا كانت غير مستديرة، وأقدم شباك منها محفوظ في المتحف الإسلامي في القاهرة وأصله من جامع الأمير "قجماس"، الذي يرجع تاريخه إلى أواخر القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي).

 التحول من التعشيق بالجص إلى التعشيق بالرصاص:

استخدم العرب الجص "الجبس" للشمسيات والقمريات كخامة أساسية عند تعشيق الزجاج، لعدم وجود عوائق تحول دون انتشارها لجفاف الجو من ناحية واستقرار معظم فصول السنة من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الدفء الذي تحدثه الشمس والذي يأتلف معه الجبس كخامة مستخدمة في التعشيق .

ولكن تلك الخامات لم تتوافق مع جو أوروبا لتأثرها بالمناخ البارد ذي الرطوبة العالية أغلب فصول العام، فطرح اختلاف المناخ الأوروبي على فنانيهم فكرة استبدال الجص بمعدن طيع سهل هو (الرصاص) أو (بلاط الأسمنت الصلب بعد الجفاف)، وهاتان الخامتان مع الزجاج الملون جعلت لأوروبا تقنيتين معروفتين تعكسان التوافق بين الخامة والمناخ هما "فن الزجاج المؤلف بالرصاص"، و"بلاطات الزجاج مع الأسمنت".

وقد استلهم فنانو الغرب فن النوافذ الزجاجية من العمارة الإسلامية، مع استبدال الجص بشرائح من الرصاص تثبت بها قطع الزجاج، وذلك لملائمة الرصاص للجو البارد الذي يسود أوروبا لكن الفنان الأوروبي قام بترتيب قطع الزجاج بحيث تكون رسوماً آدمية وحيوانية ومناظر دينية (أيقونات) مختلفة في ذلك عن الطابع الزخرفي الذي تميّزت به الأعمال الفنية الإسلامية، وتشكل نوافذ الزجاج المعشق بالرصاص ملمحاً أساسيا ومميزاً في الكنائس والكاتدرائيات المنفذة حسب الطراز الفني القوطي والرومانسكي.

 تطور صناعة الزجاج المعشق في أوروبا:

تطور فن النوافذ العربية المطعم بالزجاج المعشق "الشمسيات والقمريات" في القرن العاشر الميلادي، في أوروبا حيث ظهر عندهم طراز منه أسماه الأوروبيون (الموريش) نسبة إلى عرب شمال أفريقيا والمغاربة، وكانت تتم صناعة هذا الطراز بإحدى طريقتين:

 الأولى:

 عن طريق نحت الرخام أو الحجر وإدخال قطع الزجاج في المكان المنحوت.

الثانية:

 عن طريق وضع قطع الزجاج في اللياسة قبل أن تجف، ويتم تقوية وتدعيم هذه اللياسة بوضع قضبان من الحديد داخلها، وبذلك تكون اللياسة المدعمة بالحديد تحيط بقطع الزجاج، ومن أبرز النماذج المعتمدة على هذا الأسلوب (نوافذ الجامع الأزرق) في مدينة استانبول بتركيا، حيث استخدم الزجاج في تصميم نوافذ متميزة برسوم الزهور.

بعد ذلك تطورت صناعة الزجاج المعشق، وأصبح استخدام الرصاص والنحاس كبديل للرخام والحجر واللياسة، لتصبح تصاميمه أكثر جمالاً وأفضل جودة وأقل تكلفة

الفنون التي أثرت في نشأة فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص



 لا تنشأ الفنون المختلفه عاده من فراغ ، بل أنها تعتمد على فنون أخرى سابقه عليها تستعد منها اصولها ، وبالنسبه لفن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ، نجد أن هناك بعض  الفنون  التي ازدهرت في العصور الوسطي ، واثرت تأثيرا مباشرا في نشأة هذا الفن ، ومن هذه  الفنون  :-

1- فن الفسيفساء للأرضيات :



 وفن فن تكسية الارضيات والقباب بقطع صغيره من الحجر او الرخام او ازجاج الملون والتي توضع جنبا الي جنب مكونة مناظر تصويريه ، ونفس الاسلوب يكاد يكون هو المتبع في فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ، حيث توضع قطع  الزجاج  الملون جنبا الي جنب لتعطي في النهايه تصميما معيناً .

 2- فن المينا :

 يعتبر فن المينا الفن الثاني الذي قام على أساسه فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  حيث استوحى الفنان فكرة ربط قطع  الزجاج  الملون بعضها بالبعض الآخر بواسطة قضبان معدن الرصاص من فن المينا ،خاصه فن المينا المحاطه بالأسلاك المعدنيه Cloisonee enameling المستخدمه في صناعة الحلي حيث يتم إحاطه المساحات المطبق عليها بودرة المينا الزجاجيه الملونه بأسلاك ذهبيه يتم لحامها الي قاعده ذهبيه ، حيث تنصهر المينا الي مساحات ملونه عند التسخين .

 واستبدل فنان  الزجاج  المشق معدن الذهب بمعدن ارخص له قابليه للسحب تسمح بأن يحيط بقطع  الزجاج  الملون مختلفة الاشكال والاحجام " معدن الرصاص " .

3- فن النوافذ الجصيه المفرغه :



 اذا كان فن  الزجاج  المعشق  بالجص قد نشأ وازدهر في بلاد الشرق الاسلامي في نفس فترة نمو وازدهار فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  في اوروبا ، فليس من المستبعد تأثر نشأة  الزجاج  المعشق  بالرصاص  الاوروبي ببواكير فن الصناعه  الزجاج  المعشق  بالجص في المشرق الاسلامي ، فمن المعروف أن هذا الاخير قد مر بمراحل تطور عديده قبل ان يصل الي قمته في خلال القرنين 14 - 15 م ، وكانت بدايه هذا الفن " عباره عن قمريات جصيه ذات زخارف مفرغه متشابكه خاليه من  الزجاج  ، والتي ربما يكون الفنان الاروبي قد استوحى منها التصميم العام لفنه ، ثم فكر بعد ذلك فياستخدام ماده شفافه تملأ بها هذه الفراغات لتحمي داخل المبنى من تأثير العوامل الجويه الخارجيه وفي نفس الوقت تسمح بدخول قدر كاف من الضوء الي الداخل " وهي ماده  الزجاج  " وذلك بعد استبدال الشبكات الجصيه المفرغه بقضبان معدن الرصاص.

الموازييك أحد فنون الزجاج المعشق:

فن الموزاييك       



 الموزاييك كلمة أعجمية تقابلها في اللغة العربية كلمة (فسيفساء)، وهي تشير إلى نوع من الفن يقوم بالأساس على تجميع قطع حجرية أو خزفية أو زجاجية صغيرة تعطي في النهاية الشكل المطلوب في صورة متفردة بديعة.

وتستخدم تكوينات "الموزاييك" المصنوعة من الزجاج لكساء الحوائط الخارجية والداخلية للمباني ولكساء الخشب، أو لعمل بانوهات خاصة وغالباً ما تُستخدم طريقه "الموزاييك" في صنع وحدات الديكور التي تصنع للمداخل والممرات بالمصانع والشركات والسلالم والحمامات وذلك لسهولة تعشيقها (بالخرسانة) بالإضافة لاستخدامها في عمل المناضد والكراسي حول حمامات السباحة.

مدارس فسيفسائية متعددة:

 وقد برعت المدرسة البيزنطية في تعميق فن (الموزاييك) بالأسلوب التعبيري الرمزي، وبرع فنانوها في استخدامه في تجميل الكنائس بخلفيات ذهبية وتقسيمات غاية في الإبداع، في حين اتجهت المدرسة الرومانسية إلى الأسلوب الأكاديمي، وذلك لما يتمتع به روادها من مهارة ودقة في صياغة وصناعة خاماتها الزجاجية المطبوخة، والحصول على درجات لونية شديدة التقارب بعضها البعض، لدرجة أن المشاهد لهذه اللوحات الفنية لا يمكنه التفرقة بينها وبين اللوحات الزيتية، وتوجد هذه الأعمال الفنية الرائعة على جدران مباني كنيسة الفاتيكان بروما وأماكن أخرى متفرقة في إيطاليا.

الموزاييك الإسلامي:

 ولاشك في أن فن (الفسيفساء) الإسلامي هو الأكثر تفرداً وتميزاً من بين كل فنون (الموزاييك) الأخرى، فعلي امتداد(14) قرناً لعب الفن الإسلامي دوراً هاماً في التأثير على الحضارات التي جاءت بعده ولا يزال تأثيره موجوداً حتى الآن، فالآثار الباقية من العصر الإسلامي الوسيط تعطينا صورة بديعة عن شكل الحياة في ذلك العصر، والذي تمثل بأفضل صوره في الزخارف الهندسية التي استخدمت بدقة في المساجد والأبنية التي بقيت لنا منذ ذلك العصر.

وقد استخدم الفنان المسلم منهجاً جديداً في فن الفسيفساء هو الذي حقق له تقطيع الفسيفساء بأشكال تميزه عن الفنون الأخرى، وتجلى هذا الاختلاف في أبهى صوره في ابتكار أشكال هندسية خماسية وسداسية، وقد شهدت مصر أروع أشكال الإبداع والابتكار في فن الفسيفساء، وخاصة في الأعمال الفنية التي تم الاستعانة فيها بالأنماط الهندسية، ومنها (المشكاة) ذات الفسيفساء الرخامية الملونة، أما في دول المغرب العربي فلا يزال الفنانون هناك يستخدمون الأنماط والأشكال النجمية والدائرية والخماسية والسداسية والرباعية والأشكال المعقوفة المصنوعة جميعها من مادة الرخام والخزف الملون، بحيث تعطي في تجميعها أشكالاً من الأطباق النجمية.

وقد استفاد فن الفسيفساء الإسلامي من فنون (الموزاييك) الأخرى التي سبقته، وقصة هذا الامتزاج والتفاعل بينهم تبدأ منذ فتح العرب لبلاد الشام حيث وجدوا هناك مدرسة فنية تنتمي إلى جذور ساسانية- هيلينية- بيزنطية، ووجدوا فنانين شوام تلقوا أساليبهم الفنية على أيدي فنانين من الروم، فاستفادوا من هذا الفن وقاموا بتطويره، وقد اكتشف العلامة الفرنسي (دي لوريه) أجزاء نمطية الشكل كانت مغطاة بالملاط في الجامع الأموي استخدم فيها الفنانون الفسيفساء في رسم منظر لنهر رائع على ضفته الداخلية أشجار ضخمة تطل على منظر طبيعي مليء بالرسوم لعمائر كثيرة بين الأشجار والغابات، ومن هذه العمائر رسم لملعب للخيل، ورسم آخر لقصور ذات طابقين وأعمدة جميلة، ورسم ثالث لفناء مربع الشكل وله سقف صيني الطراز، فضلاً عن عمائر صغيرة تبدو وكأنها مصنوعة بحيث تكون متراصة الواحدة فوق الأخرى، وفوق النهر توجد قنطرة تشبه قنطرة أخرى موجودة فوق نهر بردى في دمشق، مما جعل البعض يظنون أن هذه الرسوم قصد بها رسم مناظر من مدينة دمشق. إذن فقد تبلور فن الفسيفساء بعد أن اكتملت الهوية الفنية الإسلامية، واتخذ لنفسه هذا الأداء والأسلوب الإبداعي بعيداً عن فن (الموزاييك) الغربي الذي اعتمد علي استخدام قطع صغيرة متشابهة هندسياً، ولذلك فقد تميز الفن الإسلامي بمنهج خاص يظهر بوضوح في المساجد والعمائر الإسلامية التي استوحى منها الفنان المسلم روحه الفريدة وقيمه الأخلاقية والاجتماعية والدينية.

الزجاج المعشق بصفائح النحاس (بالإنجليزية: Copper-foil glasswork‏)

- ابتكر لويس كومفرت تيفاني 1848 - 1933 (بالإنجليزية: louis comfort tiffany‏) طريقة لتجميع قطع الزجاج الصغيرة جدا - ربع بوصة عرض بدون أعواد الرصاص الثقيلة التي تعيق الرؤية المتدفقة من المصابيح وهكذا ابتكر طريقة للف كل قطعة زجاج مفردة بشريط من النحاس الذي يتلصق بواسطة نوع من الغراء مكون من مزيج من زيت بذور الكتان وشمع العسل وعرفت هذه الطريقة بإسم الزجاج المعشق بصفائح النحاس - ومن أمثلة أعماله الشهيرة التي توضح اسلوبه وطريقته هو نافذة نهر هدسون (بالإنجليزية: hudson river window‏) - ثريا وستريا (بالإنجليزية: wisteria lamp‏) والتي ضمت أكثر من 1000 قطعة زجاج

المصادر

 -----------------------

 san , Casciani , Pawl , The technique of decorative stained glass P. 104 .

Hugh , Arnold ., stained glass of the middle ages in england and france , p. 16

سعيد عبد الفتاح عاشور ، أوروبا في العصور الوسطى جـ2 صـ 471 .

Lee , Lowrence , and other ., stained glass , p . 184 .

Armitage , E., Liddall., stained glass , p . 45

Armitage , E., Liddall., Ibid ., p. 70 .

سلوى جاد عبد الكريم ، دراسة ترميم وصيانة الاثار الزجاجيه في مصر  قسم الترميم – كلية الاثار – جامعة القاهره 

شاهد أيضا :
فنون وجمال 
العودة  الي                    مدونة   رحال          مخلوقات مدهشة        صفحات رحال     صفحات مخلوقات مدهشة                   رخصة المشاع الابداعي        بيانات الإتصال        تنويه عن رحال         كلمة   المدون        صفحاتنا علي  فيسبوك  
هذا المصنف مرخص بموجب المشاع الابداعي نسب العمل- المشاركة على قدم المساواة 3.0 الاصليةالترخيص .

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق