الأقسام

الأحد، 29 مايو 2011

الشيوعية



الشيوعية هي نظرية إجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراتة لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع.وتعتبر الشيوعية (الماركسية )تيار تاريخي من التيارات المعاصرة. الأب الروحي للنظرية الشيوعية هو كارل ماركس ومن أهم من توغل في النظرية الشيوعية وأسهم في الكتابات والتطبيق فيها هو فلاديمير لينين.

 الشيوعية الأولى

كثير من المثقفين الغربيين قاموا بالدفاع عن أفكار مشابهة لفكرة الشيوعية. ففي القرن الرابع، قام الفيلسوف اليوناني افلاطون بإقتراح يضع ملكية العقار بيد طبقة مثقفة من المجتمع لكي يبعد عن طبقات المجتمع الدنيا التناحر فيما بينها في ملكية العقار. في العام 1534م، قام المدعو جون من مدينة لايدين بتحويل مدينة منستير إلى مجتمع أطلق عليه اسم "القدس الجديدة" وابتدع فكرة تعدد الأزواج والزوجات إلى أن هجم الكاثوليك على تلك المدينة مما أدى إلى حدوث مذبحة في المدينة ونهايه حلم المدعو جون. في القرن التاسع عشر وإبّان الثورة الصناعية، سأم الكثير من الإنحطاط والإضطهاد الذين ألمّا بالناس نتيجة اللهث وراء لقمة العيش فأعتزلوا المجتمع، ونذكر هنا روبرت أوين الذي إعتزل المجتمع وكوّن مجتمعاً صغيراً أسماه نيو هارموني في ولاية إنديانا الأمريكية وكان المجتمع الصغير الذي أنشأه يتخذ طابعاً شيوعياً.

أفكار ماركس و إنجلز

أفكار كل من كارل ماركس و فريدريك إنجلز مثّلت الشيوعية كحركة ثورية ولكن ليس من الضروري أن تتبلور هذه الحركة في بقعة معينة من العالم بل من الممكن أن تحدث في العالم كلّه إستناداً على الورقة التي تقدّم بها الرجلان في وصف الشيوعية. يصف الرجلان التاريخ -بحلوه ومرّه- بأنه صراع بين طبقات المجتمع وفي كل مجتمع، نجد أن طبقة صغيرة متنفّذة تشرف على عملية الإنتاج والعطاء بينما السواد الأعظم من المجتمع يسهم إسهاماً قليلاً في عجلة المجتمع الإقتصادية والإنتاجية. في هذه المرحلة، كانت الرأسمالية تتحكم وتسيّر عجلة الإقتصاد بصورة غير منصفة من وجهة نظر كارل ماركس|ماركس في ورقته المعنونة بـنظرية قيمة العمل. يُسهب الرجل في كيفية إستغلال البرجوازيين للطبقة الكادحة ويستدلّ بالطريقة التي يشتري بها أرباب الأعمال وقت العامل عن طريق دفع راتب مقطوع لهذا العامل ومن ثمّ يقوم ربّ العمل ببيع السلعة التي يصنعها العامل بفارق ربح! كان كارل ماركس يرى في العملية آنفة الذكر إجحافا بحق العامل وأن هناك خللا في تطبيق العدالة بين ما يجنيه العامل من عائد متمثّل في راتبه المقطوع وبين الربح الفاحش الذي يجنيه أرباب الأعمال. يعتقد ماركس أنّها مسألة وقت يعي فيها العمّال في شتّى أنحاء الأرض الأهداف المشتركة في تحقيق العدالة الإجتماعية ويتّخذ العمّال الخطوة الأولى في الإطاحة بأرباب الأعمال والقيام على تقسيم الثروة بينهم وعزل البرجوازيين من معادلة الرّبح وان هذا التصرّف سيكون تلقائياً وحتمياً!

الّلينينيّة و الديموقراطية الإشتراكية

إستناداً إلى نظرية كارل ماركس، سيتحوّل العالم الرأسمالي إلى عالم إشتراكي اشتراكية وفي النهاية سيقف به المطاف إلى الشيوعية. في بداية القرن العشرين، لم يكن العالم الرأسمالي قريباً على الإطلاق من نظرية ماركس بل على العكس، كان العالم الرأسمالي قويّاً أيما قوة مما أحدث شرخاً في أتباع ماركس وأطروحاته النظرية. فسّر بعض أتباع ماركس أنه بالإمكان تحقيق مجتمع إشتراكي بدون الحاجة للقيام بثورة وسمّيت هذه الفكرة بالإشتراكية الديموقراطية. أمّا بالنسبة لـلينين، فكان يقول أن ماركس لم يقدّر قوة الرأسمالية الإمبيريالية كما ينبغي وهناك حاجة للقيام بثورة عمّالية تأخذ السلطة من البرجوازيين وتسير باتّجاه تطبيق المبدأ الشيوعي وهذا أفضل تعريف للشيوعية.

كلمة "الشيوعية" في اللغة

هناك لبس كبير بين الكلمتين "شيوعية" و"إشتراكية" (يرى البعض ان الّلبس متعمّد) فعندما تَرِدْ إحدى هاتين الكلمتين في سياق الكلام، كـ "الإتحاد السوفيتي الإشتراكي"، يستنتج القاريء 3 أشياء: أن المَعنيّ في الكلام عضوٌ في منظمة شيوعية، أو عضوٌ يصبو إلى مجتمع شيوعي في المستقبل، أحزاب سياسية تأمل في رؤية مجتمع شيوعي في المستقبل المنظور ولا يتألف هذا المجتمع من حكومة تقوده أو تسيّره. إحتار المؤرّخون في إيجاد حل للعلاقة التي تربط الدول الشيوعية/الإشتراكية من جهة، و إهدار حقوق الإنسان في مثل هذه الدول من جهة أخرى. مؤسسات كـ KGB و NKVD أبلت بلاء حسناً في الفتك بالأبرياء والمذنبين والجدير بالذكر أن الدول أُحادية الحزب في تاريخنا المعاصر تميزت بالفتك بالإنسان وإهدار حقّه بحقّ و بدون حقّ. يعترض الماركسيون على ربط كلمة "الشيوعية" بالقمع ويصفون الكلمة بالمعنى السامي الذي يصف المجتمع بمجتمع بلا طبقية، وبلا حكومة تسنّ القوانين، وبلا ملكية إذ تعود الملكية للشعب كلّه، وبلا إضطهاد ولا إستغلال للعامل ومقدّراته!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق