الأقسام

الاثنين، 27 فبراير 2012

الأسود أكلة الإنسان


 على الرغم من أن الأسود لا تصطاد البشر في الغالب،
 فإن البعض منها (عادةً ذكور) يبدو بأنه يسعى إلى الإنسان باعتباره طريدة؛
 ومن القضايا المشهورة لأكلة الإنسان قضية أكلة البشر في تسافو، حيث قُتل 28 عاملا في بناء خط حديد كينيا - أوغندا على مدى 9 شهور في عام 1898 أثناء إنشائهم لجسر فوق نهر تسافو،

 وكذلك قضية أكل البشر في مفوي عام 1991، عندما قُتل ستة أشخاص في وادي نهر لوانغوا بزامبيا.  كتب كل من الشخصين الذان قتلا تلك الأسود في كل من القضيتين كتبا يفصلان فيها نمط افتراس تلك الحيوانات، وبعد التدقيق في القصتين يظهر أن القضيتين تتشابهان من عدة نواحي: فالأسود في كلا الحادثتين كانت ذكورا يفوق حجمها الحجم الطبيعي لأي أسد، كما كانت عديمة اللبدة وتعاني من تسوّس الأسنان كما يبدو.
أسدا تسافو آكلا البشر محنطين في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي، شيكاغو، إلينوي.
 يرفض جميع الباحثين نظرية العلّة الجسديّة، بما فيها مسألة تسوس الأسنان، بأنها هي الدافع وراء هجوم هذه الضواري على الناس، فقد أظهرت التحاليل التي جرت على أسنان وأفكاك أكلة البشر في المتاحف أنه وعلى الرغم من أن التسوّس قد يكون سببا وراء بعض هذه الأحداث،
 إلا أن تناقص الفرائس الطبيعية في المناطق التي استصلحها البشر هو على الأرجح السبب الأبرز وراء استهداف الأسود للإنسان. أفاد بعض العلماء أثناء تحليلهما لعينات من أسود تسافو وأكلة البشر عامةً، أن الحيوانات الجريحة أو المريضة قد تكون ميّآلة أكثر لاصطياد الإنسان، لكن هذا السلوك ليس "بغير طبيعي، ولا حتى شاذ بالضرورة"؛ فإن توافرت إقناعات كافية للأسود مثل سهولة الوصول إلى الماشية أو إمكانية الاقتيات على جثة بشرية، فإنها سوف تقتات على البشر عندما تسنح الفرصة.
 يفيد الكاتبان أن علاقة المفترس بالطريدة هذه برزت بشكل كبير أيضا بين أنواع أخرى من السنوريات المنتمية لجنس النمر ورئيسيات أخرى غير الإنسان عبر الزمن، كما يُظر سجل المستحثات
تمتّ دراسة ميل الأسود لافتراس الإنسان منهجيّا، ويفيد العلماء الأميركيون والتنزانيون أن افتراس الإنسان في المناطق الريفية من تنزانيا ازداد بشكل كبير من عام 1990 حتى 2005، فقد تم مهاجمة 563 قرويّا على الأقل والتهم الكثير منهم عبر هذه الفترة—وهذا عدد يفوق عدد ضحايا "تسافو" الذين قتلوا منذ حوالي القرن بكثير. وقعت هذه الحوادث بالقرب من منتزه سيلوس الوطني في مقاطعة روفيجي، وفي محافظة ليندي بالقرب من الحدود الموزمبيقيّة. يُعد انتشار البشر وتوسع استيطانهم في الأراضي الحرجية أحد أسباب هذه الهجومات، ويقول العلماء أيضا أن سياسة الحفاظ على الحياة البرية يجب أيضا أن تُشدد أكثر كي تُخفف من هذه الحوادث، لأنها في هذه الحالة لم تفعل شيئا سوى المساهمة بارتفاع نسبة وفيات السكان. تمّ توثيق بعض الحالات في ليندي حيث قامت الأسود بالإمساك ببشر من وسط بعض القرى الكبيرة.
يُفيد الكاتب روبرت ر. فرمب في مؤلفه أكلة البشر في جنة عدن أن اللاجئين الموزمبيقيّين غالبا ما يعبرون منتزه كروغر الوطني خلال الليل ليدخلوا جنوب إفريقيا فتهاجمهم الأسود أحيانا وتقتات عليهم؛ وقد صرّح المسؤولين في المنتزه أن افتراس الإنسان يُشكل مشكلة كبرى في تلك الأنحاء من البلاد. يعتقد فرمب أن آلاف اللاجئين قتلوا في المنتزه خلال العقود التي تلت إغلاق حدودة بسبب نظام الفصل العنصري، مما دفع بالموزمبيقيّين إلى عبوره بالليل، فحتى حوالي القرن قبل أن يتم إغلاق الحدود، كان الموزمبقيّون يمشون عبر المنتزه خلال النهار دون أن يصيبهم أذىً كبير.
يُقدّر البعض أن أكثر من 200 تنزاني يُقتلون سنويا على يد الأسود، التماسيح، الفيلة، أفراس النهر، والأفاعي، وتعتبر الأسود مسؤولة عن مقتل 70 شخصا من هؤلاء، كما ويُقال أن هذه الأعداد قد تبلغ ضعف تلك المذكورة في الواقع. يؤمن البعض القليل من المحافظين على الحياة البرية أن جهود الحفظ الغربيّة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الإحصائات ليس فقط من الناحية الأخلاقية المتعلقة بحياة الإنسان، بل أيضا لنجاح جهود الحفاظ على الأسود على المدى البعيد.
قُتل أسد آكل للإنسان على يد كشافي طرائد بجنوبي تنزانيا في إبريل 2004، ويُعتقد بأنه فتك واقتات على 35 شخصا على الأقل في سلسلة من الحوادث غطّت عدة قرى في منطقة دلتا روفيجي الساحليّة  علّق الدكتور رولف د. بالدوس، منسّق برنامج GTZ للحياة البرية، على أن افتراس الأسد للبشر كان يعود لامتلاكه خرّاجا كبيرا تحت أحد أضراسه الذي كان متكسرا في عدّة مناطق، كما وأضاف أن "هذا الأسد كان يعاني ألما مبرحا على الأرجح، وخصوصا عندما كان يمضغ".  GTZ هي الوكالة الألمانية للتنمية والتعاون، التي كانت تعمل مع الحكومة التنزانية في مجال الحفاظ على الحياة البرية لحوالي العقدين من الزمن. كما في الحالات الأخرى، كان هذا الأسد ضخما، يفتقد للبدة، ويُعاني من مشكلة بأسنانه.
إن العدد الأكبر لضحايا أكلة الإنسان في إفريقيا لا يعود لأسود تسافو بحسب معظم العلماء، بل إلى أسود أحداث أواخر الثلاثينات وصولا لأواخر أربعينات القرن العشرين في ما كان يُدعى يومها تنجانيقا (تنزانيا حاليا). فقد كانت زمرة بأكملها تقتات بشكل كبير على البشر، إلى أن قام حارس الطرائد والصياد المحترف جورج روشبي بالقضاء على جميع أعضائها، ويُعتقد أن ثلاثة أجيال من هذه الزمرة قتلت واقتاتت على مابين 1,500 إلى 2,000 شخص في المنطقة التي تُعرف اليوم بمقاطعة نيومبي.
الأسود تأكل البشر..بعد الليلة التي يكون فيها بدراَ(قمر الصيادين cacciatori luna)
تكثر القصص والأساطير عن ظهور مستذئبين عندما يكون القمر بدراً(قمر الصيادين cacciatori luna)، ولكن العلماء تمكنوا من إثبات خطر حقيقي يلي اليوم الذي يظهر فيه البدر، إذ تصبح الأسود وخاصةً الأفريقية منها أكثر عرضة لمهاجمة الإنسان وتحويله إلى وجبة لها.
وذكر موقع “لايف ساينس” أن دراسة نشرت بدورية”بلوس وان” أظهرت أن الأسود الأفريقية أكثر عرضة لمهاجمة البشر وأكلهم بالأيام التي تلي اليوم الذي يكون فيه القمر بدراً.
ويعزو العلماء هذه الظاهرة إلى أن الأسود وغيرها من الحيوانات المفترسة تواجه صعوبات بالتقاط فريستها حين يكون القمر بدراً، لأن الفريسة تتمكن من الرؤية بشكل أفضل بسبب الضوء الساطع، ومع بدء اضمحلال ضوء القمر بالأيام التي تلي ظهور البدر، تكون الأسود جائعةً جداً لذا تهاجم أي شيء يلوح أمامها في الليل.
وقال الباحث كريغ باكر من جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة إن “عدد الهجمات على البشر ارتفعت بشكل كبير خلال الأيام الخمسة الأولى التي تلت ظهور البدر”.
وأجرى الباحثون دراستهم في تانزانيا حيث تعرض أكثر من ألف شخص لهجمات من قبل أسود بين عاميّ 1988 و2009، وكان ثلثّ الهجمات قاتلة، إذ أكل الأسد الضحايا.
وجمع باكر وزملاؤه بيانات حول 500 حالة هجوم لأسود في تانزانيا منذ عام1988 وسجلوا وقت الهجوم وتبين لهم أن الهجمات تكثر بالايام التي تلي القمر البدر، فيما ليلة القمر البدر هي الليلة الاكثر أمناً للخروج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق