‏إظهار الرسائل ذات التسميات لغة عربية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات لغة عربية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 30 مايو 2011

التناص في الأدب





التناص في الأدب

لو أردنا أن نبين مساحات التناص في تاريخنا الشعري منذ الأدب الجاهلي حتى يومنا هذا لوجدنا كثير من التناص وتداخل في كثير من قصائد الشعراء إلى حد لا نستطيع التميز بين قصيدة وآخر لمختلف الشعراء ألا في نفس أو أسلوب الشاعر ، ولكي أن نصل إلى هذه الحقيقة علينا أن نخضع هذه النصوص إلى التشريح ( سيميولوجي) وكما قال أو عرفه روبرت شولز( النصوص المتناصه أو المتداخلة أخذ به السيميولوجين مثل بارت وجينية وكريستيفا ويفاتير وهو اصطلاح يحمل وثيقة الخصوصية، تختلف بين ناقد وآخر والمبدأ العام فيه هو أن النصوص تشير إلى نصوص أخرى ، مثلما أن الإشارات(signs) تشير إلى أشارات أخرى ، وليس إلى الأشياء المعنية مباشرة . والفنان يكتب ويرسم لا من الطبيعة وإنما من وسائل أسلافه في تحويل الطبيعة إلى نص.لذا فأن النص المتناص ( المتداخل هو: يتسرب إلى داخل نص آخر ، ليجسد المدلولات ، سواء وعى الكاتب بذلك أو لم يع ِ)
ومثال على هذا معارضة شوقي للبحتري في سينيته، أو معارضات( يا ليل الصب )وقد بلغت معارضة من شعراء كثيرين منهم شوقي والرصافي . فكل معارضة أومتناصه هي نص متداخل مع نص سابق له.
وعن هذا يقول ليتش( إن النص ليس ذاتا مستقلة أو مادة موحدة. ولكنه سلسلة من العلاقات مع نصوص أخرى ونظامه اللغوي ومع قواعده ومعجمه)
والتناص هو مفهوم بدأ حديثا انطلاقا من ( شلوفسكي) الذي فتق الفكرة فأخذها عنه ( باختين) الذي حولها الى نظرية حقيقة وتعتمد هذه النظرية على التداخل القائم بين النصوص، فكل ظاهرة أسلوبية تنبثق من نص ما هي قضية وجود وحضور في كل أسلوب جديد،
وسوف نرجع الى الأدب الجاهلي حيث نرى أن الشاعر العربي يصدح من مداخلاته مع سواه وما أشتكى من ذلك ألا لوقوعه فيه قسرا وعن غير وعي ، وفيه قال زهير بن أبي سلمى
ما أرنا نقول إلا معارا أو معادا من لفظنا مكرورا
وما صرخة عنترة ومعلقته ألا تأكيد على هذا ( هل غادر الشعراء من متردم) وقد نجد أكثر من هذا لو بحثنا في تاريخي الشعري فما قول الأخطل أشد وأبلغ عن نفسه وعن غيرة من الشعراء( نحن الشعراء أسرق من الصاغة)
وكما صرح به ابن فارس (الشعراء أمراء الكلام .. يقدمون و يأخرون ويومئون ويشيرون ويختلسون ويعيرون ويستعيرون)
وهذا ما سمح الى الشعراء العرب بأن يتغزلوا بليلى العامرية ومنهم حميد بن ثور( مات في خلافة عثمان رضي الله عنه ) وهذا قوله
لتتخذا لي بارك الله فيكما الى آل ليلى العامرية سلما
وكذلك وان توبة بن حمير( مات سنة 80 ه )
كأن القلب ليلة فيل يغدي بليلى العامرية أو يراح
قطاه عزها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح
وكذلك تغزل بليلى العامرية سويد بن أبي كاهل
فدعاني حب سلمى بعدما ذهب الجدة مني والريع
كي ندخل إلى التناص في اللغات الأخرى علينا أولا أن نعرف هل أن معنى النص موجود أو غائب عن تراثنا العربي كما هو في صيغته الحديثة لذلك سوف أثبت هذا ثم أعرج إلى التناص في الأدب الغربي
حيث يذكر قاموس المحيط (نص الشيء حركة، ونص العروس أقعدها على منصة) إما تاج العروس فنقرأ فيه( نص الشيء أظهره وكل ما ظهر فقد نص) وكذلك يورد المعجم الوسيط بعض الدلالات المولدة للنص(فالنص صيغة الكلام الأصلية التي وردت من مؤلفها والنص ما لا يحتمل إلا معنى واحدا لا يحمل التأويل ، والنص من الشيء منتهاه ومبلغ أقصاه)
أما كيف أشتق النص في اللغات الأجنبية ويشتق النص من (text) ومن الاستخدام الأستعاري في اللاتينية للفعل (Texture) الذي يعني (يحوك) : (Weave) أو ينسج ويوحي بسلسة من الجمل والملفوظان المنسوجة بنيويا ودلاليا)
ويتضح مما تورده المعاجم القديمة والحديثة أن الدلالة الحديثة للنص لم تكن غائبة كليا في المعجم العربي وهي تلتقي أيضا مع دلالته التي تشير إلى معنى بلوغ الغاية والاكتمال في صنع وهذا لا بد أن ينتقل إلى النص الأدبي الذي يمتاز عن النص العادي
لهذا سندخل في عديد من التعريفات الحديثة لهذا المصطلح فقد عرفه بول ريكو( لنطلق كلمة نص على كل خطاب تم تثبيته بواسطة الكتابة )
أما جوليا كرستيفا فلقد عرفت النص تعريفا جامعا إذ قالت (نعرف النص بأنه جهاز نقل لساني بعيد توزيع نظام اللغة واضعا الحديث التواصلي ، نقصد المعلومات المباشرة في علاقة مع ملفوظات مختلفة سابقة أو متزامنة).وكذلك تقول ( أن كل نص هو عبارة عن لوحة فسيفسائية من الاقتباسات وكل نص هو تشرب وتحويل لنصوص أخرى) وبالطبع هذا يذكرنا بفكرة رولان بات عن ( النص الجماعي ) أي فكرة جماعية اللغة ومعها جماعية النص وتدخل النصوص النصوص فيما بينها.
وكما يقول كولر( انه من التظليل أن نتحدث عن قصيدة على أنها كل متجانس أو وحدة عضوية مستقلة ، تامة في نفسها وتحمل معاني ثرية فائضة وأن التناول السيميولوجي يقترح نقيض ذلك ، بأن نفكر في القصيدة على أنها قول لا دلالة له ألا ضمن الأنظمة العرفية التي أكتسبها القارئ ، ولو أطلقنا أنظمة أخرى ، فأن إمكانات الدلالة عندئذ ستتغير)
وأما برتينتو فيعرفه ( أنه يمكن إطلاق مصطلح النص على أية مقطوعة معينة من العلامات اللغوية حتى وأن كانت غير مترابطة، شريطة أن يكون بميسورها أن نعثر على سياق ملائم لها)
كما ترد كلمة التناص في لسان العرب بمعنى الاتصال (يقال هذه الفلاة تناص أرض كذا وتواصيها أي تتصل بها) وتفيد الانقباض والازدحام كما يورد تاج العروس (أنتص الرجل أنقبض وتناص القوم ازدحموا ) وهذا المعنى الأخير يقترب من مفهوم التناص بصيغته الحديثة فتدخل النصوص قريب جدا من ازدحامها في النص.
إما مصطلح التناص في النقد العربي الحديث كما قلت في بداية المقالة هو ترجمة للمصطلح الفرنسي (intertext) حيث تعني كلمة (inter)في الفرنسية التبادل بينما تعني كلمة (Texte) النص وأصلها مشتق من الفعل اللاتيني (Textere) :لتبادل النصي وقد ترجم إلى العربية بالتناص الذي يعني تعالق النصوص بعضها ببعض وصيغته (التناص مصدر الفعل على وزنه (تفاعيل)تأتي على اثنين أو أكثر وهو تداخل النصوص ببعضها عند الكاتب طلبا لتقوية الأثر، كما يرد مصطلح (Intertexuel) وقد ترجم الى التناصي أو المتناص وهو ما يفيد العملية الوصفية في التناص ومصطلح (Intertextualile) وقد ترجمه النقاد العرب ب( التناصية أو النصوصية ) وهذه الترجمة جاءت على غرار ترجمة مصطلح (Structuralisme)
بالبنائية أو البنيوية)
ومن اجل أكمال هذا أورد ما ورده الكاتب سعيد علوش في كتابه (معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة) بعض التعريفات لمصطلح التناص بدء من جوليا كرسيفيا وانتهاء برولان بارت وحسب ما يلي
1- يعتبر التناص عند كرسيفيا أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل على نصوص أخرى سابقة عنها ومعاصرة لهاز
2- يرى (سوليرس)، التناص في كل نص ، يتموضع في ملتقى نصوص كثيرة بحيث يعتبر قراءة جديدة ،تشديدا وتكثيفا.
3- يكون (التناص9 طبقات جيولوجية كتابية، تتم عبر أعادة استيعاب غير محدد لمواد النص ، بحيث تظهر مقاطع النص الأدبي عبارة عن تحولات لمقاطع مأخوذة من خطابات أخرى داخل مكون إيديولوجي شامل.
4- يظهر (التناص) مع التحليلات التحويلية عند (كرستيفيا ) في النص الروائي.
5- يرى فوكو بأنه لا وجود لتعبير لا يفترض تعبيرا آخر،ولا وجود لما يتولد من ذاته ،بل من تواجد أحداث متسلسلة ومتتابعة، ومن توزيع الوظائف والأدوار.
6- أما (بارت) فيخلص إلى أن (لا نهائية) التناص ، هي قانون هذا الأخير.
7- فالتناص عملية وراثية للنصوص،والنص المتناص يكاد يحمل بعض صفات الأصول (ولقد عانى مصطلح التناص في النقد العربي الحديث من تعددية في الصياغة والتشكيل فقد ظهر هذا المصطلح في حقل العربي الحديث بعدة صياغات وترجمات عدة ومنها :
1-التناص أو التناصية
2- النصوصية
3- تداخل النصوص أو النصوص المتداخلة
4- النص الغائب
5- النصوص المهاجرة (المهاجرة إليها)
6- تضافر النصوص
7- النصوص الحالة و المزاحة
8-تفاعل النصوص
9- التداخل النصي
10- التعدي النصي
11- عبر النصية
12- البينصوصية
13-التنصيص
كما وشهد مفهوم التناص خلطا وتداخلا واسعين بينه وبين المفاهيم الأخرى
مثل ( الأدب المقارن)و(المثاقفة)و( دراسة المصادر) و(السرقات الأدبية)نتيجة للاقتراب بين هذا المفهوم وتلك المفاهيم فيما يخص الاتجاه العام بينهما في التواصل والتأثير
وهذا أمر لا يخص العرب وحدهم وإنما هو حس عالمي. فالأديب الكبير برا يخت يقول عن أديب كبير مثله ( أو أكبر منه) ما يلي ( وشكسبير أيضا كان سارقا) ولا يخفي ما في كلمة (أيضا) من تضمين يدخل من بينهم برايخت نفسه وهذا ما جعل فاليري يقول عن العمل الأدبي : إن كل عمل هو نتيجة لأمور متعددة أضافه إلى المؤلف)
أو كما قال الناقد المعاصر فراي ( كل ما هو جديد في الأدب ليس إلا مادة قديمة صيغت مرة أخرى بطريقة تقتضي تصنيفا جديدا)

email]Abbas55aa@yoahoo.com]


الأمير الشاعر




الأمير الشاعر
عبد الله الفيصل .

 من أجل عينيك عشقت الهوى

بعد زمانً كنت فيه الخالى

وأصبحت عينى بعد الكرى

تقول : للتسهيد لاترحلى

يافاتناً لولاهُ ماهزنى الوجدُ

ولاطعم الهوى طاب لى

هذا فؤاى فامتلك آمرهُ

أظلمهُ أن شئت أو فاعدلى

من بريق الوجد فى عينيك اشعلت حنينى

وعلى دربك آنَ رحُت أرسلت عيونى

الرؤاااا حولى غامت بين شكٍ ويقينٍِ

والمنى ترقص فى قلبى على لحن شجونىِ

أستشف الوجد فى صوتك آهات دفينة

يتوارى بين أنفاسك كى لاأستبينَ

لستُ أدرى أهو الحبُ التى خفت شجونه

أم تخوفت من اللومِ فأثرت السكينةُ

ملئت لى درب الهوى بهجتاً

كالنورى ِفى وجنتِ صبحً ندى

وكُنتُ إن أحسست بى شقوتً..تبكيك طفلا خائفاً

وبعد ما أغريتنى لم اجد منك

ألا سراباً عالقاً فى يدىىىى

لم أجن منهُ غير طيفً سرىغاب عن عينى

ولم يهتدى

كم تضاحكت عندما كنت أبكى

وتمنيت أن يطول عذابى

كم حسِبت ألايام غير غواناً..وهى

عمرى وصفوتى وشبابى

كم ظننت الآنين بين ضلوعى

بعد رجع لحنً من الاغانى العتابِ

وأنا أحتسى مدامع قلبى

حين لم تَُلقنى لتسأل ما بى

لاتقل أين ليالينا وقد كانت عسابا

لاتسلنى عن أمانينا وقد كانت سرابا

أننى أسدلت فوق الأمس ستراً وحجابا

فتحمل مُرَ هجرانِك وأستبقَ العتاب

الامام الشافعى



الامام الشافعى


هو القائل

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا

محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.

أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.

قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.

كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.

,وله أيضا

دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء

ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء

وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء

وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء

تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء 

ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء 

ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء 

ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء 

ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء 

إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء 

ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء  

وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء 

دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء

  للمزيد  شاهد ايضا :

أقبل الليل






من أجمل قصائد شاعر الشباب أحمد رامى
أقبل الليل

أقبل الليل يا حبيبي

أقبل الليل وناداني حنيني

وسرت ذكراك طيفاً هام في بحر ظنوني

ينشر الماضي ظلالاً كان أُنساً وجمالا

فإذا قلبي يشتاق إلى عهد شجوني

وإذا دمعي ينهل على رجع أنيني

يا هدى الحيران ... في ليل الضنى

أين أنت الآن ... بل أين أنا

أنا قلبٌ خفاق في دنيا الأشواق

أنا روحٌ هيمان في وادي الأشجان

تاه فكري بين أوهامي وأطياف المنى

لست أدري يا حبيبي من أنا أين أنا

**********************

يا بعيد الدار عن عيني ... و من قلبي قريــبا

كم أناديك بأشواقي ... و لا ألقى مجيــــــــــــا

تقبل الدنيا على أهل الهوى أنساً و طيبـــا

وفؤادي كاد من فرط حنيني أن يذوبـــــــا

لو عدت لي ,, رد الزمان إلي سالف بهجتي

ونسيت ما لاقيت منه ... في ليالي وحدتـــــي

يا هــدى الحيــران ... فـي ليـــل الضنــــــــى

أيــــــن أنــــــت الآن ... بــــــل أيـــــن أنـــا ؟

تاه فكري بين أوهامي و أطياف المنـــــى

لست أدري يا حبيبي من أنا، أين أنـــــــا؟


************************

أوّاه يا ليل طال بي سهـــــــري ... وساءلتني النجوم عن خبـــري

ما زلت في وحدتي أسامرهــــا ... حتى سرت فيك نسمة السحــــر

وأنا أسبح في دنيا تراءت لعيونـــــــــــي

قصة اقرأ فيها صفحات من شجونـــــــي

بيــــــن مــــاضٍ لــم يــدع لـي غير ذكرى ... عن خيالي لا تغيـــب

وأمــــــانٍ صــــــورت لــــــــي في غدٍ ... لقيا حبيبٍ لحبيـــــــــــب

النـــــــــــوم ودَّع مقلتــــــــــي ... والليــــــــــل ردد أننــــــــــــي

والفجر من غير ابتسامتك لا يبدد وحشتي

يا هــدى الحيــران فـي ليـــل الضنــــــــى

أيــــــن أنــــــت الآن ... بــــــل أيـــــن أنـــا ؟

تاه فكري بين أوهامي و أطياف المنـــــى

لست أدري يا حبيبي من أنا، أين أنـــــــا؟

**************************

يــا قــلب لو طاب لي زمــــــاني .... وأنعـــم الدهــر بالتدانـــــــــي

تَبَسّـــمَ الفجــر فـــي عيونـــــي .... وغرد الطير في لسانــــــــــــي

وبِتُّ من نشوتـــــــي أغنــــــي .... والليل يروي الحديث عنــــــي

يا هدى الحيران في ليل الضنى .... قد غدوت الآن أدري من أنـــــا

*****************************

أنا طير رنّام في دنيا الأحــــــلام .... أنا ثغرٌ بسّام في صفو الأيــــام

كنت وحدي بين أوهامي وأطياف المنــى

والتقينا يا حبيبي فبدا لي من أنا

أين أنا


أعلنت عليك الحب

غادة السمان
كانت القسوة خطيئتك
وكان الكبرياء خطيئتي
وحين التحمت الخطيئتان
كان الفراق مولودهما الجهنمي
طالما قررت حين نفترق
سأطلق الرصاص على صوتك
وأربط جسد ذكراك
الى عمود رخامي
وأضرم فيه النار
كما كانوا يحرقون السحرة وشرورهم
واليوم وقد افترقنا
افكر فيك بحنان
وحزن مليء بالصفاء
كهمس الصحراء للسراب
فراق او لا فراق
اني اعلنت عليك الحب
اني اعلنت عليك السلام
اني اعلنت عليك الشوق
اني اعلنت عليك الغفران
ولست نادمه
لاني انفقت عليك جسدي وروحي
برد .. برد ..
وسجادة النجاح من الجليد
وجوه الاصدقاء
حقل مزروع بالالغام
واصابعهم خناجر
وحدك كنت
ملاذ القلب _ القنفذ
ولاجلك وحدك
استحالت اشواكه سنابل
ربما لذلك
كانت طعنتك الأشد حذقا و نفاذا
قليل من الشجار
ينعش ذاكرة الحب
قليل من الشجار
ينعش قلب الحب
لكننا شربنا من خمرة الشجار
حتى ثملنا
و قتل كل منا صاحبه
و عربد على جثته
حتى دون أن يلحظ ذلك
و أيضا أغفر لك
أنك حولتني من عصفور الرحيل
إلى مسمار مثبت في تابوت الغم
كنت ممتلئة بك ، راضية مكتفية
بك
و لكن زمننا كان مثقوبا
يهرب منه رمل الفرح بسرعة
أتعذب
بسبب ما فعلته بك
بعد أن أرغمتني على أن أفعله
بك 


أعلنت عليك الحب
أعلنت عليك السلام
أعلنت عليك الغفران
بقي أن تعلن على نفسك
السـلام و الغفران
أما الحب
فأنت جسده
تم كل شيء بسرعة الصاعقة
وامتزجت في حكاياتنا
شهقة الولادة
بشهقة الاحتضار
طويلاً تعثرت
في شبكة عنكبوت الحيرة
وكانت كلمة وداعاً
جسر القرار الوحيد الباقي
قاسية كضربة إزميل في رخام
وها هي ثلوج النسيان
تهطل تهطل تهطل
وعبثاً تغطي معالم حديقة حبنا
قبل أن انام
اطرد صورتك من رأسي
بكل تعاويذ العقل
وكل القوانين الاجتماعية
ولكن حبك يقطن
تلك الدهاليز في اعماقي
التي لا تطالها سلطة الملك ــ العقل
حبك يتكاثر
ويتناثر في داخلي
ويصدعني
ويتناسل دونما مبالاة بشهادات
الميلاد الرسمية
وهكذا
حين اظنيْ رحلت إلى النوم
يظل جزء مني يتابع حياته
السرية
مسكوناً بك
ممعناً في حبك
ويوقظني عند الفجر
بضربة من فأس الشوق
في منتصف رأسي
أهو صداع
أم تصدّع في روحي
أيها القريب على مرمى صرخة
البعيد على مرمى عمر
اني أعلنت عليك الحب
اني اعلنت عليك السلام

اني اعلنت
عليك الغفران
رغم كل ما كان
وما قد يكون
خذ من قلبي ماشئت ... فسيبقى لي منه ما يكفيني 

للمزيد شاهد ايضا :
روائع الشعر العربي
لغة عربية

أربعة قصائد لشوقي


أربعة  قصائد لشوقي

    يا جارة الوادى            غربة وحنين للوطن      العمل عبادة         برز الثعلب يوما            

  يا جارة الوادى

 يا جارةَ الوادي ، طَرِبْتُ وعادني

 ما يشبهُ الأَحلامَ من ذكراك

 مَثَّلْتُ في الذكرى هواكِ وفي الكرى

 والذكرياتُ صَدَى السنينَ الحاكي

 ولقد مررْتُ على الرياض برَبْوَةٍ

 غَنَّاءَ كنتُ حِيالَها أَلقاك

 ضحِكَتْ إِليَّ وجُوهها وعيونُها

 ووجدْتُ في أَنفاسها ريّاك

 لم أدر ما طِيبُ العِناقِ على الهوى

 حتى ترفَّق ساعدي فطواك

 وتأَوَّدَتْ أَعطافُ بانِك في يدي

 واحمرّ من خَفَرَيْهما خدّاك

 ودخَلْتُ في ليلين : فَرْعِك والُّدجى

 ولثمتُ كالصّبح المنوِّرِ فاكِ

 ووجدْتُ في كُنْهِ الجوانحِ نَشْوَةً

 من طيب فيك ، ومن سُلاف لَمَاك

 وتعطَّلَتْ لغةُ الكلامِ وخاطبَتْ

 عَيْنَىَّ في لغة الهوى عيناك

 ومَحَوْتُ كلَّ لُبانةٍ من خاطري

 ونَسِيتُ كلَّ تَعاتُبٍ وتشاكي

 لا أمسِ من عمرِ الزمان ولا غَدٌ

 جُمِع الزمانُ فكان يومَ رِضاك

قصيدة غربة وحنين للوطن  لأحمد شوقى
  اختلاف النهار والليل ينسي اذكرا لي الصبا وأيام أنسي 
وصفا لي ملاوة من شبـــــاب صورت من تــــــصورات ومس 
عصفت كالصبا اللعوب ومرت سنة حلوة ولـــــــذة خلس 
وسلا مصر، هل سلا القلب عنها أو أسا جرحه الزمان المؤسي 
كلما مرت الليالي عليـــه رق ، والعهد في الليالي تقسي 
مستطار إذا البواخر رنت أول الليل، أو عوت بعد جرس 
راهب في الضلوع للسفن فطن كلما ثرن شاعــهن بنقـــس 
يا ابنة اليم ما أبوك بخيل مـــا له مولعاً بمنع وحبس؟ 
أحرام على بلابله الدوح حلال للـــطير من كل جنس؟ 
كل دار أحق بالأهل إلا في خــبيث من المذاهب رجس 
نفسي مرجل وقلبي شراع بهما في الدموع سيري وأرسي 
واجعلي وجهك (الفنار) ومجراك يد (الثغر) بين (رمل) و(مكس
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي 
وهفا بالفؤاد في سلسبيل ظمأ للسواد من (عين شمس
شهد الله لم يغب عن جفوني شخصه ساعة ولم يخل حسي

العمل عبادة  أحمد شوقى
سعى الفتى لرزقة عباده
وسبب يهدى الى السعاده
لان فى السعى صلاح الكون
والله للساعين خير عون
من يسع للرزق اتاه طيعا
ومن ينم فقد جنى وضيعا
وان يشأ فهذه حكاية
تعد فى هذا المقام غايه

قد كان فى وادى النمال نملة
ليس لها بين النمال شغلة
اشتهرت فى النمل بالتقشف
واشتهرت بالزهد والتصوف
تظن ان الرزق يأتى بالدعا
سيان من لم يسع والذى سعى
تشغل النهار بالعبادة
فان تنم نامت على السجادة
فلم تجد فى البيت ما تقتات
والبطن لا تملؤه الصلاة
فخرجت الى التماس القوت
وجعلت تطوف بالبيوت
تقول : هل من نملة تقية
تجود بالقوت على الوليه
فصاحت الجارات : ياللعار !
اتشحذ النمله كالصرصار ؟ 
ونحن فى عين الوجود امه
ذات اشتهار وعلو الهمه
فامضى فانا يا عجوز الشوم
نرى كمال الزهد ان تصومى
صومى الى الموت ولا تستجدى
او فابذلى للقوت بعض الجهد 
صلوا وصوموا واصنعوا او ازرعوا
ان الصلاة وحدها لاتنفع
المسلم الحق يصلى فرضه
ويحمل الفأس ويسقى ارضه
يجمع بين الشغل والعباده
ليكفل الله له السعاده

برز الثعلب يوما             أحمد شوقي
برز الثعلب يوما....فى ثياب الواعظينا 
فمشى في الارض يهدي ........ويسب الماكرينا 
ويقول الحمد لله ......اله العالمينا 
ياعباد الله توبوا.....فهو كهف التائبينا 
وازهدوا في الطير .......ان العيش عيش الزاهدينا 
واطلبوا الديك يؤذن ......لصلاة الصبح فينا 
فاتى الديك رسول .....من امام الناسكينا 
عرض الامر عليه....وهو يرجو ان يلينا 
فاجاب الديك عذرا......يااضل المهتدينا 
بلغ الثعلب عني ........عن جدودي الصالحينا 
عن ذوي التيجان.....ممن دخل البطن اللعينا 
انهم قالوا وخير ..........القول قول العارفينا 
مخطىء من ظن يوما.....ان للثعلب دينا



أراك عصي الدمع

أبو فِراس الحَمَداني
320 - 357 هـ / 932 - 967 م
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.
شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.
جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.
 قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.

إضغط لمشاهدة الأغنية 


القصيدة 

أراكَ عــصــيَّ الــدَّمْــعِ شـيــمَــتُــكَ الــصَّــبْــرُ أمــــا لِــلْــهَــوى نَــهْـــيٌ عــلــيــكَ و لا أمْــــرُ؟

بَـــلـــى، أنـــــا مُــشْـــتـــاقٌ وعـــنــــديَ لَـــوْعَــــةٌ ولـــكــــنَّ مِـــثْـــلـــي لا يُـــــــذاعُ لـــــــهُ سِـــــــرُّ!

إذا الـلّـيــلُ أَضْـوانــي بَـسَـطْــتُ يَــدَ الــهــوى وأذْلَــلْـــتُ دمْـــعـــاً مـــــن خَــلائــقِـــهِ الــكِــبْـــرُ

تَــكـــادُ تُــضِـــيْءُ الــنـــارُ بـــيـــن جَــوانِــحـــي إذا هـــــي أذْكَــتْـــهـــا الــصَّــبــابَـــةُ والــفِـــكْـــرُ

مُـعَــلِّــلَــتــي بــالــوَصْـــلِ، والـــمَــــوتُ دونَــــــهُ إذا مِـــــتُّ ظَــمْــآنـــاً فـــــلا نَـــــزَلَ الــقَـــطْـــرُ!

حَـــفِـــظْـــتُ وَضَـــيَّـــعْـــتِ الــــمَــــوَدَّةَ بــيْــنـــنـــا وأحْـسَــنُ مــن بـعــضِ الـوَفــاءِ لـــكِ الــعُــذْرُ

ومــــــــا هـــــــــذه الأيـــــــــامُ إلاّ صَـــحــــائــــفٌ ِلأحْــرُفِــهـــا مـــــن كَـــــفِّ كــاتِــبِــهــا بِـــشْـــرُ

بِـنَـفْـســي مــن الـغـاديــنَ فــي الـحــيِّ غـــادَةً هَـــــوايَ لـــهـــا ذنْـــــبٌ، وبَـهْــجَــتُــهــا عُــــــذْرُ

تَـــــروغُ إلـــــى الــواشــيـــنَ فـــــيَّ، وإنَّ لــــــي لأُذْنـــــاً بـــهـــا عـــــن كــــــلِّ واشِـــيَــــةٍ وَقْــــــرُ

بَـــــدَوْتُ، وأهـــلــــي حـــاضِــــرونَ، لأنّـــنــــي أرى أنَّ داراً، لــســـتِ مــــن أهــلِــهــا، قَــفْـــرُ

وحــارَبْـــتُ قَـــوْمـــي فـــــي هـــــواكِ، وإنَّـــهُـــمْ وإيّــــايَ، لــــو لا حُــبُّـــكِ الــمـــاءُ والــخَــمْـــرُ

فـــإنْ يــــكُ مــــا قــــال الــوُشـــاةُ ولــــمْ يَــكُـــنْ فــقــدْ يَــهْـــدِمُ الإيــمـــانُ مــــا شَــيَّـــدَ الــكــفــرُ

وَفَــيْـــتُ، وفـــــي بـــعـــض الـــوَفـــاءِ مَـــذَلَّـــةٌ، لإنـســانَــةٍ فـــي الــحَـــيِّ شـيـمَــتُــهــا الــغَـــدْر

وَقــــــورٌ، ورَيْـــعــــانُ الــصِّـــبـــا يَــسْــتَــفِــزُّهـــا، فَـــتَــــأْرَنُ، أحْـــيـــانـــاً كــــمــــا، أَرِنَ الـــمُـــهْـــرُ

تُـسـائــلُــنــي مــــن أنـــــتَ؟ وهـــــي عَــلــيــمَــةٌ وهــل بِـفَــتــىً مِـثْــلــي عــلــى حــالِــهِ نُــكْــرُ؟

فـقـلــتُ كـمــا شـــاءَتْ وشـــاءَ لــهــا الــهــوى: قَــتــيــلُــكِ! قـــالــــت: أيُّـــهــــمْ؟ فَـــهُــــمْ كُـــثْــــرُ

فـقــلــتُ لــهـــا: لــــو شَــئْـــتِ لــــم تَـتَـعَــنَّــتــي، ولــم تَـسْـألــي عَــنّــي وعــنــدكِ بـــي خُــبْــرُ!

فـقــالــتْ: لــقــد أَزْرى بـــكَ الــدَّهْـــرُ بَــعــدنــا فـقــلــتُ: مــعــاذَ اللهِ بــــل أنــــتِ لا الــدّهـــر

ومــــا كــــان لِــلأحْـــزان، ِ لــــولاكِ، مَــسْــلَــكٌ إلـى الـقـلــبِ، لـكــنَّ الـهــوى لِـلْـبِـلــى جِـسْــر

وتَــهْــلِــكُ بـــيـــن الـــهَـــزْلِ والـــجِـــدِّ مُــهْــجَـــةٌ إذا مـــا عَــداهــا الــبَــيْــنُ عَــذَّبــهــا الــهَــجْــرُ

فـأيْــقَــنْــتُ أن لا عِـــــزَّ بَـــعْـــدي لِــعــاشِـــقٍ، و أنّ يَـــــدي مـــمّـــا عَــلِــقْـــتُ بـــــهِ صِـــفْـــرُ

وقـــلَّـــبْـــتُ أَمـــــــري لا أرى لـــــــيَ راحَـــــــة،ً إذا الــبَــيْــنُ أنْــســانــي ألَــــحَّ بــــيَ الــهَــجْــرُ

فَــعُـــدْتُ إلــــى حُــكـــم الـــزّمـــانِ وحُــكــمِــهــا لـهــا الــذّنْــبُ لا تُــجْــزى بـــهِ ولـــيَ الــعُــذْرُ

كَــــأَنِّــــي أُنـــــــادي دونَ مَـــيْـــثـــاءَ ظَـــبْـــيَــــةً عــلـــى شَــــرَفٍ ظَــمْــيــاءَ جَـلَّــلَــهــا الـــذُّعْـــرُ

تَـــجَـــفَّـــلُ حـــيـــنـــاً، ثُـــــــمّ تَــــرْنــــو كـــأنّـــهــــا تُــنــادي طَـــلاًّ بــالــوادِ أعْــجَــزَهُ الـحَُــضْــرُ

فـــــلا تُــنْــكِــريــنــي، يــابْـــنَـــةَ الـــعَــــمِّ، إنّــــــهُ لَـيَــعْــرِفُ مـــن أنْـكَــرْتــهِ الــبَــدْوُ والــحَــضْــرُ

ولا تُــنْــكِــريــنــي، إنّـــنــــي غــــيــــرُ مُـــنْـــكَـــرٍ إذا زَلَّــــتِ الأقْـــــدامُ، واسْــتُــنْـــزِلَ الــنّــصْـــرُ

وإنّـــــــــــي لَــــــجَـــــــرّارٌ لِــــــكُـــــــلِّ كَـــتــــيــــبَــــةٍ مُــــعَــــوَّدَةٍ أن لا يُــــخِــــلَّ بــــهــــا الـــنَّـــصـــر

وإنّـــــــــــي لَــــــنَـــــــزَّالٌ بِــــــكـــــــلِّ مَــــخـــــوفَـــــةٍ كَــثــيـــرٍ إلـــــى نُــزَّالِــهـــا الــنَّـــظَـــرُ الـــشَّــــزْرُ

فَـأَظْــمَــأُ حــتـــى تَــرْتَـــوي الــبــيــضُ والــقَــنــا وأَسْــغَــبُ حــتــى يَـشــبَــعَ الــذِّئْــبُ والــنَّــسْــرُ

ولا أًصْـــبَــــحُ الـــحَــــيَّ الـــخُـــلُـــوفَ بــــغــــارَةٍ و لا الـجَـيْــشَ مــا لــم تـأْتِــهِ قَـبْـلِــيَ الــنُّــذْرُ

ويـــــا رُبَّ دارٍ، لــــــم تَــخَــفْــنـــي، مَــنــيــعَـــةً طَـلَــعْــتُ عـلـيــهــا بــالــرَّدى، أنــــا والــفَــجْــر

وحَــــــيٍّ رَدَدْتُ الــخَـــيْـــلَ حـــتّــــى مَــلَــكْــتُـــهُ هَـــزيـــمـــاً ورَدَّتْــــنــــي الـــبَـــراقِـــعُ والـــخُـــمْـــرُ

وســاحِـــبَـــةِ الأذْيــــــالِ نَـــحْــــوي، لَــقــيــتُــهـــا فـــلَـــم يَــلْــقَــهــا جـــافـــي الــلِّــقـــاءِ ولا وَعْــــــرُ

وَهَــبْـــتُ لــهـــا مــــا حـــــازَهُ الــجَــيْـــشُ كُـــلَّـــهُ ورُحْــــتُ ولــــم يُــكْــشَــفْ لأبْــيــاتِــهــا سِـــتْـــر

ولا راحَ يُــطْــغــيـــنـــي بـــأثـــوابِــــهِ الـــغِـــنــــى ولا بــــاتَ يَـثْـنــيــنــي عــــن الـــكَـــرَمِ الــفَــقْـــرُ

ومـــــا حــاجَــتـــي بــالــمـــالِ أَبْـــغـــي وُفــــــورَهُ إذا لـــم أَفِـــرْ عِــرْضــي فــــلا وَفَــــرَ الــوَفْـــرُ

أُسِـرْتُ ومـا صَـحْـبـي بـعُـزْلٍ لَـدى الـوَغـى، ولا فَــــرَســــي مُــــهْـــــرٌ، ولا رَبُّــــــــهُ غُــــمْـــــرُ

ولــكـــنْ إذا حُــــمَّ الــقَــضــاءُ عــلـــى امـــــرئٍ فـــلـــيْـــسَ لَـــــــهُ بَـــــــرٌّ يَـــقـــيـــهِ، ولا بَــــحْـــــرُ

وقــــال أُصَـيْــحــابــي: الــفِـــرارُ أو الــــرَّدى؟ فــقــلــتُ:هــمــا أمـــــــرانِ، أحْـــلاهُـــمـــا مُـــــــرُّ

ولــكــنّــنــي أَمْـــضـــي لِـــمــــا لا يَــعــيــبُــنــي، وحَـسْــبُــكَ مـــن أَمْــرَيــنِ خَـيــرُهــمــا الأَسْــــر

يَـقــولــونَ لـــي: بِــعْــتَ الـسَّــلامَــةَ بــالـــرَّدى فــقُــلْــتُ: أمــــا و اللهِ، مــــا نــالــنــي خُــسْـــرُ

وهــــلْ يَـتَــجــافــى عَــنّـــيَ الــمَـــوْتُ ســاعَـــةً إذا مــا تَـجــافــى عَــنّــيَ الأسْـــرُ والــضُّــرُّ؟

هــو الـمَــوتُ، فـاخْـتَــرْ مــا عَــلا لــكَ ذِكْـــرُهُ فــلــم يَــمُــتِ الإنــســانُ مـــا حَــيِـــيَ الــذِّكْـــرُ

ولا خَـــيْــــرَ فــــــي دَفْــــــعِ الــــــرَّدى بِــمَـــذَلَّـــةٍ كــمـــا رَدَّهـــــا، يـــومـــاً، بِــسَــوْءَتِـــهِ عَـــمْـــرُو

يَـــمُـــنُّـــونَ أن خَــــلُّـــــوا ثِـــيـــابــــي، وإنّــــمـــــا عـــلــــيَّ ثِـــيــــابٌ، مــــــن دِمــائِـــهِـــمُ حُـــمْــــرُ

وقـــائِـــمُ سَـــيْـــفٍ فــيــهِـــمُ انْـــــدَقَّ نَــصْـــلُـــهُ، وأعْــقـــابُ رُمْــــحٍ فــيــهُــمُ حُـــطِّـــمَ الـــصَّـــدْرُ

سَــيَــذْكُــرُنـــي قـــومــــي إذا جَــــــدَّ جِــــدُّهُــــمْ، وفــــي الـلّــيــلــةِ الـظَّــلْــمــاءِ يُـفْــتَــقَــدُ الـــبَـــدْرُ

فـــإنْ عِــشْــتُ فـالـطِّــعْــنُ الــــذي يَـعْــرِفــونَــهُ وتِـلْــكَ الـقَـنــا والـبـيــضُ والـضُّـمَّــرُ الـشُّــقْــرُ

وإنْ مُــــــــتُّ فـــالإنْـــســــانُ لابُــــــــدَّ مَـــــيِّـــــتٌ وإنْ طـــالَـــتِ الأيـــــامُ، وانْــفَــسَـــحَ الــعُــمْـــرُ

ولــو سَــدَّ غـيــري مــا سَـــدَدْتُ اكْـتَــفــوا بـــهِ ومـا كـان يَـغْـلــو الـتِّـبْــرُ لــو نَـفَــقَ الـصُّـفْــرُ

ونَــــحْــــنُ أُنـــــــاسٌ، لا تَــــوَسُّــــطَ عـــنـــدنـــا، لــنــا الــصَّــدْرُ دونَ الـعـالــمــيــنَ أو الــقَــبْــرُ

تَــهـــونُ عـلــيــنــا فــــي الـمــعــالــي نُـفــوسُــنــا ومـن خَـطَـبَ الـحَـسْـنـاءَ لـم يُـغْـلِـهــا الـمَـهْــرُ

 أعَــزُّ بَــنــي الـدُّنــيــا وأعْــلــى ذَوي الــعُــلا، وأكْـــــرَمُ مَـــــنْ فَــــــوقَ الـــتُّــــرابِ ولا فَـــخْــــر

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق