الأقسام

السبت، 17 مارس 2012

النسيان والتذكر والذاكرة

 ذاكرة (بيولوجيا)
الذاكرة هي إحدى قدرات الدماغ، وهي القدرة على تخزين المعلومات واسترجاعها. وتدرس الذاكرة في حقول علم النفس الإدراكي وعلم الأعصاب. وهناك عدة تصنيفات للذاكرة بناء على مدتها، طبيعتها واسترجاعها للحالات الشعورية.
 الذاكرة القصيرة جدا
تعمل الإشارات الحسية الأتية من أحد الحواس على إثارة مواقع حسية محددة في الدماغ. ففي حالة الرؤية مثلا تثير الإشارات الأتية من العين مواقعا محددة في جزئي الدماغ الخلفية.

فإذا كانت الذاكرة متعلقة بأحد حفلات الزواج، يكون محتوي الذاكرة القصيرة جدا ممثلا بنفس الشدة. أي يمكن أن نتذكر العروسين وأباء العروسين والضيوف وأين يجلسون بالتفصيل.
  الذاكرة القصيرة
بعد مرور أجزاء من الثانية تختفي معظم المعلومات من الدماغ، في الوقت الذي تخزن تلك المعلومات المرتبطة بالحدث "اليوم يوم زفاف" في جزء الدماغ الأمامي، خلف الجبهة مباشرة. كما ينقل الحصين (الهيبوكامبوس) بعض تلك المعلومات للتخزين في مركز الانفعال في الدماغ لمدة طويلة. تقتصر الذاكرة القصيرة في هذه الحالة على العروسين والأبوين وقلة من الحاضرين.
  الذاكرة الطويلة
توجد انطباعات إشارات الرؤية مخزونة في عدة روابط عصبية، تلك الانطباعات هي ذات الأهمية والتي قاومت الضياع : صورة العروس ووجه الأب، كما نتذكر بعض زوار الحفل، دون أن نتذكر أين كانوا جالسين.
  تثبيت الذاكرة
الإشارة الحسية تنتقل إلى الذاكرة القصيرة ويمكن تكرارها
هناك مراكز مختلفة للذاكرة في الدماغ.
بالتكرار والتدريب rehearsal تكون الطريقة الوحيدة التي نتتقل بواسطتها المعلومات إلى الذاكرة الطويلة. إلا أنه توجد أيضا حالات نتذكرها من دون التدريب والتكرار.
ويبين البحث أن الذاكرة القصيرة قابلة للتقسيم بين معلومات مرئية ومعلومات سمعية وغيرها. (ويوجد فعلا بين المصابين بفقد الذاكرة القصيرة، فبعضهم يتذكر الصور، في نفس الوقت لا يتذكر الكلمات أو الأعداد التي سمعها).
كما يوجد بعض التحفظات على نموذج أتكينسون وشيفرين حيث اقترحا وجود مركز واحد لمختلف أنواع المؤثرات الحسية، فقد ثبت بالبحث العلمي بوجود مراكز متعددة في الدماغ لتخزين إشارات السمع والبصر والحواس الأخرى مثل حاسة التذوق.
  النوم والذاكرة
اتضح أن المخ يعمل أثناء النوم بنشاط. وكما يقول الاستاذ الدكتور يان بورن من جامعة لوبيك بألمانيا:" خلال النهار يقوم المخ بحفظ المعلومات في مخزن مؤقت، ثم يبدأ في تفصيلها وتجهيزها أثناء النوم لإيداعها في الذاكرة الطويلة. وفي الذاكرة الطويلة تنسّق المعلومات وتُربط مع معلومات أخرى سابقة. ويفرغ المخزن المؤقت معلوماته ويستطيع بذلك تخزين معلومات جديدة أثناء الصحيان عبارة عن معلومات وتأثيرات تتوالى عليه بسرعة كبيرة. ثم تأتي عملية تنسيق المعلومات والانطباعات في الذاكرة الطويلة التي يقوم بها المخ أثناء النوم تكون أحسن ما يمكن أثناء النوم العميق.
كما يستطيع المخ إظهار حلا لمشكلة أثناء النوم أو حتى حلا لمسألة رياضية لم تخطر على بال صاحبها وهو متيقظ. ولكن يكون الحل مبنيا هو الآخر على ما سبق وأن تعلمه الشخص أثناء اليقظة. أي أن لا شيء يُنتج من لا شيء.
  النسيان
يفرق المختصون بين نوعين من النسيان: نوع تختفي معه المعلومات. وفي النوع الثاني لا تكون المعلومات قد اختفت كلية وإنما يصعب التوصل إليها بسبب تراكم معلومات جديدة عليها. والمهم في ذلك أن تكون المعلومات فد انتقلت من الذاكرة المؤقتة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة، إذ أن كل الانطباعات والمعلومات تخزن أولا في الذاكرة القصيرة المؤقتة حيث ينشط تبادل إشارات كهربية بين نحو 100 مليار من الخلايا العصبية. وينشط كل انطباع مجموعة معينة من النيرونات. إلا أن الذاكرة القصيرة لها سعة محدودة على الاحتفاظ بالمعلومات بحيث تأخذ معلومات جديدة مكان معلومات قبلها مثل السبورة التي تكتب وتمسح ثم تُكتب من جديد. ويصل جزء قليل من تلك المعلومات والانطباعات إلى الذاكرة الطويلة، بينما يضيع الجزء الآخر ويُنسى.
تخزن المعلومات والانطباعات فعلا في الذاكرة الطويلة وتترك أثرا ماديا في خلايا الدماغ. تنشأ ارتباطات جديدة بين الخلايا العصبية، وتزداد عدد الارتباطات في شبكة النويرونات.
 بناء الذاكرة
يعتبر التعلم عملية بناء تتم في الدماغ، ولهذا نجد التكرار يساعد على النجاح. يعمل تكرار المعلومات على توسيع مسارات التواصل بين العصبونات فتصبح طرقا سريعة عريضة. وتحتاج الدماغ نحو 48 ساعة لتخزين معلومات في الذاكرة الطويلة، ويتم جزءا كبيرا من ذلك النشاط أثناء النوم. أي أن النوم يقوي الذاكرة الطويلة، بينما لا يساعد تكاثر الانطباعات والمعلومات على التخزين. تزايد الانطباعات والمعلومات في فترة وجيزة يصعّب عملية التخزين، ويصعّب عملية تحول المعلومات إلى مادة في شبكة العصبونات في الدماغ.
مثال على ذلك مثال الطفل الذي تحكي أمه له قصتين الواحدة تلو الأخرى. يتذكر الطفل القصة الثانية أحسن من القصة الأولى وذلك بسبب تراكم معلومات القصة الثانية على معلومات القصة الأولى. ويسمي الاخصائيون ذلك "بالتداخل" بين المعلومات حيث تخزن المعلومات الجديدة فوق معلومات قبلها. وكلما زاد معدل انصباب المعلومات كلما قلت إمكانية الدماغ في معاملتها ويقل بذلك تذكرها فيما بعد.
فمثلا يحل رقم الهاتف الجديد مكان الرقم القديم الذي يصعب تذكره. ولكن تلك المعلومات لا تضيع، وإنما خزنت معلومات فوقها وأصبح الوصول إليها صعبا. كذلك المعلومات التي لا نستخدمها، تضعف سجلاتها وتُنسى، ولكنها لا تختفي تماما، حيث يسهل تعلم واسترجاع ما نسيناه عن تعلم شيء جديد. وكثير منا يعرف توازن قيادة الدراجة أو الجري بقبقاب العجل حيث يستعيد المرء تلك القدرات بسهولة بعد فترة غياب عن ممارستها طويلة. فنقاط التشابك بين الخلايا العصبية التي تنشأ أثناء التعلم تصبح غير نشطة بعدم المزاولة، لكنها لا تتلاشى تماما.
قوانين الذاكرة : ولكن ما الذي يفصل في مسألة تخزين معلومات في الذاكرة الطويلة ؟ وكيف نستطيع التأثير على تلك العملية ؟ نجد أن المعلومات والانطباعات التي تنتقل من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة يختلف من شخص إلى شخص، وهي تتعلق بعدة مسائل : التقدير الشخصي والأهمية الانفعالية وتلك تختلف من شخص إلى شخص. كذلك إذا كانت هناك أيضا معرفة ومعلومات سابقة متعلقة بنفس الموضوع، فيقول الشخص "صحيح، أنا أعرف هذا". ويحدث الفصل خلال جزء من الثانية ولا يمكن التحكم فيه. وتخزن المعلومات تخزينا جيدا ويسهل تذكرها إذا كانت مقترنة بتشغيل عدة حواس أو مقترنة بانفعال قوي. ويقوم هرمون معين يسمى "دوبامين" بدور رئيسي في عملية التخزين. وهو مادة ناقلة في الدماغ ويسمى أحيانا "هرمون السعادة" يفرز بغزارة لتشجيعنا على حل المسائل والمداومة على تعلم الجديد. ويعطينا شعورا بالرضاء عند تغلبنا على مسألة عويصة.ويقوم الدوبامين بنقل المعلومات بين الخلايا العصبية ويحفز النشاط العقلي. والمعلومات التي تصل الذاكرة القصيرة تحت تأثير هرمون الدوبامين تصل وتخزن في الذاكرة الطويلة بسهولة. ذلك يفسر أن بعض الأشياء التي نفعلها لأول مرة تخزّن في الذكرة الطويلة ولا ننساها. من تلك الأشياء التي لا تُنسى : أول قيادة للدراجة، وأول تصييف على ساحل البحر والقبلة الأولى، كلها أشياء يتذكرها الإنسان أيضا في شيخوخته. ويتعلق إفراز هرمون السعادة، الدوبامين، بانشغالنا بمسألة جديدة.
فإذا قل النشاط على تعلم الجديد، تتخاذل الروابط بين الخلايا العصبية بنفس سرعة نشأتها، وتنسى المعلومات. كما أن مزاولة حركة سهلة أثناء التعلم يساعد على التذكر : مثل وضع خطوط تحت الكلمات المهمة أو تعليم بعض الكلمات أو الأرقام بدوائر أثناء القراءة. فإن تلك الحركات البسيطة ترفع مستوى الدوبامين وينشط الدماغ ويحث على الاستمرار في مزاولة النشاط العقلي. ويحبذ أن يبدأ المرء بحل مسألة سهلة، ثم الأصعب، فالأصعب. فيشعر المرء بالسعادة ولذلك يسمى الدوبامين " هرمون السعادة".
الوراثة
دراسة علم الوراثة في الذاكرة البشرية في مهدها, ولكن هناك نجاحا ملحوظا في الأولية الرابطة APOE مع ضعف الذاكرة في مرض الزهايمر. البحث عن الجينات المرتبطة مع الذاكرة مستمرة. واحد من المرشحين للتباين الطبيعي في الذاكرة هو الجين KIBRA[1] ، والتي يبدو أن dترافق مع معدل السرعة التي يتم نسيان المواد خلال فترة التأخير. و هذا كذب
النسيان والذاكرة
يعرف النسيان بأنه عملية من عمليات الذاكرة معاكسة من حيث غرضها ومضمونها لعملية الاحتفاظ. تتجلى في فقدان هذه المادة أو تلك من الذاكرة، جزئياً أو كلياً، لفترة مؤقتة أو دائمة. وتنجم عن أسباب عضوية نفسية.
يؤدي النسيان في حياتنا بوجه عام وفي نشاطنا التعليمي بوجه خاص وظيفتين مختلفتين متعارضتين، فهو يلعب دوراً ايجابياً من جهة إذ لولاه لما استطاعت الشخصية أن تنهض بأعبائها وتحافظ على وحدتها وحسن تكيفها مع البيئة حيث يعمل النسيان بصورة عفوية حيناً وبصورة مقصودة حيناً آخر على استبعاد وطرد المعلومات التي لم نعد بحاجة إليها ولا ينتظر منها فائدة في النشاط المقبل ويهيئ الفرصة المناسبة للمعلومات الجديدة والحيوية من أجل أن ترمز وتثبت. ومن جهة أخرى يلعب النسيان دوراً سلبياً معرقلاً يتجلى في خسارتنا لمعلومات ومهارات وأداءات في غاية الأهمية والحيوية مع أننا كنا قد أدخلناها وحفظناها من قبل.
أنماط  النسيان:
يأخذ النسيان اتجاهاً عاماً محدداً، حيث يكون سريعاً في البداية، ثم يأخذ بالتباطؤ التدرجي حتى يهدأ تقريباً. وكان ( ابنغهاوس 1885 ) أول من قام برسم منحنى للنسيان والاحتفاظ. بين فيه أن النسيان يحدث بسرعة كبيرة في أعقاب التعلم والتذكر مباشرة ثم يأخذ بالتناقض شيئاً فشيئاً. لكن الدراسات الحديثة بينت أن المبادئ العامة التي يخضع لها نسيان المواد ذات المعنى مغايرة تماماً لتلك التي لا معنى لها، فالتعلم القائم على الفهم والمعتمد على التنظيم وإعادة البناء يطيل أمد الاحتفاظ به ويقل نسيانه، وأن معدل هذا النسيان يتوقف على عدد من العوامل.
ويختلف النسيان باختلاف المواد الدراسية إضافة إلى العوامل الأخرى التي تتبادل التأثير فيما بينها وتؤدي إلى تغيرات وتنوعات في معدلات النسيان وجريانه.
 أسباب النسيان:
أن تفسير أسباب النسيان يمكن تلمسها في عدد من النظريات (نظرية الانطفاء, نظرية التداخل, نظرية تغيير الأثر, نظرية فشل الاسترجاع, نظرية الكبت). أي أن أية نظرية من هذه النظريات لا يمكن أن تقدم لنا تعليلاً كافياً لشتى أشكال النسيان, وإنما كل واحدة منها تقدم فقط جزءاً من الحقائق المتصلة بها.
1_ نظرية الانطفاء (العفاء) :
وهي أبسط نظرية في تفسير النسيان وأقدمها ومفادها أن النسيان نتيجة للانطفاء التلقائي لآثار الذاكرة والتي يزداد تدريجياً وبصورة آلية مع مرور الزمن. لكن على الرغم من كثرة الوقائع وتعدد التجارب التي تؤكد العلاقة بين النسيان والمدة التي تنقضي على التعلم والاحتفاظ، فإن عامل الزمن وحده لا يكفي لتفسير تنوعات ظواهر النسيان. إذ كيف نفسر سبب عدم نسيان الناس للسباحة مع أنهم قد ينقطعون عن ممارسة السباحة سنوات عديدة ؟
2_ نظرية التداخل :
ترى هذه النظرية أن النسيان يعود إلى تداخل المعلومات الجديدة مع القديمة المختزنة في الذاكرة وإلى اختلاط وتشابك الأفكار والمهارات والخبرات عموماً فيما بينها وأن هذا التداخل والاختلاط هو السبب الوحيد للنسيان .أي أن النسيان ناتج عن كف الآثار.
ففي الذاكرة قصيرة المدى لا يتاح للمعلومات الواردة أن ترمز وتعالج معالجة كافية وأن تدخل في منظومة أو فئة معينة فإن أي تأثير مقحم خارجي قادر على جذب الانتباه، سوف يكون له تأثير كاف لأنه يؤدي إلى محاصرة وزعزعة النشاط الأصلي وما يتركه من آثار. وبالمقابل في الذاكرة طويلة المدى عندما يمكن إدخال الآثار في منظومة أو فئة من الرموز فإن التأثير المثبط للمادة المقحمة أو المتداخلة يكون أضعف بكثير. وهنا يبدو واضحاً أن إحدى طرائق مقاومة النسيان تكمن في تنظيم المعلومات في منظومة دلالية محددة لتجنب التأثير المثبط للمنبهات العرضية المتدخلة (برودبنت 1970).
إن من بين الدراسات الباكرة لظاهرة التدخل تلك التي قام بها كل من (جنكيز ودالنباح 1924) حيث طلبا من مفحوصين تذكر عدد من المقاطع التي لا معنى لها، ثم طلب إلى أحد المفحوصين أن ينام مباشرة بعد عملية الحفظ, أما الآخر فقد استمر في نشاطه اليومي المعتاد. وبعد مضي ساعة، ثم بعد مضي ساعتين، ثم أربع ساعات، ثم ثماني ساعات، طلب من المفحوصَين أن يسترجعا المادة التي سبق أن حفظاها وفيما يلي جدول يبين نتائج هذه التجربة:
يأخذ التداخل السلبي بصورة عامة مظهرين, فإما أن يؤدي تعلم وتذكر مادة جديدة إلى إعاقة وكف القدرة على استرجاع مادة سابقة لهذا التعلم, وهذا ما يطلق عليه التداخل السابق أو الكف الرجعي. أو أن يؤدي إلى عرقلة وكف المادة التي يتم تعلمها وتذكرها بعد ذلك, ويطلق عليه التداخل اللاحق أو الكف اللاحق.
3_ نظرية تغير الأثر (نظرية الغشتالت):
ترى هذه النظرية أن النسيان يحدده الإدراك والشروط التي أحاطت بحدوثه، وبما تتصف به المواد الإدراكية من خصائص وسمات، فالصور الإدراكية التي تبقى لدى المتعلم بعد زوال الأشياء المدركة لا تظل جامدة متماسكة أو متفرقة مفككة، منظمة أو غير منظمة، أي كما كانت عليه لحظة إدراكها, وإنما تتعرض صور الأشياء المحفوظة في الذاكرة إلى تغيرات وتحولات وتشوهات وإلى قدر كبير من الانتظام وإعادة البناء, مما يؤدي إلى إدخال تعديلات هامة على الشكل أو النمط الأصلي للأثر في الذاكرة. وهكذا تتحول الأشكال الأصلية غالباً إلى أشكال أكثر تناسقاً وانتظاماً وفق المبادئ العامة المعروفة وهي: الإغلاق، الشكل الحسن، التناسب (التنظيم). وهذه المبادئ الثلاثة تعد من وجهة نظر علماء مدرسة الغشتالت موجودة في أساس العمليات الفيزيولوجية التي يقوم بها الدماغ البشري. ومن الأمثلة التي يسوقها الغشتالت كمثال على تغير الأثر. الشكل التالي:
4_ نظرية فشل الاسترجاع:
بينت الملاحظات والوقائع التجريبية أن آثار الذاكرة طويلة المدى يمكن الاحتفاظ بها لمدة طويلة جداً قد تصل مدى الحياة أحياناً. وحتى تلك الآثار التي تبدو وكأنها منسية تماماً يمكن أن تطفو وتظهر من جديد, وبالتالي تسترجع بدقة كافية في شروط معينة. كما يحدث في أثناء التنويم المغناطيسي, وفي حالات التخدير, أو الإثارة الكهربائية لبعض مناطق الدماغ .. الخ. إن هذه الوقائع قادت العلماء إلى تمييز نوع آخر من النسيان, والنظر إلى النسيان على أنه عملية مؤقتة وليست دائمة.
وفي أعمال (بنفليد 1959) تبين أن الإثارة (التنبيه) الكهربائية لبعض مناطق دماغ المريض تؤدي إلى استرجاع المريض لمعلومات تعود إلى سنوات سابقة. وإن توقف الإثارة الكهربائية يترافق بتوقف استرجاع المعلومات الماضية. مما يعزز القول بأن النسيان يعود إلى الفشل في استرجاع المعلومات المخزونة في الذاكرة.
ومن بين العلماء الذين قاموا بدراسة تجريبية للنسيان باعتباره فشلاً في الاسترجاع (تولفينك وبيرلستون 1972) حيث استنتجا من تجاربهما أن الكثير من المواد التي يبدو أنها نسيت، هي في الواقع موجودة في الذاكرة, وإن كان الوصول إليها جميعها أمر غير ممكن بصفة وقتية. لكن تزويد الفرد بالمعينات الاسترجاعية الملائمة يسهل عملية الاسترجاع إلى حد كبير.
5_ نظرية النسيان عن دافع :
لقد قدمت مدرسة التحليل النفسي وعلى رأسها فرويد وقائع اكلينيكية كثيرة تبرهن على أنه يمكن استرجاع خبرات كان يظن أنها نسيت منذ زمن طويل. وتفسر أسباب نسيان مثل هذه الخبرات من زاوية الكبت على أن النسيان لا يعدو كونه وسيلة دفاعية أو وقائية تلجأ إليها الشخصية وبصورة لا شعورية لحماية الأنا من التهديد.
تعد الذاكرة من أهم العمليات العقلية العليا في حياة الإنسان وتعتمد عليها عدد من العمليات الأخرى مثل الإدراك، والوحي والتعلم والتفكير وحل المشكلات والتحدث، والحقيقة أن كل ما نفعله تقريبا يعتمد على الذاكرة، بل أن الحضارة تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق الذاكرة. كما تتضح أهمية الذاكرة في حياتنا اليومية عندما تواجه الوجه الآخر لها وهو النسيان وعلم النفس المعرفي ، حيث تلاحظ على سبيل المثال في الوسط التعليمي أن معظم المشاكل التي يعاني منها الطلبة سببها النسيان، خاصة وأن معظم نظم الامتحان منذ القدم وحتى الآن تعتمد على قياس ما يتذكره الطالب من معلومات.
كما أن معظم الدراسات الطبية والنفسية والفسيولوجية والبيوكميائية اهتمت بدراسة الدور الذي تلعبه الخلايا العصبية في عملية الاحتفاظ والتذكر والنسيان وتبين للباحثين والعلماء في هذا المجال أن هذه العمليات تتأثر بالعامل الوراثي وبعامل الاستعداد إلى جانب عوامل البيئة والاكتساب  
. تعريف الذاكرة :
تختلف تعاريف الذاكرة حسب اختلاف النظريات والاتجاهات إلتى دراساتها : "الذاكرة الوحدة الرئيسية للتعامل مع المعلومات عند الإنسان فهي التي تمر بها محل القرارات التي يتخذها الشخص سواء كانت قرارات معرفية، نفسية، اجتماعية أو حركية"( ).
الذاكرة عبارة عن نسق لمعالجة المعلومات، وذلك مثل الحاسوب تماما، إلا أن المعالجة للمعلومات تكون على أساس ديناميكي تدخل فيه عوامل فيزيولوجية نفسية وغيرها.
تعريف أندرسون للذاكرة Anderson 1995:
" على أنها دراسة عمليات استقبال المعلومات والاحتفاظ بها واستدعائها عند الحاجة "
كما تعرف الذاكرة : "بأنها جزء من العقل البشري، وهي مستودع لكل الانطباعات والتجارب التي أكتسبها الإنسان عن طريق تفاعله مع العالم الخارجي، وعن طريق الحواس وهي إنطباعات توجد على شكل صور ذهنية، وترتبط معها أحاسيس ومشاعر سارة أو غير سارة للإنسان"
II. أنواع الذاكرة :
توجد عدة نظريات لتفسير مختلف الميكانيزمات التي تدخل في عملية تخزين المعلومات، ومن أهم هذه النظريات نظرية بادلي (Boddejy) الذي يقسم الذاكرة إلى قسمين هما : الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى.
كما يشير كل من (Anderson 1995, Stermberg 2003, Shanks 1997) إلى ثلاثة أنماط من الذاكرة هي الذاكرة الحسية، الذاكرة القصيرة والذاكرة الطويلة.
وفي هذا الصدد يشير أندرسون تحت عنوان "صعود وسقوط" نظرية الذاكرة القصيرة ص 171، ... بأن مفهوم الذاكرة العاملة أصبح بمثابة المفهوم الأكثر قبولا من مفهوم الذاكرة القصيرة بخصائصه التقليدية.
ونظرا لتدخل وتعدد التقسيمات للذاكرة أثناء معالجتها وتخزينها للمعلومات أرتئينا أن ندرج الأنواع التالية وفق الترتيب الآتي :
1. الذاكرة الحسية:
تعتبر الذاكرة الحسية المرحلة الأولى في نسق التذكر عند الكائن البشري حيث يتم تخزين المعلومات الحسية هذه المعلومات الواردة عن طريق الحواس الخمس قد تكون بصرية أو سمعية أو شمية أو غير ذلك.
تتميز هذه الذاكرة ببقاء تأثير المنبه بعد إنهاء عملية التنبيه أو توقفه سواء كان هذا المنبه بصريا أم سمعيا أو واردا من أي حاسة من الحواس 
- تنظيم الذاكرة الحسية لتمرير المعلومات بين الحواس والذاكرة القصيرة حيث تسمح بنقل حوالي 4-5 وحدات معرفية في الوقت الواحد، علما بأن الوحدة المعرفية قد تكون كلمة أو حرفا أو جملة أو صورة حسب نظام المعالجة.
- تخزن الذاكرة الحسية المعلومات لمدة لا تتجاوز الثانية بعد زوال المثير الحسي .
- تنقل الذاكرة الحسية صور عن العالم الخارجي، ولا تقوم بأية معالجات معرفية.
من أكثر أنماطها تناولا :
أ. الذاكرة الحسية البصرية :
كان نسير (Neisser 1861) أول من أشار إلى هذا النمط وسماها الذاكرة التصويرية، ليدلل على الانطباعات البصرية التي تنقلها هذه الذاكرة إلى المعالجة المعرفية اللاحقة.
ب. الذاكرة الحسية السمعية :
بعد التوقف الشير السمعي، تبقى المعلومات في الذاكرة الحسية السمعية قبل تمريرها للذاكرة القصيرة، أما من حيث وظيفة الذاكرة الحسية السمعية فهي على غرار الذاكرة البصرية، حيث تعمل على استقبال المعلومات السمعية والاحتفاظ بها لفترة قصيرة من الوقت، ومن ثم تمريرها إلى الذاكرة القصيرة للمعالجة وفق آلية الانتباه
2. الذاكرة قصيرة المدى :
هي عبارة عن التخزين الفردي و ظرفي للمعلومة، مهمتها الحفاظ على المعلومات لبض دقائق، أو حتى بضع ثواني، والذي يتضمن مرحلة الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة، لأننا بحاجة إليها مؤقتا( ).
ولذاكرة قصيرة المدى ثلاث وظائف : الأولى وتتمثل في جمع المعلومات للاستعمال الأني، والثانية عبارة عن معالجة المعلومات من أجل التخزين الفعال ، هي إمكانية القيام باسترجاع المعلومات (الذكريات) من الذاكرة طويلة المدى وتجديدها في الذاكرة قصيرة المدى.
3.أ. ذاكرة العمل :
لقد تكلم الباحثون كثيرا عن ذاكرة العمل من دون قصد حيث أعطوا تعريفات تمثل في مضمونها تعريفات عدة لذاكرة العمل ولكن بمصطلحات تختلف عنها.
* ف "Case" تكلم عن فضاء المعالجة من جهة وفضاء التخزين من جهة أخرى.
* عام 1970 "Leon" "Pascual" تكلم عن الفضاء الذهني أو فضاء المعالجة المركزي لكي يوضح مجموعة من التخطيطات بامكانها أن تنشط وتترابط في حالة حل أي مشكل.
* أما "Wickens" فقد رأى بأن للذاكرة نظامين تحتين :
- الذاكرة الأولية التي تستقر في الوعي معلومات تنشط خلال تحقيق أي فعل بهذا يكون قد تعلم عن ذاكرة العمل.
- الذاكرة الثانوية التي تمثل الجزء السلبي، أي غير فعال للذاكرة فهي تحتوي على معلومات تمت معالجتها وتمثل موضوعا للمعالجة الفوري بعد استعمالها في ظرف جد قصير
3.ب. ذاكرة العمل في ظل نظرية بادلي :
ظهر مصطلح ذاكرة العمل في بداية السبعنيات على إثر البحوث التي قامت بخصوص الذاكرة القصيرة المدى، وتمثل ذاكرة العمل المرحلة النشطة للتخزين القصير المدى، حيث تم معالجة المعلومات فهم الميكانيز التي تجعلنا نتذكر أمورا وننسى أمور أخرى( ).
-يعرفها بادلي على أنها نسق ذو طاقة محدودة بعمل على الاحتفاظ المؤقت والتصرف في المعلومات أثناء القيام بالعمليات المعرفية مثل التعلم، الفهم.
- اقترح كل من (Hitch- Baddely) نموذج لذاكرة عمل متكون من عدة عناصر بحيث أكدا على أن الذاكرة قصيرة المدى يمكن أن تنشط فضاء للعمل، يعني نظام يسمح باحتفاظ المؤقت للمعلومة ومعالجتها في ظل مهمات معرفية أخرى مثل :
الاستدلال، الفهم، بعد ذلك ذهبنا إلى تفضيل نموذج لمكونات ذاكرة العمل
* مكونات ذاكرة العمل :
رغم وجود عدة نماذج لمكونات ذاكرة العمل فإن النموذج الآخر استعمالا هو نموذج "بادلي" و "هيتش" والذي يفترض وجود أنظمة تحتية مسؤولة على التخزين المؤقت وهما :
- الحلقة الفنولوجية، السجل البصري الفضائي.
- تشير، تراقب، تنظيم هذه الأنظمة التحتية من طرف نظام رئيسي مركزي.
أ. المنظم المركزي :
هو العنصر المنظم الذي يقوم بالتنسيق بين المعلومات التي تصل الحلقة الفنولوجية عبر القناة السمعية البصرية وتلك التي تصل السجل اللفظي البصري من القناة البصرية فقط.
- فزيادة إلى وظيفة التنسيق، يعتقد أن المنظم الإداري يتدخل في المسائل المعقدة التي يتمكن منها النظامين التحتيين فيعمل هذا المكون كمراقب منتبه مهمته تعديلية وظابطة للمهام المقدمة التي تجري في ذاكرة العمل.
- كما اهتم "بادلي" كثيرا بنموذج Normane et Shallise في عام 1986 للمراقب المنتبه والذان يصفان فيه نمطين يسمحان بمراقبة سير الفعل هذا باستعمال مخططات موضوعة جيدًا، تراقب الأفعال المألوفة والتي قد تترابط فيها بينها (كالمشي والكلام في أن واحد).
1. النمط الأول :
شبه أتوماتيكي يحل المشاكل التي تحدث بين سيمات الفعل.
2. النمط الثاني :
فهو عبارة عن نظام منتبه وواعي يدير المواقف المستعجلة أو عندما تكون المهمة جديدة على الشخص حيث يتدخل في تعديل البرنامج الموجود، فهو يملي علينا أفعال جديدة تتناسب مع مشاكل جديدة.
ب. السجل البصري الفضائي :
إن هذا النظام لم يكن موضوع دراسات تجريبية كثيرة، وهذا راجع لتعقيد التقنيات المستعملة وصعوبة ترجمة النتائج المتحصلة عليها وذلك نظرا إلى أن بعض الملاحظات العصبية السيوكولوجية لا يمكن شرحها استنادا على الحلقة الفنولوجية وهو نظام تخزين مؤقت قادر على تصور والاحتفاظ بصورة بصرية فضائية وهو في حد ذاته متخصص إلى أنظمة تحتية أخرى.
* نظام للصور ذات طابع فضائي.
* نظام للصور البصرية غير الفضائية (اللون ، اللمعان)
* نظام للصور البصرية المشكلة إنطلاقا من مجموعة من الأصوات.
جـ. الحلقة الفنولوجية :
هي ثاني النظامين التحتين لذاكرة العمل مسؤول على التخزين المؤقت للمعلومات القادمة من القناتين السمعية والبصرية وهي العنصر الأكثر وضوحا بالنسبة للبحث العلمي.
- تتمثل وظيفة الحلقة الفنولوجية في المحافظة والمعالجة للمادة اللفظية التي تأتيها من القناتين السمعية والبصرية، تتكون الحلقة الفنولوجية من سجل للتخزين الفنولوجي الذي يحتوي على المعلومات اللفظية السريعة الزوال، مع مرور الوقت بحيث لا يتجاوز ثانيتين.
- غير أن هناك إمكانية إعادة تنشيطها بواسطة التكرار اللفظي ، هو عبارة ميكانيزم لفظي داخلي أو نطقي وهو مكون الثاني للحلقة الفنولوجية.
- عندما تصل المادة اللفظية إلى السجل الفنولوجي من القناة السمعية يتم تخزينها في السجل الفنولوجي القصير المدى ثم إعادة تنشيطها بواسطة التكرار اللفظي، أما إذا كان تقديم المادة بصريا.
- تمر عملية التخزين بمرحلتين المرحلة الأولى تتم فيها ترجمة أو تشفير المادة فنولوجيا بواسطة ميكانيزم التكرار اللفظي ثم في المرحلة الثانية يتم تخزينها في السجل الفنولوجي أين تتم عملية التنشيط بواسطة نفس الميكانيزم من أجل الاحتفاظ بالمعلومة لزمن معين.
*. مميزات ذاكرة العمل :
- قدرة التخزين أو سرعة التميز :
حاليا يرى بعض الباحثون بأن ذاكرة العمل لا تتناسب لا مع السن ولا مع الذاكرة وما يوضح هذه العلاقة هو سرعة الترميز في ذاكرة العمل، وقدة الاحتفاظ بالمعلومة حسب الترتيب الوقتي للتتابع الأحداث.
-          وقد وجد كل من Badelly, Buchanen, Thomasion عام 1975 أن هناك علاقة وثيقة بين وحدة الحفظ وسرعة قراءة وحدات مبنية بصريا، بينما لاحظ أندرسون عام 1982 أن وحدة الحفظ بالنسبة للسن لسرعة ترميز الوحدات تحت الشكل اللفظي يزداد وحدة الحفظ كل.
الذاكرة والنسيان
الذاكرة هي من أهم صفات الإنسان العاقل كلنا يسعى للحفاظ عليها.. وكلنا يجتهد ليتجنب ضياعها وتجنب الإصابة بعلتها المرضية ( النسيان)
* التعليم والذاكرة..؟
أكدت الدراسات العصبية والنفسية الحديثة أن عمليات التعلم والاحتفاظ بما يتعلمه الإنسان ثم تذكر ما تعلمه.. وأيضا عملية النسيان عمليات عصبية فيزيولوجية حيوية تتأثر بالعامل الوراثي إلى جانب عامل البيئة والاكتساب..
فالذاكرة مستودع التجارب والانطباعات التي اكتسبها الإنسان في حياته عن طريق الحواس والعالم الخارجي..
وهي انطباعات توجد على شكل صور ذهنية ترتبط معها أحاسيس ومشاعر سارّة أو غير سارّة ..
ويعتقد بعض الباحثين بأن هناك مصادر غير مادية لمكونات الذاكرة مثل الخبرات الموجودة في اللاشعور(unconsciousness)
وما يسمى بالحاسة السادسة وتأثير ما يسمى بالجسد الأثيري وغير ذلك..
والواقع أن كثير من الانطباعات والأحاسيس والأفكار تسلل إلى ذاكرتنا دون أن يشعر بها العقل الواعي حيث تنتقل هذه الأفكار والصور والأحاسيس من اللاشعور وتدخل أرشيف العقل ومن أهم مصادر الذاكرة الأحلام التي تتضمن صور وموضوعات هي عبارة عن رغبات دفينة في لا شعور الإنسان حيث نجد الإنسان النائم يتعرف خلال حلمه على معلومات جديدة كانت مكبوته في اللاوعي أو في اللاشعور وهي معلومات غالباً ما تمثل ذكريات الماضي ودوافع أو رغبات مكبوته أو منسية..
 * لماذا ينسى الإنسان ..؟
النسيان ضرب من الفرار ووسيلة لتفادي الألم سواء أكان الألم متصلاً بما نسى أو كان نتيجة محتومة..
إذا نحن أعترفنا لأنفسنا بما نكره أن نعترف به فأنت عندما تنسى ميعاداً ضربته لصديق فذلك لأنك تكره أن تعترف لنفسك أنك راغب عنه ويؤلمك أن تفطن إلى ذلك ..
فالنسيان ينشأ من وجود تيار من الخواطر خفي يحجر على الذاكرة ويعتقل الذكريات ..
وللنسيان عدة فوائد عقلية وصحية ونفسية ..
إذا هو تم بالشكل العادي فهو بمثابة راحة .. وتخفيف الأعباء على الدماغ .. وفي نفس الوقت تجديد للنشاط .. وإتاحة الفرصة لخبرات جديدة يتعلمها الإنسان ..
والتخلّي عن معلومات أو خبرات قديمة لم تعد تفيد بسبب عمليات التطور أو التعلم الجديد ..
والنسيان في حدوده العادية أمر صحي مفيد..
* الفرق بين النسيان وداء الزايمر\" الخرف\" :
النسيان عدم القدرة على تذكر اسم أحد الأشخاص أو نسيان مكان مفاتيح السيارة ..
وهو من الأمور الطبيعية التي ينبغي أن نتوقعها .. فالخلايا الدماغيه أو العصبونات ( neurons ( قد تضمر مع تقدم الإنسان في العمر
فالشخص عندما يبلغ الثلاثين يتمتع بذاكرة أقل مما كان عليه في العشرين ..
ويبدأ الانحدار الإدراكي الطبيعي " النسيان" منذ منتصف العمر ..
العوامل التي تؤثر في الذاكرة:
1- العوامل الصحية والعضوية والنفسية التي تؤثر في حياة الإنسان وفي قدراته على التعلم والانتباه والفهم والحفظ مثل إصابات الدماغ , وإصابات الحواس, والأمراض النفسية كالقلق والتوتر, والاكتئاب , والمخاوف بأنواعها .
2- مستوى التعلم والإتقان للمادة التي يتعلمها الإنسان ومستوى التدريب العقلي إلى جانب التعلم النظري وكذلك التعلم على مراحل منتظمة ( مقابل التعلم المكثف) يتخللها استراحة عقلية ونفسية مناسبة مع وجود اهتمام ودافعية لعملية التعلم أو لاكتساب الخبرات ,فالأمور التي تهم الإنسان تثبت في ذاكرته أكثر من الأمور التي لا تهمه والتي سرعان ما ينساها.
3- مدى استعمال الخبرات خلال حياة الإنسان فقد ثبت بأنه كلما استعمل الإنسان خبراته على فترات زمنية غير متباعدة كلما أدى ذلك إلى مستوى احتفاظ مرتفع وذاكرة قوية وكلما قاوم عملية النسيان .
4- درجة المعنى أو الفهم لخبرات الإنسان أو لما يتعلمه في الحياة فقد ثبت أن الخبرة ذات المعنى والمترابطة في عناصرها والمفهومة بشكل واضح تسهل عملية الاحتفاظ في الذاكرة كما تسهل عملية التذكر.
5- وهناك ما يسمى بعامل الكف حيث تؤثر المعلومات المتعلمة الجديدة على المعلومات المتعلمة والخبرات السابقة لدى الفرد ويحدث بينهما تداخل وتفاعل يؤدي إلى ترك أو نسيان المعلومات التي لم تفيد الإنسان في حياته.
6- تتأثر قدرات الفرد العقلية ودافعيه الفرد واهتماماته وصحته ,وحالته النفسية وأوضاعه الأسرية والاجتماعية والتعليمية وعوامل الكبت والحرمان وكذلك عمر الفرد ومرحلة نموه والإدمان على الكحول والمخدرات وغير ذلك ..
* التمارين العقلية:
إن أحد وسائل إشغال العقل ..هي تمرينه بنفس الطريقة التي يمرن بها الإنسان جسمه في النادي الرياضي.
إن خير طريقة لتدريب الذاكرة هي إيجاد إحدى الذكريات ثم تقويتها وذلك بجعل الذكرى مرتبطة بجميع حواس الجسم. مثلاً اسمه في ما بعد إذا لم تذكر تفكيرك فقط على هيئة ذلك الشخص.. بل تعمد إلى تكرار النطق باسمه بصوت عال.. وتسجيل المشاعر التي اعترتك أثناء مصافحته.. وتذكر نبرة صوته..
وفي تحليل صحفي نُشر مُؤخراً تبين أن الأشخاص الذين يقرؤون بانتظام ..أو يشغلون أدمغتهم حتى بأنشطة زهيدة ولو كانت حل الكلمات المتقاطعة أو التسلية بلعب الورق أو الشطرنج أو زيارة المتاحف هم أقل من سواهم احتمالاً بأن يصابوا بانحدار ذهني..
* الشدة والإرهاق العاطفي :
- أوضحت نتائج الدراسات الآثار السلبية للشدة على الدماغ وتأثيرها على الذاكرة.
فعند تعرض الأحياء للإرهاق العاطفي والشدة تبين وجود مستويات عليا من هرمون الكورتيزول"الذي تفرزه الغدتان الكظريتان" الذي أثر تأثير سيئ على أداء الفرد..
- كما تبين من الصور المأخوذة بجهاز الرنين المغناطيسي لأدمغتهم أن الأشخاص الذين يرتفع مستوى الكورتيزول لديهم .. يفقد الحصين في أدمغتهم من الخلايا الدماغيه ما يفوق خسارة الأشخاص من ذوي التجمعات الأدنى من الكورتيزول.
- كما أوضحت النتائج ..
أن وقوع الإنسان تحت وطأة الشدة والضغط .. وارتفاع مستوى الكورتيزول والهرمونات القشرانيه السكرية ..
تتلف الخلايا العصبية في منطقة الحصين بالدماغ.
وتلف هذه الخلايا بدوره يؤدي إلى تحريض الجسم على انتاج المزيد من القشرانية السكرية و هلم جرا مما يسبب المزيد من التلف للحصين.
* الرياضة ثم الرياضة :
أن الرياضة يمكن أن يكون لها تأثير على خلايا الدماغ كما إنها تنمى المزيد من عصبونات الدماغ بالقياس إلى الخمول ..
يقول د. سنودون.. إن ممارسة الرياضة هي من الأمور الهامة بالنسبة للعديد من الأمراض المزمنة بما في ذلك الآفات الدماغيه..
فإذا طلب منك أن تختا ربين "حل الكلمات المتقاطعة " وبين مزاولة الرياضة فاختر الثانية.
فالرياضة تنشط الدورة الدموية بما في ذلك تدفق الدم إلى الدماغ الذي يستهلك 25% من مجموع كمية الأكسجين التي تدخل إلى الرئتين 
كما أن الرياضة ترفع من سويه المواد الكيميائية المغذية للدماغ وتعمل على تقليل شعور الشخص بالشدة والضغط العاطفي وهو ما يلحق الضرر بدماغ الإنسان ..
كذلك فإن الرياضة تعمل على تخفيف الاكتئاب الذي يعمل على تبطئ التفكير وقد يكون استهلاً للإصابة بداء الزايمر "الخرف"
ويوصي د/سنودون بممارسة الرياضة الروحية ومثيلاتها من طرق الاسترخاء مثل اليوغا والامتناع عن التدخين وعن تعاطي الكحول.
*ارتفاع ضغط الدم:
أظهرت الدراسات أن استمرار ارتفاع ضغط الدم كما يعتقد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الصغرى بالدماغ مما قد يكون له تأثير على الوظيفة الإدراكية.
* الكوليسترول أيضاً له دور ..
تحدثت دراسات عدة عن وجود ارتباط بين ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم والخلل الدماغي وزيادة الكوليسترول من العوامل المؤدية للإصابة بخرف الشيخوخة..
* ألفة الناس ( التفاعل الاجتماعي):
أكدت الدراسات أن التفاعل الاجتماعي المتبادل بين الأفراد يساعد على تقوية الدماغ..
* التذكر في الرشد والشيخوخة:
- إن الذاكرة تضعف تدريجياً مع مرور الزمن وتقدم العمر.. مما يعرض المرء إلى بطء عملية التذكر أو الاستدعاء .. وقد ثبت بأن الخبرات والمعلومات التي يتذكرها الإنسان بعد فترة من الزمن لا تبقى على حالها كما كانت عليه في السابق بل تتعرض إلى التشويه أو ضياع التفاصيل وقد تتعرض إلى عمليات الحذف والإضافة..
- منذ حوالي عشر سنوات كان باحثوا الدماغ يعزون ضعف الذاكرة الناجمة عن الشيخوخة إلى تموت بعض خلايا الدماغ ..
أما اليوم فأن الدراسات الجديدة توحي بأن الفقد الرئيسي لخلايا الدماغ بفعل التقدم في السن ربما كان يحدث في مناطق بالدماغ منتجة للمواد الكيميائية التي تعمل على تسهيل التخاطب والتنسيق بين مختلف المناطق الدماغية ..
وهذه المواد الكيميائية إلى تمكن الإنسان من الربط ين صور الحديقة ورائحة الحشيش المحصود حديثاً ..
*أهم ما يؤثر في عملية التذكر عندما يزداد العمر الزمني حتي يصل إلى الشيخوخة..
هو قوة الدافع .. ومستوى التعليم .. وموالاة التدريب
فالفرد يتذكر ما تعلم بدافع محدد يدعوه إلى التذكر لكن هذا الدافع يضعف في المراحل الأخيرة والنهائية من الحياة ويشعر الفرد بالنهاية فتقل حدة الدافع.. وبالتالي يضعف مستوى التذكر..
أساليب مهمة وفاعلة تساعد على التذكر وتعزز عمل الذاكرة:
أولاً: الأسلوب النفسي:-
الثقة بالنفس والتخلص من مشاعر الإحباط وخيبة الأمل والاستفادة القصوى من الذاكرة هذه الهبة الربانية الرائعة..
ثانياً:الأسلوب المعرفي:-
استعمال المفاهيم والأساليب العقلية التالية:
1- تنظيم المعلومات وتصنيفها في مجموعات أو نماذج أو رسوم... الخ
2- افتراض تعلم الموضوعات بهدف تعليمها.. فالذي يرغب في شرح موضوع ما تعليمه للآخرين لابد أن يفهمه أولاً..
3- استيعاب المعلومات على مراحل وفترات زمنية متتالية..
4- استيعاب المعلومات على مراحل وفترات زمنية متتالية..
5- استرجاع المعلومات بين فترة وأخرى..
6- استعمال قانون الربط..
ثالثاً:الأسلوب الإجرائي:-
استعمال وسائل التذكير المتنوعة في المنزل والمكتب والسيارة مثل المفكرات أو الأوراق اللاصقة أو وضع الأشياء في أماكن معينة..
الذاكرة الخاصة
أعرب شرلوك هولمز لصديقة المخلص الدكتور واطسون عن مبادئ أسلوبه.ففي حين كان واطسون يعرض عليه نظريات كوبرنيك, كان هولمز,على الرغم من اهتمامه بالمسألة,يبذل جهداً لنسيان كل شئ..
وسأله واطسون مذهولاً عن الدافع لهذا,فسمعه يقول:"أرى أن دماغ الإنسان كسقيفة صغيرة فارغة يفرشها كل منا حسب ذوقه.. فالحمقى يجمعون فيها ركاماً كاملاً من أشياء لا فائدة منها,بحيث لا يدعون مكاناً لوضع المعارف التي تفيدهم,أو أنهم يكدسون فيها الكثير من الأشياء الأخرى التي لا يمكنهم أن يضعوا يدهم عليها ويجدوها يوم يحتاجون إليها.
أما العقلاء .. فعلى العكس هم حريصون على أن يختاروا بذكاء شديد أثاث سقيفتهم فهم لا يريدون أن يروا فيها سوى ما سيستخدمونه فيما بعد لكنهم يحتاجون إلى أن يقتنوا منه مجموعة متنوعة كاملة جداً,يقومون بترتيبها أحسن ترتيب.. ومن الخطأ التصور أن مخزون الغلال الصغير هذا ذو جدران قبالة للتمدد..
فمن المهم كثيراً إذاً ألا تدع المعارف غير المجدية تستبعد المعارف التي نحتاجها
عمليات الذاكرة؟
هى العملية التى من خلالها يقوم المخ بتخزين المعلومات وحفظها عن طريق كل ما يأتيه من الحواس الخمس.
تنقسم الذاكرة الى ثلاثة مراحل أساسية:
1- الترميز (الادخال)
2- التخزين
3- الاسترجاع
أنواع الذاكرة:
أولا: الذاكرة قصيرة المدى: (هى التى تحفظ المعلومات لمدة قصيرة كالاحتفاظ برقم تليفون شخص غيرنا للاتصال به او حفظ المواد الدراسية من اجل الامتحانات)
ثانيا: الذاكرة طويلة المدى: (ذاكرة منظمة تحتفظ بداخلها بما نعرفه عن الحياة من حقائق ثابته، وكل ما مر بحياتنا من ذكريات مؤلمه او سعيده).
أنواع أخرى من الذاكرة:
1- برامج الذاكرة: مجموعة من الأفعال التى يقوم بها الإنسان تلقائيا فى وجود محفز (كتوقفك فى الطريق لمجرد رؤيتك الإشارة الحمراء او الوقوف مده زمنية عند رؤيتة حادث لمشاهدته)
2- نصوص الذاكرة: وهى سلوكيات ذات نص محدد ومرتبطة بمواقف اجتماعية معينة (فعندما تذهب إلى مطعم فأنت تعرف أنك ستتصرف تبعا لنص محدد، ففى البداية ستجد من يجلسك فى مكانك، ثم يقدم لك قائمة الطعام، ثم تختار الطعام ثم يحضره لك ثم تاكل وتدفع الحساب وتذهب).
3- الخرائط العقلية: والتى تحمل معلومتنا عن البيئة المحيطة. (عند سكنك فى منطقة جديدة، تجد نفسك وقد جهلت الأماكن من حولك حتى تبدأ فى التحرك فى المنطقة هنا وهناك للتعرف عليها بنفسك ورسم خرائط لها فى عقلك. وبالعكس اذا كنت فى سكنك القديم وانت تعرف المكان جيدا تجد نفسك تذهب إليه تلقائيا حتى وانت مشغول الذهن او سرحان فانك تجد نفسك فجاه امام بيتك).
يعتمد قياس الذاكره على ثلاث طرق رئيسيه هي:
(الاستعاده ، التعرف ، التكرار).
اولاً الاستعاده:
وتقوم خلال هذه العمليه اختبارات قياس الذاكره اعتماداً على العامل الزمني كأنك تطلب إلى شخص ان يحفظ قطعه شعريه او نص معين خلال فترة زمنية معينه فتره زمنيه ثم نطلب منه بعدها أن يعيد ما حفظه، فنقيس بذلك مدرى قدرة التذكر والاستعاده لديه.
ثانياً التعرف:
وهي طريقه تعتمد على الأسئله الموجهه الى شخص حول نص معين حفظه ولكن هذه الطريقه يفضل ان تكون فيها الاجابات التي يقدمها المختبرتكون على اساس اجابه خاطئه او اجابه صحيحه ((وهذه الطريقه هي المثلى في اجراء قياس قدرة الانسان على التذكر)).
ثالثاً التكرار:
وتتم هذه العمليه بأن يطلب من الشخص ان يتعلم شيئا معيناً ثم يعطى فرصه محدده زمنيا لكي يتمكن من الاحتفاظ بما تعلمه، وبعدها يطلب منه ان يعيد تعلم ما سبق وان تعلمه مره اخرى فإذا ثبت ان عملية التعلم في المرحله الثانيه قد استغرقت وقتا زمنيا اقل مما قضاه في المره الاول فهذا يدل على ان جزءاً من الحمل قد دخل في اطار الاستحفاظ ((وهذه الطريقه هي المثلى للحفاظ على الذاكره كبيره في حجمها ومترابطه في محتوياتها)).
ماهو النسيان؟
هو عدم القدرة على استرجاع المعلومة المناسبة في الوقت المناسب والتى قام المخ بتخزينها من قبل.
أسباب النسيان:
عدم تركيز المعلومة في الذهن فالمعلومة التى تدخل إلى المخ إن لم يتم تكرارها عدة مرات أو استخدامها بشكل جيد فسوف تختفى فى خلال 30 – 40 ثانية.
كم المعلومات الهائل الذي قد يؤدي إلى عدم ترتيبه إلى تشابك الأفكار وبالتالي صعوبة استرجاعها
فالمعلومات الموجودة فى الذاكرة قصيرة المدى قد تتأثر بالمعلومات الجديدة الداخلة عليها. هل يمكنك مثلا أن تتذكر فيم كنت تفكر منذ خمس دقائق مضت.
الفشل فى التخزين: فالمعلومات قد يساء تخزينها أو لا تخزن بشكل كامل، فيصبح من الصعب استعادتها.
يوجد عوامل اخرى لها علاقة بالنسيان :
الحالة الجسمانية: التعب، الألم، مستوى الاستثارة عوامل إدراكية: الانتباه، التركيز
عوامل عاطفية: الضغط العصبى، القلق، الحزن، الابتهاج
عوامل بيئية:الأصوات، الروائح، مستوى الضوء
المهام المطلوب تذكرها: سهلة، مملة، مثيرة للتحدى، معقدة
معرفتك الشخصية بمدى جودة أو سوء ذاكرتك فى أشياء محددة.
الذكريات البعيدة : قد تفشل فى استعادة ذكرى شيء من الماضى البعيد، ولكنك ما أن تحاول انعاش ذاكرتك بأى طريقة ممكنة فسوف تبدأ شيئا فشيئا فى تذكره.
أثر الكحوليات: فان الكحوليات تؤثر على قدرة الإنسان على تجزئة انتباهه لعدة أشياء، كما تؤثر على الإدراك البصرى لما حوله، قدرته على التركيز، قدرته على الحكم على الأشياء.
حاول أن تجرب أحد تمارين الذاكرة التى ذكرنها سابقا(الاستعاده ، التعرف ، التكرار) قبل شربك للكحول وبعده، وستندهش من مدى تأثر ذاكرتك.
نصائح عملية لتفادي ظاهرة النسيان وعصبيته الزائدة
هل يحدث أن يناديك شخص ما باسمك ويرحب بك، ولا تستطيع أن تتذكر اسمه أو أين يعمل؟ هل تهدر وقتًا طويلاً في البحث عن المفاتيح أو النظارة أو الملفات؟
هل تنسى أحيانًا إن كنت قد تركت سيارتك في الطابق الرابع أو السادس من الجراج؟ هل تفقد سياق الحديث فجأة ولا تعرف أين توقفت؟
هل تشعر بالحرج بسبب نسيان موعد مع أحد أصدقائك أو أشياء معينة طلبها منك؟ هل تنسى هاتف زوجتك؟ هل تشعر بالحرج حين تنسى ما طلبته منك؟
هل تنسى المعلومات أو المهام التي يطلبها منك رئيسك في العمل مما يؤثر على ترقيتك أو وضعك الوظيفي؟
إذا كانت إجابتك بنعم على واحد أو أكثر من الأسئلة السابقة وبشكل يؤثر على نجاحك الشخصي والعملي، ويضعك في مواقف محرجة دائمًا، ويجعلك أكثر عصبية، فهذا يعني أنك لا تستخدم ذاكرتك كما ينبغي.
وهنا سؤال يطرح نفسه ما الذي يجب فعله حتى نستغل ذاكرتنا بأقصى طاقة ممكنة. إذا استبعدنا الأسباب المرضية، والفسيولوجية، وسوء التغذية، فهناك بعض التدريبات التي تساعدك على تقوية الذاكرة والحد من النسيان.
- ركز تفكيرك على الشيء أو المعلومة أو الموقف الذي تريد تذكره فيما بعد.
- قم بتخزين بعض الملاحظات حول هذه الأشياء، مثلاً إذا كنت في اجتماع فاكتب الأفكار الأساسية التي نوقشت وتعليقك عليها في الوقت نفسه، أما إذا حدث لك موقف ما فتذكر الأشخاص الذين تواجدوا معك في الموقف نفسه، ومكانه، وحدث واحد مهم على الأقل.
- اربط الأشياء التي تريد تذكرها بأخرى تحبها.
- كرر ما تريد حفظه بأكثر من وسيلة، كتابته أو تخيله أو قراءته بصوت عالٍ فينطبع في ذهنك.
- قسم الأرقام إلى مقاطع يسهل تذكرها أو أوجد علاقة بينهما، فمثلاً رقم تليفون كالتالي: 4112006 يصلح تذكره كتاريخ 4 شهر 11 عام 2006.
- إذا كنت تقرأ كتاباً لا تثني الصفحة التي توقفت عندها أو تضع بها شيئا حتى يسهل عليك العودة إليها، إنما يمكنك حفظ رقم الصفحة التي انتهيت بها.
- إذا كنت تريد تذكر شخص، تذكر ملامح مميزة في وجهه، أو طوله، أو نوع سيارته، أو الشارع الذي قابلته فيه، وهكذا.
- درب نفسك يوميًا على تذكر بعض الأشياء أو التواريخ أو الأرقام أو الأشخاص كتدريب يومي، مثلا انظر لمدة دقيقتين إلى محتويات الغرفة ثم أغلق عينيك حاول استدعائها من الذاكرة. كرر ذلك مع مجموعة كلمات أو أرقام عشوائية، أو محتويات مكتبك أو سيارتك أو آخر مكان قمت بزيارته.
- اكتب أسماء الأشخاص الذين قابلتهم خلال الأسبوع وفي أي مكان قابلتهم والموضوعات التي تحدثتم فيها.
- احرص على كتابة قائمة بالأشياء التي تريد شراءها من السوق وأحفظ عددها (مثلا سبعة أشياء)، حاول أن تشتري ما كتبته دون النظر في القائمة إلا في لحظة العجز تماما عن التذكر وبعد عد الأشياء ومحاولة تذكر باقي القائمة.
- إذا كنت من هؤلاء الذين ينسون الطرق، حاول أن ترسم الطريق كصورة ذهنية مرتبطة ببعض العلامات مثل مطعم ما أو مستشفى أو مدرسة توجد في هذا الطريق.
- دائما حاول أن تحفظ الأشياء على هيئة صورة ذهنية فهذا أقرب للحفظ من المعلومات الجافة، لذلك الأفلام لا تمحى من الذاكرة بقدر ما تمحى المعلومات وهي طريقة نستعين بها في تحفيظ الأطفال وتدريسهم.
ابدأ من الآن، لا تنظر للغد أو الأسبوع المقبل، فالناجح هو شخص لا يؤجل أفكاره. احرص على هذه التدريبات مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر متواصلة ولا تخف من الفشل.
لكل شيئ آفة تهلكه وآفة العلم النسيان *** عندما تزيد نسبة النسيان يكون نقمة
العلاج بالطعام:
يقول دكتور مايل ايه كلابر اخصائي طب التغذية في بومباتو بيتشي في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ومدير معهد التثقيف والبحث الغذائي، وهي منظمة مقرها الرئيسي في مانهاتن بيتش بكاليفورنيا "إن تناول الأغذية قليلة الدسم يساعد على فتح الشرايين ويحسن من تدفق الدم، وللإقلال من الدسم في غذائك فإنه يقترح الامتناع عن تناول اللحوم الدسمة للأبقار والضأن واستبدال الشحوم المتشبعة مثل الزبد والسمن بزيوت غير متشبعة مثل زيت الكتان والعصفر وهي متوفرة في معظم محلات الأغذية الصحية.
حصا البان: من الادوية العشبية الآمنة الاستعمال وعُرف عشب حصى البان منذ قديم الزمن.. فيذكر أن الطلاّب الإغريق كانوا ينثرونه على رؤوسهم لاعتقادهم بأنه مقوٍ للذاكرة ، ويمكن اضافة قطرات من خلاصة حصا البان على الشامبو وفرك فروة رأس المصابين بمرض الزهيمر بهذا المستحضر فقد وجد انه يعيد الذاكرة تدريجياً.
الزنجبيل : ولتقوية الذاكرة وللحفظ وعدم النسيان ، يؤخذ من الزنجبيل المطحون قدر 55 جرام، ومن اللبان الدكر (الكندر) 50 جرام، ومن الحبة السوداء50 جرام تخلط معا وتعجن في كيلو عسل نحل وتؤخذ منه ملعقة صغيرة على الريق يوميا مع صنوبر وزبيب.
المرمية Sage: المرمية نبات عشبي معمر عطري يعرف علمياً باسم Salvia officnalis وقد قال عنها العالم جيرارد في القرن السابع عشر ان المرمية تقوي الذاكرة الضعيفة وتعيدها في وقت قصير، وقد اكد الباحث الانجليزي هذه المقولة حيث اثبتوا أن المرمية تهبط الأنزيم المسئول عن تحطيم استيايل كولين الدماغ والذي يسبب الزهيمر.
الزبيب : في الطب النبوي لابن قيم الجوزية : أجود الزبيب ما كبر حجمه ورق قشره ونزع عجمه. وإذا أكل وافق الرئة ونفع من السعال ووجع الكلي والمثانة ويقوي المعدة ويلين البطن.وهو بالجملة يقوي المعدة والكبد والطحال نافع من وجع الحلق والصدر والرئة وفيه نفع للحفظ وتقوية الذاكرة.
الفلفل الأبيض : الفلفل الابيض يوضع مع الطعام " بهار " يزكي الذاكرة.
حبوب اللقاح : استخدمت حبوب اللقاح بنجاح تام في علاج الاضطرابات العصبية ومنها: التوتر العصبي ، الإرهاق والتعب الشديد ، حالات الانهيار العصبية مع صورة صحية متدهورة ، اضطرا بات الذاكرة .
القرفة " الدارسين " : يساعد مشروب القرفة الساخن المحلى بعسل النحل على مقاومة التقلصات المؤلمة بأنواعها المختلفة مثل تقلصات المعدة أو تقلصات العضلات أو آلام الطمث و الولادة ، وقيل هي نافعة للنسيان وتقوية الذاكرة .
والجينسينج : ينفع الجينسينج في حالات تحسين الذاكرة وزيادة التركيز.
الجوز " عين الجمل" : ولعلاج ضعف الذاكرة الذي يشكو منه الابناء خلال فترة الدراسة، ينصح بالإكثار من تناول عين الجمل والصنوبر والزبيب، وكذلك شرب مغلي لبان الذكر والزنجبيل والحبة السوداء (حبة البركة) وحب الفهم (المسمى البلادر) والهندباء البرية فور الاستيقاظ من النوم أي قبل تناول أي شيء آخر، مع تحليته بعسل النحل الذي جعله الله شفاء للناس.
مقولات عن النسيان
لقد شغلت ثنائيّة النسيان و الذاكرة الفلاسفة و الكُتّاب و الحكماء منذ الأزل. مقولات هذا الكتاب جمعتها لكم على مدى أعوام من المطالعة و بعضها من كتاباتي. ننتظر أن تضيفوا إليها كل ما تقطفونه من ورود النسيان أثناء قراءاتكم. لنصنع منها باقة من حكم النسيان.
أحبّيه كما لم تحبّ امرأة و انسيه كما ينسى الرجال
أيّها " الرجال الرجال " سنصلي للّه طويلًا كي يملأ بفصيلتكم مجددًا هذا العالم، و أن يساعدنا على نسيان الآخرين !
أغبطك نعمة الخشب، نعمة النسيان
أيّها الباب
سوف تحيا من بعدي
فقيد الشعر بسام حجّار
أيّها الساهر تغفــــو     تذكر العهد و تصحو
و إذا ما التأم جرح      جدّ بالتذكار جـــرح
فتعلّم كيف تنسى        و تعلّم كيف تمـــحو
                                                إبراهيم ناجي
أشياء تطاردها
و أخرى تُمسك بتلابيب ذاكرتك
أشياء تُلقي عليك السلام
و أخرى تُدير لك ظهرها
أشياء تودّ لو قتلتها
لكنّك كلّما صادفتها
أردتك قتيلًا
آمن أنّك ستنسى أكثر مما تتمنّى
                                           ألفريد دي موسيه
إذا كان الحبّ يملك شفيعًا و قدّيسًا، فالنسيان يحتاج إلى آلهة. من أجل هكذا مصائب وجدت العناية الإلهيّة.. و وجد الأدب.
لقد قرّرت، و هذا يكفي، أن أحارب من أجل ما أريده. و أن أكون ما لا يريده الآخرون لي
                                                  أوبرا وينفري
لا تبكيّن على الطلـل             و على الحبيب إذا رحل
و اقطع من الرحم الذي           بك في المناسبة اتصل
سيّان عندك فلـــــيكن            من لم يصلك و من وصل
من "الوصايا المضادة"لأبي نواس
كلّ يوم حين أستيقظ أقول
"سأنساك اليوم أيضا"
كلّ يوم
منذ أيام
لم يحدث أن نسيت
أن أنساك
ألقِ أوراقك.. أقل لك.. أنت لن تربح إلاّ في الخسارة!
             هنري ميشو
 للمزيد :
نشر علي رحال____________________________________________________  إعداد حسام الشربيني
العودة  الي              مصادر المعلومات    مدونة   رحال     مخلوقات مدهشة     صفحات رحال     صفحات مخلوقات مدهشة
                             بيانات الإتصال     تنويه عن رحال     كلمة   المدون      صفحتناعلي فيسبوك    البومات الصورالكاملة
رخصة المشاع الابداعيهذا المصنف مرخص بموجب المشاع الابداعي نسب العمل- المشاركة على قدم المساواة 3.0 الاصليةالترخيص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق