‏إظهار الرسائل ذات التسميات علوم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات علوم. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 5 يونيو 2011

ثقب أسود



الثقب الأسود هي منطقة في الفضاء تحوي كتلة كبيرة في حجم صغير يسمى بالحجم الحرج لهذه الكتلة، والذي عند الوصول إليه تبدأ المادة بالانضغاط تحت تأثير جاذبيتها الخاصة، ويحدث فيها انهيار من نوع خاص بفعل الجاذبية ينتج عن القوة العكسية للانفجار، حيث أن هذه القوة تضغط النجم وتجعله صغيرًا جدًا وذا جاذبية قوية خارقة. وتزداد كثافة الجسم (نتيجة تداخل جسيمات ذراته وانعدام الفراغ البيني بين الجزيئات)، تصبح قوّة جاذبيته قوّية إلى درجة تجذب أي جسم يمر بالقرب منه، مهما بلغت سرعته. وبالتالي يزداد كمّ المادة الموجودة في الثقب الأسود، وبحسب النظرية النسبية العامة لأينشتاين، فإن الجاذبية تقوّس الفضاء الذي يسير الضوء فيه بشكل مستقيم بالنسبة للفراغ، وهذا يعني أن الضوء ينحرف تحت تأثير الجاذبية.

يمتص الثقب الأسود الضوء المار بجانبه بفعل الجاذبية، وهو يبدو لمن يراقبه من الخارج كأنه منطقة من العدم، إذ لا يمكن لأي إشارة أو موجة أو جسيم الإفلات من منطقة تأثيره فيبدو بذلك أسود  أمكن التعرف على الثقوب السوداء عن طريق مراقبة بعض الأشعاعات السينية التي تنطلق من المواد عند تحطم جزيئاتها نتيجة اقترابها من مجال جاذبية الثقب الأسود وسقوطها في هاويته.

 لتتحول الكرة الأرضية إلى ثقب أسود، يستدعي ذلك تحولها إلى كرة نصف قطرها 0.9 سم وكتلتها نفس كتلة الأرض الحالية، بمعنى انضغاط مادتها لجعلها بلا فراغات بينية في ذراتها وبين جسيمات نوى ذراتها، مما يجعلها صغيرة ككرة الطاولة في الحجم ووزنها الهائل يبقى على ما هو عليه، حيث أن الفراغات الهائلة بين الجسيمات الذرية نسبة لحجمها الصغير يحكمها قوانين فيزيائية لا يمكن تجاوزها أو تحطيمها في الظروف العادية.

تاريخ مفهوم الثقوب السوداء

كان طرح فرضية إمكانية وجود مثل هذه الظاهرة هو اكتشاف رومر أن للضوء سرعة محدودة، وهذا الاكتشاف طرح تساؤلاً وهو لماذا لا تزيد سرعة الضوء إلى سرعة أكبر؟. فُسر ذلك على أنه قد تكون للجاذبية تأثير على الضوء، ومن هذا الاكتشاف كتب "جون مينشل " عام 1783م، مقالاً أشار فيه إلى أنه قد يكون للنجم الكثيف المتراص جاذبية شديدة جدًا، إلا أن الضوء لا يمكنهُ الإفلات منها، فأي ضوء ينبعث من سطح النجم تعيده هذه الجاذبية  هناك فرضية تقول أيضًا أنه هناك نجوم عديدة من هذه النجوم، مع أننا لا يمكننا أن نرى ضوئها، لأنها لا تبعثه إلا أننا نستطيع أن نتحسس جاذبيتها. هذه النجوم هي ما نسميها بـ "الثقوب السوداء"، أي الفجوات في الفضاء. أهملت هذه الأفكار، لأن النظرية الموجية للضوء كانت سائدة في ذلك الوقت. وفي 1796 م، أعاد العالم الفرنسي بيير سيمون لابلاس هذه الفكرة إلى الواجهة في كتابه (بالفرنسية: Exposition du Système du Monde‏) (مقدمة عن النظام الكوني)،  لكن معاصريه شككوا في صحة الفكرة لهشاشتها النظرية  إلى أن جاءت نظرية النسبية العامة لالبرت اينشتاين، التي برهنت على إمكانية وجود الثقوب السوداء  فبدأ علماء الفلك في البحث عن آثارها، حيث تم اكتشاف أول ثقب أسود سنة 1971 م.

وتحولت الآراء حول الثقب الأسود إلى حقائق مشاهدة عبر المرقاب الفلكي الراديوي الذي يتيح للراصدين مشاهدة الكون بشكل أوضح، وجعل نظرية النسبية حقيقة علمية مقبولة عند معظم دارسي علوم الفيزياء

حياة النجم

ولادة النجوم و مستعر أعظم
ولادة النجوم و مستعر أعظم

يتكون النجم من سحابة من غاز الهيدروجين (والقليل من الهيليوم) تبدأ بالتجمع والتكدس على بعضها ثم بالدوران حول نفسها، ومع هذا التكثف يَزداد الضغط على نواتها بشكل كبير، فيَسخن الغاز في النواة حتى يصبح حاراً جداً إلى درجة أن تندمج ذرات الهيدروجين لتكونّ الهليوم  وبهذه العملية يَستطيع النجم توليد ضغط باتجاه الخارج في نواته يَمنعها من الانهيار على نفسها  لكن عندما يَنفذ وقود النجم من الهيدروجين يُصبح مهدداً بالانهيار على نفسه نتيجة لضغط كتلته، فيَبدأ بحرق الهيليوم ثم الكربون وصولاً إلى الحديد، فحينها لا يَعود النجم قادراً على دمجه إلى عناصر أثقل لأن الطاقة التي يُولدها الاندماج النووي لا تعود كافية لمنعه من الانهيار، فيَنهار على نفسه في انفجار المستعر الأعظم مطلقاً طاقة هائلة

لكن ما يُحدد مصير النجم بعد انفجاره هو ما يُسمى "حد تشاندراسيخار"، هذا الحد هو مقدار الكتلة (1.4 كتلة شمسية) الذي إن لم يَتجاوزه النجم فسيَتحول إلى قزم أبيض، وإن تجاوزه فيَتحول إما إلى نجم نيوتروني أو ثقب أسود (ما يُحدد أيهما هو حد أوبنهايمر-فولكوف).  إذا ما كانت كتلة النجم عالية، فسيَعني هذا أنه سيَكون أكثر كثافة، ولذلك فإن النجوم الكثيفة تصبح نجوماً نيوترونية أو ثقوباً سوداء. النجوم النيوترونية هي أجسام عالية الكثافة جداً، ولذا فعندما تتكون تندمج الإلكترونات والبروتونات لتصبح نيوترونات تستطيع تحمل الضغط الهائل في النواة (فقطر هذه النجوم لا يَتجاوز الـ20 كم)، أما عندما تكون الكثافة أعلى من ذلك، فإن حتى النيوترونات لا تعود قادرة على تحمل الضغط الهائل، فيَنهار النجم متحولاً إلى ثقب أسود هائل الكثافة

الثقوب السوداء والنظرية النسبية

أفق الحدث هو (حدود منطقة من الزمان والمكان التي لا يمكن للضوء الإفلات منها) وبما أنه لا شي يمكنه السير بأسرع من الضوء، فإن أي شي يقع في هذه المنطقة سوف يبلغ بسرعة منطقة ذات كثافة عالية ونهاية الزمان.

وتتنبأ النسبية العامة بأن الأجسام الثقيلة المتحركة سوف تتسبب ببث موجات جاذبية وهي تموجات في أنحناء الفضاء (هذه التموجات على حسب فهمي هي ليست مثل موجات الراديو بل هي موجات في الزمكان تخيل أنك تمشي في بركة ماء سوف تتكون موجات من الماء بسبب حركة في البركة وهذه الموجات الناشئة هي مكانية ذات ثلاث أبعاد وموجة مثلها معها زمانية لتكون موجات من بعد رابع هي التي يقصد بها أنحناءات الفضاء) تنتقل بسرعة الضوء وتشبه موجات الضوء التي هي تموجات الحقل الكهرمغناطيسي إلا أنها يصعب اكتشافها وهي كالضوء تأخذ الطاقة من الأجسام التي تبثها وبالتالي يتوقع أن ينهار نظام من الأجسام الضخمة ويعود في النهاية إلى وضع مستقر لان الطاقة في أي حركة سوف تحمل بعيدا.

على سبيل المثال دوران الأرض حول الشمس يولد موجات جاذبية ويكون تأثير مسارات الطاقة في تغير مدار الأرض حول الشمس الذي يؤدي في آخر المطاف إلى أن الأرض تقترب من الشمس حتى تستقر داخلها ومعدل ضياع الطاقة ضئيل جدا.

وشوهد هذا التأثير في نظام النجم النابض وهو نوع خاص من النجوم النيوترونية تبث نبضات منتظمة من موجات الراديو، ويضم هذا النظام نجمين نيترونيين يدوران حول بعضهما البعض.

شكل النجوم التي تكون منها الثقب الاسود

وفي عام 1967م، حدثت ثورة في دراسة الثقوب السوداء على يد العالم "إزرائيل " - وهو عالم كندي ولد في برلين – بين أن الثقوب السوداء ليست دوارة، فوفقا للنظرية النسبية العامة إن كانت دوارة فلابد أن تكون كروية تماماً. ولا يتوقف حجمها إلا على كتلتها، وأي ثقبين سوداوين، بكتلة متساوية هما متساويان بالحجم. وقد أمكن وضعهما عن طريق حل خاص لمعادلات أينشتاين قبل النسبية العامة بقليل. وكان من المعتقد أن الثقب الأسود لا يتكون إلا عند انسحاق جسم كروي تماما. وأن النجوم ليست كروية تماما، ولا يمكن بالتالي أن يسحق إلا بشكل تفرد ثقاليا عاريا، لكن هناك تفسيرات مختلفة لنتيجة " إزرائيل " تبناها روجر بنروز و"جون ويلر " فقد أبديا أن الحركات السريعة في انسحاق النجم يعني أن موجات الجاذبية المنبعثة منه تجعله أكثر كروية إلى أن يستقر في وضع ثابت ويصبح كروياً بشكل دقيق. ووفق هذه النظرية فأن أي نجم دوار يصبح كرويا مهما كان شكله وبنيته الداخلية معقدتين، وسوف ينتهي بعد انسحاقه بالجاذبية إلى ثقب أسود كروي تماما يتوقف حجمه على كتلته فقط.   واكتشف أول نباض عام 1967 مؤيدا للنظرية النسبية.    وتبين ان تلك النباضات ما هي إلا نجوم نيوترونية. حتى ذلك الحين كانت النجوم النيوترونية والثقوب السوداء ترى على أنها أجسام نظرية ولا وجود لها في الطبيعة.

وخلال تلك الفترة كثرت حسابات النظرية النسبية التي تؤدي إلى امكانية نشأة ثقب أسود.   من خلال عمل فرنر إسرائيل وبراندون كارتر   نشأت " نظرية لا شعر" والتي تشير إلى أن حل الثقب الأسود الثابت يمكن وصفه بثلاثة إحداثيات طبقا لمقياسية كتلة، والعزم الزاوي والشحنة الكهربائية

وكانت ظواهر الثقب الأسود المحسوبة بواسطة النظرية النسبية لا تزال تعتبر نظرية بحتة وناشئة عن شروط تناظر مفترضة في حل المعادلات. كان من العلماء الذين اعتنقوا تلك الفكرة فلاديمير بلينسكي وأيزاك خالاتنيكوف وافيجني ليفشيتز الذي حاول اثبات ظهور تلك الحلول في الحال العام أيضا. ولكن في الستينيات من القرن الماضي قام روجر بنروز   وستيفن هوكينج باستخدام طريقة شاملة لإثبات أن حالة التفرد الثقالي تظهر أيضا في الحلول العامة لمعادلات النظرية النسبية العامة .  

وفي عام 1963م، وجد "دوي كير " مجموعة من الحلول لمعادلات النسبية العامة تصف الثقوب السوداء الدوارة التي أغفلها "إزرائيل ". فإذا كانت الدورات صفر يكون الثقب الأسود كروي تماما ويصبح الحل مماثلاً لحل "شفارزشيلد". أما إذا كان الدوران ليس صفرا ينتفخ الثقب الأسود نحو الخارج قرب مستوى خط استوائه تماما مثل الأرض منبعجة من تأثير دورانها. لقد أفترض إزرائيل أن أي جسم ينسحق ليكون ثقبا أسود سوف ينتهي إلى وضع مستقر كما يصف حل كير.

حجم الثقوب السوداء وأدلة وجودها

في عام 1970م بين "براندون كارتر " أن حجم وشكل أي ثقب أسود ثابت الدوران يتوقف فقط على كتلة ومعدل دورانه بشرط يكون له محور تناظر، وبعد فترة أثبت ستيفن هوكنغ أن أي ثقب أسود ذى دوران ثابت سوف يكون له محور تناظر. واستخدم "رو بنسون " هذه النتائج ليثبت أنه بعد انسحاق الجاذبية بان الثقب الأسود من الاستقرار على وضع يكون دوارا ولكن ليس نابضا، وأيضا حجمه وشكله يتوقفان على كتلته ومعدل دورانه دون الجسم الذي انسحق ليكونه.

ماهي الأدلة على وجود هذه الثقوب؟

الثقوب السوداء لا دليل عليها سوى حسابات مبنية على النسبية لذلك كان هناك من لم يصدق بها. وفي عام 1963م، رصد "مارتن سميدت " وهو عالم فلكي أمريكي الانزياح نحو الأحمر في طيف جسم باهت يشبه النجم في اتجاه مصدر موجات الراديو فوجد أنة أكبر من كونه ناتج عن حقل جاذبية فلو كان انزياحه بالجاذبية نحو الأحمر لكان الجسم كبير الكتلة وقريبا منا بحيث تنزاح مدرات الكواكب في النظام الشمسي. وهذا الانزياح نحو الأحمر ناتج عن توسع الكون وهذا يعني بدوره أن الجسم بعيداً جدا عنا ولكي يرى على هذه المسافة الكبيرة لابد وأنه يبث مقدار هائلاً من الطاقة والتفسير الوحيد لهذا ناتج انسحاق بالجاذبية ليس لنجم واحد بل لمنطقة مركزية من إحدى المجرات بكاملها وتسمى الكوازار وتعني شبيه النجوم.

الكوازارات

في عام 1967م اكتشفت "جوسلين بل" أجسام في الفضاء تبث نبضات منتظمة من موجات الراديو وكانت يعتقد بأنها أتصلت مع الحضارات غريبة في المجرة ولكنها توصلت إلى أن هذه النبضات ناتجة عن نجم نباض هو في الواقع نجوم نيترونية دوارة تبث هذه النبضات هي بسبب تداخل معقد بين حقولها الجاذبة وبين المادة المحيطة بها وهذه النبضات هي الدليل الأول على وجود الثقوب السوداء ولكن كيف يمكن لنا اكتشاف أو استشعار الثقب الأسود مع أنه لا يبعث الضوء؟ ذلك عن طريق دراسة القوة التي يمارسها الثقب الأسود على الأجسام المجاورة فقد شاهدوا نجما يدور حول آخر غير مرئي ولكن ليس هذا شرطً أن يكون النجم غير المرئي ثقباً أسود فقد يكون نجماً باهتاً.

ومع هذه الجاذبية العالية والطاقة الهائلة التي يبثها الثقب الأسود فإنه قد تتولد جسيمات ذات طاقة عالية جداً قرب الثقب الأسود ويكون الحقل المغناطيسي شديداً بحيث تتجمع الجسيمات في نفاثتية متضادتين تنطلقا خارجاً على طول محور الدوران، ونشاهد مثل هذه الجسيمات في عدد من الكوازار.

شعاع الثقب الاسود

من فكرة تعريف الثقب الأسود كمجموعة من الأحداث التي لا يمكن الإفلات منها بعيداً، ويعني أن الثقب الأسود أي أفق الحدث مكون من مسارات أشعة الضوء في الزمكان وبالتالي لا يستطيع الضوء الابتعاد عن الثقب الأسود بل يحوم عند أطرافه إلى الأبد. أن هذه المسارات لا يمكن أن تقترب من بعضها البعض فإذا أقتربت فلابد أن تندمج لتصبح واحدة وفي هذه الحالة تقع في ثقب أسود، ولكن إذا أبتلع الثقب الأسود هذه الأشعة فهذا يعني أنها لم تكن على حدوده، وهذا يعني أنه يجب أن تكون الأشعة متوازية أو متباعدة، وإذا كانت الأشعة التي يتألف منها أفق الحدث لا يمكنها أن تتقارب فإن مساحة أفق الحدث تبقى كما هي أو تتسع مع الزمان، وفي الواقع تتسع المساحة كلما وقع في الثقب الأسود مادة أو إشعاع وإذا تصادم ثقبان أسودان واندمجا معا في ثقب واحد فإن مساحة أفق حدث للثقب الجديد تساوي مجموع مساحتي الثقبين الأوليين أو أكبر وبناءً على هذا التعريف وهذه الفكرة فسوف تكون حدود الثقب الأسود هي هي للثقب الأسود وأيضا مساحتهما بشرط أن يكون الثقب الأسود صار إلى وضع مستقر لا يتغير مع الزمن، كان هذا السلوك لمساحة الثقب الأسود مستوحى إلى حد بعيد من سلوك مقدار مادي يدعى "أنتروبيا"-وهو مقياس درجة الخلل أو اضطراب نظام ما - ويعرف تقدير أو وصف هذه الفكرة الدقيقة بالقانون الثاني للديناميكا الحرارية فهو ينص على أن "الأنتروبيا" لنظام معزول تتزايد باطراد وعندما يندمج نظامين معا، تكون "أنتروبيا" النظام الموحد، أكبر من مجموع الأثنين في كل منهما، وأقترح طالب أبحاث اسمه "جاكوب بكنشتاين" إن مساحة أفق الحدث هي مقياس أنتروبيا لثقب الأسود؛ فكلما سقطت فيه مادة تحمل أنتروبيا كلما وأتسعت مساحة أفق الحدث ’بحيث أن مجموع أنتروبيا المادة خارج الثقوب السوداء ومساحة الآفاق لا تنقص أبدا، فإذا كان للثقب الأسود أنتروبيا فلابد أن تكون له حرارة كذلك كل جسم ذي حرارة معينة لابد أن يبث إشعاع بمعدل ما وهذا الإشعاع ضروري لتفادي خرق القانون الثاني للديناميكا. أي أنه يجب أن تبث الثقوب السوداء إشعاعاً ولكن الثقوب السوداء بحكم تعريفها بالذات أجسام يفترض أن لا تبث شيئا.

وفي الحقيقة الثقوب السوداء الدوارة تبث جسيمات ذرية، ولكن عندما أجرى ستيفن هوكنغ حساباته ظهرت له نتيجة مزعجة وهي أنه حتى الثقوب السوداء غير الدوارة تبث جسيمات ذرية وهذه النتيجة كان يعتقد ستيفن أنها ناتجة عن اعتماده تقديرا خاطئا وأخيرا أكد له طيف هذه الجسيمات هو بالضبط ما قد يصدر عن جسم حار.



كيف يبدو أن الثقب الأسود يمكنه بث جسيمات مادمنا نعرف أن لا شي يمكنه الإفلات من أفق الحدث؟ الجواب كما تفيد نظرية الكم هو إن الجسيمات لا تصدر من داخل الثقب الأسود بل من (الفراغ) الفضاء الفارغ خارج أفق الحدث للثقب الأسود مباشرة؛ وكي تتضح الصورة لابد من إعادة فكرة إن ما نخاله فضاء فارغا، لا يمكن أن يكون فراغا تماما لأن ذلك يعني إن جميع الحقول من الجاذبية وكهرومغنطيسية ستكون صفرا بالضبط إلا أن قيمة الحقل ومعدل تغيره مع الزمن يشبهان موقع وسرعة الجسم: فمبدأ عدم التأكد يحتم أنه كلما قمنا بقياس واحدة من هاتين الكميتين بدقة عالية كلما تناقصت دقة قياس الكمية الأخرى. ففي فضاء فارغ لا يمكن تحديد الحقل صفرا بدقة لأنه تكون له قيمة صفر ومعدل تغير صفر، وهذا مخالف لمبدأ عدم التاكد. إذاً لابد أن تكون هناك جسيمات أولية في الفضاء تظهر تارة وتختفي تارة، وهي حينما تفعل ذلك فهي تظهر على هيئة زوجا من الجسيمات أحدهما الجسيم والآخر نقيضه. ولا يلبثان طويلا بل يفني كل منهما الآخر ثانيا (من هنا ظهرت فكرة طاقة الصفر حاول البحث عن أعمال وحياة العالم نيكول تسلى).

ولا يمكن رؤية هذه الجسيمات أو اكتشافها بالكشافّات لان تأثيراتها غير مباشرة ويتنبأ مبدأ الارتياب بوجود أزواج أفتراضية متشابهة من جسيمات المادة بحيث يكون أحد الزوجين من المادة والأخر من المادة المضادة. وتخيل هذه الجسيمات على حدود الثقب الأسود أي على حدود أفق الحدث من الممكن جدا أن يسقط الجسم الافتراضي الذي يحمل الطاقة السالبة وينجو الجسم ذو الطاقة الموجبة.

بالنسبة لراصد من بعيد يبدو وكان الجسيم صادر عن الثقب الأسود ومع دفق الطاقة السالبة إلى داخل الثقب الأسود سوف تنخفض كتلة الثقب الأسود ولفقد الثقب الأسود لبعض كتلته تتضاءل مساحة أفق حدثه فكلما صغرت كتلة الثقب الأسود أرتفعت درجة الحرارة ومع ارتفاع درجة الحرارة يزداد معدل بثه الإشعاع فيتسارع نقصان كتلة أكثر فأكثر ولكن لا أحد يعلم ماذا يحدث للثقب الأسود إذا تقلصت أو انكمشت كتلته إلى درجه كبيرة ولكن الاعتقاد الأقرب أنه سوف ينتهي إلى انفجار نهائي هائل من الإشعاع يعادل انفجار ملايين من القنابل الهيدورجينية. فالثقب الأسود الأولى ذو الكتلة البدائية من ألف مليون طن يكون عمره مقاربا لعمر الكون. أما الثقوب السوداء البدائية ذات الكتلة دون هذه الأرقام فتكون قد تبخرت كليا. وتلك التي لها كتله أكبر بقليل تستمر في بث إشعاعات على شكل أشعة سينية أشعة غاما وهذه الإشعاعات من سينيه وغاما تشبه الموجات الضوئية ولكن بطول موجي أقصر وتكاد هذه الثقوب لا تستحق صفة سوداء فهي حارة في الواقع إلى درجة (الاحمرار- أبيض) وتبث طاقة بمعدل يقارب عشرة آلاف ميغا الواط.

رصد الثقب الأسود

قد نفتش عن أشعة غاما التي تبثها الثقوب السوداء الأولية طوال حياتها مع إن إشعاعات معظمها سوف تكون ضعيفة بسبب بعدها عنا بعدا كبيرا، ولكن اكتشافها من الممكن. ومن خلال النظر إلي خلفية أشعة غاما لا نجد أي دليل على ثقوب سوداء أولية ولكنها تفيد بأنه لا يمكن تواجد أكثر من 300 منها في كل سنه ضوئية مكعبة من الكون. فلو كان تواجدها مثلا أكثر بمليون مرة من هذا العدد فإن أقرب ثقب أسود إلينا يبعد ألف مليون كيلومتر، وكي نشاهد ثقبا أسودا أوليا علينا أن نكشف عدة كمات من أشعة غاما صادرة في اتجاه واحد خلال مدى معقول من الزمن كأسبوع مثلا، ولكن نحتاج إلى جهاز استشعار كبير لأشعة غاما وأيضا يجب أن يكون في الفضاء الخارجي لأن الغلاف الجوي للأرض يمتص قدرا كبيرا من أشعة غاما الآتية من خارج الأرض.. إن أكبر مكشاف أشعة غاما يمكنه التقاطها وتحديد نقطة الثقوب السوداء موجود لدينا هو الطبقة الهوائية للأرض بكاملها. فعندما يصطدم كم عالي من الطاقة من أشعة غاما بذرات جو الأرض يـُولد أزواجا من الإلكترونات والبوزيترونات ( نقيض الإلكترون) ونحصل على وابل من الإلكترونات السريعة التي تـُشع ضوءاً يدعى إشعاع شيرنكوف. إن فكرة إشعاع الثقوب السوداء هي من أمثلة التنبؤ الفيزيائي المبني على النظريتين الكبيرتين المـُكتشفتان في هذا القرن : النظرية النسبية العامة وميكانيكا الكم. وهذه أول إشارة إلى أن ميكانيكا الكم قادرة على حل بعض التفردات الثقالية التي تنبأت بها النسبية العامة.وعلى الرغم من عدم تمكننا من رؤية أو تصوير الثقوب السوداء، فهناك سبل لمعرفة مكانها. وقد استطاع العلماء الالمان في السنوات القليلة الماضية اكتشاف حقيقة تواجد أحد تلك الثقوب السوداء في مركز المجرة. بالطبع لم يروه رؤية مباشرة، ولكنهم دئبوا على مراقبة حركة نجم كبير قريب من مركز المجرة لمدة سنوات عديدة، ويدور هذا النجم في مدار حول مركز خفي.

وعلى أساس معرفة كتلة النجم ونصف قطر فلكه، استطاع العلماء استنتاج وجود الثقب الأسود في مجرتنا وحساب كتلته التي تبلغ نحو 2 مليون ضعف لكتلة الشمس.

الثقوب السوداء والنظريات الفيزيائية

من المعروف أن قوانين الفيزياء مبنية على النظريات وعلى هذا الأساس بما أنه توجد أجسام تسمى ثقوب سوداء، يمكن للأشياء السقوط فيها بلا عودة فإنه يجب أن تكون هناك أجسام تخرج منها الأشياء تسمى الثقوب البيضاء ومن هنا يمكن للمرء افتراض إمكانية القفز في ثقب أسود في مكان ما ليخرج من ثقب أبيض في مكان آخر. فهذا النوع من السفر الفضائي ممكن نظريا، فهناك حلول لنظرية النسبية العامة يمكن فيها السقوط في ثقب أسود ومن ثم الخروج من ثقب أبيض أيضا لكن الأعمال التالية بينت أن هذه الحلول جميعها غير مستقرة : فالاضطراب الضئيل قد يدمر أخدود الدودة أو المعبر الذي يصل بين الثقب الأسود والثقب الأبيض (أو بين كوننا وكون موازي له)، إن كل هذا الكلام الذي ذكر يستند إلى حسابات باستخدام النظرية النسبية العامة لأينشتاين ولا يمكن اعتبار هذه القياسات صحيحة تماما لأنها لا تاخذ مبدأ الارتياب بالحسبان. ويفقد الثقب السود كتلته بإصدار الجسيمات والإشعاع حتى تصبح كتلته صفر ويختفي كليا، ولو أفترضنا أنه كانت هنالك مركبة فضاء قفزت إلى هذا الثقب ماذا يحدث؟ فيقول ستيفن هوكينج بناءً على عمل أخير له إن المركبة سوف تذهب إلى كون (طفل) صغير خاص بها كون صغير مكتف ذاتيا يتفرع عن منطقتنا من الكون (الكون الطفل يمكن توضيحه وذلك بأن تتخيل كمية من الزيت في حوض ماء وهي متجمعة حرك هذه الكمية بقلم سوف تنفصل كرة صغيرة من الزيت عن الكرة الكبيرة هذه الكرة الصغيرة هي الكون الطفل والكرة الكبيرة هي عبارة عن كوننا ولاحظ أن الكرة الصغيرة قد ترجع وتتصل مع الكرة الكبيرة) وقد يعود هذا الكون الطفل إلى الانضمام ثانية إلى منطقتنا من عالم الزمكان فأن فعل سيبدو لنا كثقب أسود آخر قد تشكل ثم تبخر والجسيمات التي سقطت في ثقب أسود تبدو كجسيمات مشعة من ثقب آخر. ويبدو هذا وكأنه المطلوب للسماح بالسفر الفضائي عبر الثقوب السوداء لكن هناك عيوب في هذا المخطط لهذا السفر الكوني أولها أنك لن تستطيع تحديد مكان توجهك أي لا تعلم إلى أين سوف تذهب وأيضا الأكوان الطفلة التي تأخذ الجسيمات التي وقعت في الثقب الأسود تحصل فيما يدعى بالزمن التخيلي يصل رجل الفضاء الذي سقط في الثقب الأسود إلى نهاية بغيضة مؤلمة فهو يتمزق بسبب الفرق بين القوى المطبقة على رأسه وقدميه حتى الجسيمات التي يتكون منها جسمه سوف تنسحق تواريخها في الزمن الحقيقي وستنتهي في متفرد ثقالي، ولكن تواريخها في الزمن التخيلي سوف تستمر حيث تعبر إلى كون طفل ثم تعود للظهور كجسيمات يشعها ثقب أبيض، إن على من يسقط في ثقب أسود أن يتخذ الشعار : (فكر تخيليا). وما نعنيه هو إن الذهاب عبر ثقب أسود ليس مرشحا ليكون طريقة مرضية وموثوق بها للسفر الكوني لأنها ما زالت في طور الفلسفة النظرية ولربما نتمكن بعد سنوات من الدراسات من دخول الثقب الأسود فبعض العلماء قالو ان الثقب الأسود بوابة لمجرة بعيدة أو عالم آخر

هل يمكن رؤية الثقب الأسود؟

ينشأ الثقب الأسود عندما ينتهي عمر أحد النجوم البالغة الكبر (حجما) وينتهي وقوده، فينفجر وينهار على نفسه. ويتحول النجم من سحابة كبيرة عظيمة إلى تجمع صغير محدود جدا للمادة المكثفة. وتعمل ذلك التجمع المادي المركز على جذب كل ما حولها من جسيمات أو أي مادة أخرى. وحتى فوتونات الضوء لا تفلت منه بسبب جاذبيته الخارقة، فالثقب الأسود لا ينبعث منه ضوء.

ولكن كل ما ينجذب وينهار على الثقب الاسود يكتسب سرعات عالية جدا وترتفع درجة حرارتها. وتستطيع التلسكوبات الكبيرة على الأرض رؤية تلك الدوامات الشديدة الحرارة. أي أن الثقب الأسود يفصح عن نفسه بواسطة شهيته وجشعه لالتقات كل مادة حوله. ولا يتعين علينا أن نخاف لأن الفلكيين لم يجدوا أي ثقب اسود بالقرب من المجموعة الشمسية.

أنواعها

الثقب الأسود هو المرحلة الأخيرة من عمر نجم عظيم الكتلة . وفي الواقع فهو ليس نجما حيث أنه لا يولّد طاقة عن طريق الاندماج النووي (يتوقف الاندماج النووي في النجم كبير الكتلة بعد استهلاكه لوقوده من الهيدروجين و الهيليوم ويصبح ثقبا أسودا لا يشع ضوءا).

ويمكن تكوّن ثقب أسود بعدة طرق:ثقب أسود صغري : طريقة افتراضية ، ويمكن من الوجهة النظرية أن تتكون في معجل جسيمات

ثقب أسود نجمي: وهي أجرام تبلغ كتلتها بين 4 - 15 كتلة شمسية

ثقب أسود متوسط الكتلة : ويتميز بكتلة بين 100-10000 كتلة شمسية .

ثقب أسود فائق الضخامة : وتبلغ كتلته عدة ملايين أو عدة بلايين كتلة شمسية.

معتقدات

يفسر بعض العلماء المسلمين ما جاء في سورة التكوير في الآية 15، 16 في القرأن ((فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)) بأنها تشير إلى الثقب الأسود، حيث أن حقيقة علمية وهي أن الثقوب السوداء تسير وتجري وتكنس كل ما تصادفه في طريقها، وقد جاء في الدراسات حديثاً عن الثقوب السوداء ما نصه: It creates an immense gravitational pull not unlike an invisible cosmic vacuum cleaner. As it moves, it sucks in all matter in its way — not even light can escape. وهذا يعني: إنها - أي الثقوب السوداء – تتميز بقوة جاذبية هائلة تعمل مثل مكنسة كونية لا تُرى، عندما تتحرك تبتلع كل ما تصادفه في طريقها، حتى الضوء لا يستطيع الهروب منها. وفي هذه الجملة نجد أن الكاتب اختصر حقيقة هذه الثقوب في ثلاثة أشياء:هذه الأجسام لا تُرى: invisible

جاذبيتها فائقة تعمل مثل المكنسة: vacuum cleaner

تسير وتتحرك باستمرار: moves

فقد اختصر القرآن كل ما قاله العلماء عن الثقوب السوداء بثلاث كلمات فقط!! يقول القرآن: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 15-16]. ونحن في هذا النص أمام ثلاث حقائق

الْخُنَّسِ : أي التي تختفي ولا تُرى أبداً، وقد سمِّي الشيطان بالخناس لأنه لا يُرى من قبل بني آدم. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة invisible أي غير مرئي.

الْجَوَارِ: أي التي تجري وتتحرك بسرعات كبيرة. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة move أي تتحرك.

الْكُنَّسِ: أي التي تكنس وتبتلع كل ما تصادفه في طريقها. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة vacuum cleaner أي مكنسة.

السفر عبر الزمن

ثقب أسود يمر بين المشاهد ومجرة تقع خلفه، ويرى تشوه ضوء المجرة القادم إلينا (محاكاة تشبيهية)
تتكون الثقوب السوداء غالبا بسبب  ان النجوم تفقد طاقتها بمرور الزمن و في نهاية

 حياتها تتضخم ثم تنفجر و يتناثر حطامها في الفضاء , هذا بشكل

 عام , لكن بعض النجوم عندما تنفجر يتناثر قسم منها لكن مركز

 النجم يبدا بسحب هذه الاجزاء (طبعا هذه الحالة تحصل اعتمادا على

 حجم النجم نفسه و يسمى بالعتبة) تبدا هذه الاجزاء المتناثرة

 بالعودة باتجاه مركز النجم و تبدا زيادة الجاذبية بسبب زيادة الكثافة بحيث

 تصبح الكتلة التي بحجم حبة الحمص ذات وزن يعادل وزن الكرة الارضية ,

 و بزيادة الكثافة و الجذب لهذا الجسم يتكون الثقب الاسود الذي يجر

 اليه الكواكب و النجوم و حتى مجرات كاملة , و الصعوبة باكتشافه هي

 انه بسبب جاذبيته الخيالية فحتى الضوء و اي طاقة يجذبها اليه و ل

 تفلت منه و لهذا سميت سوداء لان الضوء لا يخرج منها .

 بالنسبة لهذه الاجسام التي تسحبها الثقوب السوداء فيعتقد ان هذه

 الثقوب متصلة بواسطة انفاق دودية بثقوب تسمى الثقوب البيضاء

 و التي يتم منها طرح الاجسام المسحوبة بالثقوب السوداء...

 اكتشف جون ميتشيل عام 1783 أن النجوم العملاقة سوف تكون

 لها جاذبية كبيرة تجعل الاشعاعات والاضواء المنبعثة منها ترتد مرة

 أخري الي سطحها. ولم يحاول انذاك البحث فيما قاله ميتشيل أو

 صياغة قانون حتي أعلن اينشتاين نظرية النسبية العامة عام 1915

 والتي تنبأ فيها بوجود نجوم متقلصة شديدة الجاذبية وعبر عن ذلك

 بثلاث معادلات محددة الاولي ثابت الجاذبية لنيوتن والثانية كتلة النجم

 المتقلص والثالثة النسبية بين كتلة النجم المتقلص وكتلة النجم

 العملاق الاصلي وقطره قبل أن ينفجر ويتقلص قلبه. وقد تأكد تماما

 من وجود تلك النجوم وتصويرها لأول مرة عام 92 بتليسكوب الفضاء

 هوبل فقد لاحظ أنه في آخر مرحلة من مراحل النجوم العملاقة التي

 تنهار تحت ثقلها مما يؤدي الي اشتعال مادتها ويتحول النجم خلال 6 ساعات

 الي نجم سوبر نوفا متفجر. ويطيح الانفجار بسطح النجم وغلافه

 الخارجي حيث يتحول الي سديم حلقي أما القلب فيتحول الي نجم نيوتروني

ثقب أسود يجذب إليه المادة من نجم مجاور.
 لايزيد قطره علي 15 20 كيلو مترا. أما اذا كان الثقب الاسود لا يدور حول

 محوره فهو مستدير الشكل تماما وليس له شحنة واذا كان دوارا فهو

 مفلطح ويحمل شحنة. ولكن الامر ليس بهذه البساطة، فهذه النجوم

 من الثقوب السوداء تتمتع بقدر كبير جدا من الغرابة والتناقض.

 فالمشكلة أن كل ما يصل الينا هو ما يحدث عند الحدود الخارجية

 للثقب نفسه أما فيما يخص داخل الثقب فلا أحد يمكن الوصول

 اليه. فنتائج الابحاث تشير الي أن الطاقة الكلية الموجودة داخل الثقب

 الاسود صفر، فهو يتصرف كأي جسم في درجة حرارة الصفر المطلق

 حيث يمكنه تحويل الحرارة.

 وتصل درجة الحرارة في قلبه أقل من الصفر المطلق مع أن درجة

 الحرارة علي سطحه مئوية.

 ويري بعض علماء الفلك أن مادة الثقب الاسود هي من المادة المضادة

 والتي تنتج هذه الحرارة الهائلة عند التحامها بمادة النجم المجاور

 وتسحقها كلية. ويبدو أن الطاقة الموجبة للمادة التي يتم ابتلاعها

 تتحول فور عبورها 'الافق الخارجي' الي طاقة سالبة وتفقد كتلتها

 الذاتية تماما. وتدل الابحاث أن حرارة قلب الثقب هي حرارة سالبة أي

 ربما أقل حرارة من الصفر المطلق الذي لا نعرف عنه شيئا أقل

 منه حرارة في علوم الفيزياء.

 وأهم ما يحدث في ظاهرة الثقوب السوداء هو تحول السهم

 الزمن من الامام الي الوراء في لحظات أي تعود الي الزمن

 التخيلي. فلو كان قلب الثقوب السوداء في درجة الصفر المطلق

 لتوقف الزمن حيث تتوقف الاليكترونيات عن الدوران حول نواة الذرات.

 وهذا يجعل العلماء متحيرين مرة أخري. فهل يمكن لتلك الظاهرة

 تعدي الحاجز الفاصل لتصل الي عالم الطاقة السالبة 'العالم

 التخيلي' فالمعروف أن هذا العالم يسير وفقا للقانون أما العالم

 التخيلي فيسير وفقا لقانون غير معروف الابعاد.

 ويبرر بعض العلماء ما يحدث داخل الثقوب السوداء بانقلاب شامل

 لوظيفة الزمن والمكان فسهم الزمن ليس له اتجاه واحد داخلها.

 وأما الفضاء مع المادة فنجده مجبرا بالجاذبية للاتجاه نحو مركز الثقب

 فقط. ويرجع العلماء الي السؤال عن أين تذهب كل هذه المواد من

 النجوم الاخري التي يبتلعها الثقب الاسود؟ وبالطبع لا يوجد اجابة.

 الا أن العالم هوكينج يري أن الثقب الاسود في هذه الحالة يتزايد

 حجمه وينمو الي أن يبتلع كل أو معظم نجوم المجرة وربما يتحول

 بعد ذلك الي كويزر كما يشير. الا أن العالم الامريكي جون ويلر يري

 أن تلك الثقوب دودية أو انفاق داخلية أشبه بالثقوب الطولية التي

 يحشو بها قرص الجبنة. وهذه الانفاق تبدأ عند مركز الثقب الاسود

 وتربط بين قطاعات أو أطراف أو أجزاء الكون المنظور منه وغير المنظور.

 وأكد أيضا أن تلك الثقوب الدودية لا يمكن أن تبدأ الا في مركز نجوم

 الثقوب السوداء الدوارة المفلطحة ذات الشحنة. أما الثقوب السوداء

 التي لا تدور حول محورها والمستديرة الخالية من الشحنة، فلا

 تحتوي علي اية انفاق دودية عند مركزها. ومن هنا جاءت افتراضية

 السفر عبر الزمن الي قطاعات أخري في الكون وأن كان الامر

 ليس مؤكدا.واكتشف أيضا أن تبخر الثقوب السوداء اذ أن سطح

 الثقب الاسود تصل درجة حرارتها الي شدة الانخفاض في حالة

 الثقوب السوداء العملاقة وشديدة الارتفاع علي عكس حالة

 الثقوب الصغيرة. فحسب قوانين الطبيعة، فان أي جسم مادي

 تزيد درجة حرارته عن قيمة الصفر المطلق يكون جسما مشعا

 وعلي هذا الاساس فالثقوب السوداء اجرام كونية مشعة..

 ويري آخرون أن الثقوب السوداء عندما تنفجر فانها تفقد جزءا

 من كتلتها في صورة طاقة اشعاعية وبمرور الزمن تنقص أحجام

 الثقوب السوداء وكلما نقص حجمها زادت كثافة اشعاعاتها.

 وهذا النقصان في حجمها يؤدي الي انفجارها واختفائها.

 ولكن تري ماذا يحدث بعد اختفاء الثقب الاسود؟

 يري العلماء أن هناك نقطة شاذة سوف تتخلف عن الانفجار

 عبارة عن نقطة مادية صفرية الابعاد لا نهائية الكثافة.

 وان كان الدكتور ستيفن هيوكينج له رأي آخر في مسألة ماذا

 يحدث بعد الانفجار، فهو يري أنه بالفعل اذا ما انفجر الثقب

 الاسود فانه سيختفي تماما بما في ذلك تلك النقطة الشاذة الي

 عالم آخر. أما بقايا الانفجار فستشكل في صورة نفق أو قناة تصل

 عالمنا بالعالم الآخر الذي انتقل اليه الثقب الاسود. وقد اعتمد

 علي نظرية جاذبية الكم والتي تصور أن هناك انفاقا تظهر وتختفي

 بصورة مستمرة في الفضاء الكوني وتقاس هذه الانفاق بمقياس

 لم يثبت صحته 'مقياس بلانك' وهنا نجد أنفسنا ندور في حلقة

 مفرغة حول هل بالفعل نستطيع السفر الي الماضي. فانفجار

 الثقوب السوداء يذهب بنا الي عالم آخر لا نعلمه وينتظر

 منا الكثير لاكتشافه.

السفر عبر الزمن



 ظلت مشكلة الانتقال الي الزمن التخيلي تشغل العقول من

 قديم الازل خاصة بعد ظهور نظرية الوتر أو الاربطة التي تشير

 الي أن ثقوب الفضاء لن تغير من تجانس الكون وتماسكه الكمي

 ولكنها قد تؤثر في ثوابته الاساسية في الطبيعة. وظل السؤال

 هل اذا ما بدأ الانسان من زمن حقيقي فكيف له أن ينتقل

 الي زمن تخيلي؟

 فقد أكد اينشتاين أن الزمن ظاهرة محلية وأنه يجري وفقا لمعدلات

 متفاوتة بالنسبة للمراقبين مختلفين في الكون وذلك اعتمادا

 علي سرعة كل من هذين الراصدين. فمثلا لو أن هناك رائدي فضاء

 يتحركان بسرعتين مختلفتين فان كلا منهما سوف يري الزمان

 يمضي علي سكان سطح الارض بمعدل مختلف عما يراه الرائد

 الآخر وبالتالي هذا يتناقض مع فكرة نيوتن حول كونية الزمن.

 واستطاع أيضا اثبات أن الزمن يمضي ببطء نسبي في المواقع

 ذات التجاذب القوي وفي المناطق شديدة التقوس والانحناء

 في الكون. وقد استغل علماء العصر الحديث تلك النظرية التي

 تؤكد علي امكانية ابطاء حركة الزمن.

 ومن هذا انطلق الفيزيائي ريتشارد فينجان الذي أكد أن تفاعل

 الجسيمات مع أضدادها تجعل احدها يتحرك للامام والآخر للوراء.

 وفي حالة التقاء النقيضين فانهما يصطدمان ويفني كل منهما

 الآخر. وبالتالي فان مضادات الجسيمات يمكنها أن تسير في

 الزمن الي الوراء. وهذا ما تؤكده نظرية الانفجار العظيم والتي

 تفترض أن مادة الكون كانت معبأة في حجم صغير للغاية يصعب

 تصوره ثم حدث انفجار فانطلقت منه محتويات هذا الجسم وكونت

 المجرات في الكون التي تقدر اعدادها بآلاف البلايين. والغريب أن

 المجرات منذ 18 ألف مليون سنة وحتي اليوم تجري بعيدا عن بعضها

 البعض في أرجاء الكون بسرعة عالية مما يؤدي الي تمدد الكون

 واتساعه بصفة مستمرة. ولكن هذا يجعل العلماء في حيرة أكثر

 وأمام سؤال خطير: هل سوف يستمر تمدد الكون واتساعه الي

 ما لا نهاية؟ أم سيتراجع وينكمش علي نفسه؟ وهل للزمن بداية

 أو أنه أزلي بلا بداية ولا نهاية؟ حتي وأن كانت الاحصائيات تشير

 الي أن بداية الزمن منذ 18 ألف مليون سنة وهو عمر الكون.

 وهناك الكثير من العقبات تقف أمام هذا الحلم لعل أهمها عامل

 السرعة الذي لا يمكن تجاوزه وفقا لنظرية النسبية الخاصة اذ أن

 تخطي سرعة الضوء يحتاج الي امداد الجسم بكمية غير متناهية

 من الطاقة لتصل الي سرعة الضوء التي لا يستطيع أحد أن يدركها.

 ومع ذلك فان بعض العلماء قد تخيلوا جسما تخيليا يدعي 'تاكيونات'

 له مواصفات خاصة ولد بها ليتفوق علي سرعة الضوء. ويعتقد

 العلماء أنه من الممكن أن يوجد مثل هذا الجسم في الاشعة

 الكونية الاولية المحملة بقدر كبير من الطاقة. وحتي الآن ليس

 هناك اجابة شافية علي ما اذا كانت بالفعل تلك الاشعة الكونية

 تحمل في طياتها هذا الجسم التخيلي.

 ويري عدة باحثين أن هناك العديد من المشاكل يجب حلها للتفكير

 في رحلة الزمن وأهمها. ضرورة التعرف علي طبيعة الكون من

 حيث الزمان والمكان وبخاصة نطاقهما الصغير الذي يقدر وفقا

 لمقياس بلانك من 10 33 سنتيمترا. وضرورة الوصول الي

 نظرية موحدة في الفيزياء تتضمن نظرية جاذبية الكم وهذا

 بالفعل ما تحاوله الدول الاوروبية اليوم فمن المقرر اطلاق

 قمر صناعي أوروبي، 'ليزا' عام 2012 لدراسة تلك النقطة.

والاهم من ذلك التوصل الي بناء انفاق الفضاء التي يمكن

 استغلالها كمعابر للسفر في الزمن. وقد يكون ذلك باقتلاع

 انفاق من الرغوة الكمية التي اشار اليها كيب ثورن أو بتمديد

 الفراغ الزائف وهي حالة غير ثابتة من حالات المادة ذات طاقة

 عالية والتي اشار اليها آلن جوث. اضافة الي التعرف علي خواص

 المادة الغريبة وكيفية استخدامها في تبطين وتقوية جدران انفاق

 الفضاء لتصبح قابلة للعبور والسفر فيها الي النجوم البعيدة. ولا

 يعدو أمر السفر في الزمن مجرد حلم يراود كل شخص أمامه

 مئات السنين ليتحقق.
 

مصادر

ماهي نظرية النسبية - لانداو ورومر - دار مير - موسكو - 1974م.

المجرات والكوازرات - تأليف وليام.ج. كاوفمان - بغداد - 1989م.

الكون - تأليف دافيد برجاميني - مكتبة لايف العلمية - بيروت - 1971م.

النسبية بين نيوتن وأنشتاين - تأليف د. طالب ناهي الخفاجي - 1978م.

الكون - تأليف كولين رونان - الأهلية للنشر والتوزيع - بيروت - 1980م.

الكون الأحدب - تأليف د. عبد الرحيم بدر - بيروت - لبنان - 1980م.

آينشتين والنظرية النسبية - د. محمد عبد الرحمن مرحبا - دارالقلم - بيروت - الطبعة الثامنة - شباط - 1981م.

الكون الراديوي - تاليف جي. أس. هي - ترجمة عبد الكريم علي - بغداد -1991م.








الأحد، 29 مايو 2011

النانوتكنولوجى



التقانة النانوية (بالإنكليزية: Nanotechnology) أو تقانة الصغائر هي العلم الذي يهتم بدراسة معالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي. تهتم تقانة النانو بابتكار تقنيات ووسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانومتر وهو جزء من الألف من الميكرومتر أي جزء من المليون من الميليمتر. عادة تتعامل التقانة النانوية مع قياسات بين 0.1 إلى 100 نانومتر أي تتعامل مع تجمعات ذرية تتراوح بين خمس ذرات إلى ألف ذرة. وهي أبعاد أقل كثيرا من أبعاد البكتيريا والخلية الحية. حتى الآن لا تختص هذه التقانة بعلم الأحياء بل تهتم بخواص المواد، وتتنوع مجالاتها بشكل واسع من أشباه الموصلات إلى طرق حديثة تماما معتمدة على التجميع الذاتي الجزيئي. هذا التحديد بالقياس يقابله اتساع في طبيعة المواد المستخدمة، فالتقانة النانوية تتعامل مع أي ظواهر أو بنايات على المستوى النانوي الصغير. مثل هذه الظواهر النانوية يمكن أن تتضمن تقييد كمومي quantum confinement التي تؤدي إلى ظواهر كهرومغناطيسية وبصرية جديدة للمادة التي يبلغ حجمها بين بين حجم الجزيء وحجم المادة الصلبة المرئي. تتضمن الظواهر النانوية أيضا تأثير جيبس-تومسون - وهو انخفاض درجة انصهار مادة ما عندما يصبح قياسها نانويا، اما عن البنايات النانوية فأهمها الأنابيب النانوية الكربونية.



يستخدم بعض الكتاب الصحفيين أحيانا مصطلح (تقنية الصغائر للتعبير عن النانونية) رغم عدم دقته، فهو لا يحدد مجاله في التقانة النانوية أو الميكرونية إضافة إلى التباس كلمة صغائر مع جسيم أو الدقائق Particles.



العلوم النانوية والتقنية النانوية إحدى مجالات علوم المواد واتصالات هذه العلوم مع الفيزياء، الهندسة الميكانيكية والهندسة الحيوية والهندسة الكيميائية تشكل تفرعات واختصاصات فرعية متعددة ضمن هذه العلوم وجميعها يتعلق ببحث خواص المادة على هذا المستوى الصغير.



جاء في مقال في جريدة الحياة اللندنية للكاتب (أحمد مغربي) تعرّف التقنية النانوية بأنها تطبيق علمي يتولى إنتاج الأشياء عبر تجميعها على المستوي الصغير من مكوناتها الأساسية، مثل الذرة والجزيئات. وما دامت كل المواد المكونة من ذرات مرتصفة وفق تركيب معين، فإننا نستطيع أن نستبدل ذرة عنصر ونرصف بدلها ذرة لعنصر آخر، وهكذا نستطيع صنع شيء جديد ومن أي شيء تقريبا. وأحيانا تفاجئنا تلك المواد بخصائص جديدة لم نكن نعرفها من قبل، مما يفتح مجالات جديدة لاستخدامها وتسخيرها لفائدة الإنسان، كما حدث قبل ذلك باكتشاف الترانزيستور.



وتكمن صعوبة التقنية النانوية في مدى إمكانية السيطرة على الذرات بعد تجزئة الموادالمتكونة منها. فهي تحتاج بالتالي إلى أجهزة دقيقة جدا من جهة حجمها ومقاييسها وطرق رؤية الجزيئات تحت الفحص. كما أن صعوبة التوصل إلى قياس دقيق عند الوصول إلى مستوى الذرة يعد صعوبة أخرى تواجه هذا العلم الجديد الناشئ. بالإضافة ما يزال هناك جدل ومخاوف من تأثيرات تقنية النانو، وضرورة ضبطها.



اعداد حسام الشربينى
مصر للتعمير - شيراتون المطار القاهرة مصــر
محمول 0121714484 - 1144471338


الإيقاع الحيوي «نظرية البيوريثم»

الإيقاع الحيوي «نظرية البيوريثم» BIO-RHYTHMS

يحكم الباحث أو الدارس أياً كان بأن موضوع التأثر والانسجام الذي نشير له لا بد متعلق بالدورات الكونية كالليل والنهار والدورات القمرية ودورات الفصول ودورات الشمس ذات الأنواع المتعددة وغيرها من الدورات المألوفة وغير المألوفة، وكل هذه الدورات من داخلية وخارجية لها إيقاعات مميزة يمكن الاستفادة منها من خلال المراقبة وتوقع ما يمكن حدوثه مع الشخص أو العينة المطلوبة.



 إن الدورات السابقة التي أشرنا إليها توحي بالتنوع الذي يمكن الكشف عنه بالنسبة للإنسان وهذا ما يمكن وصفه بالإيقاع الحيوي للإنسان والذي يُستفاد منه في مجالات كثيرة وتطبيقات مهمة، ففي يوم ما قد نكون في أحسن حالاتنا الجسدية في حين قد نكون في أسوأ الحالات الذهنية مع كوننا في وضع حرج بالنسبة للحالة العاطفية، وتتعدد الاحتمالات ما بين درجات متفاوتة ومتقاربة، وعندما تكون الدرجات التي تقدمها لنا نظرية الإيقاع الحيوي أو «البيوريثم» عالية فإن الإنتاج الذي سيقدمه الشخص عالياً كتلك الدرجات، ويمكن أن نستدل على هذه الطريقة لو قمنا برسم المنحنيات التي تمثل هذه الدورات.



 وعلى هذا الأساس دخل الإيقاع الحيوي في ميدان التطبيق وفي مجالات كثيرة كالمهن على أنواعها والمجالات الرياضية وخصوصاً في الألعاب الفردية، إذ يتعامل الرياضي مع الزمن والأداة والحواجز في محاولة الوصول إلى أسرع وأبعد وأعلى لتسجيل الرقم القياسي الشخصي في البطولات الدولية والأولمبية، وتكمن أهمية الدراسة في الكشف عن العلاقة بين الإيقاع الحيوي ودوراته من جهة والإنجاز ممثلاً بالأرقام القياسية من جهة أخرى، وتوظيف ذلك في التدريب ودخول السباقات والاستعداد لها بالتوقيتات المناسبة، خاصةً بعد أن أثبتت الدراسات المشابهة أن أفضل النتائج تتحقق في المرحلة الإيجابية أو في قمة دورات الإيقاع الحيوي بينما كانت أسوأ النتائج في قعر دورات الإيقاع الحيوي، وقد ذكر الدكتور عكلة سليمان من جامعة الموصل في العراق ذلك ويؤكده في بحثٍ مسحي مهم فقال: «الإيقاع الحيوي لفظ مركب من كلمتين إغريقيتين Bio ويعني الحياة وRhythm ومعناها التكرار الدوري وهو نظام حياتي يسير عليه الإنسان وبشكل مستمر مثل إيقاعات أجهزة الجسم العضوية كجهاز الدوران الذي له دوره خاصةً في نقل الدم، والنساء لديهن دورة شهرية، وللحيوانات إيقاع خاص بها فيما يتعلق بالتكاثر والنمو، وكل شيء في هذا الكون له إيقاع ومن أمثلة ذلك: دوران الشمس وتعاقب الليل والنهار، وحركة القمر وظاهرة المد والجزر في البحار، وتعاقب الفصول الأربعة، والنباتات والتزهير وتكرار هذا الإيقاع في فترات زمنية منتظمة وهي عملية وراثية لا يمكن السيطرة عليها أو التأثير في تنظيمها».



 دورات الإيقاع الحيوي الأولية: وتشمل:



 1. الدورة البدنية: ومدتها 23 يوماً، ولها علاقة بمتغيرات القوة البدنية والتوافق الحركي ومقاومة المرض والألم.



 2. الدورة الانفعالية: ومدتها 28 يوماً، ولها علاقة بالابتكار والاستقرار العقلي والمزاج العاطفي والحساسية العاطفية.



 3. الدورة العقلية: ومدتها 33 يوماً، ولها علاقة بالقابلية على التعلم والتفكير التحليلي والاستدعاء السريع للذاكرة واتخاذ القرار والعمليات العقلية العليا.



 ومن التطبيقات العملية في الدول التي تهتم بدراسات الإيقاع الحيوي ما قدمته شركة الطيران المتحدة الأمريكية في وضع عقل إلكتروني تحت تصرف العاملين فيها، والذي يهتم بحساب إيقاعاتهم الحيوية حتى يتوخوا الحذر في الأيام التي تهبط فيها منحنيات الإيقاع الحيوي، أما اليابان فقد أنتجت آلة حاسبة صغيرة توضح لحاملها حالة إيقاعه الحيوي في كل يوم بالإضافة لتأديتها وظائف الآلة الحاسبة العادية، وفي روسيا ومنذ زمن الاتحاد السوفيتي السابق قامت الإدارات التي تشرف على عمال المناجم برسم المنحنيات العقلية لعمالها، فتُمنح الإجازة للعامل عندما يكون المنحنيين العقلي والجسدي في الذروة السالبة وذلك لتلافي المشاكل والأعطال.



وتفيد بعض الإحصائيات للمهتمين بنظرية «البيوريثم» من خلال الحصول على تواريخ ميلاد المنتحرين ودراستها بدقة أن النسبة العظمى منهم كانوا في يوم قيامهم بعملية الانتحار في أسوأ حالاتهم العقلية والعاطفية والجسدية ومنحنياتهم الثلاثة أقرب ما تكون للذرى السالبة إن لم يكونوا في الذرى السالبة تماماً، وعلى ضوء نظرية «البيوريثم» يُنصح الأطباء الجراحون بألا يقوموا بأي عمل جراحي لمرضاهم إذا كان المنحني الجسدي في الحضيض بل عليهم تأجيل العمل الجراحي للفترات الموجبة حيث يكون الجسد بكامل حيويته ونشاطه ويتجاوب مع العمل الجراحي ويسرّع في عملية الشفاء.



 أما طريقة الحساب المألوفة والمعروفة فيمكن حسابها وفق الخطوات التالية:



 أ- نوجد عدد الأيام التي عاشها الفرد من تاريخ ميلاده وحتى التاريخ المطلوب إيجاد الإيقاع الحيوي فيه.

 ب- تقسيم الأيام إلى عدد أيام دورة الجانب البدني «الجسدي» وهي 23 يوماً.

 ج- تحويل النتائج إلى رسم بياني للدورة من خلال تطبيق معادلة تسمى معادلة المنحني « S » لكل دورة من الدورات الثلاث إذا أردنا الحصول على رسم توضيحي للدورات.

 د- مما سبق يمكننا التوصل إلى شكل الدورات الثلاث للفرد خلال اليوم المحدد والتي تعبر كل منها عن جانب من جوانب الإيقاع الحيوي ومحصلتها حول الإيقاع الحيوي العام للفرد.

 مثال: أحد أفراد العينة ولد في 8/12/1990 واليوم المطلوب معرفة الإيقاع البدني له في 8 / 2 / 2010

 1 ً - فالعمر بالسنوات 20 عاماً، ونضربه بـ 365 أي عدد أيام السنة والناتج 7300 ، ثم نضيف إليه عدد السنوات الكبيسة وهي 5 فيكون الناتج 7305، وبعد ذلك نحسب حاصل طرح اليوم الحالي من تاريخ الميلاد كالتالي: 8/12/1990 - 8/2/2010: أي 7305 – 62 = 7243.



 أما الآن فالناتج الأخير نقسمه على السنة الحالية 7243÷ 2010= 3.6 وبعدها نهمل الكسور ونضرب الناتج بالرقم 23 المقصود به الدورة الجسدية: 3 ×23 = 69، والخطوة الأخيرة نقوم بأخذ الناتج الأخير ونطرح منه ناتج فارق الأيام أي 69 – 62 = 7، وهذا يعني أن الدورة البدنية أو الجسدية في مرحلة من الهبوط وعلى صاحبها أن يأخذ حذره جيداً باعتبار الفارق البعيد بين الرقم 7 ورقم الدورة البدنية 23.



وتضيف لنا الدراسات تقسيمات أخرى لأنواع دورات الإيقاع الحيوي أو ما يدعى «الدورات الثانوية» وتشمل:



 1. الدورة الحدسية: ومدتها 38 يوماً، ولها علاقة بالإدراك غير الواعي والبداهة.



 2. الدورة الجمالية: ومدتها 43 يوماً، ولها علاقة بالإبداع الفني والشعري.



 3. الدورة الحسية: ومدتها 48 يوماً، ولها علاقة بكل ما يتعلق بكفاءة الحواس والإدراك الحسي.



 4. الدورة الروحية: ومدتها 53 يوماً، ولها علاقة بمشاعر العلاقات مع الآخرين ومشاعر المعتقدات.



 وهناك تقسيم ثالث لدورات الإيقاع الحيوي «الدورات المركبة» وتشمل:



 1. الدورة الإتقانية: وهي دورة مركبة من الدورة العقلية والدورة البدنية.



 2. دورة الحكمة: وهي دورة مركبة من الدورة الانفعالية والدورة العقلية.



 3. الدورة العاطفية: وهي دورة مركبة من الدورة الانفعالية والدورة


نظرية البيورزم (الإيقاع الحيوي للإنسان)





 هل نهضت يوماً عند الصباح وأحسست أنك متعب والخمول يسيطر على كافة أعضاء جسمك دون أن تكون قد عملت قبل ذلك الصباح بأي من الأعمال البدنية المجهدة . هل أحسست في يوم آخر أنك مكتئب ومحبط دون أن يكون هنالك من سبب مقنع لذلك . هل أخطأت في يوم ما وتزايدت عثراتك في بعض تصرفاتك أو أحاديثك ووقعت بإحراج من جراء ذلك وأحسست أيضاً بأنك غير قادر على كتابة أو قراءة أي شيء وأنت لم تتوصل لمبرر مقنع لهذا الذي يحدث لك . هل التقيت يوماً بمن تحب وتعشق وأحسست أن عواطفك وأحاسيسك باردة قليلاً وأنك غير مهيأ هذا اليوم لمثل هذا اللقاء العاطفي . هل أحسست يوماً بعكس كل ما سبق بأنك في قمة حيويتك ونشاطك البدني والذهني وأنك تشعر بالسعادة والاندفاع للعمل وأنك تفكر بعمق وتتحدث بطلاقة دون أي أخطاء .



 بالتأكيد قد يحدث لنا جميعاً مثل ذلك ولو يوماً في الشهر .إذاً تعالوا معي لنطلع على هذه الدراسة وعلى هذه النظرية العلمية والتي تدعى بنظرية (البيورزم) أو الإيقاع الحيوي للإنسان .



 إن نظام الدورات وإيقاعاتها الطبيعية مثل تعاقب الليل والنهار وتعاقب الفصول الأربعة من شتاء إلى ربيع إلى صيف إلى خريف، وكذلك إيقاع القمر والدورات المتعاقبة لنشاط أو فتور إشعاعات نجم الشمس ، أو مرور المذنبات المعروفة بشكل دوري قريباً أو بعيداً من كوكبنا الأرضي ، وكذلك تعرض القمر لظاهرة الخسوف ونجم الشمس لظاهرة الكسوف (الكلي مثلاً الذي يتكرر كل أربعمائة عام في المكان الجغرافي نفسه) وما يحدث من جراء ذلك من تسرب للإشعاعات المتعددة المرئية وغير المرئية (تحت الحمراء وفوق البنفسجية) التي تصيب جانبي شريط الكسوف الكلي على سطح الأرض حيث تنعرج هذه الأشعة على حواف القمر وتتمحرق على الأرض في منطقة معينة حيث تكون الطاقة أعظمية غير أن اتساعها على سطح الأرض يخفف من تأثيرها الضار وإذا ما استطاع العلماء تحديد مواقعها بدقة لأصبح بإمكانهم استخدامها في أبحاثهم فهي منبع هائل ومجاني مترابط ومنسجم يستحيل الحصول عليه في المختبرات العلمية الأرضية لأنها ناجمة عن أكبر مرجل كوني هو نجم الشمس الذي لن يستطيع الإنسان مهما تطور العلم لديه أن يصنع مثل ذلك المرجل . ويمكن استخدام هذه الطاقة في حث التفاعلات الإنشطارية أو الاندماجية خلال فترة زمنية قصيرة جداً كما يمكن استخدامها من قبل علماء التهجين الوراثي والتعقيم والهندسة الوراثية وفي تغيير أو تعديل الجينات الحية لتطوير أنواع جديدة من النبات أو في عملية الاستنساخ إذ يمكن القول إن الكسوف فرصة ذهبية لغناه بالمعطيات والمكاسب لصالح رفاهية الإنسان . لكن هذا كله يحدث بشكل دوري فوق كوكبنا الأرضي دون أن يتدخل الإنسان ومنذ آلاف بل وملايين السنين ويؤدي ذلك لحدوث طفرات لدى الكائنات الحية سواءً كان نبات أو إنسان أو حيوان وتنشأ بذلك أنواع جديدة تملك مواصفات (سلبية أو إيجابية) لم تكن موجودة لديها سابقاً . فما بالنا أيضاً بتأثير هذه الدوريات المتعددة على سلوكنا اليومي وانفعالاتنا ونشاطاتنا الجسدية والعقلية والعاطفية .



 نعم إن كل ما تم ذكره سابقاً يعتبر من الدورات الحسية الواضحة في حياتنا نحن البشر كوننا نتعرض لكل ذلك شئنا أم أبينا .

 وإذا كنا لا نشعر بهذا مباشرة فهذا لا يعني أننا لا نتأثر به تأثراً كاملاً في أدق تفاصيل حياتنا النفسية والصحية والعقلية .



 وقد اكتشف العلماء السوفييت السابقين عدة دورات حياة للشمس تتراوح بين (7-11-35-80)سنة وقمة كل دورة من هذه الدورات تتميز بنشاط شمسي حاد تكثر فيه الانفجارات داخل نجم الشمس ويتسع نشاط البقع الشمسية والعواصف المغناطيسية . ويبقى السؤال وما هي علاقتنا نحن بكل هذه التغيرات والنشاطات الشمسية ولكن متابعة هذه النشاطات الشمسية من قبل العلماء والمختصين في مجالات الصحة والبيئة وغيرها يؤكدون جميعاً أن هذه النشاطات لها الكثير من التأثيرات الخطيرة على حياتنا وهي مسؤولة مثلاً إلى حد بعيد عن انتشار الأوبئة وتزايد حالات الانتحار وتضاعف عدد حالات حوادث الطرق وزيادة معدل الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية والعقلية .



 هذا كله ينجم فقط عن النشاطات الدورية لنجم الشمس ماذا الآن عن النشاطات الدورية للقمر الذي يطلق عليه في بعض البلدان الأوروبية (القابلة الكبرى) حيث يتصورونه قابلة هائلة تسحب الأطفال إلى خارج بطون أمهاتهم نتيجة الارتباط الوثيق بينه وبين تزايد حالات الولادة وهو يمر بمرحلة القمر البدر ، فقد قام طبيبان أمريكيان كبيران مختصان في الولادة بجمع معلومات حول أكثر من نصف مليون حالة ولادة تمت في مستشفيات نيويورك بين عامي (1948-1957) أكدت هذه الدراسة تزايد عدد المواليد مع القمر وهو آخذ في التناقص ، عنها وهو آخذ في التزايد وأن أعلى معدل لحالات الولادة يكون بعد اكتمال القمر مباشرة ، وأن أقل معدل يكون مع مولد القمر الجديد .



 وقد اكتشف العالم التشيكوسلوفاكي (يوجين يوناس) أن هنالك علاقة ثابتة بين القمر ووقت انطلاق البويضة القابلة للإخصاب عند المرأة ، بل انه استطاع أن يثبت أن قابلية المرأة البالغة للحمل ترتفع في حالة القمر المناظرة للحالة التي كان عليها لحظة ولادتها هي .. مثلاً إذا كانت قد خرجت إلى الحياة عندما كان القمر هلالاً فإن أعلى احتمالات حملها تكون عندما يكون القمر هلالاً . لقد طبق الدكتور يوجين نتائج بحثه هذا على عدد من النساء في أوروبا الشرقية فأعطى كل امرأة جدولاً خاصاً يعتمد على حالة القمر لحظة ولادتها وعندما استخدمت النساء هذا الجداول كوسيلة من وسائل منع الحمل ثبت نجاحها بنسبة 98 % وهي نفس نسبة حبوب منع الحمل الشائعة الاستعمال .

 وعن الوجه الآخر لتأثير دورة القمر على الإنسان نشر المعهد الأمريكي لعلم طب المناخ تقريراً عن أثر القمر على التصرف الإنساني حيث جاء فيه (إن الجرائم التي تتم تحت تأثير المرض العقلي الشديد مثل الحريق المتعمد وجرائم جنون السرقة والقتل تحت تأثير المشروبات الروحية كل هذه الجرائم تصل إلى ذروتها عند اكتمال قرص القمر) .



 إن ما تم ذكره سابقاً مع بعض الشواهد على تأثير النشاطات الدورية للشمس والقمر على حياة كافة أنواع الكائنات الحية على كوكب الأرض ومنها الإنسان ، فإذا أضفنا إلى ذلك دورات آلاف وملايين الكواكب والنجوم والتي تؤثر على كوكبنا الأرضي لأدركنا السر في تعدد الدورات التي تحكم حالة الإنسان الحيوية .



 في بداية القرن الماضي توصل العلماء تؤكد أن الإنسان منذ ولادته تمر حياته في ثلاث دورات متكررة ، تتعلق إحدى هذه الدورات بحالته الجسدية أو البدنية ، وتتعلق الثانية بحياته العاطفية أو الحسية ، أما الدورة الثالثة فهي دورة نشاطه العقلي أو الذهني .

 وأن على كل شخص أن يختار أنسب الأيام للقيام بنشاط ما من العديد من النشاطات البشرية . كما أن عليه أن يتجنب النشاط الحاد إذا ما كانت دورته الجسدية في يوم ما عند الحضيض فيحصن نفسه ضد العديد من الأمراض المعدية وغيرها .





 وتقول نظرية (البيورزم) الإيقاع الحيوي للإنسان أن المدى الزمني لهذه الدورات الثلاث يختلف من دورة إلى أخرى . فدورة النشاط الجسماني (البدني) مداها (23) يوماً . ثم تتكرر من جديد .والدورة العاطفية أو الحسية تتكرر كل (28) يوماً (وهو ما يناظر مدى الدورة الشهرية عند المرأة) . أما الدورة العقلية أو الذهنية فتتكرر كل (33) يوماً .



 هذا الاختلاف في المدى الزمني لكل دورة هو الذي يخلق التوازن ويحقق التنوع في حياتنا . ففي يوم ما قد نكون في أحسن حالاتنا الجسدية بينما نحن في أسوأ حالاتنا الذهنية . مع كوننا في وضع حرج بالنسبة لحالتنا العاطفية … وهكذا . أي أننا لا نكون في أسوأ حالاتنا الجسدية والعقلية والعاطفية عند يوم معين إلا في إستثناءات يمكن أن نستدل عليها لو قمنا برسم المنحنيات التي تمثل هذه الدورات .

 يرجع الفضل في اكتشاف (نظرية البيورزم) الإيقاع الحيوي إلى عالمين مرموقين الطبيب الألماني (فلييس) والدكتور(هيرمان سفوبودا) الأستاذ بجامعة فيينا . وقد نشر الدكتور (سفوبودا) أول أبحاثه عنها عام (1904) بينما نشرها فلييس عام (1906) .



 وكانت أبحاثهما تنصب عل الدورتين الجسدية والعاطفية أما الدورة العقلية فيرجع فضل اكتشافها إلى المهندس النمساوي (الفريد تلشر) الذي نشر أبحاثه عام (1920) .ومنذ ذلك التاريخ اكتسبت هذه النظرية اهتماماً واسعاً في الكثير من بلدان العالم . وواجهت في نفس الوقت معارضة من بعض الذين رفضوها حيث يقولون أن أغلب النتائج الإيجابية لهذه النظرية يعود إلى الإيحاء الذاتي مثلاً (إذا عرفت من دراسة المنحني الجسدي أنني في يوم خمول . كنت أميل إلى الاقتناع بهذا وركنت إلى الخمول فعلاً . لكن وللحقيقة يفقد هذا الاعتراض قوته عند دراسة الحالات التي لم يكن يدري أصحابها شيئاً عن نظرية الإيقاع الحيوي وحساباتها .



 والكلام الذي سبق ذكره يؤكده هذا المثال : ففي بدايات عام (1973) تحطمت (156) طائرة من طراز (ستارفيتر) الأمريكية بمعدل غير طبيعي لهذا النوع من الطائرات آنذاك .وعندما تم دراسة حالة (23) طياراً من الذين قادوا هذه الطائرات وتحطمت بهم بعد أن عرفت تواريخ ميلادهم الحقيقية ثم تحددت دورات إيقاعهم الحيوي تبين أن (17) طياراً منهم كانوا يوم تحطم طائراتهم في أسوأ حالة من حالات إيقاعهم الحيوي (عقلياً وجسدياً وعاطفياً) ، ولعل هذا هو الذي حدا بشركة الطيران المتحدة الأمريكية إلى وضع عقل إلكتروني تحت تصرف العاملين بها والذي يهتم بحساب إيقاعاتهم الحيوية حتى يتوخوا الحذر في الأيام الهابطة في منحنيات إيقاعهم الحيوي.



 وحالياً تعطي اليابان اهتماماً كبيراً بهذه النظرية فقد قامت بإنتاج آلة حاسبة صغيرة كما الآلات العادية تعمل بالبطارية تكشف لحاملها حالة إيقاعه الحيوي في كل يوم بالإضافة لتأديتها وظائف الآلة الحاسبة .



 أما شركة البرق في مدينة (يوكوهاما) فتفرض عل خمسين في المائة من العاملين في قيادة دراجاتها البخارية والذين يعملون في توصيل البرقيات إلى أصحابها أن يربطوا في ذراع القيادة بالدراجة البخارية شرائط حمراء وصفراء واضحة وفقاً لحالة إيقاعهم الحيوي ، فالشريط الأحمر يعني (إحذر السائق هو في أسوأ إيقاعه الحيوي) والشريط الأصفر يعني (انتبه السائق يمر بما قبل أو بعد أضعف حالاته)

 وفي مدينة (بازل) في سويسرا انخفضت الحوادث بنسبة (40 %) نتيجة لمراعاة الإيقاع الحيوي للسائقين .



 أما (جاك جونتر) مدرب الفريق السويسري للجمباز يقوم بترتيب لقاءات أبطاله العالمية وفقاً للأيام التي يكون فيها إيقاعهم الحيوي في قمته .



 أما في روسيا ومنذ زمن الاتحاد السوفيتي السابق قامت الإدارات التي تشرف على عمال المناجم برسم المنحنيات العقلية حصراً لعمالها وتعطي الإجازة لكل عامل عندما يكون المنحنيين العقلي والجسدي له في الذروة السالبة لأن أي خطأ بسيط للعامل قد يشكل كارثة بالعمل .

 وتفيد بعض الإحصائيات للمهتمين بنظرية البيورزم من خلال الحصول على تواريخ ميلاد المنتحرين ودراستها بدقة أن النسبة العظمى منهم كانوا في يوم قيامهم بعملية الانتحار في أسوأ حالاتهم (العقلية والعاطفية والجسدية) ومنحنياتهم الثلاثة أقرب ما تكون للذرى السالبة إن لم يكونوا في الذرى السالبة تماماً .



 وكذلك ينصح أصحاب هذه النظرية الأطباء الجراحين أن لا يقوموا بأي عمل جراحي لمريض ما إذا كان المنحني الجسدي له في الحضيض بل عليهم تأجيل العمل الجراحي له للفترات الموجبة حيث يكون الجسد بكامل حيويته ونشاطه ويتجاوب مع العمل الجراحي ويُسرّعْ في عملية الشفاء .



 كيف نحسب الإيقاع الحيوي للإنسان :

 تعتمد نظرية البيورزم (الإيقاع الحيوي) على أن جميع الدورات (الجسدية - العاطفية – العقلية) يبدأ حسابها بيوم الولادة . فمثلاً الدورة العاطفية (الحسية) تستمر (28) يوماً حيث تبدأ من لحظة الولادة من الصفر ثم تأخذ في التصاعد حتى تصل إلى قمتها في اليوم السابع ثم تبدأ في الهبوط حتى تصل إلى نقطة الصفر (الاعتدال) في اليوم الرابع عشر ثم تواصل هبوطها حتى تصل إلى الحضيض في اليوم الحادي والعشرين بعدا تبدأ في الصعود مشكلة بداية لدورة جديدة وهكذا دواليك .. ونفس هذا التتابع نجده في الدورتين العقلية والجسدية مع فارق وحيد هو عدد الأيام الخاصة في كل دورة . فبعد أن نحدد تاريخ الميلاد الحقيقي لشخص ما باليوم والشهر والسنة نقوم بعملية الطرح الشاقولي بين تاريخ اليوم الحالي وتاريخ ميلاد ذلك الشخص .




أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق