الأقسام

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

ملوك الأرض أربعة أم ثمانية ؟


انجازات العصر السومري   ثمانية ملوك للأرض
محاضرات في تاريخ العراق القديم
 كلية التربية الاساسية    جامعة بابل    القسم  قسم الجغرافية     
أستاذ المادة  قيس حاتم هاني الجنابي     
انجازات العصر السومري:
تعد الكتابات التي تركها أمراء هذه السلالات وجداول الملوك السومريين والنصوص الأدبية التي تركها السومريين أهم مصادر معلوماتنا عن السومريين، إذ تذكر جداول الملوك السومريين أن الملوكية نزلت من السماء لأول مرة في مدينة (أريدو) (تقع بالقرب من أورفي محافظة ذي قار)، ثم جاء الطوفان العظيم الذي غمر الأرض ومن عليها باستثناء رجل الطوفان الذي يسميه النص السومري (زيوسدرا) وفي النص البابلي (أوتنابشتم).
ويعطي كتبة جداول الملوك السومريين أسماءثمانية ملوك حكموا بلاد سومر قبل الطوفان بفترات حكم خيالية، إذ تصل مدت حكمهم إلى (241200سنة)، مما يشير إلى جهل هؤلاء الكتبة بأسماء باقي الملوك الذين حكموا قبل الطوفان، لذا اضطروا إلى تطويل سنوات حكم هؤلاء الملوك الثمانية ليغطوا الحقبة الزمنية السحيقة التي سبقت الطوفان، وربما كان وراء ذلك فكرة كانت شائعة بين الأمم القديمة مفادها أن الإنسان في قديم الزمان كان يعمر طويلا ويتمتع بصفات جسدية خارقة، كما تشير هذه الجداول إلى أن الآلهة تحكم البشر وإنها فوضت الملوك للحكم بدلاً عنها، وتشير هذه الجداول أيضاً إلى أن كل مدينة كان لها جيشها الخاص، المجهز بالعربات ذات العجلات الصلدة والتي تجرها الحمير الوحشية، والمسلح بالرمح والسيفالمقوس نوعاً ما أو على شكل ورقة شجر، كما جهز الجنود بالدروع والخوذ المعدنية.
ودويلات المدن السومرية شيدت بالقرب من الأنهار الرئيسة أو فروعها، وهذه الدويلات كثيرة ومتقاربة، وعدد نفوسها كبير نسبياً، ومحاطة بأسوار، والمدينة الكبيرة تسمى باللغة السومرية (اورو)،وبالأكدية (آلو)، وتتكون المدينة من ثلاث أقسام: القسم الأول يكون داخل السور، وفيه قصور الحكام والمعابد الرئيسة وبيوت أصحاب الحرف، القسم الثاني (كار بار را) يكون قرب السور وفيه مساكن الفلاحين وحظائر الماشية والمعبد المخصص لاحتفالات رأس السنة، والقسم الثالث (كار) ويعني الميناء وفيه ميناء المدينة ومركزها التجاري ومستودعات البضائع وخانات لإيواء التجار، وكان اقتصادهم يقوم على الزراعة وتربية المواشي والتجارة.
الحياة الدينية عند السومريين:
وتميزت ديانة بلاد ما بين النهرين بأنها كانت متعددة الآلهة أي إنهم كانوا مشركين، كما اتصفت هذه الآلهةبصفات تشبه البشر في النواحي المادية والمعنوية (التشبيه)، وقد تفوقت على البشر بالخلود والقدرة المطلقة، وتعددت المعابد التي كانت تقيم فيها الآلهة، وهو مظهر من مظاهر التشبيه بالبشر، وأصبح في كل مدينة أكثر من معبد لعدد من الآلهة، وقد بدأ العراقيون القدماء عبادة الظواهر الطبيعية التي كان لها تأثير في حياتهم كـ(الشمس والقمر والماء والهواء والزوابع والخصب)، وخصصوا لكل مظهر من هذه المظاهر إله خاص، كما خصصوا آلهة لشؤون حياتهم اليومية كـ(الطب والحكمة والمعرف)، وقد تطورت العقيدة الدينية عند سكان ما بين النهرين حيث جعلوا لكل إله مدينة زوجة خصوها مثله بالعبادة، ويقام احتفال (الزواج المقدس)، اعتقاداً منهم بان ذلك الزواج الإلهي سيحقق زيادة في العطاء والخيرات وفي مظاهر الطبيعة، وهناك آلهة رئيسة عبدت في جميع المدن، وآلهة خاصة بكل مدينة تكون حامية لها، ومن الآلهة الرئيسة العليا الإله(آنو) إله السماء وكان يرمز له بالقرون، والآلهة (كي)آلهة الأرض، وكانت السماء في نظرهم ذكراً والأرض أنثى، لهذا كانوا يصورون الإله (آنو) والآلهة (كي) متلاصقين معا، وابنهما الإله (انليل) إله الهواء والعواصف واسمه يعني (سيد النسيم الذي يفصل السماء عن الأرض)، وفي عهد الملك حمورابي احتل الإله (مردوخ) مكانه، وإله الماء والحكمة (انكي) و(أيا)، وآلهة الكتابة والقلم (ندابا)، ومن الآلهة الخاصةبالمدن الإلهة (اينانا) آلهة الحب والخصب والتكاثر عند أهل الوركاء، واسمها فيما بعد (عشتار) عند البابليين، والآلهة (ننكرسو) أو(ايننو) كان الإله الحامي لمدينة (لكش)، حيث كان إلهكل مدينة حارسها وحاميها وحاكمها وهو ينيب عنه في الحكم حاكم المدينة أو ملكها، وكان للمعابد الكثير من الأملاك والكثير من الخدم الذين كانوا يعملون في أراضي المعبد الشاسعة التي تصل إلى ربع أو نصف أراضي مدينة الدولة.
طالع
السومرية، رحم الاديان السماوية
سجلت تلك القوائم ان ثمانية ملوك سومريين فقط حكموا سومر ما يقرب من ربع مليون سنة
الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض
قد علم كثير منا أنه لم يستطع حكم الأرض منذ خلقها إلى يومنا هذا إلا أربعة فقط لا غيرهم
 و قد شاءت إرادة الله - عز و جل - أن يكون اثنين من هؤلاء الحكام مسلمين و آخران كافران
 فأما الكافران فهما { بختنصر ـ النمرود }
و أما المسلمان هما: { سليمان - عليه السلام - ذو القرنين }
{{ النمرود }}
النمرود ملك جبار متكبر كافر بالنعمة مدعي الربوبية و العياذ بالله كان يحكم العالم من مملكته في بابل في العراق.
هو الذي جادل إبراهيم - خليل الرحمن - في ربه و قد كان سمع عن أن إبراهيم يدعو إلى الله - عز و جل - في بابل فأمر باستدعائه و دار بينهم الحوار التالي : -
 النمرود ( من ربك ؟ )
 إبراهيم ( ربي هو الذي خلق كل شيء و هو الذي يحيي و يميت )
 النمرود ( أنا أحيي و أميت )
 و أمر النمرود برجلين حكم عليهما بالموت فأطلق الأول و قتل الثاني
 فغير إبراهيم - عليه السلام - حجته و ذلك من فطنته
 فقال إبراهيم ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب )
 فأحس النمرود بالعجز و اندهش من ذلك.
 و كان موت النمرود دليلاً على أنه لا يملك حولاً و لا قوة إلا بإذن الله فأرسل الله له جندياً صغيراً من جنوده هو الذباب فكانت الذبابة تزعجه حتى دخلت إلى رأسه فكانت لا تهدأ حركتها في رأسه حتى يضربوا هذا الملك الكافر بالنعال - أكرمكم الله - على وجهه و ظل على هذا الحال حتى مات ذليلاً لكثرت الضرب على رأسه .
{{ بختنصر }}
هو أيضاً كسابقه كان ملكاً على بلاد بابل في العراق و لكن قبل أن يصبح ملكاً كان قائد جيش جرار قوامه مائة ألف مقاتل و كان معروف للعالم بشراسته و قوته و ذهب بجيشه للشام و دمشق فخافه الدمشقيون و طلبوا الصلح و قدموا للبختنصر أموال عظيمة و جواهر كثيرة و كنوز ثمينة فوافق و ترك دمشق و ذهب إلى بيت المقدس وكانت عاصمة بني إسرائيل و يحكمهم ملك من نسل داوود - عليه السلام - فخرج إلى البختنصر و قدم له الطاعة .
و طلب الصلح منه و أعطاه مثل ما أعطاه الدمشقيون بل و أخذ منهم الملك الكافر بعض أثرياء بني إسرائيل و عاد إلى بلاده و بعد أن انتهى فزع بني إسرائيل الذين أغلقوا أبوابهم عند قدوم البختنصر قاموا إلى ملكهم و اعترضوا على هذا الصلح و قتلوا ملكهم الذي هو من آل داوود - عليه السلام - و نقضوا عهدهم مع بختنصر فعاد بختنصر إليهم.
فتحصنوا ضدهم و لكن بختنصر تمكن من اقتحام المدينة و قتل فيها الكثير و خرب فيها الكثير و ذهب إلى القرى المجاورة و خربها و قتل أهلها و بقي بختنصر في بلادهم و أحرق ما وقع تحت يديه من التوراة و أبقى النساء والأطفال ليكونوا عبيداً لأهل بابل حتى بلغ عدد الأطفال تسعين ألف طفل .
 كان من بين الأطفال نبي الله عزير - عليه السلام و لما وصل البختنصر بابل وزع الأموال و الأولاد على أهل بابل حتى امتلأت بيوتهم بالخير .
{{ ذو الــــقرنـــيـــــن }}
أسم عظيم من حكام الأرض و سمي بهذا الاسم لإعجاب الناس به و تحيةً لهمته العالية و شهامته و شجاعته و لرؤيا رآها في منامه ..
و قد نشأ ذو القرنين في أمة مستعبدة ضعيفة سيطرت عليها دولة مجاورة و أجبرتها على دفع الجزية.
فلما رأى ذو القرنين حال أمته بدأ يدعوهم إلى الاهتمام بعزته و كرامتهم و التوحد حوله و تأييده في التخلص من هذا الظلم فردوه قومه و منعوه من الكلام بهذا حتى لا يسمعه الملك فيعاقبهم و لكن ذو القرنين لم ييأس و أصر أن يفعل شيئاً لقومه و قد كان من صفاته العقيدة الصادقة و الإيمان الراسخ و الحكمة و كان قوي البدن مفتول الذراعين.
فبدأ يدعو قومه إلى الإيمان بالله و ظل يدعوهم لكنه لم يجد إلا السخرية منه ونفروا منه فأقبل ذو القرنين إلى الشباب ودعاهم فاستجابوا له و أحبوه و آمنوا بدعوته و زادت شهرته حتى أصبح الذين آمنوا بدعوته أكبر ممن كفر بها ورأى ذوالقرنين في منامه رؤيا عجيبة و هي ( أنه صعد إلى الشمس و اقتربت منه حتى أمسك قرنيها بيده ).
فقص هذه الرؤيا على أصحابه الذين فسروها قائلين له بأنه سوف يصبح ملكاً ذا جيش كبير و سيملك الدنيا من المشرق إلى المغرب.
فبدأ الجهلة من قوم ذو القرنين يستهزئون به و فسروا الرؤية على أن الملك الظالم سوف يضرب ذو القرنين على قرني رأسه أو أنه سيقتله و يعلقه من قرني شعره ولهذه الرؤيا سمي ذو القرنين بهذا الاسم .
 و بعد ازدياد عدد أنصار ذي القرنين أصبح ملكاً على البلاد و أطاعوه على السمع و الطاعة و محاربة عدوهم حتى يرجع لهم حقهم و كانت بلاده تدفع للملك الظالم ضريبة و هي عدة بيضات من الذهب الخالص فلما جاء وقت الدفع لم يدفع ذو القرنين شيئاً و طرد الرجال الذين يأخذون الضريبة و أرسل للملك الظالم رسالة يستهزئ فيها:
 ( إني قد ذبحت الدجاجة التي تبيض الذهب و أكلت لحمها فليس لك شيء عندي )
 فعرف الملك عن ذي القرنين بأنه شاب صغير السن فأرسل له ساخراً به
 ( أرسلت لك كرة و سوطاً و كمية من السمسم فالكرة و السوط لتلعب بهما فإنك صغير تحب اللعب و ابتعد عن الغرور فلو كان جنودك بعدد حبات السمسم لأتيت بك )
 فرد عليه ذو القرنين: ( سأنتصر عليك و لو كان جنودك بعدد حبات السمن )
 و ذهب ذو القرنين بأنصاره إلى الملك الظالم فألقى الله الرعب في قلوب سكان بلدة الملك فذهبوا إلى ملكهم و طلبوا منه أن يتصالح مع ذي القرنين فغضب الملك من هذا الكلام و خرج بجيشه لملاقاة ذي القرنين الذي تمكن من هزيمته و قتل الملك الظالم و أصبح هو الحاكم على البلد المجاورة فنشر فيها العدل و الاستقرار والأمن والأمان و أفرح أهلها.
 و بعد هذا النصر عزم ذو القرنين على إعلاء كلمة الحق في كل مكان من الأرض و قد مكن الله له في الأرض و أعطاه الإمكانيات الهائلة.
 فسار إلى المغرب حتى وجد نفسه في سهول فسيحة ليس لها نهاية ذات أرض طينية سوداء فرأى منظر غروب الشمس حتى خيل له أنها تغوص في تلك الأرض الطينية فوجد عند هذا المكان قوماً كافرين فانتصر عليهم فلم يقتلهم و يأسرهم بل نصحهم و أصلح شأنهم و بنى في تلك البلاد المساجد و آمن أهل هذه البلدة.
ثم اتجه ذو القرنين إلى المشرق و كان كلما مر على قوم دعاهم للإيمان بالله فإن آمنوا أكرمهم و إن كفروا عذبهم بشدة.
 و سار ذو القرنين حتى وصل إلى بلاد نهايتها المحيط فأصبح يمشي في سهول الصين فوجد فيها أودية خصبة و مناطق واسعة و هضاب وعرة و ظل يمشي حتى وصل إلى فتحة واسعة و عريضة بين جبلين عاليين و وجد واراء الجبلين أمة صالحة يعبدون الله و لكنهم لا يعرفون كلام أي من البشر لأنهم منعزلون خلف الجبل وسبب عزلهم خلف الجبل أنه من هذه الفتحة بين الجبلين كانت تأتي قبيلتين متوحشتين هما يأجوج و مأجوج و كانوا يأكلون كل شيء و كانوا يعتدوا على الأمة الصالحة فطلبوا المساعدة من ذي القرنين بعد أن رأوا جيشه القوي و صلاحه فذهبوا إلى ذي القرنين وأعلنوا إسلامهم و ذكروا له خطورة يأجوج و مأجوج و أنهم يتكاثرون بسرعة و سيفسدون الأرض و عرضوا على ذي القرنين الأجر فرفض ذلك و طلب منهم أن يعينوه على بناء السد .
 و أمر ذو القرنين القوم أن يجمعوا الحديد و أمر المهندسين فقاسوا المسافة بين الجبلين و ارتفاعهما وأمر العمال فحفروا أساساً في الأرض و وضع قطعاً من الحديد بين الجبلين ،وجعل بين كل طبقتين من الحديد طبقة من الفحم ، ومازال يرفع الحديد العريض حتى سد بين الجبلين و أشعلوا النار في الفحم حتى تحولت قطع الحديد إلى نار سائلة و صب النحاس على الحديد المصهور فملاً الشقوق و تحول السد إلى سد عظيم عالي لا يمكن النفاذ منه حتى من قبيلتي يأجوج و مأجوج .
 و لما رأى ذو القرنين حمد الله و شكره و قال : هذا رحمة من ربي .
{{ ســلـــيــمـــان - عليه السلام - }}
لم تأتي الأرض بملك مثله عليه السلام و لن تأتي حيث أن الله تعالى قد سخر لسليمان كل شيء، فقد سخر له الجن و الإنس و علمه الله لغة الحيوانات و أخضع له الوحوش و جعل الرياح تحت أمره.
 كل هذا من ملك سليمان - عليه السلام - هو ابن داوود - عليهما السلام -
 قال تعالى { و ورث سليمان داوود }.، و قد قال - صلى الله عليه و سلم - { نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة } .
 نفهم من هذا أن سليمان لم يرث الملك من أبيه إنما ورث النبوة أي أصبح نبياً بعده و سأل سليمان - عليه السلام - ربه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فوهبه الله ذلك
 فقد كان يكلم الطير و يفهم لغتهم و لم يكن داوود سوى فاهماً للغة الطير لكن لم يكن يستطيع الكلام معهم أما سليمان فقد زاد على أبيه بقدرته على الكلام مع الطيور
 و ليس هذا فقط بل كان قادراً على فهم لغة النمل و سماع كلامهم.
 و لا نتوقف هنا بل نستمر إلى الرياح حيث كان سليمان يتحكم في الريح بإذن الله و يستطيع أن يركبها مع جنوده.
 و أيضاً سخر الله لسليمان الجن و الشياطين فقد أعطاه القدرة على تشغيل الجن و تعذيبهم إن عصوا أمره بل و أعطاه القدرة على ربطهم بالسلاسل و كانت الشياطين تبني له القصور و المحاريب و تستخرج له اللؤلؤ من قاع البحر و من يعصي أمره كان يربطه و يقيده في السلاسل .
 كل هذا جزء صغير من ملك سليمان - عليه السلام – .

هناك تعليقان (2):

  1. لم يكن سليمان علية السلام احد الملوك الذين حكمو الارض بمجملها بدليل انة لم يكن يعرف ممللكة سبا في اليمن وهي لاتبعد عن الشام كثيرا

    ردحذف
  2. لم يكن سليمان عليه السلام أو غيرة من الملوك الأرض كلها ولا يحتاج الأمر الي دليل فهو منطقي ومقبول تماما ، وإنما أطلق لقب ملك الأرض علي كل من ملك البلاد المعروفة لهم في ذلك الوقت أو ملك غالبيتها ، ولم يدع أحد ملك كل الأرض أو السماء أو حتي الكون إلا كذبا ودعاية وجهلا .

    ردحذف