الأقسام

الأربعاء، 25 مايو 2011

هيباتيا.. شهيدة علم في التاريخ الإنساني

 هيباتيا الإسكندرية (باليونانية: Υπατία) (ح. 380 - 415) ولدت في الإسكندرية (مصر) حوالي عام 380 واغتيلت في مارس 415. عالمة رياضيات ومنطق وفلك، عرفت بدفاعها عن الفلسفة والتساؤل، ومعارضتها للإيمان المجرد.
هيباتيا كانت ابنة ثيون آخر زملاء متحف الإسكندرية "السيزاريوم" الذي كان إما ملاصقا لمكتبة الإسكندرية أو بداخلها. ويقترح البعض أنه بوفاتها يسدل الستار تماما عن عصر الحضارة الهيلينية.
حياتها
هيباتيا هي ابنة ثيون الذي كان معلمها وآخر علماء الرياضيات المعروفين، والمنتمين إلى مدرسة الإسكندرية. وقد سافرت إلى أثينا وإيطاليا للدراسة قبل أن تكون عميدة للمدرسة الأفلاطونية نحو عام 400 ميلادية. كانت هيباتيا، بحسب للموسوعة البيزنطية المسماة (سودا) والتي صدرت في القرن العاشر الميلادي، أستاذة فلسفة وعلّمت فلسفتَي أرسطو وأفلاطون على السواء. وكان بين طلابها عدد من المسيحيين والأجانب، ورغم أنها كانت لا تؤمن بأي إله (لا يوجد مصدر يؤكد دينها)، إلا أنها كانت محل تقدير وإعجاب تلامذتها المسيحيين واعتبرها في العصور اللاحقة بعض المؤلّفين المسيحيين رمزًا للفضيلة. وأشيع أنها كانت زوجة الفيلسوف ايزودور السكندغير وأنها بقيت طوال حياتها عذراء. ويحكى أنها رفضت أحد خطابها عن طريق إعطائه خرقة بها بقع من دمها موضحة له أنه لا يوجد "شيء جميل" في الرغبات الجسدية. تبادلت هيباتيا مراسلات مع تلميذها السابق سينوسيوس القورينائي، الذي أصبح عام 410 ميلادية أسقف بتلومياس (ليبيا). وتعتبر هذه الرسائل مع كتابات دامسكيوس عنها المصادر الوحيدة المتبقية عن هيباتيا من طريق طلابها.
يتحدث المؤرخ الكنسي سقراط عن هيباتيا في كتابه "تاريخ الكنيسة"، قائلاً: "كانت هناك امرأة في الإسكندرية تدعى هيباتيا، وهي ابنة الفيلسوف ثيون. كانت بارعة في تحصيل كل العلوم المعاصرة، ما جعلها تتفوق على كل الفلاسفة المعاصرين لها، حيث كانت تقدم تفسيراتها وشروحاتها الفلسفية، خاصة فلسفة أفلاطون لمريديها الذين قدموا من كل المناطق، بالإضافة إلى تواضعها الشديد لم تكن تهوى الظهور أمام العامة. رغم ذلك كانت تقف أمام قضاة المدينة وحكامها دون أن تفقد مسلكها المتواضع المهيب الذي كان يميزها عن سواها، والذي أكسبها احترامهم وتقدير الجميع لها. كان والي المدينة (اورستوس) في مقدمة هؤلاء الذي كانوا يكنون لها عظيم الاحترام."
أعمالها
معظم أعمالها كانت عبارة عن أعمال مشتركة مع والدها، ثيون الكنسدروس نتيجة إلى ندرة وجود أعمال أنثوية منفردة للنساء في العصور القديمة. من مساهماتها الهامة في مجال العلوم: قيامها بعمل رسم الأجرام السماوية، واختراعها مقياس ثقل السائل النوعي (الهيدرو متر)المستخدم في قياس كثافة ولزوجة السوائل. قال تلميذها سينوسيوس أنها اخترعت أيضا نوع من الإسطرلاب.
موتها
كان التفاف جمهور المثقفين حول الفيلسوفة هيباتيا يسبب حرجا بالغا للكنيسة المسيحية وراعيها الأسقف كيرلس الذي كان يدرك خطورة هيباتشيا على جماعة المسيحيين في المدينة، خاصة وأن أعداد جمهورها كان يزداد بصورة لافتة للأنظار، بالإضافة إلى أن صداقتها للوالي (أوريستوس) الذي كانت بينه وبين أسقف الاسكنرية (كيرلس) صراع سياسي في النفوذ والسيطرة على المدينة. كان أوريستوس مقربا إلى هيباتيا ويكن لها تقديرا كبيرا. كما يقال انه كان أحد تلاميذها، وهو ما يفسر لما كان (كيرلس) مستاء مما قد يمثله وجود هيباتيا. وزاد الأمر سوءا أن الأسقف دخل في صراع مع اليهود المتواجدين بالمدينة، وسعي جاهداً لإخراجهم منها، ونجح في ذلك إلى حد كبير وذلك بمساعدة أعداد كبيرة من الرهبان، الذين شكلوا ما يمكن تسميته بجيش الكنيسة، ولم يكن باستطاعة الوالي التصدي لهذه الفوضى، بل وتعرض بدوره للإهانة من جانب بعض الرهبان الذين قاموا بقذفه بالحجارة، بعد أن علموا بالتقرير الذي أرسله للإمبراطور متضمناً الفوضى التي جرت بالإسكندرية جراء اشتباكاتهم مع اليهود، ومن ثم تأزمت العلاقة بين المسيحيين وبين الوالي أوريستوس رغم أنه كان مسيحياً أيضا، وسرت الشائعات في المدينة أن سبب هذا العداء بين رجلي الإسكندرية يعود إلى هيباتيا وتأثيرها على حاكم المدينة وهذا لم يكن يعني أن المدينة لن تعرف الهدوء إلا بالخلاص منها. وكان موتها مأسويا على يد جموع المسيحيين التي تتبعتها عقب رجوعها لبيتها بعد إحدى ندواتها حيث قاموا بجرها من شعرها، ثم قاموا بنزع ملابسها وجرها عارية تماما بحبل ملفوف على يدها في شوارع الإسكندرية حتى تسلخ جلدها، ثم إمعانا في تعذيبها، قاموا بسلخ الباقي من جلدها بالأصداف إلى أن صارت جثة هامدة، ثم ألقوها فوق كومة من الأخشاب وأشعلوا فيها النيران.
هيباشيا أو (هيباتيا) هي أول عالمة في التاريخ وفيلسوفة سكندرية
مصرية ازدان بها الفكر الفلسفي في القرن الرابع الميلادي وعرفت بفيلسوفة الإسكندرية، امتازت بالجمال الفائق إلا أنها وهبت نفسها للفلسفة وتميزت بالعبقرية، ولكن انتهت حياتها بعد تعذيبها وتشويه وجهها في الإسكندرية على يد بعض الكهنة.
من دلائل عبقرية هيباتيا أنها تعلمت على نفقة الدولة الرومانية وذلك شيء فريد من نوعه خاصة أن النساء في عصرها لم يكن يتمتعن بمجانية التعليم، أما الاستثناء الثاني الذي تميزت به هو أنها عملت بالتدريس في الجامعة وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، وهو استثناء خاص خاصة أن جامعة الإسكندرية كانت مسيحية أو شبه مسيحية في ذلك الوقت.

ولدت هيباتيا عام 370 للميلاد على بعد 220 كيلو متر شمال القاهرة وهذا المكان هو مكان جامعة الإسكندرية القديمة التي كانت بحق أول معهد للبحوث في تاريخ العالم, في تلك الجامعة جلس عمالقة الفكر والعلم، وهناك بين الرجال العظام كانت هيباشيا عالمة الرياضيات والفلك والفلسفة والفيزياء عندما كانت هذه المجالات حكرا على الرجال ويقول كارل ساغان مؤلف كتاب " الكون - أو "كوزموز": "إن هيباشيا هي آخر بريق لشعاع العلم من جامعة الإسكندرية القديمة".
أضغط لمشاهدة الفيديو 
وهيباشيا ابنة "ثيون" أستاذ الرياضيات في جامعة الإسكندرية القديمة، وآخر عظيم من عظمائها، سُجّل اسمها بلوحة الخالدين ، وجاء (بدائرة المعارف البريطانية (عنها : فيلسوفة مصرية وعالمة فى الرياضيات)، كانت هيباشيا تلقى محاضراتها في جامعة الإسكندرية ، وفاقت أهل زمانها من الفلاسفة والعلماء عندما عينت أستاذة للفلسفة بهذه الجامعة ، وهرع لسماع محاضراتها عدد كبير من الناس ومن شتى الأقطار النائية ، والطلاب يتزاحمون ويحتشدون أفواجاً إليها ومن كل مكان ، ولقبت في الخطابات المرسلة لها" بالفيلسوفة" ، وإذا قامت بشرح فلسفة أرسطو أو أفلاطون اكتظت القاعات برجالات وأثرياء الإسكندرية وأكابرها كانوا يترددون على مجالسها ويحرصون عليها ، سيما وهى تعالج الكثير من المواضيع الشائكة وتثير الأسئلة المعقدة مثل: من أنا ? ومن نكون ? وما الخير ?.
وفي أول مارس سنة 415م، أيام الصوم الكبير، والطريق مظلم أشد الظلام ، وبالقرب من صحراء وادي النطرون، كانت هناك عربة يجرها حصانان رشيقان وينهبان الأرض نهبا ، ويظهر ضوء خافت، يبدد سواد الليل الكثيف ، يعترض العربة جمع من الرهبان المنتظر على الطريق منذ فترة طويلة ويخفيهم ظلام الليل وملابسهم السوداء.
وفجأة، يهجمون على العربة وبقسوة ووحشية يفتحون بابها ، ويجذبون امرأة بارعة الجمال ، رشيقة القوام ،ذكية العينين ، ساحرة الوجه ،ويجرونها جراً ويذهبون بها إلى كنيسة قيصرون ، حيث تقدمت مجموعة منهم وقاموا بنزع ثيابها حتى تجردت تماما من ملابسها وتصبح عارية كما ولدتها أمها، ثم تقدم أحد الرهبان وقيدها، وبسكين حاد النصل وبيد لا ترتعش ذبحها ذبح الشاة ، ولم يكتف
الرهبان بذلك ، بل عكفوا على مهمة بالغة الغرابة ، وغير مسبوقة ، بتقطيع الجسد إلى أشلاء مستمتعين ومنتشين بما يفعلون ، وراحت تكشط اللحم عن العظم بمحار قاس حاد الأطراف!!!!!
وفى شارع سينارون، أوقدوا ناراً متأججة وقذفوا بأعضاء جسدها ، ذلك أن المسيحيين المتعصبين في ذلك الزمن رأوا في "هيباشيا" لب الفكر الوثني لما تحمله من أفكار فلسفية، وكانت هذه هي نهاية أول شهيدة علم في التاريخ البشري... هيباتيا.
إذا كان هناك من الحب ماقتل.. فإن الحقيقة تؤكد ذلك.
وهذه القصة التي حدثت في الاسكندرية عام 415م تؤكد هذه الحقيقة المؤلمة، وأن المشاعر كثير ماتقود إلي الهلاك. بطلة هذه القضية هي الفتاة التي ولدت بالاسكندرية عام 370 للميلاد، وماتت عام 415م.. كانت هذه الفتاة البالغة الجمال بنت الفيلسوف (يتون).. وكان من الطبيعي وقد عاشت في بيئة تحب الفلسفة، وتنشد المعرفة.. وتتوق الي أن يصبح العقل هو هادي الإنسان في حياته، كان من الطبيعي أن تقلد والدها، وتعتز بالثقافة اليونانية وبفلسفة أفلاطون وأرسطو، وأصبحت لها شهرتها في شرح فلاسفة اليونان، مما مهد لها الطريق أن سند إليها كرسي الفلسفة في جامعة الاسكندرية.
وكان هذا العصر عصر صراع بين الفكر المسيحي النامي، وبين الفكر اليوناني والفلسفة اليونانية.. وكانت الاسكندرية مسرحا لهذا الصراع بين رجال الدين، وبين الذين لا يرون هناك تناقضا بين العلم والدين وكانت (هيباتيا) تري هذا الرأي.. وأنه ليس ثمة تعارضا بين الدين والعلم، وانه لا يخشي من الثقافة علي الدين، بل علي العكس فإن الثقافة توسع المدارك وتهوي إلي اليقين.
وكان في الاسكندرية كاهن متعصب يدعي (سيربل) ويري أن الفلسفةتفسد الدين.
وكان يحكم الاسكندرية حاكم مستنير يؤمن بالثقافة اليونانية، ومتأثر بها، فكان من الطبيعي أن يحمي هذا الحاكم (هيباتيا).. ويساندها ويعمل علي أن تنشر أفكارها.. وهذه الافكار لا تهدد الدين.. لأن الدين في القلب والوجدان ومن الصعب زعزعته، كما أن أراء أفلاطون وأرسطو تنير العقول، ففتح أفاق عريضة للإعتداء بالعقل في الحياة..
وكان الناس يستمعون إلي (هيباتيا) وهي تعقد الحلقات في الشوارع، حيث تجلس علي الارض، وحولها أتباعها، ويستمعون لصوتها العذب الجميل وهي تشرح لهم أراء فلاسفة اليونان العظام..
كان هناك أحد حراس الحاكم واسمه (ابو لونيوس) يهيم بها حبا، وكانت هي تعرف ذلك، ولكنها أخبرته أن قررت أن تعيش حياتها مع الفكر والفلسفة، وأنها لن تتزوج، وأنها تقدر شعوره، وعليه أن يبحث عن أخري تملأ عليه حياته، ولكن هذا الشاب كان مفتونا بها، وكان حبه لها يفوق اي تصور، وقرر أن يقترن بها مهما كانت الصعوبات ومهما كانت أشواك الطريق!
وهداه تفكيره أن يؤلب عليها الجماهير التي تحيط بها عند شاطيء البحر، ويستمعون إليها، وكثيرمن هؤلاء من أتباع (سيريل المتعصب) وعندما تثور عليها الناس، ينقذها، ويذهب بها إلي مقر الحاكم، وهناك يقنعها أن مكان المرأة الطبيعي هو البيت والزواج وخدمة زوجها، وقضاء الوقت في غزل الصوف وعمل البيت، وبذلك يفوز بها، وتصبح زوجته الأثيرة الي نفسه الذي يقضي معها رحلة العمر!!
وذات يوم وهي تتجه صوب شاطيء الاسكندرية بقامتها المديدة، وجمالها المفرط، ومتشحة بمئزرها الأبيض، وشعرها الغزير يتهدل علي كتفها. وهي تتجه إلي صخرة بجانب الشاطيء، كان (ابدلونيوس) يتسلل مع الناس (المتجهة الي سماعها.. قالت لهم:
الله معرفة ونور، وهو جل جلاله إذا كان قد أودع فوره في قلوب الرسل والانبياء، فذلك ليقبس الإنسان النور منهم، ويدرك أن في وسعه بهذا النور أن يفكر بعقله المستقل، ويتصل بنور الله نفسه.
فالفلسفة لا تعترض الدين إذ الدين عاطفة وضمير، والفلسفة بحث في أصل هذه العاطفة وهذا الضمير.. إعلاء لشأن الإنسان، وتمكينا له من فهم سر وجوده، ومعالجة شئون دنياه، والجميع بين ضميره الديني وعقله البشري في وحدة داعية ورائعة ترمز إلي الوحدة الكاملة الكبير التي هي الله’.
وانقسم الناس وهم يستمعون الي هذه الحكيمة الجميلة وهي تتحدث عن عدم التناقض بين الفلسفة والإيمان.
بعضهم يؤيدها ويهتف لها..
والبعض الآخر يعارضها ويهتف ضدها وذهلت الفتاة وهي تري حبيبها (أبدلونيوس) يقف بين الجماهير ويهاجمها ويؤلب عليها الناس، ويطلب منها الكف عن نشر الفلسفة والعلم، حتي يستقر الأمن في المدينة المنقسمة، وكان معه خمسة من رجال الحرس، لقد صرخ في وجه الفتاة الجميلة المثقفة:
هذا كلام الزنادقة والكفرة يافتاة.. لن نؤخذ به، ولن ندع العقل البشري الناقص يستكبر علي القوة التي خلقته.
الدين والعلم لا يتفقان، نحن لسنا في حاجة الي علم.. في الكتاب المقدس وحده لكل الحقائق وكل العلم!قال إتباعها إنه يثير المتعصبين وأن الحاكم نفسه نصيرا للعلم.
قال لهم:
إن مهمة الحاكم الحفاظ علي الأمن، وهيباتيا تنشر الفوضي، وأنه بوصفه رئيس الحرس يجب أن يصون سلامة المدينة وسلامة الحاكم وأن يحفظ الأمن، ويفضي كل مظاهرة وكل إجتماع!
كان يحرص الناس علي (هيباتيا) والفتاة غير مصدقة لما تسمع وتري.. الرجل الذي يدعي أنه يهم بها حبا، يؤلب الناس عليها، ويتهمها بالالحاد، وبث الفوضي، ويطالبها بأن تعود الي البيت، لأن مكان المرأة الحقيقي هو البيت، حيث تغزل الصوف.. ثم يتمادي في بغضه وكراهيته لها، ويريد أن يثور الناس عليها، فقالت بصوت مرتفع للجماهير:
هذا الرجل يخدعكم.. يريد أن يسومكم ا لجهل والفقر باسم الدين، لينعم هو وأمثاله بالدنيا علي حسابكم.
الدين هو العدل..
الدين هو الحرية..
صرخ أحد المتعصبين:
إنها تحرف.. تقول أن علمها هو الدين، وإذن فالعلم في زعمها يحل محل الله..
لا ترحموها!!
وذهلت الفتاة الجميلة المثقفة، وهي تري أن الندوة قد تحولت إلي ثورة ضدها، وأن هذه الجماهير المتعصبة، قد أعماها التعصب، وأنها أنقادت بحكم غريزة القطيع إلي هذا الرجل الذي إنقلب حبه لها إلي كره، بل إنه يريد أن يغري بها الدهماء لقتلها، إنها تسمع هدير الناس والمطالبين بدمها، وحاول البعض أن يذهب الي قصر الحاكم لانقاذ الفتاة، ولكن الوقت لم يعد في صالحها.. لقد تغيرت الجماهير، وقررت الثورة عليها والفتك بها..
وهنا أدرك (ابدلونيوس) أن خطته قد فشلت، وأنه لن يستطيع أن يخطف الفتاة إلي قصر الحاكم، وأنهم سوف يقتلونها، فحاول هو ومن معه من الحراس الدفاع عنها،ودافعوا عنها بالفعل دفاعا مستميتا والجماهير ترمها بالحجارة حتي سقطت إعياء، وشاهدت الرجل والحرس يدافعون عنها باستماتة ففهمت أن الرجل كان يهاجمها ويؤلب عليها الناس بدافع أن يخطفها ويذهب بها إلي الحاكم، وهناك يقنعها بالتفرغ للحياة الزوجية..
عرفت ذلك وهي تراه يصد عنها قذائف الحجارة ويفتديها بنفسه، ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان، فقد أدمتها هذه الحجارة حتي ماتت بين يديه، ومات هو الأخر وهو يحتضنها ويبكيها بفعل الرمي بالحجارة، وهكذا ذهبت الفتاة العظيمة ضحية الأنانية وفريسة التعصب، وشهيدة الحرية والفكر والضمير.

 _______________________________________
مراجع
 Women Philosophers in the Ancient Greek World: Donning the Mantle, by Kathleen Wider. Hypatia © 1986 Indiana University Press p. 49-50
 Mangasarian, Mangasar Mugurditch. The Martyrdom of Hypatia, 1915
سقراط الدارس: التاريخ الكنسي
(Maria Dzielska, Hypatia of Alexandria (1995
(رواية عزازيل) للدكتور يوسف زيدان
خالدون في الوطن ابراهيم المصري
هيباتيا - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
للمزيد  أيضا                         وجهة نظر خاصة 
هيباتيا
بقلم د.وسيم السيسى ١٥/ ٨/ ٢٠٠٩
هذه العذراء.. صاحبة الجمال الأسطورى كانت فى منتهى التواضع على الرغم من جمالها، وعلمها، وشهرتها! «إدوارد جيبون.. أعظم المؤرخين الإنجليز ٧٣٧١ - ٤٩٧١».
هذه العالمة العظيمة.. تفوقت على أهل زمانها من الفلاسفة، كانت فصل الخطاب فى الموضوعات الجدلية على الرغم من صغر سنها، كان الطلاب يأتون إليها من جميع أنحاء الأرض! «سقراط المؤرخ المصرى المسيحى».
إنها هيباتيا المصرية.. عالمة الفلسفة والرياضيات بجامعة الإسكندرية، ولدت سنة ٠٧٣ ميلادية.. وقتلت قتلاً عنيفاً ٥١٤ ميلادية عن ٥٤ سنة، كانت أصغر أستاذة فى جامعة الإسكندرية عند سن الثلاثين أى سنة ٠٠٤ ميلادية.
فى ليلة مظلمة ليوم مشؤوم من فصل الصيام الكبير من شهر مارس سنة ٥١٤ ميلادية، اعترضت جماعة من (رهبان) صحراء النطرون عربة العالمة هيباتيا ابنة عالم الرياضيات المصرى «يثرون»، وانزلوها من عربتها، ثم جروها جراً عنيفاً إلى كنيسة قيصرون بالإسكندرية، ثم قاموا بنزع ملابسها حتى أصبحت عارية تماماً، مشهد بالغ الغرابة، وهم النُساك الأطهار (برتراند راسل)،
ثم تقدم بطرس قارئ الصلوات PETER THE READER، وقام بذبحها وهى عارية مكتوفة الأيدى والأرجل، ثم مزقوها إلى أشلاء، وفى شارع سينارون، أوقدوا ناراً، وقذفوا بأعضاء جسدها وهى مازالت ترتعش بالحياة (برتراند راسل)، (تاريخ الفلسفة الغربية جـ٢ ص٣٠١)، ويستطرد برتراند راسل، وكان الرهبان يتحلقون حول الجسد المحترق فى مرح وحشى شنيع!
ويُعلق ويل ديورانت فى موسوعته قصة الحضارة مجلد ٢١ صفحة ٧٤٢ قائلاً:
أيمكن أن يكون بطرس القارئ للصلوات، وباقى الرهبان.. تلاميذ للمسيح؟! الذى عفا عن المرأة الزانية وقال: من منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر؟! ثم التفت للمرأة وقال لها: اذهبى بسلام.. ولا تعودى لنفس الفعل!!
ويستطرد ديورانت قائلاً: كيف يكون هؤلاء تلاميذ للمسيح، وهو الذى علم قائلاً: لا تقاوموا الشر بالشر، بل بالخير، وإذا أخطأ إليك أحد سامحه.. لا سبعاً، بل سبعاً × سبعين مرة!
«انتهى كلام ديورانت».
ولكنى أختلف تماماً فيما كتب عن البابا كيرلس الكبير الملقب بعمود الدين.. فهو عمود الدين حقاً.. وهو الذى تصدى للأريوسية والنسطورية، وحفظ للمسيحية الأرثوذكسية إيمانها القويم السليم، ولكن...
لشد ما يُدهشنى قول إدوارد جيبون: تولى البابا كيرلس السكندرى ٢١٤م خلفاً لعمه توفيلس بعد أن تشرب فى منزل هذا العم دروس الحقد والعنف والهوس الدينى، فهو الذى هاجم حاكم الإسكندرية الرومانى أورستس SETSERO مع خمسمائة من الرهبان، وكادوا يفتكون به، لولا تدخل أبناء الإسكندرية لإنقاذه، فنجا من موت محقق، وإن كان مثخناً بجراحه، ليس هذا فقط بل هاجم معابد اليهود فى الإسكندرية وسواها بالأرض، بل سمح بنهب ممتلكاتهم، وتم طردهم من الإسكندرية مبرراً أفعاله بأنهم أعداء للمسيح، كما أنه هو الذى أوعز لهؤلاء الرهبان بقتل هيباتيا!!
وقد بحثت فى مراجع عدة مأساة العالمة المصرية ولعل أكثرها اعتدالاً هو ويل ديورانت مجلد ٢١ صفحة ٧٤٢، وفيه يفسر هذه النهاية العنيفة لهيباتيا.. إنها لم تكن فقط «كافرة» فاتنة.. عالمة، بل كانت صديقة لأورستس غير المسيحى الذى كان حاكماً للإسكندرية، وكان هذا سبباً آخر لمصرعها!
حبذا لو أن كنيستنا المصرية ردت على ديورانت، دائرة المعارف البريطانية، برتراند راسل، إدوارد جيبون، عبدالفتاح إمام (نساء فلاسفة جـ٤ ص ١٦٢)، حتى ترفع عن البابا كيرلس الكبير هذه الادعاءات التى قد تكون ظالمة وغير صحيحة، وسواء هذا أو ذاك فقد انتهت الفلسفة المصرية - اليونانية من مصر بمصرع هيباتيا، كما انتهت الفلسفة الإسلامية بالقضاء على ابن رشد.

______________________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق