طائفة النباتيين
لا يوجد اقتراض في القرآن الكريم أو أي مصادر إسلامية أخرى أن أكل اللحم أمرا جيدا لصحة الجسد أو الروح، فنظرة الإسلام لهذا الأمر محايدة، و قد تركت الإختيار للفرد، لكن لأجل من هم في صالح أكل اللحم حثهم القرآن على الإعتدال (القرآن 7 : 31، و سورة 5 : 87 و آيات أخرى)، و الأكثر من ذلك أن هناك شرائع واضحة و حاسمة تحكم معاملة الحيوانات التي تستخدم للغذاء بشكل عام – تربيتها، قبل ذبحها، و طريقة معاملتها خلال و بعد الذبح.
و قد اعتبر النبي صلى الله عليه و سلم قتل الحيوانات دون سبب يبرر ذلك، واحد من الأخطاء العظمى:
"عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله وما هُنّ؟ قال:الشرك بالله ، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق...." (رواه أبو هريرة، صحيح مسلم – كتاب الإمام رقم 46 ، الفصل 39 الجزء الأول صفحة 52، البخاري 4:23)
و كلمة "نفس" إلى وقت قريب كانت تؤخذ على الإنسان فقط، فكل القواميس العربية تعطي معنى "النفس" بمعنى "روح" و بما أنها مخلوقات حية، فلا مبرر أن لا يدرك الناس ما قصده القرآن بكل "نفس حية" التي تعني كل فصائل الحيوانات، فيجب أن تقرأ هذه الآيات بإقترانها بآيات أخرى في القرآن و الأحاديث العديدة التي تتكلم عن حرمة كل أشكال الحياة، و تعترف بالحيوانات على أنها "ذي روح" و تضع الحيوانات جسديا في مكانة البشر.
"المحرمات هي: الشرك بالله، عدم طاعة الوالدين، و قتل نفس حرم الله إلا بالحق. (رواه عبد الله بن عمر)
ذبح الحيوانات التي تسخدم للغذاء
لم يشجع أو يوصي الإسلام بأكل اللحم: ""قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "(الأنعام 145). و ما يميز هذا الأمر أن هذه الشريعة لمن يرغبون في أكل اللحم (طاعم يطعمه أي من يرغب في أكل اللحم)، فلم يطلب يالتحديد أكل اللحم.
فعدما يسمح الإسلام بأكل اللحم، فإنه يعطي إرشاد للذبح الإنساني، بأقل قدر من الألم ممكنا:
وضح الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث نبوي صحيح طريقة الذبح الإسلامي بقوله: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"
(رواه شداد بن أوس، صحيح مسلم ) . نلاحظ أن نهاية الحديث توضح العلاقة القطعية المرتبطة ما بين السكين الحاد وإراحة الحيوان وعدم إحساسه بألم.
و أيضا سمع رسول الله ينهى عن إنتظار ذوات الأربع أو أي حيوان للذبح. (البخاري، و مسلم)
و في حديث آخر حرم النبي تقييد أو ربط أي حيوان يذبح.
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يحد السكين بحضرة الحيوان الذي يذبح، فمرة مر على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال: ((أفلا قبل هذا! أتريد أن تميتها موتتين؟)) رواه الطبراني وغيره.
و قال حضرة الإمام علي: "لا تذبح غنم بحضرة الغنم، و لا تذبح حيوان في حضرة حيوان آخر" (أقوال الإمام علي من نهج البلاغة)
و رأي الخليفة عمر بن الخطاب رجل يهمل غنمة كان ذاهبا ليذبحها، و لم يعطها ماء كافي لتشرب، فضربه عمر بسوطه و قال له"إذهب و اسقها كما ينبغي في وقت موتها" (رواه ابن سيرين عن حضرة الإمام عمر)
إذا تعرضت الحيوانات للقسوة في تربيتها، نقلها، أو سلامتها العامه، يعتبر لحمها حرام، و الحيوانات التي ذبحت بطرق متوحشة هي غير صالحة للأكل، و حتى الحيوانات التي ذبحت بطريقة إسلامية بحته، لكن تم التعامل معها بعنف و قسوة يظل لحمها حرام:
"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" (سورة المؤمنون آية 51)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (سورة البقرة آية 172)
كلمة طيب تعني "جيد"، "حسن" أو "طاهر" و تعني طاهر من الناحية المادية و الناحية الأخلاقية.
و الحكم الرئيسي في الإسلام عن الذبح هو أن يتم في أقل ألم ممكن، و جميع الشرائع الإسلامية في معاملة الحيوانات، و ذبحها، تستند جميعها على روح الرحمة و الإحسان:
الإحسان اليه حتى حال ذبحه، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله كتب الاحسان على كل شيء، فاذا قتلتم فأحسنوا القتلة، واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)) راوه مسلم.
الفشل في صعق الحيوان قبل الذبح يسبب الألم و المعاناة، و المسلمون يجب أن يفكروا بجدية في هذه المذله، و إن كان هذا حقيقي فسيكون هذا اللحم حرام أو مكروه، شكلت جامعة الأزهر في القاهرة لجنة لتقرير إن كان لحم الحيوانات المذبوحة بعد الصعق حلال أم لا، و اشتملت اللجنة على ممثلي الأربعة مذاهب المعروفة في الإسلام، الشافعي، حنيفة، ماليكي، و الحنبلي، و كانت فتوى اللجنة هي:"بإعتماد الدول الإسلامية للطريقة الحديثة في ذبح الحيوانات، ليس لديها أي معارضة دينية لهذه الطريقة، فهذا حلال طالما هذه الطرق الحديثة شرعية و نظيفة و مسيله للدماء، و إن كانت طرق الذبح أكثر سرعة و حادة، و العمل بها أكثر نفعا، فإنها تأتي حسب قول الرسول صلى الله عليه و سلم، "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، (تاريخ الأزهر 1964، ص361، 363)
و بالإضافة إلى هذه الفتاوي، هذه هي توصيات من منظمة إسلامية راقية و هي رابطة العالم الإسلامي، التي تأسست في مكة المكرمة، عام 1962م ، (1382ه) مكونة من 55 من علماء الإسلام، و رواد المجالس التشريعية في جميع أنحاء العالم، رابطة العالم الإسلامي أيضا عضو منظمة اليونيسكو، و اليونيسيف، التابعين لمنظمة الأمم المتحدة، فقد عقدت إجتماعا في يناير 1986، مع منظمة الصحة العالمية و أصدرت التوصيات الآتية بشأن صعق ما قبل الذبح (رقم 3: 1- WHO-EM/FOS/1-E, p. 8)
صعق ما قبل الذبح بالصدمة الكهربائية، إذا تم إثبات أنه يقلل من معاناة الحيوان، فهو حلال، مع ضمان استخدام أضعف تيار كهربائي الذي يفقد الحيوان وعيه، و لا يؤدي لموت الحيوان و لا يجعل اللحم مؤذيا للمستهلك.
و بحلول عام 1989 في البلاد الآتية - لم - يتم إعفاء المسلمين، من الصعق الكهربائي فبل الذبح: النرويج، السويد، الدنمارك، سويسرا، استراليا، و نيوزيلاندا، و تسمح الدول الآتية بإعفاء جزئي فقط للمسلمين في ظروف خاصة و نظم معينة: بلجيكا، ألمانيا، هولندا، إيطاليا، أسبانيا، فلندا، كندا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق