‏إظهار الرسائل ذات التسميات فلسفة وحكمة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فلسفة وحكمة. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 4 يناير 2012

أسطورة العنقاء وسليمان عليه السلام

كانت العنقاء في حوار مع النبي سليمان عليه السلام 
قال سليمان:لاحيلة لنا بقضاء الله فالنحرص على الهدى حتى منتهى قدرالله علينا
قالت العنقاء:لست أؤمن بهذا القدر،،فقال لها سليمان:أفلا أخبرك بأعجب العجب؟؟ قالت :بلى،،قال:إنة الليلة يولدغلام في المغرب وجارية من الشرق وكلاهما أبناء ملوك،،يجتمعان في أمنع المواضع على سفاح قدرالله
قالت العنقاء: يانبي الله هل ولدا؟ قال:نعم الليلة،،قالت:فهل تخبرني بأسمائهما فأني سوف أفرق بينهما وأبطل القدر،،قال:لاقدرين قالت:بلى،،وكفلتها البومه وشهدت لها فأشهد سليمان عليهما الطيور.
العنقاء والفتاة:
حلقت العنقاء حول كل بيت حتى أبصرت الجاريه نتام في مهدها داخل القصر،فأختطفتها وطارت بها إلى جبل شاهق أصلة داخل البحروعليه شجرة عالية،فأتخذت لها وكراً واسعاً وأرضعتها وحضنتها حتى كبرت وكانت العنقاء تذهب لسليمان كل يوم ولم تخبر أحداً بذالك
لقاء الشاب والفتاه:
أصبح الغلام رجلاً وكان من الملوك وكان يلهو بالصيد ويحبة،فقال يوماً لأصحابة:قد تمكنت من صيد البر فما رأيكم بصيد البحر ربما ننال منة الكثير؟؟
وركب الملك سفينتة ومر يتصيد في البحرحتى بلغت مسيرتة شهر،فأرسل الله على سفينتة ريحاً عاصفاً خفيفة ساقتهاحتى وصلت بها إلى جبل العنقاء الذي بة الجارية.
فلما رأى الملك سفينتة راكدة أخرج رأسة من السفينة فرأى الجبل ورأى شجرة جميلة أعجبة منظرها.
حوار الشاب والفتاة:
سمعت الفتاة صوتاً ولم تكن قد سمعت شيئاً من قبل،فأطلت رأسها،فرأى الملك،وجهاً جميلاً وشعراً أجمل فأخذة القلق فناداها:من أنت؟فأفهمها الله لغتة وقالت:لاأدري ماتقول ولا من أنت ،إلا إني أرى وجهك يشبه وجهي وكلامك كلامي،وإني لاأعرف إلا العنقاء أمي،قال الملك: وأين أمك العنقاء؟قالت:في نوبتها لسليمان إنها تغدو إليه كل يوم فتسلم علية وتعود ليلاً وتحدثني عنة إنة لملك عظيم.
قال لها:إن هاجت الرياح وأزعجتك من وكرك فمن يمسكك أن تقعي في البحر؟
قالت:أفزعتني بكلامك ، وكيف يكون معي إنسي مثلك يحدثني ويحميني؟؟
قال الملك:أولا تعلمين أن الله هو الذي ساقني إليكي صاحباً و أنيساً وإني لملك من أبناء الملوك.
قالت:كيف تصير لي وأصيرإليك؟قال لها:عندما تأتي العنقاء أكثري من وحشتك وبكائك،فإذا سألتك مابك فأخبريها بحديثك،فلما جائت العنقاء وجدتها حزينة باكية فقالت:مابك يابنيه؟قالت الوحدة والوحشة!فقالت لها:لاتخافي سأستأذن سليمان لأتخلف عنة يوماًويوماً ،،ثم عاد الملك مرة ثانيه،وأخبرتة الفتاه بما حصل معها.
فقال لها:سأنحر فرساًمن فرسي وأجوفة وأدخل به وألقيه على السفينة،فأذا جائت العنقاءفقولي لها إنك ترين عجباً،حلقة ملقاة على السفينة،فلو إختطفتيها لي إلى وكري فسأستأنس بها،فلما أتت العنقاءقالت لها الفتاه ماعلمها الملك،فختطفت العنقاءالفرس وبداخلة الملك ،،
ولما ذهبت العنقاء لنوبتها لسليمان،،خرج الملك وجلس مع الفتاة يلاعبها ويقبلها وفرح كل واحد منهما بصاحبة
وفي مجلس النبي سليمان:
جاء الخبر لسليمان من قبل الريح وكان مجلس سليمان يومئذ مجلس الطير فدعا بعرفاء الطيوروأمرهم بالأجتماع وكانت العنفاء بينهم
فسأل النبي العنقاء:ماقولك في القدر؟
قالت:إني ما أدفع الشر وآتي الخيرفقال:أين الشرط الذي بيني وبينك عن الجارية والغلام؟فقالت:قد فرقت بينهما،فقال سليمان،الله أكبر!فأتوني بالخلق والشهود لأعلم تصديق ذالك،فعادت العنقاء للعش،وكان الملك إذا سمع صوت جناحيها أختبئ بالفرس،ولما وصلت قالت للفتاة:إن سليمان يأمرني أن أحضرك لمجلسة،قالت الفتاة كيف ستحملينني،فقالت على ظهري،فقالت أخاف أن أنظر للبحر فأقع ،أدخل في جوف الفرس ثم تحملين الفرس على ظهرك لكي لا أرى شيئاً وأفزع قالت: أصبتي!
وطارت العنقاء بالفرس
حتى وقفت بين يدي سليمان وقالت:يانبي الله هذة الفتاةبجوف الفرس فنظر إليها طويلاً وقال لها:أتؤمنين بقدرالله فقالت:أؤمن بالله وأقول من شاء فليعمل خيراًومن شاءفليعمل شراً قال سليمان:كذبت!من شاء الله أن يكون سعيداًكان سعيداً ومن شاء أن يكون كافراً كان كافراً
وقال (لايقدرأحداً أن يرد قضاء الله وقدرة لا بفعل ولا بعلم)
وإن الجاريه والغلام لمجتمعان الآن؟؟.. وقد حملت الجارية منه ولداً فقالت العنقاء:إن الجارية معي في جوف الفرس قال سليمان:الله أكبر!أين البومة المتكفلة بالعنقاء؟فقالت:ها أنا قال لها:أ أنتي على مثل قول العنقاء؟قالت:نعم فقال:
(ياقدرالله أخرجهما على قضاء الله وقدرة)
قال:فأخرجهما جميعاً من داخل الفرس؟؟؟.....
(( نهــــــاية العنقـــــــاء والبومــــــه))
العنقاء تاهت وفزعت فطارت بالسماء وأخذت نحو المغرب وأختفت ببحر من بحار المغرب وآمنت يقضاءالله وقدرة وحلفت إلا تنظر في وجه طير ولا ينظر طير في وجهها.........
أما البومة فلزمت الآجام والجبال وقالت:أما بالنهار فلا خروج ولا سبيل وإلى معاش.فهي إذا خرجت نهاراً وبّختها الطيور وأجتمعت عليها وقالت:ياقدريــــــــة؟؟فإذا هي تخضع للقضاء والقدر

أسطورة العنقاء في الحضارات القديمة

العنقاء Pheonix هو طائر أسطوري يلتهب جسده بالنيران و يحرق نفسه ثم يعود للحياة من جديد من خلال رماده.(( المورد ))
العنقاء في الحضارة الفرعونية
ربط قدماء المصريين طائر  العنقاء  بالأبدية و التي كانت قوية جداً في حضارتهم ., و من هنالك انتشرت هذه الأسطورة الى الأراضي المحيطة لعصور طويلة. يصور  الفراعنة  العنقاء  بما يشبه طائر البلشون ( مالك الحزين ) و قد وجد العلماء آثاراً لطائر مالك الحزين و هي أكبر من المعتاد في منطقة الخليج العربي تعود لـ 5000 سنة . ربما رأى قدماء المصريين هذا الطائر العملاق في حالات نادرة يمر عبر مصر أو سمعوا عنه من الرحالة و التجار الذين كانوا يزورن المنطقة العربية من بلاد فارس.
صور المصريين هذا الكائن على أنه مغطى بريش طويل على أجنحته و متوج بتاج حاكم مملكة الأموات أوزيريس ( و الذي يحمل على جانبيه ما يشبه ريش النعام الطويل دليلاً على الامتياز و الشجاعة ) أو وضعوا فوق رأسه ما يشبه قرص الشمس , أطلقوا على هذا الطائر اسم بينو Benu , Bunnu .
Thoth و هو اله مصري وثني يمثل نصفه لبشر و رأسه لطائر أبو منجل ( أو الحارس ) و هو شبيه جداً للعنقاء المصرية. كان ملك هيلوبوليس مدينة عبادة اله الشمس رع , و هو اله الحكمة و العلوم و المعرفة.
كان الطائر بينو هو الطائر المقدس لمدينة هيلوبولس (آون , مدينة تقع شمال شرق القاهرة و كانت مركز عبادة اله الشمس رع ) , على ما يبدو أن معنى اسم الطائر بينو ينبع من كلمة " مضيء " أو " عالي " و قد ترافق ذكر هذا الطائر كثيراً مع الشمس و كان يمثل على ما يبدو روح رع . في الحقب المتأخرة تظهر الكتابات الهيروغليفية أن هذا الطائر أصبح يمثل طقوس عبادة اله الشمس و أصبح رمزاً لطلوع الشمس و غروبها , كذلك نذكر أنه يمثل نوعاً من اليوبيل ( و هو ذكرى انقضاء عدد من السنوات , مثلاً اليوبيل الماسي يمنح بعد مرور 50 أو ستين عاماً على ذكرى معينة ).
ربط طائر مالك الحزين أيضاً بفيضانات النيل و ذكرى بداية الخلق حيث أنه يقف وحيداً على الصخور المتناثرة العالية في النيل بعد الفيضان و بذلك فهو أول حياة ظهرت على وجه الأرض حيث ظهر من بين الخراب و الفوضى ليعلن بداية الحياة من جديد. لقد كانت صرخة هذا الطائر هي التي أعلنت بداية الزمن و بذلك قسمه الى ما نعرفه نحن من ساعات , أيام , أسابيع , شهور , سنوات .
اعتبر المصريون الطائر بينو تمثيلاً حياً لحاكم مملكة الموتى أوزيريس و غالباً ما كانوا يرسمونه جاثماً فوق شجرة الصفصاف المقدسة عندهم.
فيما بعد بنهاية القرن الأول و تحول روما الى الديانة المسيحية أخذت بتفسير  أسطورة  العنقاء  الى أنها رمز للبعث و الحياة بعد الموت و قد قارنوه بروما الحية التي لا تموت حيث ظهر على عملاتهم في العصور المتأخرة كشعار للمدينة الأبدية .

أسطورة  العنقاء  عند العرب
ربما كانت  أسطورة  العنقاء  العربية الكلاسيكية هي الأشهر من بين كل الحضارات التي ذكرت هذا الطائر , وصفوه بأنه طائر أسطوري بديع الجمال بلون قرمزي جميل و ريش ذهبي و ذو غناء غذب أخاذ . يسكن قرب الينابيع الباردة و يطير كل فجر الى عالي السماء يغني و ينشد لدرجة أن أبوللو ( اله الشمس الروماني ) كان يتوقف ليستمع الى غنائه الجميل. العنقاء عند العرب  طائر خرافي  يقال انه بحجم النسر، وهو كائن معمّر إذ تذكر بعض المصادر انه يعيش حوالي 500 – 1000 عام..
 وتقول الأساطير القديمة إن العنقاء عندما تقترب ساعة موته يعمد إلى إقامة عشّه من أغصان أشجار التوابل ومن ثم يضرم في العش النار التي يحترق هو في لهيبها.
 وبعد مرور فترة على الاحتراق ينهض من بين الرماد طائر عنقاء جديد.
لقد قيل أنه لا يوجد سوى عنقاء واحدة لكل زمن و هو كائن معمر جداً يعيش ما بين 500 سنة الى 1000 سنة , 1461 سنة , و حتى في بعض المصادر الى 12994 سنة
عندما تقترب نهاية  العنقاء  تبني عشاً يشبه المحرقة مختارة أغصاناً عطرية الرائحة و تشعلها بالنيران و تدع اللهب يلتهمها , بعد فترة  تنهض عنقاء جديدة لتعيش كسلفها و قيل في بعض الكتب أن العنقاءنفسها تنهض من جديد من وسط الرماد لتحيا مرة أخرى.
تجمع  العنقاء  الجديدة ما تبقى من رماد سلفها على شكل بيضة و تضعها في مدينة هيلوبولس في مصر هدية لرع. رمزاً لموت و حياة الشمس في كل يوم.
يصور العرب أيضاً طائر  العنقاء  على أنه يشبه نسراً عملاقاً يعيش على قطرات الندى و لا يقتل أو يهاجم أحداً معتدياً و اعتبروه ملك الطيور كذلك أطلقوا عليه اسم طائر الشمس و كذلك فعل الآشوريون و المصريون .
كان أول ذكر للعنقاء في التاريخ على يد الشاعر اليوناني هيسود Hesiod في القرن الثامن قبل الميلاد , لكنه ذكر بتفصيل أكبر من قبل هيرودوتس Herodotus المؤرخ اليوناني الشهير في القرن الخامس قبل الميلاد.
 العنقاء في الصين
في الميثيولوجيا الصينية فان  العنقاء  ( و يطلقون عليها Feng Huang ) ترمز للفضيلة العالية , الرحمة , القوة , و الازدهار . وكما عند العرب فانهم يعتبرونه كائناً نبيلاً لا يعتدي على أحد و لا يتغذى الا على قطرات الندى.
تمثل  العنقاء  أيضاً الامبرطورة و هي تجتمع مع التنين الذي يمثل بدوره الامبرطور و فقط الامبرطورة يحق لها بارتداء شعار  العنقاء  حيث أنها تمثل القوة التي منحت لها من السماء.
ان استخدمت رموز  العنقاء  لتزيين منزل ما في الصين فان ذلك يدل على الاخلاص و الولاء و النبالة لأصحاب هذا البيت. ان مرتدي قلادة تحمل رمز  العنقاء  يدل على أن صاحبها ذو أخلاق فاضلة فهم يعتقدون بأن من يستحق أن يرتدي هذه القلادة يجب أن يكون كذلك.
يصف الصينيون  العنقاء  على أنها تحمل عرف الديك , وجه طائر السنونو , عنق ثعبان , صدر بجعة , ظهر سلحفاة , مؤخرة الآيل و ذيل سمكة . ( و ان جئت لرأيي يبدو ككائن هجين بالهندسة الوراثية ).
الصورة الأكثر انتشاراً عن  العنقاء  في الصين تمثل  العنقاء  و هي تهاجم الأفاعي بمخالبها و هي تفرد أجنحتها و في الواقع فان صور  العنقاء  منتشرة في الصين لما يقارب 7000 سنة . غالباً ما تجد هذه الصور على التعاويذ و الطوطم الجالب للحظ السعيد و كذلك على المقابر. على أنه في فترة حكم الامبرطور هان كانت ترسم على الخارطات بشكل عنقاء أنثى و ذكر يواجهان بعضهما و يشيران للجنوب. تنهض  العنقاء  عند الصباح و تحمل في فمها لفافة و تغني 5 نوطات صينية كاملة (لا استطيع أن أفهم كيف تغني و فمها مملوء لكن ..!؟) تتلون أجنحة و ريش  العنقاء  بالألوان الرئيسية عند الصينيين : الأسود ,الأبيض , الأحمر , الأخضر , و الأصفر و هي بذلك تمثل الفضائل الخمسة و هي الاخلاص , الصدق , الكياسة , و العدالة.
 ((  العنقاء  هو كائن خرافي لا يموت أبداً , تطير  العنقاء  بعيداً في المقدمة يمسح الأرض و المساحات الواسعة بناظريه .انه يمثل استيعابنا للرؤية , و جمع المعلومات الحسية عن الطبيعة و الأحداث التي تتكشف فيها.  العنقاء  مع كل جمالها الأخاذ , في مصدر اثارة و الهام لا يموت . )) من كتاب Feng Shui .
العنقاء عند اليابانيين
تسمى  العنقاء  عند اليابانيين ((Hou – Ou \ Ho –Oo حيث Ho هو الذكر و Oo هي الأنثى و قد ظهرت عندهم هذه الأسطورة على عهد الامبرطور آسوكا ( ما بين القنين السادس و السابع بعد الميلاد ) و هي تشبه بشكل كبير  العنقاء  الصينية في المظهر.
كان يعتقد أن  العنقاء  تظهر فقط عند ميلاد حاكم فضيل لتعلن بذلك بداية عهد جديد بنزولها من السماء لفعل الخير و بعد ذلك تعود الى مقرها السماوي و تنتظر عهداً جديداً آخر . في بعض الروايات قيل أنها لا تظهر الا في أوقات السلام و الازدهار و هي أوقات نادرة بالفعل..
في العادة تصور  العنقاء  على أنها تمثل العائلة الملكية وخصوصاً الامبرطورة حيث يفترض أنها ترمز أيضاً للشمس , العدالة , الاخلاص و الطاعة. و قد استخدمت رسومات و رموز  العنقاء  على العديد من الأشياء من بينها المرايا , الصناديق , الأقمشة , الزخرفة الكتابية و غيرها كثير.

وفي القرن الأول الميلادي كان كليمنت الروماني أول مسيحي يترجم أسطورة العنقاء كرمز لفكرة البعث بعد الموت.
 وكانت العنقاء رمزا لمدينة روما العصيّة على الموت، وقد ظهر الطائر على عملاتها المعدنية رمزا للمدينة الأبدية.
واسطورة العنقاء شائعة في بلاد مصر واليونان والحضارات الشرقية بشكل عام.
 يقول المؤرّخ الروماني هيرودوت في كتابه التاريخ: "لدى العرب طائر مقدّس هو العنقاء لكني لم أره أبدا باستثناء بعض الرسومات له. والطائر نادر الوجود حتى في مصر، وطبقا للروايات التي سمعتها من بعض المصريين فإنه يأتي مرّة كل خمسمائة عام ويقيم زمنا في معبد الشمس".
 وقد أخذت العنقاء اسمها Phoenix اشتقاقا من كلمة Phenicieus اليونانية وتعني اللون الأرجواني الذي يتميّز به الطائر.
 واصبح طائر العنقاء يرمز في ثقافات العالم إلى النبل والتفرّد كما انه يمثل الرقّة فهو لا يسحق أي شئ يدوسه كما انه لا يأكل لحم غيره من الكائنات الحية. وحتى في عملية تدميره لنفسه فإنه لا يؤذي أحدا. كما انه ينفرد بخاصية الإخصاب الذاتي، أي انه لا يتوالد بيولوجيا وانما يتخلق عنقاء جديد من رماد العنقاء المحترق.
 وطبقا للأساطير فإن العنقاء تعيش بجانب الآبار الباردة وتستحم بمياهها وتنشد موسيقى عذبة لاقناع اله الشمس بالاستماع إليها!
 وبعد أن تنهض العنقاء الجديدة من بين الرماد فإن أول ما تقوم به هو تحنيط رماد سابقتها ومن ثم حمل الرماد إلى مدينة الشمس.
 إن العنقاء بمعنى ما صورة للنار الخلاقة والمدمّرة التي بدأ منها العالم وبها سينتهي.
 وكان العرب يعتقدون أن المكان الوحيد على الأرض الذي يمكن أن يقيم فيه طائر العنقاء كان قمّة جبل كاف الذي يعتبرونه مركز الأرض.
 وأيا ما كان الأمر فإن العنقاء المصرية المسمّاة بينو كانت مرتبطة بدورة الشمس وبوقت فيضان النيل، ومن هنا تأتي علاقتها بفكرة التجدّد والحياة.
 وموطن العنقاء الأصلي هو الجنّة: ارض من جمال لا تحدّه حدود ولا يتصوّره عقل.
 في الجنة لا أحد يموت. وهنا تكمن معضلة هذا الطائر الغريب!
 فبعد أن يعيش ألف عام يصبح واقعا تحت عبء الشيخوخة ووهنها المضني، ثم يأتي الوقت الذي يتعيّن عليه فيه أن يموت.
 وهنا يشقّ طريقه نحو عالم الموتى فيطير باتجاه الغرب وعبر غابات بورما وسهول الهند إلى أن يصل إلى الجزيرة العربية حيث غابات التوابل والنباتات العطرية.
 وبعد أن يقوم بجمع بعض الأعشاب العطرية يواصل طيرانه باتجاه ساحل فينيقيا السوري.
 هناك فوق إحدى أشجار النخيل السامقة يقيم عشّه وينتظر بزوغ الفجر التالي الذي سيعلن موته المؤجّل!
 المسيحية أخذت حكاية العنقاء وأسقطت دلالاتها الفلسفية والروحية على السيّد المسيح "الذي ُقتل ثم ، كالعنقاء، يعود إلى الحياة من جديد" كما يذكر الإنجيل.
 لقد جاءت حكاية العنقاء من الأسطورة وتحوّلت مع مرور الزمن لتتّخذ مضامين روحية ودينية وأصبحت رمزا لفكرة البعث، وهي الفكرة التي أصبحت ترتبط مباشرة بهذا الطائر الخرافي.
 اليوم يمكن العثور على العنقاء في كتب الأدب والأعمال الفنية والموسيقية، وكثيرا ما استشهد بها الشعراء في قصائدهم للاحتفاء بالموتى وتخليدهم
أما فى الثقافة الصينية

يعبتر التنين والعنقاء والتشيلين(وحيد القرن الصيني) والسلحفاة أربعة حيوانات روحانية في الثقافة الصينية التقليدية. رغم أن الثلاثة منها حيوانات خيالية ولم يرها أحد في العالم أبدا غير أن الصينيين يعتبرونها جميعا رموزا للبركة واليمن ويعتقدون أنها تجلب حظا سعيدا. وخصوصا طائر العنقاء الذي يتحلى بجمال الشكل وروعة الألوان وظل يمجده ويتغنى به الشعب الصيني جيلا بعد جيل منذ القدم حتى اليوم.
 ولا نستطيع أن نعرف صورة العنقاء الجميلة الا من كتب الملفات القديمة لأنه طائر لا يوجد في العالم، مثل وصف الكاتب قه بو في كتابه "أر يا":"للعنقاء رأس ديك وعنق أفعى وفم عصفور وظهر سلحفاة وذيل سمك، وألوان متعددة رائعة، ويبلغ طوله ستة تشي(حوالي مترين)." ووصف كتاب الأساطير القديمة بعنوان:"كتاب الجبال والبحور" العنقاء قائلا:" تشكّل عروق الريش على رأس العنقاء كلمة "أخلاق"، وعلى جناحيه كلمة "طاعة"، وعلى ظهره كلمة "إخلاص"، وعلى بطنه كلمة "صدق"، وعلى ذيله كلمة "رحمة". "
 وقال الكاتب شوي شن في أسرة هان الملكية في كتابه "شرح النصوص والكلمات":"نشأ العنقاء في بلد الشرق البعيد ويطير في أنحاء العالم، ويشرب مياه البحر وينام في كهف بالليل. اذا رآه شخص فسيكون بلده في سلام واستقرار."
 ويرى العلماء أن العنقاء الذي يجمع جمال الحيوانات الأخرى كان طوطم طائر يعيده الصينيون القدماء. فما هو الالهام الأصلي لتشكيل صورة العنقاء؟ يرى بعض العلماء أنه الطاؤوس، ويرى البعض الآخر أنه الديك البريّ الذهبي أو الكركى. وكان الأدباء الصينيون القدماء يعتقدون أن العنقاء نفس طائر الرخّ، حيث قال الكاتب سونغ يو في أسرة هان الملكية في كتابه "سؤال وجواب":"يطير العنقاء تسعة آلاف ميل من الأرض الى السماء ويجتاز السحب ويحط على قبة السماء." ووصف كتاب الفلسفة الطاوية المشهور "تشوانغ تسي" العنقاء قائلا:"يوجد طائر رخّ اسمه بنغ، ظهره ضخم مثل جبل تاي شان، وجناحاه واسعات مثل سحابتين سقطتا من السماء، ويطير تسعة آلاف ميل الى السماء ويجتاز السحب." وبرهن العالم والأديب المشهور الصيني وون إي دوا من خلال الدراسة والبحوث الكثيرة على أن الخطّاف أحد الإلهامات الأصلية لصورة العنقاء.
 وفي تاريخ الصين، الشخص الأول الذي لقب ب"عنقاء" هو كونفوشيوس المعلّم والفيلسوف والمفكّر الكبير الذي أنشأ مذهب الفلسفة الكونفوشية الذي أثّر في مجتمع الصين منذ أكثر من ألفي سنة من حيث تركيبة المجتمع والسياسة والثقافة والأخلاق وغيرها، والذي ساهم في تاريخ الثقافة والفكر العالمي مساهمة جليلة. وشبّه المفكر والفيلسوف القديم لاو تسي شبّه كونفوشيوس بالعنقاء حيث قال:"يرتدي العنقاء على رأسه زينة إلاه ويكمن على جانبي رأسه ذكاء حاد وتفكير عظيم."
 وفي قدم الزمان كانت مكانة العنقاء أعلى من مكانة التنين حيث تحتل صور العنقاء مكانة متقدمة في الرسومات الجدراية والحريرية في أسرة هان الملكية، وفي بعض هذه الرسومات ينقر العنقاء التنين بفمه. وخلال تطور المجتمع الإقطاعي الطويل تغيرت مكانة العنقاء والتنين رويدا رويدا حيث أصبح التنين رمزا للأباطرة فيما نزل طائر العنقاء الى المرتبة الثانية وأصبح رمزا الى محظيات الاباطرة. وفي أسرة تشينغ الملكية بدأت صور طائر العنقاء المحبوب لدي أبناء الشعب الصيني تنتشر وسطهم، حيث يستخدم عامة الناس كلمة "عنقاء" في تسمية بعض الأطعمة والملابس والمباني والمناسبات السعيدة وغيرها من نواحي الحياة، بالإضافة الى تسمية الفتيات باسم "العنقاء". وقد أصبح طائر العنقاء بجانب التنين رمزا الى الأمة الصينية ويحبه الشعب الصيني حبا جما
مصادر : 
http://ar.wikipedia.org/wiki/عنقاء
http://www.lomazoma.alexandria-university.com/f391/thr10956/
http://www.leblover.com/forum/forum13/thread89308.html
http://www.anwar-alarab.com/vb/showthread.php?t=8897
للمزيد : 

العَنْقَاء
العنقاء ( إيليا أبو ماضي )
القصيدة و العنقاء ( بدر شاكر السياب )
قصيدة العنقاء للمتنبي
العنقاء وسليمان عليه السلام
أسطورة العنقاء في الحضارات القديمة

روائع الشعر العربي 
الماورائيات
فلسفة وحكمة
ثقافة عامة 

الخميس، 29 ديسمبر 2011

حقوق الحيوان


 حقوق الحيوان ما هي فعلا ؟
حول مفهوم حقوق الحيوان
 المشاعر... الرخاء... التفرقة... المسؤولية الأخلاقية، الصناعات الحيوانية، الاستهلاك، النشاط الاجتماعي – هذه المفاهيم والمصطلحات جميعا مرتبطة بحقوق الحيوان. قد تبدو القائمة طويلة ومعقدة، ولكن المبادئ التي تكمن وراء حقوق الحيوان تتناغم بسهولة مع شعورنا الفطري، بمن فينا من لم يسمع قط في حقوق الحيوان أو من يعارض النظام الغذائي النباتي، ولذلك يسهل عرض الموضوع ضمن مقدمة قصيرة.
مَن صاحب حق ؟
 إن الحقوق مرتبطة بالأخلاق والأخلاق تتضمن أفكارا تبدو لمعظمنا بديهية، ومنها أن البشر يستحقون معاملة أخلاقية، أما الجوامد فلا تستحقها. ولكن ما كيفية معاملة المخلوقات الحية بأجناسها ؟ ما هي الصفة التي تُكسب صاحبها المركز الأخلاقي؟ من السهل الموافقة على أن القادر على الإحساس يستحق أن ينظر إليه بعين الاعتبار، فالقدرة على الإحساس تتكون من مجموعة صفات تشهد بوجود النفس، منها القدرة على الإحساس بالألم أو بالمتعة أو بالإحباط والملل والبهجة والرعب وغيرها من المشاعر المرتبطة بالمعاناة والمتعة، كما والقدرة على الإرادة - التوق إلى الحصول على تفاحة أو تمني الصعود إلى قمة التلة ورغبتي في تجهيز مكان مريح للقبوع فيه وتمني أن يلعب معي صديقي وما إلى ذلك، فإن كان المخلوق حائزا على مثل هذه القدرات، أو بالأحرى إن كانت له نفس، فإن لما يعيشه من تجارب أهمية أخلاقية.
 نعلم أن العصفور يريد الخروج من القفص وأنه يسوؤه المكوث فيما وراء القضبان، فنعرف أن في الأمر بعض السوء، ولكن لماذا ؟ ألأنه لا يروق لنا مشاهدة عصفور محبوس في قفص، أو لأن أحدهم طلب الإفراج عنها ؟ كلا. إن السوء كامن فيما يشعر به العصفور. إن شعوره سيء وهو داخل القفص، ولذا نقول إن العصفور له حق في الحرية. ولا وسيلة لنا إلى إثبات وجود مثل هذا الحق أو غيره من الحقوق. إنه قرار أخلاقي يستند إلى أبسط شعور أخلاقي وفطري يتمثل في أنه إذا كان مخلوق ما يشعر فمن الواجب أخذ شعوره بعين الاعتبار!
 أما مسألة من هو القادر على الشعور فإنها ليست مسألة فلسفية بل هي مسألة بيولوجية، وهي مسألة عويصة لتعذر الشعور بما يشعره الغير، إذ يمكن فقط التعرف على علامات تشير إلى أنه في مأزق أو يريد الحصول على شيء ما. وأهم نتيجة خرجت بها البحوث البيولوجية التي تم إجراؤها في هذا المجال أن الفقاريات بجميع أجناسها، من الثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك وربما غيرها من الأحياء، قادرة على الشعور بدرجات متفاوتة، يتميز شعور بعضها بالبساطة وشعور البعض الآخر بالتعقيد, ولكنها جميعا قادرة على الإحساس بالمشاعر، وعليه فلها حقوق.
التفرفة
 من تعتبر معاناته أهم ؟ إذا كنت أنا ذكية فهل الألم الذي أشعر به أهم من ألم جاري الغبي ؟ وإذا كنت رجلا، فهل احتياجاتي أهم من احتياجات زوجتي ؟ حين يكون النقاش نظريا كأن يكون النظر موجها إلى حضارات بعيدة، يسهل الإشارة إلى التمييز السلبي والإقرار بأنه غير عادل، أما في الواقع المعاش فمن الصعب الإقرار بالتفرقة التي تكون أنت ضالعا فيها والتمعن فيما تسوق أنت من حجج ومبررات وصولا إلى الاعتراف بأنها لا يمكن أن تبرر قراراتك.
 لقد اعتاد معظمنا على تعليق أهمية كبرى على احتياجاتنا والتقليل من أهمية احتياجات الحيوان، ولنا في ذلك العديد من المبررات, ولكن حين تقاسي الدجاجة آلاما مبرحة بعد إخراجها بالقوة من قفصها وكسر أحد جناحيها، هل تعتبر آلامها أقل أهمية من آلام البشر ؟ صحيح أنها لا تتكلم ولا هي قادرة على خوض مفاوضات معنا ولا يمكنها حل التمارين الحسابية، كما أنها تجهل الكثير الكثير مما نعلمه نحن، ولكن ذلك لا يمت بصلة للاعتبارات الأخلاقية، تماما كما أن لون بشرتي وما أملكه من مال وما أحوز عليه من شهادات جامعية لا يكسب آلامي أي أهمية أخلاقية متميزة، لأن الألم هو الألم والإحباط هو الإحباط والرغبة هي الرغبة، والعبرة في قوة الإحساس لا في هوية صاحبه.
أي حقوق هي ؟
 إن كلمة "حقوق" مربكة لتعودنا على استخدامها إشارة إلى حق منصوص عليه في القانون، وبهذا المعنى يكاد يكون الحيوان عديم الحقوق، حيث لا يمانع القاون في تربيته في ظروف من الازدحام الشديد ثم ذبحه، ولكن "حقوق الحيوان" مفهوم من المفاهيم الأخلاقية، ولذلك حري بنا الابتعاد عن الواقع المعاش لنتساءل بصدق وجرأة عما هو عادل وعما هو جدير أن يكون قائما وما الذي يجب عمله، ثم اتباع هذه الفكرة بغض النظر عن الأعراف والقوانين.
 أين يسير بنا التفكير الأخلاقي ؟ إنه يسير بنا إلى احترام الاحتياجات والرغبات والمشاعر دون محاباة، وبعبارة أخرى يسير بنا نحو تمكين الغير قدر الإمكان من سد احتياجاته وتحقيق أمانيه والامتناع عن الإساءة له وتكبيده العناء. إنه الحق في راحة العيش وهو يعني كل مخلوق ذي نفس حية. ومع أن الاحتياجات والرغبات والحساسيات الخاصة بالمخلوقات متباينة جدا، إلا أن من البديهي تعذر تحقيق أبسط متطلبات راحة العيش حين يكون الحيوان محبوسا في قفص، لذلك فأن الكثير من المنشآت والمؤسسات الزراعية والعلمية والترفيهية مرفوضة دون شك.
 إذًًا فهل الحل الأخلاقي كامن في جعل الحيوانات جميعا طليقة حرة، كما هو مألوف ضمن مناقشة حقوق الإنسان ؟ كلا. إن مفهوم "التحرير" ينطبق على الحيوانات البرية، ولكنه عديم القيمة حين يتعلق الأمر بمعظم الحيوانات الداجنة. ففي أي وقت تعيش مليارات من الديكة في أنحاء العالم، فإلى أين تذهب لو تم إطلاقها، علما بأن أجسام جميعها مشوهة بسبب الانتقاء الاصطناعي المتبعة في تربيتها والتي تستهدف تسريع عملية التسمين. وحتى لو أطلقنا بعضها فهي بالكاد تبقى، ولذلك فإن حقوق الحيوان تعني أساسا الوقاية والامتناع – الامتناع عن "إنتاج" الحيوانات صناعيا ومنع عيش يمثل الألم والإحباط جزء لا يتجزأ منه.
أين نقطة التعادل ؟
 قد يكون ثمن تمكين الغير من راحة العيش باهظا، لذلك من المهم حماية أبسط الاحتياجات من أكبر الأضرار. ما هو المطلوب منا تضحيته من أجل تمكين الحيوان من راحة العيش ؟ حين نفكر في الأمر بصدق يتبين لنا أن ما يستخرجه المجتمع البشري من الحيوان، كالغذاء والرداء مثلا، يمكن الاستعاضة عنه دون صعوبة بالغة بمنتجات نباتية أو صناعية، في حين يدفع الحيوان مقابل ما يتم استخراجه من جسمه بعمر حافل بالخوف والألم والإحباط ينتظره في نهايتها الإعدام. إذًا نحن أمام عمر كله عناء مقابل وجبة من الطعام يمكن الاستعاضة عنها بأخرى مختلفة! إن مثل هذا الحساب لا يمكن تبريره أخلاقيا، بل ويبقى بدون مبرر حتى لو كانت ظروف عيش الحيوانات في المزرعة أقل سوءا بعض الشيء، أو لو سُمح للحيوان بالعيش لمدة أطول بقليل، فحبس 50 ألف ديك بزحمة مقدارها 25 ديكا للمتر المربع هو عبث بالحيوان دون أدنى شك. ولكن حتى لو سمح للديكة بالمكوث خارج أقفاصها لبعض الوقت فهذا لا يمثل حجة في إعدامها.
 بل ثمة معضلات أخلاقية أشد تعقيدا، منها كيفية التصرف بالثعلب المصاب بداء الكلب أو بالجرذة المتواجدة في مخزن للحبوب، أو جواز استخدام بيضة وضعتها دجاجة طليقة في ساحة بيتي بين الحين والآخر. ومع كون حلول تلك المعضلات ليست بالهينة دوما، إلا أنها بسيطة أخلاقيا، بمعنى أن للحيوان حقا في راحة العيش وفق احتياجاته ومشاعره، وليس وفق أهوائنا وراحتنا نحن، علما بأنه من الجائز التفكير في حلول وسط تأتي على حساب الحيوان عند تعرض احتياجاتنا الأساسية للخطر وانعدام بديل آخر، ولكن سعينا وراء ما ألفناه من المتعة والراحة والتقاليد لا يبرر التعرض للحيوان.
التبريرات والحجج
 لعل أهم نقطة تكمن في أن "حقوق الحيوان" ليست فكرة ثورية، فجميع ما ذكرناه من افتراضات ومعتقدات يتوافق وشعور أي شخص عادي بأن حقوق الحيوان نتيجة منطقية للقيم الأخلاقية المألوفة والتفكير السليم، ورغم ذلك يمثل النباتيون أقلية في المجتمع بينما الذين يستبعدون من نظامهم الغذائي المنتجات الحيوانية جميعا لا يشكلون إلا النزر اليسير، فما الذي حدث في الطريق الموصلة من الافتراضات إلى النتائج المطلوبة ؟
 ثمة من قائل بأن من المألوف والسهل الاستخفاف بما يحتاجه ويريده ويشعر به الحيوان. وحين يكون أمر ما مألوفا وسهلا، تكون العلل والتبريرات جاهزة دائما ومنها ما يعود إلى الأخلاق والدين والبيولوجيا والنظام الغذائي وما شاكل، فكيف تكون غير ذلك إذا كان الجميع يتناول اللحم والحليب ويرتدي الصوف، و"يستحيل أن يكون الجميع مخطئا" و"كيف لي وحدي التأثير على الناس ؟" وبالأخص "هكذا هي الحياة!".
 ولكن في الواقع لا حاجة للتبرير عادة، فحبس الحيوانات في المزارع والتفقيس والنقل والذبح والتجارب العلمية والحبس في المحاجر البلدية وصيد الأسماك – كل ذلك يتم بعيدا عن أنظارنا، بحيث لا يعلم بما يجري إلا العاملون في تلك الصناعات، أما سائر الناس فينعمون بلذة الجهل، فلا أحد تقريبا يشعر بضرورة إمعان النظر في رؤيته الأخلاقية أمام مسؤوليته عن ايذاء الحيوان.
ما العمل إذن ؟
 إن حقوق الحيوان هي المعاملة التي يستحقها الحيوان والتي تقع علينا مسؤولية تحقيقها له، علما بأننا لسنا بصدد المناقشة النظرية للاخلاق في عالم طوباوي، فأبناء البشر يسيئون لأعداد هائلة من الحيوانات مستخدمين أقسى أنواع العنف ولأغراض لها بدائل، لذلك تفرض علينا الأخلاق سرعة التحول إلى السلوك السليم لشدة المأساة التي يتعرض لها الحيوان وضلوعنا جميعا في ذاك العنف.
 من أين نبدأ إذا ؟ إن نقطة البدء في صناعتي الأغذية الألبسة من لحوم وبيض وألبان وجلود وصوف، فإيذاء الحيوان في هاتين الصناعتين يحجّم سائر أنواع الأذى من حيث النطاق الواسع وعادة من حيث الشدة أيضا. والحل الفعال لهذه الأوضاع يكمن في التوقف عن استهلاك المنتجات الحيوانية. ولكن التغيير يمثل لمعظمنا صعوبة ويتطلب النظر المتمعن في الحقائق والتعرف على البدائل الصناعية، ويمكن القول إن ما يتوجب علينا توظيفه من جهد في هذا المجال لا يتعدى بشكل من الأشكال ما هو معقول في ظل مسؤوليتنا المباشرة كمستهلكين والنفوذ الكبير التي يتمتع المستهلك الفرد، إذ يتناول الإنسان العادي الآلاف من الحيوان طوال عمره، بينما النباتي أو من لا يتناول المنتجات الحيوانية إطلاقا ينقذ آلاف الحيوانات.
 وفي الختام يجدر بنا تذكر أن النظام النباتي أو الامتناع كليا عن استهلاك المنتجات الحيوانية لأسباب أخلاقية لا يمثل اختيارا شخصيا أو "أسلوب حياة" وحسب، وإنما يمثل مسؤولية اجتماعية نحو المخلوقات الضعيفة تلزمنا بالعمل من أجل الحيوان وإطلاع غيرنا على الحقائق التي تنامت إلى علمنا وإطلاعه على ما توصلنا إليه من نتائج من خلال حسن التبصر وعمق الفهم.
 روابط باللغة الانجليزية:
 الاتحاد النباتي العالمي - http://www.ivu.org
 أناس للمعاملة الأخلاقية للحيوانات - http://www.peta.org
 قائمة بمنظمات في مختلف البلدان - http://worldanimalnet.org/new.asp
 الحيوانات في الإسلام - http://www.islamicconcerns.com
 الإسلام والنظام النباتي - http://www.ivu.org/news/1-96/muslim.html
 المسيحية والنظام النباتي - http://www.jesusveg.com/index2.html
للمزيد شاهد أيضا باللغة العربية : 
الفرو - الفراء 
هذه المواقع هامة وتقدم خدمات عديدة أغلبها بدون مقابل.
و تدعم الاقتناء والايواء. نحن ندعم  ونؤيد هذه المواقع رحمة بالحيوان
  هذه بعض المواقع المتميزة  لعل أهم مميزاتها  انها غير قائمة علي الربح  بل تحاول نشر ثقافة تربية الحيوان والرأفة به   ينبغي الأخذ في الاعتبار أيضا عمل الخير . معظم مواقع عدم الربح  الجادة تحظر وضع اعلانات البيع والشراء للحيوان علي صفحاتها ولا تقبل سماسرة الحيوان في عضويتها . إذا كنت باحثا عن عضوية ننصح بهذه المواقع لأنها تقدم خدمات  ومعلومات لا تتوافر في المواقع  المهتمة بالبيع والشراء .

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

لقمان بن عاد و عمر النسور


 تنسب شخصية لقمان بن عاد وفق الموروث العربي الي قبيلة عاد التي ورد ذكرها ﻓﻲ القرآن الكريم، «وأما عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتية». 
 أما قصة لقمان بن عاد، فلها صياغات متعددة وردت في قصص الأمثال وكتب الأخبار، ومن رواياتها المميزة ما جاء عند وهب بن منبه ﻓﻲ كتابه (التيجان ﻓﻲ ملوك حميَر).
 يقول : «وكان لقمان بن عاد يدعو ربه قبل كل صلاةٍ ويقول (ﻓﻲ دعائه): اللهم يا رب البحار الخضرْ/ والأرض ذات النبت بعدَ القطرْ/ أسألكَ عمراً فوقَ كل عمر).
 فلقمان (وفق الحكاية) رجلٌ مؤمن، وهو يريد من الله أن يعطيه عمراً أطولَ من عمر أي إنسانٍ آخر، إنه يريد حياةً ممتدة،
وذات يوم سمع لقمان هاتفاً أو منادياً يقول له من دون أن يراه: قد أجيبَت دعوتكَ وأعطيتَ سؤالكَ ولا سبيلَ ﺇﻟﻰ الخلود، واختر إن شئتَ 
 بقاءَ سبع بقراتٍ عفْر، ﻓﻲ جبل وَعْرْ، لا يَمسَسْهن ذعر.
 وإن شئْتَ بقاءَ سبع نواياتٍ من تَمر، مستَودعاتٍ ﻓﻲ صخر، لا يَمسَسْهن نَدى ولا قَطرْ.
 وإن شئْتَ بقاءَ سبعة نسورٍ كلما هَلَكَ نسرٌ عَقَبَ بَعدَه نَسر.
 وجَدَ لقمان نفسَه أمامَ خيارات ثلاثة ﻓﻲ البقاء، بقاء سبع بقرات (وحش) معتصمة بالجبل الوَعر، أو بقاء سبع نواياتٍ من التمر بعيدة من أسباب التلف، أو بقاء النسور السبعة المتتالية. وهذا الخيار الأخير هو الذي فضله لقمان. لأن النسر طائرٌ معمرٌ وفق الوجدان العربي،
 ... ﻭبهذا الاختيار ربطَ لقمان بقاءَه بحياة النسور السبعة التي أعْطيَ عمرها، وصارت القصة تدعى : قصة (لقمان والنسور السبعة).
 وتسرد القصه احداث حياة النسور السبعه ،فتجعل كل نسرٍ يعيش خمسمئة عام، وتَمضي السنون متتابعة، ومع النسر السادس يصبح عمر لقمان ثلاثة آلاف عام، ﺛﻢ يموت هذا النسر، ويظل النسر الأخير الذي تطلق عليه القصة اسمَ (لبَد):
 تتوقف عند النسر الأخير (لبَد) لأنه الخيط الأخير من عمر لقمان ﻓﻲ الحياة، ويَمتد العمر بلقمانَ أطول وأطول، حتى بلغ عمر النسر الأخير المسمى (لبد) ألف عام، أي أنه عاش عمراً مضاعفاً عن النسور الستة التي سبقته، ويصبح عمر لقمان (أربعة آلاف عام)،
 وعندما دنى اجله وحس لقمان بدبيب الموت، أراد أن ينهضَ فضربت عروق ظهره، ﻭﻟﻢ يكن قبل يشتكي شيئاً منها، فقال معبراً عن هذه اللحظة القاسية:
 يالَ قومي نَـعى إلَي بموتي *** اختلاف النسا وحبل الوتين
 وتسرد الحكاية المشهد الأخير ﻓﻲ حياة لقمان بن عاد، وهو ينظر ﺇﻟﻰ نَسْره الأخير « لبَدْ « آخر النسور وأطولها عمراً، فيلاحظ أن النسور جميعها طارت، أما نسره فقد بقي ﻓﻲ مكانه ﻭﻟﻢ يَطيرْ، لقد عجز عن الطيران، ففوجئ لقمان وبوغتَ بعجز نَسْره، لأنه فهم معنى هذا العجز : لأنه يعني أن لقمانَ نفسه صار عاجزاً عن الاستمرار ﻓﻲ الحياة،
 أخذ لقمان نسرَه بين يديه، وبدأ يشده، وينفضه ﺛﻢ يهزه بكل ما تبقى فيه من قوة، و يحثه على الطيران، لكن (لبَد) خذل صاحبه، وتطاير ريشه يميناً ويساراً، تناثر ﻓﻲ المكان مثل ريش قديم... فكان هذا نذير شؤم وإعلاناً مفاجئاً عن انقضاء العمر، واقتراب « الحياة من التوقف «. وهكذا أيقن «لقمان» أن عمره قد نفد وأن الموتَ قادمٌ لا محالة.
 هكذا تنتهي حكاية لقمان، وبقيت قصته ﻓﻲ أمثال العرب: (أتى أبَدٌ على لبد). وكذلك قيل : (أخنى أبدٌ على لبد).
 هذه القصة استعارها بعض الشعراء القدامى، ﻓﻲ قصائدهم بأسلوب شعريٍ قصصي.
 * النابغة الذبياني ﻓﻲ معلقته المشهورة جعَل َهذه القصه مثالاً لتأثير الزمن، فقال:
 أمستْ خلاءً وأمسى وأهلها احتملوا *** أخنى عليها الذي أخنى على لبد
 * طرفة بن العبد أشار ﺇﻟﻰ القصة وهو يواجه حديثَ الموت، .
 فكيف يرجي المرء دهـراً مخلداً *** وأيامه عَما قليلٍ تحاسبه
 ﺃﻟﻢ ترَ لقمانَ بنَ عـادٍ تتابعت *** عليه النسور ثم غابت كواكبه
 * يشير زهير بن ﺃﺑﻲ سلمى تناول هلاك لقمانبن عاد :-
 ألا لا أرى على الحوادث باقياً *** ولا خالداً إلا الجبالَ الرواسيا
 ﺃﻟﻢ تـرَ أن اللهَ أهلـك تبعاً *** وأهلَكَ لقمانَ بنَ عادٍ وعاديا
 * لبيد بن ربيعة استعار القصه من محاولة إنهاض النسر وعجزه عن النهوض، :
 ولقد جرَى لبدٌ فأدركَ جريَـه *** ريب الزمان وكان غيرَ مثقل
 ﻟﻤﺎ رأى لبد النسورَ تطايرت *** رفعَ القوادمَ كالفقير الأعزل
 مـن تحته لقمان يَرجو نَهْضَه *** ولقد رأى لقمان أن لا يأتلي
 * وترد القصة عند ذي الإصبع العدواني وهو يدافع عن شيخوخته وكبَر سنه، بعدما صارَ مثلاً للهزء والسخرية، اذ يطلب من امرأة إسمها (زنيبة/ تصغير زينب) أن تكف عن الهزء والسخرية، فيأتي بالقصة ليدللَ على قسوة العجز ته، و أن يفلت الإنسان من قضائه وحكمه:
 هزئت زنيبة أن رأت ثَرَمي*** وأن انحنـى لتقادم ظهري
 لا تَهزئي مني زينب فما *** ﻓﻲ ذاك من عَجَبٍ ومن سخْر
 أو لـم تري لقمانَ أهلكه *** ما اقتات من سنَة ﺇﻟﻰ شَهْر
 وبقاء نسرٍ كلما انقرضتْ *** أيامه عادَتْ ﺇﻟﻰ نَسْر
 ما طالَ من أمَدٍ على لبَدٍ *** رَجَعَت مَحورته ﺇﻟﻰ قَصْر
من أمثال لقمان بن عاد
من امثال العرب
رب اخ لك لم تلده امك
الجميع يعتقد ان هذا المثل تقوله العرب وتقصد به ان من الأصدقاء من هم مثل الأخوان ولكن الحقيقه غير ذلك وأليكم قصة المثل
 يروى هذا المثل للقمان بن  عاد  وذلك انه كان يسير ذات يوم فاصابه عطش
 فهجم على مظلة في فنائها امرأه تداعب رجلا فاستسقى لقمان
 فقالت المرأة اللبن تبغي ام الماء؟
 قال لقمان(ايهما كان ولاعداء))فذهبت كلمته مثلاً؛ قالت المرأه : أما اللبن خلفك واما الماء امامك ؛ قال لقمان(المنع كان اوجز)) ؛ فذهبت مثلاً ؛ فبينما هو كذلك اذ نظر إلى صبي في البيت يبكي فلا يكترث له ويستسقي فلا يسقى فقال:ان لم يكن لكم في هذا الصبي حاجة دفعتموه الي فكفلته ، قالت المرأه ذاك الى هانئ ، وهانئ زوجها ، فقال لقمان( وهانئ من العدد؟ ))فذهبت كلمته مثلاً، ثم قال لها من هذا الشاب اللى جنبك فقد علمته ليس ببعلك ؟ قالت:هذا اخي ،قال  لقمان  ((رب اخ لك لم تلده امك))، فذهبت مثلاً، ثم نظر الى اثر زوجها في فتل الشعر فعرف في فتله شعر البناء انه اعسر، فقال : (( ثكلت الأعيسر امه ،لو يعلم العلم لطال غمه ))فذهبت مثلاً فذعرت المرأه من قوله ذعراً شديداً ، فعرضت عليه الطعام والشراب ، فأبى وقال(المبيت على الطوى حتى تنال به كريم المأوى خير من اتيان مالا تهوى)) ،فذهبت مثلاً،ثم مضى حنى اذا كان مع العشاء اذا هو برجل يسوق ابله وهو يرتجز ويقول:
روحي الى الخير فأن نفسيرهنيت فيها بخير عـرس
 حسانة المقلـة ذات انـسا لا يشترى اليوم لها بأمـس
فعرف  لقمان  صوته ولم يره فهتف به : يا هانئ ، يا هانئ ، فقال : ما بالك ؟ فقال:
 ياذا البجاد الحلكـه والزوجة المشتركـه
 عش رويـداً ابلكـه لست لمن ليست لكه
قال  لقمان  : ((علي التنوير ، وعليك التغيير ، ان كان عندك نكير، كل امرئ في بيته امير )) فذهبت مثلاً ثم قال
 اني مررت وبي اوام فدفعت الى بيت فأذا انا بأمرأتك تغازل رجلاً فسألتها عنه فزعمته اخاها ولو كان اخاها لجلى عن نفسه وكفاها الكلام ، فقال هانئ : وكيف عرفت ان المنزل منزلي والمرأه امرأتي ؟ قال: قد عرفت عقائق هذه النوق في البناء، وبوهدة الخلية في الفناء ، وسقب هذا الناب ، وأثر يدك في الأطناب ، قال صدقتني فداك ابي وأمي وكذبتني نفسي فما الرأي قال الرأي ان تقلب الظهر بطناً والبطن ظهراً حتى يستبين لك الأمر امراً قال هانئ افلا اعاجلها بكيه توردها المنيه فقال  لقمان  : ((آخر العلاج الكي)) فذهبت مثلاً
 ثم قال : اذا ضربت اوجع واذا اطعمت اشبع واذا تكلمت اسمع 0
ثم ذهب الرجل الى امرأته وأخبرها بالقصه ثم قتلها
غريب الحديث - ابن قتيبة - ج ١ - الصفحة ٢١٩
حديث لقمان بن عاد
 وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن لقمان بن عاد
 خطب امرأة قد خطبها أخوته قبله فقالوا بئس ما صنعت خطبت امرأة قد
 خطبناها قبلك وكانوا سبعة هو ثامنهم فصالحهم على أن ينعت لها نفسه وإخوته
 بصدق وتختار هي أيهم شاءت فقال خذي مني أخي ذا البجل إذا رعى القوم
 غفل وإذا سعى القوم نسل وإذا كان الشأن اتكل قريب من نضيج بعيد من
 نيئ فلحيا لصاحبنا لحيا ثم قال خذي مني أخي ذا البجلة يحمل ثقلي وثقله
 ويخصف نعلي ونعله وإذا حل يومه قدمت قبله ثم قال خذي مني أخي ذا العفاق
 صفاق أفاق يعمل الناقة والساق ثم قال خذي مني أخي إذا النمر حيي خفر
 شجاع ظفر أعجبني وهو خير من ذلك إذا سكر ثم قال خذي مني أخي ذا الأسد
 جواب ليل سرمد وبحرا إذا زبد ثم قال خذي مني أخي ذا الحممة يهب البكرة
 السنمة والمئة البقرة العممة والمئة الضائنة الزنمة أو الزلمة وإذا أتت ليلة على
 عاد مظلمة رتب رتوب الكعب وولآهم شزنة فقال أكفوني الميمنة سأكفيكم
 المشأمة وليست فيه لعثمة إلا أنه ابن أمة
 قالت أم حبيبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثهم أخذت هذا يا رسول الله
 قال رويدك فإني لم أفرغ من حديثهم ثم قال خذي مني حزينا أولنا إذا
 غدونا وآخرنا إذا استنجينا وعصمة أبنائنا إذا شتونا وفاصل خطة أعيت علينا
 ولا يعد فضله لدينا أو علينا قالت أم حبيبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثهم
 أخذت هذا يا رسول الله قال رويدك فإني لم أفرغ من حديثهم بعد ثم قال أنا
لقمان بن عاد لعادية لعاد إذا انضجعت لا أجلنظئ ولا تملأ رئتي جنبي إن
 أر مطعي فحدأ تلمع وإلا أر مطمعي فوقاع بصلع
 حدثنيه أبي حدثنيه يزيد بن عمرو بن البراء الغنوي ثناه موسى بن إسماعيل
 ثنا سعيد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال عروة فبلغنا أنها تزوجت
 حزينا
 حدثني أبي حدثني أبو سفيان قال قال الأصمعي عن قوله خذي مني أخي
 ذا البجل فقال يقال رجل بجال وبجيل إذا كان ضخما قال وأنشدني [من الرجز]
 شيخا بجالا وغلاما حزورا *:
 ومثله عقام وعقيم وشحاح وشحيح وأنا أحسب وقولهم بجلت فلانا إذا
 عظمته من ذلك
أخوه  لقمان  بن عاد
 "ولي بعد أخيه، وهو تبع متوج، وأعطاه الله قوة مائة رجل، وبصر مائة رجل، وكان طوالا لا يقاربه أحد من أهل زمانه".
 ويقال: "إنه كان نبياً غير مرسل. قال وهب بن منبه: "لقيت عامة من العلماء يقولون إن ذا القرنين ولقمان ودانيال أنبياء غير مرسلين، وعامة يقولون: عباد صالحون".
 قال وهب: وتسمية حمير الرائش؛ لأنه راشهم وأحسن إليهم، وكان متواضعاً لله، ولم يتتوج على عادة من كان قبله من الملوك. وكان يدعو قبل كل صلاة وفي عقبها، فيقول:
 اللهم يا رب البحار الخضر
 والأرض ذات النبت بعد القطر
 سألك عمراً فوق كل عمر
 فنودي: قد أجيبت دعوتك، وأعطيت سؤلك ولكن لا سبيل إلى الخلد. وخير في أشياء فاختار بقاء سبعة أنسر كلما هلك نسر أعقب من بعده نسر. فيذكر أنه عاش ألفي سنة وأربعمائة سنة، وكان يأخذ الفرخ من النسور من وكره، فيربيه، وهو يطير مع النسور ويرجع إليه".
 وفي أثناء ذلك دانت له الأرض، وعز ملكه. ثم إن بني كركر بن عاد بن قحطان عتوا في أطراف اليمن وكفروا، فحاربتهم القبائل وأجلتهم، فسار بهم رئيسهم السميدع إلى لقمان برجز أوله:
 سيروا بني كركر في البلاد
 لنهتدي فالخير في الرشاد
 ثم وصلوا إلى لقمان وآمنوا على يده، وأقاموا في جواره إلى أن عشق السميدع سيدهم سوداء بنت مامة زوج لقمان، وشاور خواصه في أمرها، فعزموا على أن يجمعوا بينها وبينه، فقال عمرو الكركري أحد شعرائهم شعراً منه:
 أفي كل عام سبة تحد ثونـهـا
ورأي على غير الطريقة يعبر
 فضربه السميدع، ففر منه هارباً.
 وجاءوا إلى لقمان وقالوا له: إننا نتوقع الحرب فيما بيننا، وقد أردنا أن نخبئ سلاحنا عندك في كهفك - وكان يتعبد فيه هو وزوجته. قالوا: فإن نحن سارعنا إلى الحرب لم يكن لنا سلاح حاضر. فأنعم لهم بذلك، فجاءوا بسلاحهم وفي طيها السميدع، فجعل في الكهف.
 فلما خرج لقمان خرج إليها، فقالت له سوداء: من أنت؟ فأخبرها بشأنه، فأمكنته من نفسها، ثم أطعمته وسقته وردته إلى مكانه.
 ولم يزل على ذلك إلى أن كان في بعض الأيام، فرقد على سرير لقمان، ثم تنخم نخامة، فألقاها في سقف البيت، فالتصقت هنالك. ثم إن لقمان أتى وألقى نفسه على سريره، ورفع بصره ونظر إلى النخامة، فقال للمرأة: من بصق هذه البصقة؟ قالت: أنا! قال: فابصقي، فبصقت فلم تدرك السقف. فقال: من السلاح أتيت! ثم بادر إليه فأخرجه.
 (قال البيهقي: فقالت له: لا تقتله فإنه أخي، فقال: "رب أخ لك لم تلده أمه"، فسارت مثلا).
 وأخرجهما وقرنهما، ورمى بهما من أعل الجبل، ثم أمر الناس أن يرجموهما بالحجارة، فكان أول من رجم في الزناء وأخرج بني كركر من جواره.
 :قال: ويقال: أن النسر الآخر من السبعة الأنسر التي سأل أن يعيش على قدر عمرها عاش ألف سنة، واسمه لبد، فعندما مات مات لقمان.
 على لبد". وضربت العرب بذلك الأمثال في أشعارها. ولعظم موقع لقمان بن عاد في النفوس قال الشاعر:
 تراه يطوف الآفاق حرصاً
 ليأكل رأس لقمان بن عاد
 وكان مسكنه بمأرب، "ودفن بالأحقاب بجوار قبر هود عليه السلام".
 للمزيد :
لغة عربية 

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق