الأربعاء، 22 يونيو 2011

أصول الصابئة


التعريف :

 الصابئة المندائية هي طائفة الصابئة الوحيدة الباقية إلى اليوم والتي تعتبر يحيى عليه السلام نبيًّا لها، يقدّس أصحابها الكواكب والنجوم ويعظمونها، ويعتبر الاتجاه نحو نجم القطب الشمالي وكذلك التعميد(*) في المياه الجارية من أهم معالم هذه الديانة التي يجيز أغلب فقهاء المسلمين أخذ الجزية من معتنقيها أسوة بالكتابيين من اليهود والنصارى.

 ولقد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الرد على المنطقيين ط6 (ص454 وما بعدها) حقيقة الصابئة كما وردت في القرآن الكريم فقال ما حاصله:

 إن الصابئة نوعان: صابئة حنفاء وصابئة مشركون.

 أما الصابئة الحنفاء فهم بمنزلة من كان متبعاً لشريعة التوراة(*) والإنجيل(*) قبل النسخ والتحريف(*) والتبديل من اليهود والنصارى. وهؤلاء حمدهم الله وأثنى عليهم. والثابت أن الصابئين قوم ليس لهم شريعة مأخوذة عن نبي(*)، وهم قوم من المجوس(*) واليهود والنصارى ليس لهم دين(*)، ولكنهم عرفوا الله وحده، ولم يحدثوا كفراً، وهم متمسكون "بالإسلام المشترك" وهو عبادة الله وحده وإيجاب الصدق والعدل وتحريم الفواحش والظلم ونحو ذلك مما اتفقت الرسل على إيجابه وتحريمه وهم يقولون "لا إله إلا الله" فقط وليس لهم كتاب ولا نبي. والصحيح أنهم كانوا موجودين قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأرض اليمن.

 وأما الصابئة المشركون فههم قوم يعبدون الملائكة ويقرؤون الزبور ويصلون، فهم يعبدون الروحانيات العلوية.

 وعلى ذلك فمن دان من الصابئة بدين أهل الكتاب فهو من أهل الكتاب، ومن لم يدن بدين أهل الكتاب فهو مشرك ومثالهم من يعبد الكواكب. كمن كانوا بأرض حران عندما أدركهم الإسلام وهؤلاء لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم وإن أظهروا الإيمان بالنبيين(*) وقد أفتى أبو سعيد الاصطخري بأن لا تقبل الجزية منهم، ونازعه في ذلك جماعة من الفقهاء.

التأسيس وأبرز الشخصيات :

• يدّعى الصابئة المندائيون بأن دينهم(*) يرجع إلى عهد آدم عليه السلام.

• ينتسبون إلى سام بن نوح عليه السلام، فهم ساميون.

• يزعمون أن يحيى عليه السلام هو نبيهم الذي أرسل إليهم.

• كانوا يقيمون في القدس، وبعد الميلاد طردوا من فلسطين فهاجروا إلى مدينة حران فتأثروا هناك بمن حولهم وتأثروا بعبدة الكواكب والنجوم من الصابئة الحرانيين.

 - ومن حران هاجروا إلى موطنهم الحالي في جنوبي العراق وإيران وما يزالون فيه، حيث يعرفون بصابئة البطائح.

• منهم الكنزبرا الشيخ عبد الله بن الشيخ سام الذي كان مقيماً في بغداد سنة 1969م وهو الرئيس الروحي لهم، وقد كان في عام 1954م يسكن في دار واقعة بجوار السفارة البريطانية في الكرخ ببغداد.

الأفكار والمعتقدات :

• كتبهم:

 - لديهم عدد من الكتب المقدسة مكتوبة بلغة سامية قريبة من السريانية وهي:

 1- الكنزاربّا: أي الكتاب العظيم ويعتقدون بأنه صحف آدم عليه السلام، فيه موضوعات كثيرة عن نظام تكوين العالم وحساب الخليقة وأدعية وقصص، وتوجد في خزانة المتحف العراقي نسخة كاملة منه. طبع في كوبنهاجن سنة 1815م، وطبع في لايبزيغ سنة 1867م.

 2- دراشة إديهيا: أي تعاليم يحيى، وفيه تعاليم وحياة النبي(*) يحيى عليه السلام.

 3- الفلستا: أي كتاب عقد الزواج، ويتعلق بالاحتفالات والنكاح الشرعي والخطبة.

 4- سدرة إدنشاماثا: يدور حول التعميد(*) والدفن والحداد، وانتقال الروح من الجسد إلى الأرض ومن ثمّ إلى عالم الأنوار، وفي خزانة المتحف العراقي نسخة حديثة منه مكتوبة باللغة المندائية.

 5- كتاب الديونان: فيه قصص وسير بعض الروحانيين مع صور لهم.

 6- كتاب إسفر ملواشه: أي سفر البروج لمعرفة حوادث السنة المقبلة عن طريق علم الفلك والتنجيم(*).

 7- كتاب النباتي: أي الأناشيد والأذكار الدينية، وتوجد نسخة منه في المتحف العراقي.

 8- كتاب قماها ذهيقل زيوا: ويتألف من 200 سطر وهو عبارة عن حجاب يعتقدون بأن من يحمله لا يؤثر فيه سلاح أو نار.

 9- تفسير بغره: يختص في علم تشريح جسم الإنسان وتركيبه والأطعمة المناسبة لكل طقس مما يجوز لأبناء الطائفة تناوله.



 10- كتاب ترسسر ألف شياله: أي كتاب الأثنى عشر ألف سؤال.

 11- ديوان طقوس التطهير: وهو كتاب يبين طرق التعميد(*) بأنواعه على شكل ديوان.

 12- كتاب كداواكدفيانا: أي كتاب العوذ.

• طبقات رجال الدين :

 يشترط في رجل الدين أن يكون سليم الجسم، صحيح الحواس، متزوجاً منجباً، غير مختون، وله كلمة نافذة في شؤون الطائفة كحالات الولادة والتسمية والتعميد والزواج والصلاة والذبح والجنازة، ورتبهم على النحو التالي:

 1- الحلالي: ويسمى "الشماس"(*) يسير في الجنازات، ويقيم سنن الذبح للعامة، ولايتزوج إلا بكراً، فإذا تزوج ثيباً سقطت مرتبته ومنع من وظيفته إلا إذا تعمد هو وزوجته 360مرة في ماء النهر الجاري.

 2- الترميدة: إذا فقه الحلالي الكتابين المقدَّسين سدره إنشماثا والنياني أي كتابَيْ التعميد والأذكار فإنه يتعمد بالارتماس في الماء الموجود في المندي ويبقى بعدها سبعة أيام مستيقظاً لا تغمض له عين حتى لا يحتلم، ويترقى بعدها هذا الحلالي إلى ترميدة، وتنحصر وظيفته في العقد على البنات الأبكار.

 3- الأبيسق: الترميدة الذي يختص في العقد على الأرامل يتحول إلى أبيسق ولا ينتقل من مرتبته هذه.

 4- الكنزبرا: الترميدة الفاضل الذي لم يعقد على الثيبات مطلقاً يمكنه أن ينتقل إلى كنزبرا وذلك إذا حفظ كتاب الكنزاربّا فيصبح حينئذٍ مفسراً له، ويجوز له ما لا يجوز لغيره، فلو قتل واحداً من أفراد الطائفة لا يقتص منه لأنه وكيل الرئيس الإلهي عليها.

 5- الريش أمه: أي رئيس الأمة، وصاحب الكلمة النافذة فيها ولا يوجد بين صابئة اليوم من بلغ هذه الدرجة لأنها تحتاج إلى علم وفير وقدرة فائقة.

 6- الربّاني: وفق هذه الديانة لم يصل إلى هذه الدرجة إلا يحيي بن زكريا عليهما السلام كما أنه لا يجوز أن يوجد شخصان من هذه الدرجة في وقت واحد. والرباني يرتفع ليسكن في عالم الأنوار وينزل ليبلغ طائفته تعاليم الدين ثم يرتفع كرة أخرى إلى عالمه الرباني النوراني.

• الإِله(*) :

 - يعتقدون من حيث المبدأ – بوجود الإِله الخالق الواحد الأزلي الذي لاتناله الحواس ولايفضي إليه مخلوق.

 - ولكنهم يجعلون بعد هذا الإله 360 شخصاً خلقوا ليفعلوا أفعال الإله، وهؤلاء الأشخاص ليسوا بآلهة ولا ملائكة، يعملون كل شيء من رعد وبرق ومطر وشمس وليل ونهار… وهؤلاء يعرفون الغيب، ولكل منهم مملكته في عالم الأنوار.

 - هؤلاء الأشخاص الـ 360 ليسوا مخلوقين كبقية الكائنات الحية، ولكن الله ناداهم بأسمائهم فخلقوا وتزوجوا بنساء من صنفهم، ويتناسلون بأن يلفظ أحدهم كلمة فتحمل أمرأته فوراً وتلد واحداً منهم.

 - يعتقدون بأن الكواكب مسكن للملائكة، ولذلك يعظمونها ويقدسونها.

• المندي:

 - هو معبد الصابئة، وفيه كتبهم المقدسة، ويجري فيه تعميد(*) رجال الدين، يقام على الضفاف اليمنى من الأنهر الجارية، له باب واحد يقابل الجنوب بحيث يستقبل الداخل إليه نجم القطب الشمالي، لابدَّ من وجود قناة فيه متصلة بماء النهر، ولا يجوز دخوله من قبل النساء، ولا بدّ من وجود علم يحيى فوقه في ساعات العمل.

• الصلاة:

 - تؤدى ثلاث مرات في اليوم: قبيل الشروق، وعند الزوال، وقبيل الغروب، وتستحبّ أن تكون جماعة في أيام الآحاد والأعياد، فيها وقوف وركوع وجلوس على الأرض من غير سجود، وهي تستغرق ساعة وربع الساعة تقريباً.

 - يتوجه المصلي خلالها إلى الجدي بلباسه الطاهر، حافي القدمي، يتلو سبع قراءات يمجد فيها الرب مستمداً منه العون طالباً منه تيسير اتصاله بعالم الأنوار.

• الصوم :

 - صابئة اليوم يحرمون الصوم لأنه من باب تحريم ما أحل الله.

 - وقد كان الصوم عند الصابئة على نوعين: الصوم الكبير: ويشمل الصوم عن كبائر الذنوب والأخلاق(*) الرديئة ، والصوم الصغير الذي يمتنعون فيه عن أكل اللحوم المباحة لهم لمدة 32 يوماً متفرقة على طول أيام السنة.

 - ابن النديم المتوفى سنة 385هـ في فهرسته، وابن العبري المتوفى سنة 685هـ في تاريخ مختصر الدول ينصان على أن الصيام كان مفروضاً عليهم لمدة ثلاثين يوماً من كل سنة.

• الطهارة:

 - الطهارة مفروضة على الذكر والأنثى سواء بلا تمييز.

 - تكون الطهارة في الماء الحي غير المنقطع عن مجراه الطبيعي.

 - الجنابة تحتاج إلى طهارة وذلك بالارتماس في الماء ثلاث دفعات مع استحضار نية الاغتسال من غير قراءة لأنها لا تجوز على جنب.

 - عقب الارتماس في الماء يجب الوضوء، وهو واجب لكل صلاة، حيث يتوضأ الشخص وهو متجه إلى نجم القطب، فيؤديه على هيئة تشبه وضوء المسلمين مصحوباً بأدعية خاصة.

 - مفسدات الوضوء: البول، الغائط، الريح، لمس الحائض والنفساء.

• التعميد(*) وأنواعه:

 - يعتبر التعميد من أبرز معالم هذه الديانة ولا يكون إلا في الماء الحي، ولا تتم الطقوس إلا بالارتماس في الماء سواء أكان الوقت صيفاً أم شتاءً، وقد أجاز لهم رجال دينهم مؤخراً الاغتسال في الحمامات وأجازوا لهم كذلك ماء العيون النابعة لتحقيق الطهارة.

 - يجب أن يتم التعميد(*) على أيدي رجال الدين.

 - يكون العماد في حالات الولادة، والزواج، وعماد الجماعة، وعماد الأعياد وهي على النحو التالي:

 1- الولادة: يعمد المولود بعد 45 يوماً ليصبح طاهراً من دنس الولادة حيث يُدخل هذا الوليد في الماء الجاري إلى ركبتيه مع الإتجاه جهة نجم القطب، ويوضع في يده خاتم أخضر من الآس.

 2- عماد الزواج: يتمّ في يوم الأحد وبحضور ترميدة وكنزبرا، يتم بثلاث دفعات في الماء مع قراءة من كتاب الفلستا وبلباس خاص، ثم يشربان من قنينة ملئت بماء أُخذ من النهر يسمى (ممبوهة) ثم يطعمان (البهثة) ويدهن جبينهما بدهن السمسم، ويكون ذلك لكلا العروسين لكل واحد منهما على حدة، بعد ذلك لا يُلمسان لمدة سبعة أيام حيث يكونان نجسين وبعد الأيام السبعة من الزواج يعمدان من جديد، وتعمد معهما كافة القدور والأواني التي أكلا فيها أو شربا منها.

 3- عماد الجماعة: يكون في كل عيد (بنجة) من كل سنة كبيسة لمدة خمسة أيام ويشمل أبناء الطائفة كافة رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، وذلك بالارتماس في الماء الجاري ثلاث دفعات قبل تناول الطعام في كل يوم من الأيام الخمسة. والمقصود منه هو التكفير عن الخطايا والذنوب المرتكبة في بحر السنة الماضية، كما يجوز التعميد في أيام البنجة ليلاً ونهاراً على حين أن التعميد في سائر المواسم لا يجوز إلا نهاراً وفي أيام الآحاد فقط.

 4- عماد الأعياد: وهي:

 أ‌- العيد الكبير: عيد ملك الأنوار حيث يعتكفون في بيوتهم 36 ساعة متتالية لا تغمض لهم عين خشية أن يتطرق الشيطان إليهم لأن الاحتلام يفسد فرحتهم، وبعد الاعتكاف مباشرة يرتسمون، ومدة العيد أربعة أيام، تنحر فيه الخراف ويذبح فيه الدجاج ولا يقومون خلاله بأي عمل دنيوي.

 ب‌- العيد الصغير: يوم واحد شرعاً، وقد يمتد لثلاثة أيام من أجل التزاور، ويكون بعد العيد الكبير بمائة وثمانية عشر يوماً.

 ت‌- عيد البنجة: سبق الحديث عنه، وهو خمسة أيام تكبس بها السنة، ويأتي بعد العيد الصغير بأربعة أشهر.

 ث‌- عيد يحيى: يوم واحد من أقدس الأيام، يأتي بعد عيد البنجة بستين يوماً وفيه كانت ولادة النبي يحيى عليه السلام الذي يعتبرونه نبيًّا(*) خاصاً بهم، والذي جاء ليعيد إلى دين آدم صفاءه بعد أن دخله الانحراف بسبب تقادم الزمان

• تعميد المحتضر ودفنه:

 ج‌- عندما يحتضر الصابيء يجب أن يؤخذ – وقبل زهوق روحه – إلى الماء الجاري ليتمّ تعميده.

 ح‌- من مات من دون عماد نجس ويحرم لمسه.

 خ‌- أثناء العماد يغسلونه متجهاً إلى نجم القطب الشمالي، ثم يعيدونه إلى بيته ويجلسونه في فراشه بحيث يواجه نجم القطب أيضاً حتى يوافيه الأجل.

 د‌- بعد ثلاث ساعات من موته يغسل ويكفن ويدفن حيث يموت إذ لا يجوز نقله مطلقاً من بلد إلى بلد آخر.

 ذ‌- من مات غيلة أو فجأة، فإنه لا يغسل ولا يلمس، ويقوم الكنزبرا بواجب العماد عنه.

 ر‌- يدفن الصابيء بحيث يكون مستلقياً على ظهره ووجهه ورجلاه متجهة نحو الجدي حتى إذا بعث واجه الكوكب الثابت بالذات.

 ز‌- يضعون في فم الميت قليلاً من تراب أول حفرة تحفر لقبره فيها.

 س‌- يحرم على أهل الميت الندب والبكاء والعويل، والموت عندهم مدعاة للسرور، ويوم المأتم من أكثر الأيام فرحاً حسب وصية يحيى لزوجته.

 ش‌- لا يوجد لديهم خلود في الجحيم، بل عندما يموت الإنسان إما أن ينتقل إلى الجنة أو المطهر حيث يعذب بدرجات متفاوتة حتى يطهر فتنتقل روحه بعدها إلى الملأ الأعلى، فالروح خالدة والجسد فان.

• أفكار ومعتقدات أخرى:

 - البكارة: تقوم والدة الكنزبرا أو زوجته بفحص كل فتاة عذراء بعد تعميدها وقبل تسليمها لعريسها وذلك بغية التأكد من سلامة بكارتها.

 - الخطيئة: إذا وقعت الفتاة أو المرأة في جريمة الزنى فإنها لا تقتل، بل تهجر، وبإمكانها أن تكفر عن خطيئتها بالارتماس في الماء الجاري.

 - الطلاق: لا يعترف دينهم بالطلاق إلا إذا كانت هناك انحرافات أخلاقية خطيرة فيتمّ التفريق عن طريق الكنزبرا.

 - السنة المندائية: 360 يوماً، في 12 شهراً، وفي كل شهر ثلاثون يوماً مع خمسة أيام كبيسة يقام فيها عيد البنجة.

 - يعتقدون بصحة التاريخ الهجري ويستعملونه، وذلك بسبب اختلاطهم بالمسلمين، ولأن ظهور النبي(*) محمد r كان مذكوراً في الكتب المقدسة الموجودة لديهم.

 - يعظمون يوم الأحد كالنصارى ويقدسونه ولا يعملون فيه أي شيء على الإطلاق.

 - ينفرون من اللون الأزرق النيلي ولا يلامسونه مطلقاً.

 - ليس للرجل غير المتزوج من جنة لا في الدنيا ولا في الآخرة.

 - يتنبئون بحوادث المستقبل عن طريق التأمل في السماء والنجوم وبعض الحسابات الفلكية.

 - لكل مناسبة دينية ألبسة خاصة بها، ولكل مرتبة دينية لباس خاص بها يميزها عن غيرها.

 - إذا توفي شخص دون أن ينجب أولاداً فإنه يمرّ بالمطهر ليعود بعد إقامته في العالم الآخر إلى عالم الأنوار ثم يعود إلى حالته البدنية مرة أخرى حيث تتلبس روحه في جسم روحاني فيتزوج وينجب أطفالاً.

 - يؤمنون بالتناسخ(*) ويعتقدون بتطبيقاته في بعض جوانب عقيدتهم.

 - للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء على قدر ما تسمح له به ظروفه.

 - يرفضون شرب الدواء، ولا يعترضون على الدهون والحقن الجلدية.

 - الشباب والشابات يأتون إلى الكهان(*) ليخبروهم عن اليوم السعيد الذي يمكنهم أن يتزوجوا فيه، وكذلك يخبرون السائلين عن الوقت المناسب للتجارة أو السفر، وذلك عن طريق علم النجوم.

 - لا تؤكل الذبيحة إلا أن تذبح بيدي رجال الدين وبحضور الشهود، ويقوم الذابح – بعد أن يتوضأ – بغمسها في الماء الجاري ثلاث مرات ثم يقرأ عليها أذكاراً دينية خاصة ثم يذبحها مستقبلاً الشمال، ويستنزف دمها حتى آخر قطرة، ويحرم الذبح بعد غروب الشمس أو قبل شروقها إلا في عيد البنجة.

 - تنص عقيدتهم على أن يكون الميراث محصوراً في الابن الأكبر، لكنهم لمجاورتهم المسلمين فقد أخذوا بقانون المواريث الإسلامي.

• الجذور الفكرية والعقائدية:

• تأثر الصابئة بكثير من الديانات والمعتقدات التي احتكوا بها.

• أشهر فرق الصابئة قديماً أربعة هي: أصحاب الروحانيات، وأصحاب الهياكل، وأصحاب الأشخاص، والحلولية.

• لقد ورد ذكرهم في القرآن مقترناً باليهود والنصارى والمجوس والمشركين (انظر الآيات62/ البقرة - 69/ المائدة، 17/الحج)، ولهم أحكام خاصة بهم من حيث جواز أخذ الجزية منهم أو عدمها أسوة بالكتابيين من اليهود والنصارى.

• عرف منهم الصابئة الحرانيون الذين انقرضوا والذين تختلف معتقداتهم بعض الشيء عن الصابئة المندائيين الحاليين.

• لم يبق من الصابئة اليوم إلا صابئة البطائح المنتشرون على ضفاف الأنهر الكبيرة في جنوب العراق وإيران.

• تأثروا باليهودية، وبالمسيحية(*)، وبالمجوسية(*) لمجاورتهم لهم.

• تأثروا بالحرانيين الذين ساكنوهم في حران عقب طردهم من فلسطين فنقلوا عنهم عبادة الكواكب والنجوم أو على الأقل تقديس هذه الكواكب وتعظيمها وتأثروا بهم في إتقان علم الفلك وحسابات النجوم.

• تأثروا بالأفلاطونية الحديثة التي استقرت فلسفتها في سوريا مثل الاعتقاد بالفيض(*) الروحي على العالم المادي.

• تأثروا بالفلسفة(*) الدينية التي ظهرت أيام إبراهيم الخليل - عليه السلام - فقد كان الناس حينها يعتقدون بقدرة الكواكب والنجوم على التأثير في حياة الناس.

• تأثروا بالفلسفة(*) اليونانية التي استقلت عن الدين(*)، ويلاحظ أثر هذه الفلسفة اليونانية في كتبهم.

• لدى الصابئة قسط وافر من الوثنية(*) القديمة يتجلى في تعظيم الكواكب والنجوم على صورة من الصور.

• الانتشار ومواقع النفوذ:

• الصابئة المندائيون الحاليون ينتشرون على الضفاف السفلى من نهري دجلة والفرات، ويسكنون في منطقة الأهوار وشط العرب، ويكثرون في مدن العمارة والناصرية والبصرة وقلعة صالح والحلفاية والزكية وسوق الشيوخ والقرنة وهي موضع اقتران دجلة بالفرات، وهم موزعون على عدد من الألوية مثل لواء بغداد، والحلة، والديوانية والكوت وكركوك والموصل. كما يوجد أعداد مختلفة منهم في ناصرية المنتفق والشرش ونهر صالح والجبابيش والسليمانية.

• كذلك ينتشرون في إيران، وتحديداً على ضفاف نهر الكارون والدز ويسكنون في مدن إيران الساحلية، كالمحمرة، وناصرية الأهواز وششتر ودزبول.

• تهدمت معابدهم في العراق، ولم يبق لهم إلا معبدان في قلعة صالح، وقد بنوا معبداً مندياً بجوار المصافي في بغداد، وذلك لكثرة الصابئين النازحين إلى هناك من أجل العمل.

• يعمل معظمهم في صياغة معدن الفضة لتزيين الحلي والأواني والساعات وتكاد هذه الصناعة تنحصر فيهم لأنهم يحرصون على حفظ أسرارهما كما يجيدون صناعة القوارب الخشبية والحدادة وصناعة الخناجر.

• مهاراتهم في صياغة الفضة دفعتهم إلى الرحيل للعمل في بيروت ودمشق والإسكندرية ووصل بعضهم إلى إيطاليا وفرنسا وأمريكا.

• ليس لديهم أي طموح سياسي، وهم يتقربون إلى أصحاب الديانات الأخرى بنقاط التشابه الموجودة بينهم وبين الآخرين.

ويتضح مما سبق:

 إن الصابئة من أقدم الديانات(*) التي تعتقد بأن الخالق واحد وقد جاء ذكر الصابئين في القرآن باعتبار أنهم أتباع دين كتابي. وقد اختلف الفقهاء حول مدى جواز أخذ الجزية منهم، إن كانوا أحدثوا في دينهم ما ليس منه. وقد أصبحت هذه الطائفة كأنها طائفة وثنية تشبه صابئة حران الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وعموماً فالإسلام قد جب ما قبله ولم يعد لأي دين(*) من الديانات السابقة مكان بعده.



 ------------------------------------------------

مراجع للتوسع :

 - الصابئة المندائيون، الليدي دراوور – مطبعة الإرشاد – بغداد – 1969م.

 - مندائي أو الصابئة الأقدمون، عبد الحميد عبادة – طبع في بغداد – 1927م.

 -الصابئة في حاضرهم وماضيهم، عبد الرزاق الحسني – طبعة لبنان – 1970م.

 -الكنزاربّا، وهو كتاب الصابئة الكبير ومنه نسخة في خزانة المتحف العراقي.

 - الفهرست، ابن النديم – طبع في القاهرة – 1348هـ.

 - المختصر في أخبار البشر، تأليف أبي الفداء – طبع في القاهرة – 1325هـ.

 - الملل والنحل، للشهرستاني – طبعة لبنان – 1975م.

 - معجم البلدان ، لياقوت الحموي – طبع في القاهر – 1906م.

 - مقالة لأنستاس الكرملي، مجلة المشرق – بيروت – 1901م.

 - مقالة لزويمر، مجلة المقتطف – القاهرة – 1897م.

 - مقالة لإبراهيم اليازجي، مجلة البيان – القاهرة – 1897م.

 - الموجز في تاريخ الصابئة المندائين العرب البائدة، لعبد الفتاح الزهيري، مطبعة الأركان ببغداد 1403هـ.

 - الصلاة المندائية وبعض الطقوس الدينية، لرافد الشيخ عبد الله نجم – بغداد 1988م.

 - اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، فخر الدين الرازي – القاهرة – 1356هـ.

 -إبراهيم أبو الأنبياء، عباس محمود العقاد – دار الكتاب العربي – بيروت – لبنان – صفحة 139-148 طبعة عام 1386هـ/1967م.



 المراجع الأجنبية :

 - Handbook of Classical and Modern Mandai, Berlin 1965.

 - Mandaean Bibliography, Oxford University Press, 1933.

 - Die Mandaer: ihre relligion und ihre Geschichte Muller: Amsterdam 1916.

 - Frankfort Dr. Henri Archeology and the Sumerian Problem, Chicago Studies in Ancient Oriental Civilization. No. 4 (Univ. of Chicago Press, 1932).

 - J.B. Tavernier, Les Six Voyaojes, Paris 1713.

 - M.N. Siouffi, Etudes Sur la religion des Soubbas, Paris 1880.

 - E.S. Drower, The Mandaeans of Iraq and Iran, London 1937.

 - H. Pognon, Inscriptions Mandaites des Coupes de Khouberir, Paris 1898.

الثلاثاء، 21 يونيو 2011

تنسيق الزهور


إن الذي يتحكم بشكل التصميم في تنسيق الزهورهو حجم الوعاء وشكله إذن فالوعاء هو الذي يحدد لنا طريقة التنسيق. 

وهذه هي بعض القواعد لفنّ تنسيق الزّهور الجيّد:

 إذا كان تنسيقك ذات حجم كبير اختر أو اعمل وعاءً كبيرًا بالقدر الكافي لاستيعاب ترتيبك .

 تخيّل حدًّا غير مرئيّ للشّكل و اخترت أين سيكون الجانب واجهة ترتيبك .

 اختر زهورك العريضة و الطّويلة و رتّبهم في وعائك أوّلاً ، من خلال حدّ شكلك المختار .

 أملأ حول القاعدة و الجزء السّفليّ  بزهور كبيرة أكثر .

الأوراق  و الزّهور الصّغيرة  للاستخدام الخارجيّ أو الحشو لتملأ التّرتيب . 

 استخدم زهور أصغر  و الورق و الحشو لإخفاء السّيقان، والقاعدة الأسفنجية وحافّة الوعاء .



 يجب أن يكون ارتفاع تنسيق الزهور ضعف ارتفاع الوعاء مرتين

أفكار مبتكرة للتنسيق:

 يمكن استخدام الإبريق بعد دهانه كحوض للزرع

هناك الكثير من أساليب تنسيق الزهور، منها تنسيق الزهور التقليدي ومنها تنسيق الزهور الحر.

وهناك قواعد معينة لتنسيق الزهور يجب مراعاتها وهي:

 • الاهتمام بتناسب قاعدة وعاء الزهور مع نوع تنسيق الزهور.

• مراعاة أن يكون طول الزهور الرأسي مرة و نصف طول الوعاء، كما يجب أن يكون عرض تنسيق الزهور الأفقي كذلك.

• بدء التصميمات بالإطار أو بالخط الذي يحدد الشكل الخارجي سواء كان من الأزهار أو الأوراق أو غيرهم ثم إضافة الزهور الإضافية والورق (دائمًا داخل الإطار) لإكمال تنسيق الزهور.

• عند تنسيق الزهور بالشكل الدائري يجب أن يكون هناك مركز للنظر أي نقطة مركزية معينة تقع عليها العين، ولا يشترط أن تكون في المنتصف تماماً ويمكن الحصول عليها باستخدام زهور مختلفة الشكل، كتلة معينة، أو باستعمال ألوان أغمق.

• ترتيب الزهور في ارتفاعات وانخفاضات مختلفة تثير الاهتمام وتبهر أكثر من التنسيق المستوية والخطوط المستقيمة فهي تؤدي إلي تنسيق الزهور بطريقة ضعيفة ومملة.

• تجنب تكدس الزهور عند تنسيقها ومراعاة وجود مساحات تفصل بين الزهور لإظهار الشكل الجمالي لكل زهرة وتجنب الازدحام والفوضى.


وهذه بعض أساليب تنسيق الزهور الأساسية التي يمكن تنفيذها بسهولة:



 تنسيق الزهور بالشكل الدائري:



 قد يبدو تنسيق الزهور بالشكل الدائري سهل جداً لأنه لا يحتوي على نقطة مركزية لكنه يحتاج لعناية كبيرة في اختيار أحجام الأزهار وأطوالها وأنواعها وطريقة توزيعها للحصول على التوازن المطلوب، مع مراعاة أن يكون الحوض المستخدم دائري عند تنسيق الزهور بالشكل الدائري.



تنسيق الزهور بالشكل المثلث :


 يعتبر من أكثر أنواع تنسيق الزهور انتشارا وأسهلها عملاً ويرتكز على زوايا المثلث الثلاثة ثم تحديد النقطة المركزية ثم إكمال بقية التنسيق بسهولة. بجانب مراعاة ترك مسافة أكبر بين

 الزهور كلما بعدت عن النقطة المركزية ويمكن تنسيق الزهور المثلث أن يأخذ عدة أشكال:

• تنسيق الزهور المثلث متطابق الأضلاع.

• تنسيق الزهور المثلث متطابق الضلعين.


                                • تنسيق الزهور المثلث قائم الزاوية.

  




• تنسيق الزهور المثلث غير متطابق الأضلاع .




تنسيق الزهور بالشكل الأفقي:

 يستخدم عادة على مائدة الطعام أو على الأماكن المنخفضة من الأثاث وكونسولات المداخل والصالات، ويمكن مشاهدة هذا التصميم من الجانب أو الأعلى.

عند بداية تنسيق الزهور الأفقي يجب مراعاة تحديد الطول الكلي لتنسيق الزهور عن طريق أطول فرعين بحيث يحدد أحدهم الجهة اليمنى والأخر اليسرى وتحدد بعد ذلك النقطة المركزية. ويلاحظ ضرورة ارتفاعها قليلاً حتى تتدرج بقية الزهور من تحتها.


تنسيق الزهور الحر:

 هذا النوع من تنسيق الزهور لا يخضع لقواعد معينة أو حدود معينة لكنه من أصعب الأنواع لأن الحصول على نتائج مرغوبة وجيدة من خلاله يحتاج لمهارة كبيرة وخيال واسع وحس فني قوي ويعتمد بشكل كبير على الابتكار وإدخال عناصر غريبة لتنسيق الزهور.

هناك العديد من النباتات المستخدمة في تنسيق الزهور بأشكال وأطوال مختلفة، منها:



زهور الخط الطويلة:

 كما يدل الاسم فهي تعطي الارتفاع والعرض والنظرة المتوازنة للباقة وممكن أن تستخدم الفروع والأوراق الطويلة لهذا الغرض.



 أمثلة زهور الخط الطويلة:



                                  
                  • زهرة الجلاديلوس gladiolus                    






• زهرة التبروز tuberose





                                  • زهرة الفيرونكا veronica


 



• زهرة الصفصاف المجعدة willow curly

 



        • أجراس ايرلندا Bells of Ireland




وتبدو زهور الخط الطويلة بشكل مدهش وجذاب إذا ما وضعت بمفردها في مزهرية طويلة بشكل اسطوانة.



 زهور الكتلة:

 هي نوع من الزهور تعطي وزنا للباقة أو الكتلة بوجه عام، وزهور الكتلة عادة ما تكون محور اللون والاهتمام في الباقة، وتأتي عادة على شكل زهرة واحدة فقط على نهاية الساق.



أمثله من زهور الكتلة:



• زهرة القرنفل

 





                          • زهرة الروز






• زهرة دوار الشمس

 

                         
                           • زهرة السوسن  


               



 

                                                 • زهرة النرجس



• زهرة التيوليب



 


              • زهرة الأقحوان 
      وهي اختيار جيد لزهرية سريعة  ممتلئة بالزهور.



         



زهور الحشو:

عبارة عن سيقان مع الكثير من الزهور الصغيرة والأوراق حيث تكون محيطه بالباقة من الخارج فتعطيها نظره ممتلئة.

أمثله من زهور الحشو:



                          • زهرة نفس الطفل baby's breath



 


• زهرة النجمة star flower





وعندما توضع هذه الزهور وحيدة في زهرية تعطي معنى الأناقة البسيطة لأي غرفة، وهي جيدة للتجفيف.


خطوات لنموذج تنسيق الزهور:

 1. إحضار مزهرية ذات رقبة ضيقه كزجاجات العطور والزيوت بعد تنظيفها جيدا وملئها بالماء.

 2. قطع ساق الزهرة بحيث تكون أطول من الإناء مرتين، ثم إزالة الأوراق التي تكون تحت مستوى الماء.

 3. البدء بوضع الزهور الأطول فالأقصر وتنسيقها.
  4. إضافة غصن أو اثنين من الأغصان الخطية أو المجعدة لتقديم الدعم الجمالي للزهور.






 5. إدخال بضع من الأوراق الصغيرة في حافة المزهرية لإعطاء المزهرية نظرة متوازنة رشيقة.


 فن تنسيق الزهور الياباني      بساطة آسرة 

يتم في هذا التنسيق تشكيل كومة من عناصر مختلفة، زهور أغصان أوراق وغيرها 
إيكيبانا (باليابانية: 生花 = الزهور الحية) من الفنون اليابانية التي تعنى بتنسيق الزهور وترتيبها، يعرف أيضا باسم كادو (花道 = طريق الزهور).



على عكس الفنون التي تعنى بالزهور في الغرب، والتي تهتم أكثر بالكمية والألوان، مع تركيزها أكثر على جمال الزهور بذاتها. يركز اليابانيون اهتمامهم على هيئة البنية الشكلية لنسق الزهور. يعطى فن الـ"إيكيبانا" قيمة خاصة لكل العناصر التي يتضمنها: المزهرية، سيقان الأزهار، الأوراق والأغصان. ترتكز تركيبة تنسيق الزهور اليابانية، على ثلاثة فروع رئيسية (أو أغصان)، وترمز إلى السماء، الأرض والبشر.

التاريخ

مجموعة من الزهور منسقة على طريقة الحرة (موري-بانا)
ترجع أصول الـ"إيكيبانا" إلى الزهور التي كانت تقدم كقرابين في المعابد البوذية في القرن السادس (6) للميلاد -تاريخ دخول البوذية إلى البلاد-. كان يتم وضع الزهور والأغصان بحيث تدير وجهها إلى السماء. تطور فن خاص بتنسيق الزهور يدعى "ريكا" في القرن الخامس عشر (15) للميلاد، وتتمثل مظاهر جمال الطبيعة في كل العناصر التي يعرضها. ترمز أغصان الصنوبر إلى الأحجار الصخور، فيما ترمز زهور الأقحوان الأبيض إلى الأنهار والجداول. أصبح الـ"ريكا" من الفنون الشعبية في القرن السابع عشر (17) للميلاد، وغالبا ما كان يتخذ في المراسيم والاحتفالات. يكاد يقع اليوم في طي النسيان، ويعتبره البعض فنا أتى عليه الدهر.

حدث التحول الأبرز في تاريخ هذا الفن في القرن الخامس عشر (15) للميلاد (فترة موروماتشي)، أثناء عهد حكم الشوغون "أشيكاغا يوشي-ماسا" ع(1436-1490 م). قام "يوشي-ماسا" ببناء بعض المرافق الكبيرة وشيد فيها بيوتا صغيرة، كان يريد أن يعبر عن مدى قناعته وتعلقه بالحياة البسيطة. كانت هذه البيوت تحتوي على مخادع (غرف نوم) أو "توكونوما"، خصصت هذه الغرف لتوضع فيها المقتنيات الفنية وتنسيق الزهور. تم أثناء هذه الفترة تبسيط قواعد الـ"إيكيبانا" حتى يتمكن جميع الناس، ومن مختلف الطبقات ممارسته.


عرف القرن السادس عشر (16) للميلاد، ظهور نوع جديد من الـ'إيكيبانا". أطلق عليه تسمية "ناغي-إيري" (nageire = 投げ入れ = إلقاء، إسقاط + داخل)، تميز هذا النوع ببساطته وتم إدخاله في مراسيم طقوس الشاي (سادو). يتم تنسيق الزهور بطريقة يجب أن تبدوا طبيعية بقدر الإمكان، مهما كانت العناصر التي سيتم استعمالها. نظرا لأنه ظل ملازما لطقوس الشاي فقد أطلق عليه لاحقا على هذا النوع من التنسيق اسم "تشا-بانا" (茶花 = زهور الشاي).

الفترة الحديثة

بعد فترة إصلاحات مييجي (1890 م)، بدأت اليابان تنفتح على العالم، وأخذت طريقها إلى الحداثة. صاحب هذه الفترة ظهور نوع جديد من الـ"إيكيانا" عرف باسم "موري-بانا" (盛り花 = كومة + زهور)، نشأ وتطور بعد أن تم استقدام أنواع جديدة من الزهور من الغرب، كما أثر التطور السريع للمجتمع الياباني في مظاهره. أهم ما ميز هذا النسق هو إعطاء الحرية الكاملة في عملية ترتيب الزهور، يتم استماله في الحدائق بكثرة. يمكن له أن يتلاءم مع الحفلات الرسمية، أو الاستعمالات الشخصية على حد سواء.

على غرار طقوس الشاي (سادو) والخط (شودو)، كان يتم تدريس فن الـ"إيكيبانا" للفتيات الشابات في المدارس التقليدية، تحضيرا لهن لمرحلة الزواج. يعتبر تنسيق الزهور من الفنون اليابانية التقليدية اليوم. يتم ممارسته في العديد من المناسبات، الحفلات والمراسيم، ويقوم الكثير من اليابانيين -وبالأخص اليابانيات- بتخصيص جزء من وقتهم لدراسة هذا الفن.

طريقة عمل الحدائق الزجاجية

كيفية إنشاء حديقة زجاجية :

 إن أي إناء زجاجي وبأي حجم يصلح لهذا النوع من الحدائق ، وللبدء توضع في أسفل الزجاجة زلط صغير جدا لتسهيل عمليات الصرف ثم تفرش عليه طبقة من الطمي الخفيف جدا ويخلط معه بيت موس بطبقة حوالي 5 – 7 سم وهذا حسب حجم الآنية المستخدمة ولكن يجب الاحتراس وعدم تلوث جدران الآنية بالأتربة لأنها ستكون صعبة التنظيف فيما بعد ، وبعد زراعة النباتات يستحسن وضع قطع من خشب الأشجار الميتة .

 خطوات تنسيق حديقة زجاجية :

 والقاعدة الأساسية عند تصميم هذا النوع هو الصبر الذي يحتاجه المصمم إلى أن ينتهي من الزراعة داخل الأواني ولكن بعد اكتمال هذا العمل فإن هذه الحدائق لا تحتاج إلا لعناية قليلة .

 وعند اختيار الإناء وبأي شكل كان يجب أن تتبع الطريقة التالية :

 1 - وضع طبقة من الحصى الصغير جدا بسمك 2 سم لتصريف الماء ولمنع التعفن .

 2 - وضع طبقة من التربة المناسبة ويجب أن تكون طميه أو رملية مخلوطة مع بيت موس بسمك 5 - 7 سم .

 3 - تختار النباتات الصغيرة بعناية ثم توضع برفق في الرمل المخلوط .

 4 - بعد زراعة أكثر من نبتة المختلفة الأحجام والألوان توضع قطع من الحجر الكبير نسبياً أو قطع خشبية من أشجار ميتة لتكون مكملة للمنظر العام .

 5 - ممكن وضع حامل بلاستيكي توضع في أعلاه صورة لطفل أو أي صورة شخصية أو بطاقة تهنئة .

 6 - يجب العناية في الري حيث توضع نقط من المياه على سطح الزجاج ولا ترش التربة مباشرة حتى لا تسبب بخار أو رذاذ على الزجاج يصعب تنظيفه .

 ومن الشروط الواجب إتباعها في عمل الحدائق الزجاجية :

 1 - لابد أن يكون الزجاج شفافاً تماما حتى لا يحجب أي كمية من الضوء.

 2 - تستخدم أنواع النباتات التي تستجيب لنفس الاحتياجات البيئية من رطوبة وحرارة وضوء حيث أنه يجب معاملة جميع النباتات في الإناء الواحد معاملة جماعية وليس معاملة فردية على أساس كل نبات على حدة .

 3 - تستخدم فقط أنواع النباتات البطيئة النمو والتي تتحمل رطوبة ولا تتعفن نتيجة الرطوبة .

 4 - تختار نباتات بطيئة النمو جداً ولا تسمد إلا نادراً حتى لا تنمو نمواً زائداً يشوه المنظر .

 5 - يفضل عدم زراعة نباتات مزهرة حتى لا تتسبب الأزهار المتساقطة المتحللة في قذارة الإناء .

عملية تنفيــــذها 

هذا النوع من الزجاج يمكن شراءه من محلات بيع الأسماك وطيور الزينة

أولاً : تجهيز المواد الأساسية لعمل الحديقة الزجاجية :

أ- زجاجة مناسبة

 ب - نباتات صغيرة

 ج - خليط من الرمل والبيت موس

د – أحجار بأشكال مختلفة

ثانياً : وضع أحجار صغيرة في قاع الزجاجة

ثالثاً : وضع طبقة من خليط الرمل مع البيتموس

رابعاً : البدء بوضع النباتات الصغيرة برفق




يتبع .....................


للمزيد  اضغط علي الرابط المناسب : 

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق