تجربة فيلادلفيا (تسمى أحيانا مشروع قوس قزح) هي تجربة زعم أنها أجريت من قبل البحرية الأمريكية عام 1943 بغرض دراسة إمكانية إخفاء سفينة حربية عن عين العدو بطرق تدخل فيها المغناطيسية إلى جانب مجال آخر مثل الجاذبية. باختصار يمكن القول إن التجربة لم تنجح في تمويه Cloaking المدمرة المقصودة في التجربة، إلا أن بعض النشرات الصحفية في ذلك الوقت أشارت إلى أن بحارة السفينة عانوا كثيرا من تأثيرات تلك التجربة. وأما البحرية الأمريكية فقد أنكرت إجراء تلك التجربة.
ومن يومها ظهرت العديد من الشائعات حول هذا الموضوع إلا أن هذه القصة تعد خدعة على نطاق واسع.
دلائل النقض
كشفت أبحاث أجريت عن التجربة المزعومة عن الكثير من التناقضات والتضاربات. بالإضافة، لايوجد أي دعم علمي للظاهرة التي سبق وصفها أو حتى وجود أحداث مزعومة...
الدليل والبحث
العديد من المشاهدين جادول بأنه من غير المنطقي الاعتماد على قصة غير طبيعية روج لها من قبل فرد أو أفراد محدودين دون وجود دليل مقنع. في مقال لروبرت عورمان لـفيت أو مجلة القدر عام 1980، أكدت أن كارلوس أليند\كارولس ألين كان في الحقيقة هو كارل ميرديث أمين من نيوكنغستون، بنسيلفانيا، الذي كان له تاريخ حافل بالأمراض النفسية، والذي ربما حاك قصة التاريخ الرئيس للتجربة كنتيجة لمرضها العقلي. البعض الآخر قال أن ألين كان كثير المزاح، وأن تجربة فيلاديلفيا لم تكن سوى أحد ألاعيبه المحكمه.
المؤرخ مايك داش يرى بأن الكثير ممن نشروا قصة تجربة فيلاديلفيا بعد أن اتضح أن جيسب لم يكن يملك أي أبحاث أو أنها بعضا من أبحاثه: في أواخر السبعينات، على سبيل المثال وصف أليند\ألين على أنه شخصية محيرة ويصعب تحديدها. لكن وبعد مكالمات قليلة فقط، تمكن غورمان من التحقق من شخصية أليند\ألين. آخرون يعتقدون بأن الكثير من السرد الأدبي يشرح بأسلوب مزين درامي بدلا منه بحثا وثيق الصلة بالموضوع. بالرغم من دور بيرليتز وموور الشهير في قصة (تجربة فيلاديلفيا: مشروع الاختفاء) احتوى العديد من المعلومات المفترض واقعيتها مثل مفابلات مع بعض العلماء الذين شاركو في التجربة إلا أن عملهما تعرض للانتقاد كونهما اقتبسا عناصر القصة من رواية 'Thin Air الخيالية والتي نشرت قبل ذلك بسنة. وقع جدال إثر ذلك أضعف مصداقية القصة ككل.
صلات علمية
لاتوجد حتى الآن أي نظرية حقل موحد مكتملة التطوير، ولا زالت موضوع أبحاث. في كتاب بيل موور عن تجربة فيلاديلفيا يصرح بأن آنشتين أكمل ومن ثم دمر نظرية ذات صلة قبل موته
قبل وفاته بوقت قليل أيضا في 1943، يفترض أن نيكولا تسلا صرح عن إتمامه لبعض من نظرية الحقل الموحد. لم يتم نشر ذلك مطلقا
في الوقت الذي تم تطوير نظريات محدودة حديثا عن "عباءات التخفي" باستعمال ميتا مادة, إلا أنها نظريات لا تتعلق بالموجات الكهرطيسية والجاذبية.
تضاربات زمنية
لم يكن قد تم التحقق من انجاز يو إس إس إيدلدريدج - USS Eldridge حتى 27 أغسطس، 1943، وبقت في ميناء نيويورك سيتي حتى سبتمبر 1943. أخذة أسطورة تجربة أكتوبر بينما كانت السفينة في أول رحلة تجريبية لها في البهاما، بالرغم من أن أنصار القصة يدعون بأنه تم التلاعب بسجلات السفينة.
أقر مكتب الأبحاث البحرية (ONR) في ستبتمبر 1996 بأن "ONR لم تجري أي تحقيقات حول التخفي الراداري، لا في 1943 ولا في أي وقت آخر". تذكيرا بأن ONR لم تكن قد أسست حتى 1946, فقد صرحت رسميا بأن روايات تجربة فيلاديلفيا هي ضرب من "الخيال العلمي" كليا.
في نص موحد لمحاربين قدماء خدموا في سفينة يو إس إس إيدلدريدج، أخبرو مجلة فيلاديلفيا في 1999 بأن سفينتهم لم ترس أصلا في فيلاديلفيا. دليل أبعد يفقد رواية تجربة فيلاديلفيا على الخط الزمني يأتي من تقرير كامل من يو إس إس إيدلدريدج عن أفعال الحرب العالمية الثانية، متصمنا قسم الملاحظات عن سجل رسو السفينة عام 1943 على رقاقة فيلم.
شائعات
هذه التجربة متعلقة بنظرية الحقل الموحد أو المجال الموحد والمعروفة عالميا باسم تجربة فيلادلفيا، وهي التجربة حدثت في أكتوبر 1943 التي تم فيها إخفاء مدمرة أمريكية عن الأنظار بفعل تسليط مجال مغناطيسي شديد عليها ثم أصيب معظم أفراد طاقمها 67% منهم بالجنون.
ويبدأ بحثنا بالصحفي (جون كارنبتر)، الذي يعمل في جريدة محلية صغيرة في بوسطن عندما التقى بالمصادفة بالبحار (فيليب دوران) في مقهى وعندها أخبره فيليب بتلك الحادثة ولكن نظرا لأن فيليب كان في حينها مجنونا، فلم يعره جون أي اهتمام، لولا أن صاحب المقهى أخبره بأن فيليب هذا كان يعمل بالبحرية الأمريكية قبل أن يجن وخرج منها عام 1944 بسبب جنون صنعه الخوف، وأنه قضى بعض الوقت في مصحات نفسية.
ولكن الذي جذب جون حقا هو أنه عندما سأل صاحب المقهي عن مكان عمل فيليب، أخبره صاحب المقهى أنه كان يعمل في فيلاديلفيا، فأسرع جون يجري وراء فيليب الذي كان قد غادر المقهى وهو يطلب منه أن يقص على مسامعه ما يعرفه عن هذه الحادثة.
منذ أن وضع ألبرت أينشتاين نظريته النسبية عام 1905، سجل ألبرت أينشتاين اسمه في تاريخ العلم الحديث كواحد من أكثر العلماء عبقرية وجرأة، ولأن طبيعة العلماء تدفعهم دوما للبحث والدراسة مهما حققوا من نتائج ومن نجاحات، فقد اشتغل العالم الفذ منذ أوائل عام 1916 في دراسة ما أطلق عليه اسم نظرية التوحيد العظمى.
ففي ذلك الحين راودت أينشتين فكرة ألا تكون الجاذبية قوة علي الإطلاق بل مجرد خاصية من خواص ما أسماه الزمكان أو ارتباط عنصري الزمن والمكان.
وتمادي أينشتين في بحثه هذا الي درجة قوله بأن ما نطلق عليه اسم المادة ليس أكثر من منطقة حدث فيها تركيز بالغ للطاقة في ذلك الحقل الموحد بحيث صارت ملموسة ومحسوسة.
باختصار أراد صاحب النظرية النسبية أن يثبت أن المادة هي صورة من صور الطاقة. وليس العكس.
وعلي الرغم مما يتمتع به اينشتاين من مصداقية في الأوساط العلمية والفزيائية. إلا أن نظريته الجديدة قوبلت بشئ من التحفظ والحذر باعتبار أن كل قواعد العلم تؤكد أن المادة والطاقة يتواجدان جنبا الي جنب في الحياة.
وعلي الرغم من الاعتراضات العديدة واصل اينشتين العمل في نظريته هذه وفي محاولة منه لاثبات أن الجاذبية ليست قوة في حد ذاتها وانما هي تأثير من تأثيرات الاندماج أو التناغم بين عدة قوي أخرى علي رأسها المجالات الكهرومغناطيسية للأرض.
وفي عام 1927 بدأ اينشتين يمزج نظريته هذ مع نظرية تبادل الطاقة التي تقول أن كل نوع من الطاقة يمكن أن ينشأ من نوع آخر منها تماما كما يمكن توليد الكهرباء بواسطة مغناطيس في المولدات الكهربية العادية في نفس الوقت يمكن فيه توليد المغناطيسية من الكهرباء كما نجد في المغناطيس الكهربي.
ومن هنا حاول العالم الفيزيائي العبقري التوصل إلى نظرية الحقل الموحد.
وطوال عمره الذي تجاوز السادسة والسبعين ظل اينشتين وحده في هذا الملعب يسعي لاثبات نظرية الحقل الموحد في حين يصر باقي العلماء علي أنه يطارد هدفا وهميا في محاولة عابثة لإيجاد قواعد لنظام الفوضي (علي حد قولهم).. ولكن هناك بعض الأدلة التي تشير الي أن اينشتين قد أجري بالفعل تجربة عملية علي تأثير الحقل الموحد هذا.
الصحفي في نيوجيرسي
ففي نيوجيرسي عام 1954 وعندما لحق الصحفي جون كاربنتر بذلك الرجل فيليب دوران الذي يتصوره سكان بلدته مجنونا. وجمعتهما جلسة واحدة هادئة قال فيليب الآتي : ((كان هذا في أكتوبر 1943 عندما أخبرونا أنهم سيجرون تجربة خاصة جدا علي سلاح جديد لو نجح فسيؤدي الي سحق الإسطولين الألماني والياباني معا بأقل خسائر ممكنة.. وفي ذلك اليوم اجتمع كبار القادة في فيلادليفا في القاعدة البحرية هناك وجاء بعض المدنيين ،أحدهم كان طويل الشعر أشيبه صاحب شارب كث آثار سخرية البحارة... وكان من الواضح أنهم يولونه اهتماما بالغا وهو يشرف علي تركيب بعض الأجهزة التي لم أر مثلها قط، ثم جائت السفينة (DE – 173)..
كانت هناك سفينتان اخريان علي جانبي السفينة (DE – 173) وعلي متنهما تلك الأجهزة العجيبة ولقد راحتا تبثان طاقة ما نحو السفينة.. في البداية، بدا الأمر أشبه بأزيز ينتشر في الهواء.. ثم تحول الي طنين قوي، وبعدها أصبح ارتجاجا عنيفا جعلني اغلق عيني في قوة ورأسي يكاد ينفجر، وعندما فتحتهما ثانية، كان هناك ضباب رمادي حفيف يحيط بالسفينة (DE – 173).. ثم لم يلبث ذلك الضباب أن أصبح شفافا وإختفت داخلة السفينة تماما حتي لم يعد يظهر سوي أثرها علي سطح الماء..
--كنت أسمع صراخا رهيبا ينبعث من الفراغ الذي تركته السفينة خلفها وكأنما يعاني بحارتها عذابا يفوق احتمال البشر.. ولكن الكل أكدوا أنهم لايسمعون شيئا وأنني أتوهم فحسب حتي عادت السفينة للظهور وعرفنا ما حدث.....
الرجال اصيبوا بصدمة هائلة.. بعضهم شعر بالآم مفزعة، في كل خلية من جسده.. والبعض الآخر شاهد أشباحا.. والبعض الثالث فوجئ بمخلوقات عجيبة تهاجمه. المهم أنهم عانوا جميعا من عذاب لا مثيل له خلال الدقائق القليلة التي اختفوا فيها مع (((DE – 173)) لم تكن هذي أول مرة يسمع فيها الصحفي جون بأمر تجربة فيلاديلفيا الرهيبة هذة.
ففي عام 1953 التقي بضابط سابق من البحرية همس في اذنه بأنه قد سمع من بعض القادة القدامي أن تجربة علمية مدهشة قد اجريت في منطقة أمنية خاصة في ساحة البحرية في فلادلفيا لإخفاء مدمرة كاملة كوسيلة لابتكار سلاح سري خفي قادر علي مباغتتة الأسطول الياباني في عرض المحيط الهادي...
ومنذ ذلك الحين ترامي الي مسامعه الكثير من الأحاديث حول التجربة الرهيبة ولكنها كلها لم تحمل لمحة تأكيد واحدة مما جعله يتجاهل هذا الأمر برمته ولا يوليه الاهتمام الكافي باعتبار أن كل ما يحدث مجرد شائعات أو أمور أسئ فهم مدلولاتها كما يحدث في كثير من الأحيان.حتي التقي بذلك الرجل فيليب دوران..
والرجل الذي تعرفه فيليب في الصورة باعتباره ذلك الذي كان يشرف علي الأجهزة في تجربة فلادلفيا لم يكن سوي أينشتاين....
تصريحات البحرية الأمريكية
وعلي الرغم من أن البحرية الأمريكية لم تصدر بيانا رسميا حول الأمر.. إلا أن أحد قادتها صرح عبر مؤتمر صحفي غير رسمي أن ما نشر مجرد خزعبلات وأنه من المضحك أن يقال أن إخفاء سفينة حربية كاملة يمكن أن يكون حقيقة واقعية..
وبدلا من أن يهدئ هذا التصريح الموقف، فإنه أشعله بشدة..
ولقد تأكد جون من أن فيليب دوران كان يعمل في قطاع الأمن في مشاة البحرية الأمريكية في فلادلفيا عام 1943 في أكتوبر بالتحديد.. كما حصل علي وثائق تثبت عمل (باتريك ماسي) كخبير في في الكهرباء وانتدابه من البحرية الي القيادة في واشنطن خلال عام 1945 مما يمنح شهادة الرجلين مصداقية لا باس بها..
ثم توصل لحقيقة مدهشة أخرى..
فما يقرب من 66% من أفراد طاقم السفينة الحربية (DE – 173)، تم ايداعهم مصحات نفسية وعصبية خلال الفترة من نوفمبر 1943 حتي ديسمبر 1945 وبعضهم ظل هناك حتي منتصف الخمسينات..
و تساءل جون في مقالة التالي :
___ أمن المعقول أو من المنطقي أن يصاب كل هذا العدد من رجال البحرية من سفينة واحدة باضطراب عقلي مشترك دون سبب واضح ؟
وجاء السؤال كطعنة في الصميم لقيادات البحرية الأمريكية التي واصلت عدم التعليق رسميا ولكنها – في الوقت ذاته – أخفت كل الوثائق المتعلقة بالسفينة المنكوبة..
وعلي الرغم من توالي الشهادات من كل صوب علي مكتب (جون كاربنتر)، ومن العشرات من بحارة طاقم (DE – 173) قد قصوا القصة نفسها.. وأيدوا ما قاله فيليب وباتريك إلا أن جميعهم كانوا يحملون شهادة طبية رسمية تؤكد أنهم ليسوا في حالتهم الطبيعية مما جعل شهادتهم بلا سند قانوني مؤكد..
وربما كان هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع قيادات البحرية الي إيداعهم هذي المصحات خلال فترة الحرب وما بعدها..
رسالة مايكل جريج
وفي رسالة أحد البحارة وهو مايكل جريج ، المسئول الثاني عن الدفة، قال الرجل : ((كنا علي ظهر السفينة نعلم جيدا أنهم سيقومون بتجربة سلاح ما، وكان معظمنا مفعم بالحماسة، ثم بدأت تلك المولدات الضخمة في العمل، وشعرنا وكأن رؤوسنا ستنفجر، وكادت قلوبنا تثب من صدورنا مع عنف خفقاتها وبعدها أحاط بنا ضباب أخضر كثيف، وأظلمت الدنيا من حولنا، وكأننا قد فقدنا أبصارنا، فاستولي الرعب علي معظمنا، وراح الكل يعدو بلا هدف، في كل مكان وكل اتجاه، وتصورت أننا قد غرقنا في عالم آخر.. أو أن عقولنا قد أصابها الجنون، مع تلك الهلاوس التي تراءت لنا، فصديقي (ميجور) أقسم أنه يري زوجته الراحلة، والضابط (براد) راح يضحك في جنون، والقبطان (رود) أخد يدير الدفة في حركات هيستيرية، وهو يصرخ بأنه من الضروري أن نخرج من بحر الظلمات هذا، أما أنا، فقد التقيت بمخلوقات من عالم آخر، أو هي وحوش، أو لعلها هلاوس مجنونة.. المهم أن ما عانيناه هناك لم يكن عاديا أبدا، بل كان يستحق أن نصاب من أجله بجنون حقيقي.))
كان هذا أول خطاب من أحد بحارة السفينة المنكوبة وإن كان إثبات هذا أمر مستحيلا، بعد أن أخفت البحرية كل الوثائق الرسمية، وواصلت إصرارها علي رفض التحدث عن الأمر علي الرغم من سيل الخطابات واهتمام الرأي العام..
ثم وصل جون فجأة لخطاب خطير الي أقصي حد..
هذا لأنه كان كافيا ليقلب الأمور كلها رأسا علي عقب.. مرة أخرى نستكمل الحديث حول هذا الموضوع..
استمر صراع جون كاربنتر طويلا في محاولته لاثبات قيام البحرية الأمريكية بتلك التجربة الرهيبة التي حاولت فيها إخفاء سفينة بحرية كاملة لولا أن اصيب طاقمها بأضرار فادحة حتمت إيقاف التجربة وعدم تكرارها..
وعلي الرغم من سيل الخطابات والرسائل.. ومن شهود العيان الذين وصفوا ما حدث علي سطح السفينة ظل الأمر كله أشبه بلعبة عبثية مع غياب الدليل المادي الحاسم علي حدوث تلك التجربة خاصة وأن كل الشهود كانوا من نزلاء المصحات اتلنفسية السابقين، ومن بحارة السفينة أيضا..
ومع مواصلة البحرية صمتها العنيد، بدأ الموقف ينحسر.. وراح اهتمام العامة يقل تدريجيا.. وفجأة..
وصلت رسالة بالغة الخطورة..
رسالة أليند
رسالة تحمل توقيع العالم الفيزيائي المعروف (أليند)
وفي رسالته قال (أليند): (لن يمكنكم أن تتصوروا عظمة تجربة اينشتاين التي لم يعترف بها أحد.. لقد دفعت يدي حتي المرفق داخل حقل الطاقة الفريد هذا بمجرد أن بدأ في التدفق بعكس اتجاه عقارب الساعة، حول السفينة البحرية (de - 173)، ولقد شعرت به يعبر يدي الممدودة داخله.. أما الهواء حول السفينة، فقد تحول في بطء الي لون قاتم، قبل أن يتكون سديم رمادي ضبابي أشبه بالسحاب الخفيف، أظنه الجسيمات الذرية، أو الهواء تأين حول السفينة، التي راحت تختفي تدريجيا عن الأعينالبشربة.. هذا الحقل يوحي بأنه هناك كهربية صافية تحيط به بمجرد تدفقه.. ولقد كان من القوة بحيث كاد يبتلع جسدي كله، عندما بلغت كثافته أقصاها، إذ راح يتحرك بغتة في اتجاه عقارب الساعة وأظن أن هذا الانعكاس في الحقل، هو سبب فشل التجربة).
رسالة كهذه، من عالم له مكانته مثل أليند كانت تكفي لكسر حاجز صمت البحرية بعنف مما أجبر قيادتها علي الإدلاء بتصريح غير رسمي قالت فيه باختصار أقل ما يوصف به هو أنه مخل وغير مشبع :
لا يوجد في ملفات البحرية كلها ما يحمل اسم (تجربة فيلادلفيا) ولقد فجر هذا البيان المختصر موجة من السخط والغضب في كل الأوساط..
بل موجه من السخرية أيضا فقد كتب جون في مقالة التالي إنه لم يسمع أو يقرأ في حياته كلها بيانا أكثر سخافة وسذاجة من بيان قيادة البحرية هذا، إذ أنه ليس بالضرورة أن تحمل التجربة في ملفات البحرية، اسم تجربة فيلادلفيا الذي أطلقه هو على الأمر، وأنه من المحتم أن يكون لها كود سري خاص مثل (الرجل الخفي) أو فراغ أو أي اسم آخر..
ثم عاد ينشر شهادة العالم البروفيسور أليند وكأنه يتحدي بها كل قيادات البحرية.. كان من الواضح أن (فالنتين) على علم بالتجربة في حينها، وأن جيسوب أحد المشاركين فيها مما أثار مشاعر الكل، ودفع سيلا من الصحفيين ورجال الإعلام نحو فالنتين الذي فوجئ بهذا الجيش حوله وبآلاف الأسئلة التي تخترق اذنيه وعقله وكيانه كله، فإرتبك واضطرب.. وحاول نفي معرفته بالأمر، علي الرغم من اعترافه بإرسال تلك الرسالة إلي جون، وكل ما قاله أمام الصحفيين هو : ((كل ما أعلمه هو أن الأمر يحتاج الي ثلاثة حقول من الطاقة المختلفة، لتتناسب مع مستويات الفراغ الثلاثة، وأن الأمر يرتبط بالرنين المغناطيسي الفائق علي نحو ما))
وعلي الرغم مما قاله فالنتين، فإن جيسوب أصر علي الصمت التام، ولم ينف أو يؤيد ما قاله زميله ورفض تماما الإدلاء بأية أحاديث صحفية، أو حتي إجابه سؤال واحد...
وهكذا فقد جون دليلا قويا، كان يمكن أن يحسم الأمر تماما..
ولكن حملته نجحت في تفجير القضية، وفي دفع العقول التي التفكير في صحة ما حدث..
بل ودفعت فريقا من العلماء الي دراسة اختمالات حدوث تلك التجربة عمليا..
وجائت النتائج مدهشة..
معظم العلماء أكدوا أن الأمر قابل للحدوث من الناحية العملية، إذا ما أمكن توليد حقل كهرومغناطيسي فائق، حول جسم ما، مع الاستعانة بقوة الجاذبية الأرضية، والرنين البالغ، ولكن هذا لا يمكن أن يلح، من الناحية العملية، بالنسبة للبشر والكائنات الحية..
فالهدف من التجربة، هو كسر الانعكاسات الضوئية، والوصول بمعامل الانكسار الي الصفر، بحيث تعبر الأشعة من خلال الجسم مباشرة، علي نحو يجعله غير مرئي..
ولو حدث هذا مع البشر، فسيعني أن الضوء لن يسقط أو يستقر عند شبكية العين..
وهذا يعني أن يصاب الإنسان بالعمي التام، فلا يري من حوله سوي ظلام دامس..
بل، وكتب أحد العلماء مقالا يؤكد فيه أن النظرية نفسها، تجعل قصة الرجل الخفي للكاتب (هربرت جورج ويلز) مجرد عبث غير علمي، باعتبار أن ذلك الرجل سيصبح أعمي، يحتاج الي من يمد له يد المساعدة خلال فترة اختفائه....
وخلال تلك الفترة، انتبه (جون كاربنتر) الي حقيقة مدهشة لم يحاول استغلالها قط، وهو يشن حملته هذي، لإثبات حدوث تجربة فيلادلفيا الرهيبة..
(ألبرت أينشتاين)
فشهادة فيليب دوران، في بلداية الأحداث كانت تشير الي أن اينشتين نفسه كان يشرف علي تلك المولدات المغنطيسية في ساحة البحرية في فيلادلفيا في أثناء إجراء التجربة.. واسم شهير مثله، كفيل بإثارة الموقف كله، علي نحو مختلف تماما..
وهنا، وحتي لا يتورط جون فيما يمكن أن يدينه قانونا، راح يجري بعض الأبحاث حول حياة وعمل (ألبرت اينشتين)
وكانت النتائج رائعة.. ففي عام 1940 نشر أينشتين نظرية الحقل الموحد لأول مرة، ثم تم تعيينه في البحرية الأمريكية كعالم له شأنه، من 31 مايو 1943 وحتي 30 يونيو 1944.. وكأنما كانت البحرية تحتاج الي وجودة الرسمي، في هذي الفترة بالتحديد...
والأهم أن اينشتين قد نقل مكتبه في البحرية الي فيلادلفيا، كما تقول الوثائق الرسمية من 18 سبتمبر 1943 وحتي 30 أكتوبر من العام نفسه..
ولكن الأكثر خطورة هو أن أينشتين قد أعلن منذ عامين فحسب، ردا علي بعض معارضي نظريته، أن لديه نتائج تجريبية مقنعة للغاية، عن العلاقة بين القوي الكهرومغنطيسية والجاذبية الأرضية، وإن لم يجد بعد دليلا رياضيا علي هذا، مما يوحي بأنه قد شاهد تجربة عملية، تؤكد كل هذا..
ووفقا للتواريخ والملابسات، لابد أن تكون هذي هي تجربة (فيلادلفيا)
ومع نشر هذا الأمر، قامت الدنيا ولم تقعد، نظرا لوجود اسم اينشتين هذي المرة مرتبطا بالتجربة الرهيبة..
واندفع جيش الصحفيين نحو ألبرت أينشتين هذي المرة، وهو يمني نفسه بالحصول علي سيل من المعلومات، من هذا العالم العبقري البسيط..
ولكن كانت في أنتظارهم جميعا مفاجأة.
وهي أن أينشتين لم يجب أي سؤال من أسئلتهم.. لأنه عندما وصلوا الي منزله، كان قد غادر الحياة كلها، ومات في هدوء في عام 1955..
ومع رحيل اينشتين في هذا التوقيت الدقيق جدا، خبت الحماسة فجأة بشأن تجربة فيلادلفيا، ولم يعد أحد يتابع أخبارها أو حتي المقالات الحماسية التي يكتبها جون عنها..
ومع الوقت، نسي جون نفسه الأمر، وبدأ يستغل شهرته في القاء المحاضرات وإقامة الندوات، وسرعان ما تزوج، وانشغل بعائلته الجديدة عن الأمر كله.. وفي أوائل الستينات، فوجئ الكل بعالم فيزيائي جليل وهو (فرانكليني راينهارت) يقول في حديث تليفزيوني مذاع علي الهواء مباشرة : ((أينشتين كان يعرف جيدا تجربة فيلادلفيا وكان يعمل فيها منذ عام 1940 مع البروفيسور (رودلف لارنبرج) ولقد طلبا مني معاونتهما في مشروع يتعلق باستخدام الحقول الكهرومغناطيسية القوية ،لإحاطة السفن والمدمرات بغلاف واق، يؤدي الي انحراف الطوربيدات بعيدا عنها.. ولقد بدأنا العمل في ذلك المشروع بالفعل ثم لم نلبث أن طورنا الفكرة الي إطلاق الحقل الكهرومغناطيسي في الهواء بدلا من الماء لإخفاء السفن بصريا.. وكل ما كان يقلقنا هو الآثار الجانبية التي قد تحدث نتيجة للتجربة وكان من ضمنها احتمال غليان الماء، أو تأين الهواء حول السفينة، أو أي من تلك الأمور التي تؤدي الي حالة من عدم الاستقرار، إلا أن أحدا منا.. حتي أينشتين نفسه لم يفكر في احتمالات إحلال الكتلة والتداخل بين الأبعاد))
عبارة البروفيسور راينهارت الأخيرة لم تكن مفهومة للعامة، ولكنها أثارت في العقول احتمالا جديدا، لم يخطر ببال أحد أبدا، طوال فترة الحديث عن تجربة فيلادلفيا.
تري هل تسببت التجربة في حدوث فجوة بين الأبعاد المختلفة، أم أنها فتحت بوابة الي عالم آخر ؟؟؟!.
احتمالات بدت كلها أشبه بالخيال العلمي، علي الرغم من علميتها المطلقة.. ولقد حاول الصحفيون الاستفسار عما قاله الدكتور راينهارت ومعرفة ما الذي كان يعنيه بمصطلحي (احلال الكتلة) و(التداخل بين الأبعاد)
ولكن راينهارت أيضا لم يجب عن اسئلتهم، لأنه لقي حتفه في حادث سيارة مروع، تمزق بعدها جسده تماما..
وهنا، وعلي الرغم من عدم التصريح بهذا، اتجهت أصابع الاتهام الصامتة الي السلطات الحكومية، والي القوات البحرية الأمريكية بالتحديد، باعتارها المسئولة عن مصرع راينهارت، كمحاولة منها لإخراس الألسنة التي تثرثر بشأن موضوع تجربة فيلادلفيا الرهيبة، ومحو أي أدلة مادية أو بشرية خاصة وأن فيليب دوران قد اختفي في ظروف غامضة، بعد خروجه من ذلك المقهي البسيط، علي حدود (نيوجيرسي)، في حين تم تعيين البروفيسور (أليند) في المخابرات المركزية بحيث يخضع لقانون السرية، الذي يحظر عليه الكلام في الأمر أو في أيه أمور أخرى تتعلق بالأمن القومي..
وأدرك الكل، وعلي رأسهم جون كاربنتر نفسه، أن الأمر يتجاوز حدود قدراتهم، فلاذوا بالصمت التام، باعتبار أن حياتهم أغلي من البحث عن حقيقة تجربة فاشلة، أيا كانت معطياتها..
ومرت السنوات في هدوء، وأصدر (تشارلز بيرلتز) كتابا شهيرا عن تجربة فيلادلفيا في أوائل السبعينات وقد كان كتابا رائعا أنصحكم بقرائته لمن يريد الاستزادة عن هذا الوضوع..
كنا عند كتاب (تشارلز بيرلتز) الذي بدا وكأنه آخر قول في هذا الأمر، الذي انخفض الاهتمام به وتحول الي أسطورة غامضة، تماما مثل (مثلث برمودا)، و(الأطباق الطائرة)، و(وحش بحيرة لوخ نس) وغيرها.
ثم مات الدكتور جيسوب عام 1973، وهو آخر من ارتبط اسمه من العلماء بتجربة فيلادلفيا..
وتنفس قادة البحرية الأمريكية الصعداء، باعتبار أن هذا يحسم الأمر تماما، بعد سنوات من الشد والجذب.
ولكن (جيسوب) كان قد ترك وراءه مفاجأه غير سارة لهم. مفاجأة تتمثل في في خطاب بخط بده تركه لدي محاميه وطلب تسليمه الي جون كاربنتر بعد وفاته.
وفي رسالته قال جيسوب : ((تجربة فيلادلفيا كانت كارثة حقيقية بكل المقاييس، ولقد تنبأت بفشلها، قبل حتي أن تبدأ، فقد اعتمد فيها اينشتين علي نظرية الحقل الموحد التي اعارضها بشدة، وعلي مزج المجال الكهرومغناطيسي بالجاذبية الأرضية، مع اشعاع نووي محدود، والواقع انني قد التقيت ببعض ضباط وعلماء البحرية حول هذا الأمر، وأخبرتهم أنها تجربة مهمة بحق، ولكنها بالغة الخطورة، وقاسية جدا علي المتورطين فيها، والذين سيتعرضون الي رنين مغنطيسي هائل، وهذا يعادل ما يمكن أن نطلق عليه الطمس المؤقت للبعد، الذي نحيا فيه.. شيء يخرج عن نطاق السيطرة، ويمكن أن يؤدي الي اختراق بعدنا الي مستوي آخر، أو بعد آخر.. ولكنهم لم يستمعوا الي.. ربما لأنني أقل شهرة من اينشتين، الذي يعتبرونه أسطورة في الفيزياء.. المهم أن التجربة قد أجريت، ونجح اينشتين في اثبات العلاقة بين أنواع الطاقة وحقول القوي المختلفة، وأكد صحة الجزء الخاص بالاندماج في نظرية الحقل الموحد إذ اختفت السفينة بالفعل، ولكن الحقل تسبب في خلق منطقة مضطربة، بدلا من الغياب الكامل للألوان، كما أن وجود أفراد الطاقم المساكين داخل حقل عنيف للطاقة، أصابهم باضطرابات وهلاوس عنيفة، حتي أننا كنا نسمع صراخهم المذعور، خلال الدقائق القليلة، التي اختفت فيها السفينة، كما لو أن أحدا داخلها يذبحهم ذبح النعاج..)) وفي نهاية خطابه، كتب جيسوب وكأنه يعتذر عن اشتراكه في التجربة الرهيبة : ((وأيا كانت النتائج أو حتي الفوائد المرجوة من هذي التجربة فلم يكن من الجيد أبدا أن أسمح لهم باجرائها، أو أن اشارك فيها... تقبلوا أسفي))
ونشر جون رسالة جيسوب ثم استقل سيارته للعودة الي منزله.. ولكنه لم يصل إليه أبدا.. لقد اختفى (جون كاربنتر)، واختفت معه رسالة جيسوب الأصلية الي الأبد، دون أن تتوصل التحقيقات المكثفة التي أجرتها الشرطة الي جثته أو حطام سيارته أو أدنى أثر له.. بل ودون أي سبب سوي أنه تعدي حدوده في السعي خلف تجربة فيلاديلفيا، والعمل علي سبر أغوارها وكشف أسرارها..
وباختفاء (جون كاربنتر) أسدل الستار علي تلك التجربة المذهلة، ولم يعد هناك من يتحدث عنها.. بجدية علي الأقل.
وعلي الرغم من أن كتاب (تشارلز بيرلتز) قد صدر في ثلاث عشرة طبعة حتي الآن، إلا أن الاهتمام بتجربة فيلاديلفيا قد تناقص عمليا، حتي اقتصر الأمر علي قرائتها، والانبهار بما حققته، نظريا علي الأقل..
وما زال هناك علماء يصرون علي أن هذا ممكن.وآخرون يستنكرونه بشدة.وما زالت هناك عشرات الأسئلة المطروحة.هل حدثت تجربة فيلادلفيا بالفعل ؟! وماذا كانت نتائجها بالضبط ؟! ولماذا التستر الشديد عليها ؟!
صحيح أن أحدا لا يعرف جواب تلك الأسئلة، ولا حتي الاسم الحقيقي للتجربة، في ملفات البحرية الأمريكية السرية، ولكنها تحولت في الأذهان الي أسطورة غامضة.
التجربة المذكورة كانت في إطار الإخفاء البصري والتمويه ، وتتعلق باستخدام تقنية كهرومغنطيسية للتحكم بموجات الضوء
وقد نجحت جزئيا في تشويه المنظور البصري للقطع المراد إخفائها وكان لها نتائج جانبية خطيرة علي الأطقم البشرية التي تعرضت لها وتم ايقاف هذا النوع من التجارب منذ عام 1953 وقت التجربة ثم تم اعادة الهدف من هذه التجارب تحت بند التعمية والتمويه ونجحت جزئيا في عام 2008 باستخدام تقنيات النانوتكنولوجي في إخفاء أهداف صغيرة الحجم ويشمل هذا الاخفاء الأثر البصري المباشر والأثر الراداري ولا يشمل حتي الآن
أجهزة الاستشعار الصوتي ( السونار ) كما لا يشمل المستشعرات الحرارية
فكل من هذه التأثيرات تتطلب تقنيات مختلفة
ولم يشمل في كل هذه التجارب النقل الي زمن آخر أو فجوة زمنية أو حتي النقل المكاني في نفس الزمن ، فهذا ضرب من خيال الصحفيين والناشرين عن هذه التجارب .
نشر علي رحال ____________________________حسام الشربيني
العودة الي مصادر المعلومات مدونة رحال مخلوقات مدهشة صفحات رحال صفحات مخلوقات مدهشة
بيانات الإتصال تنويه عن رحال كلمة المدون صفحتناعلي فيسبوك البومات الصورالكاملة
هذا المصنف مرخص بموجب المشاع الابداعي نسب العمل- المشاركة على قدم المساواة 3.0 الاصليةالترخيص
ومن يومها ظهرت العديد من الشائعات حول هذا الموضوع إلا أن هذه القصة تعد خدعة على نطاق واسع.
دلائل النقض
كشفت أبحاث أجريت عن التجربة المزعومة عن الكثير من التناقضات والتضاربات. بالإضافة، لايوجد أي دعم علمي للظاهرة التي سبق وصفها أو حتى وجود أحداث مزعومة...
الدليل والبحث
العديد من المشاهدين جادول بأنه من غير المنطقي الاعتماد على قصة غير طبيعية روج لها من قبل فرد أو أفراد محدودين دون وجود دليل مقنع. في مقال لروبرت عورمان لـفيت أو مجلة القدر عام 1980، أكدت أن كارلوس أليند\كارولس ألين كان في الحقيقة هو كارل ميرديث أمين من نيوكنغستون، بنسيلفانيا، الذي كان له تاريخ حافل بالأمراض النفسية، والذي ربما حاك قصة التاريخ الرئيس للتجربة كنتيجة لمرضها العقلي. البعض الآخر قال أن ألين كان كثير المزاح، وأن تجربة فيلاديلفيا لم تكن سوى أحد ألاعيبه المحكمه.
المؤرخ مايك داش يرى بأن الكثير ممن نشروا قصة تجربة فيلاديلفيا بعد أن اتضح أن جيسب لم يكن يملك أي أبحاث أو أنها بعضا من أبحاثه: في أواخر السبعينات، على سبيل المثال وصف أليند\ألين على أنه شخصية محيرة ويصعب تحديدها. لكن وبعد مكالمات قليلة فقط، تمكن غورمان من التحقق من شخصية أليند\ألين. آخرون يعتقدون بأن الكثير من السرد الأدبي يشرح بأسلوب مزين درامي بدلا منه بحثا وثيق الصلة بالموضوع. بالرغم من دور بيرليتز وموور الشهير في قصة (تجربة فيلاديلفيا: مشروع الاختفاء) احتوى العديد من المعلومات المفترض واقعيتها مثل مفابلات مع بعض العلماء الذين شاركو في التجربة إلا أن عملهما تعرض للانتقاد كونهما اقتبسا عناصر القصة من رواية 'Thin Air الخيالية والتي نشرت قبل ذلك بسنة. وقع جدال إثر ذلك أضعف مصداقية القصة ككل.
صلات علمية
لاتوجد حتى الآن أي نظرية حقل موحد مكتملة التطوير، ولا زالت موضوع أبحاث. في كتاب بيل موور عن تجربة فيلاديلفيا يصرح بأن آنشتين أكمل ومن ثم دمر نظرية ذات صلة قبل موته
قبل وفاته بوقت قليل أيضا في 1943، يفترض أن نيكولا تسلا صرح عن إتمامه لبعض من نظرية الحقل الموحد. لم يتم نشر ذلك مطلقا
في الوقت الذي تم تطوير نظريات محدودة حديثا عن "عباءات التخفي" باستعمال ميتا مادة, إلا أنها نظريات لا تتعلق بالموجات الكهرطيسية والجاذبية.
تضاربات زمنية
لم يكن قد تم التحقق من انجاز يو إس إس إيدلدريدج - USS Eldridge حتى 27 أغسطس، 1943، وبقت في ميناء نيويورك سيتي حتى سبتمبر 1943. أخذة أسطورة تجربة أكتوبر بينما كانت السفينة في أول رحلة تجريبية لها في البهاما، بالرغم من أن أنصار القصة يدعون بأنه تم التلاعب بسجلات السفينة.
أقر مكتب الأبحاث البحرية (ONR) في ستبتمبر 1996 بأن "ONR لم تجري أي تحقيقات حول التخفي الراداري، لا في 1943 ولا في أي وقت آخر". تذكيرا بأن ONR لم تكن قد أسست حتى 1946, فقد صرحت رسميا بأن روايات تجربة فيلاديلفيا هي ضرب من "الخيال العلمي" كليا.
في نص موحد لمحاربين قدماء خدموا في سفينة يو إس إس إيدلدريدج، أخبرو مجلة فيلاديلفيا في 1999 بأن سفينتهم لم ترس أصلا في فيلاديلفيا. دليل أبعد يفقد رواية تجربة فيلاديلفيا على الخط الزمني يأتي من تقرير كامل من يو إس إس إيدلدريدج عن أفعال الحرب العالمية الثانية، متصمنا قسم الملاحظات عن سجل رسو السفينة عام 1943 على رقاقة فيلم.
شائعات
ألبرت أينشتاين |
ويبدأ بحثنا بالصحفي (جون كارنبتر)، الذي يعمل في جريدة محلية صغيرة في بوسطن عندما التقى بالمصادفة بالبحار (فيليب دوران) في مقهى وعندها أخبره فيليب بتلك الحادثة ولكن نظرا لأن فيليب كان في حينها مجنونا، فلم يعره جون أي اهتمام، لولا أن صاحب المقهى أخبره بأن فيليب هذا كان يعمل بالبحرية الأمريكية قبل أن يجن وخرج منها عام 1944 بسبب جنون صنعه الخوف، وأنه قضى بعض الوقت في مصحات نفسية.
ولكن الذي جذب جون حقا هو أنه عندما سأل صاحب المقهي عن مكان عمل فيليب، أخبره صاحب المقهى أنه كان يعمل في فيلاديلفيا، فأسرع جون يجري وراء فيليب الذي كان قد غادر المقهى وهو يطلب منه أن يقص على مسامعه ما يعرفه عن هذه الحادثة.
منذ أن وضع ألبرت أينشتاين نظريته النسبية عام 1905، سجل ألبرت أينشتاين اسمه في تاريخ العلم الحديث كواحد من أكثر العلماء عبقرية وجرأة، ولأن طبيعة العلماء تدفعهم دوما للبحث والدراسة مهما حققوا من نتائج ومن نجاحات، فقد اشتغل العالم الفذ منذ أوائل عام 1916 في دراسة ما أطلق عليه اسم نظرية التوحيد العظمى.
ففي ذلك الحين راودت أينشتين فكرة ألا تكون الجاذبية قوة علي الإطلاق بل مجرد خاصية من خواص ما أسماه الزمكان أو ارتباط عنصري الزمن والمكان.
وتمادي أينشتين في بحثه هذا الي درجة قوله بأن ما نطلق عليه اسم المادة ليس أكثر من منطقة حدث فيها تركيز بالغ للطاقة في ذلك الحقل الموحد بحيث صارت ملموسة ومحسوسة.
باختصار أراد صاحب النظرية النسبية أن يثبت أن المادة هي صورة من صور الطاقة. وليس العكس.
وعلي الرغم مما يتمتع به اينشتاين من مصداقية في الأوساط العلمية والفزيائية. إلا أن نظريته الجديدة قوبلت بشئ من التحفظ والحذر باعتبار أن كل قواعد العلم تؤكد أن المادة والطاقة يتواجدان جنبا الي جنب في الحياة.
وعلي الرغم من الاعتراضات العديدة واصل اينشتين العمل في نظريته هذه وفي محاولة منه لاثبات أن الجاذبية ليست قوة في حد ذاتها وانما هي تأثير من تأثيرات الاندماج أو التناغم بين عدة قوي أخرى علي رأسها المجالات الكهرومغناطيسية للأرض.
وفي عام 1927 بدأ اينشتين يمزج نظريته هذ مع نظرية تبادل الطاقة التي تقول أن كل نوع من الطاقة يمكن أن ينشأ من نوع آخر منها تماما كما يمكن توليد الكهرباء بواسطة مغناطيس في المولدات الكهربية العادية في نفس الوقت يمكن فيه توليد المغناطيسية من الكهرباء كما نجد في المغناطيس الكهربي.
ومن هنا حاول العالم الفيزيائي العبقري التوصل إلى نظرية الحقل الموحد.
وطوال عمره الذي تجاوز السادسة والسبعين ظل اينشتين وحده في هذا الملعب يسعي لاثبات نظرية الحقل الموحد في حين يصر باقي العلماء علي أنه يطارد هدفا وهميا في محاولة عابثة لإيجاد قواعد لنظام الفوضي (علي حد قولهم).. ولكن هناك بعض الأدلة التي تشير الي أن اينشتين قد أجري بالفعل تجربة عملية علي تأثير الحقل الموحد هذا.
الصحفي في نيوجيرسي
ففي نيوجيرسي عام 1954 وعندما لحق الصحفي جون كاربنتر بذلك الرجل فيليب دوران الذي يتصوره سكان بلدته مجنونا. وجمعتهما جلسة واحدة هادئة قال فيليب الآتي : ((كان هذا في أكتوبر 1943 عندما أخبرونا أنهم سيجرون تجربة خاصة جدا علي سلاح جديد لو نجح فسيؤدي الي سحق الإسطولين الألماني والياباني معا بأقل خسائر ممكنة.. وفي ذلك اليوم اجتمع كبار القادة في فيلادليفا في القاعدة البحرية هناك وجاء بعض المدنيين ،أحدهم كان طويل الشعر أشيبه صاحب شارب كث آثار سخرية البحارة... وكان من الواضح أنهم يولونه اهتماما بالغا وهو يشرف علي تركيب بعض الأجهزة التي لم أر مثلها قط، ثم جائت السفينة (DE – 173)..
كانت هناك سفينتان اخريان علي جانبي السفينة (DE – 173) وعلي متنهما تلك الأجهزة العجيبة ولقد راحتا تبثان طاقة ما نحو السفينة.. في البداية، بدا الأمر أشبه بأزيز ينتشر في الهواء.. ثم تحول الي طنين قوي، وبعدها أصبح ارتجاجا عنيفا جعلني اغلق عيني في قوة ورأسي يكاد ينفجر، وعندما فتحتهما ثانية، كان هناك ضباب رمادي حفيف يحيط بالسفينة (DE – 173).. ثم لم يلبث ذلك الضباب أن أصبح شفافا وإختفت داخلة السفينة تماما حتي لم يعد يظهر سوي أثرها علي سطح الماء..
--كنت أسمع صراخا رهيبا ينبعث من الفراغ الذي تركته السفينة خلفها وكأنما يعاني بحارتها عذابا يفوق احتمال البشر.. ولكن الكل أكدوا أنهم لايسمعون شيئا وأنني أتوهم فحسب حتي عادت السفينة للظهور وعرفنا ما حدث.....
الرجال اصيبوا بصدمة هائلة.. بعضهم شعر بالآم مفزعة، في كل خلية من جسده.. والبعض الآخر شاهد أشباحا.. والبعض الثالث فوجئ بمخلوقات عجيبة تهاجمه. المهم أنهم عانوا جميعا من عذاب لا مثيل له خلال الدقائق القليلة التي اختفوا فيها مع (((DE – 173)) لم تكن هذي أول مرة يسمع فيها الصحفي جون بأمر تجربة فيلاديلفيا الرهيبة هذة.
ففي عام 1953 التقي بضابط سابق من البحرية همس في اذنه بأنه قد سمع من بعض القادة القدامي أن تجربة علمية مدهشة قد اجريت في منطقة أمنية خاصة في ساحة البحرية في فلادلفيا لإخفاء مدمرة كاملة كوسيلة لابتكار سلاح سري خفي قادر علي مباغتتة الأسطول الياباني في عرض المحيط الهادي...
ومنذ ذلك الحين ترامي الي مسامعه الكثير من الأحاديث حول التجربة الرهيبة ولكنها كلها لم تحمل لمحة تأكيد واحدة مما جعله يتجاهل هذا الأمر برمته ولا يوليه الاهتمام الكافي باعتبار أن كل ما يحدث مجرد شائعات أو أمور أسئ فهم مدلولاتها كما يحدث في كثير من الأحيان.حتي التقي بذلك الرجل فيليب دوران..
والرجل الذي تعرفه فيليب في الصورة باعتباره ذلك الذي كان يشرف علي الأجهزة في تجربة فلادلفيا لم يكن سوي أينشتاين....
تصريحات البحرية الأمريكية
وعلي الرغم من أن البحرية الأمريكية لم تصدر بيانا رسميا حول الأمر.. إلا أن أحد قادتها صرح عبر مؤتمر صحفي غير رسمي أن ما نشر مجرد خزعبلات وأنه من المضحك أن يقال أن إخفاء سفينة حربية كاملة يمكن أن يكون حقيقة واقعية..
وبدلا من أن يهدئ هذا التصريح الموقف، فإنه أشعله بشدة..
ولقد تأكد جون من أن فيليب دوران كان يعمل في قطاع الأمن في مشاة البحرية الأمريكية في فلادلفيا عام 1943 في أكتوبر بالتحديد.. كما حصل علي وثائق تثبت عمل (باتريك ماسي) كخبير في في الكهرباء وانتدابه من البحرية الي القيادة في واشنطن خلال عام 1945 مما يمنح شهادة الرجلين مصداقية لا باس بها..
ثم توصل لحقيقة مدهشة أخرى..
فما يقرب من 66% من أفراد طاقم السفينة الحربية (DE – 173)، تم ايداعهم مصحات نفسية وعصبية خلال الفترة من نوفمبر 1943 حتي ديسمبر 1945 وبعضهم ظل هناك حتي منتصف الخمسينات..
و تساءل جون في مقالة التالي :
___ أمن المعقول أو من المنطقي أن يصاب كل هذا العدد من رجال البحرية من سفينة واحدة باضطراب عقلي مشترك دون سبب واضح ؟
وجاء السؤال كطعنة في الصميم لقيادات البحرية الأمريكية التي واصلت عدم التعليق رسميا ولكنها – في الوقت ذاته – أخفت كل الوثائق المتعلقة بالسفينة المنكوبة..
وعلي الرغم من توالي الشهادات من كل صوب علي مكتب (جون كاربنتر)، ومن العشرات من بحارة طاقم (DE – 173) قد قصوا القصة نفسها.. وأيدوا ما قاله فيليب وباتريك إلا أن جميعهم كانوا يحملون شهادة طبية رسمية تؤكد أنهم ليسوا في حالتهم الطبيعية مما جعل شهادتهم بلا سند قانوني مؤكد..
وربما كان هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع قيادات البحرية الي إيداعهم هذي المصحات خلال فترة الحرب وما بعدها..
رسالة مايكل جريج
وفي رسالة أحد البحارة وهو مايكل جريج ، المسئول الثاني عن الدفة، قال الرجل : ((كنا علي ظهر السفينة نعلم جيدا أنهم سيقومون بتجربة سلاح ما، وكان معظمنا مفعم بالحماسة، ثم بدأت تلك المولدات الضخمة في العمل، وشعرنا وكأن رؤوسنا ستنفجر، وكادت قلوبنا تثب من صدورنا مع عنف خفقاتها وبعدها أحاط بنا ضباب أخضر كثيف، وأظلمت الدنيا من حولنا، وكأننا قد فقدنا أبصارنا، فاستولي الرعب علي معظمنا، وراح الكل يعدو بلا هدف، في كل مكان وكل اتجاه، وتصورت أننا قد غرقنا في عالم آخر.. أو أن عقولنا قد أصابها الجنون، مع تلك الهلاوس التي تراءت لنا، فصديقي (ميجور) أقسم أنه يري زوجته الراحلة، والضابط (براد) راح يضحك في جنون، والقبطان (رود) أخد يدير الدفة في حركات هيستيرية، وهو يصرخ بأنه من الضروري أن نخرج من بحر الظلمات هذا، أما أنا، فقد التقيت بمخلوقات من عالم آخر، أو هي وحوش، أو لعلها هلاوس مجنونة.. المهم أن ما عانيناه هناك لم يكن عاديا أبدا، بل كان يستحق أن نصاب من أجله بجنون حقيقي.))
كان هذا أول خطاب من أحد بحارة السفينة المنكوبة وإن كان إثبات هذا أمر مستحيلا، بعد أن أخفت البحرية كل الوثائق الرسمية، وواصلت إصرارها علي رفض التحدث عن الأمر علي الرغم من سيل الخطابات واهتمام الرأي العام..
ثم وصل جون فجأة لخطاب خطير الي أقصي حد..
هذا لأنه كان كافيا ليقلب الأمور كلها رأسا علي عقب.. مرة أخرى نستكمل الحديث حول هذا الموضوع..
استمر صراع جون كاربنتر طويلا في محاولته لاثبات قيام البحرية الأمريكية بتلك التجربة الرهيبة التي حاولت فيها إخفاء سفينة بحرية كاملة لولا أن اصيب طاقمها بأضرار فادحة حتمت إيقاف التجربة وعدم تكرارها..
وعلي الرغم من سيل الخطابات والرسائل.. ومن شهود العيان الذين وصفوا ما حدث علي سطح السفينة ظل الأمر كله أشبه بلعبة عبثية مع غياب الدليل المادي الحاسم علي حدوث تلك التجربة خاصة وأن كل الشهود كانوا من نزلاء المصحات اتلنفسية السابقين، ومن بحارة السفينة أيضا..
ومع مواصلة البحرية صمتها العنيد، بدأ الموقف ينحسر.. وراح اهتمام العامة يقل تدريجيا.. وفجأة..
وصلت رسالة بالغة الخطورة..
رسالة أليند
رسالة تحمل توقيع العالم الفيزيائي المعروف (أليند)
وفي رسالته قال (أليند): (لن يمكنكم أن تتصوروا عظمة تجربة اينشتاين التي لم يعترف بها أحد.. لقد دفعت يدي حتي المرفق داخل حقل الطاقة الفريد هذا بمجرد أن بدأ في التدفق بعكس اتجاه عقارب الساعة، حول السفينة البحرية (de - 173)، ولقد شعرت به يعبر يدي الممدودة داخله.. أما الهواء حول السفينة، فقد تحول في بطء الي لون قاتم، قبل أن يتكون سديم رمادي ضبابي أشبه بالسحاب الخفيف، أظنه الجسيمات الذرية، أو الهواء تأين حول السفينة، التي راحت تختفي تدريجيا عن الأعينالبشربة.. هذا الحقل يوحي بأنه هناك كهربية صافية تحيط به بمجرد تدفقه.. ولقد كان من القوة بحيث كاد يبتلع جسدي كله، عندما بلغت كثافته أقصاها، إذ راح يتحرك بغتة في اتجاه عقارب الساعة وأظن أن هذا الانعكاس في الحقل، هو سبب فشل التجربة).
رسالة كهذه، من عالم له مكانته مثل أليند كانت تكفي لكسر حاجز صمت البحرية بعنف مما أجبر قيادتها علي الإدلاء بتصريح غير رسمي قالت فيه باختصار أقل ما يوصف به هو أنه مخل وغير مشبع :
لا يوجد في ملفات البحرية كلها ما يحمل اسم (تجربة فيلادلفيا) ولقد فجر هذا البيان المختصر موجة من السخط والغضب في كل الأوساط..
بل موجه من السخرية أيضا فقد كتب جون في مقالة التالي إنه لم يسمع أو يقرأ في حياته كلها بيانا أكثر سخافة وسذاجة من بيان قيادة البحرية هذا، إذ أنه ليس بالضرورة أن تحمل التجربة في ملفات البحرية، اسم تجربة فيلادلفيا الذي أطلقه هو على الأمر، وأنه من المحتم أن يكون لها كود سري خاص مثل (الرجل الخفي) أو فراغ أو أي اسم آخر..
ثم عاد ينشر شهادة العالم البروفيسور أليند وكأنه يتحدي بها كل قيادات البحرية.. كان من الواضح أن (فالنتين) على علم بالتجربة في حينها، وأن جيسوب أحد المشاركين فيها مما أثار مشاعر الكل، ودفع سيلا من الصحفيين ورجال الإعلام نحو فالنتين الذي فوجئ بهذا الجيش حوله وبآلاف الأسئلة التي تخترق اذنيه وعقله وكيانه كله، فإرتبك واضطرب.. وحاول نفي معرفته بالأمر، علي الرغم من اعترافه بإرسال تلك الرسالة إلي جون، وكل ما قاله أمام الصحفيين هو : ((كل ما أعلمه هو أن الأمر يحتاج الي ثلاثة حقول من الطاقة المختلفة، لتتناسب مع مستويات الفراغ الثلاثة، وأن الأمر يرتبط بالرنين المغناطيسي الفائق علي نحو ما))
وعلي الرغم مما قاله فالنتين، فإن جيسوب أصر علي الصمت التام، ولم ينف أو يؤيد ما قاله زميله ورفض تماما الإدلاء بأية أحاديث صحفية، أو حتي إجابه سؤال واحد...
وهكذا فقد جون دليلا قويا، كان يمكن أن يحسم الأمر تماما..
ولكن حملته نجحت في تفجير القضية، وفي دفع العقول التي التفكير في صحة ما حدث..
بل ودفعت فريقا من العلماء الي دراسة اختمالات حدوث تلك التجربة عمليا..
وجائت النتائج مدهشة..
معظم العلماء أكدوا أن الأمر قابل للحدوث من الناحية العملية، إذا ما أمكن توليد حقل كهرومغناطيسي فائق، حول جسم ما، مع الاستعانة بقوة الجاذبية الأرضية، والرنين البالغ، ولكن هذا لا يمكن أن يلح، من الناحية العملية، بالنسبة للبشر والكائنات الحية..
فالهدف من التجربة، هو كسر الانعكاسات الضوئية، والوصول بمعامل الانكسار الي الصفر، بحيث تعبر الأشعة من خلال الجسم مباشرة، علي نحو يجعله غير مرئي..
ولو حدث هذا مع البشر، فسيعني أن الضوء لن يسقط أو يستقر عند شبكية العين..
وهذا يعني أن يصاب الإنسان بالعمي التام، فلا يري من حوله سوي ظلام دامس..
بل، وكتب أحد العلماء مقالا يؤكد فيه أن النظرية نفسها، تجعل قصة الرجل الخفي للكاتب (هربرت جورج ويلز) مجرد عبث غير علمي، باعتبار أن ذلك الرجل سيصبح أعمي، يحتاج الي من يمد له يد المساعدة خلال فترة اختفائه....
وخلال تلك الفترة، انتبه (جون كاربنتر) الي حقيقة مدهشة لم يحاول استغلالها قط، وهو يشن حملته هذي، لإثبات حدوث تجربة فيلادلفيا الرهيبة..
(ألبرت أينشتاين)
فشهادة فيليب دوران، في بلداية الأحداث كانت تشير الي أن اينشتين نفسه كان يشرف علي تلك المولدات المغنطيسية في ساحة البحرية في فيلادلفيا في أثناء إجراء التجربة.. واسم شهير مثله، كفيل بإثارة الموقف كله، علي نحو مختلف تماما..
وهنا، وحتي لا يتورط جون فيما يمكن أن يدينه قانونا، راح يجري بعض الأبحاث حول حياة وعمل (ألبرت اينشتين)
وكانت النتائج رائعة.. ففي عام 1940 نشر أينشتين نظرية الحقل الموحد لأول مرة، ثم تم تعيينه في البحرية الأمريكية كعالم له شأنه، من 31 مايو 1943 وحتي 30 يونيو 1944.. وكأنما كانت البحرية تحتاج الي وجودة الرسمي، في هذي الفترة بالتحديد...
والأهم أن اينشتين قد نقل مكتبه في البحرية الي فيلادلفيا، كما تقول الوثائق الرسمية من 18 سبتمبر 1943 وحتي 30 أكتوبر من العام نفسه..
ولكن الأكثر خطورة هو أن أينشتين قد أعلن منذ عامين فحسب، ردا علي بعض معارضي نظريته، أن لديه نتائج تجريبية مقنعة للغاية، عن العلاقة بين القوي الكهرومغنطيسية والجاذبية الأرضية، وإن لم يجد بعد دليلا رياضيا علي هذا، مما يوحي بأنه قد شاهد تجربة عملية، تؤكد كل هذا..
ووفقا للتواريخ والملابسات، لابد أن تكون هذي هي تجربة (فيلادلفيا)
ومع نشر هذا الأمر، قامت الدنيا ولم تقعد، نظرا لوجود اسم اينشتين هذي المرة مرتبطا بالتجربة الرهيبة..
واندفع جيش الصحفيين نحو ألبرت أينشتين هذي المرة، وهو يمني نفسه بالحصول علي سيل من المعلومات، من هذا العالم العبقري البسيط..
ولكن كانت في أنتظارهم جميعا مفاجأة.
وهي أن أينشتين لم يجب أي سؤال من أسئلتهم.. لأنه عندما وصلوا الي منزله، كان قد غادر الحياة كلها، ومات في هدوء في عام 1955..
ومع رحيل اينشتين في هذا التوقيت الدقيق جدا، خبت الحماسة فجأة بشأن تجربة فيلادلفيا، ولم يعد أحد يتابع أخبارها أو حتي المقالات الحماسية التي يكتبها جون عنها..
ومع الوقت، نسي جون نفسه الأمر، وبدأ يستغل شهرته في القاء المحاضرات وإقامة الندوات، وسرعان ما تزوج، وانشغل بعائلته الجديدة عن الأمر كله.. وفي أوائل الستينات، فوجئ الكل بعالم فيزيائي جليل وهو (فرانكليني راينهارت) يقول في حديث تليفزيوني مذاع علي الهواء مباشرة : ((أينشتين كان يعرف جيدا تجربة فيلادلفيا وكان يعمل فيها منذ عام 1940 مع البروفيسور (رودلف لارنبرج) ولقد طلبا مني معاونتهما في مشروع يتعلق باستخدام الحقول الكهرومغناطيسية القوية ،لإحاطة السفن والمدمرات بغلاف واق، يؤدي الي انحراف الطوربيدات بعيدا عنها.. ولقد بدأنا العمل في ذلك المشروع بالفعل ثم لم نلبث أن طورنا الفكرة الي إطلاق الحقل الكهرومغناطيسي في الهواء بدلا من الماء لإخفاء السفن بصريا.. وكل ما كان يقلقنا هو الآثار الجانبية التي قد تحدث نتيجة للتجربة وكان من ضمنها احتمال غليان الماء، أو تأين الهواء حول السفينة، أو أي من تلك الأمور التي تؤدي الي حالة من عدم الاستقرار، إلا أن أحدا منا.. حتي أينشتين نفسه لم يفكر في احتمالات إحلال الكتلة والتداخل بين الأبعاد))
عبارة البروفيسور راينهارت الأخيرة لم تكن مفهومة للعامة، ولكنها أثارت في العقول احتمالا جديدا، لم يخطر ببال أحد أبدا، طوال فترة الحديث عن تجربة فيلادلفيا.
تري هل تسببت التجربة في حدوث فجوة بين الأبعاد المختلفة، أم أنها فتحت بوابة الي عالم آخر ؟؟؟!.
احتمالات بدت كلها أشبه بالخيال العلمي، علي الرغم من علميتها المطلقة.. ولقد حاول الصحفيون الاستفسار عما قاله الدكتور راينهارت ومعرفة ما الذي كان يعنيه بمصطلحي (احلال الكتلة) و(التداخل بين الأبعاد)
ولكن راينهارت أيضا لم يجب عن اسئلتهم، لأنه لقي حتفه في حادث سيارة مروع، تمزق بعدها جسده تماما..
وهنا، وعلي الرغم من عدم التصريح بهذا، اتجهت أصابع الاتهام الصامتة الي السلطات الحكومية، والي القوات البحرية الأمريكية بالتحديد، باعتارها المسئولة عن مصرع راينهارت، كمحاولة منها لإخراس الألسنة التي تثرثر بشأن موضوع تجربة فيلادلفيا الرهيبة، ومحو أي أدلة مادية أو بشرية خاصة وأن فيليب دوران قد اختفي في ظروف غامضة، بعد خروجه من ذلك المقهي البسيط، علي حدود (نيوجيرسي)، في حين تم تعيين البروفيسور (أليند) في المخابرات المركزية بحيث يخضع لقانون السرية، الذي يحظر عليه الكلام في الأمر أو في أيه أمور أخرى تتعلق بالأمن القومي..
وأدرك الكل، وعلي رأسهم جون كاربنتر نفسه، أن الأمر يتجاوز حدود قدراتهم، فلاذوا بالصمت التام، باعتبار أن حياتهم أغلي من البحث عن حقيقة تجربة فاشلة، أيا كانت معطياتها..
ومرت السنوات في هدوء، وأصدر (تشارلز بيرلتز) كتابا شهيرا عن تجربة فيلادلفيا في أوائل السبعينات وقد كان كتابا رائعا أنصحكم بقرائته لمن يريد الاستزادة عن هذا الوضوع..
كنا عند كتاب (تشارلز بيرلتز) الذي بدا وكأنه آخر قول في هذا الأمر، الذي انخفض الاهتمام به وتحول الي أسطورة غامضة، تماما مثل (مثلث برمودا)، و(الأطباق الطائرة)، و(وحش بحيرة لوخ نس) وغيرها.
ثم مات الدكتور جيسوب عام 1973، وهو آخر من ارتبط اسمه من العلماء بتجربة فيلادلفيا..
وتنفس قادة البحرية الأمريكية الصعداء، باعتبار أن هذا يحسم الأمر تماما، بعد سنوات من الشد والجذب.
ولكن (جيسوب) كان قد ترك وراءه مفاجأه غير سارة لهم. مفاجأة تتمثل في في خطاب بخط بده تركه لدي محاميه وطلب تسليمه الي جون كاربنتر بعد وفاته.
وفي رسالته قال جيسوب : ((تجربة فيلادلفيا كانت كارثة حقيقية بكل المقاييس، ولقد تنبأت بفشلها، قبل حتي أن تبدأ، فقد اعتمد فيها اينشتين علي نظرية الحقل الموحد التي اعارضها بشدة، وعلي مزج المجال الكهرومغناطيسي بالجاذبية الأرضية، مع اشعاع نووي محدود، والواقع انني قد التقيت ببعض ضباط وعلماء البحرية حول هذا الأمر، وأخبرتهم أنها تجربة مهمة بحق، ولكنها بالغة الخطورة، وقاسية جدا علي المتورطين فيها، والذين سيتعرضون الي رنين مغنطيسي هائل، وهذا يعادل ما يمكن أن نطلق عليه الطمس المؤقت للبعد، الذي نحيا فيه.. شيء يخرج عن نطاق السيطرة، ويمكن أن يؤدي الي اختراق بعدنا الي مستوي آخر، أو بعد آخر.. ولكنهم لم يستمعوا الي.. ربما لأنني أقل شهرة من اينشتين، الذي يعتبرونه أسطورة في الفيزياء.. المهم أن التجربة قد أجريت، ونجح اينشتين في اثبات العلاقة بين أنواع الطاقة وحقول القوي المختلفة، وأكد صحة الجزء الخاص بالاندماج في نظرية الحقل الموحد إذ اختفت السفينة بالفعل، ولكن الحقل تسبب في خلق منطقة مضطربة، بدلا من الغياب الكامل للألوان، كما أن وجود أفراد الطاقم المساكين داخل حقل عنيف للطاقة، أصابهم باضطرابات وهلاوس عنيفة، حتي أننا كنا نسمع صراخهم المذعور، خلال الدقائق القليلة، التي اختفت فيها السفينة، كما لو أن أحدا داخلها يذبحهم ذبح النعاج..)) وفي نهاية خطابه، كتب جيسوب وكأنه يعتذر عن اشتراكه في التجربة الرهيبة : ((وأيا كانت النتائج أو حتي الفوائد المرجوة من هذي التجربة فلم يكن من الجيد أبدا أن أسمح لهم باجرائها، أو أن اشارك فيها... تقبلوا أسفي))
ونشر جون رسالة جيسوب ثم استقل سيارته للعودة الي منزله.. ولكنه لم يصل إليه أبدا.. لقد اختفى (جون كاربنتر)، واختفت معه رسالة جيسوب الأصلية الي الأبد، دون أن تتوصل التحقيقات المكثفة التي أجرتها الشرطة الي جثته أو حطام سيارته أو أدنى أثر له.. بل ودون أي سبب سوي أنه تعدي حدوده في السعي خلف تجربة فيلاديلفيا، والعمل علي سبر أغوارها وكشف أسرارها..
وباختفاء (جون كاربنتر) أسدل الستار علي تلك التجربة المذهلة، ولم يعد هناك من يتحدث عنها.. بجدية علي الأقل.
وعلي الرغم من أن كتاب (تشارلز بيرلتز) قد صدر في ثلاث عشرة طبعة حتي الآن، إلا أن الاهتمام بتجربة فيلاديلفيا قد تناقص عمليا، حتي اقتصر الأمر علي قرائتها، والانبهار بما حققته، نظريا علي الأقل..
وما زال هناك علماء يصرون علي أن هذا ممكن.وآخرون يستنكرونه بشدة.وما زالت هناك عشرات الأسئلة المطروحة.هل حدثت تجربة فيلادلفيا بالفعل ؟! وماذا كانت نتائجها بالضبط ؟! ولماذا التستر الشديد عليها ؟!
صحيح أن أحدا لا يعرف جواب تلك الأسئلة، ولا حتي الاسم الحقيقي للتجربة، في ملفات البحرية الأمريكية السرية، ولكنها تحولت في الأذهان الي أسطورة غامضة.
التجربة المذكورة كانت في إطار الإخفاء البصري والتمويه ، وتتعلق باستخدام تقنية كهرومغنطيسية للتحكم بموجات الضوء
وقد نجحت جزئيا في تشويه المنظور البصري للقطع المراد إخفائها وكان لها نتائج جانبية خطيرة علي الأطقم البشرية التي تعرضت لها وتم ايقاف هذا النوع من التجارب منذ عام 1953 وقت التجربة ثم تم اعادة الهدف من هذه التجارب تحت بند التعمية والتمويه ونجحت جزئيا في عام 2008 باستخدام تقنيات النانوتكنولوجي في إخفاء أهداف صغيرة الحجم ويشمل هذا الاخفاء الأثر البصري المباشر والأثر الراداري ولا يشمل حتي الآن
أجهزة الاستشعار الصوتي ( السونار ) كما لا يشمل المستشعرات الحرارية
فكل من هذه التأثيرات تتطلب تقنيات مختلفة
ولم يشمل في كل هذه التجارب النقل الي زمن آخر أو فجوة زمنية أو حتي النقل المكاني في نفس الزمن ، فهذا ضرب من خيال الصحفيين والناشرين عن هذه التجارب .
نشر علي رحال ____________________________حسام الشربيني
العودة الي مصادر المعلومات مدونة رحال مخلوقات مدهشة صفحات رحال صفحات مخلوقات مدهشة
بيانات الإتصال تنويه عن رحال كلمة المدون صفحتناعلي فيسبوك البومات الصورالكاملة
هذا المصنف مرخص بموجب المشاع الابداعي نسب العمل- المشاركة على قدم المساواة 3.0 الاصليةالترخيص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق