الثلاثاء، 3 يناير 2012

تغذية ورعاية الخــيول

تعتبر تغذية الخيول فناً وعلماً بذات الوقت ، فالفن يتضمن معرفة الاحتياجات الغذائية لكل حصان والعلم هو العمل على تحضير توليفة من المكونات العلفية المتوفرة بأفضل الأسعار لتفي بكافة الاحتياجات الغذائية التي تتطلبها كل مراحل العمر والإنتاج المختلفة 
 ويعتبر الغذاء من أهم العوامل البيئية تأثيراً في الخيول ، وما لم نعتني بتغذية الخيول فلا يمكن أن تبلغ هذه الحيوانات أقصى مدى ممكن من طاقتها التناسلية للتكاثر والنمو وبناء هيكل جسمها وما يترتب على ذلك من جمال الشكل وزيادة سرعتها ولياقتها البدنية .
 إن برنامج تغذية الخيول يبنى أساساً على جودة النوعية وليس على رخص العليقة والعبرة دائماً بالنتائج والتي هي أهم بكثير من تكلفة كيس العلف وهذا يتضح من نجاح كثير من المربين والاسطبلات التي تستخدم الأسلوب العلمي في التغذية من توفير كافة الاحتياجات الغذائية .
 ومن هذا يتضح أيضاً مدى تأثير الغذاء والتغذية كقوة خلاقة في تطور ونمو الخيول ، ولهذا فقد ارتفعت أصوات مربي وهواة تربية الخيول مطالبة باتباع الأساليب الفنية والعلمية لتحسين وتطوير آداء أعلاف الخيول نظراً للأسباب التالية :
 •افتقار التربة الزراعية بالمنطقة للعناصر الغذائية والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على القيمة الغذائية للنبات دون أن يشعر المربي بنقص هذه العناصر في الأعلاف الخضراء وبالتالي تؤثر سلباً على الخيول التي تتغذى عليها .
 •التغذية التقليدية (شعير، دريس ، حبوب) فقيرة في القيمة الغذائية وغير كافية من الناحية الكمية والنوعية لتغطية المتطلبات اللازمة من بروتين وطاقة وفيتامينات وأملاح معدنية .
 •وضع الخيول في إسطبلات وغرف ضيقة وعدم خروجها للرعي أو التعرض لأشعة الشمس وما يترتب على ذلك من مشاكل تغذية ونقص في بعض الفيتامينات وخاصة فيتامين د .
 •دخول كثير من الخيول الصغيرة ( أفلاء عمر سنتين ) في السباقات والعدو ، فلابد من اتزان العليقة لتكون أكثر دقة وتنوع ( تحتاج خيل السباقات من الطاقة فقط حوالي 100 ضعف ما تحتاجه خلال الراحة ) حتى تنجح وإن لم يكن ذلك فقد تصاب بالكسور والمشاكل الأخرى والتي تؤثر على حياتها المستقبلية .
 -2-تربية وتحسين الخيول وراثياً يتطلب جهداً ووقتاً كبيراً ، وعلى العكس فإن تحسين ظروف التغذية يعطي نتائج فورية ظاهرة وواضحة للمربي .
 •إلى وقت قريب كانت معظم مشاكل تربية الخيول من أرجل ضعيفة ملتوية وتضخم وتورم المفاصل تعزى إلى فشل تركيب الحداوي ، كذلك تضخم الرأس وتورم الجبهة لأسباب غير محددة ( منها فشل في الدورة الدموية) ولكن تبين بعد فترة أن كثير من هذه الحالات الغير طبيعية تكون أسبابها غذائية ، كما أن معظم المشاكل الهضمية والمعوية (مغص ، أسهالات ، نفاخ ) السبب الرئيسي لها هي طرق التغذية الغير سليمة مثل نقع الشعير .
- أهمية التغذية السليمة :
 •المحافظة على بقاء الحيوان على قيد الحياة دون مشاكل صحية أو انخفاض بالوزن.
 •النمو هو أساس العملية الإنتاجية والمؤشر على نجاح أو فشل الإنتاج مستقبلاً .
 •التناسل والرضاعة :
 -الفرس الصغيرة الحامل تحتاج لمقررات غذائية إضافية من البروتين والمعادن والفيتامينات أزيد من مثيلتها في حالتها العادية كذلك المرضعة .
 -بالنسبة للفحول فإن إنتاج الحيوانات المنوية ونوعية السائل المنوي ترتبط بطريقة التغذية وكمية الدهن المترسب والتي قد تؤدي بالحصان إلى العقم الدائم أو المؤقت في حالة التغذية السيئة ذات المحتوى العالي من الطاقة .
 - معلومات عن عملية الهضم في الخيول :
 •نظراً لأن الخيول وحيدة المعدة (تفرز المعدة بعض الأنزيمات التي تحلل البروتين والدهون جزئياً ) كذلك صغر حجمها ومرور الغذاء بداخلها بسرعة فإن تناول كمية كبيرة في الوجبة الواحدة خاصة المواد العلفية الخشنة قد يسبب صعوبة في التنفس ولهذا ينصح بتقديم وجبات على دفعات 3-4 وجبة علف مركز يسبق العلف الخشن لمنع اضطرابات القناة الهضمية ، كما أن القناة الهضمية المليئة بالدريس تعرقل القيام بالأعمال الصعبة ذات الأداء العالي فيجب إعطاء الدريس أثناء الليل وبالنسبة التالية ( ¼ الكمية صباحاً + ¼ ظهراً + ½ مساءاً) .
 •نظراً لعدم وجود حوصلة مرارية للحصان يجب عدم زيادة الدهن بالعليقة حيث أن الحصان غير قادر على الاستفادة منه بكفاءة عالية (أنزيمات الكبد والبنكرياس تساعد في تحلل البروتين والدهن والسكريات) .
 -3-يحتوي الأعور على السوائل حيث يتم فيه الهضم والتخمر وتصنيع بعض الفيتامينات وامتصاص المواد الغذائية . كذلك القولون الكبير يتم فيه استمرار عملية الهضم والامتصاص ، أما القولون الصغير فتبدأ فيه عملية تكون الروث .
 •يجب تغذية الخيول على نوعية أعلاف تحتوي على أقل كمية من السليلوز من النوع سهل الهضم نظراً لعدم مقدرة الخيل على هضم أكثر من30% من السليلوز الموجود في المواد العلفية.
 •تتميز أعلاف أراسكو للخيول بأنها تحتوي على مصادر متنوعة ومتعددة من مواد العلف لتعويض النقص في إحدى المكونات فمثلاً هناك نقص في بعض الأحماض الأمينية في أنواع من الأعلاف عن الأخرى وهذه الأحماض هي أساس بناء البروتين ونقصها يسبب ضعف بناء الجسم والإنتاج بصفة عامة ، ويمكن التغلب على هذا النقص باستخدام أعلاف أراسكو .
 •كذلك هناك تخوف من حصول بعض حالات التسمم البروتيني والذي يحدث بسبب التغذية على عليقة مرتفعة البروتين (جزء من البروتين لبناء الجسم وتعويض الأنسجة وجزء آخر يتحول إلى طاقة (مصدر طاقة مرتفع الثمن) والمتبقي يخرج عن طريق الكلى مما يسبب مشاكل في الجهاز البولي وحدوث تسمم للحصان ) .
 •مصدر الطاقة الأساسي هو الكربوهيدرات (أرخص ثمناً) يليه الدهون ولكن زيادة نسبة الكربوهيدرات تؤدي إلى زيادة السمنة وما لها من أضرار غير مرغوبة في كل مراحل النمو والإنتاج كذلك تؤدى زيادتها إلى زيادة التخمرات والغازات داخل الجهاز الهضمي وما يؤدي ذلك من مشاكل هضمية وصولاً بحدوث المغص المعوي ، كذلك نقص الطاقة يسبب عرقلة النمو للأفلاء وفقدان الوزن وضعف في الحالة العامة وظهور علامات التعب والإرهاق للخيول .
- الأملاح المعدنية :
 تعد ذات أهمية كبيرة في تغذية الخيول وذلك لتزويد الجسم بالمواد الهيكلية لنمو العظام والأسنان والأنسجة كما إنها تنظم العديد من العمليات الحيوية بالجسم ، ونقص المعادن يؤدي إلى قلة النشاط والحيوية وضعف النمو وعدم الاستفادة من الغذاء بشكل جيد وانخفاض الإنتاجية ، والنقص الغير شديد يسبب زيادة الخسارة دون ملاحظتها إلا إذا تطورت حالة النقص وأصبحت خطيرة تهدد مستقبل الخيول أو العملية الإنتاجية بصفة عامة مثل زيادة معدل النافق أو انخفاض نسبة الإخصاب أو قلة التناسل وما يصاحب ذلك من الضعف العام والوهن وخاصة الأفلاء الصغيرة أعمار السنتين إلى الأربع سنوات وعدم قدرتها على الاستمرار في السباقات وعدم المثابرة على الأعمال عالية الأداء .
ويمثل عنصري الكالسيوم والفوسفور حوالي 70% من المحتوى المعدني بجسم الخيول ومن هذا يتضح مدى أهمية الأملاح المعدنية عامة وهذان العنصران بصفة خاصة في بناء الجسم بالإضافة لعمليات الجسم الحيوية وحيث أن : الأفلاء الصغيرة السن والخيول النامية تحتاج إلى كميات من هذه المعادن لبناء هيكلها العظمي وتطور نموها لهذا يجب وضع الكميات المناسبة حسب الاحتياجات الغذائية لكل مراحل النمو والإنتاج لتلبية احتياجات الجسم للحصول على خيول سليمة خالية من العيوب .
 •إن العليقة التقليدية للخيول غالباً ما تكون فقيرة بالكالسيوم والأملاح المعدنية .
 •من الأهمية أن تكون عظام الخيول نامية بشكل جيد ومناسبة لمواجهة الضغط والإجهاد الذي سوف تواجهه أثناء التدريب والسباقات وبطبيعة الحال فإن هذه الأمور تقع على كاهل الهيكل العظمي وخاصة عندما تدخل الخيول حلبة السباق وهي صغيرة العمر .
 •يجب توفر العناصر المعدنية الضرورية بالعليقة : كالسيوم ، فوسفور ، صوديوم ، بوتاسيوم ، ماغنسيوم ، كلور ، يود ، حديد ، نحاس ، منجنيز .
 •كذلك عدم توفر ملح الطعام أو تذبذب استعماله وعدم انتظام الكمية المقدرة له بالعلف سوف يخلق حالة غير عادية بالنسبة لشراهة تناوله وما يعقب ذلك من تناول كميات كبيرة من المواد العلفية وكذلك زيادة شرب الماء وما يترتب على ذلك من مشاكل هضمية .
 • العمل الشاق والسباقات وأثناء الجو الحار كل ذلك يؤدي إلى زيادة سرعة التنفس وبالتالي فقد الأملاح عن طريق العرق لهذا يجب إعطاء مقررات غذائية محسوبة الأملاح حوالي 80 – 110 جم/ يوم .
 •يجب إضافة اليود إلى الملح وخاصة للأمهات الحوامل وذلك حتى لا تلد أفلاء ميتة أو ضعيفة وبالتالي تكون عرضة لمرض التهاب السرة أو التهاب الغدة الدرقية وخاصة في المناطق التي تعرف بافتقادها لهذا العنصر .
 •يجب توفر المعادن النادرة (سلينيوم ، موليبدنم ، كوبالت ، نحاس ، حديد ، كبريت ، زنك) وكذلك الفيتامينات ( أ ، د ، هـ ، ك ، ج ، مجموعة ب ) وذلك في العليقة لتفي بكافة احتياجات الخيول .
- الكالسيوم والفوسفور:
 ** يجب أن تكون نسبة الكالسيوم للفوسفور في العليقة قريبة من 1 : 1
 -5- تقل كمية الكالسيوم في حبوب النباتات النجيلية ومخلفاتها والإضافات البروتينية النباتية وتزداد في الإضافات البروتينية ذات المنشأ الحيواني على عكس الفوسفور الذي يوجد بكميات جيدة في الحبوب النجيلية ومخلفاتها ولكنه لا يوجد بشكل متاح ويزداد في الإضافات البروتينية ذات المنشأ الحيواني .
 • لابد من حساب كمية الكالسيوم والفوسفور المتوفر والمتاح والنسبة المثلى بينهما (توفر فيتامين د يجعل التمثيل الغذائي لهذا العنصرين متاحاً ).
 - الصوديوم والكلور :
 * * يجب أن يتوفر كلوريد الصوديوم ( ملح الطعام ) بكمية لا تقل عن 0.5 – 1% من العليقة .
 •الصوديوم والكلور عنصران ضروريان لحياة الحيوان للمحافظة على ضبط الضغط الأسموزي لخلايا الجسم ( المساعدة على نقل المواد الغذائية للخلايا وطرد الفضلات ) وكذلك نقل الإشارات العصبية والاستجابة للمؤثرات الخارجية .
 •يساعد عنصر الصوديوم في تصنيع الصفراء من الكبد لهضم الدهون الكربوهيدرات .
 •كذلك يدخل الكلور في تكوين حامض الهيدروكلورليك في العصارة المعدية لهضم البروتين .
 # أعلاف خاصة لكل مراحل النمو والإنتاج :
 1-) تغذية الأفراس الحامل والوالدة (المرضعة): تحتاج الأفراس في مرحلة الحمل وبعد الولادة إلى عليقة تفي باحتياجات جسمها ( لا تسمن كثيراً أو تهزل كثيراً ) بحيث يمكن :
 •توفير الاحتياجات الغذائية لنمو الجنين .
 •توفير متطلبات إنتاج اللبن والرضاعة فمن المعروف أن الاحتياجات الغذائية للفرس خلال فترة الرضاعة أكثر دقة من متطلبات الحمل .
 •زيادة المقررات الغذائية الإضافية لسد الحاجة للعمل .
 •زيادة البروتين والمعادن والفيتامينات ضرورياً أثناء مرحلة النمو للفرس الحامل الصغيرة في العمر بصفة خاصة ، ونظراً لمقدرة الفلو على الركض بعد الولادة بوقت قصير ، مما يزيد من أهمية بناء العظام عن طريق زيادة المعادن والفيتامينات للأم الحامل .
 عدم توفير تلك الاحتياجات الغذائية يؤدي إلى :
 -عدم نمو الجنين نمواً طبيعياً كما أن إنتاج اللبن للرضاعة يكون على حساب تدهور أنسجة الأم وجسمها .
 - نقص البروتين يؤثر على خصوبة الفرس في المستقبل بعد ولادة قد تكون متعثرة .
إرشادات عامة خاصة بالأفراس :
 -يجب الاعتناء بالإناث الحامل والتقليل من تقديم العلف المركز لعدة أيام قبل وبعد الولادة ، وبعد الولادة ومرور 24 ساعة يمكن تقديم قليل من الدريس والنخالة وكمية محدودة من الماء الدافئ .
 -التغذية بعد الولادة المقصورة على المواد العلفية المركزة وبكميات كبيرة قد يسبب اضطرابات هضمية أو يزيد كمية الحليب المنتجة والتي قد تؤدي أيضاً إلى سوء الهضم للأفلاء الصغيرة .
 -تجنب الأعلاف المتربة أو المتعفنة في تغذية الأفراس الحامل والمرضعة والتي قد تؤدي إلى مشاكل هضمية وإجهاض .
 - يجب تعويد الأمعاء بشكل منتظم ومتدرج من خلال التمارين والتغذية على الأعلاف اللينة مثل النخالة والدريس
 -التمارين المنتظمة والكافية تعتبر ضرورية للتعود على التغذية المناسبة لدى الأفراس الحامل والمرضعة .
 2-) تغذية الحصان (الفحل-الطلوقة): عندما يشعر المربي أن الفحل ليس بالوضع المطلوب للتسفيد الناجح ، يجب عليه تقليل كمية العليقة وزيادة تمارين الحصان ، كذلك فإن الحصان الضعيف الهزيل لا يمكن أن يكون فحلاً جيداً للتسفيد 
 •خلال موسم التناسل يجب مراعاة : أن تحتوي عليقة الحصان على كمية بروتين أكبر وإضافات أكثر من الأملاح المعدنية والفيتامينات .
 •خلال أيام السنة وأثناء راحة الفحول يجب مراعاة : أن يتناول الحصان العليقة الحافظة .
 •يجب تعويد الحصان على الأعلاف الملينة ( جزر-نخالة-دريس-كسب دوار شمس) .
 •توفير الماء النقي النظيف معتدل درجة حرارته بكمية وبصفة مستمرة أمام الحيوان .
 •تجنب استعمال الأدوية أو العلاجات في محاولة لزيادة حيوية الحصان .
 3-) تغذية الأفلاء (الخيول الصغيرة) : من المعروف أن حليب الفرس يمنح الفلو بداية جيدة للحياة وما بين النصف ساعة والساعتين بعد الولادة يجب أن يقف الفلو على قوائمه ويتناول حليب أمه (اللبأ أو السرسوب) . أما حليب الرضاعة فقط فهو ليس غذاءاً متكاملاً إذ ينقصه بعض العناصر المعدنية (الحديد ، النحاس) ولهذا قد يظهر على الفلو بعد فترة فقر الدم ، ويمكن تجنب هذه الحالة عن طريق السيطرة على تغذية الأفلاء التغذية المحصورة creep feeding ( وضع العلف المركز الغني بالمعادن والفيتامينات بعيداً عن الأمهات ولكن بمقدور الأفلاء الصغيرة الوصول إليها من خلال تجهيز فتحات سياج صغيرة حول المعلف ) .
أولاً - تغذية الأفلاء قبل الفطام :
 من المعروف إنه عندما يبلغ الفلو (10-20) يوماً من العمر فإنه يبدأ يتحسس وبأخذ بعض الحبوب والدريس ولكي يضمن المربي الحصول على فلو جيد النمو سهل الفطام قوى البنية يجب تعويد ه وتشجيعه على أخذ الأعلاف المركزة بأصغر عمر ممكن بدقة وعناية بحيث يكون العلف طازجاً دائماً وخالياً من العفن والمرارة والحموضة ، إذا ما بلغ الفلو (4-5) أسابيع فإنه بإمكانه تناول 200جم من الأعلاف المركزة يومياً لكل 40كجم من وزنة الحي . وعند الفطام يجب أن تزداد هذه الكمية لتصل لحوالي 300جم أو أكثر لكل 40كجم من وزنة الحي أو (2.5 -3.250 كجم علف للرأس الواحد يومياً ) وتختلف الكمية الدقيقة باختلاف الأفلاء والتطور المرغوب لها وبالإضافة للتغذية على العلف يجب أن يأخذ الفلو كمية من الدريس الجيد النوعية .
 تحت هذا النظام من الإدارة والعناية المثالية فإن الفلو يصبح أكثر اعتماداً على نفسه والابتعاد عن أمه أكثر ويكتسب نصف وزن البلوغ في السنة الأولى من العمر ويصل لارتفاعه التام عند أعمار لا تتجاوز السنتين . مما سبق نستطيع القول أنه إذا لم يعتن بالفلو خلال السنة الأولى وخاصة إذا عانى من سوء التغذية فإنه لا يمكن أن يتطور بشكل ملائم طيلة حياته .
 ثانياً - تغذية الأفلاء بعد الفطام :
 من المعروف أن الفترة المحصورة بين الفطام (عمر 6 شهور تقريباً) إلى السنة الأولى من العمر هي أدق الفترات حرجاً في كل حياة الخيل ، ولكن مع الإدارة الجيدة الحكيمة للأفلاء المفطومة سوف لا يوجد أي عائق أو اضطرابات تواجها عند الفطام وذلك إذا ما كان هذا الحيوان قد نما وتطور بشكل مستقل على أغذية وأعلاف مركزة خلال فترة الرضاعة .
 وعموماً يجب أن تأخذ الأفلاء المفطومة بين (400 – 600جم أعلاف مركزة وكذلك 600-800 جم أعلاف خشنة دريس) يومياً لكل 40كجم من الوزن الحي . مع الأخذ في الاعتبار أن كمية العلف سوف تختلف بعض الشيء تبعاً لاختلاف الأفلاء ونوعية العلف الخشن والغرض من التربية (عرض ، سباق ، بيع) .
 وعلى الرغم أن التمارين الرياضية (مدرب متخصص) تكون مرغوبة من ناحية جعل الأفلاء صحيحة البدن إلا إنها تعمل على تقليل معدل الزيادة الوزنية اليومية بحوالي 20% ولهذا يتجه كثير من المربين إلى الاكتفاء بالرياضة الطبيعية (ركض وهرولة) مع الأخذ في الاعتبار عدم زيادة العلف . فالحصان الذي يعلف بشدة ويبقى دون عمل أو تريض سوف يصبح بليداً ويتأذى بسرعة أثناء اللعب أو العرض كما أن نسبة الخيول المريضة نتيجة زيادة التغذية وشدتها أعلى من التي تتبع نظام تغذية محدد .
 3-) تغذية خيل السباق :
 من المعروف أن بعض عيوب الخيول قد تكون متوارثة والبعض الآخر قد يحصل نتيجة بعض الحوادث والجروح ويبقى هناك قسماً آخر يحدث نتيجة الإجهاد العنيف والذي يكون خارج قدرة تحمل الحيوان حتى لو كان يمتلك أجود الهياكل وأحسن الأنسجة . ويبدو أن النقص الغذائي هو السبب الرئيسي للعيوب والنقائص التي تحصل في الخيول .
 حقائق خاصة بخيول السباق:
 •تبدأ التدريب في وقت قصير جداً من بلوغها السنة الأولى من العمر .
 •تستمر بالتدريب طوال أشهر السنة وتستمر في التسابق عدة مرات سنوياً .
 •لا تبقى خارج الإسطبلات إلا لفترات قصيرة فلابد من زيادة فيتامين د للعلف وذلك لعدم تعرضها لأشعة الشمس.
 •لا جدوى من تغذيتها بالطرق التقليدية (شعير ، برسيم ، نخالة) حيث غالباً ما ينقصها فيتامينات أ ، د ، هـ وكذلك مجموعة فيتامين ب والريبوفلافين بالإضافة إلى الكالسيوم والفوسفور ، ولهذه الأسباب قد تتدهور الحالة الصحية للخيول بعد فترة قصيرة من دخول ميدان السباقات .
 •تحتاج الخيول ذات الأداء العالي إلى عليقة ذات مواصفات خاصة إذ يتطلب من خيول السباق أن تبدي وتظهر قوة هائلة خلال فترة قصيرة من دقيقة إلى 3 دقائق من بداية السباق وكلما كانت أعمارها صغيرة فإن حاجتها لزيادة العناصر الغذائية والفيتامينات والأملاح المعدنية تكون أكثر .
 •ينبغي تقليل كمية الدريس المعطى لخيول السباق خلال موسم التسابق بحيث لا يزيد عن3 كجم/ يوم مع زيادة كمية العلف المركز ليصل إلى 6كجم/يوم وذلك للوصول لأعلى طاقة ممثلة .
 # بعض الملامح الفسيولوجية للتناسل في الخيول :
 * عمر البلوغ الجنسي Age of puberty :
 تبدأ فترة الشياع لدى الأفراس الصغيرة وهي بعمر حوالي 15 شهر ، ولكن نادراً ما يتم التسفيد على هذا العمر حتى يتم اكتمال نمو أجسامها غير الناضجة . وعموماً فإن الأفراس تسفد لأول مرة في عمر 3 سنوات لتلد أول مرة وهي في السنة الرابعة حتى يتم نضجها بشكل جيد وتتمكن من تنمية وتطوير الجنين الذي في أحشائها ، كما أن هناك مجال لتدريبها قبل مرحلة الحمل وهي غير مثقلة بالجنين . وإذا ما اعتنى بإناث التربية broadmares عناية فائقة فإنه يمكن أن تنتظم في ولادتها حتى بلوغها الرابعة عشر أو السادسة عشر من العمر .
* فترات الشياع (دورات التناسل) Heat Periods :
 تحدث فترة الشياع كل 21 يوماً تقريباً بمعدل (4-6) أيام ، ولكن قد تحدث للأفراس البكر أن تستمر لعدة أسابيع فترة الشبق وهنا ينبغي أن لا تسفد وينتظر حتى تنتظم عندها الدورات .
 * علامات الشبق Signs of Estrus :
 1- تهديل واحتقان الأعضاء التناسلية الخارجية .
 2- نزول إفرازات مخاطية من المهبل .
 3- زيادة عدد مرات التبول .
 4- الرغبة والوقوف أمام الفحل .
* الإخصاب Fertilization :
 لكي يتمكن المربي من الحصول على أعلى نسبة إخصاب لابد من معرفة المعلومات التالية :
 -تتحرر البويضة عادة خلال يوم واحد قبل أو بعد فترة الشبق 
 -تستطيع الحيوانات المنوية أن تبقى حية وفعالة لفترة (24-30) ساعة في قناة الأنثى التناسلية .
 -يتطلب من الحيوانات المنوية(4-6) ساعات لتصل لأعلى القناة التناسلية الأنثوية لإخصاب البويضة .
 -بقاء البويضة حية فترة أقصر من الحيوانات المنوية قد لا تتعدى (4-6) ساعات بعد التبويض .
 -يجب أن يتم التسفيد ما بين (20-24) ساعة قبل التبويض .
 مما سبق يتضح إنه إذا ما تم التسفيد في فترة الشبق (4-6 أيام) كل يوم أو كل يومين ابتداء من اليوم الثالث فإنه غالباً ما يكون تسفيداً ناجحاً .
 * فترة الحمل Gestation :
 موسم التناسل يعتبر فترة محدودة (أواخر الشتاء وأوائل الربيع) ، وتمتد فترة الحمل إلى حوالي336 يوماً تقريباً (حوالي11 شهر) ، أما حساب موعد الولادة المتوقعة فيتم بواسطة طرح شهر واحد وإضافة يومين إلى الموعد الذي تم فيه تسفيد الفرس .
المرجع : كتاب الخيل والفروسية ترجمة : د. نجيب توفيق غزال

النَغَف أو داء الدودة الحلزونية

نغف عند قطة 
النَغَف   (باللاتينية: Myiasis) هو مرض يصيب الحيوان أو الإنسان وتسببه يرقات بعض ثنائيات الأجنحة الطفيلية التي تتغذى على الأنسجة أو الأعضاء الحية للجسم. 
إطار الأصابة به
يصيب هذ المرض الثدييات مثل : الأبقار، الإبل، الخيل، الماعز، الخراف، القطط، الكلاب وأحيانا الطيور. و يمكن أن يصيب أيضا الإنسان. وفي بعض الحالات القليلة يصيب البرمائيات والزواحف.
و يؤدي هذا المرض إلى كثير من الخسائر الاقتصادية فمعدل الخسائر السنوية بسبب إصابة الخراف والمواشي بذلك المرض في أستراليا تقدر بحوالي 70 مليون دولار سنويا.
مناطق انتشاره
ينتشر هذا المرض في المناطق الحارة والرطبة، والمسبب الرئيسي له هي ذبابة الدودة الحلزونية المنتشرة بشكل كبير في المناطق التالية من العالم :
القارة الأفريقية: المناطق الاستوائية والمناطق شبه الاستوائية (في منطقة الغابات الاستوائية من السنغال إلى وسط أفريقيا وجنوباً إلى أنغولا وروديسيا).
القارة الأمريكية.
أستراليا
وقد بدأت بالظهور في بعض بلدان الشرق الأوسط كالعراق ومصر والسعودية واليمن و دول الخليج.
أماكن الإصابة
أولاً / جسم الإنسان :
يصاب الإنسان بهذا المرض لعدة أسباب مثل :
أهمال الجروح وتلوثها مما يشكل بيئة مناسبة لوضع بيض الذبابة.
تناول الأطعمة المكشوفة والملوثة ببيض الذبابة أو يرقاتها.
أهمال النظافة الشخصية للأذن والأنف.. مما قد يسبب تسلل يرقات الذبابة إلى داخل الجسم.
شرب المياة الملوثة.
عدم الاعتناء بالملابس وكيها، فقد تضع الذبابة بويضاتها على الملابس المغسولة.
وأكثر الأماكن التي تظهر فيها علامات المرض هي :
أماكن الجروح.
الجهاز الهضمي.
الجلد.
العين.
الأذن.
البلعوم.
الجهاز البولي.
الجهاز التناسلي.
ثانياً / جسم الحيوان :
تضع أنثى الذبابة البيض على شكل كتل مسطحة في الأماكن التالية :
حواف الجروح فأي جرح على جسم الحيوان يجذب تلك الذبابة مثال جرح ناتج عن قص القرون، جز الصوف.
الأغشية المخاطية الموجودة في فتحات الجسم مثل الأنف، العين، الفم، الأذن، والمهبل.
في مؤخرة الحيوان حيث يكون هذا المكان رطب وملوث ببول وبراز الحيوان.
مكان السرة عند الحيوانات الحديثة الولادة يعتبر من الأماكن المنتشرة لوضع بيض الذبابة.
منطقة الشرج والمهبل خاصة إذا كان بها جرح بعد الولادة.
أعراضه
- أولاً / جسم الإنسان :
تقرحات جلدية شديدة الحكة ثم تتطور إلى ما يشبه الدمل ويكون شديد الألم وتخرج منه إفرازات صديدية.
عند إصابة الجهاز الهضمي: ألم بالبطن، قئ، إسهال. وأحيانا لا تظهر أي أعراض.
غالباً ما تصدر مخلقات اليرقات رائحة نتنة أو مزعجة.
- ثانياً / جسم الحيوان :
قُرح جلدية وإفرازات صديدية ذات رائحة كريهة.
فقدان الشهية والضعف بسبب حدوث التهاب بكتيري وتلوث الدم.
أثناء فترة تغذية الدودة، يتوسع الجرح ببطء وقد تذوب الأنسجة الحية للعضو المصاب حتى يظهر العظم عارياً أمام العين.
وكثيراً ما تأخذ المسألة منحى أشد خطورة جراء تآكل اللحم والذي قد ينتهي بانفصال العضو المصاب عن الجسم، مما يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم تدارك الأمر.
العلاج
يعتبر العلاج الأمثل والمتعارف عليه غالباً في قطع الهواء ومنعه عن الدودة مما يجبرها على الخروج إلى سطح الجلد، وذلك عبر استخدام الفازلين أو أي مادة مشابهة له وما إن تظهر على سطح الجلد يتم انتزاعها باستخدام الجفت الطبي ومن ثم يتم تنظيف مكان الجرح بشكل جيد.
وهناك طريقة أخرى للعلاج وهي استخدام التخدير الموضعي وانتزاع الدودة من الجسم.
الوقاية
إطلاق الذباب الذكور العقيم بعد معاملتها بأشعة جاما Sterile Insect Technique فتقوم بالتزاوج مع الإناث ويكون البيض الذي تضعه الإناث غير مُخصب وبالتالي لا يتحول إلى المرحلة الدودية.
إزالة الصوف في الخراف في المنطقة عند الذيل وبين السيقان الخلفية لأنها تُعتبر الأماكن المفضلة لنمو الدودة الحلزونية.
التطهير الجيد لمكان أي جرح بالحيوان.
رش الحيوانات بمحاليل قاتلة للطفيليات.
التخلص من الكلاب المريضة التي تزيد من انتشار المرض لكثرة وجود جروح بها تجذب الذبابة الحلزونية.
كي الملابس الملابس المغسولة بعد نشرها: قد تضع الذبابة بويضاتها على الملابس المغسولة أثناء نشرها ويتوجب كيها قبل ارتدائها فحرارة الشمس قد لا تكون كافية لقتل البويضة.

موت أمم وأقوام يأجوج ومأجوج بداء النغف ( الدودة الحلزونيةMyiasis )


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، منيهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً (r) عبده ورسوله وصفية من خلقة وحبيبة سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين بلغ الرسالة وادي الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة ومحي الظلمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك، أما بعد:
إن خروج أقوام يأجوج ومأجوج من تحت الأرض سيكون في عهد نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) والذي سيعود إلى الأرض مرة ثانية حيث يقوم بقتل المسيح الدجال (لعنه الله) مما سيؤدي إلى هجوم أقوام يأجوج ومأجوج على نبي الله عيسى بن مريم(عليه السلام) وأتباعه من المؤمنين في القدس الشريف بأرض فلسطين وستكون لهم فتنة عامة وشر مستطير لا يملك أحد من الناس دفعهم ويحاصرون نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) ومن معه من المؤمنين في طور سيناء بأرض مصر فيدعو نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) وأصحابه على أقوام يأجوج ومأجوج فيسلط الله تعالى عليهم داء النغف (الدودة الحلزونية Myiasis ) فتقتلهم جميعا ًويموتون كموت نفس واحدة.
واليكم أيها الإخوة الأحباب بعض من الأدلة من السنة النبوية الشريفة التي تثبت أن الله تعالى سيسلط على أقوام يأجوج ومأجوج دُودًا يُقَال لَهُ النَّغَف فيقتلهم به وهي ما يلي:
1- رَوَى اِبْن جَرِير الطبري وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْحَدِيث مَعْمَر عَنْ غَيْر وَاحِد عَنْ حُمَيْد بْن هلال عَنْ أَبِي الصَّيْف قَالَ: عن كَعْب الأحبار- رضي الله عنه - قَالَ: ( إِذَا كَانَ عِنْد خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج حَفَرُوا حَتَّى يَسْمَع الَّذِينَ يعَلُونَهُمْ قَرْع فُؤُوسهمْ فَإِذَا كَانَ اللَّيْل أَلْقَى اللَّه عَلَى لِسَان رَجُل مِنْهُمْ يَقُول نَجِيء غَدًا فَنَخْرُج فَيُعِيدهُاللَّه كَمَا كَانَ فَيَجِيئُونَ مِنْ الْغَد فَيَجِدُونَهُ قَدْ أَعَادَهُ اللَّه كَمَا كَانَ فَيَحْفِرُونَهُ حَتَّى يَسْمَع الَّذِينَ يعَلُونَهُمْ قَرْع فُؤُوسهمْ فَإِذَا كَانَ اللَّيْل أَلْقَى اللَّه عَلَى لِسَان رَجُل مِنْهُمْ يَقُول : نَجِيء غَدًا فَنَخْرُج إِنْ شَاءَ اللَّه فَيَجِيئُونَ مِنْ الْغَد فَيَجِدُونَهُكَمَا تَرْكُوهُ فَيَحْفِرُونَ حَتَّى يَخْرُجُوا فَتَمُرّ الزُّمْرَة الْأُولَى بِالْبُحَيْرَةِ فَيَشْرَبُونَ مَاءَهَا ثُمَّتَمُرّ الزُّمْرَةالثَّانِيَة فَيَلْحَسُونَ طِينهَاثُمَّ تَمُرّ الزُّمْرَة الثَّالِثَة فَيَقُولُونَ قَدْ كَانَ هَهُنَا مَرَّة مَاء فَيَفِرّ النَّاس مِنْهُمْ فَلَايَقُوم لَهم شَيْء ثُمَّ يَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاء فَتَرْجِعإِلَيْهِمْ مُخَضَّبَة بِالدِّمَاءِ فَيَقُولُونَ غَلَبْنَا أَهْل الْأَرْض وَأَهْل السَّمَاء فَيَدْعُو عَلَيْهِمْ عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلام فَيَقُولاللَّهُمَّ لَا طَاقَة وَلَا يَدَينْ لَنَا بِهِمْ فَاكْفِنَاهُمْ بِمَا شِئْتفَيُسَلِّط اللَّه عَلَيْهِمْ دُودًا يُقَال لَهُ النَّغَف فَيُفَرِّس رِقَابهمْ )
2- روى ابن ماجة بسند صحيح عن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (r): (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَوْا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيُنْشِفُونَ الْمَاءَ وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ فَيَقُولُونَ قَهَرْنَا أَهْلَ الأرْضِ وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا ْ).
3- قال الإمام/ مسلم - رحمه الله - في صحيحة ، ما نصه : ( عن النواس بن سمعان (t)أن رسول الله (r) قال : ( يأتي نبي الله عيسى قوما ً قد عصمهم الله فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذا أوحى الله عيسى بن مريم أني قد أخرجت عبادا ً لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا ً من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل ، فيرسل الله عليهم نفعا ً في رقابهم فيصبحون موتى كموت نفس واحدة ).
4- عن أبي سعيد الخدري (t) أن رسول الله r قال : [ يفتح يأجوج ومأجوج فيعمون الأرض وينحاز منهم المسلمون فيظهرون علي أهل الأرض فيقول قائلهم : هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم فيهز آخر حربته إلي السماء فترجع مخضبة بالدم فيقولون قد قتلنا أهل السماء فبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم دواب كنغف الجراد فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا ً ]
5- وفي رواية اخرى: قال رسول الله (r) بعد ذكر قتل نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) للمسيح الدجال (لعنه الله) عند باب لدالشرقي : ( فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إليه يا عيسى إني قد أخرجت عبادا ً لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم كما قال الله من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ثم يمر آخرهم فيقولون لقد كان في هذا ماء مره ويحضر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا ً من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى لله فيرسل الله عليهم النَّغَفَفي رقابهم فيقتلهم بها فيصبحون فرسي كموت نفس واحدة )
قول النبي (r): ( فَيُسَلِّط اللَّه عَلَيْهِمْ دُودًا يُقَال لَهُ النَّغَف فَيُفَرِّس رِقَابهمْ)
وقول النبي (r): ( فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا )
وقول النبي (r): ( فيرسل الله عليهم النَّغَفَ ً في رقابهم فيقتلهم بها)
النغف : نوع من الدود يصيب أنوف الإبل والغنم ويقضى عليها ،أوهو دود ابيض يكون في النوى.. واحدته: نغفة
أيها الأخوة الأحباب : وبناء على ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة السابقة نستنتج أن نهاية أقوام يأجوج ومأجوج ستكون بقدرة الله سبحانه وتعالى إذ لا يكون لنبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) وأتباعه من المؤمنين الذين نجوا من فتنة المسيح الدجال (لعنة الله ) قدرة على قتالهم ونهايتهم ستكون في المنطقة التي تقع بين جبل طور سيناء وبحيرة طبرية بشمال فلسطين أي: ستغطي جثثهم كل أرض سيناء وفلسطين والدليل على ذلك أنه عندما يمر أوائل جيشهم ببحيرة طبرية سيشربون كل ما فيها من ماء ثم يتجهوا ناحية نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) وأتباعه من المؤمنين عند جبل الطور وعندما يصل أواخر جيشهم عند بحيرة طبرية لن يجدوا فيها ماء وهذا يعني أن طول طوابير جيوش أقوام يأجوج ومأجوج سيغطي المنطقة التي تقع من جبل الطور بسيناء إلى بحيرة طبرية بشمال فلسطين أو بعدها بمسافة قليلة في اتجاه الأردن ثم سيحاصرون نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) وأتباعه من المؤمنين عند جبل الطور في سيناء بأرض مصر ويقطعوا عليهم جميع الإمدادات من ماء وطعام حتى يكاد يهلك نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) وأتباعه من المؤمنين فيشتد دعاء نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) وأصحابه ويستجيب الله سبحانه وتعالى لهم فيسلط على هؤلاء الأشرار يأجوج ومأجوج داء النغف (الدودة الحلزونية Myiasis ) فيموتون جميعا فيرى المؤمنون قدرة الله سبحانه وتعالى في قتل هؤلاء الأشرار حينما يسلط عليهم أحقر واضعف مخلوقاته وهى دودة النغف Myiasis))... ويبقى نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) ومن معه على رأس الجبل لا يدرون ما حدث فيسمعونوقد هدأت ضجة أقوام يأجوج ومأجوج على الأرض فيستقصون الأمر ويبعثون بمتطوع ليرى ما حدث ويتفاجؤن بمنظر عجيب مليارات من جثث أقوام يأجوج ومأجوج تغطي الأرض فلا يبقى موضع شبر إلا قد ملأه جيفهم ودماؤهم ورائحتهم النتنة الكريهة فيدعو نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) وأصحابه ربهم فيرسل الله طيرا كأعناق البخت (الجمال) فتحمل جثثهم بعد هلاكهم فتطرحهم إلى حيث شاء الله تعالى، ثم تهطل الأمطار فتغسل الأرض وتجعلها كالزلقة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرك وردي بركتك فيومئذ تعطي الأرض بركتها وتكثر خيراتها.
أيها الأخوة الأحباب : عندما بحثت عن معلومات على شبكة الانترنت عن داء النغف الذي سيسلطه الله تعالى علي أقوام يأجوج ومأجوج فيقتلهم به وجدت ألاتى :
( داء النغف الدملي ) الدودة الحلزونية Myiasis) هو مرض يصيب الحيوان أو الإنسان و تسببه يرقات ذبابة طفيلية تسمى الدودة الحلزونية حيث تتغذى على الأنسجة أو الأعضاء الحيةللجسم.
ويصيب هذا المرض الثدييات مثل: ( الأبقار، الجمال، الخيول، الماعز، الخراف،القطط، الكلاب ) ، وأحيانا الطيور. ويمكن أن يصيب الإنسان أيضا. و في بعض الحالات القليلة يصيب البرمائيات والزواحف. وهو منتشر في المناطق الحارة والرطبة و يؤدي هذا المرض إلى كثير من الخسائر الاقتصادية فمعدل الخسائرالسنوية بسبب إصابة الخراف والمواشي بذلك المرض في أستراليا تقدر بحوالي 70 مليون دولار سنويا. لذلك يجب الاهتمام الشديد بالوقاية من المرض
مناطق انتشار ذبابة الدودة الحلزونية:
ذبابةالدودة الحلزونية منتشرة جدا في المناطق التالية من العالم:
- القارة الأفريقية: المناطق الاستوائية والمناطق شبهالاستوائية ( في منطقة الغابات الاستوائية من السنغال إلى وسط أفريقيا وجنوباً إلىأنغولا و روديسيا).
- القارة الأمريكية.
- وتظهر بشكل أقل في معظم المناطق الأخرى بالعالم. و قدوجدت بعض الحالات مؤخرا في اليمن
دورة حياة ذبابة الدودة الحلزونية:
تضع أنثى الذبابة البيض على شكل كتل مسطحة في الأماكنالتالية في جسم الحيوان:
1- حواف الجروح. فأي جرح على جسم الحيوان يجذب تلك الذبابةمثال جرح ناتج عن قص القرون، جز الصوف.
2- الأغشية المخاطية الموجودة في فتحات الجسم مثل الأنف،العين، الفم، الأذن، و المهبل.
3- عند مؤخرة الحيوان حيث يكون هذا المكان رطب و ملوث ببول وبراز الحيوان.
4- مكان السرة عند الحيوانات الحديثة الولادة يعتبر منالأماكن المنتشرة لوضع بيض الذبابة.
5- منطقة الشرج و المهبل خاصة إذا كان بها جرح بعد الولادة
* خلال 24 ساعة يفقس البيض و يتحول إلى يرقات تبدأ تتغذىعلى أنسجة الحيوان فيزداد حجم و عمق الجرح و ينتج عنه رائحة مميزة تجذب المزيد منأنثى الذباب التي تضع مزيد من البيض حتى يصل إلى 3000 من اليرقات في مكان الجرحالواحد. و يؤدي ذلك إلى موت الحيوان إذا أُهمل و لم يتم علاجه.
* ثم تنضج اليرقات بعد ذلك خلال 5 - 7 أيام فتترك الجرح وتقع على الأرض لتختبئ وتتحول إلى الذبابة الكاملة. و تتزاوج خلال يوم إلى ثلاثةأيام.
* بعد أربعة أيام من التزاوج تكون جاهزة لوضع بيض جديد. وتبدأ في البحث عن حيوان أخر كي تضع البيض ( معدل 200 بيضة ) على حواف الجروح.
الذبابة البالغة تستطيع العيش لمدة 2 - 3 أسابيع . وتستطيع الطيران لمسافات طويلة قد تصل إلى 290 كم في أقل من أسبوعان ( غالبا يكونمعدل المسافة التي تقطعها 40 - 55 كم في الأسبوع ).
ويتأثر معدل تطورالذبابة الغير ناضجة بشدة بدرجة الحرارة. فيكون معدل تطورها أبطء في درجات الحرارةالمنخفضة. لذلك يكون معدل دورة حياة الذبابة أسبوع إلى شهرين في الحرارة المنخفضة. على عكس الحرارة المرتفعة فعندما تكون درجة حرارة الجو 29 درجة سيليزية تقريباتستكمل الذبابة دورة حياتها في 18 يوم فقط
أولا الأعراض في الإنسان:
أماكن الإصابة في الإنسان هي: الجهاز الهضمي، الجلد، العين، الأذن، البلعوم، الجهازالبولي و التناسلي، أماكن الجروح.
وتكون الإصابة من خلال:
- تلوث أي جرح و لو بسيط بالجسم.
- تناول طعام ملوث باليرقات أو البيض.
- الدخول من خلال أي فتحاتب الجسم.
وتظهر أعراض المرض في صورة:
- قرح جلدية شديدة الحكة ثم تتطور إلى ما يشبه الدمل و يكونشديد الألم و يُخرج إفرازات صديدية.
- عند إصابة الجهاز الهضمي: ألم بالبطن، قئ، إسهال. وأحيانا لا تظهر أي أعراض.
ثانيا الأعراض في الحيوان:
- قُرح جلدية و إفرازات صديدية ذات رائحةكريهة.
- فقدان الشهية على الأكل و الضعف بسبب حدوث التهاب بكتيريوتلوث الدم.
- أثناء فترة تغذية الدودة، يتوسع الجرح ببطء وقد تذوبالأنسجة الحية للعضو المصاب حتى يظهر العظم عارياً أمام العين. وكثيراً ما تأخذالمسألة منحى أشد وتنتهي بانفصال العضو المصاب عن الجسم واللحم يتآكل ويتساقط (ثم يؤدي إلى الوفاة) إذا لم يتم العلاج.
العلاج:
يتمثل العلاج في إجبار الدودة على الخروج إلى سطح الجلد عن طريق منع الهواء منالوصول إليها. و ذلك من خلال استخدام الفازلين أو مادة مشابهة مما يجبرها علىالظهور على سطح الجلد و بذلك يتم انتزاعها باستخدام الجفت الطبي ثم يتم تنظيف مكان الجرح جيدا.
هناك طريقة أخرى للعلاج وهي استخدام التخدير الموضعيوانتزاع الدودة من الجسم.
الوقاية ومكافحة المرض:
1- استخدام المبيدات الحشرية.
2- إطلاق الذباب الذكور العقيم بعد معاملتها بأشعة جاما Sterile Insect Technique فتقوم بالتزاوج مع الإناث و يكون البيض الذي تضعه الإناثغير مُخصب و بالتالي لا يتحول إلى المرحلة الدودية.
3- إزالة الصوف في الخراف في المنطقة عند الذيل و بينالسيقان الخلفية لأنها تُعتبر الأماكن المفضلة لنمو الدودةالحلزونية.
4- التطهير الجيد لمكان أي جرح بالحيوان.
5- رش الحيوانات بمحاليل قاتلة للطفيليات.
6- التخلص من الكلاب المريضة التي تزيد من انتشار المرضلكثرة وجود جروح بها تجذب الذبابة الحلزونية.
7- كي الملابس الملابس المغسولة بعد نشرها: قد تضع الذبابة بويضاتها على الملابس المغسولة أثناء نشرها ويتوجب كيها قبل ارتدائها فحرارة الشمسقد لا تكون كافية لقتل البويضة).
أيها الأخوة الأحباب : بناء على ما جاء في النص السابق نقول أن الغالب إن هذا المرض - داء النغف (الدودة الحلزونية Myiasis ) - الذي سيرسله الله على ياجوج وماجوج سيكون نوعا معديا من الاوبئة الفتاكة التى تنتشر وتتفشى بسرعة رهيبة في كل مكان في العالم بحيث يمكنها القضاء على كل هذه الجيوش بأعدادهم الهائلة في دقائق معدودة والدليل على ذلك أن كلمة : (فرسي) هي اشتقاق نادر لكلمة فريسة هذا إذا كانالمعنى المقصود من الكلمة يعنى ذلك ، ولكنني اعتقد أن كلمة : (فرسي) هنا تعنى شيئا آخر هو: فيرس ولاحظوا مدى التشابه بين كلمة : (فيرس) وكلمة : (فرسي) التي وردت في الأحاديث النبوية الشريفة السابقة ؟!
وسيفعل فيهم داء النغف (الدودة الحلزونية Myiasis ) مثلما يفعل بالبهائم ( الإبل والغنم ) حيث ينتقل الفيروس بطريقة سريعة ويصيب أجسام جميع أقوام يأجوج ومأجوج و يصل إلى دمائهم مباشرة فيتسبب في حدوث التهاب بكتيريوتلوث بالدم فتأخذالمسألة منحى أشد وتنتهي بانفصال أعضائهم المصابة عن أجسامهم ويتآكل لحمهم ويتساقط على الأرض فيقضي عليهم ويهلكهم ويفنيهم في دقائق معدودة فيموتون جميعا كموت نفس واحدة..!!!
ولأعجب في ذلك فنحن نشهد في هذه الأيام انتشار كثير من الأوبئة والفيروسات التي يمكنها أن تقضي على أمم بأكملها في زمن قياسي مثل الطاعون ووباء الفاشيولا وفيروس أنفلونزا الطيور وأخيرا ً فيروس أنفلونزا الخنازير الذي قد يتحول إلى وباء عالمي وغيرها مما سيظهر من الأوبئة والفيروسات الخطيرة التي تنتشر وتتفشى بشكل سريع ومخيف في جميع أنحاء العالم فلقد أعلن بعض العلماء الأمريكيين مؤخرا أن طاعون الخنازير الذي يعرف بأنفلونزا الخنازير تم صناعته في المعامل الأمريكية ..!!!
فهل نحن في المراحل الأخيرة من المؤامرة على العالم بإعلان أصحاب المؤامرة الماسون الصهاينة اتباع المسيح الدجال حرب الفيروسات أو ما يطلق علية طاعون القيامة ؟!
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء و المرسلين سيدنا ومولانا محمد (r) وعلى اله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وإلى اللقاء مع مشاركة جديدة إن شاء الله تعالى
أخيكم في الله الباحـث/
أســامة حــامد مـرعــى   جمهورية مصر العربية   محافظة كـفر الشيخ
للمزيد  شاهد ايضا :
الدودة الحلزونية  النغف 

الاثنين، 2 يناير 2012

عن تطور الحیتان


مصطلحات توضيحية : Mysticeti : الحيتان البلّينية baleen whales Odontoceti: الحيتان السنّية (لها الاسنان) toothed whales Archaeoceti: الحيتان البدائية القديمة جدا
في سنة 1859 كان لداروين توضيحات (بشكل نظري) كيف قد نشأت الحيتان (Cetacea) الحالية. حسب داروين فانّ الحيتان والدلافين اصلهم يرجع إلى ثديات اليابسة, تلك الثديات التي كانت تحصل على معظم غذائها في الوسط المائي لذلك تكيّفت تلك الثديات مع الوسط الجديد, وكان العالم لامارك Lamarck يعتقد عكس ذلك, إذ انه كان يعتقد بان ثدييات اليابسة أن اصلها يرجع إلى ثديات الماء.
وضرب داروين مثالا على ذلك وهو الدبّ الاسود, كان زميل له رآه في قارة أمريكا الشمالية, ذلك الشخص رأى الدب الاسود يسبح في بركة ماء بشكل متواصل لساعات عديدة دون توقف من اجل اصطياد الحشرات. إذا استمر هذا الدبّ (أو اي من حيوان ثدي آخر) ولاجيال عديدة جدا يبحث معظم وقته عن الغذاء في الماء فانه سيتكيف ويتصرف مثل الحيوانات المائية وبشكل تدريجي. وتبدأ اجسامهم بالتكيّف (التغيّر) من اجل سباحة وغطس أفضل, وبعد مدة طويلة (ملایین السنین) وبشكل تدريجي ينشأ حيوان على شاكلة الحيتان أو كلاب البحر.
المشكلة الوحيدة آنذاك التي جلبت الكثير من الضجة من حولها كانت هي عدم وجود احافير Fossils كأدلة على حدوث ذلك. وفي ذلك الزمن كان هناك احفور واحد مكتشف للحيتان ولكنه كان لحيتان مائية بالكامل وتسمى بالباسيلوسورس Basilosaurus. وهذا الاحفور لحوت قديم جدا طوله كان 15 مترا وجسم شبيه بالثعابين.
وهذا الاحفور كان ضحية لعملية احتيال إذ استعمل البرت كوخ Albert Koch عظام خمس حيتان مختلفة لتركيب الهيكل العظمي الكامل والطويل والذي قدّمه للعالَم تحت اسم الاحفور هايدرارخس Hydrarchus (ثعبان البحري الأسطوري). عالم الاحافير ريجارد هالان Richard Halan اكتشف أيضا احافير ترجع إلى الباسيلوسورس Basilosaurus، وهذا العالم كان أكثر علمية ومسؤلية من السابق, ولكنه أيضا استنتج بعض التفسيرات الخاطئة. هارلان اعتقد أن الحيوان كان لزواحف بحرية ضخمة منقرضة كانت منتشرة في المحيطات لفترة طويلة من الزمن في الماضي السحيق. نظرا لهذه الخلفية الخاطئة قدم هارلان احفوره كملك للزواحف باسيلوسورس Basilosaurus. ثم قام أشهر عالم احافير في انكلترا السير ريجارد اوين Sir Richard Owen بألقاء نظرة إلى ذلك الاحفور فظهر بعض الحقائق عن اصل ذلك الاحفور. مجموعة اسنان denture ذلك الحيوان كانت مركبة من اسنان صغيرة في الجهة الامامية للوجه, وفي الجهة الخلفية مركبة من اسنان عريضة بحجم البطاطس, وهذه تنافي مجموعة اسنان denture للزواحف التي لها اسنان موحدّة الشكل. مجموعة الاسنان denture مركّبة من اسنان قاطعة واضراس molar teeth كاذبة وحقيقية يمكن ايجاده فقط في عدد قليل جدا من الثديات. وكذلك العمود الفقري لذلك الحيوان Basilosaurus كان أيضا للثديات والذي كان يطابق العمود الفقري للحيتان بشكل جيد. وعندما تمّ فحص العظم تحت المجهر تبينت الحقيقة، بدلا من نمط انابيب صغيرة كما في الزواحف وُجد تحت عظمة السنّ Cement نمط قنوات متموّجة صغيرة تماما كما هو موجود لدى الثديات. لكن على الرغم من ذلك احتفظ الباسيلوسورس Basilosaurus باسمه بسبب قوانين التصنيفيات Taxonomy.
الجسم الطويل الشبيه بالثعابين للباسيلوسورس Basilosaurus جعل من علماء الاحافير وهاوٍ للبحث والحفر عن العظام القديمة حوالي 1830 يعتقدون أن الجسم ربما كان لثعابين البحر. على الرغم من أن هناك الكثير من الاحافير المكتشفة للباسيلوسورس Basilosaurus الاّ ان عظام ارجله القصيرة الخلفية تم اكتشافه في 1989. كان العلماء يعتقدون أن طول هذا الحيوان يقدّر بخمسة واربعين مترا لكن الطول الحقيقي لهذه الحيوانات كان يتراوح ما بين 15 إلى 18 مترا. كان باسيلوسورس Basilosaurus كأقدم احفور للحيتان Cetacea لم يقدّم فكرة قوية عن تطور الحيتان, حيث كانت الحيتان (الاحافير) المكتشفة مائية كاملة. على الرغم من انهم لم يكونوا يشبهون الحيتان الحالية (مثل مجموعة اسنان denture التي شرحناها والتي تطابق نوعية الحوت الماضغة, الحيتان الحالية ذوات الاسنان لديهم مجموعة اسنان denture ذات اسنان موحّدة الشكل (اسنان مخروطية مدببة السطح)، الدلافين وخنازير البحر porpoise يبلعون الطعم (الاسماك) بالكامل بينما باسيلوسورس Basilosaurus ومثيلاتها كانوا يمضغون الطعام قبل بلعه.) وكذلك لم يكونوا يشبهوا اي من الثديات الحالية المعروفة.
كان يجب على العلماء ان ينتظروا طويلا حتى يكتشفوا احافير جديدة التي تعطي صورة اوضح من سابقاتها. عالم البحار ويليام فلاور William Flower اعادة تركيب هيكل الجدّ الأول للحيتان الحالية (حيوان بدائي يعيش في المستنقعات بدون شعر يغطيه مثل فرس البحر hippopotamus لكن بأرجل قصيرة وذنب عريض, هذا الحيوان تكيّف تدريجيا مع الوسط الجديد وتطوّر بمرور الزمن إلى الحيتان والدلافين الحالية. وبعد حوالي قرن تم اكتشاف جدّ اولي للحيتان الحالية, ويمكننا القول ان تصورات ويليام فلاور كان في محلها.
عن طريق الصدفة اكتشف عالم الاحافير فيليب خينكريخ Phillip Gingerich في باكستان سنة 1975 احفورا فريدا عندما كان يبعث عن احافير للثديات القديمة وهو لم يكن يبحث عن احافير الحيتان, وتم اكتشاف هذا الحفور عندما كانوا يحفرون في طبقات صخرية ترجع إلى 50 مليون سنة تقريبا قبل الآن, وكان الاحفور هذا عبارة عن اجزاء غريبة وصغيرة من الجمجمة, الانطباع الأولي كان ان ذلك الاجزاء ترجع إلى حيوان منخفض الذكاء جداً, لان فوق الجمجمة كان يمر رابط جسري ترتبط بواسطته عضلات الفكّ وهذه التركيبة لم تعطي مجالا لزيادة حجم الجمجمة.
في المختبر تم اجراء فحوصات دقيقة على الاجزاء المكتشفة. من الجمجمة الاصلية تم فقط العثور على اجزاء قليلة منها, الجزء الخلفي من الجمجمة وجزء للفك السفلي مع عدة اسنان. إذا فيّمت الحيوان من خلال شكل قمة اسنانه تقول ربما هو حيوان من عائلة ميزونايخيا Mesonychia وهذه عبارة عن صنف من الحيوانات ذات الحوافر الآكلة للحوم. لكن العالم Gingerich اكتشف على جهة من رأسه عظمة شبيه بحبة عنب وعظمة أخرى على شكل حرف S وهذا ينهي الجدل حول اصل الحيوان لانّ الحيوان الوحيد الذي له هاتين العظمتين هو الحيتان الحالية والحيتان الاحفورية إذا فقد ثبت وبشكل قاطع ان هذا الحيوان هو الجدّ الأكبر للحيتان الحالية. وقد سمّى الاحفور بباكيسيتس Pakicetus (اي الحوت الباكستاني). آذانه يشبه آذان الحيتان لكنها لها مميزات أخرى غريبة، إذ ان الحيتان تحت سطح الماء يمكنهم معرفة اتجاه الاصوات القادمة لان آذانهم تقع في تركيبة عظمية مغلقة موجودة بشكل عائم في نسيج من الرغوة Foam والاُطيْرات ومنفصل عن عظام الجمجمة لذلك كانوا يستقبلون الاصوات فقط من الخلال الفكّ. لكن العظمة الثلاثة لباكيسيتس Pakicetus الشبيهة بحبة العنب ترتبط بالجمجمة ارتباطا وثيقا. كان Pakicetus بإمكانه ربما السماع تحت سطح الماء بشكل لا بأس به لكن كانت هناك تسرّبات لترددات الاجزاء العظمية الرابطة (ذكرناها اعلاه) لذلك كانت تلك الترددات تعيق Pakicetus من معرفة اتجاه الصوت القادم. الحيتان الحالية عندما يغطسوا إلى الاعماق يقومون بملأ الفجوات حول آذانهم بكمية من الدماء لحماية آذانهم من ضغط الماء العالي في الاعماق. جمجمة Pakicetus كان لا تحتوي على تلك الفجوات والآلية لفعل ذلك لذلك نستنتج بان Pakicetus لم يكن قادرا على الغطس العميق. ان Pakicetus كان حوتا يسبح بصعوبة في الأنهار غير العميقة وليس في البحار لانه لم يكن يجيد الغطس بطريقة جيدة بالإضافة إلى مشكلة السمع تحت الماء. إذا هذا الحيوان باختصار له صفات واجزاء فقط موجودة في الحيتان لذلك هي جدّ الحيتان الحالية قبل ملايين السنين من الآن.
بعد ذلك قام العالم Gingerich(بالبدأ عن البحث عن الفجوات في تطور الحيتان. قام العالم Gingerich مع مجموعته في سنة 1983 و 1985 في مصر بالحفر والتنقيب في ما يسمى بوادي الحيتان وهذا الوادي هو بصراحة منطقة صحراوية جرداء مليئة ببقايا الحيتان القديمة جدا. وتمكنوا تقريبا من اكتشاف جمجمة حوت كل يوم لكثرتها وتمكنوا من العثور على 349 بقايا احافير الحيتان. بعض الجماجم كان للباسيلوسورس Basilosaurus ولكن أغلبها كانت لنماذج من الحيتان الصغيرة دورودون ئاتروكس Dorudon atrox, وادي الحيتان مليئة ببقايا الحيتان لان في زمن العصر الفجري Eocene كان يمثل قاع محيط يسميها العلماء الاحافير ببحر تيثاي Tethyssea هذا البحر كان يفصل أفريقيا عن آسيا وكان يربط المحيط الهندي بالمحيط الاطلسي، البحر الأبيض المتوسط هو من بقايا ذلك البحر, ووادي الحيتان كان حينها هور أو بحيرة كمحمية بيئية كانت تعيش فيها سمك القرش, السلحفاة, بقر البحر وحيوانات أخرى بحرية. تلك البحيرة (هور) كانت مليئة بالحيتان الصغيرة مثل دوريودون Dorudon الذين اتوا إلى هناك لكي يلدوا ويتكاثروا وهذا واضح من خلال الكم الهائل من الاسنان المكتشفة لدوردونات Dorudons يافعة أو شابة. وعلى العكس من ذلك فان جميع احافير باسيلوسورس Basilosaurus كان لحيتان بالغة. وهذه الحيوانات الضخمة اتوا إلى الهور لكي يصطادوا الدوردونات Dorudons اليافعة طعاما لهم.
في سنة 1989 بدأ العالم Gingerich برحلة بحثه الثالثة أيضا في مصر. هذه المرة اراد ان يسلّط الزعانف والوَرِك haunch للحيتان المنقرظة تحت البحث والفحص. البداية كانت غير مشجعة. فحص بعض الورك للباسيلوسورس Basilosaurus المكتشفة لكن أغلبها كانت مكسّرة وغير كاملة وغير واضحة لدرجة ان بعض الاجزاء لم يكن باستطاعتهم التعرّف عليها. وعندما كانوا يعملون على دورودون Dorudon شاب وجدوا بعض العظام غير المعروفة واعتقد ان واحد منها عظمة الركبة kneeplate ولكن هذا شيء صعب الفهم لانه إذا كان الحيوان له عظمة الركبة فانّ ذلك يعني انه كان يمتلك الارجل الخلفية أيضا, وهذا شيء يصعب فهمه واستيعابه لحيوان مائي بحت. في الاسبوع الأخير من تواجدهم في مصر وجدوا هيكلا عظميا جديدا للباسيلوسورس Basilosaurus، وفي الجهة الخلفية (12 متر بعيدا عن الرأس) كان له عظم الفخذ thighbone. في نهاية عظم الفخذ كان له ركبة ثم عظمي الظنبوب shinbone والشظيّة splintbone وكذلك عظم الكاحل anklebone، وفي اليوم الأخير تم ايجاد ثلاث اصابع لقدمه.
انه اذاً كان حيوانا برجلين خلفيتين، هذا الاكتشاف المتميز يظهر انه حتى هذا الحيوان المائي البحت كان ما زال لديه بقايا من ارجل اجداده الحيوانات البرية. على الرغم من أن الارجل البدائية rudimentary للباسيلوسورس طوله كان تقريبا 30 سنتيمتر مربوطا بجسم طوله 15 مترا والارجل كانت مربوطة بعظم الحوض الذي بدوره لا يرتبط بالعمود الفقري اي كان قابل للانتقال لانها ليست لها اسناد من العمود الفقري الاّ ان الارجل الخلفية كانت ماتزال لها وظيفة لان العالم Gingerich وجد آثار معينة على العظمة توضح انها كانت مربوطة بعضلات قوية. عندما حاول Gingerich معرفة كيفية حركة الرجلين الخلفيتين حدث شيء غريب, الارجل كانت صلدة جدا وغير قابل للحركة تقريبا, لانه لم يكن لديها ثلم gutter في اسفل القدم الذي تتدحرج عليه عظمة الركبة عادة في الحيوانات البرية. كانت هناك حالتان (وضعيتان) فقط تناسب الارجل الخلفية وهما امّا بشكل ممدّد أو ملتصقا بالجسم على طول الساق. وحسب رأي Gingerich فانهما كانا من الصعب على الحيوان تحريكهما بحرية وهذا يثير التساؤل حول فائدة الرجلين مادام كانتا شبه جامدتين. يعتقد Gingerich بان الرجلين كانتا تستعملان للمساعدة على الالتصاق خلال عملية الجماع، حيث كان الذكر يلتصق بالانثى وتتشابك ارجلهما الخلفيتان لكي يحافظا على التصاقهما خلال الجماع. وكذلك الحيتان الصغيرة Dorudon كانت لها ارجل خلفية, على الرغم من أن Dorudon ليست لها جسم طويل ثعباني كما في حالة الباسيلوسورس إلا أن شكل جسمها لم يكن الدافع وراء تواجد الرجلين الخلفيتين. والرجلان كانتا فقط من بقايا التطور التي لم تزولا بعدُ. ولكن التطور ازالهما بشكل نهائي وبمرور الزمن. كان العالم Gingerich كان يدرك بانه كان هناك الكثيرمن العمل يجب أنجازه لتكتمل صورة تطور الحيتان وان هناك فجوة تقدر بعشر ملايين من السنين ما بين Pakicetus و Basilosaurus والتي يجب البحث عنها. وملأ تلك الفجوة كان مهمة صعبة لعلماء الاحافير, إذ قام زميل للعالم Gingerich اسمه Hans Thewissen مع مجموعة من زملائه في 1991 و 1992 بالبحث عن الاحافير في باكستان املا في الحثور على احافير جديدة ليست للنوع السابق Pakicetus. في سنة 1991 وجدوا فكّ جديد للباكيسيتس Pakicetus لكن كان بشكل اكمل من المرة السابقة للعالم Gingerich. وفي بحثه الثاني في 1992 اكتشفوا احفورا يرجع إلى حيوان ذو حوافر أو بقر البحر, لكن كان له جسم غريب إذا قارنته مع الثديات, السيقان الامامية كانت قصيرة لكن مع ايدي كبيرة وعريضة, والارجل الخلفية كانت ذو اقدام طويلة شبيه بمهرجي السيرك في ايامنا الحالية. ووجدوا كذلك اسنان (اضراس) مثلثة الشكل مطابقة للتي تم ايجادها لدى الاحفور ميزونايخيا Mesonychia. وقد تم التعرّف على هوية الحيوان من خلال الاذن تماما كما في حالة Pakicetus إذ وجدوا في جمجمة هذا الاحفور أيضا عظمة الاذن شبيه بحبة العنب والعظمة على شكل حرف S لذلك استنتجوا مباشرة بانهم وجدوا احفورا يرجع إلى الحيتان. وهذه المرة كانت لحوت كان قابل للمشي على اقدامه، انه نموذج جيد جدا لحالة الحوت الانتقالية. فكّ الباكيسيتوس الجديد Pakicetus له فتحة صغيرة كرأس الدبّوس في الجهة الداخلية الجانبية من الفكّ. تمر الاوعية الدموية والاعصاب من خلال تلك الفتحة إلى منطقة الذقن من الرأس وكل ثديّات اليابسة لهم ذلك النوع من الثقب أو الفجوة. وتحولت تلك الفتحة في الحيتان الحالية إلى شقّ طويل يمر على طول معظم اجزاء الفكّ. العالم Thewissen وجد بان تلك الفتحة للاحفور الجديد كانت استطالت قليلا واخذت شكلا بيضويا.
للاسف لم يستطيعوا ان ينقلوا هذا الاحفور معهم لنقص في مكان وسائط النقل, لذلك ترك العالم Thewissen اجزاء من الاحفور في مكانها الذي اكتشف فيه. لكن رجع Thewissen مع Gingerich بفترة قليلة إلى المكان السابق لنقل الاجزاء المتبقية والبحث عن احافير جديدة. وأثناء الحفر اكتشف العالم Gingerich هيكلا عظميا جديدا لكنه ليس بقدم الاحفور السابق لثيوسن Thewissen والحيون كان مائيا بصورة احسن وكان سباحا احسن من سابقتها والاحفور وجد في متحجرات التي كانت في زمنها تقع خارج منطقة ساحل البحر. اكتمل الحفر في عدة ايام والحيوان كان حجمه بقدر اسد البحر برأس شبيه بالحيتان ما قبل التأريخ واسنان مطابقة للميزونايخيا Mesonychia. والهيكل كان كاملا تقريبا ماعدا الارجل والذنب، ولكن عظمة ساقه المكتشفة كانت قصيرة لكي نقول عنه انه كان بريّا ولكنه كان أكبر من مثيلتها عند الباسيلوسورس Basilosaurus مثلا. جلب Thewissen مع Gingerich المكتشفات الجديدة إلى المختبر ودرسوها لمدة عامين وقاما بنشر استنتاجاتهم ودراساتهم بشكل منفصل في سنة 1994. ثيوسنhewissen سمّى احفوره بأمبولوسيتس ناتانس Ambulocetus natans والعالم Gingerich سمّى احفوره برودوسيتس كسراني Rhodocetus kasranii.
وبعد ذلك جرت الاكتشافات بسرعة ما بين سنة 1995 و 2001، وتم اكتشاف تاكريسيتس سيموس Takracetus simus وجافيوسيتس رازاي Gaviocetus razai ودالانيتيس أحمدي Dalanistes ahmedi وقايشراسيتس عريفي Qaisracetus arifi وأندريوسيفيس سلواني Andrewsiphius sloani وبابياسيتس الهندي Babiacetus indicus وقطع جديدة من باسيلوسورس (B.drazindai) وباسيلوتيرس الحسيني Basiloterus hussaini والخ. وكذلك تم العثور على هياكل كاملة Ambulocetus و Rhodocetus (مع ارجلها أيضا) و Pakicetus. بواسطة كل هذه الاكتشافات الاحفورية تم القضاء على الفراغ الاحفوري للحيتان الذي كان سائداً في 1859 وقبلها. واستطاع الإنسان ان يحدّد الأنواع التي تمثل اجداد الحيتان من خلال الاحافير. عائلة ريمنتونوسيتيديا Remingtonocetidae على سبيل المثال التي تتألف من 5 اجيال مكتشفة منها دالانيستس Dalanistes وريمنتونوسيتس Remingtonocetus وكاجيسيتس Kutchicetus وهذه المجموعة لا تمثّل الجدّ المباشر للحيتان الحالية. من ناحية المظهر كانوا يشبهون الأمبولوسيتس Ambulocetus لكن كان لها وجه طويل غير عادي مثل الغريال (تمساح هندي) gavial ومن المؤكد استعمله بنفس طريقة الغريال. كاجيسيتس Kutchicetus مثلا كان يشبه القضاعة otter لكن بوجه طويل جداً شبيه بوجه الغريال. إذا رأيته الآن فرضا سوف تقول انك شاهدت اغرب شيء في حياتك كله إذا قارنته بالثديات قرن الواحد والعشرين الحالي.
تلك الحيوانات كانت تشكّل جزء من الطبيعة والتي اختفت بشكل كامل, على الرغم من انه بعد ذلك ظهرت بعض الثديات البرمائية مثل كلاب البحر والقضاعة otter الاّ انهم كانوا في الحقيقة تماسيح ذات شعر على اجسامهم كنموذج الثديات من الغريال gavial وتمساح القاطور Alligator. تلك الأنواع انقرضت تماما وبقيت فقط الحيتان الحالية المائية. لكن على الرغم من ذلك بقي بعض الأنواع تعيش كثديات برمائية. والنوعان البرمائية منها والمائية كانا يعيشان في بيئة ئيكولوجية مختلفة عن البعض لذلك لا يعارض الواحد على وجود الاخر. عندما اكتشف العلماء كافيوسيتس Gaviocetus التي كان لها اقدام غير مسندة ومرتبطة بالعمود الفقري عن طريق عظم الحوض تمّ سدّ فجوة التي كانت موجودة بين رودوسيتس Rhodocetus ودورودون Dorudon. وأخيرا تم العثور على جميع الروابط الانتقالية بين البرّ والبحر. وعندما تشكّلت الحيوانات المائية الكاملة مثل الباسيلوسورس Basilosaurus ودورودون Dorudon لم تكن عملية تطورهم قد انتهت بعدُ إذ انهم تتطوروا بدورهم إلى مجموعتين وهما الحيتان ذات الاسنان والحيتان البلّينية. الحيتان تصنف إلى 3 اصناف وهم Odontoceti (ذات الاسنان) و Mysticeti (البلّينية) والصنف المنقرض Archaeoceti (حيتان البدائية القديمة جدا). كان العلماء في البداية يعتقدون بان الاصناف الثلاثة تشكلت خلال التطور بشكل منفصل عن بعضها البعض من الثديات البريّة وذلك اتت من الاختلاف الكبير الموجود بين الاصناف الثلاثة هذه الاختلافات توحي بانه من الصعب على الاصناف الثلاثة ان تكون لهم جدّ قديم مشترك. Archaeoceti و Odontoceti لهم اسنان، الأول كما ذكرنا سابقا لهم تشكيلة اسنان تتكون من اسنان امامية واضراس قاطعة وكانوا يمضغون غذائهم. و Odontoceti له اسنان موحدة الشكل وكان يبلع الغذاء كاملا دون مضغ، بالإضافة إلى ذلك كان يستعمل نظام الصدى لتحديد المواقع Echolocation وذلك لتتبع فريسته. في سجل الاحافير موجودة Echolocation على شكل فجوات هوائية والواح عظمية عاكسة وحساسة لتردد الاصوات لكن هذا الشيء غير موجود في Archaeoceti. والصنف Mysticeti (البلّينية) كان يزن الواحد منها تقريبا بقدر قطيع من الفيل وفي تجويفهم كان تتواجد الكثير من البلّينات القرنية الشكل كانت تستعمل لنخل (غربلة) الاسماك عن المياه واكلها. Mysticeti و Odontoceti لهم فتحات للانف، و Odontoceti كان له فتحة انف واحدة في الجهة العليا من الرأس وكانت تمثل فتحة التنفس. لكن Archaeoceti كان له فتحة انف في الجزء الامامي من الوجه. لكننا نعرف الآن بان Mysticeti و Odontoceti نشئتا من Archaeoceti حيث كانت الحيتان البدائية البريّة والبرمائية من نوع Archaeoceti. لكن كيفية تكون الحيتان البلينية كانت تعتبر من الاشياء غير المعروفة لمدة طويلة. في الحقيقة تم اكتشاف احفور لحوت سنة 1966 الذي يظهر بان الحيتان البلينية تتطورت من الحيتان البدائية Archaeoceti وفي البداية كان تمييز ومعرفة هوية الاحفور صعبا. هذا الحوت يسمّى بئيتيوسيتس Aetiocetus.
هذا الاحفور كان صعب التمييز والتصنيف. وهو لم يكن من صنف Archaeoceti لانه كان حديث العهد وكان له فتحة البخّ بدلا من فتحات الانف العادية. وكان ينقصه أيضا نظام الصدى لتحديد المواقع Echolocation لذلك فهو لم يكن من صنف Odontoceti، ولكنه كان له اسنان بطول 1,5 سنتيمتر لذلك فهو أيضا لم يكن من Mysticeti. لكن العالم لاي فان فالن Leigh Van Valen استطاع تمييز الاحفور وتصنيفه, فالاحفور من كافة النواحي كان حوتا بلينية لكن كان له اسنان بدلا من البلينات. تعتبر ارخييوميستيستس Archaeomysticetus الحلقة التي تربط الحيتان البلينية بالحيتان البدائية Archaeoceti. هذا الاحفور عاش قبل 25 مليون سنة قبل الآن وطوله 9 امتار تقريبا ورأسه كان 1,7 مترا. كان له بعض الصفات للميستيسيتي Mysticeti مثل نصفي الفكّ السفلي غير المرتبطين. والفكّ العلوي بدأ ينموا فوق العين إلى الجهة الخلفية. (لذلك انتقلت معه فتحة البخّ إلى فوق الرأس), لكن اسنانه يمكن ان يكون مصدرها من الباسيلوسورس Basilosaurus واسنانه لها نفس حجم اسنان Basilosaurus والمسافة بين سنّ وآخر كانت منتظمة. إذا بدأت الحيتان البلينية كحيتان مفترسة كانت تمسك الاسماك والقرش ثم تبتلعهم, ولكنهم لم يكن باستطاعتهم بعد بنخل (غربلة) الاسماك من المياه. لكن كيفية تطور تكنيك صيد الاسماك عن طريق غربلتها من الماء بواسطة البلينات غير معروفة. والاحافير البلينية قليلة وأقدمها 15 مليون سنة قبل الآن وهي احدث بكثير من الاحفور السابق الذي ذكرناه. ربما هناك طريقة لمعرفة ذلك من خلال ربط دراسة الاحافير بفحوصات الجنينية. الحوت البليني لانوسيتس دينتكرناتوس Llanocetus denticrenatus عاش قبل 34 مليون سنة قبل الآن. كان له اسنان امامية محدبة كالتي في الحيتان البدائية Archaeoceti وفي الجهة الخلفية من الرأس كان له اضراس نجمية الشكل. من المحتمل ان يكون الحوت البليني قد بدأ بنخل (غربلة) الاسماك لاول مرة بواسطة تلك الاسنان لان هناك صنف من الحيوانات الحالية له اسنان (اضراس) مشابهة يستعملها لنخل الفريسة من الماء وهو كلب البحر krillrob. Llanocetus جمع غذائه عن طريق الصيد (الامساك) والنخل معاً. استخدم اسنانه الامامية للامساك بالاسماك السريعة وعندما كان يرى مجاميع هائلة من الاسماك الصغيرة يقوم بفتح فمه وغلقه ثم يقوم بنخل الاسماك عن الماء من خلال المسافات بين اسنانه (اضراسه). من خلال دراسة اجنة الحيتان البلينية تمكنا من معرفة ان الاسنان قبل زوالها أصبحت اصغر ثم اصغر ثم توحدت في لوح واحد وازدادت اعدادها بمرور الزمن فامتلأت بالبلينات. لكن كيفية تكوّن البلينات غير معروفة لحد الآن على اية حال ربما نشأت البلينات من الواح اللثة. خنازيز البحر الدلفينية Dall-porpise عبارة عن حيتان ذات اسنان لكن في داخلها مليء بالالواح اللثية قرنية الشكل التي تستعمل للامساك بالفريسة. والفحص الميكروسكوبي يبين بان تلك الالواح لا تختلف عن البلينات كثيرا. ربما قبل 30 مليون سنة اتخذ جدّ للحيتان البلينية هذا الطريق للتطور ونما لديهم بنفس الطريقة بلينات قرنية الشكل على حواف اللثة وبواسطتها استطاع بشكل فعال من نخل العوالق من المياه. تتبع اصل الحيتان ذوات الاسنان ربما أصعب من ذلك. ليس بسبب الاختلافات في مجموعة الاسنان أو مكان فتحات الانف, كان الحيتان السنّية البدائية (كما في الحيتان البلينية البدائية) يمتلكون اضراس مثلث الشكل مثل الحوت سكوالودون Squalodon الذي ورثه من جدوده الارخيوسيتية Archaeoceti، وكان انفه متجه إلى الخلف قليلا وذلك لغرض نظام تحديد المواقع بواسطة ارتداد الصدى Echolocation system.
الدلائل قبل نظام الصدى Echolocation للاسف لم يكتشف لحد الآن, لكن هناك بعض النظريات المقبولة. آذان الحيتان السنّية كانت الحيتان فقدتها تدريجيا وانفصلت عن الجمجمة بزمن يقرب على 10 مليون سنة قبل ظهور أول حوت ذو اسنان, وبعدها تشكل نظام الصدى echolocation الذي كان يحميه أيضا من الاصوات التي كانت يولدها الحوت بنفسه. ولتوليد الاصوات تعلمت الحيتان السنّية من إنتاج الاصوات عن طريق الانف بدلا من الاوتار الصوتية العادية. الكثير من خبراء الثديات يقولون بان هناك الكثير من الحيوانات الحالية التي تستعمل نفس النظام مثل تيس الجبال ibex والشّمواة chamois والغزال Gazelle والتي يولّدون اصوات عن طريق الانف كإنذار في حالات الخطر وربما كان الميزونايخيا Mesonychia قادرا على عمل نفس الشيء. ربما تشكّل العضو البطيخي الشكل melomorgan كنوع من رأس للأنف, اكتشف عالم حيتان بعض من الكريات الدهنية وبقايا انسجة خارجة عن فتحة البخّ وكانت تشبه بُطيْخات صغيرة. العلماء الآن يعتقدون بان العضو البطيخي الشكل melomorgan تشكّل اولا لدى الحيتان البدائية Archaeoceti التي استعملها لغلق فتحات الانف لمنع تسرب مياه البحر المالحة إلى الداخل. وهذه الاعضاء البطيخية الشكل melomorgan انكمشت لدى الحيتان البلينية وفقدت وظيفتها, لكن لدى الحيتان السنّية واحد منها تضخّم وأصبح له وظيفة جديدة، وبذلك حصل الحيتان السنّية على الأساس اللازم لتشكيل نظام تحديد المواقع عن طريق الصدى Echolocation. الخطوط العريضة لتطور الحيتان واضحة ومعروفة. بعد تشكّل Mysticeti و Odontoceti تشكلت بعدها أنواع مختلفة أخرى بالإضافة إلى الحيتان, عائلات عديدة مثل الدلافين وخنازير البحر والحيتان السنّية الكبيرة التي تكيّفت كثيرا للعيش في المياه.
مصادر

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق