الاثنين، 30 مايو 2011

مكر مفر مقبل مدبر معا . معلقة امرئ القيس قِـفَـا نَـبْـكِ مِـنْ ذِكْـرَى حَـبِـيبٍ ومَنْزِلِ


معلقة امرئ القيس

قِـفَـا نَـبْـكِ مِـنْ ذِكْـرَى حَـبِـيبٍ ومَنْزِلِ

بِسِـقْطِ اللِّـوَى بَيــْنَ الدَّخُـولِ فَحَـوْمَلِ

فَـتُـوْضِـحَ فَــالمِـقْـراةِ لـمْ يَـعْـفُ رَسْمُها

لِـمَـا نَـسَـجَـتْـهَـا مِـنْ جَـنُـوبٍ وشَمْـألِ

تَـرَى بَــعَــرَ الأرْآمِ فِــي عَــرَصَـاتِـهَــا

وَقِـيْــعَــانِــهَــا كَــأنَّــهُ حَــبُّ فُــلْــفُــلِ

كَـــأنِّــي غَــدَاةَ الـبَــيْـنِ يَــوْمَ تَـحَـمَّـلُـوا

لَـدَى سَـمُــرَاتِ الـحَـيِّ نَـاقِـفُ حَنْـظَلِ

وُقُـــوْفـاً بِـهَـا صَـحْـبِـي عَـلَّي مَـطِـيَّـهُـمُ

يَــقُـوْلُـوْنَ:لاَ تَــهْـلِـكْ أَسَـىً وَتَـجَــمَّـلِ

وإِنَّ شِــــفــائِــي عَـــبْـــرَةٌ مُـــهْــرَاقَـــةٌ

 فَــهَـلْ عِـنْدَ رَسْــمٍ دَارِسٍ مِـنْ مُعَوَّلِ؟

كَـــدَأْبِــكَ مِــنْ أُمِّ الــحُـــوَيْـرِثِ قَــبْـلَهَا

وَجَـــارَتِــهَــا أُمِّ الــرَّبَــابِ بِــمَــأْسَــلِ

إِذَا قَـامَـتَا تَـضَـوَّعَ الـمِــسْـكُ مِـنْـهُـمَا

 نَـسِـيْـمَ الصَّـبَا جَـاءَتْ بِـرَيَّـا القَـرَنْفُلِ

فَفَـاضَـتْ دُمُـوْعُ الـعَـيْـنِ مِنِّي صَبَابَةً

عَلَـى النَّـحْرِ حَتَّى بَـلَّ دَمْعِـي مِحْـمَلِـي

ألاَ رُبَّ يَــوْمٍ لَــكَ مِــنْــهُــنَّ صَــالِــحٍ

وَلاَ سِـــيَّــمَــا يَــوْمٌ بِــدَارَةِ جُــلْــجُــلِ

ويَـوْمَ عَـقَــرْتُ لِــلْـعَــذَارَي مَـطِـيَّـتِي

فَـيَـا عَـجَـبـاً مِـنْ كـورهـا الـمُـتَـحَـمَّلِ

فَـظَـلَّ الـعَـذَارَى يَـرْتَـمِـيْـنَ بِـلَحْـمِـهَا

وشَـحْـمٍ كَـهُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ الـمُـفَـتَّـلِ

ويَـوْمَ دَخَـلْـتُ الـخِـدْرَ خِـدْرَ عُـنَـيْـزَةٍ

 فَـقَالَـتْ:لَكَ الـوَيْـلاَتُ!،إنَّـكَ مُـرْجِـلِـي

تَـقُـولُ وقَـدْ مَـالَ الـغَـبِـيْـطُ بِـنَـا مَعاً:

عَقَـرْتَ بَعِـيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْـزِلِ

فَـقُـلْـتُ لَـهَـا:سِـيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـه

ولاَ تُـبْـعـدِيْـنِـي مِـنْ جَـنَـاكِ الـمُـعَـلَّـلِ

فَـمِـثْـلِـكِ حُـبْـلَـى قَـدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ

فَـأَلْـهَـيْـتُـهَـا عَـنْ ذِي تَـمَـائِـمَ مُـحْــوِلِ

إِذَا مَـا بَـكَـى مِنْ خَلْـفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ

بِـشَـقٍّ،وتَـحْـتِـي شِـقُّـهَـا لَــمْ يُـحَـــوَّلِ

ويَـوْمـاً عَـلَـى ظَـهْـرِ الكَثِـيْبِ تَعَذَّرَتْ

عَـلَـيَّ، وَآلَــتْ حَــلْــفَــةً لــم تَــحَـلَّــلِ

أفـاطِــمَ مَــهْــلاً بَـعْــضَ هَــذَا التَّـدَلُّلِ

وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

وَإنْ تــكُ قــد ســاءتــكِ مــني خَليقَـة ٌ

فـسُـلّـي ثـيـابـي مـن ثـيـابِـكِ تَـنْـسُــلِ

أغَـــرَّكِ مِــنِّـي أنَّ حُــبَّــكِ قَـــاتِــلِــي

وأنَّـكِ مَـهْـمَـا تَـأْمُـرِي الـقَـلْبَ يَفْعَـلِ؟

وَمَـا ذَرَفَـتْ عَـيْـنَـاكِ إلاَّ لِـتَـضْـرِبِــي

بِـسَـهْـمَـيْـكِ فِـي أعْـشَـارِ قَـلْـبٍ مُـقَتَّلِ

وبَــيْـضَـةِ خِــدْرٍ لاَ يُــرَامُ خِــبَـاؤُهَــا

تَـمَـتَّـعْـتُ مِـنْ لَـهْـوٍ بِـهَـا غَـيْرَ مُعْجَلِ

تَـجَـاوَزْتُ أحْـرَاسـاً إِلَـيْـهَـا وَمَـعْشَراً

عَـلَّـي حِـرَاصـاً لَـوْ يُـسِـرُّوْنَ مَـقْـتَـلِي

إِذَا مَـا الـثُّـرَيَّـا فِـي السَّـمَاءِ تَعَرَّضَتْ

تَـعَـرُّضَ أَثْـنَـاءَ الـوِشَـاحِ الـمُـفَــصَّـلِ

فَـجِـئْـتُ وَقَـدْ نَـضَّـتْ لِـنَـوْمٍ ثِـيَـابَـهَــا

 لَـدَى الـسِّـتْـرِ إلاَّ لِـبْـسَـةَ الــمُـتَـفَـضِّلِ

فَـقَـالـتْ:يَـمِـيْـنَ اللهِ، مَـا لَـكَ حِـيْـلَةٌ،

وَمَـا إِنْ أَرَى عَـنْـكَ الـغَـوَايَـةَ تَـنْـجَلِي

خَـرَجْـتُ بِـهَـا أَمْـشِـي تَـجُـرُّ وَرَاءَنَـا

عَـلَــى أَثَـرَيْــنـا ذيــل مِــرْطٍ مُــرَحَّــلِ

فَـلَمـَّا أجَـزْنَـا سَـاحَـةَ الـحَـيِّ وانْتَحَى

بِـنَـا بَـطْـنُ خَـبـْتٍ ذِي حِقَـافٍ عَقَـنْقَـلِ

هَـصَـرْتُ بِفَـوْدَيْ رَأْسِـهَـا فَـتَـمَـايَـلَـتْ

 عَـلـيَّ هَـضِـيْـمَ الـكَـشْـحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ

إذا التـفتـت نحـوي تضــوّع ريـحُـهــا

نـسـيـمَ الـصَّـبـا جـاءت بـريـا القرنفُلِ

مُـهَـفْـهَـفَـةٌ بَـيْـضَـاءُ غَـيْـرُ مُـفَـاضَـــةٍ

 تَـرَائِـبُـهَـا مَـصْـقُـولَـةٌ كَـالـسَّـجَـنْـجَــلِ

كَـبِـكْـرِ الـمُـقَـانَـاةِ الـبَـيَـاضَ بِـصُـفْرَةٍ

غَـذَاهَــا نَـمِـيْـرُ الـمَـاءِ غَـيْـرُ مُـحَـلَّــلِ

تَـصُـدُّ وتُـبْـدِي عَــنْ أسِـيْـلٍ وَتَـتَّــقــي

بِـنَـاظِـرَةٍ مِـنْ وَحْـشِ وَجْــرَةَ مُـطْـفِـلِ

وجِـيْـدٍ كَـجِـيْـدِ الـرِّيـمِ لَـيْـسَ بِـفَـاحِـشٍ

 إِذَا هِـــيَ نَــصَّـــتْــهُ وَلاَ بِــمُــعَــطَّــلِ

وفَـرْعٍ يَـزِيْـنُ الـمَــتْـنَ أسْـوَدَ فَــاحِــمٍ

أثِــيْــثٍ كَــقِــنْــوِ الـنَّــخْـلَـةِ المُتَـعَـثْكِلِ

غَـدَاثِــرُهُ مُـسْـتَـشْـزِرَاتٌ إلَــى الـعُـلا

تَـضِـلُّ الـعِـقَـاصُ فِـي مُثَـنَّى وَمُرْسَـلِ

وكَـشْــحٍ لَـطِـيـفٍ كَـالـجَـدِيْـلِ مُخَـصَّرٍ

وسَــاقٍ كَـأُنْــبُــوبِ الـسَّـقِـيِّ الـمُـذَلَّــلِ

وتَـعْـطُـو بِـرَخْـصٍ غَـيْـرَ شَـثْـنٍ كَـأَنَّهُ

 أَسَـارِيْـعُ ظَـبْـيٍ أَوْ مَـسَـاويْـكُ إِسْـحِلِ

تُــضِــيءُ الــظَّــلامَ بِـالـعِـشَـاءِ كَـأَنَّـهَا

مَـنَـارَةُ مُــمْــسَـى رَاهِــبٍ مُــتَــبَــتِّــلِ

وَتُضْـحِي فَتِـيْتُ المِسْكِ فَـوْقَ فِراشِـهَا

نَـؤُومُ الضَّـحَى لَمْ تَنْتَــطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ

إِلَـى مِـثْـلِـهَـا يَـرْنُـو الـحَـلِـيْـمُ صَـبَـابَـةً

إِذَا مَـا اسْـبَـكَـرَّتْ بَـيْـنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ

تَـسـَلَّـتْ عَـمَايَـاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصّـِبَا

ولَـيْـسَ فُـؤَادِي عَـنْ هَــوَاكِ بِـمُـنْـسَـلِ

ألاَّ رُبَّ خَــصْــمٍ فِــيْــكِ أَلْــوَى رَدَدْتُهُ

نَـصِــيْـحٍ عَــلَــى تَـعْـذَالِـهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ

ولَـيْـلٍ كَـمَـوْجِ الـبَـحْـرِ أَرْخَـى سُـدُوْلَــهُ

عَــلَـيَّ بِـأَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ لِــيَــبْــتَــلِـي

فَــقُــلْــتُ لَـهُ لَـمَّـا تَـمَــطَّــى بِـصُــلْــبِـهِ

وأَرْدَفَ أَعْــجَــازاً وَنَـــاءَ بِــكَــلْـــكَــلِ

ألاَ أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِــي

 بِـصُـبْـحٍ، وَمَــا الإصْـبَـاحُ مـنِـكَ بِأَمْثَلِ

فَــيَــا لَــكَ مَــنْ لَــيْــلٍ كَــأنَّ نُــجُــومَــهُ

بــكــل مُــغــار الـفــتـل شُــدّت بـيـذبل

كَـأَنَّ الـثُـرَيّــا عُـلِّـقَــت فـي مَـصـامِــهـا

بِــأَمْــرَاسِ كَــتَّـانٍ إِلَــى صُــمِّ جَــنْــدَل ِ

وَقَـدْ أغْــتَـدِي والــطَّـيْـرُ فِـي وُكُـنَــاتِـهَا

 بِــمُــنْــجَــرِدٍ قَــيْـــدِ الأَوَابِــدِ هَــيْــكَــلِ

مِــكَــرٍّ مِــفَــرٍّ مُــقْــبِــلٍ مُــدْبِــرٍ مَــعــاً

كَــجُلْـمُوْدِ صَـخْرٍ حَطَّهُ السَّـيْلُ مِنْ عَلِ

كَـمَـيْـتٍ يَـزِلُّ الـلَّـبْـدُ عَـنْ حَـالِ مَــتْــنِـهِ

كَــمَــا زَلَّــتِ الـصَّـفْــوَاءُ بِــالــمُـتَـنَـزَّلِ

مِـسِـحٍّ إِذَا مَـا الـسَّـابِـحَـاتُ عَـلَى الوَنى

أَثَــرْنَ الـغُــبَــارَ بِــالـكَــدِيْــدِ الــمَــرَكَّلِ

عَـلَـى الـعـقـد جَـيَّـاشٍ كــأنَّ اهْـتِــزَامَـهُ

 إِذَا جَـاشَ فِـيْــهِ حَـمْــيُـهُ غَـلْـيُ مِـرْجَلِ

يـطـيـر الـغُـلاَمُ الـخِـفَّ عَـنْ صَـهَـوَاتِـهِ

وَيُـلْـوِي بِـأَثْـوَابِ الـعَـنِـيْــفِ الـمُــثَـقَّـلِ

دَرِيْــرٍ كَــخُــذْرُوفِ الــــوَلِـــيْــدِ أمَــرَّهُ

تــقــلــب كَــفَّــيْــهِ بِــخَــيْــطٍ مُــوَصَّـلِ

لَــهُ أيْـطَــلا ظَــبْـيٍ، وَسَـاقَــا نَــعَــامَــةٍ

وإِرْخَــاءُ سَـرْحَــانٍ، وَتَـقْـرِيْــبُ تَـتْـفُلِ

كَــأَنَّ عَــلَــى الكـتـفـيـن مِنْهُ إِذَا انْتَـحَى

 مَــدَاكُ عَــرُوسٍ أَوْ صَــلايَــةَ حَــنْــظَلِ

وبَــاتَ عَــلَــيْــهِ سَــرْجُــهُ ولِــجَــامُـــهُ

وَبَــاتَ بِــعَــيْــنِــي قَــائِـماً غَيْرَ مُرْسَلِ

فَــعَــنَّ لَــنَــا سِــرْبٌ كَـــأَنَّ نِــعَــاجَـــهُ

عَـــذَارَى دَوَارٍ فِـــي مُـــلاءٍ مُــــذيَـــل

فَــأَدْبَــرْنَ كَــالــجِــزْعِ الـمُـفَـصَّـلِ بَيْنَهُ

بِـجِــيْــدٍ مُــعَــمٍّ فِــي الـعَـشِـيْـرَةِ مُخْوِلِ

فَــأَلْــحَــقَــنَــا بِــالــهَـــادِيَـــاتِ ودُوْنَـــهُ

جَــوَاحِــرُهَــا فِــي صَــرَّةٍ لَــمْ تُــزَيَّــلِ

فَــعَــادَى عِــدَاءً بَــيْــنَ ثَــوْرٍ ونَــعْــجَةٍ

دِرَاكــاً، وَلَــمْ يَــنْــضَــحْ بِــمَـاءٍ فَيُغْسَلِ

وَظَــلَّ طُــهَــاةُ الــلَّـحْمِ مِن بَيْنِ مُنْـضِجٍ

صَـفِــيــفَ شِــوَاءٍ أَوْ قَــدِيْــرٍ مُــعَــجَّلِ

ورُحْــنَــا وَراحَ الـطَّـرْفُ يـنفض رأسه

مَــتَــى تَــرَقَّ الــعَــيْــنُ فِــيْــهِ تَــسَــفَّلِ

كَـــأَنَّ دِمَـــاءَ الــهَــادِيَـــاتِ بِـــنَــحْــرِهِ

عُــصَــارَةُ حِــنَّــاءٍ بِــشَــيْــبٍ مُــرَجَّـلِ

وأنـت إِذَا اسْــتَــدْبَــرْتَــهُ سَــدَّ فَــرْجَــهُ

بِـضَــافٍ فُــوَيْـقَ الأَرْضِ لَيْـسَ بِأَعْزَلِ

أحــارِ تَــرَى بَــرْقــاً أُرِيْــكَ وَمِـيْـضَــهُ

كَـلَــمْــعِ الــيَــدَيْــنِ فِــي حَــبِــيٍّ مُـكَـلَّلِ

يُــضِــيءُ سَــنَــاهُ أَوْ مَــصَــابِيْحُ رَاهِبٍ

أَهــان الــسَّــلِــيْــطَ فــي الـذُّبَـالِ المُفَتَّلِ

قَــعَــدْتُ لَــهُ وصُــحْــبَــتِــي بَـيْنَ حامر

وبَــيْــنَ إكــام، بُــعْــدَمَــا مُــتَــأَمَّــــلِــي

وَأَضْــحَــى يَــسُــحُّ الـمَاءَ عن كل فيقةٍ

يَــكُــبُّ عَــلَــى الأذْقَــانِ دَوْحَ الكَـنَـهْبَلِ

وتَـيْـمَـاءَ لَـمْ يَـتْــرُكْ بِـهَـا جِـذْعَ نَـخْــلَـةٍ

 وَلاَ أُطُـــمـــاً إِلاَّ مَــشِــيـــداً بِــجِــنْــدَلِ

كَــأَنَّ ذُرَى رَأْسِ الـمُــجَــيْــمِــرِ غُــدْوَةً

مِــنَ الــسَّــيْــلِ وَالــغُــثّــاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ

كَــــأَنَّ أبـــانـــاً فِــي أفـــانــيــن ودقــه

كَــبِــيْــرُ أُنَـــاسٍ فِــي بِــجَــادٍ مُـــزَمَّـلِ

وأَلْــقَــى بِــصَــحْــرَاءِ الـغَـبـيْطِ بَعَاعَهُ

نُــزُوْلَ الـيَـمَــانِـي ذِي العِـيَابِ المخوّل

كَــأَنَّ سـبــاعــاً فِــيْــهِ غَــرْقَــى غُـديّـة

بِــأَرْجَــائِــهِ الـقُـصْـوَى أَنَابِيْشُ عَنْصُلِ

عَـلَـى قَـطَـنٍ، بِـالـشَّـيْـمِ، أَيْـمَـنُ صَـوْبِهِ

وَأَيْــسَــرُهُ عَــلَــى الــسِّــتَــارِ فَــيَــذْبُل

وَأَلْــقــى بِــبَــيــسْــانَ مَــعَ اللـيلِ بَرْكََهُ

فَــأَنْــزَلَ مِــنْــهُ الـعُـصْـمَ مِنْ كُلِّ مَنْزِلِ
شاهد أيضا :    

معلقة عمرو بن كلثوم


معلقة عمرو بن كلثوم
ألا هُـبـي بصحـنـك فاصبحيـنـا ... و لاُ تبـقـي خـمـور الأنـدريـنـا
مشعشـةً كـأن الجُـص فيهـا ... إذا مـا المـاءُ خالطـهـا سخيـنـا
تجـورُ بـذي اللُبـانـة عــن هــواهُ ... إذا مــا ذاقـهـا حـتـى يليـنـا
تـرى اللحـز الشحيـح إذا أُمـرت ... علـيـه لمـالـه فيـهـا مُهيـنـا
صنبت الكأس عنا أم عمرو ... و كان الكـأسُ مجراهـا اليمينـا
و مـا شـرُ الثـلاثـة أم عـمـروٍ ... بصاحـبـك الــذي لا تصبحيـنـا
و كأسٍ قد شربـتُ ببعلبـك ... و أخـرى فـي دمشـق و قاصرينـا
و أنـــا ســـوف تـدركُـنـا المـنـايـا ... مـقــدرةً لـنــا و مـقـدريـنـا
قـفـي قـبـل التـفـرق يــا ظعيـنـا ... نخـبـرك اليقـيـن و تُخبـريـنـا
قفي نسألك هل أحدثت صرماً ... لوشـك البيـن أم خنـت الأمنيـا
بـيـومٍ كريـهـةٍ ضـربـاً و طعـنـاً ... أمــر بــه مـوالـيـك العُـيـونـا
و إن غــداً و إن الـيـوم رهــن ... و بـعـد غــدٍ بـمـا لا تعلمـيـنـا
تُريـك إذا دخلـت علـى خـلاءٍ ... و قـد أمنـت عيـون الكاشحينـا
ذراعـي عيطـلٍ أدمـاء بكـرٍ ... هـجـان الـلـون لــم تـقـرأ جنيـنـا
وثـديـاً مـثـل حُــق رخـصـاً ... حصـانـاً مـــن أكـــف اللامسـيـنـا
و متنـي كدنـةٍ سمقـت و طالـت ... روادفُـهُـا تـنُـوءُ بـمـا وليـنـا
ومأكمةً يضيـقُ البـابُ عنهـا ... و كشحـاً قـد جُننـتُ بهـا جنونـا
وساريـتـي بلـنـطٍ أو رُخــامٍ ... يــرنُ خـشـاشُ حليـهـمـا رنـيـنـا
فـمـا وجــدت كـوجـدي أمُ سـقـبٍ ... أضلـتـه فـرجـعـت الحنـيـنـا
ولا شمطـاءُ لــم يـتـرك شقـاهـا ... لـهـا مــن تسـعـةٍ إلا جنيـنـا
تذكـرتُ الصبـا و اشتقـتُ لمـا ... رأيـتُ حموكهـا أصــلاً حُديـنـا
فأعرضـت اليمامـةُ واشمخـرت ... كأسـيـافٍ بـأيـدي مُصليتـنـا
أبــا هـنـدٍ فـــلا تـعـجـل علـيـنـا ... و أنـظـرنـا نـخـبـرك اليقـيـنـا
بأنـا نــوردُ الـرايـات بيـضـاً ... و نصـدرُهُـن حُـمـرا قــد رويـنـا
و أيــامٍ لـنـا غُــرٍ طــوالٍ ... عصـيـنـا الـمـلـك مـنـهـا أن نـديـنـا
وسيـد معشـرٍ قـد تـوجـوهُ ... بـتـاج المـلـك يحـمـي المحجريـنـا
تـركـنـا الـخـيـل عـاكـفـةً عـلـيـه ... مـقـلـدةً أعـنـتـهـا صـفـونــا
و أنزلنا البيوت بذي طُلـوح ... إلـى الشامـات تنفـي الموعدينـا
و قـد هــرت كــلابُ الـحـي مـنـا ... و شذبـنـا قـتـادة مــن يليـنـا
متـى ننقـل إلـى قـومٍ رحانـا ... يكونـوا فـي اللقـاء لـهـا طحيـنـا
يـكـونُ ثفالُـهـا شـرقـي نـجـدٍ ... و لهوتُـهـا قُـضـاعـةُ أجمعـيـنـا
نزلتُـم منـزل الأضيـاف مـنـا ... فأعجلـنـا الـقـرى أن تشتمـونـا
قرينـاكـمُ فعجـلـنـا قـراكــم ... قـبـيـل الـصُـبـح مـــرداةً طـحُـونـا
نـعُـمُ أُناسـنـا و نـعـفُ عنـهُـم ... و نحـمـلُ عنـهُـمُ مــا حمـلـونـا
نُطاعنُ ما تراخى الناسُ عنا ... و نضربُ بالسُيُوف إذا غُشينـا
بسُـمـرٍ مــن قـنـا الخـطـي لُــدنٍ ... ذوابــل أو ببـيـضٍ يختلـيـنـا
كــأن جمـاجـم الأبـطـال فيـهـا ... و سُــوقٌ بالأمـاعـز يرتمـيـنـا
نشُـقُ بهـا رُؤوس القـوم شـقـاً ... و نختـلـبُ الـرقـاب فتختليـنـا
و إن الضغن بعد الضغن يبدُو ... عليك و يُخـرجُ الـداء الدفينـا
ورثنـا المجـد قــد علـمـت مـعـدٌ ... نطـاعـنُ دونــهُ حـتـى يبيـنـا
و نحنُ إذا عمادُ الحي خرت ... عن الأحفـاض نمنـعُ مـن يلينـا
نـجـذُ رؤوسـهـم فــي غـيـر بــر ... فـمـا يــدرون مــاذا يتـقـونـا
كـــأن سُيُـوفـنـا مـنــا و مـنـهُـم ... مـخـاريـقٌ بـأيــدي لاعبـيـنـا
كــأن ثيـابـنـا مـنــا و مـنـهُـم ... خُـضـبـن بـأُرجــوانٍ أو طلـيـنـا
إذا ماعـي بالأسنـاف حــيُ ... مــن الـهـول المشـبـه أن يكـوُنـا
نصبـنـا مـثـل رهــوة ذات حــدٍ ... محـافـظـةً و كـنــا السابقـيـنـا
بُشبـانٍ يـرون القتـل مجـداً ... و شيـبٍ فـي الـحـروب مُجربيـنـا
حُـديـا الـنـاس كلـهـم جميـعـاً ... مُقـارعـةً بنـيـهـم عـــن بنـيـنـا
فـأمـا يــوم خشيتـنـا عليـهـم ... فتُصـبـحُ خيلـنُـا عُـصـبـاً بثُـيـنـا
و أمــا يـــوم لا نـخـشـى علـيـهـم ... فنُـمـعـنُ غـــارةً مُتلببـيـنـا
برأسٍ من بني جُشم بن بكـرٍ ... نـدُفُ بـه السُهولـة و الحُزُونـا
ألا لا يـعـلـمُ الأقـــوامُ أنـــا ... تضعضـعـنـا و أنـــا قــــد ونـيـنــا
ألا لا يجهـلـن أحــدٌ عليـنـا ... فنجـهـل فــوق جـهـل الجاهلـيـنـا
بــأي مشيـئـةٍ عـمـر بــن هـنـدٍ ... نـكـونُ لقيلـكـم فيـهـا قطـيـنـا
بـأي مشيئـةٍ عمـر بـن هنـدٍ ... تُطـيـعُ بـنـا الـوُشـاة و تزدريـنـا
تـهـددُنـا و أوعـدنــا رُويـــداً ... مــتــى كُــنــا لأمــــك مُقـتـويـنـا
فـإن قناتنـا يـا عمـرُو أعيـت ... علـى الأعـداء قبـلـك أن تليـنـا
إذا عـض الثقـاف بـهـا اشـمـأزت ... وولـتـهُ عشـوزنـةً زبُـونـا
عشوزنـةً إذا انقلبـت أرنـت ... تـشـجُ قـفـا المُثـقـف و الجبيـنـا
فهـل حُدثـت فـي جُشـم بـن بكـرٍ ... بنقـصٍ فـي خُطـوب الأولينـا
ورثنا مجد علقمـة بـن سيـفٍ ... أبـاح لنـا حُصـون المجـد دينـا
ورثـتُ مُهلهـلاً و الخيـر منـهُ ... زُهـيـراً نـعـم ذُخــرُ الذاخريـنـا
و عتـابـاً و كلثـومـاً جمـيـعـاً ... بـهــم نـلـنـا تُـــراث الأكرمـيـنـا
و ذا البُرة الذي حُدثـت عنـهُ ... بـه نُحمـى و نحمـي المُححرينـا
و مـنـا قبـلـهُ السـاعـي كلـيـبٌ ... فــأيُ الـمـجـد إلا قـــد ولـيـنـا
مـتـى نعـقـد قرينتـنـا بجـبـلٍ ... تـجـذ الحـبـل أو تـقـص القـريـنـا
و نوجـدُ نحـنُ أمنعـهُـم ذمــاراً ... و أوفـاهُـم إذا عـقـدُوا يميـنـا
و نحـن غـداة أُوقـد فـي خـزارى ... رفدنـا فـوق رفـد الرافدينـا
و نحنُ الحابسُون بذي أراطى ... تسـفُ الجلـةُ الخُـورا الدرينـا
و نحـنُ الحاكمُـون إذا أُطعنـا ... و نحـنُ العازمُـون إذا عُصينـا
و نحنُ العاركون لما سخطنـا ... و نحـنُ الآخـذُون لمـا رضينـا
و كُـنـا الأيمنـيـن إذا التقيـنـا ... و كــان الأيسـريـن بـنُـو أبـيـنـا
فصالُـوا صولـةً فيمـن يليهـم ... و صُلـنـا صـولـةً فيـمـن يليـنـا
فـآبُــوا بالـنـهـاب و بالسـبـايـا ... و إبـنــا بالـمُـلـوك مُصفـديـنـا
إليـكُـم يــا بـنـي بـكــرٍ إلـيـكُـم ... ألـمــا تـعـرفُـوا مـنــا اليقـيـنـا
ألـمــا تعـلـمـوا مـنــا و مـنـكُـم ... كـتـائـب يـطـعـن و يرتـمـيـنـا
علينـا البيـضُ و اليلـبُ اليمانـي ... و أسيـافٌ يقُمـن و ينحنيـنـا
علينـا كُـلُ سابغـةٍ دلاصٍ ... تـرى فـوق النـطـاق لـهـا غُضُـونـا
إذا وُضعت عن الأبطال يومـاً ... رأيـت لهـا جلـود القـوم جُونـا
كـأنً غُضُونـهُـن مـتـونُ غــدرٍ ... تُصفقُـهـا الـريـاحُ إذا جريـنـا
و تحملُنـا غــداة الــروع جُــروٌ ... عُـرفـن لـنـا نفـائـذ وافتُليـنـا
و ردن دوارعـاً و خرجـن شُعثـاً ... كأمثـال الرصائـع قـد بليـنـا
و رثنـاهُـن عــن آبــاء صـــدقٍ ... و نُـورثُـهـا إذا مُـتـنـا بنـيـنـا
عـلـى آثـارنـا بـيـضٌ حـسـانُ ... تُـحــاذرُ أن تـقـسـم أو تـهـوُنـا
أخــذن عـلـى بُعُولتـهـن عـهـداً ... إذا لاقــوا كـتـائـب مُعلمـيـنـا
ليستلبُـن أفـراسـاً و بيـضـاً ... و أُســرى فــي الحـديـد مُقرنيـنـا
تـرانـا بـارزيـن و كــلُ حـــيٍ ... قـــد اتـخــذوا مخافـتـنـا قـريـنـا
إذا ما رُحنا يمشين الهُوينى ... كما اضطربت مُتُـونُ الشاربينـا
يـقُـتـن جـيـادنـا و يـقُـلـن لـسـتُـم ... بُعُولـتـنـا إذا لـــم تمنـعـونـا
ظعائن من بنـي جُشـمٍ بـن بكـرٍ ... خلطـن بميسـم حسبـاً و دينـا
و ما منع الظعائن مثلُ ضـربٍ ... تـرى منـهُ السواعـد كالقلينـا
كـأنـا و السُـيُـوف مُسـلـلاتٌ ... ولـدنـا الـنـاس طُـــراً أجمعـيـنـا
يُدهـدون الـرُؤوس كمـا تُدهـدي ... حـزاورةٌ بأبطحـهـا الكُريـنـا
و قــد عـلـم القبـائـلُ مـــن مـعــدٍ ... إذا قُـبــبٌ بأبطـحـهـا بنـيـنـا
بـأنـا المطعـمُـون إذا قـدرنـا ... و أنـــا المُهـلـكـون إذا ابتُلـيـنـا
و أنـا المانعـوُن لـمـا أردنــا ... و أنــا النـازلـون بحـيـثُ شيـنـا
و أنــا التـاركـون إذا سخطـنـا ... و أنــا الآخــذون إذا رضـيـنـا
و أنـا العاصمـون إذا أُطعـنـا ... و أنــا العـازمـون إذا عُصيـنـا
و نشربُ إن وردنا الماء صفواً ... و يشربُ غيرُنا كدراً و طينا
ألا أبلـغ بـنـي الطـمـاح عـنـا ... و دُعمـيـاً فكـيـف وجــد يمـوُنـا
إذا مـا الملـكُ سـام النـاس خسفـاً ... أبينـا أن نُـقـر الــذل فيـنـا
ملأنـا البـر حتـى ضــاق عـنـا ... ومــاءُ البـحـر نمـلـؤه سفيـنـا
إذا بـلـغ الفـطـام لـنـا صـبـيٌ ... تـخـرُ لـــهُ الجـبـابـرُ ساجـديـنـا


لو أننا لم نفترق ...فاروق جويدة


لو اننا لم نفترق

لو اننا ...لم نفترق

لبقيت نجما في سمائك ساريا

 وتركت عمرى في لهيبك يحترق

لو اننى سافرت في قمم السحاب

وعدت نهرا في ربوعك ينطلق

لكنها الاحلام تنثرنا سرابا في المدى

وتظل سرا.. في الجوانح يختنق

لو اننا .. لم نفترق

كانت خطانا في ذهول تبتعد

وتشدنا اشواقنا

 نعود نمسك بالطريق المرتعد

تلقي بنا اللحظات

في صخب الزحام كأننا

جسد تناثر في جسد

جسدان في جسد نسير .. وحولنا

كانت وجوه الناس تجرى كالرياح

فلا نرى منهم احد

مازلت اذكر عندما جاء الرحيل

 صاح في عينى الأرق

وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع

وعاد يشطرنا القلق

 ورأيت عمرى في يديك

رياح صيف عابث

 ورماد أحلام .. وشيئا من ورق

هذا أنا...

 عمرى ورق

 حلمى ورق

طفل صغير في جحيم الموج

حاصره الغرق

ضوء طريد في عيون الافق

يطويه الشفق

نجم اضاء الكون يوما ... واحترق

لا تسألي العين الحزينه

كيف أدمتها المقل؟!

لا تسألى النجم البعيد

بأي سر قد أفل؟!

مهما توارى الحلم في عينى

وأرقنى الأجل

مازلت ألمح في رماد العمر

شيئا من أمل

فغدا ستنبت في جبين الأفق

 نجمات جديده

وغدا ستورق في ليالي الحزن

ايام سعيده

وغدا أراك على المدى

شمسا تضئ ظلام أيامي

 وان كانت بعيده

لو اننا لم نفترق

حملتك في ضجر الشوارع فرحتى

والخوف يلقينى على الطرقات

 تتمايل الاحلام بين عيوننا

وتغيب في صمت اللقا نبضاتى

والليل سكير يعانق كأسه

ويطوف منتشيا على الحانات

والضوء يسكب في العيون بريقه

ويهيم في خجل على الشرفات

ماكنت اعرف والرحيل يشدنا

انى اودع مهجتى وحياتى

ماكان خوفي من وداع قد مضى

بل كان خوفي من فراق آت

 لم يبقى شئ منذ كان وداعنا

غير الجراح تئن في كلماتى

لو اننا ..لم نفترق
للمزيد  شاهد ايضا : 

كعب الأمثال


كعب ابن سعد  الغنوى ..
 الشهير ب    ....كعب الأمثال

كَعْبُ بن سَعْد الغَنَويّ
 لَقَدْ أغضبتِني أمُّ قيسٍ تَلُومُنِي ... ومَا لَوْمُ مِثْلي باطِلاً بِجَميلِ
 تقولُ أَلا يا اسْتَبْقِ نفسَكَ لا تكُنْ ... تُساقُ لِغَبْراءٍ المَقامِ دَحُولِ
 كَمُلقَى عِظامٍ أو كمهلَكِ سالِمٍ ... ولسْت لِميتٍ هالِكٍ بوَصيلِ
 أراكَ امرءً تَرمي بنفسِكَ عامِداً ... مُرَامي تَغتالُ الرِجالَ بِغُولِ
 وَمَنْ لا يَزَلْ يُرجى بِغيبٍ إيابُهُ ... يَجُوبُ ويغشَى هَوْلَ كُلِّ سبيلِ
 عَلَى فَلَتٍ يُوشِكْ رَدىً أنْ يُصِيبَهُ ... إلى غَيرِ أدْنَى موضِعٍ لمَقِيلِ
 ألمْ تعلَمي الاّ يُراخي مَنيَّتي ... قُعُودي ولا يُدنى الوفاةَ رَحيلي
 معَ القدرِ الموقُوفِ حتَّى يُصيبَني ... حِمامِي لوْ أنَّ النفسَ غَيرُ عَجُولِ
 فإنِّكِ والموتَ الذي تَرهبِينَهُ ... عَلَىَّ ومَا عَذّالَةٌ بِعَقُولِ
 كداعِي هَدِيلٍ لا يُجَابُ إذَا دَعَا ... وَلا هوَ يَسلُوا عنْ دُعاءِ هدِيلِ
 وذِي نَدَبٍ دَامي الأظلِّ قسمتُهُ ... مُحافظَةً بينِي وبينَ زَميلي
 وزادٍ رفَعْتُ الكفَّ عنهُ عَفافَةً ... لأُوثِرَ في زادِي عليَّ أَكِيلي
 وشخصٍ دَرَأتُ الشمسَ عنهُ براحَتي ... لأنظُرَ قبلَ الليلِ أينَ نُزُولي
 ومُنْشَقِّ أعطافِ القميصِ دعوتُهُ ... وقَدْ سَدَّ جوزُ الليلِ كُلَّ سبيلِ
 فقُلتُ لهُ قدْ طالَ نُومكَ فأرتَحِلْ ... ومَا ذاقَ طعمَ النومِ غيرَ قليلِ
 سُحيراً وأعجازُ النجومِ كأنَّها ... صِوارٌ تدلَّى مِنْ سواءِ أمِيلِ
 وقدْ شالَتِ الجوزاءُ حتَّى كأنَّها ... فَسَاطيطُ رَكبٍ بالفلاةِ نُزُولِ
 ومنْ لايَنَلْ حتَّى يَسُدَّ خِلالَهُ ... يَجِدْ شهواتِ النفسِ غيرَ قليلِ
 وعوراءَ قدْ قيلَتْ فلمْ استمِعْ لهَا ... ومَا الكِلمُ العَوراءُ لي بِقَبُولِ
 ومَا أنَا للشيءِ الَّذي ليسَ نافِعِي ... ويغضَبُ منْهُ صاحبِي بقولِ
 وأعرِضُ عَنْ مولاي لو شِئتَ سبَّني ... ومَا كُلَّ يومٍ حلمُهُ بأصِيلِ
 ولمْ يلبثِ الجُهَّالُ أنْ يتهَضَّمُوا ... أخَا الحِلمِ مَا لمْ يَستعِنْ بجَهُولِ
 وأذكُرُ أيَّامَ العشرَةِ بعدَ مَا ... أُميِّلُ غيظَ الصَدرِ كُلَّ مَمِيلِ
 ولستُ بُمبدٍ للرجالِ سريرَتي ... ومَا أنَا عَنْ أسرارِهِمْ بِسَؤلِ
 وقومٍ يَجُرُّونَ الثيابَ كأنَّهُمْ ... نَشاوَى وقْد نبهتُهُمْ لرحيِلِ

وعَافي الحَيَا طامِي الجمامِ وردتُهُ ... بِذي خُصلٍ صافي السَبيبِ رَجيلِ
 وقدْ نَفَّرَ الليلُ النهارَ وأُلبِستْ ... سماوَةَ جوْنٍ مُجنِحٍ لأصيلِ



كل السيوف قواطع


كل السيوف قواطع ان جردت  للمتنبي





قمر تكامل في نهاية حسنه *** مثل القضيب على رشاقة قده
فالبدر يطلع من ضياء جبينه  ***  والشمس تغرب في شقائق خده
ملك الجمال بأسره فكأنما  ***   حسن البرية كلها من عنده
يا من حوى ورد الرياض بخده ***      وحكى قضيب الخيزارن بقده
دع عنك ذا السيف الذي جردته ***    عيناك امضا من مضارب حده
كل السيوف قواطع ان جردت***   وحسام لحظك قاطع في غمده
ان شئت تقتلني فانت محكم ***    من ذا يطالب سيد في عبده
 للمزيد  شاهد ايضا : 

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق