الأقسام

السبت، 24 مارس 2012

غوامض الكون


 مازال الكون كتابا مغلقا إستحكمت صفحاته علي العقل البشري وبات العلماء فيه بعمهون . وهذا المنظور المتاهي سر عظمة الكون وخلقه مما أضفي عليه سمة الغموض حيث يحاول العلماء إجلاء كوامنه وسر عظمته. وكان هذا الكون في البدء كلمة (كن فيكون) قالها الخالق سبحانه .فتم مايقال بالإنفجار الكبير Big-Bang حيث بدأ الوجود من لاوجود . ومازال العقل البشري لايعرف: ماهيته ؟. وكيف تم ؟. وما هو مصيره أو نهايته ؟. وما هي قصة هذا الكون من منظور علمي معاصر؟. حيث ننأي فيه عن الميتافيزقيا الحدسية أو الفرضيات التصورية التي قد تتضارب فيها الآراء فنضل . و حسب قوانين الفيزياء العالم لاوجود له. والآن يحاول العلماء شرح لماذا نحن هنا؟.أو إعادة صياغة الكون بوضع المادة ضد المادة المضادة. ومراقبة كيف تتحطمان .

 وإذا كان بداية الكون هو الإنفجار الكبير الذي أدي لظهرر الطاقةوالمادة... فما هو مركزه ؟. سؤال منطقي يتبادر لذهن أي عاقل . يقول العلماء أن الإنفجار الأول لم يكن له مركز يمكن أن يتحدد فيه نقطة بدء . ففي أي إنفجار عادي يصبح له هيئة كروية توسعية (كما في الشكل (1). ويكون له حد(حافة) داخلي وحد خارجي ويمكن من خلال هذين الحافتين تحديد نقطة الإنفجار . لكن الإنفجار الكبير بلا حواف حوله . فلوقسنا السرعات من فوق المجرة A وتتبعنا إتجاهها العكسي فسنصل إلي مركز A . لكن لو راقبنا السرعة وإتجاهها من فوق المجرة B فسنجدها مختلفة الإتجاه كما في الشكل (2) . فلا يمكن القول بأن للسرعات مركزا محددا . فلو قلبنا المراقبة من A إلي B سيكون العكس صحيحا كما في الشكل(3). لكن ماهي الشواهد علي وقوع الإنفجار الكبير ؟ . هذا سؤال منطقي قد يتطرق إلي ذهن القاريء .ولاسيما وأن هذه الواقعة يقول العلماء أنها تمت منذ بلايين السنين ولم يبق منها سوي توابعها الحدسية التي لاتتعدي بيانات ملحوظة . لكن واقعة الإنفجار الكبير في حد ذاتها لم تتأكد بشكل قاطع وهي مجرد نظريات لم تبرهن . وكان علماء الفيزياء الفلكية قد وضعوا نماذج كونية متعددة لكيفية وقوع هذا الإنفجار الكبير..حدسوا من خلالها أن هذا الإنفجار الكبير هو أحسن نموذج للكون قد تم تداركه من خلال عدة ملاحظات من بينها ظلام سماء الليل وتناسق الكون .أومن خلال إتساقه من حيث التناظر الكوني عندما نتطلع إليه من أي نقطة في الفضاء .أوبسبب تلكؤ الضوء المنبعث من مستعر أعظم وتقوسه ، فلقد قام العلماء بتجربة مثيرة حول تحديد سرعة تمدد الكون كما حددتها نظرية النسبية لإينشتين بحوالي 186000ميل / ثانية . فبثوا نبضة ضوئية في غرفة خاصة سارت بسرعة أكبر من سرعة الضوء . وهذه التجربة جعلتهم يحدسون بأنه ليس هناك قوانين فيزيائية لايفهمها العلماء. وقانون (هبل) الذي يعتمد علي الإزاحة الطيفية للون الأحمر في أطياف المجرات والنجوم. .تعتبر معطياته فرضية جيدة حتي الآن . لأن الحالة المستقرة التي عليها الكون تتمثل في مصدر تدفق الأشعة الراديوهية والكوازارات وتبين أن الكون قد ولد . كما أن وجود الجسم الأسود به يبين أنه نشأ من حالة كثيفة ومتساوية الحرارة . لأن إختلافات الإزاحة الطيفية لأجسامه مؤشر مباشر علي تطور الكون . كما أن وجود الديتريم Deuterium, 3He, 4He ( نظير الهيدروجبن) ونظير الليثيوم 7Li قد بين التفاعلات التي تمت بالكون بعد ثلاث دقائق من إنبلاجه . كل هذه معطيات تدلل علي وقوع الإنفجار الكبير كبداية لظهور الكون . وكلما كان تمدد الكون بسرعة تقارب سرعة الضوء كلما ثقلت موازينه وزادت كتلته وزاد حجمه . عكس نظرية إينشتين في النسبية التي تقول أن الأجسام كلما زادت سرعتها لتصل حدا يقرب من سرعة الضوء زادت كتلتها و انكمشت في الحجم ولاتتمدد . لهذا تمدد الكون لايخضع للنظرية النسبية لإينشتين . وهناك ثمة تساؤلات عن تسارع الكون. والدليل شدة سطوع ضوء المستعرات الأعظم البعيدة من خلال ملاحظة إزاحاتها الطيفية الحمراء . وهذه المستعرات هي نجوم متفجرة . فلو أن الكون يتسارع في تمدده حسب ثابت كوني cosmological constant a. فهذا معناه أنه كان متباطئا في الماضي. ولوكان متباطئا حاليا فهذا معناه أنه كان متسارعا من قبل . ولتحديد هذا التسارع أوالتباطؤ في تمدد الكون يتطلب معرفة المسافات حاليا. وهذه المسافات تتناسب تصاعديا(طرديا) مع عمر الكون .
العدمية الكونية
هل الكون نبع من لاشيء ؟ . هذاالسؤال لم يخض العلماء فيه حتي الآن وتركوا هذه المسألة للغيبيات والإلهيات والنظرة النظرية. ولم يخضعوه لفرضيات علمية بل تحاشوها .لأنهم لن يصلوا فيها لتفسير علمي منطقي . لأن الخلق يلزمه خالق . واعتبروا أن أكبر غموض في الكون هو وجودنا في حد ذاته .لأنه الحقيقة الماثلة للجميع .فأحالوا هذه المسألة اللغزية للفلسفة وعلم ماوراء الطبيعة (الميتافيزقيا)مدعين أنهم يتعاملون مع المدركات البصرية والحسية وهي تخضع للفيزيقيا( الطبيعة ) التي فيها أن الشيء لايخلق من لاشيء والوجود لايعبر عن لا وجود . إلا أنهم في نظرتهم لخلق الكون وفهم وجوده ما زالوا تائهين .رغم أن الصورة السائدة عن الكون منذ اللحظات الأولي من وجوده لن تتغير أو تتبدل . فهذه الصورة تعود بنا إلي جزء من تريلليون تريلليون تريلليون الثانية الأولي من عمر الكون الذي بلغ بلايين السنين هي جملة الزمن الكوني الذي تضخم فيه الكون وتمدد لما هو عليه حاليا . لكن ماذا كان قبل هذا ؟.لا أحد يعرف.لأن الخلق لم يكن بلا شك من لاشيء . وليس هناك نقطة محددة يمكن أن يقال أن منها بدأ الكون.
بقلم دكتور أحمد محمد عوف
الموضوعات التالية  تبحث في موضوع الكون : 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق