الأقسام

الاثنين، 13 فبراير 2012

الإبل في القران الكريم والحديث الشريف


 أولاً : الإبل في القرآن الكريم
لقد كان للإبل نصيب في القرآن الكريم فقد ورد ذكرها في موضعين :
الموضع الأول : في سورة الغاشية الآية رقم (17) ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) .
حيث أن الإنسان دائماً يطلق العنان لخياله ولفكره بعيداً للبحث عن حقيقة الشيء في حين ينسى ما حولـه لإشباع فضوله الفكري وهذه الآية تدعو إلى وجوب النظر والتمحيص في الأشياء القريبة والملموسة لدى الإنسان
ويفسر ابن كثير هذه الآية الكريمة إن الله يقول أمر عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته فإنها خلق عجيب وتركيب غريب في غاية القوة والشدة وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل وتنقاد للقائد الضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها ، ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل
أما الموضع الثاني : الذي ورد فيه ذكر الإبل . كان في سورة الأنعام الآية رقم (144)
( وَمِنَ الْأِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ) .
كما ورد ذكر الناقة في سبعة مواضع :
1- في سورة الأعراف الآية رقم (73) [ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّه]
2- في سورة الأعراف الآية رقم (77) [فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ] .
3- في سورة الشمس الآية رقم (13) [ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ] .
4- وفي سورة القمر الآية رقم (27) [ إِنَّا مُرْسِلُو الْنَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ] .
5- وفي سورة الشعراء رقم (155) [ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ] .
6- وفي سورة الإسراء الآية رقم (59) [ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ] .
7- وفي سورة هود الآية رقم (64) [وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ] .
- وقد ورد ذكر البدن في موضع واحد :
في سورة الحج الآية رقم (36) [ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ] .
ولقد ذكر لفظه البعير في سورة يوسف الآية رقم (65) [ وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ] .
وورد أيضاً في موضع آخر من سورة يوسف الآية رقم (72) [ قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ]
أما ذكر لفظة الجمل ورد في سورة الأعراف الآية رقم (40) [ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ] .
ولفظة الجمالة وردت في سورة المرسلات الآية رقم (33) [ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ] والجمالة كالجمال أو هي جمع الجمع .
أما ذكر لفظة الأنعام ورد في مواضع كثيرة :
والأنعام تعني جمع النعم بالفتح وهي في الأصل الإبل وقد يتوسع في النعم فتطلق على الإبل والبقر والغنم إذا أريد جماعة الأنواع الثلاثة
ووردت هذه اللفظة في سورة آل عمران والنساء والمائدة والأعراف ويونس والنحل وطه والحج والمؤمنون والفرقان والشعراء والسجدة وفاطر ويس والزمر وغافر والشورى والزخرف ومحمد والنازعات وعبس .
-       ( وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ )(آل عمران: من الآية14)
-       ( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ )(النساء: من الآية119)
-       ( أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ)(المائدة: من الآية1)
-       ( وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ )(المائدة: من الآية95)
-       (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيباً)(الأنعام: من الآية136)
-       ( وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ)(الأنعام: من الآية138)
-       ( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا )(الأنعام: من الآية139)
-       (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً)(الأنعام: من الآية142)
-        ( أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)(لأعراف: من الآية179)
-       ( فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ )(يونس: من الآية24)
-       (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) (النحل:5)
-       ( كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى) (طـه:54)
-       ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) (الحج: من الآية28)
-       وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ )(الحج: من الآية30)
-       ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) (المؤمنون:21)
-       ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)(الفرقان: من الآية44)
-       ( وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً)(الفرقان: من الآية49)
-       (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ) (الشعراء:133)
-       ( َنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ)( السجدة : من الآية27)
-       ( وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ)(فاطر: من الآية28)
-       ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ) (يّـس:71)
-       ( وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاج)(الزمر: من الآية6)
-       ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) (غافر:79)
-       ( جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً )(الشورى: من الآية11)
-       ( وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ) (الزخرف:12)
-       ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ)(محمد: من الآية12)
-       ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) (النازعـات:31-32-33)
-       ( وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) (عبس:31-32)
وكل ما ورد ذكره في الآيات الكريمة يوجب علينا نحن كعرب ومسلمين دراسة كل صغيرة وكبيرة عن الإبل لأخذ العبرة والموعظة في عظمة الخالق لهذه المخلوقات العجيبة .
ولقد أكتفينا في ذكر الآيات التي وردت عن الإبل في القرآن الكريم دون تفسير لها لأن الكلام يتعطل أمام عظمة وجلال الآيات الكريمة ولغتها البليغة التي تخشع لها القلوب .
  ثانياً : الإبل في الأحاديث الشريفة
لما كانت الإبل هي رفيق الإنسان في حله وترحاله وهي عزه وقوته ورأسماله الأمر الذي جعل رسول الله (ص) يتضمنها في أحاديثه الشريفة حيث وردت الكثير من الأحاديث التي تتعلق بتربية ورعاية الإبل والاهتمام بها مبيناً للناس حكم الله فيها بيعاً وزكاة وأكلاً وشرباً . فالعرب بالأخص كانوا يعتمدون على الإبل في غزواتهم ونقل تجارتهم وهي مقياس لبيعهم وشرائهم ودلالة لمكانة الفرد في مجتمعاتهم وقرباناً لآلهتهم .
وجاء الإسلام الدين الحنيف واعتبر الإبل ثروة قومية وأثنى رسول الله (ص) على أصحاب الإبل بقوله : الإبل عز لأهلها . وقال أيضاً الفخر والخيلاء لأصحاب الإبل .
وقد ورد ذكر الإبل في حوالي مائة وتسعة أحاديث صحيحة وذكر البدن في (56) حديث . وسنذكر بعض هذه الأحاديث على الشكل التالي :
1- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ) ومعنى ذلك أن صلاة المطيعين الراجعين إلى الطاعة هي حين يحترق أخفاف الفصال، وهي صغار الإبل وهذا أفضل وقت لصلاة الضحى (رواه مسلم) .
2- قال رسول الله (ص) : ( إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) (رواه البخاري).
3- قال رسول الله (ص) : ( أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان . قلنا : نعم . قال فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان ) (رواه أحمد) . الخلفات : الحوامل من الإبل.
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (ص) قال : (والذي نفسي بيده لأذودن رجالاً عن حوضي كما تذداد الإبل عن الحوض) (رواه البخاري) .
5- قال رسول الله علية الصلاة والسلام : (تجدون الناس كإبل مائة ، لا يجد الرجل فيها راحلة) . أي أن الناس متساوون ليس لأحد منهم فضل في النسب بل هم أشباه كالإبل المائة (رواه أحمد).
6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) : (تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين ، فأما إبل الشياطين فقد رأيتها يخرج أحدكم بجنبات معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله وأما بيوت الشياطين فلم أرها) .
(رواه أبو داوود في سننه).    (جنبات : الدابة ليس عليها راكب) .             
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (ص)  قال : إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض ، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير وبادروا بها نقيهاً ، وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق ، فإنها طريق الدواب ومأوى الهوام بالليل
( رواه مسلم ) .
8- عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً ولا شاة ولا بعيراً ولا أوصى بشيء ( رواه مسلم ) .
9- عن أبي واقد الليثي قال : قدم رسول الله (ص) المدينة بها ناس يعمدون إلى إليات الغنم، وأسنمة الإبل يجبونها ، فقال : (ما قطع من البهيمة ، وهي حية ، فهو ميتة) . ( رواه أحمد والترمذي)
10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً أهدى رسول الله (ص) ناقة فعوضه منها ست بكرات فظل يتسخطها ، فبلغ ذلك النبي (ص) ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن فلاناً أهدى إلي ناقة فعوضته منها بست بكرات فظل ساخطاً ، لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي ( رواه أحمد ) .
11- روى الحاكم عن النعمان بن سعد قال : كنا جلوساً عند علي رضي الله عنه فقرأ (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً) فقال : لا والله ما على أرجلهم يحشرون ولا يساقون ولكن يؤتون بنوق من نوق الجنة لم تنظر الخلائق مثلها ، رحالها من ذهب وأزمتها زبرجد ، فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة ، ثم قال صحيح الاسناد .
12- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا الإبل فإنها من نفس الله تعالى) .
13- عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقتها فلعنتها فسمع ذلك رسول الله (ص) فقال : خلوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة ( رواه مسلم وأبو داوود والنسائي) .
14- روى الطبراني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أشقى الناس ثلاثة : عاقر ناقة ثمود ، وابن آدم الأول الذي قتل أخاه ماسفك على الأرض دم إلا لحقه منه لأنه أول من سن القتل ، وقاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه) .
15- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى ( رواه مسلم ) .
16- سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الإبل ، فقال : توضئوا منها، وسئل عن لحوم الغنم فقال : لا تتوضؤا منها ، وسئل عن الصلاة في مبارك الإبل فقال : لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها مأوى الشياطين ، وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم فقال : صلوا فيها فإنها مباركة ( رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة) .
17- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان سعد بن أبي وقاص في إبله فجاءه ابنه عمر ، فلما رأه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب ، فنزل فقال له أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم ، فضرب سعد في صدره فقال : اسكت ، سمعت رسول الله (ص) يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي .
18- عن أبي مسعود الأنصاري قال : (جاء رجل بناقة مخطومه ، أي فيها خطام حبل في أنفها فقال هذه في سبيل الله . فقال رسول الله (ص) : لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة ) ( رواه مسلم) .
19- عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله (ص) : الطاعون آية الرجز ابتلى الله عز وجل له ناساً من عباده فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تنفروا منه . فقال أعرابي : يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيجربها كلها ، قال : فمن أعدى الأول . (أعدى : أصابه بالعدوى) ( رواه البخاري) .
20- ومن باب الرفق بالحيوان جاء :
- خرج رسول الله (ص) في حاجة فمر ببعير مناخ على باب المسجد من أول النهار ثم مر به آخر النهار وهو في حاله فقال : أين صاحب هذا البعير ؟
فابتغي فلم يوجد فقال رسول الله (ص) : (اتقوا الله في هذه البهائم ، ثم اركبوها صحاحاً واركبوها سماناً) كالمتسخط أنفاً ( رواه ابن حبان) .
21- قال رسول الله (ص) : حريم البئر أربعون ذراعاً من حولها كلها لأعطان الإبل والغنم .   (العطن : هو المكان الذي يترك فيه الإبل وتربض فيه الغنم بعد أن ترتوي من شرب الماء) وقال رسول الله (ص) : (تخرج الدابة ، فتسم الناس على خراطيمهم ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير فيقول : فمن اشتريته فيقول اشتريته من أحد المخطمين)
- أما في باب زكاة الإبل ورد العديد من الأحاديث :
1- عن أبي سعيد الخدري أن أعرابياً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال : ويحك ! إن شأنها شديد ، فهل لك من إبل تؤدي صدقتها ؟ قال : نعم . قال : فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئاً (رواه البخاري في كتاب الزكاة) .
2- عن أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (في الإبل صدقتها ، وفي الغنم صدقتها ، وفي البقر صدقتها ، وفي البر صدقته) (رواه أبو داود في كتاب الديات) .
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله ، إلا استقبلته حجبة الجنة ، كلهم يدعوه إلى ما عنده ، قلت : كيف ذلك ؟ قال : إن كانت إبلاً فبعيرين ، وإن كانت بقراً فبقرتين .
4- عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تأتي الإبل على صاحبها على خير ما كانت إذا هو لم يعط فيها حقها تطؤه بأخفافها ، وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها حقها تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها . قال : ومن حقها أن تحلب على الماء . قال : ولا يأتي أحدكم يوم القيامة بشاه يحملها على رقبته لها يعار . فيقول : يا محمد ، فيقول : لا أملك لك شيئاً ، قد بلغت ، ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء . فيقول : يا محمد فأقول : لا أملك لك شيئاً قد بلغت) ( رواه البخاري في كتاب الزكاة) . ( اليعار : صياح الغنم ، الرغاء : صياح الإبل) .
- لقد ذكر في كتب الفقه أن زكاة الإبل تجب إذا بلغ عدد الإبل خمس وحال عليها الحول أي بلغت في ملك صاحبها سنة كاملة فإذا حققت ذلك وجب فيها (شاه) وهنا شرط فإذا كان جذع من الضأن بلغ ثمانية أشهر فما فوق ، أو ثني من الماعز أتم من العمر سنة فما فوق . وهكذا كلما زادت خمسة وجب فيها شاة . حتى إذا بلغت خمساً وعشرين وجب فيها بنت مخاض وهي التي أتمت سنة ودخلت في الثانية أو ابنة لبون الذي أتم سنتان ودخل في الثالثة ، وإذا بلغت ستاً وثلاثين وجب فيه ابنة لبون ، وإذا بلغت ستة وأربعين يجب فيها حقه التي لها ثلاث سنين ودخلت الرابعة ، وإذا بلغ عددها (61) وجب فيها جذعه وهي التي لها أربعة سنين ودخلت في الخامسة ، وإذا بلغ عددها ست وسبعين يجب فيها بنت لبون ، وإذا بلغت إحدى وتسعين يجب فيها حقتان حتى تبلغ مائة وعشرين وزكاتها حقتان ، فإذا زادت عن مائة وعشرين وجب في كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمسين حقة ( فقه السنة) .
ولقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصحح بعض المفاهيم والتصرفات والعادات السائدة عند العرب في الجاهلية ، فعمل على تهذيب بعضها وتغيير بعضها الآخر وتحريم جزء منها . ومن هذه العادات أنهم كانوا يذبحون أول نتاج لإبلهم ولا يملكونه رجاء البركة في الأم وكثرة نسلها كما ذكر ذلك البخاري ومسلم والترمذي وكانوا يسمونه الفرع وجاء قوله صلى الله عليه وسلم بإلغاء هذه العادة حيث قال : (لا فرع ولا عتيرة) .
الفرع : أول نتاج كان ينتج لهم فيذبحونه .
العتيرة : ذبيحة يذبحونها في العشر الأوئل من رجب .
وكان عند العرب أيضاً عادات أخرى تتعلق بالإبل . فالناقة التي تنجب خمسة بطون آخرها ذكراً بحروا آذانها . بعدها يرفضون ذبحها وتحميلها بالأحمال ومنحوها الفرصة كاملة للشرب عند ورودها للماء ، ويطلقون على مثل هذه الناقة البحيره
كما كانوا ينذرون لآلهتهم إحدى النياق فيتركونها فلا يتعرضون لها ويسمونها السائبة والناقة التي تلد سبعة أو عشرة بطون ، يقومون بعد ذلك بجذعها قائلين بأنها وصلت فلا تذبح ولا تهان وتدعى (الوصيلة) .
أما الفحل الذي لقح ولد ولده فكانوا يتركونه فلا ينتفع منه بشيء ولا يمنع عن ماء ولا رعي ويطلقون عليه اسم حام أي حمى ظهره فلا يركب ولا يجز له وبر ولا يمنع عن مرعى.
وجميع هذه المعتقدات حرمها الله تعالى تحريماً مطلقاً في الآية (103) من سورة المائدة (ما جعل الله من بحيره ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون) صدق الله العظيم.
قال الله تعالى في سورة الغاشية
أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت صدق الله العظيم
جاء في تفسير ابن كثير
فإن خلقها عجيب وتركيبها غريب وهي في غاية القوة والشدة ومع ذلك تنقاد للضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب
لبنها وكان شريح القاضي يقول اخرجوا بنا حتى ننظر الإبل كيف خلقت
:الإبل في الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذرية بطونهم
عن أبي سعيد الخدري قال
تفاخر أهل الإبل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول الكريم السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل
عن أسيد بن حضير عن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ألبان الإبل فقال
توضئوا من ألبانها
قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم
لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة
لأنها كانت تقدم في الديات فتحقن الدماء ويسود بها وئام الأمة
كانت الإبل عند اجدادنا مطاياهم التي يرتحلون عليها ويأنسون بها في قطع الطرق البعيدة فينشدون لها ويحدون بأنغام تذهب عنها بأس الطريق وتجدد نشاطها لتطوي المسافات أمامها فمع خطواتها نشأت موسيقى الشعر العربي ومع الحداء لها ولدت البحور الشعرية
وكانت الإبل المملوكة للفرد تعد مظهرا من مظاهر الغنى والسؤدد والجاه وكان النعمان بن المنذر يعلو فخرا واعتزازا بما يملكه من انواع الإبل ومنها نوق العصافير التي كانت مضربا لللا مثال
يقول ابن خلدون في مقدمته في الإبل
إن المتغذين بألبان الإبل ولحومها يؤثر ذلك في أخلاقهم من الصبر والاحتمال ةالقدرة على حمل الأثقال
:قالوا في الإبل
الإبل سفن البر جلودها قرب ولحومها نشب وبعرها حطب وأثمانها ذهب
قال حكيم العرب الجاهلي اكثم بن صيفي يوصي العرب بالإبل
لاتضعوا رقاب الإبل في غير حقها فإنها مهر الكريمة ورقو الدم بألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير
وقيل عن الجمل بأنه غيور أنف لا يلقح أمه ولا ينزو على أخته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق