الأقسام

الثلاثاء، 7 فبراير 2012

الهرم المقلوب فى مصر!


نشر في الثاني من يوليو 2007   
   هذه بعض ارقام ميزانيه مصر الأخيرة التي قدمها الوزير  ، بطرس غالي:
   19.2 مليار جنيه لوزاره الدفاع
   8.4 مليار جنيه للسيد حبيب العادلي
   4.8 مليار جنيه لقطاع الصحه
   والمصيبه الاكبر
   9 مليار جنيه لقطاع الاعلام
   لم تدهشنى أى من هذه الأرقام لإن الجواب يعرف من عنوانه. لكنى تضايقت جدا لعدم ذكر ميزانيات المخابرات ورئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ووزارة فاروق حسنى. وحتى يرى القارئ ابعاد المهزلة بوضوح دعونا نقارن هذه الأرقام بمثيلاتها
فى ميزانية بريطانيا يالجدول التالى:
   الوزارة   مصر            مصر                بريطانيا
مليار جنيه مصرى       مليار استرلينى       مليار استرلينى
   الدفاع   19.2            1.90               24.9
   الإعلام 9.00             0.90               1.3
   الداخلية 8.40            0.84                10.5
   الصحة  4.80            0.48               59.3
   نظرة سريعة على هذه الأرقام تظهر أن ميزانية مصر تشبه الهرم المقلوب وذلك لإنقلاب أولوياتها راسا على عقب. فبينما تأتى صحة الشعب البريطانى فى المقام الأول فى ميزانية بريطانيا نجد أن اكبر ميزانية وزارة فى مصر تخص وزارة "الدفاع" التى تعادل أربعة أضعاف ميزانية وزارة الصحة.
   دفاعا عن من ؟ وضد من؟.
    كنت أظن أن ميزانية الدفاع فى بريطانيا التى لها آلاف من قوات الإحتلال فى عديد من دول المعمورة ستحظى بنصيب الأسد فى ميزانية بريطانيا ، لكنى صعقت عندما رأيت ضخامة ميزانية جيش النعام الذى لم يحارب منذ 34- الجيش الذى دفن رأسه وكرامة مصر تحت الرمال بينما كان الصهاينة يصولون ويجولون ويقتلون بلا حساب فى فلسطين ولبنان وحتى داخل مصر نفسها.
   وانظروا إلى ميزانيتى االداخلية والإعلام اللتان تعادل كل منها ضعف ميزانية الصحة. ولا عجب أن تكوت ميزانية الداخلية بهذه الضخامة إذا أخذنا فى الإعتبار العمليات الضخمة التى تقوم بها قوات الأمن المركزى للحفاظ على أمن مصر (مصر هنا تعنى النظام) وسلامتها. العجيب هو الميزانية الضخمة للإعلام. لكنه إذا ألقينا نظرة على أنشطة الرجل الغامض ، وأحد من يحكمون مصر فى الواقع من خلف الستار ، أنس الفقى نجد أن جزءا ضخما من تلك الميزانية لابد وأنه ينفق على تلميع صورة النظام على يد جهاز دعاية أقوى من جهازى أحمد سعيد وجوبلز مجتمعين. أهم آلات جهاز دعاية الوزير الفقى هو ثلاث قنوات فضائية ( المصرية والنيل للأخبار والنيل الموجهة بالإنجليزية والفرنسية والعبرية) أحداها وهى النيل الإخبارية أصبحت مخصصة بالكامل تقريبا للدعاية للنظام وانجازاته. بالإضافة الى ذلك فهناك مصاريف غير معروفة لمختلف أنواع الدعاية المباشرة وغير المباشرة فى الصحف والقنوات العالمية - هذا غير المؤتمرات والمعارض والإحتفالات التى لا حصر لها فى داخل مصر وخارجها – وماخفى كان أعظم.
   ومع أن هناك الكثير مما لا يصدقه عقل داخل هرم مصر المقلوب ، كما أن هناك ميزانيات لا ذكر لها باعتبار أنها أسرار قومية مصنفة (لماذا؟) ، لكن ميزانية جيش مصر لابد وأن تكون أغرب ميزانبة جيش فى العالم وربما فى التاريخ. وقبل أن أقول رأيئ فى هذا الشأن دعونى أطلعكم على رأى مفكر قومى مصرى.
   ففى منتديات الفكر القومى العربى كتب محمد عبد الحكم دياب التالى:
   "وعن فتح الملفات المتعلقة بالجيش المصري، تكون البداية بالملف التاريخي، الذي يؤكد أن هذه القوة غير مطلوبة غربيا، وإذا كانت معاهدة 1840 قد نصت علي تقليص عدده إلي 18 ألفا، وعليه الانسحاب من بلاد الشام والجزيرة العربية، تأتي اتفاقية كامب ديفيد بعد 139 عاما لتنص علي إضعافه بطرق مغايرة، تحقق نفس الهدف، فأبعدته أولا عن سيناء، تُرِكت عارية بلا دفاعات، وحيدته ثانيا، ومنعت خروجه في مهام قتالية إلا ضمن المجهود العسكري والسياسي الأمريكي، وهو مجهود صهيوني كامل. بجانب تقليص عدده بما لا يمثل خطرا علي الدولة الصهيونية، وقد ذكر الفريق سعد الدين الشاذلي، قائد العبور، ورئيس الأركان المصري الأسبق، لكاتب هذه السطور، أن القوات العسكرية التي كانت تحت قيادته، علي الجبهة المصرية فقط عشية العبور، بلغت مليون ومئتي ألف جندي، منهم مئة وستون ألف ضابط برتبهم المختلفة.. هذا العدد تقلص الآن إلي أقل من الثلث، وأضحي أدني من قوته السابقة بكثير، ويقدر خبراء هذه القوة بعُشر ما كانت عليه قبل المعاهدة.وإذا ما تم فصل الحرس الجمهوري عن باقي أفرع القوات المسلحة، بعد تحوله إلي مليشيا ، مسؤوليتها حماية العائلة الحاكمة ، أعيد بناؤها علي غرار الحرس الحديدي، الذي أنشأه الملك فاروق لحماية عرشه، وهو مكون من لواء مدرع، ولواء مشاة ميكانيكي، وعدة كتائب من المدفعية والمهندسين والدفاع الجوي، ومجهز بأسطول طائرات حوامة (هليوكوبتر) منها طائرات الأباتشي الضخمة، وكتيبة صواريخ، هو باختصار جيش متكامل مجهز علي أعلي مستوي من التدريب والتسليح، وعدده يقدر بعشرات الآلاف. وإذا ما تم اقتطاع الجزء الكبير الذي يذهب لحساب الأمن الداخلي ويلحق بوزارة الداخلية، وتكليفه بمهام قتالية ضد المعارضة، في شكل قوات أمن مركزي مجندة إجباريا، في الأصل، لحساب القوات المسلحة، ثم يجري إلحاقها بالشرطة، بكل ما في ذلك من تجاوز للدستور والقواعد القانونية والأخلاقية التي تقوم عليها الدولة الحديثة.. وبسحب هذه الأعداد من الحجم الكلي للقوات المسلحة المقلصة أصلا، نستطيع أن نحسب إلي أي مدي ضعفت المؤسسة العسكرية المصرية وأكثر من هذا تركت أسلحة أخري مهماتها القتالية واستبدلتها بأعمال الزراعة وتسمين الحيوانات وإنتاج اللحوم والبيض والخبز، وبناء قاعات الأفراح والمناسبات داخل الثكنات العسكرية وتأجيرها لمن يدفع، بجانب شركات لبناء مساكن ومبان، تمنح للعسكريين بأسعار مخفضة، وتباع للجمهور بأسعار السوق، وتغلبت بذلك مهام الاستثمار والتجارة علي الواجبات الدفاعية والقتالية.وترتب علي ذلك تصفية دورية للقيادات والرتب فوق الوسطي، فمن رتبة المقدم فأعلي تخضع لعقود عمل تتجدد سنويا، ولهذا فإن عدد الخارجين من القوات المسلحة صار أكثر من عدد الملتحقين بها، ويبدو أن هذا يتلاءم مع الاتجاه نحو توريث الحكم، وتأتي تصفية الصناعات العسكرية تستكمل حلقات التصفية المحكمة حول القوات المسلحة المصرية، وخضوع القوات المسلحة لنظام تسليح تسمح به الإدارة الأمريكية، بما لا يهدد الدولة الصهيونية أو المصالح الأمريكية في مصر أو المنطقة العربية والعالم الإسلامي، يصب في مخطط الإضعاف. ومثل هذا الجهد يصبح في أمس الحاجة إلي تصريحات تغطي علي هذه المؤامرة المحبوكة، وعذرا لضيق المساحة عن بيان مستوي حضور الجيش الوطني في الوجدان الشعبي، وقد يبدو رأينا، في هذا الشأن مخالفا لتحليلات المعادين لوجود جيش وطني قوي، من بين دعاة الليبرالية الجديدة والمستشرقين والمتصهينين، ونأمل أن تواتينا الفرصة لتغطية هذا الجانب في أقرب فرصة.."  
   دعونى أسألكم : كيف تسمح الحكومة المصرية ، كشركة مساهمة وطنية يساهم فيها كل المصريين ، بوجود قسم فيها "بدون عمل" وفوق ذلك يحصل ذلك القسم على نصيب الأسد من أموال الشركة؟
   يقول البعض أن الجيش هو جزء أساسى من مقومات الدولة وهى خرافة لا يوجد لها أي دليل واضح. الجيوش أصبحت الآن "زيادة عن الحاجة" وخصوصا فى عصر المليشيلت والمفخخات واهجمات الإنتحارية. ولقد رأينا آلاف قلائل يركعون جيوشا ضخمة ومجهزة بأحدث وأعتى الأسلحة فى أفغانستان ولبنان والعراق والشيشان وغيرها. وعليه فإنه اذا كان هناك حاجة حقيقية وماسة لمن يدافع عن البلاد فليكن ذلك فى صورة قوة دفاع رمزية ومتطورة و "صغيرة" العدد تساندها ، عند حدوث اعتداء على البلاد ، قوة دفاع احتياطية غير عاملة بل تدرب بانتظام بينما يعمل أفرادها فى أعمال مدنية فى حالة السلم. سويسرا أكبر مثل لذلك النظام الفعال الغير مكلف وكذا اسرائيل وبريطانيا وغيرهما.
ويقول آخرون أن الجيش يتولى التجنيد الإجبارى الذى يمتص مليون من الشباب سنويا والذى بدونه يلحق هؤلاء بطابور العاطلين عن العمل الذى لا يعرف أحد حجمه وتقدره االمصادر المختلفة ما بين 4 و 9 مليون عاطل. وأنا الحقيقة لم أسمع هراء أكثر من ذلك الا فى مصر. هل يعنى هؤلاء أنه بدون الجيش سيصبح عدد العاطلين فى مصر 15 أو 20 مليون؟ وحتى لو صدقنا أن الجيش هو ملجأ انسانى للقوى العاطلة فلماذا يدفعون لهؤلاء الغلابة "ملاليم"؟
واذا تركنا الإنسانية والرموز ونظريات الإحتمالات التشاؤمية جانبا وتكلمنا ماليا محاسبيا ووضعنا مصلحة الوطن و المواطنين على المدى الطويل قبل كل شيئ فإن كل تلك المليارات التى تصرف على جيش مصر "العاطل" ترسب فى امتحان الكفاءة رسوبا أكيدا. اسالوا أى رجل أعمال اذا كان لديه استعداد لإستخدم موظفا ليعمل كتشريفاتى فى شركته وسوف يقول لكم ان ذلك ضربا من الجنون. وحتى كبريات الشركات التى لديها بضعة موظفين "علاقات عامة" فتلك الشركات الكبرى تنهب الكثير وتستخدم هؤلاء التشريفاتية أسوأ استخدام فى اقتناص العقود الضخمة ودفع الرشاوى وحتى فى أعمال منافية للأخلاق والآداب ( واكبر مثل أمامنا هو شركة الفضاء البريطانية BAE ,وفضيحة مشروع اليمامة السعودى). أما حكاية الجيش الذى يقضى وقته فى تسمين العجول وتربية الدواجن وانتاج البيض والخبز وبناء صالات الأفراح فأقل ما يمكن أن توصف به أنها أسخف نكتة فى التاريخ.
تخيلوا ماذا يمكن أن تصنعه 19.2 مليارمن الجنيهات سنويا- ناهيكم عن المال الضائع فى الداخلية والخارجية والمخابرات والآثاروالثقافة - فى مكافحة البطالة أو فى التعليم أو الصحة أو الإسكان وقولوا رأيكم بكل صراحة!
 للمزيد :
نشر علي رحال ________________________________________________________________حسام الشربيني
العودة  الي                   مصادر المعلومات    مدونة   رحال     مخلوقات مدهشة     صفحات رحال     صفحات مخلوقات مدهشة
                                  بيانات الإتصال     تنويه عن رحال     كلمة   المدون      صفحتناعلي فيسبوك    البومات الصورالكاملة
رخصة المشاع الابداعيهذا المصنف مرخص بموجب المشاع الابداعي نسب العمل- المشاركة على قدم المساواة 3.0 الاصليةالترخيص

هناك تعليقان (2):

  1. باختصار شديد
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    فقد وصل أجدادنا الفراعنه لمراحل من التطور لم يحققها الغرب ... ألم يك من الأجدى بنا أن نكمل مسيرة التطور والتقدم بدلا من أن نستعير من الغرب الإنحلال الأخلاقى والمادى !!!! ؟؟

    ردحذف
  2. عندك حق . إهتمت الحكومة بحماية الحاكم والدعاية له وتركت الجهل والفقر والمرض يفترس الشعب . لنا الله

    ردحذف