الاثنين، 30 مايو 2011

أمن آل نعم




أمن آل نعم
 عمر بن ابى ربيعة
أمــن آل نــعـــم ان غـادٍ فــمبكـــــــر .. غـــداة غـــد أم رائـــح فمهجـــــــرُ
بحـاجــــة نفس لم تقل فى جوابهـــــا .. فتبلـــغ عـــذرا و المقــالة تعـــــذرُ
تهيـــم الى نعم فلا الشمـــل جــامــع .. و لا الحبل موصول والقلب مقصرُ
ولا قرب نعم ان دنـــت لك نافــــــــع .. ولا نأيها يسلى و لا انت تصبــــــرُ
بآيــة مـــاقــالـت غــداة لقيتهــــــــــا .. بمدفـــع اكنـــان اهـــــذا المشـــهرُ
قفى فأنظــرى اسمــاءُ ه تعرفينـــــه .. أهــذا المغيـــرى الذى كان يذكــــرُ
لئن كان اياه ، فلقد حـــــال بعدنـــــا .. عن العهـد و الانسـان قد يتغيـــــــرُ
رأت رجلاً اما اذا الشمس عارضت .. فيضحـى وأما بالعشـى فيخصــــــرُ
أخـا سفـر جــواب أرضٍ تقــاذفــــت .. بــه فــلواتٌ فهــــو أشعث أغبـــــرُ
قليــل على ظهـــر المطيــــة ظلــــه .. سوى مـا نفى عنــه الرداء المحبرُ
وأعجبهـا من عيشها ظل غـرفــــةٍ .. وريــانٌ ملتف الحــدائق أخـــضــــرُ
ووالٍ كفــاها كــل شــئٍ يهمــهـــــا .. فليست لشـئ آخر الليــل تســهــــــرُ
وليلـةٍ ذى دوران جشمتنى السرى .. وقــد يجشـم الهـول المحـب المغررُ
فبت رقيبــاً على الرفـاق على شفا .. أحــاذر منهم من يطــوف و أنظــــرُ
فدل عليهـا القــلب ريا عرفتهـــــــا .. لها و هوى النفــس الذى كاد يظهرُ
فحييت اذ فاجأتهــا فتولهــــــــــــت .. وكادت بمخفوض التحية تجهــــــــرُ
وقـالت و عضـت بالبنـان فضحتنى .. وأنت أمـرؤٌ ميسور أمرك أعســــر
أريتك اذ ههنـا عليك ألم تخـــــــف .. وقيت و حولى من عــدوك حضـــرُ
فوالله مــادرى أتعجيــل حــــــــاجةٍ .. سرت بـك أم قد نــام من كنت تحذرُ
فقلت لها بل قادنى الشوق والهوى .. إليك ز ما نفس من النــاس تشعـرُ
فبت قريــر العيــن أُعطيت حاجتى .. أُقبـل فـــــاها فى الخــلاء فأكثــــــرُ
فيــالك من ليــل تقـــاصر طولـــــه .. وما كان ليلى قبل ذلك يقــــصــــــرُ
ويالك من ملهـــى هناك و مجـلس .. لنا لم يكــدره علينـــا مــكـــــــــــدرُ
يمج ذكى المسك منها مقبـــــــــــل .. نقى الثنايا ذو غـروب مــــؤشـــــرُ


الهادى آدم



الهادى آدم

 ثلاث قصائد    
 لن أموت        العروس        أغدا ألقاك
من هو  الهادي آدم 
الهادي آدم (1927 م - ديسمبر 2006 م) شاعر سوداني ولد في مدينة الهلالية في السودان تخرج في كلية دار العلوم بالجامعة المصرية وحصل علي درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وحصل علي دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس، ثم حصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم بمدينة رفاعة .

قصيدة لن أموت            الهادي آدم الهادي
ماذا يكون إذا انقضى أجلي

وتوقّف الخفّـاقُ فـي صـدري
وتطلّـعتْ روحي محلّقـةً

عبر الفضاءِ تطـوف كالنسـرِ
أترى الحياةَ تظلّ صـاخبةً

وكما عهدتُ نظامَها يجـري
أم سوف تغشى الكونَ واجـفةً

تجتاحه حيناً مـن الدهـر ؟
لا شيءَ بل ستظـلّ حافلةً

بالمبهجات وكلّ مـا يُغـري
سيسير أقـوامٌ للهـوهمُ

يترقّبـون مطالـعَ الفجـر
ويردّدون اللحنَ منطلـقاً

ويفضّضـون الصبحَ للزهـر
ويظلّ يذكـرني أخـو ثقةٍ

يـرعى ودادَ الحـرِّ للحـرّ
إني لأَعرف ما يُقال غداً

ولسوف أسخـر منه في قبري
سيقال حين أموت مات وقد

أرضى (الرئيـسَ) وجاد بالعمـر
العروس            شعر الهادي آدم

أتاني صاحبي يبغي عروسا
وكنت مشيره في كل أمر

فقمت مهللا وطفقت أتلو
عليه كل عالقة بفكري

فقلت له سعاد فقال إني
بذلت لحبها روحي وعمري

سهرت الليل من شوق إليها
وطال لنجمه عدي وحصري

ولكن يا لحظي قيل لما
ذهبت أريدها خطبت لغيري

فقلت .إذن هدى ..فأجاب خلق
وتهذيب وتربية لعمري

ولكن ما لها في الحسن حظ
فهل كأس تطيب بغير خمر؟؟

فقلت إذن فزينب ذات حسن
يقلب عاشقيها فوق جمر

فقال ومايفيد الحسن ما لم
تزنه خلائق كالماءتسري

فقلت أرى لزهراء التفاتا
كظبية بانة لاحت بغفر

وأخلاقا من الانسام أحلى
ومن نغم على الأوتار يجري

فقال نعم ولكن بيت سوء
وبيت السوء بالحسناء يزري

ألم تسمع حديث الناس عنه
وعن ماضيه من قبر لقبر

فقلت وما حديث الناس إني
رأيت الحب لا يرضى بأسر

فثار مغاضبا وسكت لما
قرأت بوجهه آيات زجري

فقال أراك تعلم بالغواني
كأنك درة في كل نحر

فقلت إذن حليمة. قال قبحا
لرأيك اشتري جهلا بمهر

فما ذهبت إلى الكتاب يوما
وما قرأت ولو مقدار سطر

فقلت إذن حياة..بها بثور
وسلوى تلك قال بغير شعر

فقلت اختر إذن عشرا حسانا
وخذ من كل واحدة بقدر

وصغ منهن واحدة وخذها
إليك قرينة ما دمت تدري

أغدا ألقاك  للشاعر السوداني     الهادي آدم   
أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غدى

يالشوقى واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وارجوه اقترابا

كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا
واهلت فرحة القرب به حين استجابا

هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا
مهجة حاره وقلبا مسه الشوق فذابا

أغدا ألقاك
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني

أنت يا قِبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغدا تشرق أضواؤك في ليل عيوني

آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء

يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لولا أنت لن احفل بمن راح وجاء

أنا أحيا بغدى الآن و بأحلام اللقاء
فأت أو لا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء

أغدا ألقاك
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر

هذه الدنيا ليالى انت فيه العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر

هذه الدنيا سماء انت فيها القمر
فأرحم القلب الذي يصبو اليك

فغدا تملكه بين يديك
وغدا تأتلق الجنة أنهارا وظلا

وغدا نسمو فلا نعرف للغيب محلا
وغدا ننسى فلا نأسى على ماض تولى

وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس الا
قد يكون الغيب حلوا انما الحاضر أحلى

أغدا ألقاك


شاهد المزيد أيضا 
من فضلك . أضف  تعليقا في نهاية  الصفحة    ولا تتردد في ضغط زر المشاركة  لتفيد  غيرك
عودة الي :             تنويه   عن رحال                      الصفحة الرئيسية                          صفحات المدونة 
Creative Commons License ترخيص الاستخدام وإعادة النشر والاقتباس 
This work is licensed under a Creative Commons Attribution-ShareAlike 3.0 Unported License.

الموعد الأول




الموعد الأول
محمود درويش
شدّت على يدي
ووشوشتني كلمتين
أعزّ ما ملكته طوال يوم :
" سنلتقي غدا "
و لفّها الطريق
حلقت ذقني مرتين !
مسحت نعلي مرتين
أخذت ثوب صاحبي ... و ليرتين ...
لأشتري حلوى لها و قهوة مع حليب ! ....
وحدي على المقعد
و العاشقون يبسمون...
و خافقي يقول:
و نحن سوف نبتسم !
لعلّها قادمة على الطريق...
لعلّها سهت .
لعلّها ... لعلّها
و لم تزل دقيقتان !
النصف بعد الرابعة
النصف مر
و ساعة ... و ساعتان
و امتدت الظلال
و لم تجيء من وعدت
في النصف بعد الرابعة .


الخنساء




الخنساء
أشهر قصائد الخنساء في رثاء أخيها صخر   وفيها ..
..  وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ ** أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت ** فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت ** وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ

تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت ** لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها ** إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ ** وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ ** نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ

صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا ** وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ

يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ ** أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ

مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ ** لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ ** لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت ** فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ

لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت ** فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ

يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني ** صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا ** وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا ** وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

 وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ


جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ ** وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ ** شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ ** فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ ** مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ

لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ ** كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ

فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ ** حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ

لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها ** لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ

وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ ** لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ

وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم ** وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ

قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ ** فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ

مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ ** كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ ** آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ ** ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ

فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ ** جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ

في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ ** في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ

طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ ** ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ

لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ ** دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ

وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ ** كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ

أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ ** وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ


التناص في الأدب





التناص في الأدب

لو أردنا أن نبين مساحات التناص في تاريخنا الشعري منذ الأدب الجاهلي حتى يومنا هذا لوجدنا كثير من التناص وتداخل في كثير من قصائد الشعراء إلى حد لا نستطيع التميز بين قصيدة وآخر لمختلف الشعراء ألا في نفس أو أسلوب الشاعر ، ولكي أن نصل إلى هذه الحقيقة علينا أن نخضع هذه النصوص إلى التشريح ( سيميولوجي) وكما قال أو عرفه روبرت شولز( النصوص المتناصه أو المتداخلة أخذ به السيميولوجين مثل بارت وجينية وكريستيفا ويفاتير وهو اصطلاح يحمل وثيقة الخصوصية، تختلف بين ناقد وآخر والمبدأ العام فيه هو أن النصوص تشير إلى نصوص أخرى ، مثلما أن الإشارات(signs) تشير إلى أشارات أخرى ، وليس إلى الأشياء المعنية مباشرة . والفنان يكتب ويرسم لا من الطبيعة وإنما من وسائل أسلافه في تحويل الطبيعة إلى نص.لذا فأن النص المتناص ( المتداخل هو: يتسرب إلى داخل نص آخر ، ليجسد المدلولات ، سواء وعى الكاتب بذلك أو لم يع ِ)
ومثال على هذا معارضة شوقي للبحتري في سينيته، أو معارضات( يا ليل الصب )وقد بلغت معارضة من شعراء كثيرين منهم شوقي والرصافي . فكل معارضة أومتناصه هي نص متداخل مع نص سابق له.
وعن هذا يقول ليتش( إن النص ليس ذاتا مستقلة أو مادة موحدة. ولكنه سلسلة من العلاقات مع نصوص أخرى ونظامه اللغوي ومع قواعده ومعجمه)
والتناص هو مفهوم بدأ حديثا انطلاقا من ( شلوفسكي) الذي فتق الفكرة فأخذها عنه ( باختين) الذي حولها الى نظرية حقيقة وتعتمد هذه النظرية على التداخل القائم بين النصوص، فكل ظاهرة أسلوبية تنبثق من نص ما هي قضية وجود وحضور في كل أسلوب جديد،
وسوف نرجع الى الأدب الجاهلي حيث نرى أن الشاعر العربي يصدح من مداخلاته مع سواه وما أشتكى من ذلك ألا لوقوعه فيه قسرا وعن غير وعي ، وفيه قال زهير بن أبي سلمى
ما أرنا نقول إلا معارا أو معادا من لفظنا مكرورا
وما صرخة عنترة ومعلقته ألا تأكيد على هذا ( هل غادر الشعراء من متردم) وقد نجد أكثر من هذا لو بحثنا في تاريخي الشعري فما قول الأخطل أشد وأبلغ عن نفسه وعن غيرة من الشعراء( نحن الشعراء أسرق من الصاغة)
وكما صرح به ابن فارس (الشعراء أمراء الكلام .. يقدمون و يأخرون ويومئون ويشيرون ويختلسون ويعيرون ويستعيرون)
وهذا ما سمح الى الشعراء العرب بأن يتغزلوا بليلى العامرية ومنهم حميد بن ثور( مات في خلافة عثمان رضي الله عنه ) وهذا قوله
لتتخذا لي بارك الله فيكما الى آل ليلى العامرية سلما
وكذلك وان توبة بن حمير( مات سنة 80 ه )
كأن القلب ليلة فيل يغدي بليلى العامرية أو يراح
قطاه عزها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح
وكذلك تغزل بليلى العامرية سويد بن أبي كاهل
فدعاني حب سلمى بعدما ذهب الجدة مني والريع
كي ندخل إلى التناص في اللغات الأخرى علينا أولا أن نعرف هل أن معنى النص موجود أو غائب عن تراثنا العربي كما هو في صيغته الحديثة لذلك سوف أثبت هذا ثم أعرج إلى التناص في الأدب الغربي
حيث يذكر قاموس المحيط (نص الشيء حركة، ونص العروس أقعدها على منصة) إما تاج العروس فنقرأ فيه( نص الشيء أظهره وكل ما ظهر فقد نص) وكذلك يورد المعجم الوسيط بعض الدلالات المولدة للنص(فالنص صيغة الكلام الأصلية التي وردت من مؤلفها والنص ما لا يحتمل إلا معنى واحدا لا يحمل التأويل ، والنص من الشيء منتهاه ومبلغ أقصاه)
أما كيف أشتق النص في اللغات الأجنبية ويشتق النص من (text) ومن الاستخدام الأستعاري في اللاتينية للفعل (Texture) الذي يعني (يحوك) : (Weave) أو ينسج ويوحي بسلسة من الجمل والملفوظان المنسوجة بنيويا ودلاليا)
ويتضح مما تورده المعاجم القديمة والحديثة أن الدلالة الحديثة للنص لم تكن غائبة كليا في المعجم العربي وهي تلتقي أيضا مع دلالته التي تشير إلى معنى بلوغ الغاية والاكتمال في صنع وهذا لا بد أن ينتقل إلى النص الأدبي الذي يمتاز عن النص العادي
لهذا سندخل في عديد من التعريفات الحديثة لهذا المصطلح فقد عرفه بول ريكو( لنطلق كلمة نص على كل خطاب تم تثبيته بواسطة الكتابة )
أما جوليا كرستيفا فلقد عرفت النص تعريفا جامعا إذ قالت (نعرف النص بأنه جهاز نقل لساني بعيد توزيع نظام اللغة واضعا الحديث التواصلي ، نقصد المعلومات المباشرة في علاقة مع ملفوظات مختلفة سابقة أو متزامنة).وكذلك تقول ( أن كل نص هو عبارة عن لوحة فسيفسائية من الاقتباسات وكل نص هو تشرب وتحويل لنصوص أخرى) وبالطبع هذا يذكرنا بفكرة رولان بات عن ( النص الجماعي ) أي فكرة جماعية اللغة ومعها جماعية النص وتدخل النصوص النصوص فيما بينها.
وكما يقول كولر( انه من التظليل أن نتحدث عن قصيدة على أنها كل متجانس أو وحدة عضوية مستقلة ، تامة في نفسها وتحمل معاني ثرية فائضة وأن التناول السيميولوجي يقترح نقيض ذلك ، بأن نفكر في القصيدة على أنها قول لا دلالة له ألا ضمن الأنظمة العرفية التي أكتسبها القارئ ، ولو أطلقنا أنظمة أخرى ، فأن إمكانات الدلالة عندئذ ستتغير)
وأما برتينتو فيعرفه ( أنه يمكن إطلاق مصطلح النص على أية مقطوعة معينة من العلامات اللغوية حتى وأن كانت غير مترابطة، شريطة أن يكون بميسورها أن نعثر على سياق ملائم لها)
كما ترد كلمة التناص في لسان العرب بمعنى الاتصال (يقال هذه الفلاة تناص أرض كذا وتواصيها أي تتصل بها) وتفيد الانقباض والازدحام كما يورد تاج العروس (أنتص الرجل أنقبض وتناص القوم ازدحموا ) وهذا المعنى الأخير يقترب من مفهوم التناص بصيغته الحديثة فتدخل النصوص قريب جدا من ازدحامها في النص.
إما مصطلح التناص في النقد العربي الحديث كما قلت في بداية المقالة هو ترجمة للمصطلح الفرنسي (intertext) حيث تعني كلمة (inter)في الفرنسية التبادل بينما تعني كلمة (Texte) النص وأصلها مشتق من الفعل اللاتيني (Textere) :لتبادل النصي وقد ترجم إلى العربية بالتناص الذي يعني تعالق النصوص بعضها ببعض وصيغته (التناص مصدر الفعل على وزنه (تفاعيل)تأتي على اثنين أو أكثر وهو تداخل النصوص ببعضها عند الكاتب طلبا لتقوية الأثر، كما يرد مصطلح (Intertexuel) وقد ترجم الى التناصي أو المتناص وهو ما يفيد العملية الوصفية في التناص ومصطلح (Intertextualile) وقد ترجمه النقاد العرب ب( التناصية أو النصوصية ) وهذه الترجمة جاءت على غرار ترجمة مصطلح (Structuralisme)
بالبنائية أو البنيوية)
ومن اجل أكمال هذا أورد ما ورده الكاتب سعيد علوش في كتابه (معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة) بعض التعريفات لمصطلح التناص بدء من جوليا كرسيفيا وانتهاء برولان بارت وحسب ما يلي
1- يعتبر التناص عند كرسيفيا أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل على نصوص أخرى سابقة عنها ومعاصرة لهاز
2- يرى (سوليرس)، التناص في كل نص ، يتموضع في ملتقى نصوص كثيرة بحيث يعتبر قراءة جديدة ،تشديدا وتكثيفا.
3- يكون (التناص9 طبقات جيولوجية كتابية، تتم عبر أعادة استيعاب غير محدد لمواد النص ، بحيث تظهر مقاطع النص الأدبي عبارة عن تحولات لمقاطع مأخوذة من خطابات أخرى داخل مكون إيديولوجي شامل.
4- يظهر (التناص) مع التحليلات التحويلية عند (كرستيفيا ) في النص الروائي.
5- يرى فوكو بأنه لا وجود لتعبير لا يفترض تعبيرا آخر،ولا وجود لما يتولد من ذاته ،بل من تواجد أحداث متسلسلة ومتتابعة، ومن توزيع الوظائف والأدوار.
6- أما (بارت) فيخلص إلى أن (لا نهائية) التناص ، هي قانون هذا الأخير.
7- فالتناص عملية وراثية للنصوص،والنص المتناص يكاد يحمل بعض صفات الأصول (ولقد عانى مصطلح التناص في النقد العربي الحديث من تعددية في الصياغة والتشكيل فقد ظهر هذا المصطلح في حقل العربي الحديث بعدة صياغات وترجمات عدة ومنها :
1-التناص أو التناصية
2- النصوصية
3- تداخل النصوص أو النصوص المتداخلة
4- النص الغائب
5- النصوص المهاجرة (المهاجرة إليها)
6- تضافر النصوص
7- النصوص الحالة و المزاحة
8-تفاعل النصوص
9- التداخل النصي
10- التعدي النصي
11- عبر النصية
12- البينصوصية
13-التنصيص
كما وشهد مفهوم التناص خلطا وتداخلا واسعين بينه وبين المفاهيم الأخرى
مثل ( الأدب المقارن)و(المثاقفة)و( دراسة المصادر) و(السرقات الأدبية)نتيجة للاقتراب بين هذا المفهوم وتلك المفاهيم فيما يخص الاتجاه العام بينهما في التواصل والتأثير
وهذا أمر لا يخص العرب وحدهم وإنما هو حس عالمي. فالأديب الكبير برا يخت يقول عن أديب كبير مثله ( أو أكبر منه) ما يلي ( وشكسبير أيضا كان سارقا) ولا يخفي ما في كلمة (أيضا) من تضمين يدخل من بينهم برايخت نفسه وهذا ما جعل فاليري يقول عن العمل الأدبي : إن كل عمل هو نتيجة لأمور متعددة أضافه إلى المؤلف)
أو كما قال الناقد المعاصر فراي ( كل ما هو جديد في الأدب ليس إلا مادة قديمة صيغت مرة أخرى بطريقة تقتضي تصنيفا جديدا)

email]Abbas55aa@yoahoo.com]


الأمير الشاعر




الأمير الشاعر
عبد الله الفيصل .

 من أجل عينيك عشقت الهوى

بعد زمانً كنت فيه الخالى

وأصبحت عينى بعد الكرى

تقول : للتسهيد لاترحلى

يافاتناً لولاهُ ماهزنى الوجدُ

ولاطعم الهوى طاب لى

هذا فؤاى فامتلك آمرهُ

أظلمهُ أن شئت أو فاعدلى

من بريق الوجد فى عينيك اشعلت حنينى

وعلى دربك آنَ رحُت أرسلت عيونى

الرؤاااا حولى غامت بين شكٍ ويقينٍِ

والمنى ترقص فى قلبى على لحن شجونىِ

أستشف الوجد فى صوتك آهات دفينة

يتوارى بين أنفاسك كى لاأستبينَ

لستُ أدرى أهو الحبُ التى خفت شجونه

أم تخوفت من اللومِ فأثرت السكينةُ

ملئت لى درب الهوى بهجتاً

كالنورى ِفى وجنتِ صبحً ندى

وكُنتُ إن أحسست بى شقوتً..تبكيك طفلا خائفاً

وبعد ما أغريتنى لم اجد منك

ألا سراباً عالقاً فى يدىىىى

لم أجن منهُ غير طيفً سرىغاب عن عينى

ولم يهتدى

كم تضاحكت عندما كنت أبكى

وتمنيت أن يطول عذابى

كم حسِبت ألايام غير غواناً..وهى

عمرى وصفوتى وشبابى

كم ظننت الآنين بين ضلوعى

بعد رجع لحنً من الاغانى العتابِ

وأنا أحتسى مدامع قلبى

حين لم تَُلقنى لتسأل ما بى

لاتقل أين ليالينا وقد كانت عسابا

لاتسلنى عن أمانينا وقد كانت سرابا

أننى أسدلت فوق الأمس ستراً وحجابا

فتحمل مُرَ هجرانِك وأستبقَ العتاب

الامام الشافعى



الامام الشافعى


هو القائل

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا

محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.

أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.

قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.

كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.

,وله أيضا

دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء

ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء

وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء

وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء

تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء 

ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء 

ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء 

ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء 

ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء 

إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء 

ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء  

وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء 

دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء

  للمزيد  شاهد ايضا :

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق