الأقسام

الثلاثاء، 24 مايو 2011

الكون النقيض والمادة النقيض فى الكون .. والمعمل


 تعتبر المادة المضادة أكثر المواد تكلفة في الوجود، بتكلفة تقدر ب25 مليار دولار للجرام الواحد من البوزيترون  و 62.5 تريليون دولار للجرام الواحد من الهيروجين المضاد وذلك لأن الإنتاج أمر صعب (يتم أنتاج بروتونات مضادة قليلة فقط في ردود الفعل في معجل جسيمات)، ولأن هناك زيادة في الطلب على الاستخدامات الأخرى لمسرعات الجسيمات. وفقا لسيرن، قد تكلف بضع مئات من ملايين فرنك سويسري(/0 لإنتاج حوالي 1 على مليار من الجرام) الكمية المستخدمة حتى الآن لالجسيمات / اصطدام معاكس الجسيم)

تستكشف عدة دراسات لمعهد المفاهيم المتقدمة لناسا ما إذا كان قد يكون من الممكن استخدام المجارف المغناطيسية لجمع المادة المضادة التي تتكون بشكل طبيعي في حزام فان ألن للأرض، وبعد ذلك، أحزمة من الكواكب الغازية الضخمة مثل المشتري، وتأمل في انخفاض التكلفة للجرام الواحد
المادة المضادة الكونية
 إن الجسيمات المضادة شديدة الندرة
 وتدعو إلى الحيرة. لكنها قد تكشف
 عن بعض أسرار الفيزياء الفلكية.
   في عام 1928 تنبأ الفيزيائي البريطاني
. ديراك> بوجود المادة المضادة، وقال إن لكل جسيم من المادة العادية جسيما مضادا ذا كتلة مساوية لكتلة الجسيم ولكنه يحمل شحنة كهربائية مختلفة الإشارة. ويمكن أن تتجمع الجسيمات المضادة لتشكل ذرة مضادة، وتتجمع الذرات المضادة لتشكل أشياء مقابلة لكل شيء موجود في الكون: نجوما مضادة ومجرات مضادة وحتى بشرا مضادا. وعندما يصطدم جسيم بجسيمه المضاد يفنى كلاهما وتنطلق أشعة گاما عالية الطاقة. فلو تصافح إنسان وإنسان مضاد فإن الانفجار الحاصل سيكافئ ألف انفجار نووي قوته ميگاطن يكفي الواحد منها لتدمير مدينة صغيرة..
 ولم تمض أربع سنوات على تنبؤ ديراك العجيب حتى اكتشف
  أندرسون> (من معهد كاليفورنيا للتقانة) أول جسيم مضاد. وخلال استخدام أندرسون الغرفة السحابية (الغيمية) لدراسة الأشعة الكونية ـ وهي جسيمات عالية الطاقة واردة إلى الأرض من الفضاء الخارجي ـ لاحظ وجود أثر من البخار أحدثه جسيم له كتلة الإلكترون وعكس شحنته (أي موجب الشحنة). أطلق على هذا الجسيم المضاد للإلكترون اسم البوزيترون. أما العثور على البروتونات المضادة فكان أمرا محيرا، ولم يتحقق إلا عام 1955 عندما شُكِّلت هذه الجسيمات باستعمال مسرّع (معجل) الجسيمات في مختبر لورانس بيركلي. كما استطاع المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات في العام نفسه تركيب ذرات الهيدروجين المضادة ـ فترة من الزمن ـ بدمج البوزيترونات والبروتونات المضادة في مسرع للجسيمات.
وفي السنوات الأخيرة بنى العلميون مكاشيف معقدة للبحث عن المادة المضادة في الأشعة الكونية. ولما كانت جسيمات هذه الأشعة تتفكك نتيجة اصطدامها بنويات جزيئات الهواء فقد رفع الباحثون مكاشيفهم إلى طبقات الغلاف الجوي العليا حيث تقل الكثافة إلى أدناها. ونحن نشارك في إحدى هذه التجارب واسمها مقراب (تلسكوب) المادة المضادة عالية الطاقة:  وهو مقراب محمول على مناطيد عالية الارتفاع للكشف عن البوزيترونات في الأشعة الكونية. وهناك مكاشيف أخرى محمولة تستطيع رصد البروتونات المضادة، وثمة مشاريع أخرى قيد الدرس تطمح إلى وضع المناطيد والمكاشيف على مدارات في الفضاء. وقد تمدنا نتائج هذه التجارب بمعلومات كثيرة عن مصادر المادة والمادة المضادة، وقد تمدنا بمعلومات عما إذا كانت النجوم المضادة والمجرات المضادة موجودة فعلا أم لا.
 يعتقد الفيزيائيون الفلكيون أن القسم الأعظم من المادة المضادة المرصودة في الأجواء العليا ناتج من الاصطدامات العنيفة للجسيمات تحت الذرية في الفضاء بين النجمي (البينجمي). تبدأ هذه السيرورة على النحو التالي: عندما ينفجر المستعر الأعظم فإن الحقول المغنطيسية الموجودة في موجة الصدمة تُسرّع البروتون (أو نواة الذرة الأثقل) بين النجمي وتحوله إلى شعاع كوني عالي الطاقة ـ عالي السرعة. وعندما يصطدم الشعاع الكوني بجسيم ما في الفضاء بين النجمي يتحول جزء من هذه الطاقة العالية إلى زوج من جسيم وجسيم مضاد.

دلو من الأشعة الكونية
 تنتج بعض الاصطدامات أزواجا من البيونات، وهي جسيمات غير مستقرة تتفكك سريعا إلى بوزيترونات وإلكترونات ونيوترينوات ونيوترينوات مضادة. أما حصيلة الاصطدامات الأعلى طاقة، التي تقارب فيها سرعة الجسيمات المصطدمة سرعة الضوء، فهي أزواج من البروتونات والبروتونات المضادة. إن هذه السيرورة هي عكس سيرورة فناء الزوج المؤلف من جسيم وجسيم مضاد: حيث تتحول الطاقة إلى مادة في السيرورة الأولى والمادة إلى طاقة في السيرورة الثانية.

ومع هذا فإن عدد الجسيمات المضادة الناتجة من الاصطدامات في الفضاء بين النجمي صغير نسبيا. وعدد الجسيمات التي يرصدها مقراب المادة المضادة عالية الطاقة في الأشعة الكونية يفوق بكثير عدد الجسيمات المضادة. ولكي ندرك صعوبة الكشف عن المادة المضادة نتخيل دلوا مملوءا بلوالب من الفولاذ، مئة منها عادية يمينية اللولبة (تمثل الإلكترونات ذات الشحنة السالبة في الأشعة الكونية) وعشرة يسارية اللولبة (تمثل البوزيترونات ذات الشحنة الموجبة). وتحتوي الأشعة الكونية أيضا على بروتونات تحمل شحنة موجبة كالبوزيترونات إلا أن كتلتها أكبر بكثير من كتلة البوزيترونات. ويمكن تمثيل هذه البروتونات بإضافة عشرة آلاف لولب ثقيل يساري اللولبة إلى الدلو. ويتحتم علينا الآن أن نزن كل لولب يساري لمعرفة ما إن كان يمثل بروتونا أو بوزيترونا، وأن نقوم بهذا العمل بدقة فائقة؛ فلو وقع خطأ في وزن واحد من ألف من البروتونات فإنه سيؤدي بنا إلى مضاعفة عدد البوزيترونات.
 إن معدل خطأ المقراب
 (HEAT) أقل من واحد من كل مئة ألف. ويستعمل في هذا الجهاز مغنطيس فائق التوصيل ومجموعة من المكاشيف لتعرّف البوزيترونات. فبعد مرور الأشعة الكونية بسرعة عالية عبر فتحة مجمِّعة يحرف المغنطيس الفائق التوصيل الإلكترونات السالبة في اتجاه معين ويحرف البوزيترونات والبروتونات الموجبة في الاتجاه المعاكس. وتقيس المكاشيف شحنة واتجاه كل جسيم قبل دخوله الحقل المغنطيسي كما تقيس الانحراف (الانعطاف) الذي سببه الحقل. وهذا القياس الأخير يساعد على التمييز بين البروتونات والبوزيترونات. وبسبب كون البروتون أثقل وزنا فإنه يسير في مسار أكثر استقامة من المسار الذي يتخذه البوزيترون ـ الذي له السرعة نفسها.

 في عام 1994 أطلقت وحدة المناطيد العلمية في الوكالة (ناسا) مقراب المادة المضادة عالية الطاقة من موقع في نيومكسيكو. وعلى الرغم من ثقل المعدات البالغ 2300 كيلوغرام فقد صعد بها منطاد ضخم مملوء بالهليوم إلى ارتفاع 000 37 متر، أي فوق 99.5 في المئة من الغلاف الجوي. وقام المقراب بقياسات للأشعة الكونية استغرقت 32 ساعة، ثم أنزل بالمظلة في پانهندل بتكساس. وأعادت الوكالة (ناسا) إطلاق المقراب مرة ثانية عام 1995 من موقع في مانيتوبا بكندا، وقد سمح هذا الطيران الثاني للجهاز بمراقبة (رصد) البوزيترونات المنخفضة الطاقة التي لا تستطيع اختراق الحقل المغنطيسي الأرضي إلا بالقرب من القطبين المغنطيسيين الشمالي والجنوبي.
كانت نتائج هاتين الرحلتين الطيرانيتين مثيرة للاهتمام. فقد كان عدد البوزيترونات المنخفضة الطاقة التي سجلها المقراب قريبا جدا من العدد المتوقع الناتج من الاصطدامات بين النجمية. ولكن عدد البوزيترونات العالية الطاقة كان أكبر من المتوقع. لم يكن الفرق مهما، وقد يكون نتيجة أخطاء غامضة. إلا أنه يعني، إذا ما تحقق، وجود مصدر في الكون للبوزيترونات ذات الطاقة العالية لم يؤخذ بالحسبان. وأحد المصادر المرشحة هو الجسيم الثقيل الافتراضي الضعيف التفاعل 

وقد يحل هذا الجسيم المفترض معضلة المادة المظلمة (السوداء). ومن أجل تفسير معدلات دوران المجرات يعتقد الفيزيائيون الفلكيون أن كل مجرة مغمورة في هالة ضخمة من المادة المظلمة التي لا يمكن مشاهدتها بالوسائل العادية. فقد تكون مكونة من الجسيمات WIMP الافتراضية لأن هذه الجسيمات لا تصدر الضوء أو أي إشعاع كهرمغنطيسي آخر. وإذا وجدت هذه الجسيمات بالكثافة المطلوبة فإن اصطداماتها فيما بينها ستنتج عددا لا بأس به من البوزيترونات العالية الطاقة. وستفسر هذه السيرورة بالتالي الفرق في عدد البوزيترونات الذي سجله المقراب HEAT. إلا أنه، قبل أي ادعاء من هذا القبيل، لا بد لنا وللعاملين الآخرين في هذا المجال من التأكد من قياسات هذا المقراب وغيره من المكاشيف بقياسات أخرى أكثر دقة.
وبينما كنا نحاول البحث عن البوزيترونات في الأشعة الكونية كان علميون آخرون يطاردون صيدا آخر أصعب منالا هو البروتون المضاد. فالبروتونات المضادة أكثر ندرة من البوزيترونات لأنها أثقل منها بألفي مرة تقريبا وتحتاج بالتالي إلى كمية من الطاقة أعلى بكثير لإنتاجها. يجب أن تتصادم البروتونات بين النجمية بسرعات تزيد على 99 في المئة من سرعة الضوء كي تستطيع إنتاج زوج مكوّن من بروتون وبروتون مضاد.

 لقد وجدت مكاشيف المادة المضادة ـ مثل تجربة المادة والمادة المضادة النظيرية (المسماة اختصارا إيماكس  والتجربة التي حملها منطاد واستخدم فيها مقياس للطيف بملف لولبي فائق التوصيل والمسماة بسّ  ـ أن أعلى وفرة للبروتونات المضادة في هطل الأشعة الكونية هي بروتون مضاد واحد فقط مقابل كل 000 10 بروتون. وندرة هذه الجسيمات تضطر العلميين إلى اتخاذ الحيطة لتجنب القراءات الخاطئة. ويجب أن تقل نسبة خطأ المكاشيف عن واحد في المليون حتى تكون حساسيتها كافية.

 البحث عن العوالم المضادة
كان الفيزيائي ألڤاريز> أول من بادر عام 1960 إلى البحث الشامل عن المادة المضادة الكونية. فقد بدأ بالبحث عن الجسيمات المضادة الثقيلة في الإشعاع الكوني كنواة الهليوم المضاد أو الكربون المضاد أو الأكسجين المضاد. ولا يمكن لهذه الجسيمات ـ نظرا لضخامة كتلها ـ أن تنتج من اصطدامات الجسيمات بين النجمية، خلافا لما هو عليه الأمر بالنسبة للبوزيترونات والبروتونات المضادة. فاكتشاف نواة هليوم مضاد يعني والحالة هذه أن جزءا من المادة المضادة بقي بعد الانفجار الأعظم؛ كما يعني اكتشاف نواة كربون مضاد أو أكسجين مضاد وجود نجوم مضادة، لأن الكربون والعناصر الأخرى الأثقل لا تتكون إلا في النجوم.

 ومعظم الفيزيائيين الفلكيين لا يعتقدون بوجود نجوم مضادة. صحيح إن الضوء الصادر عن النجوم المضادة لا يختلف عن ضوء النجوم العادية، ولكن اصطدام الجسيمات بين النجمية بالنجوم المضادة يُنْتح دفقا هائلا من أشعة گاما. لاحظت المكاشيف المدارية أشعة گاما منخفضة الطاقة مما يدل على فناء ذؤابة ريش هائلة من البوزيترونات قد تكون آتية من مركز مجرتنا. ومع ذلك لا يعتقد العلميون بصدور هذه البوزيترونات عن نجم مضاد. لأن هذا الأخير، إن وجد، سيبدو كمنبع شديد ومرَكَّز لأشعة گاما ذات طاقة أعلى بكثير من تلك التي رصدتها المكاشيف. وهذا ما يدفعنا إلى القول بعدم وجود نجوم مضادة في المجرة. كما نصل، بالمحاكمة نفسها، إلى القول بعدم وجود مجرات مضادة في أي عنقود (جمع) مجرات محلي.

 وماذا عما هو كائن على مسافات أبعد؟ فقد يوجد في الكون مجرات مضادة معزولة تفصلها مسافات شاسعة عن المجرات المؤلفة من المادة العادية. قام الفلكيون في العقد الماضي بدراسات مستفيضة لتوزع المجرات شملت المجرات التي يصل بعدها إلى بليون سنة ضوئية. ولم تظهر هذه الدراسات أي منطقة معزولة يمكن اعتبارها مكونة من مادة مضادة. وعلى العكس من ذلك فقد أظهرت الدراسات وجود نسج (شبكة) من عناقيد (جموع) مجرات محيطة بفضاء خال، كأنه حوض استحمام هائل ممتلئ بالفقاعات المزبدة. ولو كانت أجزاء واسعة من الكون مؤلفة من المادة المضادة لأنتجت المناطق التي تتداخل فيها المادة والمادة المضادة مقادير ضخمة من أشعة گاما في بدء نشأة الكون. ولم يكتشف الفلكيون أي توهج قد يعود إلى هذه الأشعة. وإن كان للمجرات المضادة وجود، فلا بد من أن تكون خارج مدى أفضل المقاريب (التلسكوبات) ـ أي على بعد لا يقل عن عدة بلايين من السنين الضوئية.
 إن الزيادة الطفيفة في عدد البوزيترونات العالية الطاقة التي سجلها المقراب  توحي بإمكانية وجود مصدر آخر للطاقة المضادة ـ هو الجسيمات الافتراضية الثقيلة الضعيفة التفاعل
ومن جهة أخرى تزودنا نظريات الكوسمولوجيا (علم الكونيات) الحديثة بحجج تؤيد تكوّن الكون بكامله تقريبا من المادة العادية. فقد أنتج الانفجار الأعظم، حسب أكثر هذه النظريات شيوعا، فائضا صغيرا من المادة على المادة المضادة في لحظة الخلق الأولى. وقد حدثت هذه الظاهرة بسبب عدم تناظرٍ صغيرٍ في قوانين الفيزياء يعرف باسم انتهاك قاعدة بقاء الندية  وشوهد في المختبرات. ففي مقابل كل ثلاثين بليون جسيم من المادة المضادة خلقت أثناء الانفجار الأعظم ظهر ثلاثون جسيما من المادة العادية مضافا إليها جسيم زائد. وبعد مضي نحو جزء من المليون من الثانية على الانفجار الأعظم بدأت الجسيمات والجسيمات المضادة بإفناء بعضها بعضا حتى لم يبق إلا فائض صغير من المادة العادية. وأصبح هذا الفائض النسبي ـ وهو في واقع الأمر عدد كبير من الجسيمات ـ الكون الذي نعرفه حاليا.
 وعلى الرغم من أن هذه النظرية تبدو مقنعة، فقد تابع بعض العلميين البحث عن الجسيمات المضادة الثقيلة، وهم لايزالون مقتنعين بوجود مناطق واسعة من المادة المضادة، وبأن نوى المادة المضادة الثقيلة السائرة بسرعة تقارب سرعة الضوء تستطيع اجتياز المدى الشاسع الذي يفصل هذه المناطق عن مجرتنا، وفي الستينات والسبعينات نشر ألڤاريز وعلميون آخرون مكاشيف عديدة وحللوا عشرات الآلاف من صدمات الأشعة الكونية لتحديد ما إذا كان أحد الجسيمات الصادمة مادة مضادة ثقيلة؛ كما جمعت تجارب حديثة ملايين العينات من الأشعة الكونية. وعلى الرغم من هذه الجهود فإنه لم تظهر أية مادة مضادة أثقل من البروتون المضاد.

ليس هناك ما يمنعنا من تصور إصدارِ مجرات مضادة بعيدة جسيماتٍ مضادةً ثقيلة تَحُول الحقولُ المغنطيسية في الفضاء بين المجرّاتي بينها وبين بلوغ الأرض. أظهرت قياسات الإشعاع السينكروتروني المار عبر عناقيد المجرات أن شدة الحقل المغنطيسي في العناقيد تساوي جزءا من مليون من الحقل المغنطيسي على سطح الأرض. ولما كانت شدة الحقل تضاعفت نحو ألف مرة أثناء تشكل العناقيد فمعنى ذلك أن شدة الحقل في الفضاء بين المجرات تساوي جزءا واحدا من بليون جزء من شدة الحقل على الأرض.
ومع أن هذا الحقل أوهن من أن يزعزع إبرة البوصلة فإن مفعوله مهم إذا ما استمر طويلا ـ خلال رحلة الجسيم المضاد عبر المسافات الهائلة في الفضاء بين المجرّاتي. وسينعطف الجسيم المضاد بالتالي ويتحول مساره إلى حلزون يلتف حول أحد خطوط الحقل المغنطيسي، وقطر الحلزون لا يتجاوز بضع سنوات ضوئية. ولكن الفيزيائيين الفلكيين لا يتفقون فيما بينهم حول اتجاه الحقل المغنطيسي في الفضاء بين المجرّاتي. فمنهم من يعتقد أن الحقول متسقة كحقول المغنطيس العادي، في حين يدعي آخرون أن خطوط الحقل متشابكة ومعقدة؛ وإذا كان الأمر كذلك فلن تستطيع الجسيمات المضادة اجتياز مسافات طويلة في اتجاه واحد بل ستقفز عشوائيا بين خطوط الحقل المتشابكة. ويمكن أن نُشبِّه هذه الحركة بحركة رجل ثمل يحاول الذهاب من الحانة إلى داره التي تبعد عشرة كيلومترات عن تلك الحانة. يسير الرجل العادي في خط مستقيم ويصل إلى داره بعد بضع ساعات. أما الثمل فسيسير بشكل عشوائي في مختلف الاتجاهات ولن يتقدم إلا قليلا، وقد لا يصل إلى داره ولو بعد عام.

  لا يمكن للمادة المضادة الجوالة أن تقطع مسافة طويلة في اتجاه ما، حتى ولو كانت خطوط الحقل المغنطيسي تربط بين المجرات المتجاورة. يتحرك الجسيم المضاد على مسار حلزوني حول خطوط الحقل بين المجراتي ويقفز عشوائيا من مجرة إلى أخرى.

 أما إذا كانت الحقول المغنطيسية بين المجرّاتية متسقة فقد تمتد خطوط الحقل على استقامة واحدة من مجرة إلى أخرى. وستجري الجسيمات المضادة عندئذ وكأنها في أقماع على طرق طولها ملايين السنين الضوئية. وحتى في هذه الحالة فلن تسير الجسيمات على الخطوط مستقيمة بل ستثب من مجرة إلى أخرى، تماما كما لو أن رجلنا الثمل الهائم قد اقتيد من زاوية شارع إلى الزاوية الأخرى ثم تُرك وحده ليتحرك عشوائيا في المفارق دون إحراز تقدم يذكر. وهكذا فلن تقطع الجسيمات المضادة أكثر من بضع مئات ملايين السنين الضوئية بدءا من نقطة انطلاقها حتى ولو أعطيت كل عمر الكون للقيام برحلتها. وهذه المسافة أقل بكثير من مليارات السنين الضوئية التي تفصلها عن أقرب المجرات المضادة المجاورة.
وحتى لو استطاع جسيم مضاد مثابرة الاقتراب من مجرتنا، ولو بمعجزة، فقد لا يستطيع الوصول إلى الأرض. ذلك أن الحقل المغنطيسي داخل المجرة أقوى بكثير مما هو عليه خارجها، وسيعطف أغلب الجسيمات المضادة نحو الداخل. وأخيرا وصل الثمل إلى منزله ولكنه لم يجد مفتاح الباب.
يبدو وجود الجسيمات المضادة في مجرتنا بعيد الاحتمال، ومع ذلك فالبحث مستمر. وترعى إدارة الطاقة في الولايات المتحدة مشروعا لوضع مكشاف للمادة المضادة حول مدار. كان الهدف الأول للجهاز ـ المسمى مقياس الطيف المغنطيسي ألفا (آمس) ـ البحث عن نوى المادة المضادة الثقيلة. وتعتزم الوكالة ناسا اختبار المقياس آمس في مكوك الفضاء عام 1998. وإذا ما سارت الأمور حسب الخطة الموضوعة فإن آمس سيطير مع المحطة الفضائية الدولية مدة ثلاث سنوات ابتداء من مطلع عام 2002.
وهكذا، ونظرا لمدة تعرضه الطويلة، فستكون حساسية آمس أعلى مئة مرة من حساسية مكاشيف المادة المضادة السابقة. وسيكون التحدي الحقيقي هو ضمان الوصول إلى مستوى من الدقة قابل للقياس في التفريق بين الجسيم والجسيم المضاد: ولكي يتعرّف المكشاف جسيما واحدا مضادا ثقيلا من بين 100 مليون جسيم، عليه أن يحدد بالضبط انعطاف كل جسيم في الحقل المغنطيسي. تقوم أدق المعدات المحمولة على المناطيد ب15 قياسا أو أكثر لتحديد انعطاف الجسيمات المسرّعة، في حين لا يقوم المقياس آمس إلا بستة قياسات.
وفي عام 2000 سينطلق جهاز آخر من مركز الفضاء الروسي في بايكانور يدعى پاميلا  يهدف إلى رصد الجسيمات المضادة الكونية من مدار حول الأرض. وسيقوم پاميلا بالبحث عن البوزيترونات والبروتونات المضادة والنوى المضادة الثقيلة، وسيستعمل نظما أكثر تطورا من تلك الموجودة في المقياس آمس. إلا أن ما سيجمعه پاميلا من الأشعة الكونية سيكون أقل كثيرا نظرا لصغر حجمه. ومعنى هذا أنه قد لا يستطيع القيام ببحث شامل عن الجسيمات المضادة الثقيلة.

 وحاليا، تلوح في الأفق مشروعات منطادية للبحث عن المادة المضادة الكونية. وعلى سبيل المثال، نقوم حاليا ببناء نموذج جديد من المكشاف  بهدف البحث عن البروتونات المضادة العالية الطاقة. ونأمل أن نحسّن قياساتنا بإطالة المدة التي يبقى المكشاف فيها في الجو. ولقد أطلقت الوكالة ناسا مناطيد إلى طبقات الجو العليا في المنطقة القطبية الجنوبية تطير فترات تتراوح ما بين 10 و 20 يوما، وتسير على دائرة حول القطب الجنوبي. ويطور فريق من الوكالة ناسا بنى لمناطيد تتيح لها الطيران مدة تصل إلى مئة يوم. وفي الأشهر القليلة القادمة سيبدأ اختبار طيران هذه المناطيد.
خضع البحث عن المادة المضادة لتقلبات عديدة. فقد كانت دوافع التجارب الأولى الرغبة في التناظر والحماس لإثبات تساوي كمية المادة وكمية المادة المضادة في الكون. إلا أن النتائج أظهرت لا تناظر واسع النطاق. فقد وجدت مكاشيف المادة المضادة قليلا من البوزيترونات والبروتونات المضادة في الأشعة الكونية ولكنها لم تجد أي مادة مضادة ثقيلة. قد تكون النجوم والمجرات المضادة مختبئة في مكان ما من الكون على بعد بلايين السنين الضوئية عن مجرتنا؛ إلا أن احتمال وصول الجسيمات المضادة الثقيلة الصادرة عنها إلى الأرض ضعيف جدا مما يجعل البحث عنها مهمة عديمة الجدوى. ومع هذا فقد يسهم البحث عن البوزيترونات والبروتونات المضادة في الكشف عن طبيعة المادة المظلمة التي تعتبر من أعظم أسرار الفيزياء الفلكية.

  نقيض الهيدروجين
يتكون نقيض الهيدروجين من نقيض البروتون وبوزيترون.

نقيض الهيدروجين في الفيزياء النووية (بالإنجليزية: Antihydrogen) هو مادة مضادة أو نقيض المادة للعيدروجين. فبينما تتكون ذرة الهيدروجين من بروتون وإلكترون يتكون مضاد الهيدروجين من نقيض البروتون وبوزيترون. وقد نجح العلماء منذ عام 1995 في إنتاج نقيض الهيدروجين في تجارب معجلات الجسيمات. وحتى الآن فكان نقيض الهيدروجين المولد في معجل الجسيات ذو سرعة عالية مما يجعل إمكانية دراسته ضعيفة، إذ أنه سرعان ما يصتدم بالمادة العادية ويفنى. ولكن في نوفمبر عام 2010 وللمرة الأولى فقد أنتج مصادم الهدرونات الكبير الموجود بين سويسرا وفرنسا بالقرب من جينيف أنتج نقض الهيدروجين بطيئ واستطاع العلماء محاصرته بواسطة فخ مغناطيسي لاجراء مشاهداتهم عليه.محتويات  تاريخ انتاج نقيض البروتون


تاريخ انتاج نقيض البروتون
جهاز ليار LEAR في سيرن الذي أنتج ذرة نقيض الهيدروجين لأول مرة.

في نهاية عام 1995 نجحت احدى المجموعات العلمية التي تعمل في مصادم الهدرونات الكبير القريب من جينيف في إنتاج مضاد الهيدروجين لاول مرة. وقامت مجموعة العلماء التي تعمل مع العالم الفيزيائي فالتر أولرت من مركز أبحاث يوليش بألمانيا بحجز نقيض البروتون كنواة مع بوزيترون. وأعادو تلك التجربة عدة مرات في السنوات التالية وعضضوا أنفسهم بعلماء من مكشاف مصادم فيرميلاب الأمريكي للتجربة.

يتكون الهيدروجين الطبيعي من ذرة تحوي جسيمين أوليين هما بروتون كنواة للذرة وإلكترون يحوم في غلافها. ويوجد لكل جسيم أولي مادة مضادة ويتصف بأن شحنته الكهربية تكون معكوسة. فالإلكترون له شحنة أولية سالبة، ونقيض الإلكترون وهو البوزيترون يحمل شحنة أولية موجبة.

ويظهر نقيض المادة في الطبيعة نادرا حيث أنه يتحول على الفور إلى طاقة بمجرد ملامسته للمادة العادية. فيوجدوا في معجلات الجسيمات بطريقة اصطناعية ويحتاج إنتاجهم إلى أجهزة علمية معقدة. ولذلك يعتبر من النجاحات الكبيرة للعلماء عندما يولدون اثنين من تلك الجسيمات المضادة والسماح لهما بالإتحاد لتكوين نقيض للمادة. ووالسؤال المهم هنا هو كيف تتصرف مثل تلك الذرات المضادة، وللإجابة على هذا السؤال لا يكون إلا بإجراء التجربة.

 وقد قام كل من المركزين العلميين النوويين سيرن ومكشاف مصادم فيرميلاب بإنتاج نقيض المادة في صورة بجسيمات أولية ولكنها كانت "ساخنة" بمعني شديدة السرعة : فكانت تتحرك سريعا بحيث لا يمكن إجراء اختبارات عليه. وفي عام 2002 نجحت مجموعتان علميتان مكونتان من مختلف الدول في تشكيل جهازين تجريبييين يعملان على خفض سرعة نقيض البروتون وهما جهاز أتراب ATRAP وجهاز أثينا ATHENA. وتسابقت مجموعتي العلماء التي قاد احدهما العالم رولف لانداو من سيرن لحجز أول نقيض للهيدروجين وسبقت تلك المجموعة اختها بعدة أسابيع. ثم نجح العلماء من حجز نقيض الهيدروجين في مصيدة مغناطيسية من نوع مصيدة إيوف المعدلة في درجة حرارة قريبة من الصفر المطلق بغرض إجراء الاختبارات عليه، وكان ذلك في نوفمبر 2010. وتوصلت إلى ذلك مجموعة العلماء العاملة مع جيفري هانجست الدي يشارك العمل في سيرن وهو من جامعة آرهوس بالدنمارك ونجحت في أجراء اختبارات على نقيض الهيدروجين لمدة 172 مللي ثانية.
 وكان حجز مضاد الهيدروجين في مصيدة مهما لغرض خفض سرعته بواسطة تبريد بالليزر إلى درجة حرارة تبلغ عدة مللي كلفن أو حتى ميكرو كلفن ثم إجراء تحليل طيفي ليزري عالي التباين على نقيض الهيدروجين.
والغرض من إجراء التحليل الطيفي الليزري هو قياس خط الطيف 1S–2S-Linie بتباين عالي.وعن طريق تعيين هذا الخط بدقة في كل من الهيدروجين ومضاد الهيدروجين يمكن اختبار نظرية سي بي تي التي تعتبر أحد النظريات الأساسية في الفيزياء الحديثة.
 والغرض الثاني هو اختبار نظرية الجاذبية. وحيث أن نقيض المادة يحمل طاقة موجبة/كتلة طبقا للنظرية النسبية العامة لأينشتاين فمن المتوقع أن نقيض المادة سيتعامل مع مجال الجاذبية بطريقة معهودة. ويمكن القيام بهذا الاختبار على نقيض الهيدروجين المتعادل كهربائيا بدرجة عالية من الدقة عن اختبار جسيمات أولية نقيضة تكون مشحونة مما يصعب اجراء الاختبار عليها. ولأجراء ذلك الاختبار فقد ابتكر جهاز يسمى أيجيس AEGIS مقترنا بجهاز كبح نقيض البروتون في المنظمة الأوروبية للبحث النووي سيرن. ويوجد هذا الجهار حاليا في مرحلة الاستعداد.

_____________________________________________________

معجل   جسيمات

معجل الجسيم هو جهاز يستخدم المجالات الكهربائية لتعجيل جسيمات الشحنات الكهربائية إلى سرعات عالية ولتحديدها في أشعة موجهة. أجهزة التلفاز المبنية على أنبوب الأشعة المهبطية تستخدم معجل سرعة بسيط.

 يوجد نوعان من معجلات السرعة: المعجلات الخطية أو المستقيمة و المعجلات الدائرية. ويشار إلى المعجلات المستخدمة كمصادمات للجسيمات بمحطمات الذرة (بالإنجليزية: atom smashers‏
معجل خطي من نوع فان دي جراف لتسريع الإلكترونات حتى طاقة 2 ميجا إلكترون فولت أثناء عمليات الصيانة. عند تشغيله فلا بد من إخلاء المكان من العاملين حتى لا يصابوا بالإشعاع.

مثال على المصادمات يوجد بمدينة جينيف قامت ببنائه حديثا المنظمة الأوروبية للبحث النووي وهو مصادم الهدرونات الكبير
تقود خطوط الحزمة من معجل فان ديجراف إلى مختبرات متعددة في المدينة الجامعية جيسي كامبوس في باريس
يستفاد من حزم الجسيمات عالية الطاقة في كلا من بحوث العلوم الأساسية والتطبيقية. ويقوم العلماء بإجراء التفاعلات بين الجسيمات في أعلى مستويات الطاقة الممكنة وذلك بغرض أكتشاف جسيمات أولية جديدة ، وفهم بنية المادة و الكون والزمن . وتجرى التفاعلات عن طريق اصتدام جسيمات نعرفها مثل الإلكترونات أو البروتونات عند طاقة حركية للجسيمات تقدر بعدة مئات الميجا إلكترون فولت GeV ، كما وصل مصادم الهدرونات الكبير إلى إجراء تصادم البروتونات عند طاقة قدرها 7 تيرا إلكترون فولت ، أي أعلى 7000 مرة عن 1 جيجا إلكترون فولت.

ويحتاج الفيزيائيون إلى تسريع البروتونات إلى تلك السرعات العظيمة لغرضين : أولهما : للتغلب على التنافر الذي يحدث بين بروتونين شحنتهما موجبة ، ثانيا :لأن زيادة طاقة البروتونين المتصادمين يمكن بها تخليق جسيمات كتلتها أكبر من كتلة البروتون ، إذ يتحول جزء من طاقة البروتونين عند التصادم إلى مادة (طبقا لتكافؤ المادة والطاقة الذي اكتشفه أينشتاين) . أي أن الأبناء الناتجين عن التفاعل يكونوا أكبر وزنا من آبائهم !. وثالثا : كلما زادت طاقة البروتونات عند التصادم كلما زاد احتمال تكسر البروتون وانطلاق مكوناته التي هي أنواع من الكواركات . حتى أن مكشاف مصادم فيرميلاب يقوم بتسريع البروتونات في دائرة وتسريع نقيض البروتونات - وهو شحنته سالبة - في دائرة أخرى في اتجاه عكسي ، ثم توجيه فيضي البروتونات ونقيض البروتونات للاصتدام ، ودراسة نواتج الاصتدام. وتبدأ دراسة النواتج بقياسها أولا أي استخدام عداد جسيمات.

والتفاعلات و التآثر بين أبسط أشكال الجسيمات هي: اللبتونات (مثل إلكترونات وبوزيترونات وكواركات المادة، أو فوتونات والغلوونات في نظرية المجال الكمي). وبما أنه لايمكن الحصول على كواركات معزولة بسبب حجز اللون (بالإنجليزية: color confinement‏)‏، لذا فإن أبسط التجارب المتاحة تنطوي على أولا: تفاعلات اللبتونات مع بعضها البعض، ثم ثانيا: اللبتونات مع النوكليونات المحتوية على الكواركات والغلوونات. لدراسة اصطدام الكواركات مع بعضها البعض، لجأ العلماء إلى اصطدام النويات والتي قد تكون ذا فائدة في الطاقة العالية نظرا لأنها الأساس لتفاعل جسمين المحتويين على الكواركات والغلوونات. لذا يميل علماءالجسيمات الأولية إلى استخدام الأجهزة لتوليد حزم من الإلكترونات والبوزيترونات والبروتونات ومضاد بروتونات، فتتفاعل مع بعضها البعض أو مع أبسط النويات (مثل نواة الهيدروجين أو ديوتريوم) عند أعلى طاقة ممكنة، بشكل عام مئات من الكترون فولت فما فوق. فقد يستخدم علماء الذرة والكونيات حزم من الذرات المجردة، والخالية من الإلكترونات لفحص بنية وتفاعل وخصائص النويات نفسها وكثافة المادة في كثافة ودرجات حرارة قصوى، مثل التي يعتقد بأنها قد حدثت باللحظة الأولى من الانفجار العظيم.
إضافة إلى كونه ذو أهمية أساسية، فقد تتحد الإلكترونات ذات الطاقة العالية إلى حزم فوتونات متماسكة عالية الطاقة وساطعة بالكامل ـ فوق بنفسجية وأشعة سينيةـ خلال إشعاع سنكروتروني، فالفوتونات لها استخدامات عديدة في دراسة تكوين الذرة وفي الكيمياء وفيزياء المواد المكثفة، وعلوم الأحياء، والتكنولوجيا. ومن الأمثلة المضافة في منشأة السنكترون الأوروبية (ESRF) والتي استخدمت في الآونة الأخيرة لاستخراج صور مفصلة ثلاثية الأبعاد عن الحشرات المحاصرة داخل الكهرمان[3]. ومن ثم هناك طلب كبير على معجلات الإلكترون ذات طاقة الكترون فولت معتدلة وعالية الكثافة.
معجلات طاقة منخفضة

المثال اليومي لمعجلات الجسيمات هو أنبوب الأشعة المهبطية الموجودة بأجهزة التلفزيون وأيضا مولدات الأشعة السينية. وتلك المعجلات ذات الطاقة المنخفضة تستخدم في العادة زوجا واحدا من الأقطاب الكهربية مع جهد تيار مستمر من عدة آلاف فولت بينهما. وفي مولدات الأشعة السينية، يكون الهدف الذي تصتدم به الإلكترونات المسرعة هو نفسه أحد الأقطاب.
ويسمى أحد المعجلات ذات الطاقة المنخفضة زارع الأيون ion implanter ، وهو يـُستخدم في صناعة الدارات المتكاملة .

معجلات طاقة عالية
أنواع المعجلات ذات الجهد المستمر DC القادرة على تسريع الجسيمات المشحونة إلى سرعة كافية يبدأ عندها التفاعل النووي هي مولدات كوكروفت-والتون أو مضاعفات الجهد الفولتي والتي تحول التيار المتردد إلى تيار مستمر عالي الفولتية، أو مولدات فان دي جراف التي تستخدم كهرباء ساكنة ، تقوم أحزمة مطاطية بتكوينها وتراكمها حتى طاقة 2 مليون فولت مثلا.

وتستخدم أضخم وأقوى معجلات الجسيمات مثل RHIC ومصادم الهادرونات الكبير (LHC) التابع لسرن (والذي بدأ بالعمل منذ منتصف نوفمبر 2009‏[4][5][6]) وكذلك تيفاترون في تجارب فيزياء الجسيمات.
وتنتج تلك المعجلات أيضا فيضا من البروتونات السريعة ، تقترب سرعتها من سرعة الضوء مثل مصادم الهدرونات الكبير. وينتج بعضها الآخر عناصر غنية بالبروتونات بغرض استخدامها في الطب وهي تختلف عن العناصر الغنية بالنيوترونات والتي يمكن إنتاجها في المفاعلات النووية ، وقد بينت بعض الاكتشافات الجديدة طريقة لإنتاج الموليبدينوم-99 - والذي ينتج عادة في المفاعل النووي - عن طريق تسريع نظائر ثقيلة للهيدروجين, [7] إلا أن تلك الطريقة الجديدة تستلزم أيضا أنتاج النظير الثقيل للهيدروجين تريتيوم في مفاعل نووي. ويوجد مثال لهذا المعجل المسمى LANSCE في مختبر لوس ألاموس الوطني في لوس ألاموس، نيومكسيكو Los Alamos Laboratory ب الولايات المتحدة الأمريكية.
في معجلات السرعة الخطية يتم تعجيل الجسيمات في خط مستقيم بحيث يكون الهدف في نهاية الخط. أشهر امثلة لمعجلات السرعة الخطية وأكثر انتشاراً هو أنبوب الأشعة المهبطية والمستخدم في أجهزة التلفاز التقليدية. أطول معجل سرعة خطي هو معجل ستانفورد الخطي (بالإنجليزية: Stanford Linear Accelerator‏) والبالغ طوله ثلاث كيلومترات.
معجلات السرعة الدائرية

في المعجلات الدائرية يتم تسريع الجسيمات عفي مسار دائري عن طريق مغناطيسات كهربائية تحافظ على منحني دوران فيض الجسيمات المعجلة . و يتميز معجل السرعة الدورانية بإمكانية تعجيل الجسيمات بشكل مستمر ولمدة غير محددة في دائرة المعجل. أكبر معجل دائري حاليا هو مصادم الهدرونات الكبير الموجود على حدود فرنسا و سويسرا و يبلغ محيطه 27 كيلومتر وهو مبني بكامله تحت الأرض على عمق متوسط يبلغ 100 متر. وقد بدأ العمل فعليا عام 2010 والفيزيائيون شغوفون بما سيحصلون منه منن نتائج علمية جديدة قد تغير من فهمنا الحالي لطبيعة الكون .يرتبط بناء الكون ، نشأته ومصيره ارتباطا أساسيا بالجسيمات الأولية وخواصها المكونة للكون ، فالجسيمات الأولية هي اللبنات الأولية التي تكوّن الكون ، فمنها تتكون أخف الذرات وهو الهيدروجين ومنها تتكون جميع العناصر الموجودة في الكون ، ومنها الكربون و النيتروجين و الأكسجين و الهيدروجين وهي العناصر التي تكون المادة الحية ، والكائنات الحية ومنها الإنسان.
لهذا يهتم الفيزيائيون والحكومات ببناء تلك المصادمات الضخمة ، وما تتكلفه من كلفة باهظة (تكلف مصادم الهدرونات الكبير حتى الآن نحو 3 مليار يورو) ، بغرض معرفة بناء الكون ، وموقع الإنسان فيه.

مادة   مضادة
في فيزياء الجسيمات، المادة المضادة هي امتداد لمفهوم الجسيم المضاد للمادة، حيث تتكون المادة المضادة من جسيمات مضادة بنفس الطريقة التي تتكون منها المادة العادية من جزيئات. على سبيل المثال، الإلكترون المضاد (البوزيترون، هو إلكترون ذو شحنة موجبة) والبروتون المضاد (بروتون ذو الشحنة سالبة) يمكن أن يشكلوا ذرة مضاد الهيدروجين بنفس الطريقة التي يشكل بها الإلكترون والبروتون ذرة هيدروحين عادية. وعلاوة على ذلك، فإن خلط المادة مع المادة المضادة يؤدي إلى فناء كل منهما وبنفس الطريقة تفنى الجسيمات والجسيمات المضادة، مما يؤدي ظهور طاقة كبيرة من الفوتونات (أشعة جاما) أو غيرها من أزواج من الجسيمات والجسيمات المضادة.

هناك تكهنات كثيرة عن السبب في أن الكون المدرك يتكون بشكل كامل تقريبا من المادة، وما إذا كان توجد غيره من الأماكن تتكون بالكامل تقريبا من المادة المضادة، وماذ يحدث إذا تم استغلال المادة المضادة، ولكن في هذا الوقت يشكل عدم التماثل الواضح للمادة والمادة المضادة في الكون المرئي إحدى المشاكل الكبرى التي لم تحل في الفيزياء. العملية التي من تتطور من خلالها التماثل بين الجسيمات واللجسيمات المضاد تسمى التخليق الباريوني (بالإنجليزية: baryogenesis‏).محتويات [أخف]1 التدوين
يوجد طريقة واحدة للدلالة على الجسيم المضاد وهي إضافة شريط (أو ماكرون) على رمز الجسيم. على سبيل المثال، البروتون والبروتون المضاد تتم كتابتهم p و,p على التوالي. وتنطبق نفس القاعدة إذا كنت تكتب الجسيمات بواسطة العناصر المكونة لها. فالبروتون يتكون من u u d كوارك، ولذلك فالبروتون المضاد يجب أن يكون يتكون من u u d كوارك مضاد. ويوجد عرف أخر وهو تمييز جزيئات بواسطة شحنتهم الكهربائية. وبالتالي، يتم الرمز للإلكترون والبوزيترون ب e− -- و+ e+ على التوالي.
النشأة وعدم التماثل

 تقريبا كل شيء مدرك من الأرض يبدو أنه مكون من المادة بدلا من المادة المضادة. ويعتقد كثير من العلماء أن زيادة المادة عن المادة المضادة المعروفة باسم (عدم التماثل الباريوني) هي نتيجة لخلل في إنتاج جسيمات المادة والمادة المضادة في الكون في وقت مبكر، في عملية تسمى التخليق الباريوني. مقدار المادة التي يمكن ملاحظتها في الوقت الحاضر في هذا الكون يتطلب عدم توازن في الكون المبكر بموجب جسيم واحد من المادة مقابل بليون زوج من جسيمات المادة والمادة المضادة
يتم إنشاء المادة المضادة في كل مكان في الكون حيث تتصادم الجسيمات عالية الطاقة. الأشعة الكونية عالية الطاقة التي تؤثر في الغلاف الجوي للأرض (أو أي مادة أخرى في النظام الشمسي) تنتج كميات صغيرة من المادة المضادة ناتجة عن تدفق الجسيمات، والتي تفنى على الفور عن طريق احتكاكها بالمادة القريبة. وبالمثل فإنه قد يتم إنتاجها في مناطق مثل وسط مجرة درب التبانة ومجرات أخرى، حيث تحدث أحداث سماوية نشطة جدا (أساسا التفاعل بين التدفقات البلازما مع الوسائط بين النجوم). ووجود المادة المضادة الناتجة قابل للاكتشاف من خلال أشعة جاما التي تنتج عندما تفنى البوزيترونات مع المادة القريبة. ويشير التردد والطول الموجي لأشعة جاما إلى أن يحمل كل 511 كيلو الكترون فولت من الطاقة (أي بقية كتلة الإلكترون أو البوزيترون مضروبا في c2 2).
الملاحظات الأخيرة التي قامت بها وكالة الفضاء الأوروبية لأشعة جاما (مختبر الفيزياء الفلكية الدولي أشعة جاما) قد تفسر الأقمار الصناعية منشأ سحابة عملاقة من المادة المضادة المحيطة بمركز المجرة. الملاحظات تظهر ان السحابة غير متناظرة وتطابق نمط ثنائيات أشعة إكس، نظم النجم الثنائي وتحتوي على ثقوب سوداء أو نجوم نيوترونية، معظمها على جانب واحد من مركز المجرة. في حين أن هذه الآلية ليست مفهومة تماما، فمن المرجح أن تنطوي على إنتاج أزواج من الإلكترون والبوزيترون، والمادة العادية تحصل على طاقة هائلة أثنالء الوقوع في بقايا النجوم.
وقد توجد المادة المضادة بكميات كبيرة نسبيا في مجرات بعيدة بسبب التضخم الكوني في الوقت البدائي للكون. وتحاول ناسا تحديد ما إذا كان هذا صحيحا بالبحث عن الأشعة السينية وأشعة جاما التي تشير الاحداث الفناء في اصطدام الكتل العظمى

الإنتاج الصناعي

تنتج أيضا الجزيئات المضادة في أي بيئة ذات درجة حرارة عالية بما فيه الكفاية (يعني الطاقة للجسيمات أكبر من إنتاج زوج عتبة). خلال فترة التخليق الباريوني، عندما كان الكون شديد الحرارة وكثيف، كانت المادة والمادة المضادة تنتج وتباد باستمرار. وجود ما تبقى من المادة، وعدم وجود بقايا من مادة المضادة مكتشفة،  تسمى أيضا اللاتماثل الباريوني، يرجع إلى اختلال التماثل القطري المتعلق بالمادة والمادة المضادة. ولا تزال الآلية الدقيقة لهذا الاختلال أثناء التخليق الباريوني لغزا.

تنتج البوزترونات أيضا عن طريق بيتا المشعة +  الاضمحلال، ولكن هذه الآلية يمكن أن تعتبر "طبيعية" وكذلك "مصطنعة".
________________________________________
 المصدر الأساسي ويكيبيديا الموسوعة الحرة 
المؤلفان
 Gregory Tarlé - Simon P. Sowrdy
يتابعان البحث في الأشعة الكونية منذ أكثر من عشرين عاما. حصل تارلي، وهو أستاذ الفيزياء في جامعة ميتشيگان، على الدكتوراه من جامعة بيركلي عام 1978. وله نشاطات في التجارب التي تبحث عن وحيد القطب المغنطيسي وعن النيوترينو الكوني واهتزازات النيوترينو. أما سوردي، وهو أستاذ في جامعة شيكاگو، فنال عام 1979 الدكتوراه من جامعة بريستول، وكان عضوا في فريق الباحثين القائمين على «تجربة نوى الأشعة الكونية» التي طارت مع المكوك الفضائي عام 1985.
  مراجع للاستزادة

THE EARLY UNIVERSE. Edward W Kolb and Michael S. Turner. Addison-Wesley, 1990.

COSMIC RAYS AT THE ENERGY FRONTIER. James W. Cronin, Thomas K. Gaisser and Simon P. Swordy in Scientific American, Vol. 276, No. 1, pages 32-37; January 1997.
CONSTRAINTS ON THE INTERGALACTIC TRANSPORT OF COSMIC RAYS. Fred C. Adams et al. in Astrophysical Journal, Vol. 491, pages 6-12; . December 10, 1997.
Information on the HEAT experiment can be p found at http://tigger.physics.lsa.umich.edu/www/heat/heat.html on the World Wide Web.
Information on the AMS experiment can be found at http://hpl3snO5.cern.ch:8080/ams01. • html on the World Wide Web.
 Scientific American, April 1998

http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=2357
 الكون
 _________________________________________
العودة الي          مدونة  رحال          مخلوقات مدهشة        صفحات رحال     صفحات مخلوقات مدهشة
                     بيانات الإتصال        تنويه عن رحال         كلمة المدون        موقعنا علي فيسبوك                     
 الترخيص والنشر والاقتباس
رخصة المشاع الابداعي
هذا المصنف مرخص بموجب المشاع الابداعي نسب العمل- المشاركة على قدم المساواة 3.0 الاصليةالترخيص .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق