الأقسام

الأحد، 5 يونيو 2011

حشوات الزجاج المعشق



أسباب تلف حشوات الزجاج المعشق بالرصاص والتعرف عليها   :-



 اذا كان فن الزجاج المعشق بالرصاص قد عرف في مصر ، في تاريخ لاحق لتاريخ نشأته في اوروبا  الا ان ما وجد منه بالقصور والكنائس المصريه ، انما يدل دلاله بالغه على ما وصل اليه من تطور ورقي ، خاصه أن معظم روائع هذا الفن قد وجدت في قصور عني بتشييدها أفراد الاسره المالكه السابقه ، فارتبط برقي الذوق والحس الفني ودقه التنفيذ وجمال الاخراج .



 ولكن مما يؤسف ان هذ القصور والمنشآت الاثريه قد أصابها الاهمال على مر السنين - وبدلا من ان يتم الحفاظ عليها كجزء من تراثنا الأثري - نجدها قد استغلت لشتغلها الهيئات الحكوميه والمؤسسات التعليميه ، مما عرض مبانيها وما تضم من نوافذ زجاجيه معشقه بالرصاص للإهمال والتلف والضياع في النهايه .

ويمكن تقسم أسباب تلف حشوات الزجاج المعشق بالرصاص في مصر الي :-

1- تأثير العوامل الجويه المحيطه :-

أ- ارتفاع درجة الحراره :

 يتميز المناخ في مصر بالارتفاع الشديد في درجه الحراره ، ولفترات طويله وعلى مدار العام ، مما يؤثر تأثيراً بالغ الخطوره على حشوات الزجاج المعشقه بالرصاص ، حيث يؤدي هذا الارتفاع الشديد في درجه الحراره الي اصابة الحشوات بالتقوس Buckle والسبب في ذلك راجع الي الجفاف الشديد الذي يصيب ماده المعجون التي تملأ الفراغات بين معن الرصاص وحشوات الزجاج ، فيؤدي ذلك الي سهولة انفصال حشوات الزجاج عن تجاويف معدن الرصاص وتحدبها الي الداخل .



 وتعتمد درجه تقوس الحشوات الزجاجيه على مساحة هذه الحشوات ، وعلى وضعها أفقيا كان ( مساقط الاضاءه ) أو رأسياً ( النوافذ ) وأيضا اذا كانت هذه النوافذ ثابته أو متحركه حيث تساعد على حركة النوافذ على إبراز هذا المظهر المتلف للنوافذ الزجاجيه المعشقه .

 ويمكن ملاحظه هذه الظاهره بوضوح في الجزء الاسفل ن حشوات النوافذ الزجاجيه المعشقه بقصر الأمير يوسف كمال بالمطريه ..حيث نجد تقوس وانبعاج الحشوات في صوره محدبه الي الداخل . وانفصال معدن الرصاص التوائه ، وفي نافذه اخري نفس الحشوات متقوسه الي الخارج حيث يظهر الانبعاج والتقوس بوضوح في صوره مقعره .

 وأيضا لوحظت هذه الظاهره ( تقوس الحشوات ) في النوافذ الزجاجيه المتحركه بقصر اسماعيل باشا محمد بالزمالك ، حيث تمتد النوافذ في صوره رأسيه ، وبساحه كبيره ونظرا لتعرضها الدائم لدرجه الحراره المرتفعه نجد أن النافذه التي تقع في أقصي اليسار قد انفصلت انفصالا تاما عن الحشوه العلويه منها ، والتي على هيئة عقد مدبب انفصالاً تاما على الحشوه التي تقع اسفل منها ويبدو ذلك في صوره فراغ كبيره ، ينفذ الضوء من خلاله .

 كما تظهر حشوات هذه النافذه بصوره غير مستويه حيث تتقعر الي الداخل وتتحدب الي الخارج .

 أما بالنسبه للحشوات التي تتواجد في صوره افقيه كمساقط للإضاءه فإن هذه الظاهره تتضح أيضا ، حيث يبدو الانبعاج والتقوس في وسط ( مركز ) الحشوات نظرا لضخامة المساحه المعشقه من الزجاج ،واصابة القضبان بالضعف بمرور الوقت ،ويلاحظ هبوط الحشوات المركزيه ، ويمكن ملاحظه هذه الظاهره في الحشوات الافقيه الممثله لمسقط الاضاءه بقصر عائشه فهمي بالزمالك ، حيث يزيد من ضعف هذه الحشوات وهبوطها تثبيت سلسلة بالمركز تتدلي منها وحده إضاءه ثقيلة الوزن . وقد قوبلت نفس الظاهره في مسقط الاضاءه الافقي والمنفذ بحشوات الزجاج المعشقه بالرصاص بقصر الزعفران بالعباسيه.

ب- الرطوبه المرتفعه :

 يظهر الاثر السيء لإرتفاع الرطوبه النسبيه في تآكل بعض حشوات الزجاج المعشق بالرصاص ، خاصه الموجوده في مساقط الاضاءه الافقيه التي تتعرض بصوره مباشره لسقوط الامطار في فصل الشتاء .

 ونجد مثلا في قصر الزعفران ، حيث ادت الرطوبه الزائده الي تآكل معدن الرصاص وانفصاله بسهوله عن الزجاج .

ج- تأثير الغازات الضاره والأتربه :

 نظرا لوقوع معظم المنشآت الاثريه المحتويه على الزجاج المعشق بالرصاص في مناطق مزدحمه بحركه المرور فقد أدي ذلك الي تلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكبريت الناتج عن احتراق الوقود ، ويتضح التأثير الضار لهذا الغاز عند زياده درجة الرطوبه النسبيه ، حيث يتأكسد الغاز أولا الي غاز ثالث أكسيد الكبريت لوجود الاكسجين في الجو وفي وجود بخار الماء يتحول الي حمض الكبريتيك الذي يؤدي الي تآكل سطح الزجاج ، كذلك تعاني بعض حشوات الزجاج المعشق في مصر من تراكم الاتربه علىسطح الزجاج بصوره كبيره تكاد تمنع نفاذ الضوء من خلالها ،ويبدو ذلك واضحا في النوافذ الزجاجيه المعشقه بقصر اسماعيل باشا محمد .

2- عوامل ناتجه عن الإتلاف البشري :

أ- استغلال القصور الأثريه المحتويه على نوافذ الزجاج المعشق لتشغلها هيئات حكوميه ومؤسسات علميه :-

 على سبيل المثال نجد أن :

* قصر الزعفران الذي بناه الخديوي توفيق سنه 1850 يشغله حاليا مقر جامعة عين شمس .

* قصر عابدين الذي بناه الخديوي اسماعيل سنه 1863م خصصت بعض قاعاته كمتحف والبعض الاخر تشغله قاعات رئاسة الجمهوريه .

* قصر حبيب باشا سكاكيني بغمره سنه 1897م كان يشغله لوقت قريب متحف صحي تزوره الرحلات المدرسيه على مدار السنه .

* قصر عائشه فهمي بالزمالك سنه 1907م تشغله حاليا قاعه الفنون حيث تقام به المعارض الفنيه الدوريه .

* قصر الامير يوسف كمال بالمطريه سنه 1908م ويحتل قاعاته موظفو معهد الدراسات الصحراويه .

* قصر عبود باشا بالزمالك ، ويمثل قسم من أقسام كلية الفنون الجميله .

* قصر اسماعيل باشا محمد بالزمالك ، ويمثل المبني الرئيسي لكلية التربيه الموسيقيه .

 مما سبق يتضح أن هذه القصور الاثريه بما تتضمنه من روائع فن الزجاج المعشق بالرصاص تعاني من الحركه الشريه بداخلها ، سواء كانت في صوره موظفين كما هو الحال في قصر الزعفران وقصر الامير كمال يوسف ، أو في صوره زوار ، وذلك بالنسبه للقصور التي استغلت كمتاحف مثل قصر السكاكيني ، وقصر عابدين ، وقصر الاميره فاطمه حيدر بالاسكندريه ( قصر المجوهرات الملكيه ) أو في القصور التي خصصت قاعاتها كمعارض فنيه كما هو الحال في قصر عائشه فهمي .

 في حين نجد أن البعض الاخر قد خصصت قاعاته لتزدحم بالطلبه ، كما هو الحال في قصر عبود باشا ( كلية الفنون الجميله ) وقصر اسماعيل باشا محمد (كلية التربيه الموسيقيه) . وقد نتج عن سوء استخدام الابواب والنوافذ ذات الزجاج المعشق بالرصاص ( وهي من النوع المتحرك ) وكثرة تعرضها للفتح والغلق عده مرات يوميا ، أن تهشمت أجزاء كبيره منها ، ومعظمها أهمل وترك على هذا الحال .

 وتبدو هذه الظاهره بوضوح ( تهشم الحشوات الزجاجيه ) في قصر الامير يوسف كمال .. كذلك قصر حبيب باشا سكاكيني .. وقصر الزعفران .

ب- الترميم الخاطئ :

 قد يقع المرمم أحيانا أثناء قيامه بترميم حشوات الزجاج المعشق بالرصاص في بعض الآخطاء التي تضر بالاثر وتشوه مظهره الجمالي ، ومثال ذلك قيام بعض المرممين باستبدال حشوات الزجاج الملون المهشمه بأخري شفافه عديمه اللون وحديثه الصنع اذا وضعت جنبا الي جنب بجوار الحشوات الزجاجيه الملونه القديمه فانها تشوه النسق الجمالي العام للنافذه .

 وتتضح هذه الظاهره في بعض حشوات الزجاج بقصرالزعفران حيث استبدلت حشوتان من الزجاج القديم الملون بحشوتين حديثتين .

 وفي نفس القصر ( الزعفران ) نجد أن نوافذ بأكملها قد استبدل زجاجها الملون المعشق بزجاج حديث وشفاف عديم اللون .

 ومن مظاهر الترميم غير المناسب الذي طبق أحيانا في بعض النوافذ واستخدام معالجات لونيه حديثه تختلف تماما عن المعالجات اللونيه الاصليه ، حيث جاءت مخالفه لها تماما في الدرجه كما هو الحال في قصر الزعفران ، حيث تظهر الوحده الزخرفيه النباتيه الي أسفل يسار الصوره بدرجه لونيه تخالف الدرجه اللونيه الاصليه .

 وفي بعض الاحيان يتم استبدال النافذه التي تعرضت للتلف لاي سبب من الاسباب بأخرى حديثه ، لا يتم تعشيق أجزاؤها بمعدن الرصاص ، ولكن يتم توقيق الزخارف عليها بالالوان ، مع استبدال مواضع قضبان معن الرصاص بلون اسود ، وذلك في محاوله لمضاهاة أسلوب التعشيق المنفذ في النوافذ الاخري ،وتتضح هذه الظاهره في واحده من النوافذ الموجوده بكنيسة قصر الدوباره الانجيليه بالقاهره.

ج - عدم التبصر والحرص عند اقامة منشآت حديثه بجوار المنشآت الاثريه التي تضم نوافذ الزجاج المعشق بالرصاص:-

 ويعتبر هذا من الاتلافات البشريه غير المتعمده . فمن المعروف أن فن الزجاج المعشق من الفنون التي يعتمد تأثيرها على مرور الضوء من خلالها وانعكاسه بصوره متلألئه.

 فعند تشييد مبني يقع مباشره خلف هذه النوافذ فإنه يؤثر على مدى مرور الضوء من خلال زجاج النافذه ، وبالتالي تفقد النافذه الزجاجيه وظيفتها الاساسيه . وقد اتضحت هذه الظاهره بانسبه لنافذه زجاجيه معشقه بالرصاص بقصر عائشه فهمي بالزمالك ، حيث حجب مبن حديث الضوء عن المرور خلال زجاج النافذه وأضيت بالاعتام بمقارنتها بالنافذه المجاوره لها التي تقع بعيدا عن المبنى المقام حديثا ،وحيث يسمح زجاجها بمرور الضوء تماما من خلاله .

د- عدم الامانه التي يقع فيها بعض المنفذين :

 حيث يؤثر ذلك تأثيرا مباشرا على عمر الحشوة ويتسبب عدم الالتزام بالتقنيات المعروفه النسبه لهذا الفن الى تداعي الحشوات بعد فتره وجيزه جدا من صناعتها .

 ومن امثله ذلك عدم تسكين القطعه الزجاجيه في مكانها في قنوات الرصاص ، نتيجه لتقطيع الزجاج أصغر من المساحات المطلوبه ، وهذا يؤدي الي نشأة فراغات ينفذ منها الضوه مما يفسد الرؤيه البصريه - ومن ناحيه أخرى يؤثر ذلك على بناء الحشوت ،مما يجعلها ضعيفه ،وعرضه للإنهيار .

 كذلك من مظاهر عدم الالتزام بالامانه عند تنفيذ عمل حشوات زجاجيه معشقه بالرصاص ، استخدام قضبان رصاصيه رفيعه جدا ، وغير مشدوده تماما ، لانه ينبغي أن تشد قضبان الرصاص قبل العمل بها جيدا ، وذلك لتقسيمها ،واذا لم تتم هذه العمليه ، فإن هذه القضبان ( غير مقساه) عند تعشيق حشوات الزجاج بها - وبعد مرور فترات زمنيه طويله تتراخى وتضعف ، مما يؤدي ذلك في أغلب الاحيان الي انفصال حشوات الزجاج عنها .

3- الاهتزازات :

 سبق الذكر ان معظم القصور الاثريه ذات نوافذ الزجاج الملون المعشق بالرصاص تقع في مصر في أماكن تزدحم بحركة السيارات العاديه والمركبات الثقيله ، مما يتسبب أحيانا في اهتزاز زجاج هذه النافذه ، والتي تكون اساسا في حاله من الضعف لا تسمح لها بالبقاء في مكانها لمده طويله ،وسرعان ما تسقط بعض الحشوات وتتهشم ، وذلك نظرا لطبيعة الزجاج كماده سهلة الكسر والتهشم . وللضعف الشديد لقضبان الرصاص بمرور الزمن ايضا . وعلى الرغم من أن مصر كانت ولفترات طويله من البلدان التي قلما تتعرض لكوارث طبيعيه - الا أن الزلزال الذي حدث مؤخرا بها ( أكتوبر سنه 1992م ) قد تسبب للأسف في سقوط حشوات زجاجيه معشقه بالرصاص ذات مساحات كبيره ، وتهشمها كلية . ومن القصور التي تعرض زجاجها للسقوط والضياع من أثر هذا الزلزال قصر اسماعيل باشا محمد .

* في حالة صعبة توفير قاعه خاصه مكيفه لعرض التحف الزجاجيه يجب ان توضع هذه التحف في خزائن عرض محكمه الغلق مع ماده مجففه مثل السيلكاجيل Silica - Gel لضمان عدم زياده درجه الرطوبه النسبه عن الدرجه السابق ذكرها ( 42% ) ويراعى تغيير الماده المجففه مره كل سته اشهر .

* توفير درجه حراره ثابته مناسبه للمتاحف ، حيث أن التذبذب بين الارتفاع والانخفاض في درجة الحراره يؤدي الي سقوط الزخارف المذهبه ، أو المنفذه بالمينا على اسطح الاواني الزجاجيه ، وذلك لأختلاف تعامل أجزاء الآنيه الزجاجيه ، وكذلك طبقة المينا ، او التذهيب مع ارتفاع والانخفاض في درجه الحراره الي سقوط هذه الزخارف .

* يجب عرض التحف الزجاجيه في خزائن عرض مغلقه ، وتجنب عرضها على أرفف مكشوفه حتي لا تكون عرضه للسقوط والتهشم .

* ضروره تزويد المتحف بأجهزه تكييف ومرشحات خاصه لإمتصاص العوالق الجويه ، والغازات الحمضيه الضاره والتي تؤدي الي إصابه الزجاج بالاعتام .

* الحرص والاعتناء التام عند تناول التحف الزجاجيه أثناء تنظيفها او نقلها من مكان لآخر .

للمزيد طالع الزجاج المعشق:


طالع أيضا الفسيفساء

طالع ايضا فـــن الأرابيسك

التنفيذ العملي للفسيفساء

الزليج المغربي فن الموزاييك

أعمال الفسيفساء الرائعة


اعداد حسام الشربينى
 tasnaeg@yahoo.com                          http://tinyurl.com/3lz3dx4
مصر للتعمير - شيراتون المطار                    محمول 0121714484, القاهرة, 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق